علم النحو : المصدر
تعريف المصدر : هو لفظ يدل على حدث غير مقترن بزمن مشتمل على أحرف فعلة .
مثل : ضرب – ضرباً ، وأكل – أكلاً .
وهذا النوع ونظائره يكون المصدر فيه مشتملاً على أحرف فعله لفظاً .
وقد يشتمل عليها تقديراً ، مثل : مازح – مزاحاً .
والأصل أن يكون المصدر : ميزاحاً ، فالياء موجود في التقدير .
وقد يكون معوضاً إما حذف منه بغيره ، مثل : وهب – هبة .
فالأصل أن يكون المصدر : وَهْب . وهذا صحيح غير أن الواو لحقها حذف وعوض عنها بالتاء في آخر المصدر .
الفرق بين المصدر والفعل :
الفعل لفظ يدل على حدث إلى جانب دلالته على الزمن .
فعندما نقول : ضَرَبَ – ضَرْباً .
نجد أن الفعل ضرب دل على عملية الضرب " الحدث " كما دل على زمن وقوع الضرب .
أما المصدر : ضرباً فقد دل على عملية الضرب " الحدث " ولكنه لم يبين الزمن الذي وقع فيه .
مصادر الأفعال الثلاثية
جدول رقم 1
الرقم | الفعل | وزنه | متعد أو لازم | مادل عليه الفعل | المصدر | وزنه |
1 | زرع | فَعَلَ | متعد | دل على حرفة | زراعة | فِعَالة |
صنع | فَعَلَ | متعد | دل على حرفة | صناعة | فِعَالة | |
تجر | فَعَلَ | متعد | دل على حرفة | تجارة | فِعَالة | |
2 | جمح | فَعَلَ | لازم | دل على امتناع | جِماح | فِعال |
أبى | فَعَلَ | لازم | دل على امتناع | إباء | فِعال | |
نفر | فَعَلَ | لازم | دل على امتناع | نِفار | فِعال | |
3 | غلى | فَعَلَ | لازم | دل على حركة وتقلب واضطراب | غَليان | فَعَلان |
دار | فَعَلَ | لازم | دل على حركة وتقلب واضطراب | دوران | فَعَلان | |
طار | فَعَلَ | لازم | دل على حركة وتقلب واضطراب | طيران | فَعَلان | |
4 | عطس | فَعَلَ | لازم | دل على مرض أو داء | عُطاس | فُعال |
سعل | فَعَلَ | لازم | دل على مرض أو داء | سُعال | فُعال | |
صدع | فَعَلَ | لازم | دل على مرض أو داء | صُداع | فُعال |
الرقم | الفعل | وزنه | متعد أو لازم | ما دل عليه الفعل | المصدر | وزنه |
5 | خضر | فَعِل | لازم | دل على لون | خُضرة | فُعْلة |
حمر | فَعِل | لازم | دل على لون | حُمرة | فُعْلة | |
صفر | فَعِل | لازم | دل على لون | صُفرة | فُعْلة | |
6 | نبح | فَعَلَ | لازم | دل على صوت | نُباح | فُعال |
عوى | فَعَلَ | لازم | دل على صوت | عُواء | فُعال | |
صهل | فَعَلَ | لازم | دل على صوت | صهيل | فعيل | |
نعق | فَعَلَ | لازم | دل على صوت | نعيق | فعيل | |
7 | رحل | فَعَلَ | لازم | دل على سير | رحيل | فَعِيل |
ذمل | فَعَلَ | لازم | دل على سير | ذميل | فَعِيل | |
رسم | فَعَلَ | لازم | دل على سير | رسيم | فَعِيل | |
دبّ | فَعَلَ | لازم | دل على سير | دبيب | فَعِيل |
جــدول رقم 2
الرقم | الفعل الماضي | وزنه | متعد أو لازم | المصدر | وزنه | الفعل المضارع | ملاحظات |
1 | نَصَر | فَعَل | متعد | نَصْر | فَعْل | يَنْصُر | يشترط في الفعل أن يكون متعدياً . للمصدر وزن واحد |
سَمِع | فَعِل | متعد | سَمْع | فَعْل | يَسْمَع | ||
فَتَح | فَعَل | متعد | فَتْح | فَعْل | يَفْتَح | ||
2 | صَعُب | فَعُل | لازم | صُعُوبة | فُعُولة | يَصْعُب | يشترط في الفعل أن يكون مضموم العين . للمصدر ثلاثة أوزان |
بَلُغ | فَعُل | لازم | بَلَاغة | فَعَالة | يَبْلُغ | ||
كَرُم | فَعُل | لازم | كَرَم | فَعَل | يَكْرُم | ||
3 | طَرِب | فَعِل | لازم | طَرَب | فَعَل | يَطْرَب | يشترط في الفعل أن يكون مكسور العين . للمصدر وزن واحد |
تَعِب | فَعِل | لازم | تَعَب | فَعَل | يَتْعَب | ||
فَرِح | فَعِل | لازم | فَرَح | فَعَل | يَفْرَح | ||
4 | جَلَس | فَعَل | لازم | جُلُوس | فُعُول | يَجْلِس | يشترط في الفعل أن يكون مفتوح العين . للمصدر وزن واحد |
سَجَد | فَعَل | لازم | سُجُود | فُعُول | يَسْجُد | ||
خَرَج | فَعَل | لازم | خُرُوج | فُعُول | يَخْرُج |
تنبيهات وفوائد :
1ـ يلاحظ من الجدول السابق أن المصادر الثلاثية – المأخوذة من الفعل الثلاثي – أكثرها سماعية تعرف بالسماع والرجوع إلى معاجم اللغة .
مثل : قطع – قطعاً ، رعى – رعياً ، قام – قياماً ، فهم – فهماً .
أما المصادر التي لم تسمع عن العرب فقد وضع لها قواعد وضوابط تطبق على نظائرها وقد رصدنا في الجدول السابق الضوابط التي اتفق عليها الصرفيون وأصبحت قواعد عامة متبعة وعرفت بالمصادر القياسية ، وهي كالتالي :- انظرالجدول رقم 1 .
أ - إذا دل الفعل على حرفه جاء مصدره على وزن فِعاله : زرع – زراعة .
ب - إذا دل الفعل على امتناع جاء مصدره على وزن فِعال : جمح – جماح .
ج - إذا دل الفعل على حركة أو تقلب أو اضطراب جاء على وزن فَعلان : غلى – غليان .
د – إذا دل الفعل على مرض أو داء جاء مصدره على وزن فُعال : عطس – عطاس.
هـ– إذا دل الفعل على لون جاء مصدره على وزن فُعلة : خضر- خُضرة .
و – إذا دل الفعل على صوت جاء مصدره على وزن فُعال أو فَعيل : نبح – نباح ، صهل – صهيل .
ز – إذا دل الفعل على سير جاء مصدره على وزن فَعيل : رحل – رحيل .
2 ـ وإذا لم يدل المصدر على شيء مما سبق ، فغالباً ما يأتي على الأوزان التالية : انظر جدول رقم 2 .
أ – إذا كان الفعل متعدياً ، ويستوي في ذلك أن تكون عينه مفتوحة أو مكسورة يأتي مصدره على وزن " فَعْل " بفتح الفاء وتسكين العين .
ب – إذا كان الفعل لازما جاء مصدره على ثلاثة أوزان هي :
فُعُولة بضم الفاء والعين ، وفَعَالة بفتح الفاء والعين ، وفَعَل بفتح الفاء والعين .
ج – إذا كان الفعل مكسور العين لازما جاء مصدره على وزن فَعَل بفتح الفاء والعين.
د – إذا كان الفعل مفتوح العين لازما جاء مصدره على وزن فُعُول بضم الفاء والعين.
3 ـ إذا كان الفعل معتل العين فالأغلب أن يأتي مصدره على وزن فَعْل بفتح الفاء وتسكين العين ، مثل : صام – صَوْما ، عام – عَوْما ، لام – لَوْما .
أو على وزن فِعَال بكسر الفاء وفتح العين ، مثل : صام – صياما ، قام – قياما .
وقد يأتي على وزن فَعَال بفتح الفاء والعين ، مثل : راح – رواحا ، زال – زوالا .
4 ـ إذا دل الفعل على معالجة فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فُعُول بضم الفاء والعين ، مثل : هبط – هبوط ، صعد – صعود ، قدم – قدوم .
وإذا دل الفعل على عيب فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فَعَل بفتح الفاء والعين .
مثل : عَرِج – عرجاً ، حَوِل – حولاً ، عَوِر – عوراً .
وإذا دل الفعل على معنى الثبوت فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فُعُولة بضم الفاء والعين ، مثل : نعم – نعومة ، يبس – يبوسة ، خشن – خشونة .
مصادر الأفعال الرباعية .
جميع مصادر الأفعال الرباعية قياسية لها أوزان وضوابط تختلف باختلاف وزن الفعل ، وهي على النحو التالي كما هو مبين في الجدول رقم 3 .
الرقم | الفعل | وزنه | المصدر | وزنه | ملاحظات |
1 | أكرم | أفعل | إكرام | إفعال | ثلاثي مزيد بالهمزة صحيح العين |
أعان | أفعل | إعانة | إفعلة | ثلاثي مزيد بالهمزة معتل العين | |
أعطى | أفعل | إعطاء | إفعال | ثلاثي مزيد بالهمزة معتل اللام | |
2 | حطّم | فَعَّل | تحطيم | تَفْعِيل | ثلاثي مزيد بالتضعيف صحيح الآخر |
علّم | فَعَّل | تعليم | تَفْعِيل | ثلاثي مزيد بالتضعيف صحيح الآخر | |
ربّى | فَعَّل | تربية | تَفْعِلة | ثلاثي مزيد بالتضعيف معتل الآخر | |
ولّى | فَعَّل | تولية | تَفْعِلة | ثلاثي مزيد بالتضعيف معتل الآخر | |
برّأ | فَعَّل | تبريئ – تبرئة | تفعيل - تفعلة | ثلاثي مزيد بالتضعيف مهموز الآخرللمصدر وزنان | |
3 | قاتل | فَاْعَل | قتال – مقاتلة | فِعال - مُفاعلة | ثلاثي مزيد بالألف للمصدر وزنان |
حاسب | فَاْعَل | حساب – محاسبة | فِعال – مُفاعلة | ثلاثي مزيد بالألف للمصدر وزنان | |
يانع | فَاْعَل | ميانعة | مُفاعلة | ثلاثي مزيد بالألف فاؤه ياء للمصدر وزن واحد | |
4 | طمأن | فَعْلل | طمأنة | فَعَللة | رباعي مجرد غير مضعف للمصدر وزن واحد |
زلزل | فَعْلل | زلزلة – زلزال | فَعْللة – فِعْلال | رباعي مجرد مضعف للمصدر وزنان |
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتضح من الجدول السابق أن لمصادر الأفعال الرباعية أربعة أوزان هي :
أ – إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بالهمزة – على وزن أفعل – جاء مصدره على وزن إفعال ، مثل : أنجز – إنجاز هذا فيما يختص بالصحيح العين .
* أما إذا كان الفعل معتل العين جاء مصدره على وزن إفعلة ، وذلك بحذف الألف الموجودة في وزن – إفعال – والتعويض عنها بتاء في آخر المصدر .
مثل : أقال – إقالة ، أهان – إهانة ، أدان – إدانة .
* وإذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن إفعال مع قلب حرف العلة همزة مثل : أعطى – إعطاء .
ب – إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بالتضعيف – على وزن فعَّل – وكان صحيح اللام جاء مصدره على وزن تفعيل ، مثل : هذّب – تهذيب ، قدّر – تقدير .
* أما إذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن تفعلة ، مثل : نمى- تنمية .
وإذا كان الفعل مهموز اللام جاء مصدره على الوزنين معاً ، تفعيل وتفعلة .
مثل : خطّأ – تخطيئاً وتخطئة ، عبّأ – تعبيئاً وتعبئة ، نبّأ – تنبيئاً وتنبئة .
وقد خرج عن القاعدة الفعل كذّب فجاء مصدره على وزن فِعّال ، مثل : كِذّاب ، كقوله تعالى : { وكذبوا بآياتنا كِذّابا } ( 1 ) .
ج – إذاكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف – على وزن فاعل – جاء مصدره على وزن فِعَال أو مُفَاعلة ، مثل : واصل – وصالاً ومواصلة ، حادد – حداداً ومحاددة .
* أما إذا كانت فاء الفعل ياء فكثيراً ما يكون مصدره على وزن مفاعلة فقط .
وإذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن فِعال مع قلب حرف العلة همزة ، مثل : عادى – عِداء .
د – إذا كان الفعل رباعياً مجرداً – على وزن فعلل – غير مضعف جاء مصدره على وزن فعللة ، مثل : دحرج – دحرجة ، بعثر – بعثرة ، زخرف – زخرفة .
* أما إذا كان الفعل مضعفاً ، أي فاؤه ولامه من جنس واحد ، وعينه ولامه الثانية من جنس واحد ، جاء مصدره على وزن فَعْلَلة أو فِعْلاَل .
مثل : وسوس – وسوسة أو وسواس ، عسعس – عسعسة أو عسعاس .
مصادر الأفعال الخماسية .
" ثلاثية مزيدة بحرفين " و " رباعية مزيدة بحرف " مصادر الأفعال الخماسية قياسية وتأتي على الأوزان التالية كما هو مبين في الجدول رقم 4 .
الرقم | الفعل | وزنه | المصدر | وزنه | الملاحظات |
1 | انطلق | انفعل | انطلاق | انفعال | المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الأخر وكسر الحرف الثالث .الفعل معتل الآخر بالألف ، في المصدر تقلب إلى همزة. |
انكسر | انفعل | انكسار | انفعال | ||
احتوى | انفعل | احتواء | انفعال | ||
2 | اقتصد | افتعل | اقتصاد | افتعال | المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الآخر وكسر الحرف الثالث . |
اجتمع | افتعل | اجتماع | افتعال | ||
3 | احمر | افعلَّ | احمرار | افعلال | المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الآخر وكسر الحرف الثالث . |
اخضر | افعلَّ | اخضرار | افعلال | ||
4 | تقدم | تفعَّل | تقدُّم | تفعل | ثلاثي مزيد بحرفين .الفعل معتل اللام . المصدر على وزن الفعل مع كسر ما قبل الآخر . |
تحطم | تفعَّل | تحطُّم | تفعل | ||
تحدى | تفعَّل | تحدِّياً | تفعلا | ||
5 | تنازل | تفاعل | تنازُل | تفاعل | |
تناول | تفاعل | تناوُل | تفاعل | ||
6 | تدحرج | تفعلل | تدحرُج | تفعلل | رباعي مزيد بحرف . |
تزلزل | تفعلل | تزلزُل | تفعلل |
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الخماسية إما أن تكون ثلاثية مزيدة بحرفين كانطلق واقتصر واحمر وتقدم وتنازل ، أو رباعية مزيدة بحرف كتدحرج وتزلزل .
2 ـ تأتي مصادر الأفعال المبدوء بهمزة وصل على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الحرف الأخير وكسر الحرف الثالث .
مثل اندفع – اندفاع ، اجتمع – اجتماع ، واصفر – اصفرار .
* فإذا كان الفعل معتل الآخر بالألف تقلب الألف همزة لزيادة ألف المصدر قبلها ، مثل : ارتوى – ارتواء .
3 ـ تأتي مصادر الأفعال المبدوءة بتاء زائدةعلى وزن الفعل مع ضم الحرف الرابع ، مثل : تقدَّم – تقدُّما ، تدحرج – تدحرجا ، تنازل – تنازلا ، فإذا كانت لام الفعل ياء كسر ما قبلها لمناسبة حركتها ، مثل:تعدى – تعدِّيا ، تحدى – تحدِّيا ، تردى – تردِّيا .
مصادر الأفعال السداسية .
" ثلاثية مزيدة بثلاثة أحرف " و " رباعية مزيدة بحرفين " مصادر الأفعال السداسية كلها قياسية وتأتي على الأوزان التالية كما هو مبين في الجدول رقم 5 .
الرقم | الفعل | وزنه | المصدر | وزنه | الملاحظات |
1 | استعمل | استفعل | استعمال | استفعال | الفعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .الفعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف . حذفت الألف في المصدر وعوض عنها بتاء . |
استحسن | استفعل | استحسان | استفعال | ||
استعان | استفعل | استعانة | استفعال | ||
2 | اخشوشن | افعوعل | اخشيشان | افعيعال | ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف . |
اعشوشب | افعوعل | اعشيشاب | افعيعال | ||
3 | ادهامَّ | افعالَّ | ادهيمام | افعيلال | ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف . |
اخضارَّ | افعالَّ | اخضيرار | افعيلال | ||
4 | اجلوَّذ | افعوَّل | اجلوَّاذ | افعُوَّال | ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف . |
اعلوَّط | افعوَّل | اعلوَّاط | افعُوَّال | ||
5 | احرنجم | افعنلل | احرنجام | افعنلال | رباعي مزيد بحرفين .رباعي مزيد بحرفين . |
افرنقع | افعنلل | افرنقاع | افعنلال | ||
6 | اقشعرَّ | افعلَلَّ | اقشعرار | افعلّال | رباعي مزيد بحرفين .رباعي مزيد بحرفين . |
اطمأنَّ | افعلَلَّ | اطمئنان | افعلّال |
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتضح من الجدول السابق أن أفعال المصادر السداسية تكون إما ثلاثية مزيدة بثلاثة أحرف ، أو رباعية مزيدة بحرفين .
2 ـ جميع هذه الأفعال مبدوءة بهمزة الوصل وأوزانها سبعة وكذا أوزان مصادرها سبعة ، وقياسها يكون على وزن ماضي الفعل مع كسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره ، وإليكها بالتفصيل .
أ – إذا كان الفعل على وزن استفعل جاء مصدره على وزن استفعال .
فإذا كان معتل العين حذفت عينه وعوض عنها تاء مربوطة في آخر المصدر .
ب – إذا كان الفعل على وزن افعوعل جاء مصدره على وزن افعيعال .
جـ – إذا كان الفعل على وزن افعالَّ جاء مصدره على وزن افعيلال .
د – إذا كان الفعل على وزن افعوَّل جاء مصدره على وزن افعُوَّال .
هـ – إذا كان الفعل على وزن افعنلل جاء مصدره على وزن افعنلال .
و – إذا كان الفعل على وزن افعللَّ جاء مصدره على وزن افعِلاّل .
3 ـ ذكرنا في فقرة " أ " أن الفعل السداسي الذي على وزن استفعل المعتل العين ، تحذف عينه في المصدر ويعوض عنها بتاء مربوطة في آخره ، مثل : استقام – استقامة ، ويستثنى منه ما أصله تفاعل أو تفعَّل ، نحو اطّاير واطّير أصلهما : تطاير وتطّير فإن مصدرهما على وزن تفاعُل وتفعُّل لعدم قياسية الهمزة ، فنقول : تطايُر وتطُّير .
5 ـ المصدر الميمي .
تعريفه : اسم جامد مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن مبدوء بميم زائدة تميزه عن المصدر العادي ولا يختلفان في المعنى .
مثل : عرف – معرفة ، ضرب – مضرباً .
ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } 280 البقرة ، المصدر : ميسرة .
وقوله تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } 162 الأنعام ، والمصدران في الآية هما : محياي ومماتي .
صياغته :
1 ـ الفعل الثلاثي :
يصاغ المصدر الميمي من الفعل الثلاثي الصحيح الأول والآخر أو معتل الأول وصحيح الآخر على وزن " مَفْعَل " بفتح الميم والعين .
مثل : ذهب – مذهب ، وقى – موقى .
نقول : سعى محمد لطلب الرزق مسعى حسناً .
ومنه قوله تعالى : { أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون } 46 القلم .
وقوله تعالى : { ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا } 71 الفرقان .
ويصاغ من الفعل الثلاثي الصحيح الآخر المعتل الفاء بالواو التي تحذف في المضارع على وزن " مَفعِل " بفتح الميم وكسر العين .
مثل : وعد – مَوعِد ، وجد – مَوجِد .
نقول : وقع الخبر في نفسي مَوقِعاً عظيماً . ومنه قوله تعالى : { قال لن أرسله معكم حتى تأتونِ موثقاً من الله } 66 يوسف .
وقوله تعالى : { بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً } 48 الكهف .
2 ـ الفعل المزيد :
يصاغ المصدر الميمي من الفعل الغير ثلاثي – المزيد – على وزن الفعل المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .
مثل : استخرج – مُستخرَج ، انعطف – مُنعطَف .
نقول : انعطفت السيارة منعطفاً شديداً .
ومنه قوله تعالى : { رب أدخلني مُدخًل صدق وأخرجني مُخرَج صدق }81 الإسراء .
فـوائـد :
1 ـ قد تزاد على المصدر الميمي تاء مربوطة في آخره ، مثل : ميسرة ، مفسدة ، محبة ، مقالة ، مهابة ، منجاة .
2 ـ شذت بعض المصادر عن القياس فجاءت على وزن مَفعِل بكسر العين والأصل أن تأتي على وزن مَفعَل بفتح العين .
منها : رجع مرجعاً ، يسر ميسراً ، غفر مغفرة ، عرف معرفة ، حاص محيصاً ، زاد مزيداً ، عال معيلاً ، خاض مخيضاً ، بات مبيتاً ، صار مصيراً وغيرها .
6 ـ اسم المصدر .
تعريفـه : لفظ يدل على معنى المصدر ويختلف عنه في عدم اشتماله على جميع أحرف فعله دون عوض عن الحرف الناقص .
مثل : تكلم كلاماً ، والمصدر العادي : تكلُّماً .
توضأ وضوءاً ، والمصدر العادي : توضُّأ .
فمن المثالين السابقين نجد الاختلاف بين المصدر العادي واسم المصدر ، فاسم المصدر من الفعل تكلم كلاماً بينما المصدر العادي تكليماً ، فالاختلاف يتمثل في نقص التاء والتضعيف في اسم المصدر دون أن نعوض عنهما بحروف أخرى .
فائـدة : فإذا سأل سائل عن كلمة " عدة " ونظائرها هل هي مصدر أم اسم مصدر لأنه نقص منها حرف عن أحرف فعلها .
الجواب : أنها مصدر من الفعل وعد وليست اسم مصدر لأن الواو المحذوفة عوض عنها بتاء في آخر المصدر .
7 ـ المصدر الصناعي .
تعريفه : اسم لحقته ياء النسب تليها تاء التأنيث المربوطة للدلالة على معنى المصدر .
مثل : علمية من علم ، إنسانية من إنسان ، همجية من همجم ، حرية من حر .
قال الشاعر : وللحرية الحمراء باء بكل يد مضرجة يدق .
فائـدة : يجب التفريق بين المصادر الصناعية وبين الأسماء المنسوبة التي تلحقها الياء المشددة والثاء ، مثل : الأعمال التجارية ، والحقول الزراعية ، والآبار النفطية ، فهذه صفات منسوب إليها وليست مصادر .
وهذا التفريق يكون بتجرد المصدر الصناعي للدلالة على معنى المصدرية .
كقولنا : إن الهمجية صورة من صور الشعوب المتخلفة .
والديمقراطية أصل من أصول الحكم .
فكلمة الهمجية والديمقراطية مصادر صناعية لدلالة كل منهما على معنى المصدر .
8 ـ المصدر المؤول .
تعريفـه : هو ما يؤول من أن والفعل المضارع أو ما والفعل الماضي أو أنَّ ومعموليها بالمصدر الصريح .
الفرق بين المصدر الصريح والمصدر المؤول :
المصدر الصريح يؤخذ من لفظ الفعل ويذكر في الكلام بلفظه ، أما المصدر المؤول فلا يذكر بلفظه في الكلام .
تركيب المصدر المؤول :
1 ـ أن والفعل المضارع : مثل : أن يقول ، أن يعمل ، أن يساعد .
نحو : ينبغي أن تقول الحق . والتقدير : قول الحق .
يجب أن تفعل الخير . والتقدير : فعل الخير .
ومنه قوله تعالى : { يريد الله أن يخفف عنكم } 28 النساء .
والتقدير : التخفيف عنكم .
وقوله تعالى : { تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا } 10 إبراهيم .
التقدير : صدّنا .
2 ـ ما والفعل الماضي : مثل : ما قلت ، ما أرسلت ، ما فعلت .
نحو : سرني ما قلت الصدق . والتقدير : قولك .
فاجأني ما أرسل أخي الرسالة . والتقدير : إرسال أخي .
ومنه قوله تعالى : { وأحسن كما أحسن الله إليك } 78 القصص .
والتقدير: كإحسان الله .
3 ـ أنَّ ومعموليها : مثل : علمت أنك مسافراً غداً . والتقدير : سفرك .
ومنه قوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } 114 التوبة .
التقدير : عداوته لله .
فائـدة : إذا كان خبر أن فعلاً أو مشتقاً أُوّل المصدر الصريح من الخبر مضافاً إلى الاسم .
مثل : يكفي أن محمداً مجتهد . التقدير : اجتهاد محمد .
سرني أن أخاك تفوق في المسابقة . التقدير : تفوق أخيك .
أما إذا كان الخبر اسماً جامداً أُوّل المصدر من الكون مضافاً إلى الاسم ، وجاء خبر أنَّ خبراً للكون – مصدر كان – .
مثل : أيقنت أن الأرض كروية . التقدير : كون الأرض كروية .
موقع المصدر المؤول من الإعراب :
يأخذ المصدر المؤول إعراب المصدر الصريح الذي يحل محله ، فيقع في المواقع الإعرابية الآتية :
1 ـ في محل رفع مبتدأ :
نحو : وأن تتفوق في دراستك مفخرة لوالديك . التقدير : مفخرة .
ومنه قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم } 184 البقرة .
التقدير : صيامكم خير لكم .
وقوله تعالى : { وأن يستعففن خير لهن } 60 النور . التقدير : استعفافهن خير لهن .
2 ـ في محل رفع خبر :
نحو : اعتقادي أن التجارة رابحة . التقدير : اعتقادي ربح التجارة .
ونحو قوله تعالى : { قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن } 25 يوسف .
التقدير : السجن ، خبر المبتدأ جزاء .
3 ـ في محل رفع اسم كان :
نحو : ما كان لك أن تهمل الواجب . التقدير : ما كان لك إهمال .
كقوله تعالى : { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } 114 البقرة .
التقدير : ما كان لهم دخولها .
4 ـ في محل رفع اسم ليس :
نحو : ليست الرياضة أن تضيع وقتك في اللعب . التقدير : إضاعة .
كقوله تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب } 177 البقرة .
التقدير : تولية .
5 ـ في محل رفع فاعل :
نحو : يكفي أنك مهذب . التقدير : يكفي تهذيبك .
يجب أن تحسن إلى والديك . التقدير : إحسانك .
ومنه قوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } 114 التوبة .
التقدير : كونه عدواً لله .
6 ـ في محل رفع نائب فاعل :
نحو : عرف أن الشاي مشروب منبه . التقدير : عرف شرب الشاي منبه .
ومنه قوله تعالى : { يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } 66 طه .
التقدير : يخيل سعيها .
7 ـ في محل نصب مفعول به :
نحو : آمل أن تحضر مبكراً . التقدير آمل حضورك .
ومثال مجيء المصدر من أن ومعموليها مفعولاً به قوله تعالى : { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } 7 الأنفال . التقدير : ويريد الله إحقاق الحق .
8 ـ في محل جر بالحرف أو بالإضافة :
نحو : أخاف عليك من أن تهمل دروسك . التقدير : من إهمالك .
ومنه قوله تعالى : { قل إن الله قادر على أن ينزل آية } 37 الأنعام .
التقدير : على إنزال آية .
مثال جره بالإضافة : خرجت قبل أن تحضر . التقدير : قبل حضورك .
ومنه قوله تعالى : { ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه } 143 آل عمران .
التقدير : من قبل لقائه .
عمل المصدر .
يعمل المصدر عمل فعله فيرفع فاعلاً إن كان لازم ، ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به إن كان من فعل متعدٍ .
مثال المصدر الذي يرفع فاعلاً فقط : سرني صدقُ محمدٍ .
نحو : يعجبني اجتهاد أحمد .
المصدر : صدق واجتهاد وكلاهما مشتق من فعل لازم يأخذ فاعلاً ولا يتعدى إلى مفعول به . الأول : صَدَقَ ، والثاني : اجتهد ، ثم أضيف كل من المصدرين إلى فاعله الأول محمد والثاني أحمد ، محمد وأحمد كل منهما مجرور لفظاً لأنه مضاف إليه ، مرفوع محلاً لأنه فاعل ، ومنه قوله تعالى : { فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر } 42 القمر.
ومثال المصدر الذي يرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به : قولك الخير صدقة .
المصدر : قَوْل مشتق من الفعل قال المتعدي لأنه يأخذ فاعلاً ومفعولاً به ، ثم أضيف المصدر إلى فاعله وهو الكاف ، ونصب المفعول به وهو " الخبر " ، والمصدر مبتدأ وصدقة خبره .
ومنه قوله تعالى : { وأكلهم أموال الناس بالباطل } 161 النساء .
ومثاله نصبه لمفعولين قولنا : تعليمك الطفل القرآن منفعة له .
ونحو : إطعامك الفقير كسرة خبز صدقة .
المصدر : تعليم وإطعام ، ومفعولي المصدر الأول الطفل والقرآن ، ومفعولي المصدر الثاني : الفقير وكسرة .
شروط عمل المصدر :
يشترط في المصدر لكي يعمل عمل فعله الشروط التالية :
1 ـ صحة حلول فعله محله مسبوقاً بأن المصدرية مع الزمن الماضي أو المستقبل .
نحو : عجبت من محادثتك علياً أمسِ . التقدير : عجبت من أن حادثته أمس .
ويدهشني إرسالك الرسالة غداً . التقدير : يدهشني أن ترسل الرسالة غداً .
أو مسبوقاً بما المصدرية والزمن يدل على حال .
نحو : يسرني عملك الواجب الآن . التقدير : ما تعمله .
2 ـ أن يكون نائباً مناب الفعل .
نحو : احتراماً أخاك . فأخاك منصوب باحترام لنيابته مناب " احترام " وهو فعل أمر من أحترم الذي أخذ منه المصدر ، كما أن المصدر مشتمل على ضمير مستتر فيه يعرب فاعلاً تماماً كما هو الحال في فعله الأمر ، وفيه يجوز تقديم المصدر على معموله أو تأخيره عنه .
3 ـ ومن الشروط التي يجب توافرها في عمل المصدر أيضاً ألا يكون مصغراً فلا يجوز أن نقول : آلمني ضريبك الطفل الآن .
4 ـ وألا يكون مضمراً فلا يجوز أن نقول : احترامي لمحمد واجب وهو لأخيه غير واجب .
5 ـ وألا يكون محدوداً بتاء الوحدة ، فلا يجوز أن نقول : سرتني سفرتك الرياض .
6 ـ وألا يكون موصوفاً قبل العمل ، فلا يجوز أن نقول : نقاشك الحادُ أخاك .
7 ـ وألا يكون مفصولاً عن معموله بأجنبي ، فلا يجوز أن نقول : أراضي لقاؤك مرتين محمداً .
8 ـ وألا يتأخر المصدر عن معموله ، فلا يجوز أن نقول : أدهشني علياً مقاطعة خالد
ويغتفر أن يكون المعمول المتقدم على مصدره ظرفاً أو جاراً ومجروراً .
نحو : أبهجني مساءً حضورُ سعيد .
وأعجبني في المنزل تواجد أخيك .
9 ـ وألا يكون محذوفاً أو غير مفرد – مثنى أو جمع – ولا ما لم يرد به الحدث . ففي مثل : العلم مفيد . العلم مصدر ولكن لا يراد به الحدث لذلك فهو غير عامل .
فوائـد :
1 ـ يعمل المصدر عمل الفعل لا لشبهة به ، بل لأنه أصله ، وهذا مذهب البصريين ، لأنهم يقولون المصدر أصل الفعل ، غير أن الكوفيين يقول بأصل الفعل والمصدر فرع منه .
2 ـ يختلف المصدر عن الفعل بأنه يجوز حذف فاعل المصدر ولا يجوز حذف فاعل الفعل . نحو : تكريم الفائزين يشجعهم على مواصلة الفوز .
فالمصدر : تكريم مضاف إلى مفعوله " الفائزين " والفاعل محذوف جوازاً ، أي تكريمكم أو تكريم المعلمين .
3 ـ قد يعمل المصدر وإن لم يصلح للاستغناء عنه " بأن والفعل " أو " ما والفعل " .
ومن ذلك قول بعض العرب : " سَمْعُ أذني أخاك يقول ذلك " .
فسمع مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى فاعله وهو " أذني " وأخاك مفعوله ، وجملة يقول في محل نصب حال سدت مسد الخبر ، والتقدير : سمع أذني حاصل إذ كان يقول ، على حد ضربي العبد مسيئاً ، ويمتنع التأويل بالفعل مع " أن " أو " ما " في هذا ، لأنه لم يعرف مبتدأ خبره حال سدت مسد الخبر .
حالات عمل المصدر :
للمصدر العامل ثلاث حالات :
أ – أن يكون مضافاً .
ب – أن يكون معرفاً .
جـ – أن يكون مجرداً من أل والإضافة .
أولاً : المصدر العامل المضاف وهو أكثر حالات المصدر عملاً وله خمسة أحوال :
1 ـ أن يضاف إلى فاعله ثم يأتي مفعوله ، نحو قوله تعالى : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } 251 البقرة .
2 ـ أن يضاف إلى مفعوله ثم يأتي فاعله ، وهو قليل ، ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حجُ البيتِ من استطاع إليه سبيلاً } 97 آل عمران .
ونحو : معاقبة المهملِ المعلمُ .
3 ـ أن يضاف إلى الفاعل ثم لا يذكر المفعول به ، نحو قوله تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم } 114 التوبة . والتقدير : استغفار إبراهيم ربه .
4 ـ أن يضاف إلى المفعول ولا يذكر الفاعل ، نحو قوله تعالى : { لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } 49 فصلت . والتقدير : من دعائه الخير .
5 ـ أن يضاف إلى الظرف ، فيرفع وينصب كالمنون . نحو : أعجبني التقاء يوم الخميس اللاعبون مدربيهم .
فاللاعبون فاعل للمصدر التقاء ، ومدربيهم مفعول به له .
ثانياً : المصدر العامل المعرف بأل : وهو أقل حالات المصدر عملاً ، وأضعفها في القياس لبعده من مشبهة الفعل بدخول أل عليه .
نحو : عجبت من الضرب محمداً .
ثالثاً : المصدر المنون وهو المجرد من أل والإضافة : وعمله أقيس من إعمال المحلي بأل . نحو قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً } 14 – 15 البلد .
تابع معمول المصدر :
المضاف إلى المصدر العامل إما أن يكون فاعلاً في الأصل فمحله الرفع ، أو يكون مفعولاً به فمحله النصب . لذلك إذا اتبعت المعمول بوصف جاز فيه الجر مراعاة للفظ المتبوع والرفع مراعاة للمحل إذا كان المعمول فاعلاً ، والنصب إذا كان مفعولاً به .
نحو : سررت من احترام سعيدٍ المجتهدِ معلّمَه .
فيجوز في إعراب كلمة " المجتهد " الجر على اللفظ صفة لسعيد المجرورة بالإضافة إلى المصدر ، ويجوز فيها الرفع على المحل صفة لسعيد المرفوعة في الأصل لأنها فاعل للمصدر .
ونحو : يعجبني مكافأة التلميذِ المهذب أستاذُه .
فيجوز في إعراب كلمة " المهذب " الجر على اللفظ صفة للتلميذ المجرورة بالإضافة إلى المصدر .
كما يجوز فيها النصب على المحل صفة للتلميذ المنصوبة في الأصل لأنها مفعول به للمصدر .
فوائد وتنبهات :
1 ـ القائل باتباع معمول المصدر على المحل هم الكوفيون وجماعة من البصريين ، أما سيبويه وبقية البصريين فقالوا بعد جوازه . واكتفوا بالاتباع علىاللفظ ، وفي رأيي هذا هو الأنسب ولا حاجة إلى التذحلق في الإعراب ما دام الإعراب الظاهر يؤدي الغرض المطلوب ويفي به .
2 ـ جاء مصدر فعّل على فِعَّال مثل كذب كذاب ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وقد جاء مصدره أيضاً على تفعال نحو : طوّف تطواف ، وكرر تكرار ، ونظائرهما وهي سماعية لا يقاس عليها .
3 ـ قد يجيء مصدر أفعل على وزن فَعَال ، نحو : أنبت نبات ، وأثنى ثناء .
ومنه قوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتاً } 17 نوح .
4 ـ قد يرد المصدر علىوزن اسمي الفاعل والمفعول نحو : العافية والعاقبة ، والميسور والمعقول .
وقد يأتي بمعنى اسمي الفاعل والمفعول نحو : عدل بمعنى عادل ، وغور بمعنى غائر ، وخلق بمعنى مخلوق .
تقول : هذا خلق الله ما أبدعه . أي مخلوقه .
5 ـ يعمل اسم المصدر والمصدر الميمي عمل المصدر في جميع أحواله وبشروطه السابقة . مثال عمل اسم المصدر : أنت كثير العطاء الناس .
ومنه قول الشاعر :
أكفراً بعد رد الموت عني وبعدعطائك المئةَ الرِّتاعا
ومثال عمل المصدر الميمي : أعجبني مسعى أخيك للصلح بين المتخاصمين .
6 ـ لا يعمل المصدر المؤكد للفعل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : عاقبتُ معاقبةَ مهملَ الواجب . باعتبار المفعول به " مهمل " معمول للمصدر معاقبة ، بل هو مفعول به للفعل عاقب .
كما أن المصدر المبين للعدد لا يعمل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : كافأت مكافأتين الفائز . " فالفائز " مفعول به للفعل لا للمصدر .
ولكن يجوز في المصدر المبين للنوع أن يعمل عمل الفعل .
نحو : كتبت الرسالة كتابة المحبين رسائلهم .
" فرسائل " مفعول به للمصدر كتابة مع أنه مبين لنوع الفعل بإضافته للمحبين .
7 ـ اشترط في عمل المصدر أن يكون مفرداً ولا يصح أن يعمل مثنى أو مجموعاً ، والصحيح جواز عمله بصيغة الجمع كما في قول الشاعر :
قد جربوه فما زادت تجارتهم أبا قدامة إلا المجد والنفعا
فالمصدر " تجارب " جمع للمصدر " تجربة " وقد نصب المفعول به " أبا " غير أن هذا شاذ وما ورد في البيتين خاص بالشعر ولا يقاس عليه .
8 ـ لا يجوز تقدم معمول المصدر عليه ، فلا يصح أن نقول : ليس لي به علم .
على اعتبار أن الجار والمجرور " به " متعلق بالمصدر " علم " والصحيح : ليس لي علم به .
9 ـ مصدر المرة " اسم المرة " .
تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على حصول الحدث مرة واحدة .
مثل : دار دورة ، أكل أكلة ، شرب شربة ، ضرب ضربة .
شروط صياغته :
يشترط في صوغ اسم المرة ثلاثة شروط هي :
أ – أن يكون فعله تاماً ، فلا يصاغ من كان الناقصة وأخواتها .
ب – ألا يكون قلبياً ، فلا يصاغ من ظن وأخواتها .
جـ – ألا يدل على صفة ثابتة ، فلا يصاغ من كاد وعسى ، ولا فهم وعلم ، ولا حسن وخبث .
صياغتـه :
1 ـ يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن " فَعْلة " بفتح الفاء وتسكين العين .
مثل : جلس جلسة ، وقف وقفة ، هفى هفوة ، كبى كبوة ، نبى نبوة .
قالوا : لكل عالم هفوة ، ولكل جواد كبوة ، ولكل صارم نبوة .
فإن كان بناء المصدر العادي على " فَعْلة " مثل : رحم رحمة ، دعا دعوة . فإن اسم المرة منه ما يكون بوصفه بكلمة واحدة للدلالة على المرة .
نحو : دعوت أصدقائي دعوة واحدة .
وأصاب اللاعب المرمى إصابة واحدة .
وصحت في القادمين صيحة واحدة .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي على صورة المصدر الأصلي مع زيادة تاء في آخره .
مثل : انطلق انطلاقة ، استعمل استعمالة ، سبح تسبيحة .
تقول : انطلقت السيارة انطلاقة .
واستعملت الفرشاة استعمالة .
وسبحت الله تسبيحة .
فإن كان المصدر الصريح " العادي " مختوماً بتاء دُلَّ على اسم المرة منه بوصفه بكلمة واحدة . مثل : أصاب إصابة واحدة ، استقام استقامة واحدة .
تقول : استشرت الطبيب استشارة واحدة .
فائـدة : إذا كان للفعل المزيد أكثر من مصدر صيغ بناء مصدر اسم المرة على الأشهر من مصدريه .
فنقول : وسوس الشيطان في نفسه وسوسة واحدة ، ولا نقول وسواساً واحداً .
وخاصمت الرجل مخاصمة واحدة . ولا نقول خصاماً واحداً .
10 ـ مصدر الهيئة " اسم الهيئة " .
تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على الصفة التي يكون عليها الحدث عند وقوعه . مثل : جلس جِلسة ، مشي مِشية ، أكل إكلة .
شـروط صياغته : لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي وشذ صوغه من المزيد .
وتكون صياغته على وزن " فِعْلة " بكسر الفاء وتسكين العين .
نحو : جلست جلسة الأمير .
وأكلت إكلة الشرة .
ووثب الفارس وثبة الأسد .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " .
فـائـدة :
1 ـ إذا كان المصدر القياسي " العادي " للفعل الثلاثي على وزن " فِعْلة " فإنه يُدل على الهيئة منه بالوصف أو بالإضافة .
نحو : أغمى على المريض إغماءة شديدة .
التفت الرجل إلى صديقه التفاتة الخائف .
2 ـ من أسماء الهيئة التي وردت شذوذاً من غير الثلاثي ولا يقاس عليها .
نِقبة من الفعل انتقب نحو : انتقبت المرأة نِقبة .
خِمرة من الفعل اختمر نحو : اختمرت المرأة خِمرة .
عِمّة من الفعل اعتم وتعمم نحو : لبس الرجل عِمة .
11 ـ همزتا القطع والوصل .
أولاً : همزة القطع :
هي الهمزة التي تقع في أول الكلمة ، وتظهر في النطق سواء أكانت في أول الكلام أم في وصله . وترسم على شكل رأس عين صغير " ء " على الألف ، فإن كانت مفتوحة رسمت فوق الألف مثل : أخي ، أعطى .
تقول : أبي أعطى أخي جائزة .
وإن كانت مكسورة رسمت تحت الألف مثل : إنّ ، إحسان ، إبراهيم .
ونحو قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيى الموتى } 260 البقرة .
مواضع همزة القطع :
تأتي همزة القطع في المواضع التالية :
1 ـ في ماضي الفعل الرباعي وأمره ومصدره .
مثل : أكرم – إكرام – أكرمْ ، أحسن – إحسان – أحسنْ .
أكرمت صديقي ، وأحسنت إلى الفقراء .
أكرم أصدقائك إكراماً حسناً .
2 ـ في أول كل فعل مضارع . مثل : أكتب ، أجلس ، ألعب .
نحو : أجتهد في دروسي ، وأعمل واجبي أولاً بأول .
3 ـ في أول بعض الحروف . مثل : إنّ ، أنّ ، أن ، إن ، إلى ، أيا ، أما ، إلا .
ويستثنى من ذلك " أل " لأن همزتها همزة وصل عند اتصالها بالاسم .
4 ـ في أول بعض الظروف وأسماء الشرط والاستفهام والضمائر .
مثل : أين ، أيّ ، أيان ، إذا ، أنت ، إياك ، أنا ، أنتم .
5 ـ في صيغتي التعجب والتفضيل .
مثل : ما أكرم محمد ، والوضوء أفضل من التيمم .
6 ـ في أول الأسماء ما لم تكن مصادر لأفعال خماسية أو سداسية .
مثل : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، أسعد ، إمام .
ويستثنى من ذلك بعض الأسماء المسموعة عن العرب وقد جاءت همزتها همزة وصل
وهي : ابن ، ابنه ، اسم ، امرؤ ، امرأة ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله .
فائـدة : تعد همزة الأفعال الثلاثي همزة قطع وإن كانت أصلية .
مثل : أخذ ، أكل ، أمن ، أسف .
ثانياً : همزة الوصل :
هي كل همزة تظهر في النطق ولا تكتب إذا جاءت في أول الكلام ، ولا تظهر خطاً ولا تنطق لفظاً إذا جاءت في وسطه . مثل : استعمل ، انكسر ، استعان .
نقول : استعنت بالله واستعملت الدواء للاستطباب .
ومن قال بكتابة همزة الوصل فإنه يعنى برسمها ألفاً ليس غير أو ألفاً فوقها رأس صاد صغيرة ، هكذا " ا " .
ومنها في قوله تعالى : { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } 19 لقمان .
وقوله تعالى : { فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } 64 النساء .
مواضع همزة الوصل :
تأتي همزة الوصل في المواضع التالية :
1 ـ في أول الفعل الخماسي الماضي وأمره ومصدره .
مثل : انطلق – انطلقْ – انطلاق .
انكسر – انكسرْ – انكسار .
اتقى – اتق – اتقاء .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت " .
وقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } 2 المطففين .
2 ـ في أول الفعل الماضي السداسي وأمره ومصدره .
مثل : استخرج – استخرجْ – استخراج .
استسهل – استسهل – استسهال .
ومنه قوله تعالى : { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم } 7 التوبة .
3 ـ في أول فعل الأمر الثلاثي . مثل : اذكر ، انصح ، اعمل ، اجلس .
ومنه قوله تعالى : { وابد ربك حتى يأتيك اليقين } 99 الحجر .
وقوله تعالى : { اقرأ وربك الأكرم } 3 العلق .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير } 177 الحج .
4 ـ في " أل " التعريف . مثل : الكتاب ، الرجل ، الشجرة .
ومنه قوله تعالى : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى } 42 الأنفال .
وقد شذت همزة " أل " في كلمة " ألبتة " إذ اعتبرها النحاة همزة قطع ، وكذا تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة " الله " همزة قطع إذا سبقت بحرف النداء " يا " .
فنقول : يا ألله كن في عوننا .
5 ـ في بعض الأسماء المسموعة عن العرب وهي :
ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله ، ايمن الله .
نحو : وايم الله لأساعدن الفقراء .
حركة همزة الوصل :
1 ـ تفتح مع أل التعريف نحو قوله تعالى : { الحاقة . ما الحاقة } .
وقوله تعالى : { القارعة . ما القارعة . وما أدراك ما القارعة } .
2 ـ تضم في موضعين :
أ – مع أمر الفعل الثلاثي المضموم العين في المضارع .
مثل : خرج – يخرُج – اخرج ، نصر – ينصُر – انصر .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " .
ومنه قوله تعالى : { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } 110 المائدة .
ب – مع ماضي الخماسي والسداسي المبني للمجهول .
مثل : امتنع ، اعتدي ، انطلق ، استنفر ، استعين .
ومنه قوله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } 10 الأنعام .
وقوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتبعوا } 166 البقرة .
3 ـ وتكسر في غير ما سبق .
أنواع المصدر " المفعول المطلق "
لقد عرفنا سابقا أن المصدر ( المفعول المطلق ) هو اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .
نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما .
فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .
وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه إن شاء الله .
ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 .
أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 .
وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 .
ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .
أنواعه :
1 ــ يأتي المصدر لتوكيد فعله .
نحو : قفز النمر قفزا .
وأجللت الأمير إجلالا .
ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 .
فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال
قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .
ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 .
وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 .
ــــــــــ
1 ــ 24 الغاشية . 2 ــ 46 إبراهيم .
3 ــ 19 الإسراء . 4 ــ 164 النساء .
5 ــ 4 ، 5 الواقعة . 6 ــ 21 الفجر .
ومنه قول الشاعر :
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون
2 ــ لبيان نوعه .
نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .
ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .
فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ،
وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ،
وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله
ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 .
ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 .
وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 .
وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 .
ومنه قول المتنبي :
لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ
3 ــ أو لبيان عدده .
نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .
" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .
فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما
مصدر أسم مرة .
ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 .
ــــــــــ
1 ــ 71 الأحزاب . 2 ــ 1 الفتح .
3 ــ 13 آل عمران . 4 ــ 33 الأحزاب .
5 ــ 14 الحاقة .
* تثنية المفعول المطلق وجمعه :
1 ــ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :
انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .
2 ــ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .
نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .
بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .
3 ــ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .
نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق :
يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي :
1 ــ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما .
وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .
2 ــ المصدر . نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 .
فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .
3 ــ اسم الفاعل . نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 .
صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .
4 ــ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .
قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .
5 ــ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما .
فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :
أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني .
ما ينوب عن المفعول المطلق
وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ،
أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ،
لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة
مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل :
1 ــ مرادف المفعول المطلق .
نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا .
فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .
الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .
ـــــــــــ
1 ــ 63 الإسراء . 2 ــ 1 الصافات .
وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .
ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .
غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ، أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) .
ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 .
2 ــ ينوب عنه أسم المصدر .
واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .
فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .
ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .
ــــــــــــ
1 ــ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني . 2 ــ 17 الطارق .
ومنه قوله تعالى : {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }1 .
وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }2 .
4 ــ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون اكثر أحرفا من المصدر الأصلي .
نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}3 .
فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق . ومنه قول امرئ القيس :
فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ
4 ــ صفة المصدر المحذوف .
نحو : ضحكت كثيرا .
فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا .
ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .
ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }4 .
وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }5 .
5 ــ لبيان نوعه .
نحو : رجع العدو القهقرى .
فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .
والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى .
ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .
ـــــــــ
1 ــ 37 آل عمران . 2 ــ 17 نوح .
3 ــ 8 المزمل . 4 ــ 10 الجمعة .
5 ــ 41 آل عمران .
6 ــ لبيان عدده .
نحو : صليت ركعتين .
ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .
ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .
فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .
ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 .
7 ــ ما يدل على آلته .
نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .
ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .
8 ــ الإشارة إليه .
نحو : أقدره هذا التقدير .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .
التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .
ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .
9 ــ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .
نحو : أحترمه كل الاحترام .
كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .
ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .
وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .
ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 .
وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 .
ــــــــــــ
1 ــ 3 النور . 2 ــ 129 النساء . 3 ــ 29 الإسراء .
وقوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }1 .
ومنه قول الشاعر :
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا
10 ــ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .
نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .
فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .
والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .
ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }2 .
11 ــ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .
وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .
نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .
واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .
فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه .
12 ــ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .
نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟
ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }3 .
13 ــ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات .
نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .
14 ــ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .
نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .
وأصل " أي " صفة للمصدر .
ــــــــــــ
1 ــ 227 الشعراء . 2 ــ 115 المائدة . 3 ــ 227 الشعراء .
حذف عامل المفعول المطلق :
يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :
أولا : حذف العامل جوازا :
1 ــ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .
أي : سبحت سباحة جيدة .
ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .
وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .
ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .
2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .
كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .
وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .
غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .
أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟
ثانيا ــ حذف العامل وجوبا :
يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :
1 ــ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .
نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .
ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .
والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .
2 ــ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .
نحو : محمدٌ قياما قياما .
فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .
وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .
ومنه قول الخنساء :
ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي غقبال وإدبار
3 ــ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .
نحو : ما يوسف إلا اتكالا .
والتقدير : إلا يتكل اتكالا .
وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه .
4 ــ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .
نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .
وأحمد صديقي قطعا .
والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .
وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذيى تقوم عليه الجملة .
5 ــ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى .
ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .
نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال .
لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .
فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .
ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .
ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى .
6 ــ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال .
نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا .
والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ،
وأطيعك طاعة .
7 ــ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة .
نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .
· المصدر النائب عن فعله :
مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه .
وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل لعمل فعله فيلأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي :
1 ــ مصدر يقع موقع الأمر والنهي .
مثال الأمر : انقضاضا على العدو .
انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول :
انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله .
ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين .
ومنه قوله تعالى : { فسحقا لصحاب السعير }1 .
ومنه قول قطري بن الفجاءة :
فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا .
خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
لا : حرف نهي .
ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا .
2 ــ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ .
نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس .
أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب .
ومنه قول الشاعر :
أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم
وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد .
أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
وقد يراد به التوجع . كقول سحيم عبد بني الحسحاس :
أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا
فوائد وتنبيهات :
1 ــ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة .
نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم .
أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين .
2 ــ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا .
نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ .
3 ــ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا .
4 ــ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا .
وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد .
ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره .
5 ــ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة .
فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " .
والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة .
6 ــ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب .
ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور .
والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف .
والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور .
أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور .
7 ــ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف :
المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا .
نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا .
أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد .
فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل .
أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخري غير المفعول المطلق .
أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلفة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر :
سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك .
8 ــ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها .
نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء .
وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها .
نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل .
ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا نصابقه في غيرها .
9 ــ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .