فى صحونا عروس أنت للورى ، فى أحلامنا تجتمع فى ثناياك حور الفردوس لترسمى لنا لوحة الأمل
نيلك العذب الخضر يتمايل فرحا بين الجنادل والسواحل والجسور ، تتدفق أمواجه منسابة كقد هيفاء تتراقص على صوت الخرير لتقدم لنا أعذب لحن للطبيعة
يا نيل ماذا يفعل بى ماؤك العذب النمير ؟؟
أشم منه عطور الجنة الفيحاء
يا نيل ترتفع مع كل مربأة وكانك ملك تعلمنا كيف يكون الشموخ والعزة ، وتعود منسابا لتمس كل منخفض كأنك العابد الزاهد الورع تعلمنا كيف يكون التواضع
مع كل نسمة هواء تتمايل الخمائل على جانبيك لنشاهد الروض الفينان وثمارها الحلوة البديعة تغرى الباحثين ليعثروا فيها على ألوان لم تعرفها البشرية
بين غصونها تطير الورق مغردة لتتعانق فى أجمل قصائد الحب والرومانسية
بين الرياض والصحارى لا فرق فأنت تحتضن الجميع
وعلى الشاطئ البعيد ألمح عجوزا تستشف منك سر الحياة لتهبك بابتسامتها عبير الأمل ، وعلى الشاطئ القريب أرى صبايا يلقطن حبات القلوب تتعالى ضحكاتهن فتهتز لها الصدور ، هن الفاتنات ، الناهدات ، العبهريات الشذى ، الكوثريات الثغور ، من وجوههن أنار القمر ، ومن وجناتهن تفتحت الزهور ، ومن ريقهن أينعت الثمار
وعلى مجراك يا نيل أجد العامل والفلاح ، المدرس والعالم ، المفكر والأديب ، الطفل والشاب ، الصغير والكبير ، جميعهم توحدوا حولك وتحت سمائك يا مصر
يا مصر إنى أحبك
برغم الحزن الواجم على نيلك لكنى أحبك
برغم إنكسار أجنحة الحمائم لكنى أحبك
برغم يأس العجوز ذات الوجه الطفولى لكنى أحبك
برغم دموع الصبايا لكنى أحبك
برغم بكاء الطفل لكنى أحبك
برغم صرخات الشاب المغلوب على أمره لكنى أحبك
برغم اليأس ، برغم القهر ، برغم الظلم ، برغم الأسى ، برغم التيه لكنى أحبك
أحبك يا مصر لأنك درة تزينين تاج البسيطة
أحبك يا مصر لأنك واسطة العقد تجملين سحر الزمن
أحبك يا مصر لأنك نبع الأمل ومصدر الإلهام وواحة الصمود
أحبك وبغير حبك لا مستقبل ولا أمل بل ولا حياة
بقلم / د أحمد كلحى
نشر هذا المقال فى 16 يوليو 2010