اكتب اليوم و لست متقمصا شخصية الواعظ او عالم الدين ولست متحدثا بعقلية فلاسفة الاخلاق او من اولائك الذين يدافعون عن حقوق الانسان ولو كان الامر كذلك لما احتجت ان اؤكد على احقية المواطن فى الحصول على كل الخدمات الصحية التى تؤهله ان يكون انسانا سويا فهذا مما اكد عليه الدين والدستور والعرف الانسانى ولكنى اليوم ساتحدث بعقلية رجل الاعمال ولنعتبر الانسان سلعة وهو بحق اكبر ثروة يمكن ان تعتمد عليها امة هذه السلعة تحتاج الى الرعاية والاهتمام حتى تؤتى هذه السلعة بالثمار المرجوة
معالى وزير الصحة الخدمات الصحية التى تقدم الى المواطن اما وقائية او علاجية او خدمات لاعادة التاهيل والاخيرة هى ان نؤهل المريض جسديا ونفسيا لان يتاقلم مع وضعه الجديد فمن حق ذلك المريض عليك ان تعطيه الامل فى الحياة والامل فى ان يعود الى حياته غير مكترث بما حل به من اعاقة
والخدمات العلاجية التى تقدم غالبا فى العيادات والوحدات والمراكز الصحية وكذلك المستشفيات بانواعها والمستشفى يا وزيرنا الهمام ليست بناءا مزخرفا فحسب ولكنها منظومة علاجية تشمل الاجهزة والادوية والكادر الطبى المؤهل والادارة العلمية المحترفة وغيرها واعتقد يا وزيرنا ان مصر بينها وبين تلك المنظومة بونا شاسعا وطريقا طويلا وانا لا اقلل من مجهوداتكم ولكن من حقى كمواطن فى امة لها تاريخ قيادى على مر العصوران احلم واحلم واحلم من حقى ان انظر دائما الى القمة من خلال مصر
ان مصر يا وزيرنا خلقت لتكون قائدة والتاريخ لا يكذب لذلك يدفعنى الفضول لمعرفة رؤى الوزير بالوصول بمصر فى مجال الخدمات العلاجية الى المستوى العالمى
والخدمات الوقائية وهى ذات ثلاثة ابعاد جسدية ونفسية وروحية
اما الخدمات الجسدية كتوفير التطعيمات المختلفة وتوفير الادوية فى متناول الجميع وكذلك توفير البيئة الصحية من مياه صالحة وهواء نقى غير ملوث بمخلفات المدنية الحديثة او ارهاب السحابة السوداء بالاضافة الى التوعية الصحية
معالى وزير الصحة ما دمت احدثك بهذه العقلية وما دمنا جعلنا الانسان ثروة يجب رعايتها وتنميتها فكما نوفر للمواطن التطعيمات بالمجان اليس من البديهى ان نوفر لهم الغذاء الاساسى والصحى بالمجان ؟ هل فكرت يا وزيرنا فى هذا الامر من قبل؟
اما الخدمات النفسية وهى اما تخص الوزير والحكومة بطريق مباشر او غير مباشر
اما ما يخص الحكومة والوزير فى ان واحد فهى المعوقات المجتمعية التى تؤثر على نفسية المواطن فيجب على الحكومة ان ترسخ لمفهوم العدالة الاجتماعية ومفهوم المواطنة بشكل عام وان توجد الحلول لبعض المشاكل كالبطالة ولكن من منظور اقتصادى وانت هنا يا وزيرنا حلقة الوصل بين المواطن والحكومة فى هذه الجزئية وذلك بشرح اهمية تلك الحقائق من الناحية العلمية وتوصيل ذلك الى الحكومة التى تنتمى معاليكم اليها
اما الخدمات النفسية التى تخص الوزارة والحكومة بطريق غير مباشر
وهى المعوقات داخل نطاق الاسرة بضرورة وجود توعية لكيفية معاملة الاهل والمجتمع للمولود من الطفولة والى ما بعد سن الشباب وحينما اتحدث عن الدين لا اقصد مجرد طقوس للعبادة انما الدين فى حقيقته شعور عام يرتبط بمختلف اوجه الحياة لان اهمال الجانب الروحى لا يقل خطورة عن الجانب العضوى فى التاثير على الصحة
وزيرنا الهمام المسالة مهمة والامر جد خطير ولن تقوم للنهضة قائمة اذ ما اهملنا الثروة الحقيقية وهى الانسان
د . احمد كلحى
نشر هذا المقال فى 19 مارس 2010
