السبت، 24 ديسمبر 2011

منظمة الأمم المتحدة ودورنا المغيب



من منا ينسى أيام الحرب الظالمة على الشقيقة العراق ؟
ومن منا لم يتعجب لما حدث ؟ ومن منا لم يستهجن ويتعجب لسذاجة ما طرح من أسباب واهية ؟
ومن منا لا يتألم لما يحدث فى فلسطين والمحاباة الغير مبررة للعدو الصهيونى ؟
وكذلك من منا لم يتالم لما يحدث فى السودان وافغانستان والصومال ولبنان وغيرها من الدول؟
كل ذلك يحدث وبتصريح شرعى من منظمة الأمم المتحدة ، وكأنها تتحدى ابسط قواعد العقل والمنطق ، وشعرنا وما زلنا أنه لولا وجود المنظمة لما حدث ما حدث ويحدث ، على الاقل سيكون ما يحدث همجيا ، ولكنه اخذ من المنظمة الدولية صفة وصبغة الشرعية
لذا كان لزاما على أن أعرض على القارئ الكريم دوافع قيام هذه المنظمة الدولية ، لتطرح السؤال الأهم
أين دورنا كأمة لها تاريخ ولها فكر قاد وما زال يقود البشرية أين دور الأمة فى إنشاء المنظمة ؟ وهل يعد من المقبول الا يكون للامة دور فى صياغة الية عمل المنظمة ؟
للإجابة على هذا السؤال المهم وهو هدفى من هذا المقال ، تعالوا بنا أعزائى القراء الكرام نلقى نظرة سريعة على كيفية إنشاء المنظمة والظروف التى نشأت فيها لنعرف بعدها أن المنظمة ما هى إلا أداة لسيطرة البعض فى ظل فترة اللاسلم واللاحرب ، لأنى اجزم أننا ما زلنا فى تلك الفترة بالرغم من وجود القطب الأوحد وغياب الاتحاد السوفيتى
تعالوا بنا لنبدأ مع بداية الحرب العالمية الأولى
فى 28 يونيو 1914 ميلادية أطلق طالب صربى من مواطنى البوسنة النار على ولى عهد النمسا فقتله ، وكانت هذه البداية فبعد أسابيع قليلة أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا ، وبعدها بأيام قلائل أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا فى 1 أغسطس ، ثم على فرنسا فى 3 أغسطس ، وفى 4 أغسطس أعلنت إنجلترا الحرب على المانيا ، ويوم 6 أغسطس أعلنت النمسا والمجر الحرب على روسيا
فى البداية دار الصراع بين معسكرين ، معسكر دول الحلف ويشمل كل من ، فرنسا وإنجلترا وروسيا ، ومعسكر دول وسط اوروبا ويشمل كل من المانيا والنمسا والمجر وتركيا
ولم تلبس الايام تمضى حتى اشتركت كل من اليابان ثم الصين ومن بعدهما الولايات المتحدة الأمريكية - على الرغم من مبدأ مونرو الذى يحظر على الولايات المتحدة ان تتدخل فى شئون القارة العجوز اوروبا
وإذا حاولنا أن نلقى نظرة على الحرب هذه بالارقام فنقول
كان عدد الدول المشاركة 30 دولة ووصلت الى 33
شملت ارض المعركة قارات اوروبا واسيا وافريقيا وكل محيطات المعمورة بلا استثناء
الحرب أيضا شملت 70 مليون مقاتل ، نتج عنها 10 ملايين قتيل و 20 مليون جريح
هذا بالاضافة للتدمير الشامل حتى وصلت الخسائر المادية إلى 208 بلايين دولار
لم تكن هذه الخسائر هى الوحيدة بل إن الخسائر الفكرية وتدمير الاسس للحضارات الانسانية كانت برأيى هى الأفدح والأمر
ساعد على ذلك التقدم المزهل فى صناعة الأسلحة المدمرة التى تتجاوز أرض المعركة لتصل الى المدنيين
أنه لمن السذاجة الفكرية أن نوافق على أن سبب تلك الحرب تلك الرصاصة الطائشة من مواطن متطرف على ولى عهد النمسا ، ولكنها عزيزيى القارئ هى السبيل للتزرع بزريعة وإيجاد سبب للحرب لتغطى على الدوافع الاساسية من حب السيطرة والتفرد فى اتخاذ القرار
هكذا يبدو لكل بصيرة نافذة ولكل عقل يفكر ويعى أن المسألة مسألة صراع وجود
فى تلك الفترة ولاحساس تلك الدول أن دخولها فى حرب لا تحقق لهم أحلامهم المرجوة فى هذه الفترة نشأت فكرة منظمة الأمم المتحدة أو عصبة الأمم
ولكن كيف نشأت وما دور رجال الحرب فيها هذا ما سوف نتعرف عليه فى المقال القادم ، لأثبت لكم وبالدليل القاطع أهداف المنظمة ، لأعود وأجيب على السؤال
هل يعقل أن تغيب أمة بهذا الحجم من صياغة أسس واليات المنظمة الدولية ؟؟؟

بقلم / د أحمد كلحى
نشر هذا المقال يوم 2 يونيو 2010