لم يكن الصراع بين الدول العظمى من اجل السيادة والهيمنة فحسب وانما كان صراعا من اجل البقاء الاوحد حتى وان كان ذلك على حساب الاخلاق والمبادئ والمثل الانسانية بل وحتى على حساب الوجود البشرى على كوكب الارض
لم تعد للحروب اسبابها ودوافعها المعروفة والمقبولة التى تعلمناها وعرفناها تاريخيا على مر العصور ولا تعرف من معانى الاخلاق شيئايذكر
هكذا كان حال البشرية فى النصف الاول من القرن الماضى وظهر ذلك جليا في ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية
ان بشاعة ما حدث خلال تلك الفترة رسخ عند الناس كراهيتهم للحروب وتخوفهم من الاندفاع نحوها بلا روية
كان الصراع بين دول قليلة فيما كانت الغالبية العظمى من الدول بسكانها يانون تحت وطاءة الجوع والفقر والجهل والمرض والظلم الجسدى والنفسى
كل تلك الاسباب وغيرها كانت دافعا قويا للغالبية العظمى من العالم ان يكون لهم الدور المنوط بهم فى قيادة السفينة البشرية وصناعة القرار الانسانى على كوكب الارض
وكانت مصر بتاريخها وحضارتها ونوعية شعبها الاصيل الذى لا يرضى الذل ذلك الشعب الذى ارضعه تاريخه حب القيادة التى تحمى الحقوق وتنصر المظلوم وترسى قواعد الحق والعدل
كانت مصر فى ذلك الوقت تاءن كبقية العالم المغلوب على امره تحت الاحتلال وظلمه وكان لا بد لذلك الشعب بصفاته التى تحدثت عنها كان لا بد له الا يرضى بتلك الهيمنة الظالمة وذلك الاسفاف الوقح
كان لا بد لمصر ان تكون لها كلمتها فى تحديد مستقبل البشرية وهذا دورها التاريخى ولهذا بدات فى مصر حركات وطنية تنادى بالاستقلال والغاء التبعية وبداية عصر جديد يكون فيه لمصر دورها التاريخى وكانت الثورات الكبرى كثورة عرابى وثورة 19 بقيادة الزعيم سعد زغلول الازهرى المنشا ونشاط الحركات الوطنية بمختلف انواعها وميولها
بما فيها الحركات ذات الطابع الدينى كحركة جماعة الاخوان بقيادة الشيخ حسن البنا
كل تلك الحركات مع اختلاف اتجاهاتها وتوجهاتها حتى وان اختلفنا او اتفقنا معها الا انها فى النهاية كانت تصب فى مصلحة التحرر الوطنى
وليس بغريب فى كل هذه التوجهات الوطنية ان يشب ذلك الفتى فى احدى قرى صعيد مصر اخذا من الصعيد قيمه ومبادئه وتقاليده وطباعه كالرجولة الحقة والصمود والاباء وعزة النفس و من عروس البحر الابيض جماله وطيبته ومن بحرها عطائه ومن الجيش الالتزام والوفاء بالعهد ومن قاهرة المعز الخبرة السياسية والحنكة القيادية والالمام بمستجدات العالم وصراعاته
كل هذه الاسباب كونت من شخصية الزعيم جمال عبد الناصر هذه الشخصية التى توجت بحضور وكاريزمة خاصة اسست له ان يكون قائدا يلتف حوله الشعوب
كان ضروريا لمصر بعد كل تلك المقدمات ان ينعم الله عليها بشخصية كالتى فى عبد الناصر حيث ان الجو كان مهيئا لان ياتى
وقامت ثورة يوليو التى كانت حلم اجيال واجيال ضحوا بالغالى والنفيس من اجل ان يروا مصر التى يجب ان تكون لم تكن ثورة يوليو علامة فارقة فى تاريخ مصر بل انى لا باالغ اذا قلت انها علامة بارزة فى تاريخ البشرية كلها وهذا ليس بغريب على مصر ودورها الريادى فى تحديد مستقبل البشرية التى عانت الكثير وكان لا بد لها ان تفيق من غيبوبتها
لم اقصد فقط تدعيم حركات التحرر فى دول العالم وروادها كالزعيم نيلسون مانديلا وغيره وانما هو تدعيم نفسى ومعنوى اكثر منه مادى فالشعوب التى رضخت تحت وطاءة الظلم عقودا ليس من السهل ان تفيق بين يوم وليلة
لكل تلك الاسباب وغيرها كان عبد الناصر رمزا لكل تلك المعانى ولكل تلك الاسباب كان عداء تلك الدول الظالمة لعبد الناصر نعم فعداء الغرب لعبد الناصر لم يكن لشخصيته فهم ليسوا بهذا الغباء وانما كان العداء للرمز الذى يمثله عبد الناصر لشعوب العالم الثالث هذا العداء الذى كان وما يزال حتى انى اتذكر كيف تسائل بخوف وقلق السفير الاسرائيلى فى مصر عما يحدث فى مصر عندما راى صور جمال عبد الناصر فى شوارع القاهرة ابان عرض فيلم ناصر 56 للفنان الراحل احمد زكى
ولو تاملنا فى التاريخ سنلاحظ ان الحروب التى قامت بعيد الثورة وما صاحبها من استبداد وتحدى وحصار اعلامى كان هدفه كسر تلك الارادة الوليدة
ونتذكر ما حدث ابان بناء السد العالى واحجام البنك الدولى عن تمويل بناء السد لم يكن ذلك القرار الغربى هدفه هو تعطيل بناء السد الذى يعتبر نواة للاقتصاد المصرى وانما كان ذلك الاحجام والمنع هو كسر تلك الارادة التى بدات واقصد بها ارادة الاستقلال الحقيقى وحتى لا يصبح قدوة لغيره من الشعوب
كان بناء السد والتحدى هو بداية لتلك المعانى والخروج من العباءة الغربية
وحتى يسقط كل معنى للقدوة فى عبد الناصر لدى الشباب المصرى والعربى اخذو فى تحطيم هذه القدوة بشتا الوسائل والطرق وقد نجحوا فى ذلك الى حد ما
اما العداء الداخلى فكان هو اللغز بعينه ان ما حدث من هجوم فى مصر على وسائل الاعلام بعيد تولى الزعيم انور السادات مقاليد الحكم قد ابرره للزعيم الراحل وقد اعتبرها حنكة ودهاء سياسى مقبول من الزعيم انور السادات خاصة انه يريد ان يجعل الشعب يلتف من حوله ومصر مقبلة على حرب اكون او لا اكون وقد حدث ما اراده الزعيم الراحل وكان العبور العظيم وانتصرت مصر واصبح لانور السادات شعبية جارفة بعد الحرب التى تاثرت فى ما بعد
ولكن ما يحز فى نفسى هو الهجوم اللامبرر من قبل اناس يعرفون بالثقافة والفكر فما الذى يجعلهم يتهجمون على عبد الناصر وقتل كا معنى جميل للقدوة والصمود
فتراة يتهمونه بالديكتاتورية والقهر وانى اسالهم اى ديكتاتورية واى قهر يتحدثون عنه وهل كانت مصر تستطيع تكوين احزاب مع بداية ثورة وليدة اعداؤها فى الداخل اكبر من حجمها كبعض الباشوات وعمال الغرب والانجليز وغيرهم ممن كان لديهم المقدرة على الصيد فى الماء العكر صحيح انا اختلف مع عبد الناصر فى طول المدة وكان يجب عليه ان يعمل على انشاء وتكوين تلك الاحزاب فى عهده ولو تم ذلك لتغيرت الخريطة السياسية فى مصر ولكنى قد التمس له العذر فمحاربة الغرب له لم تعطه الفرصة لاخذ الانفاس
ومما يقال هو اهتمامه بحركات التحرر العربية والوقوف بجانبها وهذا كلام اقل ما يوصف بالسطحية فقوة مصر يا سادة ستستمدها فى هذا العصر من القوة العربية التى تحتاج لمصر حتى تكتمل فمن غير مصر لن تكون هناك وحدة عربية وبدون الوحدة لن يتحقق التقدم واسالو الاتحاد الاوروبى
ومما يقال عداء عبد الناصر للغرب وطبعا هو لا يعادى الغرب برمته وانما العداء للظلم والقهر وحلم السيطرة والتحكم فى مقدرات الشعوب حتى لتجد وتتلمس من شخصيته ان مصر لا تقل عن دول المقدمة كامريكا واوروبا لاننا وكما قلت دولة قائدة بطبيعتها
اما ما يقال عن عداء عبد الناصر لكل ما هو دينى فتلك المقولة التى يرددها الكثير من جماعة الاخوان حتى لتجد احدهم وهو صديق شخصى لى يتهم عبد الناصر بالكفر وهو لا يعلم كما الكثير من شباب الاخوان الذين اكن لهم كل حب واحترام واعجب باسلوبهم وادارتهم للمواقف المختلفة وكما قلت فالكثير منهم اصدقاء شخصيون ومقربون لى هؤلاء لا يعلمون ان الاختلاف بين عبد الناصر وجماعة الاخوان لم يكن اختلافا عقديا او دينيا ولكنه كان اختلافا سياسيا فى المقام الاول
ثم انى لن اخوض فى الرد على هذا الكلام الغير مقبول ولكنى سادع واحدا ممن يتصفون بالعلمانية هو الذى يرد كاتب معروف نشر كتابا بعنوان العسكر فى جبة المشايخ يتهم فيه جمال عبد الناصر بترسيخ ما سماه بالاصولية ومن ثم التطرف والارهاب الاسلامى فى العالم ومما ذكره من حيثيات واسباب انشاء اذاعة القران الكريم و جامعة الازهر والاهتمام بالانتماء الى الدين وايثار والاهتمام بعلماء الدين واوضح ان تصرفات عبد الناصر كانت ترسخ لذلك واستشهد بمقولة اراد فيها عبد الناصر ان يثبت للعدو الاسرائيلى تمسك مصر بفلسطين وخاصة المقدسات الاسلامية حينما قال بعد النكسة القدس قبل سيناء
ومما يقال انه تخلى عن مصر بعد النكسة باعلانه قرار التنحى ارايتم الى اى حد وصل بنا الامر وهل عندما يشعر المسؤول بخطا ما او عدم قدرته على تكملة المشوار او احساسه بالحزن هل عندما يحدث ذلك ويتنحى المسؤول الا يكون ذلك وساما على صدره
اما ما يقال انها تمثيلية لكسب ود الشعب فناصر لم يكن يحتاج لمثل تلك الحماقات فحب الناس له معروف ولا يحتاج الى تبرير لقد وقف الشعب بجانبه لانه شعب اصيل يقف بجانب الصديق فى الضراء قبل السراء وهذا ما فعله الشعب عندما راى الزعيم الذى وضع احلامه فيه ينهار او كاد نعم
ولا ادل على اثبات حب الناس له من جنازته التى كانت مضربا للمثل فى الحب والوفاء وكما يحدثنى عجائز قريتى ان الجنازة لم تكن فى القاهرة وحدها وانما كانت فى كل ربوع المعمورة بحملهم نعوشا ترمز لجسده الطاهر
ان جمال عبد الناصر ليس الها لا يخطا بل هو بشر يخطا ويصيب حتى انا قد اتفق او اختلف معه فى بعض الامور ولكنه فوق كل ذلك سيبقى جمال عبد الناصر هو رمز العزة والكرامة والطموح العربى والانسانى ويجب ان يكون هكذا فى عيون اجيالنا القادمة
د احمد كلحى
لم تعد للحروب اسبابها ودوافعها المعروفة والمقبولة التى تعلمناها وعرفناها تاريخيا على مر العصور ولا تعرف من معانى الاخلاق شيئايذكر
هكذا كان حال البشرية فى النصف الاول من القرن الماضى وظهر ذلك جليا في ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية
ان بشاعة ما حدث خلال تلك الفترة رسخ عند الناس كراهيتهم للحروب وتخوفهم من الاندفاع نحوها بلا روية
كان الصراع بين دول قليلة فيما كانت الغالبية العظمى من الدول بسكانها يانون تحت وطاءة الجوع والفقر والجهل والمرض والظلم الجسدى والنفسى
كل تلك الاسباب وغيرها كانت دافعا قويا للغالبية العظمى من العالم ان يكون لهم الدور المنوط بهم فى قيادة السفينة البشرية وصناعة القرار الانسانى على كوكب الارض
وكانت مصر بتاريخها وحضارتها ونوعية شعبها الاصيل الذى لا يرضى الذل ذلك الشعب الذى ارضعه تاريخه حب القيادة التى تحمى الحقوق وتنصر المظلوم وترسى قواعد الحق والعدل
كانت مصر فى ذلك الوقت تاءن كبقية العالم المغلوب على امره تحت الاحتلال وظلمه وكان لا بد لذلك الشعب بصفاته التى تحدثت عنها كان لا بد له الا يرضى بتلك الهيمنة الظالمة وذلك الاسفاف الوقح
كان لا بد لمصر ان تكون لها كلمتها فى تحديد مستقبل البشرية وهذا دورها التاريخى ولهذا بدات فى مصر حركات وطنية تنادى بالاستقلال والغاء التبعية وبداية عصر جديد يكون فيه لمصر دورها التاريخى وكانت الثورات الكبرى كثورة عرابى وثورة 19 بقيادة الزعيم سعد زغلول الازهرى المنشا ونشاط الحركات الوطنية بمختلف انواعها وميولها
بما فيها الحركات ذات الطابع الدينى كحركة جماعة الاخوان بقيادة الشيخ حسن البنا
كل تلك الحركات مع اختلاف اتجاهاتها وتوجهاتها حتى وان اختلفنا او اتفقنا معها الا انها فى النهاية كانت تصب فى مصلحة التحرر الوطنى
وليس بغريب فى كل هذه التوجهات الوطنية ان يشب ذلك الفتى فى احدى قرى صعيد مصر اخذا من الصعيد قيمه ومبادئه وتقاليده وطباعه كالرجولة الحقة والصمود والاباء وعزة النفس و من عروس البحر الابيض جماله وطيبته ومن بحرها عطائه ومن الجيش الالتزام والوفاء بالعهد ومن قاهرة المعز الخبرة السياسية والحنكة القيادية والالمام بمستجدات العالم وصراعاته
كل هذه الاسباب كونت من شخصية الزعيم جمال عبد الناصر هذه الشخصية التى توجت بحضور وكاريزمة خاصة اسست له ان يكون قائدا يلتف حوله الشعوب
كان ضروريا لمصر بعد كل تلك المقدمات ان ينعم الله عليها بشخصية كالتى فى عبد الناصر حيث ان الجو كان مهيئا لان ياتى
وقامت ثورة يوليو التى كانت حلم اجيال واجيال ضحوا بالغالى والنفيس من اجل ان يروا مصر التى يجب ان تكون لم تكن ثورة يوليو علامة فارقة فى تاريخ مصر بل انى لا باالغ اذا قلت انها علامة بارزة فى تاريخ البشرية كلها وهذا ليس بغريب على مصر ودورها الريادى فى تحديد مستقبل البشرية التى عانت الكثير وكان لا بد لها ان تفيق من غيبوبتها
لم اقصد فقط تدعيم حركات التحرر فى دول العالم وروادها كالزعيم نيلسون مانديلا وغيره وانما هو تدعيم نفسى ومعنوى اكثر منه مادى فالشعوب التى رضخت تحت وطاءة الظلم عقودا ليس من السهل ان تفيق بين يوم وليلة
لكل تلك الاسباب وغيرها كان عبد الناصر رمزا لكل تلك المعانى ولكل تلك الاسباب كان عداء تلك الدول الظالمة لعبد الناصر نعم فعداء الغرب لعبد الناصر لم يكن لشخصيته فهم ليسوا بهذا الغباء وانما كان العداء للرمز الذى يمثله عبد الناصر لشعوب العالم الثالث هذا العداء الذى كان وما يزال حتى انى اتذكر كيف تسائل بخوف وقلق السفير الاسرائيلى فى مصر عما يحدث فى مصر عندما راى صور جمال عبد الناصر فى شوارع القاهرة ابان عرض فيلم ناصر 56 للفنان الراحل احمد زكى
ولو تاملنا فى التاريخ سنلاحظ ان الحروب التى قامت بعيد الثورة وما صاحبها من استبداد وتحدى وحصار اعلامى كان هدفه كسر تلك الارادة الوليدة
ونتذكر ما حدث ابان بناء السد العالى واحجام البنك الدولى عن تمويل بناء السد لم يكن ذلك القرار الغربى هدفه هو تعطيل بناء السد الذى يعتبر نواة للاقتصاد المصرى وانما كان ذلك الاحجام والمنع هو كسر تلك الارادة التى بدات واقصد بها ارادة الاستقلال الحقيقى وحتى لا يصبح قدوة لغيره من الشعوب
كان بناء السد والتحدى هو بداية لتلك المعانى والخروج من العباءة الغربية
وحتى يسقط كل معنى للقدوة فى عبد الناصر لدى الشباب المصرى والعربى اخذو فى تحطيم هذه القدوة بشتا الوسائل والطرق وقد نجحوا فى ذلك الى حد ما
اما العداء الداخلى فكان هو اللغز بعينه ان ما حدث من هجوم فى مصر على وسائل الاعلام بعيد تولى الزعيم انور السادات مقاليد الحكم قد ابرره للزعيم الراحل وقد اعتبرها حنكة ودهاء سياسى مقبول من الزعيم انور السادات خاصة انه يريد ان يجعل الشعب يلتف من حوله ومصر مقبلة على حرب اكون او لا اكون وقد حدث ما اراده الزعيم الراحل وكان العبور العظيم وانتصرت مصر واصبح لانور السادات شعبية جارفة بعد الحرب التى تاثرت فى ما بعد
ولكن ما يحز فى نفسى هو الهجوم اللامبرر من قبل اناس يعرفون بالثقافة والفكر فما الذى يجعلهم يتهجمون على عبد الناصر وقتل كا معنى جميل للقدوة والصمود
فتراة يتهمونه بالديكتاتورية والقهر وانى اسالهم اى ديكتاتورية واى قهر يتحدثون عنه وهل كانت مصر تستطيع تكوين احزاب مع بداية ثورة وليدة اعداؤها فى الداخل اكبر من حجمها كبعض الباشوات وعمال الغرب والانجليز وغيرهم ممن كان لديهم المقدرة على الصيد فى الماء العكر صحيح انا اختلف مع عبد الناصر فى طول المدة وكان يجب عليه ان يعمل على انشاء وتكوين تلك الاحزاب فى عهده ولو تم ذلك لتغيرت الخريطة السياسية فى مصر ولكنى قد التمس له العذر فمحاربة الغرب له لم تعطه الفرصة لاخذ الانفاس
ومما يقال هو اهتمامه بحركات التحرر العربية والوقوف بجانبها وهذا كلام اقل ما يوصف بالسطحية فقوة مصر يا سادة ستستمدها فى هذا العصر من القوة العربية التى تحتاج لمصر حتى تكتمل فمن غير مصر لن تكون هناك وحدة عربية وبدون الوحدة لن يتحقق التقدم واسالو الاتحاد الاوروبى
ومما يقال عداء عبد الناصر للغرب وطبعا هو لا يعادى الغرب برمته وانما العداء للظلم والقهر وحلم السيطرة والتحكم فى مقدرات الشعوب حتى لتجد وتتلمس من شخصيته ان مصر لا تقل عن دول المقدمة كامريكا واوروبا لاننا وكما قلت دولة قائدة بطبيعتها
اما ما يقال عن عداء عبد الناصر لكل ما هو دينى فتلك المقولة التى يرددها الكثير من جماعة الاخوان حتى لتجد احدهم وهو صديق شخصى لى يتهم عبد الناصر بالكفر وهو لا يعلم كما الكثير من شباب الاخوان الذين اكن لهم كل حب واحترام واعجب باسلوبهم وادارتهم للمواقف المختلفة وكما قلت فالكثير منهم اصدقاء شخصيون ومقربون لى هؤلاء لا يعلمون ان الاختلاف بين عبد الناصر وجماعة الاخوان لم يكن اختلافا عقديا او دينيا ولكنه كان اختلافا سياسيا فى المقام الاول
ثم انى لن اخوض فى الرد على هذا الكلام الغير مقبول ولكنى سادع واحدا ممن يتصفون بالعلمانية هو الذى يرد كاتب معروف نشر كتابا بعنوان العسكر فى جبة المشايخ يتهم فيه جمال عبد الناصر بترسيخ ما سماه بالاصولية ومن ثم التطرف والارهاب الاسلامى فى العالم ومما ذكره من حيثيات واسباب انشاء اذاعة القران الكريم و جامعة الازهر والاهتمام بالانتماء الى الدين وايثار والاهتمام بعلماء الدين واوضح ان تصرفات عبد الناصر كانت ترسخ لذلك واستشهد بمقولة اراد فيها عبد الناصر ان يثبت للعدو الاسرائيلى تمسك مصر بفلسطين وخاصة المقدسات الاسلامية حينما قال بعد النكسة القدس قبل سيناء
ومما يقال انه تخلى عن مصر بعد النكسة باعلانه قرار التنحى ارايتم الى اى حد وصل بنا الامر وهل عندما يشعر المسؤول بخطا ما او عدم قدرته على تكملة المشوار او احساسه بالحزن هل عندما يحدث ذلك ويتنحى المسؤول الا يكون ذلك وساما على صدره
اما ما يقال انها تمثيلية لكسب ود الشعب فناصر لم يكن يحتاج لمثل تلك الحماقات فحب الناس له معروف ولا يحتاج الى تبرير لقد وقف الشعب بجانبه لانه شعب اصيل يقف بجانب الصديق فى الضراء قبل السراء وهذا ما فعله الشعب عندما راى الزعيم الذى وضع احلامه فيه ينهار او كاد نعم
ولا ادل على اثبات حب الناس له من جنازته التى كانت مضربا للمثل فى الحب والوفاء وكما يحدثنى عجائز قريتى ان الجنازة لم تكن فى القاهرة وحدها وانما كانت فى كل ربوع المعمورة بحملهم نعوشا ترمز لجسده الطاهر
ان جمال عبد الناصر ليس الها لا يخطا بل هو بشر يخطا ويصيب حتى انا قد اتفق او اختلف معه فى بعض الامور ولكنه فوق كل ذلك سيبقى جمال عبد الناصر هو رمز العزة والكرامة والطموح العربى والانسانى ويجب ان يكون هكذا فى عيون اجيالنا القادمة
د احمد كلحى
نشر هذا المقال فى 20 مارس 2009