السبت، 24 ديسمبر 2011

القذافى وغطرسة الفكر المتخلف

ما يحدث الآن فى الشقيقة ليبيا من حاكمها الغير شرعى هو تخلف فكرى وتعجرف يصل الى حد الغثيان
القذافى كغيره من الحكام العرب ورث عادة التكبر واللامبالاة والاحساس بأنه الملهم الأوحد والمنقذ الأوحد والمدبر الأوحد والعليم الأوحد ، الذى يضحى من أجل شعبه ، فهو باعتقاده لا تأخذه  سنة ولا نوم
كما ولأن له الكبرياء والعظمة التى لا توجد لغيره فهو لا يسأل عما يفعل وشعبه يسألون
ولانه العليم الأوحد فهو يعلم دبة النمل فى الليالى الممطرة ، ولا تخفى عليه خافية لذا فهو العليم بما يصلح شعبه المسكين الذى لا يفهم ولا يعى تصرفاته بل يحتاج الى من يرشده
ولأنه المتفرد بكماله وجلاله فعقابه رحمة فهو العدل وبفضله ومن جوده يطعم شعبه ومن رحمته يتنفس شعبه ومن كرمه تتدفق الدماء فى عروق شعبه
هذا هو اعتقاد القذافى وفكره انه اله أو كالاله فهو مبعوث السماء الى الأرض وهو نائب الاله على البسيطة
هذه هى صفات الحاكم الديكتاتور فى كل زمان ومكان
قديما قال فرعون ( ما علمت لكم من اله غيرى ) جملة تحوى معانى الالوهية ، فهو الاله الذى تأله بتخلف شعبه وسذاجتهم ( فاستخف قومه فأطاعوه ) ، فماذا اذا هو فاعل اذا الشعب أفاق يوما ؟؟ ستجده متقوقعا على نفس الفكر الالوهى المتخلف
وكما استعان فرعون بالكهنة والسحرة لايهام شعبه بأنه هو الاله الذى لا اله غيره كذلك فعل القذافى وكل الحكام العرب الذين وجدوا ضالتهم فى علماء الذفة ومشايخ الفتة الذين لا يألون جهدا لتركيع شعب من أجل مفاهيمهم الباطلة
وسواء أكان الحاكم الطاغية فى صورة الذئب كما فى نظرية أفلاطون أو كان فى صورة السيد كما فى نظرية أرسطو ففى كل الأحوال هو تخلف فكرى واستهانة بعقول الناس واهانة لابسط حقوقهم الآدمية
القذافى فوق أنه ديكتاتور فهو بغير شك متخلف فكريا ، فهو يعتقد بأنه يطبق نظاما جديدا للحكم غير مسبوق فى تاريخ البشرية
ويريد أن يخلق نظرية تسمى باسمه ليخلده التاريخ
وأنا أتعجب أى نظرية يتحدث عنها القذافى وأى طريقة للحكم هذه ؟؟
ألم يقل عن نفسه أنه هو المجد ، وأنه أميرا للعرب وافريقيا والشرق الأوسط ؟؟
ألم يصف شعبه بالجرذان والسكارى والخونة والعملاء والمرتزقة ؟؟
ألم يقل أنى سأقاتل - ليس لآخر قطرة فى دمى - اذا لكانت أشيك مع من يريد التعاطف معه ، لكنه قال سأقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة 
أترون معى أعزائى القراء هذه الجملة التى تلخص كل مل قلته عن صفات القذافى كرمز للحاكم العربى المتأله 
ستتغير بالتأكيد كل هذه المفاهيم وستشمل الصحوة الثورية - والتى هى فى الأساس اسلامية المنبع - كل البلاد العربية ولن تستثنى دولة بما فيها الدول ذات نظام الحكم الملكى كالأردن والسعودية والمغرب ، ليحكم الشعب بنفسه كما يقر بذلك الاسلام الذى جاء ليحرر الناس من عبودية ما سوى الله
تحية خالصة الى الشعب الليبى فى ثورته ، وفى نضاله 
تحية الى كل طفل وشاب ، تحية الى كل رجل وامرأة ، تحية الى كل صغير وكبير فى ليبيا التى ستصبح حرة يوما

بقلم / د أحمد كلحى 
نشر هذا المقال يوم 4 مارس 2011