السبت، 24 ديسمبر 2011

شيخنا محمد حسين يعقوب عفوا


العلماء هم ورثة الانبياء .... العلماء هم الامل اذا احكمت الدنيا حلقاتها علينا وضاقت ..... العلماء هم مصابيح الضياء التى تضئ لنا الطريق اذا اسود ظلام ليلنا وطال وايقنا الا فجر ات
العلماء هم نافذة سجننا التى نتنفس من خلالها عبق الحرية ونسيم المستقبل
نعم يا شيخنا فانتم لنا قارب النجاة فى امواج بحورنا التى لا نرى لشطانها طريق
هكذا يا شيخنا تعلمنا بين جدران ازهرنا العتيق كيف نحترم علماءنا ونوقرهم وانهم السبيل الاخير عندما تضيع منا معالم الحياة وتتيه منا معانى الكلمات
وكذلك يا شيخنا ونحن طلاب فى مختلف مراحل تعليمنا فى ازهرنا - زاده الله قوة وعزة ومهابة - ان كلمة الحق هى سبيلنا وهى منتهى غايتنا
وان الاختلاف فى الراى يا شيخنا ليس فقط لا يفسد للود قضية ولكنه يقرب بين القلوب ويثرى حياتنا الثقافية والفكرية ومن ثم يعمل على رقى الامة وتقدمها
لقد قلتم يا شيخنا وتكلمتم فى احدى القنوات الفضائية ابان احداث غزة الاخيرة عن اسباب تخلفنا وانكسارنا وتراجع الامة عن ركب الحضارة والتقدم
لقد رفضتم يا شيخنا خروج المظاهرات السلمية الغاضبة لما يحدث لاشقاءنا فى غزة واعتبرتم هذه المظاهرات تقليدا للغرب وخروجا على الاسلام وتعاليمه ومن ثم اعتبرتموها من البدع التى ما انزل الله بها من سلطان
وهنا يا شيخنا اسمح لى ان اختلف معكم لان المظاهرات وكما وصفها فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية واحسن فى وصفها حينما قال عنها ( انها غضبة لله )
فكيف لك يا شيخنا ان تمنع المتنفس الوحيد للمواطن فى ان يعبر عن رايه ؟
هل تريده ان يموت كمدا وغيا وحسرة!!!!؟؟؟؟؟ ام تريده ان يرى ويشاهد ولا يبالى بما يحدث وكان ما بداخله ماءا باردا وليس دما حرا ينبض بين شرايينه !!!؟؟؟؟!!
لم تكن المظاهرات السلمية يوما خروجا عن الاسلام وتعاليمه وقيمه ولا هى من البدع كما تعتقد ولكنها فوق انها غضبة احتجاجية راقية فهى ايضا رسالة يوصلها المواطن الى المسؤل والذى قد لا يصل اليه صوته الا من خلال تلك الطريقة
وانا هنا يا شيخنا لا اناقشك فى مدى صحة المظاهرات من عدمه ولكن اسمح لى شيخنا العزيز ان نقف برهة لنحدد ما هى البدعة وكيف نقيمها ؟ وما هو الفرق بين البدعة وعادات الشعوب التى لا تتعارض مع اسس العقيدة ؟
اسمح لى شيخنا العزيز ان ابين من خلال رايى المتواضع ان الفكر الاسلامى لم يكن يوما جامدا ولم يكن يوما تقبل الاخر -فيما لا يتعارض مع اسس الدين- خروجا عن الاسلام وتعاليمه
لقد علم الاسلام وعلماؤه كيفية تقبل الاخر ودمج الثقافات والحضارات
واقرا يا شيخنا التاريخ-واظنك قد قراته- علماء الامة الاسلامية مع العلوم والثقافات فى الامم الاخرى كالهندية واليونانية وغيرها وكيف اخرجت الامة كتبهم من صناديقها المغلقة لتكون بها وبما اضافه علماء امتنا نواة للحضارة الغربية المعاصرة
وانا هنا يا شيخنا اسالك سؤالا هل الحرية الفكرية التى تعيشها اوروبا ضد الاسلام ام انها مقتبسة منه ؟؟؟؟
وهل نظم الحكم الاروبية التى توصل من يستحق الى سدنة الحكم وتعطى الحرية لاى مواطن فى ان يقول ما يشاء وان يختار من يحكمه هل كل ذلك ضد الاسلام ام ان ذلك كله مقتبس من الاسلام والفكر الاسلامى؟؟؟؟؟
هل نظرت يا شيخنا الى ما يحدث من مناظرات بين مرشحى الرئاسة فى الولايات المتحدة الامريكية والتى يشاهدها ملايين البشر على الارض هل نظرت الى ذلك وقارنته بما حدث فى سقيفة بنى ساعدة بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وقبل دفنه عندما اجتمع المهاجرون والانصار فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا خليفة للنبى وحاكما للمسلمين؟؟؟؟ الم تشاهد كيف تناظر سعد بن عبادة زعيم الانصار واتباعه مع الصديق واتباعه من المهاجرين؟؟؟؟الم تكن تلك المناظرة هى نواة لما يحدث اليوم؟؟؟؟
الا ترى يا شيخنا انهم فى الغرب قد اقتبسو الكثيرفى تعاملاتهم المجتمعية من الاسلام والفكر الاسلامى وتراجعنا نحن الى الوراء بسبب جمود فكرنا وتوهمن ان الاسلام قالب صلب للصلاة والصيام واللحية والجلباب فقط ؟؟
وجدنى اتذكر قول شيخنا الامام محمد عبده رحمه الله حينما قال قولته الشهيرة (وجدت اسلاما بلا مسلمين ووجدت هنا مسلمين بلا اسلام)
فرفقا شيخنا بالامة نريدكم ان تاخذوا بايدينا لا ان تكبلوها وتعوقونا وتعوقوا الامة...
بقلم

/ د احمد كلحى
نشر هذا المقال فى 2 يونيو 2009