السبت، 24 ديسمبر 2011

القرضاوى والإعجاز العلمى

يقول المتنبى مخاطبا الرجال الذين يضعون بصماتهم على جبين التاريخ
اذا غامرت فى شرف مروم ***فلا تقنع بما دون النجوم

اما شوقى فيصفهم بقوله واثار الرجال*** اذا تناهت الى التاريخ خير الحاكمينا

واخذك من فم الدنيا ثناءا ***وتركك فى مسامعها طنينا


هؤلاء هم مصابيح الهداية ومعارج التقدم ومن بين هؤلاء ياتى العالم الكبير الدكتور يوسف القرضاوى الذى فرض نفسه على الساحة بعقله الوافر وعلمه الواسع وفكره الثاقب وتواضعه الجم وكفاحه المشرف من حقه علينا ان نضعه فى المكان اللائق به كواحد من اجل العلماء واكثرهم علما واجراهم رايا ومن حقنا عليه ان يتسع صدره الكبير لانتقادنا او لراينا المخالف لفضيلته لقد تحدث شيخنا الكبير فى احدى القنوات الفضائية عن الاعجاز العلمى فى القران وافاض كعادته فى الحديث مما جعلنى من شدة الابهار وروعة الخطاب وجمال التعبير ودقة الاستدلال كان على راسى الطير الى ان ساله المحاور عن اهمية الاعجاز العلمى للقران كوسيلة دعوية هنا قلل شيخنا الكبير من هذا الموضوع بامرين الاول ان الهداية من الله والامر الثانى ان فضيلته لم يسمع بدخول احد الى الاسلام بسبب الاعجاز العلمى للقران مبينا اهمية ذلك للمسلمين فى زيادة ايمانهم ثم اتبع بسؤال استنكارى استهجانى لماذا لاناخذ نحن تلك الحقائق من القران ونترك غيرنا يكتشفها ثم نقول انها نوجودة فى القران واقول لفضيلته ردا على ذلك ان المعجزة مع انها اثبات على قدرة الله وعظمته الا انها ايضا اثبات لصدق الرسول وحينما يرسل الله الرسل يؤيدهم بالمعجزات ولان الرسول محمد هو الخاتم فلابد من ان تكون معجزته عامة ودائمة لكل زمان ومكان حتى لا يوجد انعدام لتكافؤ الفرص الذى يؤدى الى الظلم وهو محال على الله تعالى وحينما يصف الله تعالى القران بقوله يهدى للتى هى اقوم فالقران كل القران وبكل انواع الاعجاز فيه والاعجاز العلمى هو احد جوانبه اما قول شيخنا انه لم يسمع بدخول احد الى الاسلام بسبب الاعجاز العلمى فى القران فاقول ان ذلك تقصير من الامة لعدم وجود مؤسسات دعوية تهتم بهذا الموضوع اما ما يحدث الان فهو اجتهادات فردية اما لو اراد شيخنا ان يقصد عدم اهمية المعجزة كاحد الاسباب للخول فى الاسلام فساذكر فضيلته بواقعتين الاولى اسلام عمر والثانية اسلام السحرة على عهد موسى عليه السلام يقول تعالى والق عصاك فاءذا هى تلقف ما يافكون فالقى السحرة ساجدين قالو امنا برب العالمين صدق الله العظيم اما سؤال فضيلته فاقول له ان القران فى الاصل انزله الله لهداية الناس ولم ينزل لمساعدة احد على اثبات نظرية علمية

اما الشروط التى يجب توافرها لمن يريد الدخول فى مجال الاعجاز العلمى فى القران فهى كالتالى

اولا - ان يكون عالما فى الاختصاص الذى يريد ان يفسر من خلاله
ثانيا - ان يكون ملما بمفردات اللغة العربية واصولها وقواعدها وان تكون معانى تلك المفردات هى نفس المعانى الموجودة ابان نزول القران
ثالثا - ان تكون ليه دراية باسباب النزول والناسخ والمنسوخ
رابعا - ان تكون لديه دراية كافية بعلوم الحديث
خامسا - ان يكون مطلعا على ما قاله المفسرون من قبله
سادسا - ان تكون حقائق علمية ثابتة لا نظريات قابلة للتغيير
 سابعا الا تكون الايات تتحدث عن امور غيبية

وانا اقترح ان يكون العمل جماعيا داخل هيئة او مؤسسة


بقلم / د احمد كلحى
نشر هذا المقال فى 12 نوفمبر 2009