السبت، 24 ديسمبر 2011

إختلافى مع الشيخ محمد حسان


يهل علينا بصوته كانه مزمار من مزامير ال داوود
عندما تسمع صوته تشعر بطمانينة فى القلب ورعشة فى الجسد
ويكانه الايمان يا شيخنا قد عمنا وملا المكان علينا بصوتك العذب
نعم هو الايمان بما يحمله من طمانينة مبعثها ذلك القلب الحائر الذى تعلق برحمة من سواه
وهى رعشة فى الجسد خوفا من الجليل الجبار
فذنوبنا التى عريتها امامنا يا شيخنا حركت بداخلنا هواجس الخوف من رب يقول عن نفسه (وما انا بظلام للعبيد) اى ايتها النفس كم انت ظالمة
عندما تطل علينا بصورتك الملائكية نتنفس نفحات الايمان
ويكانه الربيع يا شيخنا قد عم الوجود باريجه العطر وجماله الفتان
فى كل محنة تمر عليها الامة نجدك لم تقصر يوما فكنت بحق نعم الداعى العالم العامل فجزاك الله خيرا ولا نزكى على الله احدا
ولكن يا شيخنا اسمح لى ان اختلف معك بمبدا ان كل يؤخذ ويرد منه الا المعصوم الذى لا ينطق عن الهوى صلى اللهم وسلم وبارك عليه اناء الليل واطراف النهار فى كل وقت وحين ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون واجمعنا معه فى مستقر رحمتك واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظما بعدها ابدا
فاسمح لى يا شيخنا ان اختلف معك فاللهم اجعل اختلافنا رحمة واتفاقنا عونا للامة
اما كلامى ورايى يا شيخنا فلن يكون ابدا الند للند فحاشى ان يساوى التلميذ استاذه والطالب شيخه ومعلمه فكل منا له قدره
ولكنها يا شيخى رسالة يجب ان تؤدى فمن كتم علما يرى ان الامة ستنتفع به ومنعه فهو عدو للامة وعونا لاعدائها عليها
قد تحدثتم يا شيخنا فى خطبة لكم يوم جمعة عن اهمية العلم وقدر العلماء تحدثتم واجدتم كعادتكم
لكن يا شيخنا عندمت تطرقتم الى موضوع احترام الطالب لمعلمه رايتم ان اختلاف الطالب مع استاذه يؤثر على هذا الاحترام ثم اوضحتم ذلك بحكاية الشاب الذى دخلت عليه يوما وهو يلقى احد دروسه او مواعظه كداعية وانكرتم عليه قوله (ابو حنيفة يقول كذا وانا اقول كذا)
فسالت مستغربا ومستعجبا ومنكرا عليه مقولته ( من انت لتقول ابو حنيفة يقول كذا وانا اقول كذا)
ثم سمعت منكم رايا وقولا ادهشنى ايما دهشة حينما قلت ( ما انا وما انتم الا ناقلون عن هؤلاء الاخيار) تقصد بالطبع الائمة الاربعة الكبار
كيف ذلك يا شيخنا كيف لك وانت العالم الكبير والقدوة الحسنة الى يقتدى بها النشا
كيف لك يا شيخنا الجليل ان تغلق باب الاجتهاد ؟؟؟؟
الا تعلم شيخنا ان الاجتهاد فى هذه الامة من اهم اسباب صمود الامة عبر قرون مضت والى ان يرث الله الارض ومن عليها
نعم فالاجتهاد هو مجدد دماء هذه الامة وباعث نضارتها وشبابها فكيف لك ذلك شيخنا ؟؟؟؟
والمجتهد لا ياتى براى من هواه انما له ضوابط تحكمه وفى مقدمتها استنباط رايه من مصادر التشريع المختلفة وعلى راسها القران الكريم والسنة المطهرة من احاديث وروايات صحت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم
والجتهد لا يصادر برايه راى الاخر خاصة اذا كان هذا الاخر من المذاهب الاربعة المعتمدة المالكى والحنفى والحنبلى والشافعى
ومن الغريب انى رايتك يا شيخنا تختلف مع راى لابى حنيفة فى احدى القنواة الفضائية حينما سالتك سيدة سورية عن حكم تزويجها لنفسها مع العلم انها مطلقة ولديها اطفال وانها اضطرت لذلك
فقد افتيتم ببطلان زواجها مع ان ابا حنيفة رحمه الله قد اجاز ان تزوج الثيب نفسها
بل واتهمتم من ياخذ بهذا الراى بعدم حرصه على الامة واتهمتموهم بالجهل وعدم الايمان وهو اتهام خطير قد يمس صاحب المذهب الحنفى ذلك الامام النقى التقى قد يمسه الاتهام من حيث لا تدرى
اما انا ففى حيرة من امرى بسبب تناقض رايك فى القولين فهل انت مع الاجتهاد الذى مارسته عمليا فى القناة الفضائية ام انك ضده كما تحدثت بذلك الى النشا فى خطبة الجمعة
عامة فان رسالتك الى النشا والى شباب الامة خلال خطبة الجمعة عن غلق باب الاجتهاد هذه الرسالة اختلف معك فيها بل وارفضها شكلا وموضوعا
اما الاجتهاد وتعريفه ومن له حق الاجتهاد وما هى ضوابطه ؟؟؟
وما هى الفتوى ومن له حق الفتوى وما ضوابطها ؟؟؟ فهى فى حديثى القادم على هذه الصفحة وعبر مدونتى الرئيسية والفكرية هذه على هذا الموقع
وقد يتجاوز حديثى المقال الواحد
واخيرا اسال الله تبارك وتعالى ان يطهر قلوبنا ويتجاوز عن سيئاتنا وتقصيرنا امين يا رب العالمين
وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم / د احمد كلحى
نشر هذا المقال فى 1 نوفمبر 2009