الاثنين، 3 مارس 2014

قسم المقالات : الرواية العجيبة بقلم دكتور مصطفى محمود


الرواية العجيبة
   
بقلم د مصطفى محمود




ماذا يحدث لو أننا أدرنا شريط الحوادث في السنوات الخمسين الأخيرة من تاريخ مصر وجلسنا نتفرج‏..‏ لاشك سوف نري عجبا‏..‏ ثورة عبدالناصر وطرد الملك فاروق‏..‏ ومواكب الشعارات‏..‏ الاشتراكية‏..‏ العدالة‏..‏ الحكم للشعب وبالشعب‏..‏
 انتزاع أراضي الإقطاع من أصحابها والمصانع من ملاكها‏,‏ وانتزاع وسائل الإنتاج من الأيدي المنتجة لتصبح ملكية دولة‏..‏ أصنام جديدة اسمها القطاع العام والتأميم والاشتراكية والتقدمية واليسار‏..‏ تفريغ كل الشعب في دوسيه واحد تحت يد الحاكم‏..‏ لتصبح لقمتهم في يده ورزقهم في يده وبالتالي حريتهم في يده‏..‏ وكعبة جديدة ومنارة جديدة اسمها الكرملين‏..‏ ومصدر إلهام‏..‏ اسمه‏..‏ الفكر الماركسي‏.‏
ندير الشريط بسرعة أكبر ونتفرج علي القطاع العام وما حدث فيه‏..‏ ساحة كبيرة من الروتين والكسل واللامبالاة‏,‏ وفقدان الهمة وسوء الانتاج‏,‏ والحل الاقتصادي يتحول بقدرة قادر الي عجز اقتصادي‏..‏ ندير الشريط بسرعة أكبر‏..‏ عودة سريعة الي الانفتاح وتصفية القطاع العام ومد الأيدي الي القطاع الخاص‏..‏ نفعل ذلك في بلادنا‏..‏ ويفعلون مثله في روسيا وفي رومانيا وفي المجر‏,‏ وبولندة‏,‏ ويوجوسلافيا‏,‏ وفي كل مقاعل اليسار‏..‏ العالم يعود بخطوة واسعة من اليسار الي اليمين‏..‏ ولكن بعد خراب مالطة‏..‏ موت عبدالناصر بعد هزيمة عسكرية منكرة وانهيار اقتصادي‏..‏ موت ستالين‏..‏ وسقوط السفاحين العظام واحدا بعد الآخر‏..‏ تشاوشيسكو في رومانيا‏,‏ وهونيكر في ألمانيا‏,‏ ومنجستو في إثيوبيا‏,‏ والشيوعي الآخر في بولند‏,‏ والرفيق المجري في المجر‏..‏ لم تدخل الثورات الاشتراكية في بلد إلا وأتت معها بالسجون والمعتقلات وقطع الألسن والخراب الاقتصادي والحزب الواحد‏,‏ والرأي الواحد‏,‏ والتأميم والإفلاس‏.‏
مظاهرات اليسار في عهد ديجول أشرفت بالاقتصاد الفرنسي علي انهيار كامل‏..‏ واضرابات العمال في انجلترا هبطت بالاسترليني الي الحضيض‏..‏ والانقلابات الاشتراكية في أنجولا وموزمبيق وفي باقي إفريقيا وأمريكا اللاتينية صنعت المذابح وأشعلت الحروب‏,‏ ونشرت البؤس والفقر حيثما حلت‏.‏
ندير الشريط بسرعة أكبر‏..‏ حرب العبور وانتصار‏73‏ وارتفاع العلم المصري علي سيناء وعودة الروح للمنطقة العربية‏.‏
الاشتراكية تتراجع في العالم كله‏..‏ وقد بلغنا نهاية المد الاشتراكي‏..‏ وبدأ الجزر الرهيب‏..‏ هزيمة الشيوعية في كل مواقعها‏..‏ وغروب الفكر الماركسي من العالم‏.‏
هل نذهب الي الكعبة في الكرملين‏..‏ لنري ماذا حدث للشارع في موسكو‏,‏ وما حدث للناس وللسلوكيات العامة ولطموحات المواطن الروسي العادي‏.‏
الهزيمة في روسيا وصلت الي النخاع‏,‏ والمواطن الروسي خلع الثوب السوفيتي وخلع الإيديولوجية السوفيتية‏,‏ ولبس الثوب الأمريكي والتفكير الأمريكي‏,‏ والطموحات الأمريكية‏..‏ الجينز والهامبورجر والمكدونالد والديسكو والعربات الفارهة والعنف والمافيا والمخدرات والقتل من أجل الدولار‏..‏ والنساء الروسيات خلعن لباس العمال الخشن ولبسن لباس الإثارة والسكس والرقص في الحانات لما بعد الفجر‏,‏ ومصنع اللبان والمجاهرة بالشذوذ‏..‏ واحتراف الدعارة‏..‏ واليهود يقودون روسيا الي دمار كامل‏.‏
غزو ثقافي مدمر‏..‏ وركوع للقيم الأمريكية‏..‏ وعبادة للنمط الأمريكي‏..‏ وتسبيح للإله الأمريكي‏..‏ صاحب الجلالة الدولار‏.‏
ومثل هذا الغزو حدث بدرجات متفوتة في كل مكان من العالم‏.‏
وكانت السينما الأمريكية والأفلام الأمريكية والمسلسلات الأمريكية ورؤوس الأموال الأمريكية‏,‏ هي رأس الحربة في هذا الاختراق‏,‏ الذي وصل الي قلب باريس علي ظهر الديزني لاند الفرنسية‏,‏ لدرجة أدت الي قلق الحكام الفرنسيين وأدت بالرئيس الفرنسي الي التصريح بضرورة فرض قيود علي دخول الفيلم الأمريكي خوفا علي القومية الفرنسية والهوية الفرنسية‏..‏ بل وعلي اللغة الفرنسية التي تدهورت علي لسان رجل الشارع وخالطتها الألفاظ الانجليزية والنطق الأمريكي والخناقة الأمريكي‏.‏


حالة من العامية الأمريكية والسوقية الأمريكية تنتشر ببطء في أوروبا‏..‏وتتسلل عبر الحواجز لتصل الي آسيا وتغزو الهند والفلبين وتايوان وإندونيسيا والدول النامية‏,‏ وتصطدم بسور الصين العظيم فلا تستطيع اختراق القومية الصينية‏..‏ وفي الصين يحدث العكس‏..‏ يمد العملاق الصيني يده ليأخذ أغلي ما في أمريكا‏..‏ التكنولوجيا والكمبيوتر‏..‏ ويأخذ من حرية التجارة ومن اقتصاد السوق بقدر مصلحته‏..‏ ثم يرفض الباقي ويغلق علي نفسه الأبواب‏..‏ وتفعل اليابان الشيء نفسه ويتطور الاثنان الي عملاقين‏..‏ كل واحد محصن داخل قوميته يقف منتصبا في مواجهة أمريكا ليقول‏..‏ أنا هنا‏..‏
والصين هي العملاق القادم الذي سوف ينافس أمريكا علي القطبية‏..‏ وأمريكا تحسب لها من الآن ألف حساب‏.‏
أما إفريقيا الممزقة فلا وجود لها علي خريطة المنافسة‏..‏ واستراليا مجرد كوكب تابع لشمس الغرب‏.‏
أما شرقنا الأوسط السعيد‏,‏ فكله ملفوف بالراية الأمريكية المتعددة النجوم‏..‏ تقوده بالقروض والمعونات وبعصا اسرائيل‏..‏
وقلاع العروبة والقومية والوحدة سقطت كالأشباح بهزيمة عبدالناصر‏..‏ والرمز الوحيد الباقي الذي يقاوم هذا الغزو الأمريكي الإسرائيلي المكتسح‏,‏ هو الإسلام‏..‏ ولهذا تعلن أمريكا الحرب علي الاسلام في كل مكان ومعها قوي الغرب كله‏.‏
والإسلام بطبيعته غير قابل للأمركة وغير قابل للتهويد‏..‏ وهو خصم غير هين‏.‏
وكانت الحيلة الأولي للتغلب علي الإسلام هي تشويهه بإلصاق تهمة الإرهاب والإجرام بكل ما هو إسلامي‏,‏ بدأ بمفجري المركز التجاري الأمريكي‏..‏ وانتهاء بإمداد هذا المسلسل الدموي بالجديد من الانفجارات كل يوم‏.‏
وانكشفت الحيلة حينما اتضح أن الشيخ عمر عبدالرحمن دخل أمريكا بالكارت الأخضر‏,‏ وكان يتقاضي مرتبا شهريا من المخابرات الأمريكية‏..‏ وأن كل الارهابيين كانوا يتلقون التمويل من أرصدة بالخارج‏..‏ وان الارهاب كله مصنوع‏..‏ وعصاباته مستأجرة ومجندة‏..‏ وانه صناعة أجنبية صهيونية مائة في المائة‏.‏
وكانت الحيلة الثانية‏,‏ هي الإلتفاف حول الإسلام ومحاولة اضعافه بإضعاف اللغة العربية التي هي وعاء الدين ووعاء القرآن‏,‏ بحجة تطوير مناهج التعليم وإصلاح التعليم والنهوض بالتعليم‏..‏ وضعف اللغة العربية الذي أصبح واضحا بين شباب المذيعين‏..‏ وطغيان العامية في الشعر‏..‏ وسوقية الأغاني‏..‏ وضياع النطق العربي السليم‏..‏ كلها شواهد علي ذلك‏..‏
ولكن المعركة لم تحسم بعد‏.‏
وسوف تشهد السنوات القادمة هجوما مركزا علي الدين ذاته‏,‏ وعلي التربية الدينية‏,‏ وعلي الإعلام الديني‏,‏ وعلي القيادات الدينية‏,‏ وعلي اللغة العربية‏..‏ ورأينا طلائعها في إعادة طبع رواية أعشاب البحر للشيوعي حيدر حيدر بما فيها من سفاهة وتهجم علي الدين‏.‏
وسوف تلجأ الصهيونية وهي الخصم الجديد بعد سقوط الشيوعية الي وسائلها القديمة‏..‏ إشاعة الانحلال ونشر المخدرات والجريمة‏,‏ والعنف والفيلم الهابط‏,‏ والفن الداعر‏,‏ والإعلام المخرب‏..‏ والإفساد عن طريق الانترنت وتهديد كل من يكتب في حرية بتهمة المعاداة للسامية والتشجيع علي الارهاب‏.‏
وسوف نري مزيدا من الكتب التي تعلي من شأن القيم الدنيوية وتكرس المادية وتروج للعلمانية‏,‏ وتشكك في الدين وتهزأ بالغيب‏..‏ وسنري نماذج من الحفاوة بأمثال سلمان رشدي ونسرين تسليمة ونصر أبوزيد وحيدر حيدر‏.‏
والغزو الثقافي سوف يتضاعف بزيادة سينما أمريكية مهيمنة تبث قيمها الهابطة وتروج للجنس والعنف والانحلال‏.‏
والتطبيع سوف يحاول أن يحقن إسرائيل تحت الجلد‏,‏ ويحقن المكر الإسرائيلي في الماء والهواء والغذاء الذي نأكله‏,‏ وفي الاقتصاد الذي نزاوله‏,‏ وفي التخطيط الذي نباشره‏,‏ وفي العقلية التي نسوس بها أمورنا‏..‏ ومن حسن الحظ أنه مازال يتعثر في بلادنا‏.‏
وبيوت الخبرة الأمريكية التي دمرت شاطيء الاسكندرية بفتوي صرف مجاريها في البحر‏..‏ مثال حي قد يتكرر في كل مشروع وفي كل تخطيط مستقبلي اذا فتحنا الباب للأيدي الإسرائيلية لتعمل معنا وتفكر لنا‏..‏ بحكم التطبيع بلا تحفظ‏..‏ والثقة بلا حدود‏.‏
إن إسرائيل التي أخرجت لغتها العبرية البائدة من القبر‏,‏ وتدثرت بها لتصنع لها هوية وقومية وإرثا تاريخيا من العدم‏,‏ لن تكتفي بأقل من السيادة والهيمنة‏..‏ لأنها وجود مختلق مصطنع‏,‏ لايمكن أن يستمر في الحياة‏,‏ إلا اذا امتص الحياة من كل ما حوله‏..‏ والستة ملايين يهودي إما ان يذوبوا في الستين مليون مصري‏,‏ وهذا مستحيل‏(‏ لأنهم ضد الذوبان والانعدام‏),‏ وإما أن يحاولوا تفكيك هذه الملايين الستين الي شظايا بالمكر والفتن‏..‏ وهو ما سوف يحاولونه‏..‏ ولا يوجد احتمال ثالث‏..‏ والذين يتصورون أن التطبيع فاتحة خير‏..‏ ينظرون بدون أعين ويفكرون بدون رؤوس‏..‏ والبعض من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الأحلام في ثراء سريع ومشاريع مشتركة‏,‏ هؤلاء الذين فرحوا بالتطبيع لا يرون إلا المصالح العاجلة تحت أقدامهم ولا يرون خطر الاحتواء الأمريكي الإسرائيلي علي المدي البعيد‏,‏ ولا يشهدون الخراب الذي يخطط لبلدهم‏.‏
والسد الوحيد الذي يقف أمام هذا الطوفان الذي يدق علي الأبواب هو الروح الدينية في المنطقة العربية وفي مصر بالذات‏.‏
والدين في مصر هو الذي شيد معجزة الكرنك‏..‏ وهو الذي انتصر علي التتار وقهر الصليبيين‏,‏ وهو الذي عبر القناة في حرب أكتوبر‏..‏ وهو وراء موقف التحدي الذي وقفته الألوف من المحجبات برغم المغريات المضادة وبرغم التليفزيون والسينما‏,‏ وبرغم الموجة العلمانية التي مازالت تحاول أن تكتب علي الماء وتنقش علي الرمال‏..‏ والكل يشاهد مايجري في صلوات العيد وكيف تمتليء الميادين في مصر بملايين الراكعين الساجدين المسبحين‏.‏
الدين في مصر حقيقة راسخة‏..‏ إسلاما ونصرانية‏..‏ وكلاهما ضد إسرائيل‏..‏ ويخطيء الحاكم الذي ينسي هذه الحقيقة ويصدق كلام العلمانيين الذين ينصح بالمزيد من التطبيع والمزيد من التطويع والتركيع‏.‏
والذين يهرولون الي الحضن الإسرائيلي يهرولون الي حتوفهم‏.‏
ولا توجد مصالحة بين الوجود الإسرائيلي الذي جاء بالغزو والاغتصاب وبين الإسلام‏..‏ فكل منهما يرفض الآخر وبشدة‏.‏
والإسلام ضد القيم الدنيوية الانحلالية‏,‏ وضد حياة الغواية والشهوات التي تروج لها الأفلام الأمريكية‏,‏ والغزو الثقافي الغربي والمباديء التلموذية‏.‏
ومع ذلك فالإسلام أبعد الأديان عن التزمت والتشدد فباب التوبة والاستغفار مفتوح للخطائين طول العمر الي لحظة الحشرجة‏..‏ والقرآن يقول لهم إن الحسنات يذهبن السيئات‏..‏ وان التيسير في كل شيء هو الأصل والحلال في كل شيء هو الأصل‏..‏ وأن الحرج والتشدد مرفوعان عن المسلم‏.‏
والتوبة في الإسلام تمحو كل شيء حتي الكبائر‏..‏ حتي الشرك تجبه التوبة والإنابة‏.‏
والضرورات في الإسلام لها اعتبار والظروف لها اعتبار‏..‏ فأكل الميتة مباح للجائع اذا لم يجد أي وسيلة أخري لسد جوعه‏.‏
وهكذا فتح الإسلام الباب للعقول لتفكر وتجتهد دون تحجير ودون تشدد‏..‏ ولم ينصب المشانق والمحارق لأحد كما فعل البابوات لعلماء العصور الوسطي‏.‏
ولم يضيق الإسلام علي المرأة‏,‏ بل وسع عليها‏..‏ والمرأة أيام الرسوم كانت أكثر حرية منها الآن‏..‏ وكانت تخرج للحرب‏,‏ وكانت تعمل بالتمريض‏,‏ وكانت تجلس للفقه وكانت تشتغل بالقضاء‏,‏ وكانت شاعرة وأديبة‏.‏
والإسلام شمل بعدله وبره المسلم والمسيحي واليهودي والمجوسي وامتدت مظلة رعايته لتحتضن الجميع‏.‏
والإسلام دين المستقبل ودين الديمقراطية والحرية والتعددية‏..‏ وأي مشروع حضاري لا يستلهم الإسلام وعطاءه لن ينجح في بلادنا ولن تمتد له جذور في شعبنا المصري‏.‏
وقد فشل مشروع البعث العراقي السوري‏,‏ وفشل المشروع الاشتراكي الناصري‏,‏ وفشلت الوحدة العربية التي استلهمت القومية العربية لأنها لم تستلهم عطاء الإسلام‏..‏
وسوف يتحطم حلم إسرائيل الكبري علي صخرة الإسلام‏.‏
ولن ينجح الغزو الثقافي في إدخال إسرائيل الي القلوب‏..‏ فماذا تصنع الكلمات والأغاني والأفلام‏..‏ في السر الذي وقر في الأرواح وملأ الأفئدة وأضاء ظلمات النفوس‏.‏
إنها لا أكثر من رسوم علي الماء ونقوش علي الرمال‏.‏
وهي لا أكثر من ضباب يتبدد عند شروق شمس الوعي وعند أول ترنيمة المنادي‏..‏ الله أكبر‏.‏
هل انتهي العرض‏..‏؟‏!‏
إنه يقترب بالفعل من نهايته
والمشهد الختامي كان إعلان المجلس العلمي الأمريكي عن اكتمال تدوين سفر الحياة المعروف باسم الجينوم البشري من‏3‏ مليارات حرف كيميائي تلخص مقدرات هذا الكائن اللغز‏..‏ الذي اسمه الإنسان‏..‏ مصداقا لقول الحق‏:‏ إنا كل شيء خلقناه بقدر‏,‏ وقد قالها كلينتون في خطابه‏..‏ لا ندري هل قالها عن فقه‏..‏ أم أنها كانت مجرد فصاحة زعماء‏..‏
فهذا السفر العجيب في حجم أجزاء من الملليمتر وباتساع خمسة ملايين صفحة يتحدي أن يكون له كاتب غير رب العالمين الذي أحاط بكل شيء علما‏.‏
فمن كان يمكن أن يكتب هذا السفر من قديم من الأزل من ثلاثة مليارات حرف كيميائي‏,‏ وقد خص كل حرف بوظيفة ودور وشأن في حياة هذا المخلوق‏..‏ وما سوف يصيبه من علل وأمراض وعجز وقدرة‏..‏ ومن رتب هذه الأسباب علي مسبباتها ووقتها بأوقاتها وظروفها ومناسباتها‏..‏ إلا أن يكون هو الله القادر السميع البصير العليم بكل شيء‏.‏
لقد بلغنا النهاية إذن ياسادة‏..‏ وهذه بصمة الخالق العظيم‏..‏ وهذا بيانه وبرهانه‏..‏ أذنت الرواية بانتهاء بإعلان المانفستو الإلهي‏(‏ في لغتنا الجينوم البشري‏)‏
ولم يبق إلا القليل علي كلمة الختام

توبوا الي الله جميعا .... واركعوا له واسجدوا

فقد طلع فجر اليقين