وضربوا لنا مثلا
بقلم د مصطفى محمود
مقاتلو حزب الله من الإيرانيين في جنوب لبنان ضربوا مثلا للأمة العربية في الصمود والفداء.. واستطاعوا إلقاء الرعب في إسرائيل.. وانقسمت إسرائيل لأول مرة في تاريخها علي نفسها بين مهرولين راغبين في الانسحاب من الجنوب اللبناني فورا وبلا شروط وقد بلغ تعدادهم أربعين في المائة من الإسرائيليين وبين الباقي من المعترضين الذين وافقوا علي الانسحاب بشروط أمنية.
لم تستطع إسرائيل أن تواجه خسارة7 من رجالها ومن قبل ذلك عشرين قتيلا في عملية صاعقة انتقامية دبرتها إسرائيل إنتهت بالإبادة الكاملة للقوة الإسرائيلية في مواجهة حاسمة مع جنود المقاومة اللبنانية وجنود حزب الله وساعتها بكي نتانياهو وصرخ شارون وأرغت إسرائيل وأزبدت بالتهديدات الفارغة بضرب لبنان ونسف بنيتها التحتية ثم تراجعت خوفا من سوء العاقبة وآخر عملية كانت مذبحة ميدون ومقتل ثلاثة ضباط إسرائيليين ومن بعدها جاء اقتحام ألفين من الطلبة اللبنانيين لقرية أرنون.. واندلعت المظاهرات في إسرائيل وارتفعت نسبة المطالبين بالإنسحاب إلي55%.. لم يستطع الشعب الإسرائيلي تحمل هذه الخسائر المحدودة في الأرواح وانسحبت القوات الإسرائيلية بالفعل من أرنون.
وكان لصمود الحكومة اللبنانية ودعمها لحزب الله دون خوف أثر باتر وقاصم للجبروت الإسرائيلي.. وما جري علي هذه الجبهة الصغيرة يعتبر مثلا وسابقة للمجموعة العربية التي آثرت أن تلزم مخابئها وتتجنب الصدام في كل مواجهة مع إسرائيل واختارت الملاينة والمهادنة والمسالمة إيثارا للأمان.. وأقول أن هذا الأسلوب من الخضوع والملاينة والمهادنة لم يعد ينفع مع أمثال هذا التجبر الإسرائيلي.. وهل خرجت إسرائيل من سيناء إلا بحرب؟؟!! وكيف تتوقع سوريا أن تخرج إسرائيل من الجولان واحتلالها للجولان لم يكبدها خسارة عسكري واحد.. إن الكلام لا يحرر أرضا وما فعلته لبنان وما فعله حزب الله مثال آخر يؤكد هذا اليقين وما يقوله المتفلسفون والذين يدعون الواقعية من أن عصر البطولات قد انتهي.. هو ترويج للجبن والتخاذل ودعوة للإستسلام.. فقد أثبت رجال حزب الله أنهم أبطال فعلا وأنهم رجال.. وأثبتت لبنان أن الرجولة لم تمت في أمتنا.. ولكن القلوب التي أماتها حب الدنيا هي التي فقدت روحها وفقدت شهامتها وماتت وشبعت موتا.
ولو امتلأ المسلمون إدراكا بأن الموت حق والبعث حق وأن زخرف الدنيا متاع زائل وأمجادها لهو ولعب.. لهانت عليهم هذه الدنيا بما فيها ولما خافوا شيئا ولما أهمهم جبروت ولأقبلوا علي الفداء كما كان يفعل أجدادهم الذين فتحوا العالم.. ولما قبلوا الظلم من أحد.
ولقد جربت إسرائيل جميع الخيارات في صراعها مع لبنان من الاجتياح الكامل والغزو في سنوات1982 ـ1986 إلي القصف الجوي العنيف مثل عناقيد الغضب1996 إلي ارتكاب المذابح في قانا الذي قام به شيمون بيريز بعد مؤتمر السلام في شرم الشيخ.. ولم تثمر كل هذه الخيارات شيئا ولم يبق لها إلا خيار واحد هو الانسحاب المنفرد من جنوب لبنان دون قيد ولا شرط طبقا لقرار مجلس الأمن425.
وقد ضربت لبنان وضرب لنا حزب الله مثلا بليغا لكل العرب.
إن إسرائيل عدو ولكنه عدو جبان رغم أسلحته.. فهو قطرة في بحر عربي.. ولو اجتمع العرب علي كلمة ولو صح عزمهم علي رباط واحد وعلي موقف صلب لتراجعت إسرائيل إلي حجمها الطبيعي.
وإني أدعو إلي موقف إعلامي موحد وأهيب بكل الفضائيات العربية ومحطات البث التليفزيوني وقنوات الإذاعة إلي تحول جاد في جميع البرامج السياسية والشبابية يعكس ويعبر عن هذه الروح الجديدة.. روح الجدية والصلابة والوحدة.
إن العرب الآن في مفترق طرق..
وأنصاف الحلول والخضوع والاستكانة والاعتماد علي أمريكا والتمسك بأهداب تطبيع زائف لن يجدي ومراوغات أوسلو وكوبنهاجن لم تعد تنفع.
والمواجهة قادمة لا مفر منها ولا مهرب.. فالسلاح يتكدس كل يوم في إسرائيل.. وكل يوم تزداد إسرائيل تبجحا وغرورا وامتلاء بقوتها.
وإسرائيل لم تعد تؤمن إلا بلغة الصواريخ والقنابل والرصاص والعنف والتهديد.
والرئيس الأمريكي ضرب مصنع الأدوية في السودان ليدعم موقفه المهلهل في فضيحة مونيكا.. ورأيناه يسارع إلي ضرب العراق في محاولة ليكسب ورقة جديدة في حكاية عزله.. واستطاعت إسرائيل أن تغريه بهذا الدور الكريه لتزداد الجفوة بينه وبين العرب ولتحوله إلي بلطجي يعمل لحسابها.
وأمريكا بهذا الدور الكريه تحولت إلي مجرد ساحة لتأديب العبيد الخارجين علي طاعة السيد الإسرائيلي الجديد وأصبحت لإسرائيل اليد العليا في المنطقة.
ولقد كان الشرق في الماضي سوق بهائم بالنسبة للغرب.. والغرب دخل منطقتنا كمستعمر ومستغل ولم يخرج منها إلا شفويا ومجازيا ومازلنا ومازالت أفريقيا كلها محل استثماره واستغلاله ومازال ينهبها إلي الآن وإسرائيل تحاول الآن أن تكون تاجر البهائم الجديدوأن تسوق بريطانيا وامريكا بمكرها إلي مصالحها الخاصة.
وما تفعله أمريكا الآن هو القتل الجموعي والعشوائي لشعب مقهور مغلوب علي أمره علي احتمال أن تصادف القنابل أسلحة يخفيها صدام هنا أو هناك وهو عدوان جبان.. وليس هذا أول عدوان أمريكي علي المنطقة.
وقد رأينا امريكا تنصح بتقليص دور الإسلام ومحاربة الدين والتدين في المنطقة العربية كلها بدعوي أنه يؤدي إلي الإرهاب وهي تعلم أن الإرهاب من صنعها.. وأمريكا هي التي دعت إليها عمر عبدالرحمن وهي التي شجعت وأعانت بن لادن حينما كان يحارب السوفيت لحسابها وصالحها ثم بطشت به حينما بدأ يعمل لحسابه.. والعصابات الإرهابية كلها تعمل من قواعد في أمريكا وأوروبا ولها ودائع وأرصدة دولارية في أمريكا وفي جنيف وفي لندن والصهيونية تعمل بمكرها من وراء الكل.
وأمريكا تعلم أن الإسلام لا دخل له بالإرهاب الموجود وهي تعلم أن هذا الإرهاب صناعة مستقلة من اختراعها ولكنها تحارب الإسلام لأنه يحض علي النضال ويحارب الظلم..وهي تعلم أنها قد احتضنت الظلم باحتضانها لإسرائيل..وأصبحت بذلك هدفا لأي غضبه إسلامية.. ومن هنا أصبح الإسلام عدوا يلزم القضاء عليه.. وأصبح الحل الأمريكي الأمثل هو أغراق المنطقة في العري والجنس والعبث والمسلسلات الفضائية الخرافية وفي أفلام العنف والرعب والأساطير وفي تحويل المنطقة إلي سوق استهلاكية لبضائعها وسوق عبثية لتقاليعها وموضاتها.. والكل غارق في الموجه..
ولا مانع من أن تزيح أمريكا علينا زبالتها الغذائية من الهامبورجر وماكدونالذ وكنتاكي الي آخر أنواع الأكل السريع وكلها عادات صحيه ضاره وأطعمه من المخلفات لا تسمن من جوع ولا تروي من عطش.. ولكننا نحن سوق رائجه لكل شييء وشبابنا يلتهم كل شييء قادم من الغرب بلا تمييز.. وامريكا تفقد بالتدريج دورها القيادي والريادي وتتحول الي مسخ رأسمالي كريه والعوبه في يد القوي الصهيونيه..أين الوجود العربي..وأين الصوت العربي في هذا العدوان..؟!!
هل أعود فأذكر بما فعل حزب الله وما فعلت المقاومة اللبنانية الباسله التي خرجت إلي الجبل لتقاتل في نفر قليل من الرجال لتنتصر علي هذا الظلم كلة ولتوقف إسرائيل عند حدها ولتقسم إسرئيل الي أحزاب وشراذم ولترد الي إسرائيل الضربات بأشد منها
وقد ضرب هؤلاء الرجال الأشداء لنا مثلا..بأن هناك مخرجا من هذا الليل المدلهم..وبأن هناك أملا وهناك حلا.. رغم الجبروت الأمريكي والصلف الإسرائيلي والسلبية الأوروبية والغيبوبة العامة التي تعيش فيها الشعوب والتي يعيش فيها الكل منكفيء علي دنياه..بأن أصحوا وأفيقوا أيها الناس.. فالبطولة مازالت موجودة.. وفي إمكانكم أن تكونوا أبطالا.وأن تردعو الظالمين وتردعوا ظلمهم..وأن تفعلوا الكثير وإن كنتم قلة..
ولسنا قله فهناك ألف مليون مسلم.. وهناك كثرة في النسل وزيادة في التعداد فاقت كل المعدلات وتكاد المنطقة تتفجر بسكانها
فأي نوع من الكثرة سنكون
بريشــــــة : سهير الكيلانى
هذا أمر يمكن أن نصنعه بأيدينا..وهذا أمر مفتوح لاجتهادنا وعزائمنا..فمن الممكن أن نتحول الي مجرد سوق لكل عابر..ومن الممكن ان نصبح دولا قوية لها شوكتها
وبدون علم لن تجدي كثرة
العلم هو السلاح الحقيقي والحصن الحصين لأي أمه تريد أن تأخذ مكانها في هذا العصر
والايمان رابطه بدونها لا تقوم أي مجموعه بشريةولا ينتظم لأعدادها هدف ولاقبلة..ونحن أولي الناس بالقبلة الواحده فنحن أهلها
الانقول في كل صلاة..ضموا الصفوف وسدوا الفرج..ونقف وراءالإمام ألوفا
ألا نؤلف صوتا واحد في الكعبه ونحن نردد آمين وراء الإمام وقد اتجهنا جميعا نحو قبله واحده..فلماذا نتفرق بعد هذا أشتاتا وكأننا لا نعرف بعضنا بعضا.. وقدنتقاتل أمما وطوائف..
ان الله لم يشرع لنا القبلة الواحدة عبثا..بل شرعها عمدا وقصدا ليجمعناعلي ميثاق واحد..وقال في قرآنه أن هذه أمتكم امة واحدة..وأنا ربكم فاعبدون الله أراد لنا الوحدة بالأمر وجعلها شريعة..لأن في هذه الوحدة نجاتنا والفرقه والتشرذم الي سنه وشيعة وأباضيه ودروز وغيرها كانت من ابتداعنا ولم ينزل الله بها من سلطان.
وقد آن الأوان لنعود صفا واحد في مواجهة الخطر المشترك ونتصرف كجبهة واحدة وكتلة واحدة لها وزنها
والواقع يملي علينا هذا الأمر
فهل نجتمع بعد طول افتراق..ومتي.. وكيف
إنه الضوء الذي يبقي لنا في آخر النفق المظلم
واذا لم يوجد هذا الذي سيجمعنا..فلندعو الله أن يبعثه
سبحانه وحده هو القادر علي كل شييء
ويتهامس الناس بالمهدي المنتظر ويظنون أنه هو الموعود لخلاص هذه الأمه وهو الذي سيجمع شتاتها
وقد قابلت الكثير من مدعي هذا المهدي المنتظر وأكثرهم مكانه مستشفي الأمراض العقلية وسراي المجاذيب
وحكاية المهدي اذا صدقت فانها لن تكون دعوي يدعيها نفر من الناس التماسا للبيعة وجمع الأنصار والقيام بانقلاب فذلك من قبيل الهذيان والتخريب..وانما المهدي حكمه حكم بطل أمثال صلاح الدين الأيوبي سيجعله الله علي رأس جيش مقاتل وينصره أوسيكون مثل غاندي يجعله الله علي رأس حزب من أحزاب الأغلبية ويوفقه في التصدي للامبراطورية الظالمه وهزيمتها والفوز لأمته بالاستقلال دون حرب ودون إراقه قطرة دم..والله هوالذي يمهد الأسباب لأمثال هذا المهدي وليس جمع الأنفار وادعاء الكرامات واصطناع الخوارق ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه المهدي
المهدي صنعه إلهيه يصنعه الله علي عينه ويمكنه ويمده بالأسباب كما يصنع العباقرة والمخترعين والنوابغ في كل فرع من فروع العلم والفن والأدب
وهل كان المتنبي الا معجزة عصره في الشعر.. وهل جاء من بعده أومن قبلة من يطاوله..إنه بلا شك صنعة إلهية في الإعجاز اللغوي وليس منتجا ثقافيا في أحدي الجامعات
هؤلاء أفراد يصنعهم الله علي عينه ولا تصنعهم المدارس
ونسأل الله أن يمدنا بأمثالهم..فنحن أحوج ما نكون الي تلك النفحات الرحمانية والهبات القدسية..التي يأتي بها الله بكلمة منه
والنبع الرحماني لربنا لا ينفذ ولا يكف عن العطاء
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا..والله خلاق بحكم إسمه لايتوقف عن الخلق ومنه يأتينا كل عظيم
وسوف يكون المهدي من اهل الصلاح ومن أهل النسب الطاهر ولن يطلب لنفسه حكما ولا رياسة ولن يعرف أنه المهدي الا حينما يتم النصر علي يديه..هكذا تقول الروايات عنه وهي كثيرة..وهي أقرب الي الأماني منها الي الحقائق..وانتظار المهدي لن يصنع مهديا..وانما العمل والصبر والكفاح والبطوله في قلب الميدان وفي قلب المعركة هو الذي سيفرز القيادات الرائدة والزعامات التي يجتمع عليها الناس.. الأعمال وليست الدعاوي هي التي تصنع الأبطال وليس العكس
وقل اعملوا فسيري الله عملكم...
وكان لصمود الحكومة اللبنانية ودعمها لحزب الله دون خوف أثر باتر وقاصم للجبروت الإسرائيلي.. وما جري علي هذه الجبهة الصغيرة يعتبر مثلا وسابقة للمجموعة العربية التي آثرت أن تلزم مخابئها وتتجنب الصدام في كل مواجهة مع إسرائيل واختارت الملاينة والمهادنة والمسالمة إيثارا للأمان.. وأقول أن هذا الأسلوب من الخضوع والملاينة والمهادنة لم يعد ينفع مع أمثال هذا التجبر الإسرائيلي.. وهل خرجت إسرائيل من سيناء إلا بحرب؟؟!! وكيف تتوقع سوريا أن تخرج إسرائيل من الجولان واحتلالها للجولان لم يكبدها خسارة عسكري واحد.. إن الكلام لا يحرر أرضا وما فعلته لبنان وما فعله حزب الله مثال آخر يؤكد هذا اليقين وما يقوله المتفلسفون والذين يدعون الواقعية من أن عصر البطولات قد انتهي.. هو ترويج للجبن والتخاذل ودعوة للإستسلام.. فقد أثبت رجال حزب الله أنهم أبطال فعلا وأنهم رجال.. وأثبتت لبنان أن الرجولة لم تمت في أمتنا.. ولكن القلوب التي أماتها حب الدنيا هي التي فقدت روحها وفقدت شهامتها وماتت وشبعت موتا.
ولو امتلأ المسلمون إدراكا بأن الموت حق والبعث حق وأن زخرف الدنيا متاع زائل وأمجادها لهو ولعب.. لهانت عليهم هذه الدنيا بما فيها ولما خافوا شيئا ولما أهمهم جبروت ولأقبلوا علي الفداء كما كان يفعل أجدادهم الذين فتحوا العالم.. ولما قبلوا الظلم من أحد.
ولقد جربت إسرائيل جميع الخيارات في صراعها مع لبنان من الاجتياح الكامل والغزو في سنوات1982 ـ1986 إلي القصف الجوي العنيف مثل عناقيد الغضب1996 إلي ارتكاب المذابح في قانا الذي قام به شيمون بيريز بعد مؤتمر السلام في شرم الشيخ.. ولم تثمر كل هذه الخيارات شيئا ولم يبق لها إلا خيار واحد هو الانسحاب المنفرد من جنوب لبنان دون قيد ولا شرط طبقا لقرار مجلس الأمن425.
وقد ضربت لبنان وضرب لنا حزب الله مثلا بليغا لكل العرب.
إن إسرائيل عدو ولكنه عدو جبان رغم أسلحته.. فهو قطرة في بحر عربي.. ولو اجتمع العرب علي كلمة ولو صح عزمهم علي رباط واحد وعلي موقف صلب لتراجعت إسرائيل إلي حجمها الطبيعي.
وإني أدعو إلي موقف إعلامي موحد وأهيب بكل الفضائيات العربية ومحطات البث التليفزيوني وقنوات الإذاعة إلي تحول جاد في جميع البرامج السياسية والشبابية يعكس ويعبر عن هذه الروح الجديدة.. روح الجدية والصلابة والوحدة.
إن العرب الآن في مفترق طرق..
وأنصاف الحلول والخضوع والاستكانة والاعتماد علي أمريكا والتمسك بأهداب تطبيع زائف لن يجدي ومراوغات أوسلو وكوبنهاجن لم تعد تنفع.
والمواجهة قادمة لا مفر منها ولا مهرب.. فالسلاح يتكدس كل يوم في إسرائيل.. وكل يوم تزداد إسرائيل تبجحا وغرورا وامتلاء بقوتها.
وإسرائيل لم تعد تؤمن إلا بلغة الصواريخ والقنابل والرصاص والعنف والتهديد.
والرئيس الأمريكي ضرب مصنع الأدوية في السودان ليدعم موقفه المهلهل في فضيحة مونيكا.. ورأيناه يسارع إلي ضرب العراق في محاولة ليكسب ورقة جديدة في حكاية عزله.. واستطاعت إسرائيل أن تغريه بهذا الدور الكريه لتزداد الجفوة بينه وبين العرب ولتحوله إلي بلطجي يعمل لحسابها.
وأمريكا بهذا الدور الكريه تحولت إلي مجرد ساحة لتأديب العبيد الخارجين علي طاعة السيد الإسرائيلي الجديد وأصبحت لإسرائيل اليد العليا في المنطقة.
ولقد كان الشرق في الماضي سوق بهائم بالنسبة للغرب.. والغرب دخل منطقتنا كمستعمر ومستغل ولم يخرج منها إلا شفويا ومجازيا ومازلنا ومازالت أفريقيا كلها محل استثماره واستغلاله ومازال ينهبها إلي الآن وإسرائيل تحاول الآن أن تكون تاجر البهائم الجديدوأن تسوق بريطانيا وامريكا بمكرها إلي مصالحها الخاصة.
وما تفعله أمريكا الآن هو القتل الجموعي والعشوائي لشعب مقهور مغلوب علي أمره علي احتمال أن تصادف القنابل أسلحة يخفيها صدام هنا أو هناك وهو عدوان جبان.. وليس هذا أول عدوان أمريكي علي المنطقة.
وقد رأينا امريكا تنصح بتقليص دور الإسلام ومحاربة الدين والتدين في المنطقة العربية كلها بدعوي أنه يؤدي إلي الإرهاب وهي تعلم أن الإرهاب من صنعها.. وأمريكا هي التي دعت إليها عمر عبدالرحمن وهي التي شجعت وأعانت بن لادن حينما كان يحارب السوفيت لحسابها وصالحها ثم بطشت به حينما بدأ يعمل لحسابه.. والعصابات الإرهابية كلها تعمل من قواعد في أمريكا وأوروبا ولها ودائع وأرصدة دولارية في أمريكا وفي جنيف وفي لندن والصهيونية تعمل بمكرها من وراء الكل.
وأمريكا تعلم أن الإسلام لا دخل له بالإرهاب الموجود وهي تعلم أن هذا الإرهاب صناعة مستقلة من اختراعها ولكنها تحارب الإسلام لأنه يحض علي النضال ويحارب الظلم..وهي تعلم أنها قد احتضنت الظلم باحتضانها لإسرائيل..وأصبحت بذلك هدفا لأي غضبه إسلامية.. ومن هنا أصبح الإسلام عدوا يلزم القضاء عليه.. وأصبح الحل الأمريكي الأمثل هو أغراق المنطقة في العري والجنس والعبث والمسلسلات الفضائية الخرافية وفي أفلام العنف والرعب والأساطير وفي تحويل المنطقة إلي سوق استهلاكية لبضائعها وسوق عبثية لتقاليعها وموضاتها.. والكل غارق في الموجه..
ولا مانع من أن تزيح أمريكا علينا زبالتها الغذائية من الهامبورجر وماكدونالذ وكنتاكي الي آخر أنواع الأكل السريع وكلها عادات صحيه ضاره وأطعمه من المخلفات لا تسمن من جوع ولا تروي من عطش.. ولكننا نحن سوق رائجه لكل شييء وشبابنا يلتهم كل شييء قادم من الغرب بلا تمييز.. وامريكا تفقد بالتدريج دورها القيادي والريادي وتتحول الي مسخ رأسمالي كريه والعوبه في يد القوي الصهيونيه..أين الوجود العربي..وأين الصوت العربي في هذا العدوان..؟!!
هل أعود فأذكر بما فعل حزب الله وما فعلت المقاومة اللبنانية الباسله التي خرجت إلي الجبل لتقاتل في نفر قليل من الرجال لتنتصر علي هذا الظلم كلة ولتوقف إسرائيل عند حدها ولتقسم إسرئيل الي أحزاب وشراذم ولترد الي إسرائيل الضربات بأشد منها
وقد ضرب هؤلاء الرجال الأشداء لنا مثلا..بأن هناك مخرجا من هذا الليل المدلهم..وبأن هناك أملا وهناك حلا.. رغم الجبروت الأمريكي والصلف الإسرائيلي والسلبية الأوروبية والغيبوبة العامة التي تعيش فيها الشعوب والتي يعيش فيها الكل منكفيء علي دنياه..بأن أصحوا وأفيقوا أيها الناس.. فالبطولة مازالت موجودة.. وفي إمكانكم أن تكونوا أبطالا.وأن تردعو الظالمين وتردعوا ظلمهم..وأن تفعلوا الكثير وإن كنتم قلة..
ولسنا قله فهناك ألف مليون مسلم.. وهناك كثرة في النسل وزيادة في التعداد فاقت كل المعدلات وتكاد المنطقة تتفجر بسكانها
فأي نوع من الكثرة سنكون
بريشــــــة : سهير الكيلانى
هذا أمر يمكن أن نصنعه بأيدينا..وهذا أمر مفتوح لاجتهادنا وعزائمنا..فمن الممكن أن نتحول الي مجرد سوق لكل عابر..ومن الممكن ان نصبح دولا قوية لها شوكتها
وبدون علم لن تجدي كثرة
العلم هو السلاح الحقيقي والحصن الحصين لأي أمه تريد أن تأخذ مكانها في هذا العصر
والايمان رابطه بدونها لا تقوم أي مجموعه بشريةولا ينتظم لأعدادها هدف ولاقبلة..ونحن أولي الناس بالقبلة الواحده فنحن أهلها
الانقول في كل صلاة..ضموا الصفوف وسدوا الفرج..ونقف وراءالإمام ألوفا
ألا نؤلف صوتا واحد في الكعبه ونحن نردد آمين وراء الإمام وقد اتجهنا جميعا نحو قبله واحده..فلماذا نتفرق بعد هذا أشتاتا وكأننا لا نعرف بعضنا بعضا.. وقدنتقاتل أمما وطوائف..
ان الله لم يشرع لنا القبلة الواحدة عبثا..بل شرعها عمدا وقصدا ليجمعناعلي ميثاق واحد..وقال في قرآنه أن هذه أمتكم امة واحدة..وأنا ربكم فاعبدون الله أراد لنا الوحدة بالأمر وجعلها شريعة..لأن في هذه الوحدة نجاتنا والفرقه والتشرذم الي سنه وشيعة وأباضيه ودروز وغيرها كانت من ابتداعنا ولم ينزل الله بها من سلطان.
وقد آن الأوان لنعود صفا واحد في مواجهة الخطر المشترك ونتصرف كجبهة واحدة وكتلة واحدة لها وزنها
والواقع يملي علينا هذا الأمر
فهل نجتمع بعد طول افتراق..ومتي.. وكيف
إنه الضوء الذي يبقي لنا في آخر النفق المظلم
واذا لم يوجد هذا الذي سيجمعنا..فلندعو الله أن يبعثه
سبحانه وحده هو القادر علي كل شييء
ويتهامس الناس بالمهدي المنتظر ويظنون أنه هو الموعود لخلاص هذه الأمه وهو الذي سيجمع شتاتها
وقد قابلت الكثير من مدعي هذا المهدي المنتظر وأكثرهم مكانه مستشفي الأمراض العقلية وسراي المجاذيب
وحكاية المهدي اذا صدقت فانها لن تكون دعوي يدعيها نفر من الناس التماسا للبيعة وجمع الأنصار والقيام بانقلاب فذلك من قبيل الهذيان والتخريب..وانما المهدي حكمه حكم بطل أمثال صلاح الدين الأيوبي سيجعله الله علي رأس جيش مقاتل وينصره أوسيكون مثل غاندي يجعله الله علي رأس حزب من أحزاب الأغلبية ويوفقه في التصدي للامبراطورية الظالمه وهزيمتها والفوز لأمته بالاستقلال دون حرب ودون إراقه قطرة دم..والله هوالذي يمهد الأسباب لأمثال هذا المهدي وليس جمع الأنفار وادعاء الكرامات واصطناع الخوارق ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه المهدي
المهدي صنعه إلهيه يصنعه الله علي عينه ويمكنه ويمده بالأسباب كما يصنع العباقرة والمخترعين والنوابغ في كل فرع من فروع العلم والفن والأدب
وهل كان المتنبي الا معجزة عصره في الشعر.. وهل جاء من بعده أومن قبلة من يطاوله..إنه بلا شك صنعة إلهية في الإعجاز اللغوي وليس منتجا ثقافيا في أحدي الجامعات
هؤلاء أفراد يصنعهم الله علي عينه ولا تصنعهم المدارس
ونسأل الله أن يمدنا بأمثالهم..فنحن أحوج ما نكون الي تلك النفحات الرحمانية والهبات القدسية..التي يأتي بها الله بكلمة منه
والنبع الرحماني لربنا لا ينفذ ولا يكف عن العطاء
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا..والله خلاق بحكم إسمه لايتوقف عن الخلق ومنه يأتينا كل عظيم
وسوف يكون المهدي من اهل الصلاح ومن أهل النسب الطاهر ولن يطلب لنفسه حكما ولا رياسة ولن يعرف أنه المهدي الا حينما يتم النصر علي يديه..هكذا تقول الروايات عنه وهي كثيرة..وهي أقرب الي الأماني منها الي الحقائق..وانتظار المهدي لن يصنع مهديا..وانما العمل والصبر والكفاح والبطوله في قلب الميدان وفي قلب المعركة هو الذي سيفرز القيادات الرائدة والزعامات التي يجتمع عليها الناس.. الأعمال وليست الدعاوي هي التي تصنع الأبطال وليس العكس
وقل اعملوا فسيري الله عملكم...