الأحد، 30 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التكاثر

إعراب سورة التكاثر


إعراب الآيات (1- 2):{أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2)}.
الإعراب:
(حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن زرتم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ألهاكم).
جملة: (ألهاكم التكاثر) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (زرتم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(ألهاكم)، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة.
(زرتم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم.
(المقابر)، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة.
.إعراب الآيات (3- 4):
{كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}.
الإعراب:
(كلّا) للردع والزجر (سوف) حرف استقبال (ثمّ) للعطف، ومفعول (تعلمون) محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر.
جملة: (سوف تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سوف تعلمون) الثانية لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
البلاغة:
التكرير: في قوله تعالى: (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ).
وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة.
.إعراب الآيات (5- 8):
{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}.
الإعراب:
(لو) حرف شرط غير جازم (علم) مفعول مطلق منصوب اللام لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو فاعل، والنون نون التوكيد الثقيلة..
جملة: (لو تعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر.
وجملة: (ترونّ الجحيم) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة.
7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (لترونّها) مثل الأول (عين) مفعول مطلق نائب عن المصدر، (لتسألنّ) مثل لترونّ بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (تسألنّ)، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها (عن النعيم) متعلّق ب (تسألنّ).
وجملة: (ترونّها) جواب قسم مقدّر آخر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة.
وجملة: (تسألنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها.
الصرف:
(6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو.
البلاغة:
1- الحذف: في قوله تعالى: (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ).
جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره.
2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ).
حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب.
3- التكرير: في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ).
حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل.
الفوائد:
- لتسألن عن النعيم:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال صلى اللّه عليه وسلم: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا:
الجوع يا رسول اللّه. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد للّه ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ