السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الطلاق

إعراب سورة الطلاق

.إعراب الآيات (1- 3):{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب (النبي) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا الفاء رابطة لجواب الشرط (لعدتهنّ) متعلق بحال من الضمير المفعول في (طلقوهنّ) بحذف مضاف أي: مستقبلات لأول عدّتهنّ الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (ربّكم) نعت للفظ الجلالة منصوب (لا) ناهية جازمة (من بيوتهنّ) متعلّق ب (تخرجوهنّ)، (لا) مثل الأولى (يخرجن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (إلّا) للاستثناء (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب (بفاحشة) متعلّق ب (يأتين)..
والمصدر المؤوّل (أن يأتين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بحال أي إلّا مذنبات بإتيانهنّ الفاحشة.
الواو استئنافيّة، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام السابقة الواو عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لا) نافية، والفاعل في (تدري) ضمير تقديره أنت، والخطاب للمطلّق (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحدث)..
جملة: (النداء) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (طلّقتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (طلّقوهنّ) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: (أحصوا العدّة) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (لا تخرجوهنّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا يخرجن) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
وجملة: (يأتين) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تلك حدود) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يتعدّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك حدود.
وجملة: (يتعدّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (قد ظلم نفسه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا تدري) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لعلّ اللَّه يحدث) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يحدث) في محلّ رفع خبر لعلّ.
2- الفاء استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل أمسكوهنّ، والثاني حال من فاعل فارقوهنّ (منكم) متعلّق بحال من (ذوي)- أو بنعت له- (للَّه) متعلّق ب (أقيموا) بحذف مضاف أي لوجه اللَّه، والإشارة في (ذلكم) إلى المذكور من أول السورة إلى هنا من أحكام (به) متعلّق ب (يوعظ)، (من) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن)، الواو استئنافيّة (من يتّق اللَّه) مثل من يتعدّ حدود.. (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
وجملة: (بلغن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أمسكوهنّ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (فارقوهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ.
وجملة: (أشهدوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن.
وجملة: (أقيموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن.
وجملة: (ذلكم يوعظ به) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يوعظ به من كان) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة: (كان يؤمن باللَّه) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (يؤمن باللَّه) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (من يتّق) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتّق) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يجعل) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
3- الواو عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يرزقه)، (لا) نافية (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل)، الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: (يرزقه) لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل...
وجملة: (لا يحتسب) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (من يتوكّل) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يتّق اللَّه...
وجملة: (يتوكّل على اللَّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو حسبه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللَّه بالغ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعل اللَّه) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(1) يتعدّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يتفعّ.
(2) مخرجا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ خرج، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وقد يكون اسم مكان.
الفوائد:
الالتفات: في قوله تعالى: (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً).
التفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله تعالى: (لا تَدْرِي)، فالخطاب في (لا تدري) للمتعدي، بطريق الالتفات، لمزيد الاهتمام بالزجر عن التعدي، لا للنبي صلى اللّه عليه وسلم كما قيل، فالمعني: من يتعدّ حدود اللَّه تعالى، فقد عرّض نفسه للضرر، فإنك لا تدري أيها المتعدي عاقبة الأمر.
.إعراب الآيات (4- 7):{وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من المحيض) متعلّق ب (يئسن)، (من نسائكم) متعلّق بحال من فاعل يئسن (ارتبتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط الواو عاطفة (اللائي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول، (يحضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (أجلهنّ) مبتدأ ثان مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يضعن) في محلّ نصب بأن الواو استئنافيّة (من يتّق اللَّه يجعل له) مرّ إعرابها، (من أمره) متعلّق بحال من (يسرا) وهو المفعول الأول..
والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ رفع خبر المبتدأ الثاني أي: أجلهنّ وضع حملهنّ.
جملة: (اللائي يئسن) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يئسن) لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي).
وجملة: (إن ارتبتم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللائي) وجملة: (عدّتهنّ ثلاثة أشهر) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لم يحضن) لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) الثاني.
وجملة: (أولات الأحمال) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (أجلهن أن يضعن) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولات...
وجملة: (يضعن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (من يتّق اللَّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتق اللَّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يجعل) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
5- والإشارة في (ذلك) إلى الأحكام السابقة (إليكم) متعلّق ب (أنزله)، الواو عاطفة (من يتق اللَّه يكفّر) مرّ إعراب نظيرها، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل، (يعظم) مضارع مجزوم معطوف على (يكفّر) بالواو (له) متعلّق ب (يعظم).
وجملة: (ذلك أمر اللَّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزله إليكم) في محلّ نصب حال من أمر اللَّه، والعامل فيها الإشارة.
وجملة: (من يتّق اللَّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك أمر اللَّه.
وجملة: (يتّق اللَّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يكفّر) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يعظم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر.
6- (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أسكنوهنّ)، (من وجدكم) بدل من حيث بإعادة الجار الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة اللام لام التعليل (تضيّقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، (عليهنّ) متعلّق ب (تضيّقوا).. والمصدر المؤوّل (أن تضيّقوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تضارّوهنّ).
الواو عاطفة (كنّ) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (عليهنّ) الثاني متعلّق ب (أنفقوا)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن مضمرة بعد حتّى..
والمصدر المؤوّل (أن يضعن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أنفقوا).
الفاء عاطفة (أرضعن) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق ب (أرضعن)، ومفعول الإرضاع محذوف أي أولادكم الفاء رابطة لجواب الشرط (أجورهنّ) مفعول به ثان منصوب (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (ائتمروا)، (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل ائتمروا (إن تعاسرتم) مثل إن أرضعن الفاء رابطة لجواب الشرط السين حرف استقبال (له) متعلّق ب (سترضع)..
وجملة: (أسكنوهنّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (سكنتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا تضارّوهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ.
وجملة: (تضيّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إن كنّ أولات) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ.
وجملة: (أنفقوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (يضعن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: (إن أرضعن) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كنّ..
وجملة: (آتوهنّ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ائتمروا) في محلّ جزم معطوفة على جملة آتوهنّ.
وجملة: (إن تعاسرتم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أرضعن...
وجملة: (سترضع له أخرى) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
7- اللام لام الأمر (من سعته) متعلّق ب (ينفق)، الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (عليه) متعلّق ب (قدر)، الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر (ممّا) متعلّق ب (ينفق)، (لا) نافية (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان، والعائد محذوف أي آتاه إيّاه (بعد) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: (ينفق) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من قدر عليه رزقه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفق.
وجملة: (قدر عليه رزقه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (ينفق) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (آتاه اللَّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا يكلّف اللَّه نفسا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (آتاها) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (سيجعل اللَّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(4) أولات: مؤنّث: أولو- وأولي- وانظر الآية (179) من سورة البقرة.
(6) وجدكم: مصدر وجد في المال بمعنى استغنى، وزنه فعل بضمّ فسكون وقد تفتح الفاء وتكسر.
الفوائد:
عدة المطلقة وأحكامها.
المعتدة الرجعية، تستحق على الزوج النفقة والسكنى، ما دامت في العدة، وأما المعتدة البائنة، بالخلع أو بالطلاق الثلاث أو باللعان، فلها السكنى، حاملا كانت أو غير حامل، عند أكثر أهل العلم، وقال ابن عباس، لا سكنى لها إلا ان تكون حاملا، وقال ابن عباس والحسن الشعبي والشافعي لا نفقه لها إلا ان تكون حاملا، وهو ظاهر الآية الكريمة، وأما المعتدة عن وطء، لشبهة، والمفسوخ نكاحها بعيب أو خيار عتق، فلا سكنى لها ولا نفقة وإن كانت حاملا، وأما المعتدة عن وفاة الزوج، فلا نفقة لها عند أكثر أهل العلم، وأما السكنى، فهناك قولان: أحدهما:
لا سكنى لها، وهو أحد قولي الشافعي وابن عباس وعائشة وعطاء والحسن وأبي حنيفة، والثاني: أن لها سكنى، وهو قول عمر وعثمان وابن مسعود وابن عمر ومالك والثوري وأحمد وإسحاق. واعلم أن الطلاق في حال الحيض والنفاس بدعة، وكذلك في الطهر الذي جامعها فيه. والطلاق السني: أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه. هذا في حال امرأة تلزمها العدة بالأقراء، أما إذا طلّق غير المدخول بها في حال الحيض، أو الصغيرة التي لم تحض، أو الآيسة بعد ما جامعها، أو طلق الحامل بعد ما جامعها، أو طلق التي لم تر الدم، فلا حرج في ذلك، أما الخلع في حال الحيض أو في طهر جامعها فيه فلا حرج في ذلك أيضا.
والطلاق آخر إجراء يلجأ إليه الزوج، وبعد إخفاق جميع محاولات الإصلاح.
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم: أبغض الحلال إلى اللَّه الطلاق.
وعن ثوبان أن رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم قال: أيّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس حرم عليها رائحة الجنة.
- اللام الجازمة (لام الأمر)..
هي اللام الموضوعة للطلب، وحركتها الكسر، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، كقوله تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكن بعد ثم (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ)، ولا فرق، في اقتضاء اللام الطلبية للجزم، بين كون الطلب أمرا، كقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ)، أو دعاء (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ)، أو التماسا كقولك لمن يساويك (ليفعل فلان كذا) إذا لم ترد الاستعلاء عليه، وكذا لو أخرجت عن الطلب إلى غيره، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر، كقوله تعالى: (مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) أي فيمد، أو التهديد (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ). وأما قوله تعالى: (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) فيحتمل اللامان منه التعليل، فيكون ما بعدهما منصوبا، والتهديد فيكون مجزوما، ودخول اللام على فعل المتكلم قليل، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: «قوموا فلأصل لكم» وقوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ)، وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقول الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس ** إذا ما خفت من شيء تبالا

أي لتفد. والتبال: الوبال بمعنى الهلاك.
.إعراب الآيات (8- 9):
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (8) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (9)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية العدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من قرية) تمييز (عن أمر) متعلّق ب (عتت)، الفاء عاطفة (حسابا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (عذابا)..
جملة: (كأيّن من قرية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عتت) في محلّ رفع خبر كأيّن.
وجملة: (حاسبناها) في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت.
وجملة: (عذّبناها) في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت.
9- الفاء عاطفة الواو حاليّة- أو استئنافيّة-..
وجملة: (ذاقت) في محلّ رفع معطوفة على جملة عذّبناها.
وجملة: (كان عاقبة أمرها خسرا) في محلّ نصب حال بتقدير قد.
الصرف:
(عتت)، فيه إعلال بالحذف كما في عتوا.. انظر الآية (77) من سورة الأعراف.
(خسرا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ خسر، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي خسر بفتح فسكون، وخسر بضمّتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء، وخسران بضمّ الخاء وسكون السين..
البلاغة:
مجاز مرسل: في قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها).
وعلاقة هذا المجاز المحلية، من إطلاق المحل وارادة الحال.
.إعراب الآيات (10- 12):
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (10) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)}.
الإعراب:
(لهم) متعلق ب (أعدّ)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) موصول في محلّ نصب عطف بيان على أولي- أو بدل منه- (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزل).
جملة: (أعدّ اللَّه) لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: (اتّقوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعدّ اللَّه العذاب لمن عتا عن أمره فاتّقوه.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزل اللَّه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
11- (رسولا) مفعول به لفعل محذوف أي أرسل رسولا، (عليكم) متعلّق ب (يتلو)، اللام للتعليل (يخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرج) وكذلك (إلى النور)، الواو استئنافيّة..
والمصدر المؤوّل (أن يخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل)، أو ب (يتلو).
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن)، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط بالواو (صالحا) مفعول به منصوب، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخله) والمراعى فيه لفظ من (فيها) متعلّق ب (خالدين)، وكذلك (أبدا) ظرف الزمان (قد) حرف تحقيق (له) متعلّق بحال من (رزقا).
وجملة: (يتلو) في محلّ نصب نعت ل (رسولا).
وجملة: (يخرج) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (آمنوا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (من يؤمن) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يؤمن باللَّه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يعمل) في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن.
وجملة: (يدخله) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (تجري الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (قد أحسن اللَّه) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (يدخله).
12- الواو عاطفة (من الأرض) متعلّق بحال من (مثلهنّ) المعطوف على سبع سموات، (بينهنّ) ظرف منصوب متعلّق ب (يتنزّل)، (لتعلموا) مثل ليخرج (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير)، الواو عاطفة (بكل) متعلّق ب (أحاط) (علما) تمييز محوّل عن الفاعل أي: أحاط علم اللَّه بكلّ شيء.
وجملة: (اللَّه الذي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يتنزّل الأمر) في محلّ نصب حال من سبع سموات، أو من السموات والأرض.
وجملة: (تعلموا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تعلموا.) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أخبركم بذلك.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه على كلّ شيء قدير) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلموا.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه قد أحاط..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأخير.
وجملة: (قد أحاط) في محلّ رفع خبر أنّ.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ). حيث شبه سبحانه وتعالى الكفر بالظلمات، ثم حذف المشبه، وأبقى المشبه به. وشبه الإيمان بالنور، وحذف المشبه أيضا، وأبقى المشبّه به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ