الأحد، 30 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الغاشية

إعراب سورة الغاشية


.إعراب الآية رقم (1):{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1)}.
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتشويق، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة.
.إعراب الآيات (2- 7):
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)}.
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة)، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى)..
جملة: (وجوه تصلى) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تصلى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه).
وجملة: (تسقى) في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه).
6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام)، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع.
جملة: (ليس لهم طعام) في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه.
وجملة: (لا يسمن) في محلّ جرّ نعت لضريع.
وجملة: (لا يغني) في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن.
الصرف:
(3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل.
(4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل.
(6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة..
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ).
ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى: (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ).
فن التتميم: في قوله تعالى: (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ).
فقوله: (وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال: (لا يُسْمِنُ) ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة (وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته.
.إعراب الآيات (8- 16):
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}.
الإعراب:
(وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه)، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع)، (فيها) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عين)، و(فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله.
جملة: (وجوه راضية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (لا تسمع) في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة.
وجملة: (فيها عين جارية) في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة.
وجملة: (فيها سرر) في محلّ جرّ نعت رابع.
الصرف:
(8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل.
(11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو)، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية.
(14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول.
(15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى.
(16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء.
(مبثوثة)، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (17- 20):
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون)، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون)، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض)، (كيف) مثل الأول في الموضعين.
جملة: (ينظرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أينكرون فلا ينظرون..
وجملة: (خلقت) في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل أو إلى كيفية خلقها.
وجملة: (رفعت) في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء.
وجملة: (نصبت) في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال.
وجملة: (سطحت) في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض.
الفوائد:
- وقوع الجملة بدلا من مفرد:
ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد). وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق:
إلى اللّه أشكو بالمدينة حاجة ** وبالشام أخرى كيف يلتقيان

أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما..إعراب الآيات (21- 26):{فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا) للاستثناء، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء، الفاء عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني.
جملة: (ذكّر) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة اللّه فذكّرهم بها.
وجملة: (إنّما أنت مذكّر) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لست عليهم بمسيطر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تولّى) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (كفر) لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى.
وجملة: (يعذّبه اللّه) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه.
وجملة: (إنّ إلينا إيابهم) لا محلّ لها تعليل للمحاسبة.
وجملة: (إنّ علينا حسابهم) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء...
البلاغة:
السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ).
معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير.
الفوائد:
الجملة المستثناة:
يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.
أما المستثناة: كقوله تعالى: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و(فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا:
(ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو: (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ