السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المزمل

إعراب سورة المزمل

إعراب الآيات (1- 4):{يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المزمّل) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (الليل) ظرف زمان متعلّق ب (قم)، (إلّا) للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب.
جملة: (النداء) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (قم) لا محلّ لها جواب النداء.
(نصفه) بدل من (قليلا) منصوب (أو) حرف عطف للتخيير (منه) متعلّق ب (انقص)، (عليه) متعلّق ب (زد)، (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (انقص) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (زد) لا محلّ لها معطوفة على جملة انقص.
وجملة: (رتّل) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(المّزمّل)، اسم فاعل من (تزمّل) الخماسيّ بمعنى تلفّف بثوبه- على أغلب الآراء، وزنه متفعّل.. فيه إبدال، أصله المتزمّل، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت ليتمّ الإدغام مع فاء الكلمة وهي الزاي.
(قم)، فيه إعلال بالحذف، هو أمر الثلاثيّ الأجوف قام، والأصل فيه قوم بضمّ فسكونين، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فل بضمّ فسكون لأنّ فاءه مضمومة في المضارع، (نصفه)، اسم لأحد جزأي الشيء إذا تساويا، وزنه فعل بكسر فسكون- وقد تفتح الفاء أو تضمّ- جمعه أنصاف زنة أفعال.
(زد) الإعلال فيه مثل في (قم) وعلى قياسه، وزنه فل بكسر فسكون لأنّ الفاء مكسورة في المضارع.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا).
أي صل الليل إلا قليلا، والقيام جزء من الصلاة، فعبّر بالجزء وهو القيام وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز جزئية.
الفوائد:
- جهاد الروح والجسد:
كان النبي- صلى اللّه عليه وسلم- وأصحابه يقومون من الليل، من النصف إلى الثلثين، وكان الرجل منهم، لا يدري متى ثلث الليل أو متى نصفه أو متى ثلثاه، فكان يقوم الليل كله حتى يصبح، مخافة ألا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم، فرحمهم اللّه، وخفف عنهم، ونسخها بقوله: (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ). قيل: ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أوّلها إلّا هذه السورة. وكان بين نزول أولها ونزول آخرها سنة. وقيل: ستة عشر شهرا. وكان قيام الليل فرضا، ثم نسخ بعد ذلك في حق الأمة بالصلوات الخمس. وثبتت فرضيته على النبي صلى اللّه عليه وسلم بقوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا).
عن سعد بن هشام قال: انطلقت إلى عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى؟ قالت: فإن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم القرآن، قلت: فقيام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت: ألست تقرأ المزمل؟ قلت:
بلى، قالت: فإن اللّه افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.
.إعراب الآيات (5- 6):
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)}.
الإعراب:
(عليك) متعلّق ب (سنلقي)، (هي) ضمير فصل، (وطئا) تمييز منصوب (أقوم قيلا) مثل أشدّ وطئا.
جملة: (إنّا سنلقي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سنلقي) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّ ناشئة أشدّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(ناشئة)، إمّا مؤنّث ناشئ، اسم فاعل من الثلاثيّ نشأ، وزنه فاعل وصف به النفس الناشئة بالليل للعبادة.. أو هو مصدر بمعنى قيام الليل كالعاقبة.. وقيل هو جمع ناشئ وهو جمع غير قياسيّ.. وقيل هو أول ساعات الليل أو ما ينشأ من الطاعات فيه.
(وطئا)، مصدر سماعيّ لفعل وطأ باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
.إعراب الآية رقم (7):{إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7)}.
الإعراب:
(لك) متعلّق بخبر مقدّم (في النهار) متعلّق بالخبر المحذوف، (سبحا) اسم إنّ منصوب جملة: (إنّ لك في النهار سبحا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
الصرف:
(سبحا)، مصدر الثلاثيّ سبح بمعنى جرى أو تقلّب في الماء، وقد أستعير للتصرّف بالحوائج وزنه فعل بفتح فسكون.
(طويلا)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طال، وزنه فعيل.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا).
أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل. وأصل السبح المر السريع في الماء، فاستعير للذهاب مطلقا.
وأنشدوا قول الشاعر:
أباحوا لكم شرق البلاد وغربها ** ففيها لكم يا صاح سبح من السبح

وأما القراءة بالخاء: سبخا فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نقشه ونشر أجزائه، لانتشار الهم، وتفرق القلب بالشواغل.
.إعراب الآيات (8- 14):
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إليه) متعلّق ب (تبتّل)، (تبتيلا) مفعول منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق.
جملة: (اذكر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تبتّل) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
9- (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف، أي لا إله موجود إلّا هو الفاء رابطة لجواب الشرط (وكيلا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: هو (ربّ) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو).
وجملة: (اتّخذه) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت التوفيق في أعمالك فاتّخذه وكيلا.
10- الواو عاطفة (ما) حرف مصدريّ، (هجرا) مفعول مطلق منصوب..
والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اصبر).
وجملة: (اصبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (اهجرهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
11- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة، (المكذّبين) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول في (ذرني) (أولي) نعت للمكذّبين منصوب (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف الزمانيّ أي زمانا قليلا.
وجملة: (ذرني) لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: (مهّلهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
12- (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر إنّ (ذا) نعت ل (طعاما) منصوب..
وجملة: (إنّ لدينا أنكالا) لا محلّ لها تعليليّة.
14- (يوم) ظرف متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لدينا، (مهيلا) نعت ل (كثيبا) منصوب.
وجملة: (ترجف الأرض) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كانت الجبال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ترجف أي تكون..
الصرف:
(10) هجرا: مصدر الثلاثيّ هجر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(11) النعمة: مصدر بمعنى التنّعم والتمتّع وزنه فعلة كمصدر المرّة..
(12) أنكالا: جمع نكل بمعنى القيد الثقيل، وزنه فعل بكسر فسكون، والجمع أفعال.
(13) غصّة: اسم للحال الذي يكون عليه المرء حين يغصّ بشيء ما، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(14) كثيبا: اسم للرمل المتجمّع، وزنه فعيل.
(مهيلا)، اسم مفعول من (هال) الثلاثيّ باب ضرب على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف والخلاف في موضع الحذف بين سيبويه والكسائيّ بأنّ المحذوف هو الواو أو الياء إذ أصله مهيول.
البلاغة:
الطباق: في قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ).
حيث طابق سبحانه وتعالى بين المشرق والمغرب في هذه الآية الكريمة.
.إعراب الآيات (15- 16):
{إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16)}.
الإعراب:
(إليكم) متعلّق ب (أرسلنا)، (عليكم) متعلّق ب (شاهدا)، (ما) حرف مصدريّ (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) الثاني.
والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا...) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق عامله أرسلنا إليكم.
جملة: (إنّا أرسلنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أرسلنا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
16- الفاء عاطفة في الموضعين (أخذا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (عصى فرعون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
وجملة: (أخذناه) لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى فرعون.
الصرف:
(وبيلا)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وبل باب وعد أي اشتدّ، وزنه فعيل.. وفي المصباح: الوبيل الوخيم وزنا ومعنى.
الفوائد:
- مسألة وفتوى:
كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، يسأله عن قول القائل:
فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم فأنت طلاق والطلاق عزيمة... ثلاث، ومن يخرق أعق وأظلم.
فقال: ماذا يلزمه إذا رفع ال (ثلاث) وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن من الخطأ إن قلت فيها برأي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثلاثا طلقت واحدة، لأنه قال: (أنت طلاق) ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث وإن نصبها طلقت ثلاثا، لأن معناه: أنت طالق ثلاثا، وما بينهما جملة معترضة. فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي.
وأقول: إن الصواب أن كلا من الرفع والنصب محتمل لوقوع الثلاث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فلأن (أل) في الطلاق إما لمجاز الجنس كما تقول: (زيد الرجل) أي هو الرجل المعتد به، وإما للعهد الذكري، مثلها في قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا)، أي وهذا الطلاق المذكور عزيمة ثلاث ولا تكون للجنس الحقيقي، لئلا يلزم الإخبار عن العام بالخاص، كما يقال: (الحيوان إنسان) وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، ولا كل طلاق عزيمة ولا ثلاثا فعلى العهدية يقع الثلاث، وعلى الجنسية يقع واحدة كما قال الكسائي وأما النصب: فلأنه محتمل لأن يكون على المفعول المطلق، وحينئذ يقتضي وقوع الطلاق الثلاث، إذ المعنى فأنت طالق ثلاثا، ثم اعترض بينهما بقوله: (والطلاق عزيمة)، ولأن يكون حالا من الضمير المستتر في عزيمة، وحينئذ لا يلزم وقوع الثلاث، لأن المعنى: والطلاق عزيمة إذا وقع ثلاثا، فإنما يقع ما نواه هذا ما يقتضيه معنى اللفظ، مع قطع النظر عن شيء آخر وأما الذي أراده هذا الشاعر المعين فهو الثلاث، لقوله بعد:
فبيني بها إن كنت غير رفيقة ** وما لامرئ بعد الثلاث مقدّم

.إعراب الآيات (17- 18):
{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (17) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من فاعل تتّقون (كفرتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (يوما) مفعول به عامله تتّقون بحذف مضاف أي عذاب يوم، منصوب وفاعل (يجعل) ضمير مستتر يعود على (يوما)- أو على اللّه- (شيبا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: (تتّقون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جحدتم يوم القيامة. فكيف تتّقون عذاب اللّه.
وجملة: (كفرتم) لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (يجعل) في محلّ نصب نعت ل (يوما).
18- (به) متعلّق ب (منفطر)- والباء سببيّة أو ظرفيّة وقد تكون للاستعانة- والضمير في (وعده) يعود على اللّه.
وجملة: (السماء منفطر) في محلّ نصب نعت ثان ل (يوما).
وجملة: (كان وعده مفعولا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(17) شيبا جمع أشيب، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شاب باب ضرب وزنه أفعل، ووزن شيب فعل بضمّ فسكون، وقد كسرت الشين لمناسبة الياء.. ولا يقال في المؤنّث شيباء بل شائبة أو شمطاء.
(18) منفطر: اسم فاعل من الخماسيّ انفطر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وجاء اللفظ مذكّرا لأن الصيغة هي صيغة نسب أي ذات انفطار مثل امرأة مرضع.. وقد تكون الصيغة مما يستوي معها المذكّر والمؤنّث، أو لأنّ السماء اسم جنس.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً).
كناية عن الهول والشدة، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال.
والأصل فيه: أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب.
.إعراب الآية رقم (19):
{إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ومفعول (شاء) مقدّر أي شاء النجاة أو الايمان (اتّخذ) ماض في محلّ جزم جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: (إنّ هذه تذكرة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من شاء) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (شاء) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (اتّخذ) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
.إعراب الآية رقم (20):
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}.
الإعراب:
(من ثلثي) متعلّق ب (أدنى)، (نصفه) معطوف على أدنى منصوب وكذلك (ثلثه).
والمصدر المؤوّل (أنّك تقوم..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
الواو عاطفة (طائفة) معطوف على الضمير فاعل تقوم، (من الذين) متعلّق بنعت ل (طائفة)، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين الواو عاطفة قبل لفظ الجلالة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف، الفاء عاطفة (عليكم) متعلّق ب (تاب).
والمصدر المؤوّل (أن لن تحصوه...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من القرآن) تمييز للضمير العائد (علم أن) مثل الأولى (منكم) متعلّق بمحذوف خبر سيكون (آخرون) معطوف على مرضى (في الأرض) متعلّق ب (يضربون) بتضمينه معنى يسعون أو يسافرون (من فضل) متعلّق ب (يبتغون)، (في سبيل) متعلّق ب (يقاتلون)..
والمصدر المؤوّل (أن سيكون..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم الثاني.
الفاء عاطفة (ما تيسّر منه) مثل ما تيسّر من القرآن (قرضا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق، الواو اعتراضيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (لأنفسكم) متعلّق ب (تقدّموا) (من خير) تمييز ما، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (تجدوه)، (هو) ضمير فصل (خيرا) مفعول به ثان منصوب (أجرا) تمييز منصوب.. الواو عاطفة..
جملة: (إنّ ربّك يعلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تقوم) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (اللّه يقدّر) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يقدّر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (علم) لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.
وجملة: (لن تحصوه) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: (تاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة علم..
وجملة: (اقرؤوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبتم في الثواب فاقرؤوا.
وجملة: (تيسّر) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (علم) الثانية لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سيكون منكم مرضى) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: (يضربون) في محلّ رفع نعت ل (آخرون).
وجملة: (يبتغون) في محلّ نصب حال من فاعل يضربون.
وجملة: (يقاتلون) في محلّ رفع نعت ل (آخرون) الثاني.
وجملة: (اقرؤوا) جواب شرط مقدّر.
وجملة: (تيسّر) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (أقيموا) معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: (آتوا) معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: (تقدّموا) لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: (تجدوه) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (استغفروا) معطوفة على جملة أقيموا الصلاة.
وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(تحصوه)، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف أصله تحصيوه- بياء مضمومة بعد الصاد- سكّنت الياء للثقل ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوه..
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ).
أي زمانا أقل منهما، استعمل فيه الأدنى، وهو اسم تفضيل من دنا إذا قرب، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، فهو فيه مجاز مرسل، لأن القرب يقتضي قلة الأحياز بين الشيئين، فاستعمل في لازمه، أو في مطلق القلة.
ويجوز اعتبار التشبيه بين القرب والقلة، ليكون هناك استعارة، والإرسال أقرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ