السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة التحريم

إعراب سورة التحريم

.إعراب الآية رقم (1):{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}.
الإعراب:
(يا أيّها النبيّ) مرّ إعرابها، (لم) متعلّق ب (تحرّم)، و(ما) اسم استفهام حذفت منه الألف، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق ب (أحلّ)، الواو استئنافيّة- أو حاليّة-.
جملة: (النداء) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (تحرّم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أحلّ اللَّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تبتغي) في محلّ نصب حال من فاعل تحرّم.
وجملة: (اللَّه غفور) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
1- (يا أَيُّهَا) المنادي: اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب استدعاء مسماه أو تنبيهه مثل: (يا خالد اذهب إلى الملعب).
أدوات النداء هي: (يا، أيا، هيا، أي، والهمزة).
اختصاصها: (أي والهمزة) لنداء القريب (وأيا، وهيا) لنداء البعيد و(يا) لكل منادى.
أقسام المنادي: الأول: مبني على ما يرفع به في محلّ نصب وهو نوعان آ- إذا كان علما مفردا، أي: لا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف نحو:
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا).
ب- إذا كان نكرة مقصودة، وهي النكرة المعينة كقولنا لمن هو أمامنا: (يا رجل أقبل).
الثاني: منصوب بالفتحة أو ما ينوب عنها، وهو ثلاثة أنواع:
1- المنادي المضاف، نحو: يا عبد اللَّه.
2- المنادي الشّبيه بالمضاف، نحو: يا حافظا وقته أبشر بالفوز.
3- المنادي النكرة غير المقصودة، نحو: يا جنديا احترس. والمنادي في هذه الأنواع الثلاثة (معرب) واجب النصب.
2- اختلفت العلماء في لفظ التحريم، فقيل: هو ليس بيمين، فإن قال لزوجته: أنت علي حرام، أو قال: حرمتك، فإن نوى طلاقا فهو طلاق، وإن نوى ظهارا فظهار، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال ذلك لجاريته، فإن نوى عتقا أعتقها، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال لطعام: حرمته على نفسي، فلا شيء عليه. وهذا قول أبي بكر وعمر وجمع من الصحابة والتابعين والشافعي.
.إعراب الآية رقم (2):
{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}.
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (فرض) بمعنى شرع الواو استئنافيّة- أو حاليّة- والثانية عاطفة.
جملة: (قد فرض اللَّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللَّه مولاكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو العليم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللَّه مولاكم.
الصرف:
(تحلّة)، مصدر سماعيّ، للرباعيّ حلّل، والقياسيّ تحليل.
.إعراب الآية رقم (3):
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه قوله: (العليم الخبير) أي علم اللَّه.. (إلى بعض) متعلّق ب (أسرّ)، الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب عرّف (به) متعلّق ب (نبّأت)، (عليه) متعلّق ب (أظهره) بتضمينه معنى أطلعه (عن بعض) متعلّق ب (أعرض)، (فلمّا نبّأها به) مثل فلما نبّأت به..
جملة: (أسرّ النبيّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نبّات به) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أظهره) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبّأت به.
وجملة: (عرّف) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أعرض) لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: (نبّأها به) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالت) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (من أنبأك) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنبأك هذا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نبّأني العليم) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآيات (4- 5):
{إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5)}.
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (تتوبا)، الفاء تعليليّة (قد) حرف تحقيق الواو عاطفة (تظاهرا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين (عليه) متعلّق ب (تظاهرا)، الفاء تعليليّة (هو) ضمير فصل، (جبريل) مبتدأ مرفوع خبره (ظهير)، (صالح) معطوف على جبريل مرفوع وعلامة الرفع الواو وقد حذفت للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل (بعد) ظرف منصوب متعلّق بالخبر ظهير.
جملة: (تتوبا) لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف تقديره يقبل منكما أو تقبلا.
وجملة: (قد صغت قلوبكما) لا محلّ لها تعليل للشرط أي: إن تتوبا إلى اللَّه لأنكما قد ملتما مع نفسيكما يقبل منكما التوبة.
وجملة: (تظاهرا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تتوبا.. وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا ينصره.
وجملة: (إن اللَّه مولاه) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط الثاني.
وجملة: (جبريل ظهير) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة.
5- (طلّقكنّ) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (خيرا) نعت ل (أزواجا) منصوب، (منكنّ) متعلّق ب (خيرا)، (مسلمات) حال من (أزواجا) منصوبة..
والمصدر المؤوّل (أن يبدله..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: (عسى ربّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (طلّقكنّ) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقكنّ فعسى ربّه أن يبدله..
وجملة: (يبدله) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الصرف:
(صغت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت منه لام الكلمة، وزنه فعت.
(ثيّبات)، جمع ثيّب، اسم جنس مؤنّث، وسمّيت المرأة كذلك لأنها تثوب إلى بيت أبويها، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله ثيوب- بسكون الياء وكسر الواو- قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.
البلاغة:
سر الجمع: في قوله تعالى: (قلوبكما).
الجمع في (قلوبكما) دون التثنية، لكراهة اجتماع تثنيتين، مع ظهور المراد، وهو في مثل ذلك أكثر استعمالا من التثنية والإفراد.
.إعراب الآية رقم (6):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)}.
الإعراب:
(يأيّها الذين) مثل يأيّها النبيّ، (نارا) مفعول به ثان منصوب عامله (قوا)، (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملائكة)، (لا) نافية (ما) حرف مصدريّ، والثاني موصول والعائد محذوف..
والمصدر المؤوّل (ما أمرهم..) في محلّ نصب بدل من لفظ الجلالة أي: لا يعصون أمر اللَّه.
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (وقودها الناس) في محلّ نصب نعت ل (نارا).
وجملة: (عليها ملائكة) في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا).
وجملة: (لا يعصون) في محلّ رفع نعت لملائكة.
وجملة: (يفعلون) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يعصون..
وجملة: (أمرهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة: (يؤمرون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(قوا)، فيه إعلال بالحذف من موضعين، الأول فاء الكلمة بدءا من المضارع لأنها وقعت بين ياء وكسرة، ثم امتّد الحذف إلى الأمر- كما في المعتلّ المثال- والثاني لام الكلمة بدءا من المضارع أيضا حيث أسند إلى واو الجماعة، ثمّ امتدّ الحذف إلى الأمر.. الأصل يقيونا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة الى القاف، فلما التقى ساكنان حذفت الياء، ثمّ انجرّ الحذف إلى الأمر، وحذفت النون للبناء.. وزنه عوا.
(يعصون)، فيه إعلال بالحذف أصله يعصيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء فأصبح يعصون، وزنه يفعون.
البلاغة:
فن السلب والإيجاب: في قوله تعالى: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ).
وهذا الفن هو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة.
وفي الآية الكريمة، سلب عز وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان، وأوجب لهم الطاعة.
.إعراب الآية رقم (7):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعتذروا)، (إنّما) كافّة ومكفوفة، والواو في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم..
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تعتذروا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (تجزون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
.إعراب الآية رقم (8):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)}.
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (توبوا)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (عنكم) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل الواو عاطفة في المواضع الأربعة (يدخلكم) مضارع منصوب معطوف على (يكفّر)، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلكم)، (لا) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على النبيّ، (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا)، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى)، (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به بين، فهو معطوف عليه (لنا) متعلّق ب (أتمم)، والثاني متعلّق ب (اغفر)، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير).
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (توبوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (عسى ربّكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يكفّر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن يكفّر..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: (يدخلكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر.
وجملة: (تجري) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (لا يخزي اللَّه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (آمنوا) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (نورهم يسعى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسعى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (نورهم).
وجملة: (يقولون) في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم.
وجملة: (النداء) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أتمم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اغفر لنا) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (إنّك قدير) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(نصوحا)، صفة مشبهة من الثلاثيّ نصح... أو هي من صيغ المبالغة، وزنه فعول بفتح الفاء.
البلاغة:
الاسناد المجازي: في قوله تعالى: (تَوْبَةً نَصُوحاً).
حيث وصفت التوبة بالنصح، على الإسناد المجازي، والنصح صفة التائبين، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم، فيأتوا بها على طريقها متداركة للفرطات، ماحية للسيئات.
.إعراب الآية رقم (9):{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)}.
الإعراب:
الواو عاطفة في المواضع الثلاثة، وحالية- أو استئنافيّة- في الموضع الرابع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم..
جملة: (النداء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاهد) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اغلظ) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (مأواهم جهنّم) لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي سنحاسبهم ومأواهم جهنّم...
وجملة: (بئس المصير) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (10- 12):
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)}.
الإعراب:
(مثلا) مفعول به ثان مقدّم (للذين) متعلق بنعت ل (مثلا)، (امرأة) مفعول به أوّل مؤخّر منصوب الواو عاطفة في الموضعين (تحت) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانتا، والظرفيّة مجازيّة (من عبادنا) متعلّق بنعت ل (عبدين) الفاء عاطفة في الموضعين (عنهما) متعلّق ب (يغنيا) بتضمينه معنى يدفعا (من اللّه) متعلّق ب (يغنيا) بحذف مضاف أي من عذاب اللّه (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإغناء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (ادخلا).
جملة: (ضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كانتا تحت) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (خانتاهما) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانتا...
وجملة: (لم يغنيا) لا محلّ لها معطوفة على جملة خانتاهما.
وجملة: (قيل) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يغنيا.
وجملة: (ادخلا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
11- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (ضرب اللّه... امرأة فرعون) مثل ضرب اللّه... امرأة نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مثلا)، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لي) متعلّق ب (ابن)، (عندك) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في (لي) (في الجنّة) متعلّق بنعت ل (بيتا)، (من فرعون) متعلّق ب (نجّني)، (من القوم) متعلّق ب (نجّني) الثاني...
وجملة: (ضرب اللّه) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب اللّه (الأولى).
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (قالت) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (النداء وجوابه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ابن لي) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (نجّني) الأولى لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (نجّني) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّني (الأولى).
12- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (مريم) معطوف على (امرأة فرعون) منصوب (بنة) بدل من مريم- أو عطف بيان عليه- منصوب (التي) موصول في محلّ نصب نعت لمريم (فيه) متعلّق ب (نفخنا)، والضمير يعود على فرجها مجازا لأنّ النفخ كان في جيب قميصها (من روحنا) متعلّق ب (نفخنا)، و(من) تبعيضيّة (بكلمات) متعلّق ب (صدّقت)، (من القانتين) متعلّق بخبر كانت...
وجملة: (أحصنت) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (نفخنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (صدّقت) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فحملت بعيسى وصدّقت بكلمات...
وجملة: (كانت من القانتين) لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّقت...
البلاغة:
1- التمثيل: في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) الآية.
حيث مثّل اللّه عز وجل حال الكفار- في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين، معاقبة مثلهم، من غير إبقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر، لأن عداوتهم له وكفرهم باللّه ورسوله قطع العلائق وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء اللّه- بحال امرأة نوح وامرأة لوط، لما نافقتا وخانتا الرسولين، لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب اللّه.
2- التعريض: في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) الآية في ضرب هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول اللّه، والتعريض بحفصة أرجح، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
الفوائد:
طهارة عرض الأنبياء...
ضرب اللّه مثلا في هذه الآية بأن الفاسد العاصي الكافر، لا ينفعه صلاح غيره لو كان نبيا، فامرأة نوح واسمها واعلة، وقيل: والعة، وامرأة لوط واسمها واهلة وقيل:
والهة، كانتا زوجتين لعبدين صالحين نبيين، وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام (فخانتاهما). قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، وكانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت الجبابرة من قومها. وأما امرأة لوط، فإنها كانت تدل قومها على أضيافه، إذا نزل به ضيف بالليل أوقدت النار، وإذا نزل به ضيف في النهار دخنت لتعلم قومها بذلك. لذا أجمع العلماء على طهارة عرض الأنبياء، وقالوا: بأن زوجة النبي إذا أصرت على الكفر هذا لا يقدح في شرفه وعصمته، أما إذا زنت فهذا لا يتفق مع عصمة الأنبياء وطهارتهم، فعرضهم مصون من الزنا، فلا يقع ذلك في نسائهم أبدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ