أسباب الإنحراف عن الأخلاق الإسلامية
(ليس للمسلم أفضل من التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، بعيداً عن الأفكار الخاطئة التي يروجها بعض من يدعي العلم الديني، أو يقررها بعض من يريدون الشهرة، بهدف بلبلة أفكار النشء والشباب وبعده عن تعاليم الإسلام.
في هذا الزمان انحرف كثير من الناس عن الأخلاق الفاضلة التي دعى إليها الإسلام، فظهر الانحلال في جميع أمور الحياة (اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأخلاقية) فنرى سرقة واختلاساً، وإهداراً للمال العام، وذبحاً للأخلاق، وقتلاً للفضيلة، وإعلانات عن متع محرمة، وتقليداً أعمى لأهل الشرك والضلال، وسهرات شيطانية، وتطرفاً عن الدين، وتفككاً في الأسر، وضياعاً لحقوق الزوجية ... الخ. ...
فما هي الأسباب التي أدت إلى انحراف كثير من الناس عن أخلاق الإسلام الفاضلة المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهذه الأسباب تتجلى فيما يلي:
السبب الأول: البعد عن الله تعالى:
وهذا أهم الأسباب، حيث بعد كثير من الناس عن الله، وعن تعاليمه واتباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه، واقترب من الشيطان فانحرفت أخلاقه وصار إنساناً شيطانياً.
وما أحرى العبد من أن يتمثل كلمات الله ويقتدي بآياته، فالله مالك كل شيء ومليكه، وإن كل ما سوى الله مخلوق له، وأنه سبحانه أوجب على نفسه الرحمة: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام: 54]، فكيف لا يرحم من خلقه فسواه فعدله (1).
السبب الثاني: اتباع الهوى:
أعظم مشكلة تواجه الإنسان في حياته اتباع الهوى، وإذا غلب الهوى على النفس أظلم القلب، وجنح العقل، فلا يسمع الإنسان كلمة الحق، ولا يرى إلا الأباطيل والأشباح المفزعة التي تجعله في حياته تعساً شقياً.
إن الهوى عدو العلم والحق، إذ يقود صاحبه لارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وصاحب الهوى ظالم لنفسه فقد حرمها نعمة الإيمان، وحجبها عن نور المعرفة، فعاش حياة الخوف والفزع، وشحن بالحقد والحسد، وأغواه الشيطان فضل عن سواء السبيل (2)، يقول تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [القصص: 50]، ويقول سبحانه: بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [الروم: 29].
إن أصحاب الهوى يعيشون جل حياتهم في قلق مزمن وخوف دائم، وإن تظاهروا بالسعادة، فإن الحقيقة أن بواطنهم يخيم عليها التعاسة والشقاء الدائم (3).
ويختلف عباد الهوى في ضلالهم، فمنهم من يزعم العلم وما يتبع إلا الظن، ومنهم من يتوهم الهدى وما يعبد إلا الشيطان، ومنهم من يخيل إليه الباطل حقاً والحق باطلاً، ولا يكفي أصحاب الهوى عن التعريض بالمؤمنين، فأمانيهم أن يضلوهم عن طريق الحق، فإن لم يستطيعوا كادوا لهم، وسلطوا عليهم المفسدين لظلمهم والنيل منهم (4).
وقد أمرنا الله تعالى بعدم الالتفات إلى أهل الهوى، وعدم اتباعهم، أو طاعتهم فيما يقولونه ويفعلونه، يقول تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28]، ويقول سبحانه: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ [محمد: 14].
إن الزمان لا يخلو من أهل الهوى كما أنه لا يخلو من أهل الحق، وأهل الهوى هم المنحرفون الضالون عن الطريق المستقيم لا أخلاق لهم ولا فضيلة، وأهل الحق هم أهل الإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة.
السبب الثالث: الافتراء على الله:
وهذا السبب من الانحراف مرتبط بما قبله، فليس من الصعب على أصحاب الهوى أن يفتروا على الله تعالى بأن يقولوا على الله كذباً، وليس من اليسير أن يلتزموا أدب العبودية وأن يقنتوا لله طائعين خاشعين تائبين.
على العبد أن يلتزم الأدب مع ربه، بأن يعرف أنه عبد ضعيف، والله هو القوي، وأنه عبد فقير محتاج على الدوام والله غني عن العالمين.
فإذا تجاوز العبد حدوده، وأطلق العنان لهواه، فقد أغواه شيطانه ونازع الله في ملكه، واعترض على حكمه، وتطاول برأيه ليتحدى مشيئة الله وإرادته: مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا [الكهف: 5].) (5).
في هذا الزمان انحرف كثير من الناس عن الأخلاق الفاضلة التي دعى إليها الإسلام، فظهر الانحلال في جميع أمور الحياة (اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأخلاقية) فنرى سرقة واختلاساً، وإهداراً للمال العام، وذبحاً للأخلاق، وقتلاً للفضيلة، وإعلانات عن متع محرمة، وتقليداً أعمى لأهل الشرك والضلال، وسهرات شيطانية، وتطرفاً عن الدين، وتفككاً في الأسر، وضياعاً لحقوق الزوجية ... الخ. ...
فما هي الأسباب التي أدت إلى انحراف كثير من الناس عن أخلاق الإسلام الفاضلة المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهذه الأسباب تتجلى فيما يلي:
السبب الأول: البعد عن الله تعالى:
وهذا أهم الأسباب، حيث بعد كثير من الناس عن الله، وعن تعاليمه واتباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه، واقترب من الشيطان فانحرفت أخلاقه وصار إنساناً شيطانياً.
وما أحرى العبد من أن يتمثل كلمات الله ويقتدي بآياته، فالله مالك كل شيء ومليكه، وإن كل ما سوى الله مخلوق له، وأنه سبحانه أوجب على نفسه الرحمة: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام: 54]، فكيف لا يرحم من خلقه فسواه فعدله (1).
السبب الثاني: اتباع الهوى:
أعظم مشكلة تواجه الإنسان في حياته اتباع الهوى، وإذا غلب الهوى على النفس أظلم القلب، وجنح العقل، فلا يسمع الإنسان كلمة الحق، ولا يرى إلا الأباطيل والأشباح المفزعة التي تجعله في حياته تعساً شقياً.
إن الهوى عدو العلم والحق، إذ يقود صاحبه لارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وصاحب الهوى ظالم لنفسه فقد حرمها نعمة الإيمان، وحجبها عن نور المعرفة، فعاش حياة الخوف والفزع، وشحن بالحقد والحسد، وأغواه الشيطان فضل عن سواء السبيل (2)، يقول تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [القصص: 50]، ويقول سبحانه: بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [الروم: 29].
إن أصحاب الهوى يعيشون جل حياتهم في قلق مزمن وخوف دائم، وإن تظاهروا بالسعادة، فإن الحقيقة أن بواطنهم يخيم عليها التعاسة والشقاء الدائم (3).
ويختلف عباد الهوى في ضلالهم، فمنهم من يزعم العلم وما يتبع إلا الظن، ومنهم من يتوهم الهدى وما يعبد إلا الشيطان، ومنهم من يخيل إليه الباطل حقاً والحق باطلاً، ولا يكفي أصحاب الهوى عن التعريض بالمؤمنين، فأمانيهم أن يضلوهم عن طريق الحق، فإن لم يستطيعوا كادوا لهم، وسلطوا عليهم المفسدين لظلمهم والنيل منهم (4).
وقد أمرنا الله تعالى بعدم الالتفات إلى أهل الهوى، وعدم اتباعهم، أو طاعتهم فيما يقولونه ويفعلونه، يقول تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28]، ويقول سبحانه: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ [محمد: 14].
إن الزمان لا يخلو من أهل الهوى كما أنه لا يخلو من أهل الحق، وأهل الهوى هم المنحرفون الضالون عن الطريق المستقيم لا أخلاق لهم ولا فضيلة، وأهل الحق هم أهل الإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة.
السبب الثالث: الافتراء على الله:
وهذا السبب من الانحراف مرتبط بما قبله، فليس من الصعب على أصحاب الهوى أن يفتروا على الله تعالى بأن يقولوا على الله كذباً، وليس من اليسير أن يلتزموا أدب العبودية وأن يقنتوا لله طائعين خاشعين تائبين.
على العبد أن يلتزم الأدب مع ربه، بأن يعرف أنه عبد ضعيف، والله هو القوي، وأنه عبد فقير محتاج على الدوام والله غني عن العالمين.
فإذا تجاوز العبد حدوده، وأطلق العنان لهواه، فقد أغواه شيطانه ونازع الله في ملكه، واعترض على حكمه، وتطاول برأيه ليتحدى مشيئة الله وإرادته: مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا [الكهف: 5].) (5).
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 26).
(2) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 19).
(3) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 20).
(4) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 21).
(5) ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن السعيد المرسي (ص: 80)
(2) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 19).
(3) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 20).
(4) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 21).
(5) ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن السعيد المرسي (ص: 80)