إفشاء السر
معنى الإفشاء والسر لغة واصطلاحاً
معنى الإفشاء لغة واصطلاحاً
معنى الإفشاء لغة:
فَشا الخبر يَفْشو فُشُوًّا، أي ذاع، وأفْشاهُ غيره، وتَفَشَّى الشيء، أي اتسع (1). وفشا الشيء: ظهر (2).
معنى الإفشاء اصطلاحاً:
إفشاء السر هو: تعمد الإفضاء بسر من شخص ائتمن عليه في غير الأحوال التي توجب فيها الشريعة الإسلامية الإفضاء أو تجيزه (3).
معنى السر لغة واصطلاحاً
معنى السر لغة:
السِّرُّ: هو ما يكتم (4) وهو خلاف الإعلان، يقال: أسررت الشيء إسراراً، خلاف أعلنته (5).
وسَارَّهُ: إذا أوصاه بأن يسرّه، وتَسَارَّ القومُ. وكنّي عن النكاح بالسّرّ من حيث إنه يخفى (6).
معنى السر اصطلاحاً:
قال الراغب: السِّرُّ هو الحديث المكتم في النّفس (7).
وقال الكفوي: هو ما يسره المرء في نفسه من الأمور الّتي عزم عليها (8).
معنى الإفشاء لغة واصطلاحاً
معنى الإفشاء لغة:
فَشا الخبر يَفْشو فُشُوًّا، أي ذاع، وأفْشاهُ غيره، وتَفَشَّى الشيء، أي اتسع (1). وفشا الشيء: ظهر (2).
معنى الإفشاء اصطلاحاً:
إفشاء السر هو: تعمد الإفضاء بسر من شخص ائتمن عليه في غير الأحوال التي توجب فيها الشريعة الإسلامية الإفضاء أو تجيزه (3).
معنى السر لغة واصطلاحاً
معنى السر لغة:
السِّرُّ: هو ما يكتم (4) وهو خلاف الإعلان، يقال: أسررت الشيء إسراراً، خلاف أعلنته (5).
وسَارَّهُ: إذا أوصاه بأن يسرّه، وتَسَارَّ القومُ. وكنّي عن النكاح بالسّرّ من حيث إنه يخفى (6).
معنى السر اصطلاحاً:
قال الراغب: السِّرُّ هو الحديث المكتم في النّفس (7).
وقال الكفوي: هو ما يسره المرء في نفسه من الأمور الّتي عزم عليها (8).
(2) ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 69).
(3) ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول (ص20).
(4) ((الكليات)) للكفوي (ص415).
(5) ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 504).
(6) ((مفردات القرآن الكريم)) للراغب (1/ 404).
(7) ((مفردات القرآن الكريم)) للراغب (1/ 404).
(8) ((الكليات)) للكفوي (ص415).
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مترادفات الإفشاء والسر
مترادفات كلمة الإفشاء:
من مترادفات كلمة الإفشاء: باح السر، وفشا، وظهر، وصحر، وعلن، وذاع، وشاع، وانكشف، وانتشر، واستفاض (1). وأبدى، وجهر، وأبرز، وبث، وباح، وأفاض فيه، ونم، وأشهره، وأعرب، وأعرف، وأفصح، وبيّن (2).
مترادفات كلمة السر:
ومن مترادفات كلمة السر: أخفى، وستر، وأجن، وأكن، وطوى، وأبطن، وأضم، وغطى، وكتم، وكفر، وأسر (3).
مترادفات كلمة الإفشاء:
من مترادفات كلمة الإفشاء: باح السر، وفشا، وظهر، وصحر، وعلن، وذاع، وشاع، وانكشف، وانتشر، واستفاض (1). وأبدى، وجهر، وأبرز، وبث، وباح، وأفاض فيه، ونم، وأشهره، وأعرب، وأعرف، وأفصح، وبيّن (2).
مترادفات كلمة السر:
ومن مترادفات كلمة السر: أخفى، وستر، وأجن، وأكن، وطوى، وأبطن، وأضم، وغطى، وكتم، وكفر، وأسر (3).
(1) ((نجعة الرائد وشرعة الوارد)) لليازجي (2/ 91).
(2) ((الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى)) للرماني (ص63).
(3) ((الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى)) للرماني (ص63).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ذم إفشاء السر والنهي عنه في القرآن والسنة
ذم إفشاء السر والنهي عنه في القرآن الكريم:
- قال تعالى: وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء: 83].
قال مقاتل: (أَذاعُوا بِهِ: يعني أفشوه) (1).
وقال القرطبي: (أذاعوا به: أفشوه وبثّوه في الناس) (2).
قال ابن عباس: (قوله أذاعوا به، قال: «أعلنوه وأفشوه») (3).
- وقال سبحانه: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم: 3].
قال القاسمي: (أشار تعالى إلى غضبه لنبيّه، صلوات الله عليه، مما أتت به من إفشاء السرّ إلى صاحبتها، ومن مظاهرتهما على ما يقلق راحته، وأن ذلك ذنب تجب التوبة منه) (4).
قال القرطبي: (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ: فلما أخبرت بالحديث الذي أسر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبتها وأظهره عليه) (5).
- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 27 - 28].
قال ابن كثير: (كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نهاكم أن تخونوا الله والرسول، كما صنع المنافقون) (6).
قال بعضهم: نزلت في منافق كتب إلى أبي سفيان يطلعه على سرِّ المسلمين (7).
وقال المراغي: (أي ولا تخونوا أماناتكم فيما بين بعضكم وبعض من المعاملات المالية وغيرها حتى الشئون الأدبية والاجتماعية، فإفشاء السر خيانة محرمة) (8).
ذم إفشاء السر والنهي عنه في السنة النبوية:
- عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)) (9).
(2) ((الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى)) للرماني (ص63).
(3) ((الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى)) للرماني (ص63).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ذم إفشاء السر والنهي عنه في القرآن والسنة
ذم إفشاء السر والنهي عنه في القرآن الكريم:
- قال تعالى: وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء: 83].
قال مقاتل: (أَذاعُوا بِهِ: يعني أفشوه) (1).
وقال القرطبي: (أذاعوا به: أفشوه وبثّوه في الناس) (2).
قال ابن عباس: (قوله أذاعوا به، قال: «أعلنوه وأفشوه») (3).
- وقال سبحانه: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم: 3].
قال القاسمي: (أشار تعالى إلى غضبه لنبيّه، صلوات الله عليه، مما أتت به من إفشاء السرّ إلى صاحبتها، ومن مظاهرتهما على ما يقلق راحته، وأن ذلك ذنب تجب التوبة منه) (4).
قال القرطبي: (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ: فلما أخبرت بالحديث الذي أسر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبتها وأظهره عليه) (5).
- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 27 - 28].
قال ابن كثير: (كانوا يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نهاكم أن تخونوا الله والرسول، كما صنع المنافقون) (6).
قال بعضهم: نزلت في منافق كتب إلى أبي سفيان يطلعه على سرِّ المسلمين (7).
وقال المراغي: (أي ولا تخونوا أماناتكم فيما بين بعضكم وبعض من المعاملات المالية وغيرها حتى الشئون الأدبية والاجتماعية، فإفشاء السر خيانة محرمة) (8).
ذم إفشاء السر والنهي عنه في السنة النبوية:
- عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)) (9).
(1) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (ص393).
(2) ((جامع البيان في تأويل آي القرآن)) (7/ 252).
(3) ((جامع البيان عن تأويل آي القرآن)) للطبري (7/ 253).
(4) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (9/ 274).
(5) ((تأويل البيان عن تأويل آي القرآن)) للطبري (23 - 91).
(6) ((تفسير القرآن العظيم)) (4/ 42).
(7) ((جامع البيان في تأويل آي القرآن)) للطبري (11/ 120).
(8) ((تفسير المراغي)) (9/ 139).
(9) رواه مسلم (1437).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال النووي: (في هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) (1)، وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة؛ بأن ينكر عليه إعراضه عنها، أو تدعي عليه العجز عن الجماع، أو نحو ذلك، فلا كراهة في ذكره، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إني لأفعله أنا وهذه)) (2)، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: ((أعرستم الليلة)) (3). وقال لجابر: ((الكيس الكيس)) (4)، والله أعلم) (5).
وقال ابن الجوزي: (والمراد بالسر ها هنا: مَا يكون من عُيُوب الْبدن الْبَاطِنَة، وَذَاكَ كالأمانة فلزم كتمانه) (6).
وقال المناوي: (ثم ينشر سرها: أي يبث ما حقه أن يكتم من الجماع ومقدماته ولواحقه فيحرم إفشاء ما يجري بين الزوجين من الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك بقول أو فعل) (7).
- وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا حدّث الرّجل الحديث ثم التفت فهي أمانةٌ)) (8).
قال الطحاوي: (أي: إنها أمانة ائتمن عليها المحدث , فلم يجز له أن يخفر أمانته ويفشي سره; لأنه عسى أن يكون في ذلك ذهاب دمه أو ما سواه مما يفسد أحواله عليه) (9).
قال المباركفوري في شرحه: (فكأن المعنى: ليكن صاحب المجلس أميناً لما يسمعه أو يراه) (10).
ويؤكد هذا المعنى العظيم الحسن البصري بقوله: (إنما تُجالسون بالأمانة، كأنكم تظنون أن الخيانة ليست إلا في الدينار والدرهم، إن الخيانة أشد الخيانة أن يجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا) (11).
وقال المناوي: (وفيه ذم إفشاء السر وعليه الإجماع وسبب إذاعته أن للإنسان قوتين آخذة ومعطية وكلاهما يتشرف إلى الفعل المختص به ولولا أنه تعالى وكل المعطية بإظهار ما عندها ما ظهرت الأسرار فكامل العقل كلما طلبت القوة الفعل قيدها ووزنها بالعقل) (12).
(2) ((جامع البيان في تأويل آي القرآن)) (7/ 252).
(3) ((جامع البيان عن تأويل آي القرآن)) للطبري (7/ 253).
(4) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (9/ 274).
(5) ((تأويل البيان عن تأويل آي القرآن)) للطبري (23 - 91).
(6) ((تفسير القرآن العظيم)) (4/ 42).
(7) ((جامع البيان في تأويل آي القرآن)) للطبري (11/ 120).
(8) ((تفسير المراغي)) (9/ 139).
(9) رواه مسلم (1437).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال النووي: (في هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) (1)، وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة؛ بأن ينكر عليه إعراضه عنها، أو تدعي عليه العجز عن الجماع، أو نحو ذلك، فلا كراهة في ذكره، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إني لأفعله أنا وهذه)) (2)، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: ((أعرستم الليلة)) (3). وقال لجابر: ((الكيس الكيس)) (4)، والله أعلم) (5).
وقال ابن الجوزي: (والمراد بالسر ها هنا: مَا يكون من عُيُوب الْبدن الْبَاطِنَة، وَذَاكَ كالأمانة فلزم كتمانه) (6).
وقال المناوي: (ثم ينشر سرها: أي يبث ما حقه أن يكتم من الجماع ومقدماته ولواحقه فيحرم إفشاء ما يجري بين الزوجين من الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك بقول أو فعل) (7).
- وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا حدّث الرّجل الحديث ثم التفت فهي أمانةٌ)) (8).
قال الطحاوي: (أي: إنها أمانة ائتمن عليها المحدث , فلم يجز له أن يخفر أمانته ويفشي سره; لأنه عسى أن يكون في ذلك ذهاب دمه أو ما سواه مما يفسد أحواله عليه) (9).
قال المباركفوري في شرحه: (فكأن المعنى: ليكن صاحب المجلس أميناً لما يسمعه أو يراه) (10).
ويؤكد هذا المعنى العظيم الحسن البصري بقوله: (إنما تُجالسون بالأمانة، كأنكم تظنون أن الخيانة ليست إلا في الدينار والدرهم، إن الخيانة أشد الخيانة أن يجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا) (11).
وقال المناوي: (وفيه ذم إفشاء السر وعليه الإجماع وسبب إذاعته أن للإنسان قوتين آخذة ومعطية وكلاهما يتشرف إلى الفعل المختص به ولولا أنه تعالى وكل المعطية بإظهار ما عندها ما ظهرت الأسرار فكامل العقل كلما طلبت القوة الفعل قيدها ووزنها بالعقل) (12).
(1) رواه البخاري (6018)، ومسلم (47).
(2) رواه مسلم (350).
(3) رواه البخاري (5470) ومسلم (2144).
(4) رواه البخاري (5245)، ومسلم (715).
(5) ((شرح مسلم للنووي)) (10/ 8).
(6) ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) (3/ 174).
(7) ((فيض القدير)) (2/ 538).
(8) رواه أبو داود (4868)، والترمذي (1959)، وأحمد (3/ 379) (15104). وحسنه الترمذي، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (561)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (486).
(9) ((شرح مشكل الآثار)) (9/ 13).
(10) ((تحفة الأحوذي)) (6/ 79).
(11) رواه البخاري (6285)، ومسلم (2450) واللفظ للبخاري.
(12) ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) (1/ 90).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعاً لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا، والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب، قال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك، قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما أخبرتني، قالت: أما الآن، فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقى الله، واصبري، فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي، سارني الثانية، قال يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة)) (1).
قال ابن بطال: (وفيه: أنه لا ينبغي إفشاء السر إذا كانت فيه مضرة على المسر، لأن فاطمة لو أخبرت نساء النبي ذلك الوقت بما أخبرها به النبي من قرب أجله لحزن لذلك حزناً شديداً، وكذلك لو أخبرتهن أنها سيدة نساء المؤمنين، لعظم ذلك عليهن، واشتد حزنهن، فلما أمنت ذلك فاطمة بعد موته أخبرت بذلك) (2).
وقال ابن حجر: (فيه جواز إفشاء السر إذا زال ما يترتب على إفشائه من المضرة لأن الأصل في السر الكتمان وإلا فما فائدته) (3).
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حين تأيمت حفصة، قال عمر: لقيت أبا بكر فقلت: ((إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلقيني أبو بكر فقال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها)) (4).
قال ابن حجر: (وفيه أن من حلف لا يفشي سر فلان فأفشى فلان سر نفسه ثم تحدث به الحالف لا يحنث لأن صاحب السر هو الذي أفشاه فلم يكن الإفشاء من قبل الحالف وهذا بخلاف ما لو حدث واحد آخر بشيء واستحلفه ليكتمه فلقيه رجل فذكر له أن صاحب الحديث حدثه بمثل ما حدثه به فأظهر التعجب وقال ما ظننت أنه حدث بذلك غيري فإن هذا يحنث لأن تحليفه وقع على أنه يكتم أنه حدثه وقد أفشاه) (5).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتجالس قوم إلا بالأمانة)) (6).
قال المناوي: (أي لا ينبغي إلا ذلك فلا يحل لأحدهم أن يفشي سر غيره) (7).
(2) رواه مسلم (350).
(3) رواه البخاري (5470) ومسلم (2144).
(4) رواه البخاري (5245)، ومسلم (715).
(5) ((شرح مسلم للنووي)) (10/ 8).
(6) ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) (3/ 174).
(7) ((فيض القدير)) (2/ 538).
(8) رواه أبو داود (4868)، والترمذي (1959)، وأحمد (3/ 379) (15104). وحسنه الترمذي، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (561)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (486).
(9) ((شرح مشكل الآثار)) (9/ 13).
(10) ((تحفة الأحوذي)) (6/ 79).
(11) رواه البخاري (6285)، ومسلم (2450) واللفظ للبخاري.
(12) ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) (1/ 90).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعاً لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا، والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب، قال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك، قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق، لما أخبرتني، قالت: أما الآن، فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقى الله، واصبري، فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي، سارني الثانية، قال يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة)) (1).
قال ابن بطال: (وفيه: أنه لا ينبغي إفشاء السر إذا كانت فيه مضرة على المسر، لأن فاطمة لو أخبرت نساء النبي ذلك الوقت بما أخبرها به النبي من قرب أجله لحزن لذلك حزناً شديداً، وكذلك لو أخبرتهن أنها سيدة نساء المؤمنين، لعظم ذلك عليهن، واشتد حزنهن، فلما أمنت ذلك فاطمة بعد موته أخبرت بذلك) (2).
وقال ابن حجر: (فيه جواز إفشاء السر إذا زال ما يترتب على إفشائه من المضرة لأن الأصل في السر الكتمان وإلا فما فائدته) (3).
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حين تأيمت حفصة، قال عمر: لقيت أبا بكر فقلت: ((إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلقيني أبو بكر فقال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها)) (4).
قال ابن حجر: (وفيه أن من حلف لا يفشي سر فلان فأفشى فلان سر نفسه ثم تحدث به الحالف لا يحنث لأن صاحب السر هو الذي أفشاه فلم يكن الإفشاء من قبل الحالف وهذا بخلاف ما لو حدث واحد آخر بشيء واستحلفه ليكتمه فلقيه رجل فذكر له أن صاحب الحديث حدثه بمثل ما حدثه به فأظهر التعجب وقال ما ظننت أنه حدث بذلك غيري فإن هذا يحنث لأن تحليفه وقع على أنه يكتم أنه حدثه وقد أفشاه) (5).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتجالس قوم إلا بالأمانة)) (6).
قال المناوي: (أي لا ينبغي إلا ذلك فلا يحل لأحدهم أن يفشي سر غيره) (7).
(1) رواه البخاري (6285)، ومسلم (2450).
(2) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 61).
(3) ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 80).
(4) رواه البخاري (5145).
(5) ((فتح الباري)) لابن حجر (9/ 178).
(6) رواه أبو طاهر المخلص في ((المخلصيات)) (1/ 192) (210) من حديث مروان بن الحكم رحمه الله. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (9944)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (7604).
(7) ((فيض القدير)) (6/ 443).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقوال السلف والعلماء في ذم إفشاء السر
- (قال العبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه لابنه عبد الله رضي الله عنه يا بنيّ إنّ أمير المؤمنين يدنيك يعني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فاحفظ عنّي ثلاثًا: لا تفشينّ له سرًّا، ولا تغتابنّ عنده أحدًا، ولا يطّلعنّ منك على كذبةٍ) (1).
- وقال معاوية: (ما أفشيت سري إلى أحد إلا أعقبني طول الندم، وشدة الأسف، ولا أودعته جوانح صدري فحكمته بين أضلاعي، إلا أكسبني مجداً وذكراً، وسناء ورفعة. فقيل: ولا ابن العاص. قال: ولا ابن العاص. وكان يقول: ما كنت كاتمه من عدوك فلا تظهر عليه صديقك) (2).
- ويروى أيضاً (أن معاوية رضي الله عنه أسر إلى الوليد بن عتبة حديثه؛ فقال لأبيه: يا أبت إن أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثاً، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك، قال: فلا تحدثني به؛ فإن من كتم سره كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه، قال: فقلت يا أبت: وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين ابنه؟ فقال: لا والله يا بني، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر، قال: فأتيت معاوية فأخبرته فقال يا وليد أعتقك أبوك من رق الخطأ فإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار ولؤم إن لم يكن فيه إضرار) (3).
- و (قال عمرو بن العاص ما استودعت رجلًا سرًّا فأفشاه فلمته لأنّي كنت أضيق صدرًا منه حيث استودعته إيّاه) (4).
- وقال عبد الملك بن مروان للشعبي، لما دخل عليه: (جنبني خصالاً أربعاً: لا تطريني في وجهي، ولا تجرين علي كذبة، ولا تغتابن عندي أحداً، ولا تفشين لي سراً) (5).
- وقال الحسن: (إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك) (6).
- وقال أكثم بن صيفيٍّ: (إنّ سرّك من دمك فانظر أين تريقه) (7).
- وقال الأعمش: (يضيق صدر أحدهم بسره حتى يحدث به ثم يقول اكتمه علي) (8).
- وقال أَبُو حاتم: (من حصن بالكتمان سره تم له تدبيره وكان له الظفر بما يريد والسلامة من العيب والضرر وإن أخطأه التمكن والظفر والحازم يجعل سره في وعاء ويكتمه عَن كل مستودع فإن اضطره الأمر وغلبه أودعه العاقل الناصح له لأن السر أمانة وإفشاؤه خيانة والقلب له وعاؤه فمن الأوعية مَا يضيق بما يودع ومنها مَا يتسع لما استودع) (9).
- وقال ابن الجوزي: (رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم، فإذا ظهر، عاتبوا من أخبروا به. فوا عجبًا! كيف ضاقوا بحبسه ذرعًا، ثم لاموا من أفشاه؟!) (10).
- وقال بعضهم: (كتمانك سرك يعقبك السلامة، وإفشاؤك سرك يعقبك الندامة، والصبر على كتمان السر أيسر من الندم على إفشائه) (11).
- وقال الراغب الأصفهاني: (إذاعة السر من قلة الصبر وضيق الصدر، وتوصف به ضعفة الرجال والصبيان والنساء) (12).
(2) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 61).
(3) ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 80).
(4) رواه البخاري (5145).
(5) ((فتح الباري)) لابن حجر (9/ 178).
(6) رواه أبو طاهر المخلص في ((المخلصيات)) (1/ 192) (210) من حديث مروان بن الحكم رحمه الله. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (9944)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (7604).
(7) ((فيض القدير)) (6/ 443).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقوال السلف والعلماء في ذم إفشاء السر
- (قال العبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه لابنه عبد الله رضي الله عنه يا بنيّ إنّ أمير المؤمنين يدنيك يعني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فاحفظ عنّي ثلاثًا: لا تفشينّ له سرًّا، ولا تغتابنّ عنده أحدًا، ولا يطّلعنّ منك على كذبةٍ) (1).
- وقال معاوية: (ما أفشيت سري إلى أحد إلا أعقبني طول الندم، وشدة الأسف، ولا أودعته جوانح صدري فحكمته بين أضلاعي، إلا أكسبني مجداً وذكراً، وسناء ورفعة. فقيل: ولا ابن العاص. قال: ولا ابن العاص. وكان يقول: ما كنت كاتمه من عدوك فلا تظهر عليه صديقك) (2).
- ويروى أيضاً (أن معاوية رضي الله عنه أسر إلى الوليد بن عتبة حديثه؛ فقال لأبيه: يا أبت إن أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثاً، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك، قال: فلا تحدثني به؛ فإن من كتم سره كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه، قال: فقلت يا أبت: وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين ابنه؟ فقال: لا والله يا بني، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر، قال: فأتيت معاوية فأخبرته فقال يا وليد أعتقك أبوك من رق الخطأ فإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار ولؤم إن لم يكن فيه إضرار) (3).
- و (قال عمرو بن العاص ما استودعت رجلًا سرًّا فأفشاه فلمته لأنّي كنت أضيق صدرًا منه حيث استودعته إيّاه) (4).
- وقال عبد الملك بن مروان للشعبي، لما دخل عليه: (جنبني خصالاً أربعاً: لا تطريني في وجهي، ولا تجرين علي كذبة، ولا تغتابن عندي أحداً، ولا تفشين لي سراً) (5).
- وقال الحسن: (إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك) (6).
- وقال أكثم بن صيفيٍّ: (إنّ سرّك من دمك فانظر أين تريقه) (7).
- وقال الأعمش: (يضيق صدر أحدهم بسره حتى يحدث به ثم يقول اكتمه علي) (8).
- وقال أَبُو حاتم: (من حصن بالكتمان سره تم له تدبيره وكان له الظفر بما يريد والسلامة من العيب والضرر وإن أخطأه التمكن والظفر والحازم يجعل سره في وعاء ويكتمه عَن كل مستودع فإن اضطره الأمر وغلبه أودعه العاقل الناصح له لأن السر أمانة وإفشاؤه خيانة والقلب له وعاؤه فمن الأوعية مَا يضيق بما يودع ومنها مَا يتسع لما استودع) (9).
- وقال ابن الجوزي: (رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم، فإذا ظهر، عاتبوا من أخبروا به. فوا عجبًا! كيف ضاقوا بحبسه ذرعًا، ثم لاموا من أفشاه؟!) (10).
- وقال بعضهم: (كتمانك سرك يعقبك السلامة، وإفشاؤك سرك يعقبك الندامة، والصبر على كتمان السر أيسر من الندم على إفشائه) (11).
- وقال الراغب الأصفهاني: (إذاعة السر من قلة الصبر وضيق الصدر، وتوصف به ضعفة الرجال والصبيان والنساء) (12).
(1) رواه أحمد في ((فضائل الصحابة)) (2/ 957)، ابن أبي شيبة (5/ 229) (25527)، والطبراني في ((الكبير)) (10/ 265). قال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 221): فيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وغيره، وضعفه جماعة.
(2) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(3) رواه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص214).
(4) ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 98)، و ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/ 62).
(5) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص45).
(6) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 132).
(7) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 174 - 275).
(8) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص191).
(9) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(10) ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (ص 273).
(11) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(12) ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص 213).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وعَنِ المدائني قَالَ: (كان يقال أصبر الناس الذي لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شيء فيفشيه) (1).
- وقال بعضهم: (ما أقبح بالإنسان أن يخاف على ما في يده من اللصوص فيخفيه، ويمكن عدوه من نفسه بإظهاره ما في قلبه من سر نفسه وسر أخيه؛ ومن عجز عن تقويم أمره فلا يلومن إلا نفسه إن لم يستقم له) (2).
- وقال أبو حاتم: (الظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار ومن كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يده، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها ومن لم يكتم السر استحق الندم ومن استحق الندم صار ناقص العقل ومن دام على هذا رجع إلى الجهل) (3).
- (وقال رجل من سلف العلماء: كان يقال: أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه وخليله.
- وقال أبو عبيد: أحسب ذلك للنظر في العاقبة ألا يتغير الذي بينهما يوماً ما فيفشي سره) (4).
- (وشكا هشام بن عبد الملك ما يجد من فقد الأنيس المأمون على سرّه فقال: أكلت الحامض والحلو حتّى ما أجد لهما طعماً، وأتيت النساء حتى ما أبالى امرأة لقيت أم حائطاً، فما بقيت لي لذّة إلّا وجود أخ أضع بيني وبينه مؤونة التحفّظ) (5).
- وقال الماوردي: (وكم من إظهار سرٍّ أراق دم صاحبه، ومنع من نيل مطالبه، ولو كتمه كان من سطوته آمنًا، وفي عواقبه سالمًا، ولنجاح حوائجه راجيًا) (6).
- وقال أيضاً: (وإظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهاره سر نفسه؛ لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة إن كان مؤتمنا، أو النميمة إن كان مستودعا، فأما الضرر فربما استويا فيه وتفاضلا. وكلاهما مذموم، وهو فيهما ملوم) (7).
- (وقيل لعدي بن حاتم رحمه الله: أي الأشياء أوضع للرجال؟ قال: كثرة الكلام، وإضاعة السرّ، والثقة بكل أحدٍ) (8).
- وقال الجاحظ: (والسرّ- أبقاك الله- إذا تجاوز صدر صاحبه وأفلت من لسانه إلى أذن واحدة فليس حينئذ بسرّ، بل ذاك أولى بالإذاعة، ومفتاح النّشر والهرة. وإنّما بينه وبين أن يشيع ويستطير أن يدفع إلى أذن ثانية. وهو مع قلّة المأمونين عليه، وكرب الكتمان، حريّ بالانتقال إليها في طرفة عين) (9).
- وكان المنصور يقول: (الملك يحتمل كل شيء من أصحابه إلّا ثلاثا: إفشاء السر، والتعرض للحرم، والقدح في الملك) (10).
(2) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(3) رواه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص214).
(4) ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 98)، و ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/ 62).
(5) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص45).
(6) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 132).
(7) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 174 - 275).
(8) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص191).
(9) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(10) ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (ص 273).
(11) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(12) ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص 213).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وعَنِ المدائني قَالَ: (كان يقال أصبر الناس الذي لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شيء فيفشيه) (1).
- وقال بعضهم: (ما أقبح بالإنسان أن يخاف على ما في يده من اللصوص فيخفيه، ويمكن عدوه من نفسه بإظهاره ما في قلبه من سر نفسه وسر أخيه؛ ومن عجز عن تقويم أمره فلا يلومن إلا نفسه إن لم يستقم له) (2).
- وقال أبو حاتم: (الظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار ومن كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يده، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها ومن لم يكتم السر استحق الندم ومن استحق الندم صار ناقص العقل ومن دام على هذا رجع إلى الجهل) (3).
- (وقال رجل من سلف العلماء: كان يقال: أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه وخليله.
- وقال أبو عبيد: أحسب ذلك للنظر في العاقبة ألا يتغير الذي بينهما يوماً ما فيفشي سره) (4).
- (وشكا هشام بن عبد الملك ما يجد من فقد الأنيس المأمون على سرّه فقال: أكلت الحامض والحلو حتّى ما أجد لهما طعماً، وأتيت النساء حتى ما أبالى امرأة لقيت أم حائطاً، فما بقيت لي لذّة إلّا وجود أخ أضع بيني وبينه مؤونة التحفّظ) (5).
- وقال الماوردي: (وكم من إظهار سرٍّ أراق دم صاحبه، ومنع من نيل مطالبه، ولو كتمه كان من سطوته آمنًا، وفي عواقبه سالمًا، ولنجاح حوائجه راجيًا) (6).
- وقال أيضاً: (وإظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهاره سر نفسه؛ لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة إن كان مؤتمنا، أو النميمة إن كان مستودعا، فأما الضرر فربما استويا فيه وتفاضلا. وكلاهما مذموم، وهو فيهما ملوم) (7).
- (وقيل لعدي بن حاتم رحمه الله: أي الأشياء أوضع للرجال؟ قال: كثرة الكلام، وإضاعة السرّ، والثقة بكل أحدٍ) (8).
- وقال الجاحظ: (والسرّ- أبقاك الله- إذا تجاوز صدر صاحبه وأفلت من لسانه إلى أذن واحدة فليس حينئذ بسرّ، بل ذاك أولى بالإذاعة، ومفتاح النّشر والهرة. وإنّما بينه وبين أن يشيع ويستطير أن يدفع إلى أذن ثانية. وهو مع قلّة المأمونين عليه، وكرب الكتمان، حريّ بالانتقال إليها في طرفة عين) (9).
- وكان المنصور يقول: (الملك يحتمل كل شيء من أصحابه إلّا ثلاثا: إفشاء السر، والتعرض للحرم، والقدح في الملك) (10).
(1) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(2) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(3) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص191).
(4) ((الأمثال)) لابن سلام (ص58).
(5) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص92).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(8) ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص 243).
(9) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص92).
(10) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص45).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أنواع إفشاء السر
ينقسم إفشاء السر إلى قسمين:
1. الإفشاء المحمود.
مثل إفشاء السر الذي يؤدي إلى مصلحة للأفراد أو المجتمعات، أو إفشاء السر الذي به يغير المنكر، وغيرها من الأشياء التي يعود نفعها ومصلحتها على الفرد والمجتمع.
2. الإفشاء المذموم:
والإفشاء المذموم ينقسم إلى قسمين:
أ - إفشاء الإنسان سر نفسه وهذا يدل على فشله وعدم صبره.
ب - إفشاء الإنسان سر غيره، وهذا يعتبر من الخيانة، وهو أشد وأخطر من إفشاء الإنسان سر نفسه.صور إفشاء السر
صور إفشاء السر المذموم:
1 - إفشاء الأسرار الزوجية:
لقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل من الزوجين حقوق وواجبات، ومن هذه الحقوق حفظ الأسرار الزوجية، فكل من الزوجين أمين على أسرار الآخر، يجب عليه حفظها وعدم إفشاءها، لاسيما أن حياتهم الزوجية مليئة بالأسرار التي لا يعلمها سواهم من البشر.
ومن أعظم هذه الأسرار وأشدها أسرار الجماع وما يجري بين الزوجين في الفراش، من الأشياء التي لا ينبغي لأحدهما إفشاؤها أو نشرها.
ولذلك حرم الشارع الكريم هذا العمل الذي يتنافى مع الأخلاق الإسلامية الحميدة.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الزوج أو الزوجة الذي ينشر الأسرار الزوجية بأنه شيطان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل منكم رجل أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت كذا، فعلت كذا، فسكتوا، ثم أقبل على النساء؛ فقال: منكن من تحدث؟ فسكتن، فجثت فتاة كعاب، على إحدى ركبتيها، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها، فقالت: يا رسول الله إنهم ليحدثون، وإنهن ليحدثن، فقال: هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطاناً في السكة، فقضى حاجته والناس ينظرون إليه)) (1).
بل بيّن بأن مفشي سر زوجه من أشر الناس منزلة يوم القيامة؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه ثم ينشر سرها)) (2).
قال السفاريني: (يكره لكل من الزوجين التحدث بما صار بينهما ولو لضرتها ... لأنه من السر وإفشاء السر حرام) (3).
وكذلك فكل من الزوجين مطالب بحفظ باقي الأسرار الأخرى التي تقع في الحياة الزوجية، بل حتى بعد الفراق بطلاق أو غيره، لا ينبغي له إفشاء ما كان بينه وبين زوجه من أسرار خاصة لا ينبغي إطلاع الغير عليها.
(يروى عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأة؛ فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟ فقال: العاقل لا يهتك ستر امرأته، فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال مالي ولامرأة غيري) (4).
2 - إفشاء أسرار الدولة:
إن إفشاء أسرار الدولة والتعاون مع الأعداء لتمكينهم من معرفة عتاد الدولة، ونقاط ضعفها وقوتها، لمن الأشياء التي حرمها الشارع الحكيم، وحذر منها. وعاقب عليها لأنها خيانة عظمى.
3 - إفشاء وإعلان الذنوب التي يرتكبها:
عن زيد بن أسلم)) أن رجلا اعترف على نفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور، فقال: فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته، فقال: دون هذا، فأتي بسوط قد ركب به ولان، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد، ثم قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله؛ فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله)) (5).
(2) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(3) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص191).
(4) ((الأمثال)) لابن سلام (ص58).
(5) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص92).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(8) ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص 243).
(9) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص92).
(10) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص45).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أنواع إفشاء السر
ينقسم إفشاء السر إلى قسمين:
1. الإفشاء المحمود.
مثل إفشاء السر الذي يؤدي إلى مصلحة للأفراد أو المجتمعات، أو إفشاء السر الذي به يغير المنكر، وغيرها من الأشياء التي يعود نفعها ومصلحتها على الفرد والمجتمع.
2. الإفشاء المذموم:
والإفشاء المذموم ينقسم إلى قسمين:
أ - إفشاء الإنسان سر نفسه وهذا يدل على فشله وعدم صبره.
ب - إفشاء الإنسان سر غيره، وهذا يعتبر من الخيانة، وهو أشد وأخطر من إفشاء الإنسان سر نفسه.صور إفشاء السر
صور إفشاء السر المذموم:
1 - إفشاء الأسرار الزوجية:
لقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل من الزوجين حقوق وواجبات، ومن هذه الحقوق حفظ الأسرار الزوجية، فكل من الزوجين أمين على أسرار الآخر، يجب عليه حفظها وعدم إفشاءها، لاسيما أن حياتهم الزوجية مليئة بالأسرار التي لا يعلمها سواهم من البشر.
ومن أعظم هذه الأسرار وأشدها أسرار الجماع وما يجري بين الزوجين في الفراش، من الأشياء التي لا ينبغي لأحدهما إفشاؤها أو نشرها.
ولذلك حرم الشارع الكريم هذا العمل الذي يتنافى مع الأخلاق الإسلامية الحميدة.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الزوج أو الزوجة الذي ينشر الأسرار الزوجية بأنه شيطان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل منكم رجل أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت كذا، فعلت كذا، فسكتوا، ثم أقبل على النساء؛ فقال: منكن من تحدث؟ فسكتن، فجثت فتاة كعاب، على إحدى ركبتيها، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها، فقالت: يا رسول الله إنهم ليحدثون، وإنهن ليحدثن، فقال: هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطاناً في السكة، فقضى حاجته والناس ينظرون إليه)) (1).
بل بيّن بأن مفشي سر زوجه من أشر الناس منزلة يوم القيامة؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه ثم ينشر سرها)) (2).
قال السفاريني: (يكره لكل من الزوجين التحدث بما صار بينهما ولو لضرتها ... لأنه من السر وإفشاء السر حرام) (3).
وكذلك فكل من الزوجين مطالب بحفظ باقي الأسرار الأخرى التي تقع في الحياة الزوجية، بل حتى بعد الفراق بطلاق أو غيره، لا ينبغي له إفشاء ما كان بينه وبين زوجه من أسرار خاصة لا ينبغي إطلاع الغير عليها.
(يروى عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأة؛ فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟ فقال: العاقل لا يهتك ستر امرأته، فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال مالي ولامرأة غيري) (4).
2 - إفشاء أسرار الدولة:
إن إفشاء أسرار الدولة والتعاون مع الأعداء لتمكينهم من معرفة عتاد الدولة، ونقاط ضعفها وقوتها، لمن الأشياء التي حرمها الشارع الحكيم، وحذر منها. وعاقب عليها لأنها خيانة عظمى.
3 - إفشاء وإعلان الذنوب التي يرتكبها:
عن زيد بن أسلم)) أن رجلا اعترف على نفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور، فقال: فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته، فقال: دون هذا، فأتي بسوط قد ركب به ولان، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد، ثم قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله؛ فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله)) (5).
(1) رواه أبو داود (2174). وصححه الألباني بشواهده في ((الإرواء)) (7/ 73) (2011).
(2) رواه مسلم (1437).
(3) ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 118).
(4) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 56).
(5) رواه مالك (2/ 825) (12)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (8/ 565) (17574). قال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (7/ 497)،وقال ابن الملقن في ((البدر المنير)) (8/ 617): رواه الشافعي، عن مالك باللفظ المذكور، ثم قال: هذا حديث منقطع، ليس مما تثبت به - هو نفسه - حجة، وقد رأيت (من) أهل العلم عندنا من يعرفه ويقول به. وضعفه الألباني في ((الإرواء)) (7/ 363) (2328).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله؛ فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)) (1).
4 - إفشاء أسرار المسلمين:
لقد نهى الشارع الكريم عن إفشاء أسرار المسلمين وأمر بسترها وكتمانها، لما في ذلك من حفظ لأعراضهم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النور: 19]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) (2).
صور إفشاء السر المحمود:
1 - أداء الشهادة عند القاضي:
(والشهادة في حد ذاتها هي إخبار بالشيء السري الذي يخفى عن القاضي حقيقته، والمراد من أداء الشهادة: إظهار الأسرار لإثبات الحق في مجلس القضاء، وقد نهى الحق عن كتمان الشهادة: وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة:283].
وكذلك لا تكون الشهادة إلا بالإخبار القاطع، والإخبار لا يكون قاطعاً إلا بالإخبار التفصيلي، كما هو حاله في الشهادة على الزنا، لابد من ذكر المكان والزمان والكيفية وذكر الفاعل والمفعول به وما إلى ذلك حتى تتوفر فيه الشروط المقررة في حد الزنا. وكذلك في الشهادة على السرقة، لابد من ذكر الكيفية والحرز والمقدار حتى تثبت بشهادتهم أن المشهود عليه قد فعل الجناية المستحقة للعقوبة) (3).
2 - الحسبة وإفشاء الأسرار:
إن عمل المحتسب هو البحث عن المنكرات الظاهرة وتغييرها، لكن المنكر إذا كان سراً ولم يظهر أمام الناس فإن هذه المنكرات التي هي سر إذا ظهرت للمحتسب دون تجسس على أعراض الناس، لا يحق له أن يسكت عنها أو يغض الطرف عنها، بل يجب عليه تغييرها وإزالتها.
3 - إفشاء الأسرار للإخوان لما فيه المصلحة العامة:
كأن يرى أي مصلحة أو فائدة فيها خير يعود نفعها على الإسلام والمسلمين، أو فرصة سانحة يمكن أن تنفذ الدعوة من خلالها إلى ميادين الخير، فالهدهد لما أفشى خبر بلقيس وقومها إلى نبي الله سليمان، كان ذلك باب خير وانتشار للدعوة، وبسبب ذلك دخلت بلقيس وقومها في الإسلام.
وكذلك الرجل الذي نقل خبر فرعون وقومه حينما كانوا يسعون لقتل موسى، فأفشى ذلك السر لموسى، وكان في ذلك نجاة لموسى من القتل بإذن الله. وغيرها من الأمثلة.
(2) رواه مسلم (1437).
(3) ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 118).
(4) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 56).
(5) رواه مالك (2/ 825) (12)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (8/ 565) (17574). قال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (7/ 497)،وقال ابن الملقن في ((البدر المنير)) (8/ 617): رواه الشافعي، عن مالك باللفظ المذكور، ثم قال: هذا حديث منقطع، ليس مما تثبت به - هو نفسه - حجة، وقد رأيت (من) أهل العلم عندنا من يعرفه ويقول به. وضعفه الألباني في ((الإرواء)) (7/ 363) (2328).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله؛ فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)) (1).
4 - إفشاء أسرار المسلمين:
لقد نهى الشارع الكريم عن إفشاء أسرار المسلمين وأمر بسترها وكتمانها، لما في ذلك من حفظ لأعراضهم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النور: 19]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) (2).
صور إفشاء السر المحمود:
1 - أداء الشهادة عند القاضي:
(والشهادة في حد ذاتها هي إخبار بالشيء السري الذي يخفى عن القاضي حقيقته، والمراد من أداء الشهادة: إظهار الأسرار لإثبات الحق في مجلس القضاء، وقد نهى الحق عن كتمان الشهادة: وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة:283].
وكذلك لا تكون الشهادة إلا بالإخبار القاطع، والإخبار لا يكون قاطعاً إلا بالإخبار التفصيلي، كما هو حاله في الشهادة على الزنا، لابد من ذكر المكان والزمان والكيفية وذكر الفاعل والمفعول به وما إلى ذلك حتى تتوفر فيه الشروط المقررة في حد الزنا. وكذلك في الشهادة على السرقة، لابد من ذكر الكيفية والحرز والمقدار حتى تثبت بشهادتهم أن المشهود عليه قد فعل الجناية المستحقة للعقوبة) (3).
2 - الحسبة وإفشاء الأسرار:
إن عمل المحتسب هو البحث عن المنكرات الظاهرة وتغييرها، لكن المنكر إذا كان سراً ولم يظهر أمام الناس فإن هذه المنكرات التي هي سر إذا ظهرت للمحتسب دون تجسس على أعراض الناس، لا يحق له أن يسكت عنها أو يغض الطرف عنها، بل يجب عليه تغييرها وإزالتها.
3 - إفشاء الأسرار للإخوان لما فيه المصلحة العامة:
كأن يرى أي مصلحة أو فائدة فيها خير يعود نفعها على الإسلام والمسلمين، أو فرصة سانحة يمكن أن تنفذ الدعوة من خلالها إلى ميادين الخير، فالهدهد لما أفشى خبر بلقيس وقومها إلى نبي الله سليمان، كان ذلك باب خير وانتشار للدعوة، وبسبب ذلك دخلت بلقيس وقومها في الإسلام.
وكذلك الرجل الذي نقل خبر فرعون وقومه حينما كانوا يسعون لقتل موسى، فأفشى ذلك السر لموسى، وكان في ذلك نجاة لموسى من القتل بإذن الله. وغيرها من الأمثلة.
(1) رواه البخاري (6069).
(2) رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580).
(3) ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول (ص113 - 114).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أركان إفشاء السر
لاتقوم جريمة إفشاء السر إلا إذا توافر في إفشاء السر الركن المادي والمعنوي معاً في حالة إفشائه، وسنبين ذلك كما يلي:
الركن الأول: الركن المادي للجريمة:
يشترط لوقوع جريمة إفشاء السر توافر الركن المادي الذي يتمثل في إفشاء نبأ يعد لدى صاحبه سراً، أي يهمه كتمانه، ويشترط فيه ثلاثة شروط:
1) أن يكون الإفشاء تم فعله:
ويقصد بالإفشاء كشف السر واطلاع الغير عليه بأية طريقة، ويشترط أن يكون الإفشاء قد تم فعله بأي وسيلة من وسائل الإفشاء، لأن مجرد التفكير بالإفشاء لا يعتبر جريمة تستحق التعزير.
2) أن يكون المنقول سراً صحيحاً:
ويشترط أن تكون الوقائع أو الأنباء المنقولة سراً، لأن الوقائع المعروفة لا تعتبر إفشاء للسر، كما يشترط في السر أن يكون سراً صحيحاً، لأن إفشاء معلومات غير صحيحة لا يعتبر من قبيل جريمة إفشاء السر، وإنما يعتبر كذباً أو قذفاً إذا توافرت فيه أركان أي من هاتين الجريمتين.
3) أن يكون المفشي مكلفاً بالكتمان:
كل عاقل بالغ مكلف بحفظ الأسرار، وهو أمين على كل ما وصل إليه من الأنباء الواقعة السرية، لأن الأدلة الواردة في تحريم إفشاء السر أدلة عامة لم تقيد بالشخصية أو الطائفة المعينة من المكلفين، بل هي العامة لكل من تتوفر فيه شروط التكليف، ولا نقول: مسلم، لأن الكافر مكلف بالأحكام الشرعية.
ولأن كتمان السر، أمر واجب في كل الأديان، قررته فطرة الإنسان ومنطق العقل السليم، قبل أن يكون مقرراً شرعاً.
الركن الثاني: الركن المعنوي للجريمة:
يشترط للعقاب على الإفشاء فضلاً عن توافر الركن المادي أن يكون ذلك الإفشاء صادراً عن قصد العصيان أو ما يسمى اليوم في الاصطلاح القانوني بالقصد الجنائي، فلا يكفي للعقاب أن يكون السر قد انتشر وإنما يجب أن يكون هذا الإفشاء عمدياً.
فيعتبر القصد الجنائي متوافراً متى أقدم الجاني على إفشاء السر عن عمد مع العلم بأن الشارع قد حرم الإفشاء؛ لأن قصد العصيان يجب توفره في كل الجرائم العمدية.
غير أن هناك أحوال لا يتوافر فيها قصد العصيان أو يكون القصد فيها ناقصاً، مما يترتب على ذلك رفع العقاب على الجانب، وذلك في ثلاث حالات:
الخطأ. والنسيان. والإكراه (1).
(2) رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580).
(3) ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول (ص113 - 114).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أركان إفشاء السر
لاتقوم جريمة إفشاء السر إلا إذا توافر في إفشاء السر الركن المادي والمعنوي معاً في حالة إفشائه، وسنبين ذلك كما يلي:
الركن الأول: الركن المادي للجريمة:
يشترط لوقوع جريمة إفشاء السر توافر الركن المادي الذي يتمثل في إفشاء نبأ يعد لدى صاحبه سراً، أي يهمه كتمانه، ويشترط فيه ثلاثة شروط:
1) أن يكون الإفشاء تم فعله:
ويقصد بالإفشاء كشف السر واطلاع الغير عليه بأية طريقة، ويشترط أن يكون الإفشاء قد تم فعله بأي وسيلة من وسائل الإفشاء، لأن مجرد التفكير بالإفشاء لا يعتبر جريمة تستحق التعزير.
2) أن يكون المنقول سراً صحيحاً:
ويشترط أن تكون الوقائع أو الأنباء المنقولة سراً، لأن الوقائع المعروفة لا تعتبر إفشاء للسر، كما يشترط في السر أن يكون سراً صحيحاً، لأن إفشاء معلومات غير صحيحة لا يعتبر من قبيل جريمة إفشاء السر، وإنما يعتبر كذباً أو قذفاً إذا توافرت فيه أركان أي من هاتين الجريمتين.
3) أن يكون المفشي مكلفاً بالكتمان:
كل عاقل بالغ مكلف بحفظ الأسرار، وهو أمين على كل ما وصل إليه من الأنباء الواقعة السرية، لأن الأدلة الواردة في تحريم إفشاء السر أدلة عامة لم تقيد بالشخصية أو الطائفة المعينة من المكلفين، بل هي العامة لكل من تتوفر فيه شروط التكليف، ولا نقول: مسلم، لأن الكافر مكلف بالأحكام الشرعية.
ولأن كتمان السر، أمر واجب في كل الأديان، قررته فطرة الإنسان ومنطق العقل السليم، قبل أن يكون مقرراً شرعاً.
الركن الثاني: الركن المعنوي للجريمة:
يشترط للعقاب على الإفشاء فضلاً عن توافر الركن المادي أن يكون ذلك الإفشاء صادراً عن قصد العصيان أو ما يسمى اليوم في الاصطلاح القانوني بالقصد الجنائي، فلا يكفي للعقاب أن يكون السر قد انتشر وإنما يجب أن يكون هذا الإفشاء عمدياً.
فيعتبر القصد الجنائي متوافراً متى أقدم الجاني على إفشاء السر عن عمد مع العلم بأن الشارع قد حرم الإفشاء؛ لأن قصد العصيان يجب توفره في كل الجرائم العمدية.
غير أن هناك أحوال لا يتوافر فيها قصد العصيان أو يكون القصد فيها ناقصاً، مما يترتب على ذلك رفع العقاب على الجانب، وذلك في ثلاث حالات:
الخطأ. والنسيان. والإكراه (1).
(1) ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول ((ص91 - 98) بتصرف واختصار.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أضرار إفشاء السر
1 - إفشاء السّرّ دليل الغفلة عن تفطّن العقلاء والسّهو عن يقظة الأذكياء.
2 - إفشاء السّرّ خيانة للأمانة ونقض للعهد.
3 - إفشاء السّرّ فيه ارتكاب للغرر وتعرّض للخطر.
4 - إفشاء السّرّ دليل على لؤم الطّبع وفساد المروءة.
5 - إفشاء السّرّ دليل على قلّة الصّبر وضيق الصّدر.
6 - إفشاء السّرّ- خاصّة عند الغضب- يعقب النّدم والحسرة في نفس صاحبه.
7 - إفشاء الأسرار إخلال بالمروءة وإفساد للصّداقة، ومدعاة للتّنافر.
8 - إفشاء الرّجل سرّ امرأته، وإفشاء المرأة سرّ زوجها يجعل كلّا منهما بمثابة الشّيطان ويخلّ بفضيلة الحياء.
9 - إفشاء السّرّ من فضول الكلام الّذي يعاب عليه صاحبه.
10 - إفشاء السّرّ يفقد الثّقة بين من أفشيت له بالسّرّ والمفشي، لأنّ المفضى إليه بالسّرّ سيعلم أنّ من أفشى له سيفشي عليه لأنّ من نمّ لك نمّ عليك ولا فرق بين الحالتين.
11 - إفشاء السّرّ من مقتضيات الجهل كما أنّ حفظه من سمة العقلاء.
12 - في إذاعة السّرّ ما يجلب العار والفضيحة للمفشي عندما يعرف بذلك من استودعه هذا السّرّ.
13 - إفشاء السّرّ فيه ذلّ لصاحبه.
14 - إفشاء السّرّ- خاصّة ما يتعلّق بالميّت- يعرّض صاحبه لعذاب الله.
15 - إفشاء السّرّ يدخل صاحبه النّار في الآخرة، ويعقب النّدم والحسرة في الدّنيا.
16 - مفشي السّرّ من أشرّ النّاس (1).
1 - إفشاء السّرّ دليل الغفلة عن تفطّن العقلاء والسّهو عن يقظة الأذكياء.
2 - إفشاء السّرّ خيانة للأمانة ونقض للعهد.
3 - إفشاء السّرّ فيه ارتكاب للغرر وتعرّض للخطر.
4 - إفشاء السّرّ دليل على لؤم الطّبع وفساد المروءة.
5 - إفشاء السّرّ دليل على قلّة الصّبر وضيق الصّدر.
6 - إفشاء السّرّ- خاصّة عند الغضب- يعقب النّدم والحسرة في نفس صاحبه.
7 - إفشاء الأسرار إخلال بالمروءة وإفساد للصّداقة، ومدعاة للتّنافر.
8 - إفشاء الرّجل سرّ امرأته، وإفشاء المرأة سرّ زوجها يجعل كلّا منهما بمثابة الشّيطان ويخلّ بفضيلة الحياء.
9 - إفشاء السّرّ من فضول الكلام الّذي يعاب عليه صاحبه.
10 - إفشاء السّرّ يفقد الثّقة بين من أفشيت له بالسّرّ والمفشي، لأنّ المفضى إليه بالسّرّ سيعلم أنّ من أفشى له سيفشي عليه لأنّ من نمّ لك نمّ عليك ولا فرق بين الحالتين.
11 - إفشاء السّرّ من مقتضيات الجهل كما أنّ حفظه من سمة العقلاء.
12 - في إذاعة السّرّ ما يجلب العار والفضيحة للمفشي عندما يعرف بذلك من استودعه هذا السّرّ.
13 - إفشاء السّرّ فيه ذلّ لصاحبه.
14 - إفشاء السّرّ- خاصّة ما يتعلّق بالميّت- يعرّض صاحبه لعذاب الله.
15 - إفشاء السّرّ يدخل صاحبه النّار في الآخرة، ويعقب النّدم والحسرة في الدّنيا.
16 - مفشي السّرّ من أشرّ النّاس (1).
(1) ((نضرة النعيم))، لمجموعة باحثين (1/ 228 - 229).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الأسباب المعينة على ترك إفشاء السر
1 - إدراك خطورة اللسان.
2 - تذكر عاقبة كشف السر.
3 - تعويد النفس على الصبر.
4 - أن لا نحمل ما لا نطيق من الأسرار.
5 - التزام ضوابط كشف السر.
6 - لا تنس الوصايا:
- لا تحدث بكل ما سمعت: قال صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع)) (1)
- لا تبحث عن الأسرار: قال صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (2).
- ستر المسلم فضيلة: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)) (3).
- الأسرار أمانات فلا تخن من ائتمنك: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة)) (4).
- لا تكن أسير سرك: قال علي رضي الله عنه: (سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره) (5).
- لا تنكح خاطب سرك، قال الماوردي رحمه الله: (وليحذر صاحب السر أن يودع سره من يتطلع إليه، وقد يؤثر الوقوف عليه، فإن طالب الوديعة خائن).
- احذر كثرة المستودعين، قال الماوردي: (وليحذر كثرة المستودعين لسره، فإن كثرتهم سبب الإذاعة، وطريق الإشاعة لأمرين:
أحدهما: أن اجتماع هذه الشروط في العدد الكثير معوز، ولابد إذا كثروا أن يكون فيهم من أخل ببعضها.
الثاني: أن كل واحد منهم يجد سبيلاً إلى نفي الإذاعة عن نفسه، وإحالة ذلك إلى غيره، فلا يضاف إليه ذنب، ولا يتوجه عليه عتب، وقد قال بعض الحكماء: (كلما كثرت خزان الأسرار ازدادت ضياعاً) أ. هـ. (6).
1 - إدراك خطورة اللسان.
2 - تذكر عاقبة كشف السر.
3 - تعويد النفس على الصبر.
4 - أن لا نحمل ما لا نطيق من الأسرار.
5 - التزام ضوابط كشف السر.
6 - لا تنس الوصايا:
- لا تحدث بكل ما سمعت: قال صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع)) (1)
- لا تبحث عن الأسرار: قال صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) (2).
- ستر المسلم فضيلة: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)) (3).
- الأسرار أمانات فلا تخن من ائتمنك: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة)) (4).
- لا تكن أسير سرك: قال علي رضي الله عنه: (سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره) (5).
- لا تنكح خاطب سرك، قال الماوردي رحمه الله: (وليحذر صاحب السر أن يودع سره من يتطلع إليه، وقد يؤثر الوقوف عليه، فإن طالب الوديعة خائن).
- احذر كثرة المستودعين، قال الماوردي: (وليحذر كثرة المستودعين لسره، فإن كثرتهم سبب الإذاعة، وطريق الإشاعة لأمرين:
أحدهما: أن اجتماع هذه الشروط في العدد الكثير معوز، ولابد إذا كثروا أن يكون فيهم من أخل ببعضها.
الثاني: أن كل واحد منهم يجد سبيلاً إلى نفي الإذاعة عن نفسه، وإحالة ذلك إلى غيره، فلا يضاف إليه ذنب، ولا يتوجه عليه عتب، وقد قال بعض الحكماء: (كلما كثرت خزان الأسرار ازدادت ضياعاً) أ. هـ. (6).
(1) رواه مسلم في المقدمة في (باب النهي عن الحديث بكل ما سمع).
(2) رواه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)، وأحمد (1/ 201) (1737). قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (8243)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (5911).
(3) رواه مسلم (2590).
(4) رواه أبو داود (4868)، والترمذي (1959)، وأحمد (3/ 379) (15104). وحسنه الترمذي، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (561)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (486).
(5) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص306).
(6) ((الرائد دروس في التربية والدعوة)) لمازن عبد الكريم الفريح (4/ 227 - 230) بتصرف.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،حكم وأمثال في إفشاء السر
(قال أبو عبيدة: من أمثالهم في الإصغاء بكتمان السر قولهم:
- صدرك أوسع لسرك.
أي فلا تفشه إلى أحد. ومنه قول أكثم بن صيفي: لا تفش سرك إلى أمةٍ ولا تبل على أكمة. قال أبو عبيد: وهذا مثل قد ابتذله الناس.
ومن تحصينهم للسر مقالة الرجل لأخيه في الأمر يسره إليه:
- اجعل هذا في وعاءٍ غير سربٍ.
قال: وأصله في السقاء السائل، وهو السرب يقول: فلا تبد سري كإبداء السقاء ماءه سائل) (1).
- (سرك من دمك. يقال: ربما أفشيته فيكون سبب حتفك) (2).
- (صرح الحق عن محضه. أي انكشف لك الأمر بعد ستره) (3).
- (أبدي الصريح عن الرغوة. أي: ظهر ما كانوا يخفون) (4).
- (الحاج أسمعت)، وذلك إذا أفشى السر. أي إنك إذا أسمعت الحجاج فقد أسمعت الخلق (5).
من أقوال الحكماء والبلغاء:
- (قال بعض الأدباء: من كتم سرّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.
- وقال بعض البلغاء: ما أسرّك ما كتمت سرّك.
- وقال بعض الفصحاء: ما لم تغيّبه الأضالع فهو مكشوفٌ ضائعٌ) (6).
- (وقال الحكماء: ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها: شرب السم للتجربة، وإفشاء السر إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة، وركوب البحر وإن كان فيه غنى.
- ويروى: أصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة التقلب يوماً ما.
- وقال بعض الحكماء: القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل منكم مفاتيح سره) (7).
- وقَالَ بعض الْحُكَمَاء: من أفشى سره كثر عَلَيْهِ المتآمرون (8).
- وقال حكيم لابنه: يا بني كن جواداً بالمال في موضع الحق، ضنيناً بالأسرار عن جميع الخلق، فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر، والبخل بمكتوم السر (9).
- قَالَ بعض البلغاء: إِذا وقفت الرّعية على أسرار الْمُلُوك هان عَلَيْهَا أمرهَا (10).
- وقال بعض الحكماء: لا تطلع واحدا من سرّك، إلا بقدر ما لا تجد فيه بدّا من معاونتك (11).
- وَفِي منثور الحكم: من ضَاقَ صَدره اتَّسع لِسَانه (12).
(2) رواه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)، وأحمد (1/ 201) (1737). قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (8243)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (5911).
(3) رواه مسلم (2590).
(4) رواه أبو داود (4868)، والترمذي (1959)، وأحمد (3/ 379) (15104). وحسنه الترمذي، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (561)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (486).
(5) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص306).
(6) ((الرائد دروس في التربية والدعوة)) لمازن عبد الكريم الفريح (4/ 227 - 230) بتصرف.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،حكم وأمثال في إفشاء السر
(قال أبو عبيدة: من أمثالهم في الإصغاء بكتمان السر قولهم:
- صدرك أوسع لسرك.
أي فلا تفشه إلى أحد. ومنه قول أكثم بن صيفي: لا تفش سرك إلى أمةٍ ولا تبل على أكمة. قال أبو عبيد: وهذا مثل قد ابتذله الناس.
ومن تحصينهم للسر مقالة الرجل لأخيه في الأمر يسره إليه:
- اجعل هذا في وعاءٍ غير سربٍ.
قال: وأصله في السقاء السائل، وهو السرب يقول: فلا تبد سري كإبداء السقاء ماءه سائل) (1).
- (سرك من دمك. يقال: ربما أفشيته فيكون سبب حتفك) (2).
- (صرح الحق عن محضه. أي انكشف لك الأمر بعد ستره) (3).
- (أبدي الصريح عن الرغوة. أي: ظهر ما كانوا يخفون) (4).
- (الحاج أسمعت)، وذلك إذا أفشى السر. أي إنك إذا أسمعت الحجاج فقد أسمعت الخلق (5).
من أقوال الحكماء والبلغاء:
- (قال بعض الأدباء: من كتم سرّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.
- وقال بعض البلغاء: ما أسرّك ما كتمت سرّك.
- وقال بعض الفصحاء: ما لم تغيّبه الأضالع فهو مكشوفٌ ضائعٌ) (6).
- (وقال الحكماء: ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها: شرب السم للتجربة، وإفشاء السر إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة، وركوب البحر وإن كان فيه غنى.
- ويروى: أصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة التقلب يوماً ما.
- وقال بعض الحكماء: القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل منكم مفاتيح سره) (7).
- وقَالَ بعض الْحُكَمَاء: من أفشى سره كثر عَلَيْهِ المتآمرون (8).
- وقال حكيم لابنه: يا بني كن جواداً بالمال في موضع الحق، ضنيناً بالأسرار عن جميع الخلق، فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر، والبخل بمكتوم السر (9).
- قَالَ بعض البلغاء: إِذا وقفت الرّعية على أسرار الْمُلُوك هان عَلَيْهَا أمرهَا (10).
- وقال بعض الحكماء: لا تطلع واحدا من سرّك، إلا بقدر ما لا تجد فيه بدّا من معاونتك (11).
- وَفِي منثور الحكم: من ضَاقَ صَدره اتَّسع لِسَانه (12).
(1) ((الأمثال)) لابن سلام (ص57).
(2) ((الأمثال)) لابن سلام (ص57).
(3) ((الأمثال)) لابن سلام (ص59).
(4) ((الأمثال)) لابن سلام (ص59).
(5) ((نضرة النعيم)) لمجموعة باحثين (2/ 30).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص306 - 307).
(7) ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 117).
(8) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص93).
(9) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبدالسلام (ص317).
(10) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص97).
(11) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 101).
(12) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص93).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مسائل متفرقة حول إفشاء السر
إفشاء سر الميت:
(قال ابن بطال: الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به إذا كان على صاحبه منه مضرة وأكثرهم يقول إنه إذا مات لا يلزم من كتمانه ما كان يلزم في حياته إلا أن يكون عليه فيه غضاضة.
قلت -القائل ابن حجر-: الذي يظهر انقسام ذلك بعد الموت إلى ما يباح وقد يستحب ذكره ولو كرهه صاحب السر كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة أو نحو ذلك وإلى ما يكره مطلقا وقد يحرم وهو الذي أشار إليه ابن بطال وقد يجب كأن يكون فيه ما يجب ذكره كحق عليه كان يعذر بترك القيام به فيرجى بعده إذا ذكر لمن يقوم به عنه أن يفعل ذلك) (1).
(ولقد أجاز بعض العلماء إفشاء سر الرجل بعد موته مستدلين بما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أجلس فاطمة بجواره ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عما سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة)) (2).
والحق أن إفشاء سر الرجل بعد موته فيه تفصيل فأحياناً يكون مباحاً وقد يستحب ذكره ولو كرهه صاحب السر، كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة، وأحياناً يجب كحق عليه تعذر القيام به فيذكره لمن يتسنى له القيام به، وأحياناً يكره، وقد يحرم، مثل ما كان به ضرر بصاحب السر أو بعشيرته من بعده) (3).
إفشاء الغاسل حال الميت:
قال الخطيب الشربيني: (فإن رأى الغاسل من بدن الميت خيراً كاستنارة وجهه وطيب رائحته ذكره ندباً ليكون أدعى لكثرة المصلين عليه والدعاء له أو غيره كأن رأى سوادا أو تغير رائحة أو انقلاب صورة حرم ذكره؛ لأنه غيبة لمن لا يتأتى الاستحلال منه) (4).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)) (5).
صفات أمين السر:
قال الماوردي: (ومن صفات أمين السر أن يكون ذا عقل صاد، ودين حاجز، ونصح مبذول، وود موفور، وكتوماً بالطبع. فإن هذه الأمور تمنع من الإذاعة، وتوجب حفظ الأمانة، فمن كملت فيه فهو عنقاء مغرب) (6).
صفات من يفشي سر نفسه:
قال الماوردي: (وفي الاسترسال بإبداء السر دلائل على ثلاثة أحوال مذمومة:
إحداها: ضيق الصدر، وقلة الصبر، حتى أنه لم يتسع لسر، ولم يقدر على صبر.
والثانية: الغفلة عن تحذر العقلاء، والسهو عن يقظة الأذكياء. وقد قال بعض الحكماء: انفرد بسرك ولا تودعه حازما فيزل، ولا جاهلا فيخون.
والثالثة: ما ارتكبه من الغدر، واستعمله من الخطر. وقال بعض الحكماء: سرك من دمك فإذا تكلمت به فقد أرقته) (7).
ضوابط في إفشاء السر:
(2) ((الأمثال)) لابن سلام (ص57).
(3) ((الأمثال)) لابن سلام (ص59).
(4) ((الأمثال)) لابن سلام (ص59).
(5) ((نضرة النعيم)) لمجموعة باحثين (2/ 30).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص306 - 307).
(7) ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 117).
(8) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص93).
(9) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبدالسلام (ص317).
(10) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص97).
(11) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 101).
(12) ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخبار الملك)) للماوردي (ص93).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مسائل متفرقة حول إفشاء السر
إفشاء سر الميت:
(قال ابن بطال: الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به إذا كان على صاحبه منه مضرة وأكثرهم يقول إنه إذا مات لا يلزم من كتمانه ما كان يلزم في حياته إلا أن يكون عليه فيه غضاضة.
قلت -القائل ابن حجر-: الذي يظهر انقسام ذلك بعد الموت إلى ما يباح وقد يستحب ذكره ولو كرهه صاحب السر كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة أو نحو ذلك وإلى ما يكره مطلقا وقد يحرم وهو الذي أشار إليه ابن بطال وقد يجب كأن يكون فيه ما يجب ذكره كحق عليه كان يعذر بترك القيام به فيرجى بعده إذا ذكر لمن يقوم به عنه أن يفعل ذلك) (1).
(ولقد أجاز بعض العلماء إفشاء سر الرجل بعد موته مستدلين بما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أجلس فاطمة بجواره ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عما سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة)) (2).
والحق أن إفشاء سر الرجل بعد موته فيه تفصيل فأحياناً يكون مباحاً وقد يستحب ذكره ولو كرهه صاحب السر، كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة، وأحياناً يجب كحق عليه تعذر القيام به فيذكره لمن يتسنى له القيام به، وأحياناً يكره، وقد يحرم، مثل ما كان به ضرر بصاحب السر أو بعشيرته من بعده) (3).
إفشاء الغاسل حال الميت:
قال الخطيب الشربيني: (فإن رأى الغاسل من بدن الميت خيراً كاستنارة وجهه وطيب رائحته ذكره ندباً ليكون أدعى لكثرة المصلين عليه والدعاء له أو غيره كأن رأى سوادا أو تغير رائحة أو انقلاب صورة حرم ذكره؛ لأنه غيبة لمن لا يتأتى الاستحلال منه) (4).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)) (5).
صفات أمين السر:
قال الماوردي: (ومن صفات أمين السر أن يكون ذا عقل صاد، ودين حاجز، ونصح مبذول، وود موفور، وكتوماً بالطبع. فإن هذه الأمور تمنع من الإذاعة، وتوجب حفظ الأمانة، فمن كملت فيه فهو عنقاء مغرب) (6).
صفات من يفشي سر نفسه:
قال الماوردي: (وفي الاسترسال بإبداء السر دلائل على ثلاثة أحوال مذمومة:
إحداها: ضيق الصدر، وقلة الصبر، حتى أنه لم يتسع لسر، ولم يقدر على صبر.
والثانية: الغفلة عن تحذر العقلاء، والسهو عن يقظة الأذكياء. وقد قال بعض الحكماء: انفرد بسرك ولا تودعه حازما فيزل، ولا جاهلا فيخون.
والثالثة: ما ارتكبه من الغدر، واستعمله من الخطر. وقال بعض الحكماء: سرك من دمك فإذا تكلمت به فقد أرقته) (7).
ضوابط في إفشاء السر:
(1) ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 82).
(2) رواه البخاري (6285)، ومسلم (2450).
(3) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبد السلام (ص319).
(4) ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/ 46).
(5) رواه مسلم (2699) من حديث أبي هريرة رضي الله عنها.
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص308).
(7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال الماوردي: (واعلم أن من الأسرار ما لا يستغنى فيه عن مطالعة صديق مساهم، واستشارة ناصح مسالم. فليختر العاقل لسره أمينا إن لم يجد إلى كتمه سبيلا، وليتحر في اختيار من يأتمنه عليه ويستودعه إياه. فليس كل من كان على الأموال أمينا كان على الأسرار مؤتمنا. والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار؛ لأن الإنسان قد يذيع سر نفسه ببادرة لسانه، وسقط كلامه، ويشح باليسير من ماله، حفظا له وضنا به، ولا يرى ما أذاع من سره كبيرا في جنب ما حفظه من يسير ماله مع عظم الضرر الداخل عليه. فمن أجل ذلك كان أمناء الأسرار أشد تعذراً وأقل وجوداً من أمناء الأموال. وكان حفظ المال أيسر من كتم الأسرار؛ لأن إحراز الأموال منيعة وإحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق) (1).
الحالات التي يجوز فيها إفشاء السر:
لا يجوز إفشاء السر الواجب كتمانه إلا في أحوال محدودة منها:
1 - انقضاء حالة كتمان السر.
2 - موت صاحب السر – بشرط أن لا يعود عليه بالضرر-.
3 - أن يؤدي الكتمان إلى ضرر أبلغ من ضرر الإفشاء.
4 - دفع الخطر (2).
أكثر من يذيع السر:
قال الجاحظ: (وأكثر ما يذيع أسرار الناس أهلوهم وعبيدهم، وحاشيتهم وصبيانهم، ومن لهم عليهم اليد والسلطان. فالسرّ الذي يودعه خليفة في عامل له يلحقه زينه وشينه، أحرى ألّا يكتمه. وهذا سبيل كل سرّ يستودعه الجلّة والعظماء، ومن لا تبلغه العقوبة ولا تلحقه اللائمة.
وقال سليمان بن داود في حكمته: ليكن أصدقاؤك كثيراً، وصاحب سرّك واحدا من ألف) (3).
أكثر الأمور عرضة لإفشاء السر:
وإفشاء السرّ إنما يوكّل بالخبر الرائع، والخطب الجليل، والدفين المغمور، والأشنع الأبلق، مثل سرّ الأديان لغلبة الهوى عليها، وتضاغن أهلها بالاختلاف والتضادّ، والولاية والعداوة. ومثل سرّ الملوك في كيد أعدائهم ومكنون شهواتهم ومستور تدبيراتهم، ثم من يليهم من العظماء والجلّة، لنفاسة الملوك على العوامّ، وأنّهم سماء مظلّة عليهم، أعينهم إليها سامية، وقلوبهم بها معلّقة، ورغباتهم ورهباتهم إليها مصروفة. ثم عداوات الإخوان، فإنّما صارت العداوة بعد المودّة أشدّ لاطّلاع الصديق على سرّ صديقه، وإحصائه معايبه، وربّما كان في حال الصّداقة يجمع عليه السّقطات ويحصي العيوب، ويحتفظ بالرّقاع، إرصاداً ليوم النّبوة، وإعداداً لحال الصريمة (4).
وصية في عدم إفشاء السر:
وصية أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني لما حان زفافها بعمرو بن حجر ملك كندة، وفيها: (فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره) (5).
(2) رواه البخاري (6285)، ومسلم (2450).
(3) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبد السلام (ص319).
(4) ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/ 46).
(5) رواه مسلم (2699) من حديث أبي هريرة رضي الله عنها.
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص308).
(7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال الماوردي: (واعلم أن من الأسرار ما لا يستغنى فيه عن مطالعة صديق مساهم، واستشارة ناصح مسالم. فليختر العاقل لسره أمينا إن لم يجد إلى كتمه سبيلا، وليتحر في اختيار من يأتمنه عليه ويستودعه إياه. فليس كل من كان على الأموال أمينا كان على الأسرار مؤتمنا. والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار؛ لأن الإنسان قد يذيع سر نفسه ببادرة لسانه، وسقط كلامه، ويشح باليسير من ماله، حفظا له وضنا به، ولا يرى ما أذاع من سره كبيرا في جنب ما حفظه من يسير ماله مع عظم الضرر الداخل عليه. فمن أجل ذلك كان أمناء الأسرار أشد تعذراً وأقل وجوداً من أمناء الأموال. وكان حفظ المال أيسر من كتم الأسرار؛ لأن إحراز الأموال منيعة وإحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق) (1).
الحالات التي يجوز فيها إفشاء السر:
لا يجوز إفشاء السر الواجب كتمانه إلا في أحوال محدودة منها:
1 - انقضاء حالة كتمان السر.
2 - موت صاحب السر – بشرط أن لا يعود عليه بالضرر-.
3 - أن يؤدي الكتمان إلى ضرر أبلغ من ضرر الإفشاء.
4 - دفع الخطر (2).
أكثر من يذيع السر:
قال الجاحظ: (وأكثر ما يذيع أسرار الناس أهلوهم وعبيدهم، وحاشيتهم وصبيانهم، ومن لهم عليهم اليد والسلطان. فالسرّ الذي يودعه خليفة في عامل له يلحقه زينه وشينه، أحرى ألّا يكتمه. وهذا سبيل كل سرّ يستودعه الجلّة والعظماء، ومن لا تبلغه العقوبة ولا تلحقه اللائمة.
وقال سليمان بن داود في حكمته: ليكن أصدقاؤك كثيراً، وصاحب سرّك واحدا من ألف) (3).
أكثر الأمور عرضة لإفشاء السر:
وإفشاء السرّ إنما يوكّل بالخبر الرائع، والخطب الجليل، والدفين المغمور، والأشنع الأبلق، مثل سرّ الأديان لغلبة الهوى عليها، وتضاغن أهلها بالاختلاف والتضادّ، والولاية والعداوة. ومثل سرّ الملوك في كيد أعدائهم ومكنون شهواتهم ومستور تدبيراتهم، ثم من يليهم من العظماء والجلّة، لنفاسة الملوك على العوامّ، وأنّهم سماء مظلّة عليهم، أعينهم إليها سامية، وقلوبهم بها معلّقة، ورغباتهم ورهباتهم إليها مصروفة. ثم عداوات الإخوان، فإنّما صارت العداوة بعد المودّة أشدّ لاطّلاع الصديق على سرّ صديقه، وإحصائه معايبه، وربّما كان في حال الصّداقة يجمع عليه السّقطات ويحصي العيوب، ويحتفظ بالرّقاع، إرصاداً ليوم النّبوة، وإعداداً لحال الصريمة (4).
وصية في عدم إفشاء السر:
وصية أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني لما حان زفافها بعمرو بن حجر ملك كندة، وفيها: (فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره) (5).
(1) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307 - 308).
(2) ((الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية)) لمجموعة باحثين (ص99 - 101) بتصرف.
(3) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص95 - 96).
(4) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص100).
(5) ((فقه السنة)) لسيد سابق (2/ 234).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،إفشاء السر في واحة الشعر ..
قال أنس بن أسيد:
ولا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا
فإني رأيت وشاة الرجا ... ل لا يتركون أديماً صحيحاً (1)
وقال أبو الشّيص:
ضع السرّ في صمّاء ليست بصخرة ... صلود كما عاينت من سائر الصّخر
ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة ... يرى ضيعة الأسرار هتراً من الهتر
يموت وما ماتت كرائم فعله ... ويبلى وما يبلى نثاه على الدّهر (2)
وقال محمد بن إسحاق الواسطي:
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه ... وكان لسر الأخ غير كتوم
فبعداً له من ذي أخ ومودة ... وليس على ود له بمقيم (3)
وقال قيس بن الخطيم:
وإن ضيّع الإخوان سرّاً فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
يكون له عندي إذا ما ائتمنته ... مكان بسوداء الفؤاد مكين (4)
وقال الكريزي:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها ... فأنت إذا حملته الناس أضيع
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ... وينهشني بالغيب يوماً ويلسع (5)
وقال قيس بن الخطيم الأنصاري:
إذا جاوز الاثنين سرا فإنه ... بنثٍّ وتكثير الوشاة قمينُ (6)
وقال الكريزي:
اجعل لسرك من فؤادك منزلاً ... لا يستطيع له اللسان دخولا
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي ... كتم الفؤاد من الشئون وصولا
ألفيت سرك في الصديق وغيره ... من ذي العداوة فاشياً مبذولا (7)
وقال علي بن محمد البسامي:
تبيح بسرك ضيقاً به ... وتبغي لسرك من يكتم
وكتمانك السر ممن تخاف ... ومن لا تخافنه أحزم
إذا ذاع سرك من مخبر ... فأنت، وإن لمته، ألوم (8)
وقال آخر:
ولو قدرت على نسيان ما اشتملت ... مني الضلوع من الأسرار والخبر
لكنت أوّل من ينسى سرائره ... إذ كنت من نشرها يوماً على خطر (9)
وقال عَبْد العزيز بْن سليمان:
إذا ضاق صدر المرء عَن بعض سره ... فألقاه في صدري فصدري أضيق
ومن لامني في أن أضيع سره ... وضيعه قبلي فذو السر أخرق (10)
وقال آخر:
إذا المرء أفشى سرّه بلسانه ... ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه ... فصدر الّذي يستودع السّرّ أضيق (11)
وقال البغدادي:
صن السر بالكتمان يرضيك غبه ... فقد يظهر المرء المضيع فيندم
فلا تلجئن سراً إلى غير حرزه ... فيظهر حرز السوء مَا كنت تكتم (12)
وقال آخر:
لا تودعن ولا الجماد سريرة ... فمن الجوامد ما يشير وينطق
وإذا المحك أذاع سر أخ له ... وهو الجماد فمن به يستوثق (13)
وقال المنتصر بْن بلال الأنصاري:
سأكتمه سري وأكتم سره ... ولا غرني أني عَلَيْهِ كريم
حليم فيفشي أو جهول يذيعه ... وما الناس إلا جاهل وحليم (14)
وَقَالَ آخَرُ:
ونفسك فاحفظها ولا تفش للعدى ... من السر ما يطوي عليه ضميرها
فما يحفظ المكتوم من سر أهله ... إذا عقد الأسرار ضاع كثيرها
من القوم إلا ذو عفاف يعينه ... على ذاك منه صدق نفس وخيرها (15)
وقال آخر:
إذا أنت لم تجعلْ لسركَ جُنَّةً ... تعرَّضتَ أن تُرْوى عليكَ العَجَائِبُ
وقَالَ آخَرُ:
إذا ما ضاق صدرك عن حديثٍ ... فأفشته الرّجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسرّي عنده فأنا الظّلوم
وإنّي حين أسأم حمل سرّي ... وقد ضمّنته صدري سئوم
ولست محدّثًا سرّي خليلًا ... ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوي السّرّ دون النّاس إنّي ... لما استودعت من سرّي كتوم (16)
وقال الآخر:
فلا تفش سرّك إلا إليك ... فإنّ لكلّ نصيح نصيحا
فإني رأيت غواة الرجا ... ل لا يتركون أديما صحيحا ...
(2) ((الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية)) لمجموعة باحثين (ص99 - 101) بتصرف.
(3) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص95 - 96).
(4) ((الرسائل الأدبية)) للجاحظ (ص100).
(5) ((فقه السنة)) لسيد سابق (2/ 234).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،إفشاء السر في واحة الشعر ..
قال أنس بن أسيد:
ولا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا
فإني رأيت وشاة الرجا ... ل لا يتركون أديماً صحيحاً (1)
وقال أبو الشّيص:
ضع السرّ في صمّاء ليست بصخرة ... صلود كما عاينت من سائر الصّخر
ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة ... يرى ضيعة الأسرار هتراً من الهتر
يموت وما ماتت كرائم فعله ... ويبلى وما يبلى نثاه على الدّهر (2)
وقال محمد بن إسحاق الواسطي:
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه ... وكان لسر الأخ غير كتوم
فبعداً له من ذي أخ ومودة ... وليس على ود له بمقيم (3)
وقال قيس بن الخطيم:
وإن ضيّع الإخوان سرّاً فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
يكون له عندي إذا ما ائتمنته ... مكان بسوداء الفؤاد مكين (4)
وقال الكريزي:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها ... فأنت إذا حملته الناس أضيع
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ... وينهشني بالغيب يوماً ويلسع (5)
وقال قيس بن الخطيم الأنصاري:
إذا جاوز الاثنين سرا فإنه ... بنثٍّ وتكثير الوشاة قمينُ (6)
وقال الكريزي:
اجعل لسرك من فؤادك منزلاً ... لا يستطيع له اللسان دخولا
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي ... كتم الفؤاد من الشئون وصولا
ألفيت سرك في الصديق وغيره ... من ذي العداوة فاشياً مبذولا (7)
وقال علي بن محمد البسامي:
تبيح بسرك ضيقاً به ... وتبغي لسرك من يكتم
وكتمانك السر ممن تخاف ... ومن لا تخافنه أحزم
إذا ذاع سرك من مخبر ... فأنت، وإن لمته، ألوم (8)
وقال آخر:
ولو قدرت على نسيان ما اشتملت ... مني الضلوع من الأسرار والخبر
لكنت أوّل من ينسى سرائره ... إذ كنت من نشرها يوماً على خطر (9)
وقال عَبْد العزيز بْن سليمان:
إذا ضاق صدر المرء عَن بعض سره ... فألقاه في صدري فصدري أضيق
ومن لامني في أن أضيع سره ... وضيعه قبلي فذو السر أخرق (10)
وقال آخر:
إذا المرء أفشى سرّه بلسانه ... ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه ... فصدر الّذي يستودع السّرّ أضيق (11)
وقال البغدادي:
صن السر بالكتمان يرضيك غبه ... فقد يظهر المرء المضيع فيندم
فلا تلجئن سراً إلى غير حرزه ... فيظهر حرز السوء مَا كنت تكتم (12)
وقال آخر:
لا تودعن ولا الجماد سريرة ... فمن الجوامد ما يشير وينطق
وإذا المحك أذاع سر أخ له ... وهو الجماد فمن به يستوثق (13)
وقال المنتصر بْن بلال الأنصاري:
سأكتمه سري وأكتم سره ... ولا غرني أني عَلَيْهِ كريم
حليم فيفشي أو جهول يذيعه ... وما الناس إلا جاهل وحليم (14)
وَقَالَ آخَرُ:
ونفسك فاحفظها ولا تفش للعدى ... من السر ما يطوي عليه ضميرها
فما يحفظ المكتوم من سر أهله ... إذا عقد الأسرار ضاع كثيرها
من القوم إلا ذو عفاف يعينه ... على ذاك منه صدق نفس وخيرها (15)
وقال آخر:
إذا أنت لم تجعلْ لسركَ جُنَّةً ... تعرَّضتَ أن تُرْوى عليكَ العَجَائِبُ
وقَالَ آخَرُ:
إذا ما ضاق صدرك عن حديثٍ ... فأفشته الرّجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسرّي عنده فأنا الظّلوم
وإنّي حين أسأم حمل سرّي ... وقد ضمّنته صدري سئوم
ولست محدّثًا سرّي خليلًا ... ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوي السّرّ دون النّاس إنّي ... لما استودعت من سرّي كتوم (16)
وقال الآخر:
فلا تفش سرّك إلا إليك ... فإنّ لكلّ نصيح نصيحا
فإني رأيت غواة الرجا ... ل لا يتركون أديما صحيحا ...
(1) ((وقاية الإنسان من الجن والشيطان)) لوحيد عبد السلام (ص317).
(2) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 103).
(3) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(4) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 102).
(5) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص190).
(6) ((الأمثال)) لابن سلام (ص57).
(7) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(8) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص188).
(9) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 102).
(10) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص188).
(11) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(12) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(13) ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 118).
(14) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(15) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(16) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص190).
(2) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 103).
(3) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(4) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 102).
(5) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص190).
(6) ((الأمثال)) لابن سلام (ص57).
(7) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(8) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص188).
(9) ((الحيوان)) للجاحظ (5/ 102).
(10) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص188).
(11) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص307).
(12) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(13) ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/ 118).
(14) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص189).
(15) ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص46).
(16) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص190).