الجمعة، 23 نوفمبر 2012

موسوعة الأخلاق الإسلامية : الطمع

الطمع

معنى الطمع لغة واصطلاحاً:
معنى الطمع لغة:
طمع: طَمِعَ طَمَعاً فهو طامِعٌ، وأطْمعَهُ غيره، وإنه لطَمِعٌ: حريص (1).
وطَمَعاً وطماعة صَار كثير الطمع ... والطمع الأمل والرجاء وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِيمَا يقرب حُصُوله، الطماع: الْكثير الطمع (2).
معنى الطمع اصطلاحاً:
قال الرّاغب: (نزوع النّفس إلى الشّيء شهوة له) (3).
وقال المناويّ: (الطّمع تعلّق البال بالشّيء من غير تقدّم سبب له) (4).
وقال العضد: (الطّمع ذلّ ينشأ من الحرص والبطالة والجهل بحكمة الباري) (5).
مرادفات الطمع:
ومن مرادفات الطمع: الحرص، والجشع، والشَره، والرتع (6).

(1) ((كتاب العين)) للخليل بن أحمد (2/ 27).
(2) ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى وآخرون (2/ 566).
(3) ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (ص524).
(4) ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص228).
(5) ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص228).
(6) ((الألفاظ المؤتلفة)) لابن مالك الطائي (ص192).

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الفرق بين الطمع وبعض الصفات
الفرق بين الحرص والطمع:
قيل: الحرص أشد الطمع، وعليه جرى قوله تعالى: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ [البقرة: 286].
لأن الخطاب فيه للمؤمنين. وقوله - سبحانه -: إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ [النحل: 37]، فإن الخطاب فيه مقصور على النبي صلى الله عليه وآله. ولا شك أن رغبته صلى الله عليه وآله في إسلامهم وهدايتهم كان أشد، وأكثر من رغبة المؤمنين المشاركين له في الخطاب الأول في ذلك (1).
الفرق بين الأمل والطمع:
قيل: أكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله، فإن من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: (أملت الوصول إليه) ولا يقول: (طمعت) إلا إذا قرب منه، فإن الطمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله. وقد يكون الأمل بمعنى الطمع (2).
الفرق بين الرجاء والطمع:
أن الرجاء هو الظن بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشك فيه إلا أن ظنه فيه أغلب وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال أرجو أن يدخل النبي الجنة لكون ذلك متيقناً.
ويقال أرجو أن يدخل الجنة إذا لم يعلم ذلك.
والرجاء الأمل في الخير والخشية والخوف في الشر لأنهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف ولا يكون الرجاء إلا عن سبب يدعو إليه من كرم المرجو أو ما به إليه، ويتعدى بنفسه تقول رجوت زيداً والمراد رجوت الخير من زيد لأن الرجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال.
والطمع ما يكون من غير سبب يدعو إليه فإذا طمعت في الشيء فكأنك حدثت نفسك به من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه، ولهذا ذم الطمع ولم يذم الرجاء، والطمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول طمعت فيه كما تقول فرقت منه وحذرت منه واسم الفاعل طمع مثل حذر وفرق ودئب؛ إذا جعلته كالنسبة، وإذا بنيته على الفعل قلت طامع (3).
الفرق بين الطمع والرجاء والأمل:
الطمع يقارب الرجاء، والأمل. لكن الطمع أكثر ما يقال فيما يقتضيه الهوى.
والأمل والرجاء قد يكونان فيما يقتضيه الفكر والروية.
ولهذا أكثر ذم الحكماء للطمع، حتى قيل الطمع طبع، والطمع يدنس الثياب، ويفرق الإهاب (4).
الْفرق بَين التوقع والطمع:
أن التوقع: هو انتظار شيء وقع أو قرب وقوعه.
والطمع: هو إرادة شيء بعد وقوعه (5).

(1) ((الفروق اللغوية)) للراغب (1/ 183).
(2) ((الفروق اللغوية)) للراغب (1/ 73).
(3) ((الفروق اللغوية)) للراغب (1/ 248).
(4) ((تفسير الراغب)) (1/ 235).
(5) ((دستور العلماء)) لعبد النبي بن عبد الرسول (1/ 238).

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ذم الطمع في القرآن والسنة
ذم الطمع والنهي عنه في القرآن الكريم
- قال تعالى: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [البقرة: 41].
قال السدي: لا تأخذوا طمَعًا قليلا وتكتُموا اسمَ الله، وذلك الثمن هو الطمع (1).
وعن قتادة،، قال: (أنبأكم الله بمكانهم من الطمع) (2).
- وقال جل في علاه: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ص: 24].
قال عبد القادر العاني: لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ: بسائق الطمع والحرص وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولّهم الله بلطفه (3).
ذم الطمع والنهي عنه في السنة النبوية:
- عن كعب بن مالك الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)) (4).
قال القاري: (والمعنى أن حرص المرء عليهما أكثر فساداً لدينه المشبه بالغنم لضعفه بجنب حرصه من إفساد الذئبين للغنم) (5).
وقال المناوي: (فمقصود الحديث أن الحرص على المال والشرف أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئبين للغنم؛ لأن ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به إلى ما يضره، وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعا) (6).
- وعن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه يقول: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالاً، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذه، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك)) (7).
قال القاري: (قال الطيبي: الإشراف الاطلاع على شيء والتعرض له، والمقصود منه الطمع، أي: والحال أنك غير طامع له (ولا سائل فخذه) أي: فاقبله وتصدق به إن لم تكن محتاجاً (وما لا) أي: وما لا يكون كذلك بأن لا يجيئك هنالك إلا بتطلع إليه واستشراف عليه، (فلا تتبعه نفسك) من الإتباع بالتخفيف، أي: فلا تجعل نفسك تابعة له ولا توصل المشقة إليها في طلبه) (8).
- وعن أبي بن كعب، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: فقرأ: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب البينة: 1 قال: فقرأ فيها: ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيه، لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدين القيم عند الله الحنيفية، غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا، فلن يكفره)) (9).

(1) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن أبي حاتم (1/ 97).
(2) ((جامع البيان في تفسير آي القرآن)) للقرطبي (10/ 226).
(3) ((بيان المعاني)) (1/ 304).
(4) رواه الترمذي (2376)، وأحمد (3/ 456) (15822)، والدارمي (3/ 1795) (2772). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (7908)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (5620).
(5) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (8/ 3243).
(6) ((فيض القدير)) للمناوي (5/ 445).
(7) رواه مسلم (1045).
(8) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (4/ 1312).
(9) رواه الترمذي (3898)،وأحمد (5/ 131) (21240)، والحاكم (2/ 244). قال الترمذي: حسن صحيح وقد روي من غير هذا الوجه. وصحح إسناده الحاكم، وصححه الذهبي. وقال الهيثمي في ((المجمع)) (7/ 141):فيه عاصم ابن بهدلة، وثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قال ابن بطال: (وأشار صلى الله عليه وسلم بهذا المثل إلى ذم الحرص على الدنيا والشره على الازدياد منها؛ ولذلك آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا والقناعة والكفاف فراراً من التعرض لما لا يعلم كيف النجاة من شر فتنته، واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من شر فتنة الغنى، وقد علم كل مؤمن أن الله تعالى قد أعاذه من شر كل فتنة، وإنما دعاؤه بذلك صلى الله عليه وسلم تواضعاً لله وتعليماً لأمته، وحضاً لهم على إيثار الزهد في الدنيا) (1).
- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوى)) (2).
قال الطيبي: (هو مبالغة في قطع الطمع عن الغنيمة، بل ينبغي أن يكون خالصاً لله تعالى غير مشوب بأغراض دنيوية) (3).
- وعن عياض بن حمار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قرب ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل أو الكذب. والشنظير: الفحاش)) (4).
قال القاري: (والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه: هو إغراق في وصف الطمع، والخيانة تابعة له، والمعنى أنه لا يتعدى عن الطمع، ولو احتاج إلى الخيانة، ولهذا قال الحسن البصري: الطمع فساد الدين والورع صلاحه) (5).
- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الظلم فإن الظلم؛ ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)) (6).
قال ابن عثيمين: ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((واتقوا الشح)) يعني الطمع في حقوق الغير. اتقوه: أي احذروا منه، واجتنبوه (7).

(1) ((شرح صحيح البخاري)) (10/ 160).
(2) رواه النسائي (3138). وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (8874)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (6401).
(3) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (6/ 2491).
(4) رواه مسلم (2865).
(5) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (7/ 3108).
(6) رواه مسلم (2578).
(7) ((شرح رياض الصالحين)) (3/ 415).

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أقوال السلف والعلماء في ذم الطمع
- قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-: (تعلمن أنّ الطّمع فقر، وأنّ اليأس غنى) (1).
- وقال عليّ- رضي الله عنه: (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) (2).
- وقال أيضاً: (ما الخمر صرفاً بأذهب لعقول الرّجال من الطّمع) (3).
- وقال أيضاً: (الطامع في وثاق الذل) (4).
- وعنه أيضاً: (الطمع رق مؤبد) (5).
- وقال أيضاً: (إياك أن ترجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة) (6).
- وقال ابن عباس: (قلوب الجهال تستفزها الأطماع، وترتهن بالمنى، وتستغلق) (7).
- واجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال له كعب: (يا ابن سلام: من أرباب العلم؟ قال: الّذين يعملون به. قال: فما أذهب العلم عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطّمع، وشره النّفس، وطلب الحوائج إلى النّاس) (8).
- وقال الحسن البصري: (صلاح الدين الورع وفساده الطمع) (9).
- (واجتمع الفضيل وسفيان وابن كريمة اليربوعي فتواصوا، فافترقوا وهم مجمعون على أن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الطمع) (10).
- وقال وهب بن منبه: (الكفر أربعة أركان، فركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الخوف، وركن منه الطمع) (11).
- وقال الوراق: (لو قيل للطمع: من أبوك؟ قال: الشك في المقدور. ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل. ولو قيل ما غايتك: قال الحرمان) (12).
- وقال المأمون: (صدق والله أبو العتاهية، ما عرفت من رجل قط حرصاً ولا طمعاً فرأيت فيه مصطنعاً) (13).
- (وقال الحرالي: والطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطمع ولو ممن يعلمه بنحو مال أو خدمة وإن قل، ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها) (14).
- وقال أيضاً: (والطمع يشرب القلب الحرص، ويختم عليه بطابع حب الدنيا، وحب الدنيا مفتاح كل شر وسبب إحباط كل خير) (15).
- وقال ابن خبيق الأنطاكي: من أراد أن يعيش حرا أيام حياته فلا يسكن الطمع قلبه (16).
- وقال بكر بن عبد الله: لا يكون الرجل تقيا حتى يكون نقي الطمع، نقي الغضب (17).
- وقال هزال القريعي: مفتاح الحرص الطمع، ومفتاح الاستغناء الغنى عن الناس، واليأس مما في أيديهم (18).

(1) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1/ 354)، ووكيع في ((الزهد)) (ص426)، وأحمد في ((الزهد)) (ص97).
(2) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(3) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(4) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 273).
(5) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
(6) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
(7) رواه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (53/ 141). وابن أبي الدنيا في ((القناعة والتعفف)) (ص77).
(8) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص75).
(9) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (8/ 3304).
(10) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
(11) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص77).
(12) ((فيض القدير)) للمناوي (4/ 290).
(13) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 274).
(14) ((فيض القدير)) للمناوي (4/ 290).
(15) ((فيض القدير)) للمناوي (3/ 460).
(16) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
(17) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص76).
(18) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص77).

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أنواع الطمع
والطمع نوعان هما:
1 - الطمع المحمود:
- الطمع في طلب مغفرة الله للإنسان.
- الطمع في دخول الجنة.
- الطمع في كرم الله.
2 - الطمع المذموم:
- الطمع في طلب الدنيا وجمع المال.
- الطمع في سلطة أو منصب.
- الطمع في المأكل والمشرب والملذات.

آثار ومضار الطمع
1 - ينتشر في المجتمع ويصبح خلقاً متوارثاً بين الناس.
2 - الانشغال الدائم والتعب الذي لا ينقطع.
3 - انعدام مبدأ البذل والتضحية والإيثار بين أفراد المجتمع.
4 - دليل على سوء الظن بالله.
5 - دليل على ضعف الثقة بالله، وقلة الإيمان.
6 - طريق موصل إلى النار.
7 - يجعل صاحبه حقير في عيون الآخرين.
8 - يذل أعناق الرجال.
9 - يشعر النفس بفقر دائم مهما كثر المال.
10 - يعمي الإنسان عن الطريق المستقيم.
11 - يعود على صاحبه بالخسران في الدنيا والآخرة.
12 - يمحق البركة.
13 - ينشر العداوة والكراهية وعدم الثقة بين أفراد المتجمع.
14 - ينشر الفوضى في المجتمع ويزعزع أمنه.
15 - ينقص من قدر الفرد ولا يزيد في رزقه.
16 - يؤدي إلى السمعة والرياء في الدين.
17 - يؤدي إلى الظلم والاضطهاد إذا كان الطامع من أصحاب النفوذ.
18 - يؤدي إلى الغش والكذب.
19 - يؤدي إلى زيادة الأسعار واحتكار البضائع مما يلحق الضرر بالمجتمع.
20 - يؤدي بالفرد إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي.



الأسباب المؤدية إلى الطمع
1 - الجهل بالآثار السيئة للطمع.
2 - حب الدنيا وكراهية الموت.
3 - ضعف الإيمان.
4 - عدم الاهتمام بتزكية النفس وتهذيبها.
5 - الانجراف وراء المغريات من أموال ومناصب وغيرها.
6 - مجالسة أهل الطمع ومصاحبتهم.
7 - نشوء الفرد في مجتمع فاسد غير ملتزم بتعاليم الدين الحنيف.

الوسائل المعينة على ترك الطمع
1. الاهتمام بتهذيب النفس وترويضها على الصبر في الطاعات.
2. التأمل في العواقب الوخيمة التي تنتج عن الطمع.
3. التأمل في نعم الله الكثيرة والمختلفة، وشكره عليها.
4. التحلي بالورع عند الميل إلى الطمع.
5. التسليم بقضاء الله وقدره.
6. الطمع في الجنة وما عند الله من نعيم في الدار الآخرة.
7. اللجوء إلى الله والاستعانة به في الابتعاد عن الطمع.
8. مجاهدة النفس وتعويدها على القناعة والتعفف.
9. مطالعة سير السلف وأحوال الصالحين.
10. العلم بأن الإنسان لن يأخذ من رزقه أكثر مما كُتِب له، مهما طمع وحرص على الدنيا.
11. أن يعلم بأنَّ الدنيا دنيئة وحقيرة.
12. معرفة أن القناعة طمأنينة للقلب وراحة للنفس.
13. نشر العلم بين أفراد المجتمع والقضاء على الجهل.
14. النظر إلى من هو أدنى في أمور الدنيا؛ كالفقراء والمبتلين والمرضى.
15. اليقين بأن الإنسان لن يموت حتى يستكمل رزقه.
16. تذكر الموت والدار الآخرة.
17. مجالسة ومصاحبة القنوع.
18. إخراج الزكاة والصدقة والإنفاق في وجوه الخير.

مسائل متفرقة حول الطمع
- وصية في التحذير من الطمع:
قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: (يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنها مال لا ينفذ، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وعليك بالإياس مما في أيدي الناس فإنك لا تيأس من شيء إلا أغناك الله عنه) (1).
- ما قيل في الطمع:
قال بعض العارفين: (الطمع طمعان: طمع يوجب الذل لله، وهو إظهار الافتقار وغايته العجز والانكسار وغايته الشرف والعز والسعادة الأبدية، وطمع يوجب الذل في الدارين، أي وهو المراد هنا وهو رأس حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة، والخطيئة ذل وخزي، وحقيقة الطمع أن تعلق همتك وقلبك وأملك بما ليس عندك فإذا أمطرت مياه الآمال على أرض الوجود، وألقي فيها بذر الطمع بسقت أغصانها بالذل ومتى طمعت في الآخرة وأنت غارق في بحر الهوى ضللت وأضللت) (2).
وقال بعضهم: من أراد أن يعيش حرّا أيّام حياته فلا يسكن قلبه الطّمع (3).
وأراد رجل أن يقبل يد هشام بن عبد الملك فقال: لا تفعل، فإنما يفعله من العرب الطمع، ومن العجم الطبع (4).
وقال بعضهم: الحرص ينقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه (5).
وكان يقال: (حين خلق الله آدم عجن بطينته ثلاثة أشياء: الحرص، والطمع، والحسد. فهي تجري أولاده إلى يوم القيامة، فالعاقل يخفيها، والجاهل يبديها، ومعناه أن الله تعالى خلق شهوتها فيه) (6).
وقيل: (الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة فهو بطن كله فلذا صاحبه لا يشبع أبداً) (7).
- أشعب والطمع:
قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: أرى دخان جاري فأثرد.
وقال لآخر: لم تقل هذا إلا وفي قلبك خبر ...
وقيل له: هل رأيت أطمع منك؟ قال: نعم، امرأتي، كل شيء ظنناه فهي تتيقنه. وقال: شاة لي كانت على السطح فأبصرت قوس قزح فحسبتها حبلاً من قتّ، فوثبت إليها فطاحت، فاندق عنقها.
وكان يقعد إلى الطبّاق فيقول: وسع، وسع، فعسى يهدي إلي من يشتريه. وقال: ما رأيت أطمع مني إلا كلباً تبعني على مضغ العلك فرسخاً (8).
قال المدائني: (كان سالم بن عبد الله يستخفّ أشعب، ويمازحه، ويضحك منه كثيراً، ويحسن إليه. فقال له ذات يوم: أخبرني عن طمعك يا أشعب، فقال: نعم، قلت لصبيان مجتمعين: إن سالماً قد فتح باب صدقة عمر، فامضوا إليه حتى يطعمكم تمراً، فمضوا. فلما غابوا عن بصري، وقع في نفسي أن الذي قلت لهم حق، فتبعتهم.
وقال أيضاً: مر أشعب برجل يعمل زِبيلاً، فقال له: أحب أن توسعه، قال: لمَ ذاك؟ قال: لعل الذي يشتريه منك يهدي إلي فيه شيئاً.
وقال بعض الرواة: قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: ما تناجى اثنان قط إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء ...
وقال أيضاً: تعلق أشعب بأستار الكعبة، وسأل الله أن يخرج الحرص من قلبه. فلما انصرف، مر بمجالس قريش، فسألهم، فما أعطاه أحد منهم شيئاً. فرجع إلى أمه فقالت له: يا بني كيف جئتني خائباً. فقال: إني سألت الله أن يخرج الحرص من قلبي. فقالت: ارجع يا بني، فاستقله ذاك. قال أشعب: فرجعت، فتعلقت بأستار الكعبة وقلت: يا رب، كنت سألتك أن تخرج الطمع من قلبي، فأقلني. ثم مررت بمجالس قريش فسألتهم فأعطوني. ووهب لي رجل غلاماً. فجئت إلى أمي بحمار موقر من كل شيء، وبغلام، فقالت لي: ما هذا الغلام؟ فأشفقت من أن أقول: وهب لي، فتموت فرحاً، فقلت: غينٌ، فقالت: وما غينٌ؟ قلت: لامٌ، قالت: وما لامٌ؟ قلت: ألفٌ، قالت: وما ألفٌ؟ قلت: ميمٌ، قالت: وما ميمٌ؟ قلت: وُهِب لي غُلامٌ. فغشي عليها من الفرح، ولو لم أقطِّع الحروف لماتت) (9).
ويقال كان ثلاثة نفر في العرب في عصر واحد؛ أحدهم آية في السخاء وهو حاتم الطائي، والثاني آية في البخل وهو أبو حباحب، والثالث آية في الطمع وهو أشعب، كان طماعاً، وكان من طمعه إذا رأى عروساً تزف إلى موضع جعل يكنس باب داره لكي تدخل داره وكان إذا رأى إنساناً يحك عنقه فيظن أنه ينزع القميص ليدفعه إليه (10).
- حكم وأمثال في الطمع
- هو أطمع من أشعب (11).
- قطع أعناق الرجال المطامعُ.
ويقال: (مصارع الرجال تحت بروق المطامع). يضرب في ذم الطمع والجشع (12).
- عتود عند الفزع، ذئب عند الطمع (13).

(1) رواه الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (5/ 46) (1843)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/ 363).
(2) ((فيض القدير)) للمناوي (3/ 132).
(3) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(4) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (2/ 419).
(5) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(6) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
(7) ((فيض القدير)) للمناوي (3/ 132).
(8) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 273).
(9) ((الزاهر في معاني كلمات الناس)) للأنباري (2/ 217 - 218).
(10) ((بحر العلوم)) للسمرقندي (3/ 609).
(11) ((الزاهر في معاني كلمات الناس)) للأنباري (2/ 216).
(12) ((اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب)) لمحمد السراج (ص271).
(13) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص79).
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الطمع في واحة الشعر ..
قال سابق البربري:
يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى ... سفاهاً وريب الدهر عنها يخادعه
ويطمع في سوف ويهلك دونها ... وكم من حريص أهلكته مطامعه (1)
وقال آخر:
حسبي بعلمي إن نفع ... ما الذّلّ إلّا في الطّمع
من راقب الله نزع ... عن سوء ما كان صنع
ما طار طير فارتفع ... إلا كما طار وقع (2)
قال أبو العتاهية:
لقد لعبت وجدّ الموت في طلبي ... وإنّ في الموت لي شغلا عن اللّعب
لو شمّرت فكرتي فيما خلقت له ... ما اشتدّ حرصي على الدّنيا ولا طلبي (3)
وقال أيضاً- رحمه الله تعالى-:
تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذلّ الحرص أعناق الرّجال
هب الدّنيا تقاد إليك عفوا ... أليس مصير ذلك للزّوال (4)
وقال جابر بن أحمد الشيباني:
كل ابن أنثى مخلد إلى طمع ... ما ضاق أمر ضيّق إلّا اتسع (5)
وقال سابق البربريّ:
يخادع ريب الدّهر عن نفسه الفتى ... سفاها وريب الدّهر عنها يخادعه
ويطمع في سوف ويعلم دونها ... وكم من حريص أهلكته مطامعه (6)
وقال الحلّاج عند قتله عليه من الله ما يستحقّ:
طلبت المستقرّ بكلّ أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرّا
أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أنّي قنعت لكنت حرّا (7)
وقال ثابت بن قطنة:
لا خير في طمع يهدي إلى طبع ... وغفّة من قوام العيش تكفيني (8)
وقال آخر:
لا تغضبين على امرئ ... لك مانع ما في يديه
وأغضب على الطمع الذي ... استدعاك تطلب ما لديه (9)
وقال عليّ بن عبد العزيز القاضي الجرجانيّ:
ولم أقض حقّ العلم إن كان كلّما ... بدا طمع صيّرته لي سلّما
وما كلّ برق لاح لي يستفزّني ... ولا كلّ من لاقيت أرضاه منعما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكنّ نفس الحرّ تحتمل الظّما
أنهنهها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العدا فيم أو لما؟
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلّة؟ ... إذا فاتّباع الجهل قد كان أحزما
ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظّموه في النّفوس لعظّما
ولكن أهانوه فهان ودنّسوا ... محيّاه بالأطماع حتّى تجهّما (10)
وقال آخر:
يا جامعا مانعا والدهر يرمقه ... مقدرا أي باب منه يغلقه
مفكرا كيف تأتيه منيته ... أغاديا أم بها يسري فتطرقه
جمعت مالا فقل لي هل جمعت له ... يا جامع المال أياما تفرقه
المال عندك مخزون لوارثه ... ما المال مالك إلا يوم تنفقه
أرفه ببال فتى يغدو على ثقة ... أن الذي قسم الأرزاق يرزقه
فالعرض منه مصون مايدنسه ... والوجه منه جديد ليس يخلقه
إن القناعة من يحلل بساحتها ... لم يبق في ظلها هم يؤرقه (11)
وقال آخر:
لا تغضبنّ على امرئ ... لك مانع ما في يديه
واغضب على الطّمع الّذي ... استدعاك تطلب ما لديه (12)
وقال الحادرة الذّبيانيّ:
إنّا نعفّ فلا نريب حليفنا ... ونكفّ شحّ نفوسنا في المطمع (13)
وقال آخر:
قد يصبر الحر لا يدنو إلى طمع ... فكم من هوى قد ضر بالجموع (14)
وقال آخر:

(1) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 272).
(2) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 271).
(3) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(4) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص83).
(5) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 272).
(6) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص84).
(7) ((حياة الحيوان الكبرى)) للدميري (1/ 348).
(8) ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 234).
(9) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 273).
(10) ((المستطرف)) للأبشيهي (ص28).
(11) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (4/ 202).
(12) ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (3/ 273).
(13) ((المفضليات)) للضبي (ص45).
(14) ((القناعة والتعفف)) لابن أبي الدنيا (ص76).