التورية
لغة: مأخوذة من: ورى الخبر، أى ستره ،وأظهر غيره ، والتورية:الستر كما فى اللسان.
واصطلاحا:أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد، ويراد البعيد منهما لقرينة خفية، فكأن المعنى القريب ساتر للمعنى البعيد المراد، وكانت القرينة خفية شحذا للخيال ، وإثارة للتأمل ، تتجاوز المعنى القريب إلى البعيد.
وتنقسم إلى أربعة أقسام:
1- مرشحة:إذا ذكر ما يلائم المعنى القريبه غير المراد، لإثارتها مزيدا من الفكر والتأمل كقول يحيى بن منصور الحنفى من شعراء الحماسة.
فلما نأت عنا العشرة كلها * أنخنا تحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة * ولا نحن أغفينا الجفوف على وتر
فإن الإغفاء مما يلائم جفن العين ،لا جفن السيف ، وإن كان المراد إغماد السيوف أى لم تغمد السيوف وهم وترعند أحد.
2- مجردة: وهى التى تتجرد عما يلائم كلا المعنيين ، القريب والبعيد:كقول إبراهيم الخليل عليه السلام عن سارة زوجه ، لجبار من الجبابرة وقد سأله عنها: "أختى" يريد أخوة الإسلام لا أخوة النسب.
3- مبينة: وهى ما ذكرفيها ما يلائم المعنى البعيد كقول البحترى:
ووراء تسدية الوشاح ملية * بالحسن تملح فى القلوب وتعذب.
فالمراد الملاحة والحسن.
4- مهيأة: وهى التى تفتقر إلى ذكر شىء مهيىء فى العبارة كقول ابن الربيع:
لولا التطير بالخلاف وأنهم * قالوا مريض لا يعود مريضا
لقضيت نحبى فى جنابك خدمة * لأكون مندوبا قضى مفروضا.
ومندوبا صفة لمحذوف أى ميتا مندوبا وهو المعنى البعيد المراد، والمعنى القريب:المندوب ما قابل المسنون والمفروض ، وذكر المفروض هيأ التورية، وتقبل التورية إذا جاءت تلقائية دون تكلف وسرف تثير التدبر وتدل على الذكاء وامتلاك ناصية اللغة.
أ.د/صبّاح عبيد دراز
__________
مراجع الاستزادة:
1- أنوار الربيع فى أنواع البديع لابن معصوم المدنى مطبعة النعمان النجف الأشراف ط1 سنة 1389هـ سنه 1969م.
2- الإيضاح للقزوينى شرح د/عبد المنعم خفاجى دار الجيل بيروت ط3 لسنة 1414هـ سنة1993م.
3- بغية الإيضاح الشيخ عبدالمتعال الصعيدى المطبعة النموذجية القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ