الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

موسوعة المفاهيم الإسلامية : الحزم

الحزم

لغة: حزم الأمر: ضبطه واتقنه واستعد له. كما فى المعجم الوسيط (1).
واصطلاحا: اتخاذ القرار بفعل أو ترك.
ويرتبط معنى الحزم بخصيصتين هامتين فى الإنسان هما:
1- العقل والتفكير.
2- الإرادة والاختيار.
ذلك أن العاقل يفكر فى المواقف التى تجابهه ، فيستثمر علمه وتجربته وما وصله من هدى إلهى فى الموازنة والترجيح ليصل إلى قرار حكيم يناسب الموقف الذى هو فيه ،وهنا يختارما أداء إليه عقله وتجربته وفهمه لأحكام دينه ، حلا وحرمة ونحو هذا.
والحزم لا يعنى ألا يستفيد العاقل من مشاورة من يثق فى نصحهم ؛ لأن المشاورة تضىء له جنبات الموقف ، ثم هوبعد هذا صاحب القرار الذى سيتحمل مسئوليته ، ولذا وجدنا فى القرآن الكريم: {وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}آل عمران:159.
والحزم مظهر لاستقلال الشخصية وعدم تذبذبها أو تبعيتها للناس دون تفكير وموازنة، ودون اختيار رشيد، لذا وجدنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن لا تظلموا) (رواه الترمذى)(2).
ولم يستخدم لفظ "الحزم" فى القرآن الكريم ، لكنه استعمل في السنة كثيرا من ذلك ما جاء عن أبى قتادة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبى بكر: (متى توتر؟ قال: أوترمن أول الليل ، وقال لعمر: متى توتر؟ قال آخرالليل: فقال -صلى الله عليه وسلم- لأبى بكر: خذ هذا بالحزم ،وقال لعمر: خذ هذا بالقوة) (رواه أبو د اود).
والحزم ضرورى لمن يلى أمرا من أمور المسلمين حتى لا تتعدد الآراء وتتأرجح دون قرار يحسم الأمر ويحيله إلى التنفيذ بدلا من حيز الكلام فقط.
أ.د/أبو اليزيد العجمى
__________

الهامش:
1- المعجم الوسيط طبع مجمع اللغة العربية القاهرة سنة1985 ، مادة (حزم).
2- سنن الترمذى -كتاب البر والصلة- تحقيق كمال يوسف الحوت -ط دار الكتب العلمية- بيروت ط 1987.
3- سنن أبو داود باب الوتر
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ