السبت، 22 سبتمبر 2012

موسوعة المفاهيم الإسلامية : الخيانة

الخيانة

لغة: خانه يخونه خونا وخيانة. والخون: أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح ، والخون النقص ، كما أن معنى الوفاء التمام ، ومنه تخونه: إذا انتقص منه ، ثم استعمل في ضد الأمانة والوفاء؛ لأنك إذا خنته الرجل ، فى شىء فقد أدخلت عليه النقصان فيه كما فى الكشاف (1).
وفى الحديثه: (يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) رواه أحمد ، وخائنة الأعين: ما تسارق من النظر إلى ما لا يحل ، ففى القرآن الكريم: {يعلم خائنة الأعين}غافر:19 ، أى يعلم خيانة الأعين.
واصطلاحا: من ضيع شيئا مما أمره الله به ، أو اقترف أمرا مما نهى عنه أو عصى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فرط فى الأمانة يعد خائنا، يقول الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم}الأنفال:27.
ومن أظهر خلاف ما يبطن ، فهو خائن ، ففى الحديث: "لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الأعين"(رواه أبو داود والنسائى)، أى أن يضمر فى نفسه غيرما يظهره.ومن ضيع أمانات الناس فهو خائن ، ففى الحديثه (المسلم أخو المسلم لا يخونه...) (رواه الترمذى) و (وآية المنافق ثلاث.... وإذا أؤتمن خان) (رواه البخارى)(2).
والتعامل مع العدو أثناء الحرب لإمداده بأسرار الدولة: خيانة، يقول الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بألله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أوأبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}المجادلة:22 ، فحكم القرآن في هؤلاء الذين يتعاونون مع أعداء الله بيِّن واضح ؛ إذ يعتبر ذلك خيانة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، لقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه}آل عمران:28 ، إذ فى مناصرة الأعداء خطرعلى المسلمين ، فمن يفعل ذلك فليس بمؤمن إلا في حالة الضعف والخوف من أذاهم ، فتجوز الموالاة ظاهرا ريثما يعد المسلمون أنفسهم لمواجهة من يهددهم.
أ.د/محمد شامة
__________

الهامش:
1- الكشاف ، الزمخشرى ، بيروت 1995 مادة (خون).
2- صحيح البخارى، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة الطبعة الرابعة، 1/ 36.
مراجع الاستزادة:
1- فقه السنة: السيد سابق ، بيروت 1977م.
2- التفسير الكبير: الرازى بيروت 1990م.
3- المسرحية نشأتها وتاريخها وأصولها لعمر الدسوقى، ط2 مكتبة الأنجلو القاهرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ