الاشتراكية
لغة: مصدر صناعى من الاشتراك ، يقال: اشترك الرجلان أى كان كل منهما شريك الآخر (لسان العرب).
واصطلاحا: هى نظام اجتماعى متكامل يختلف عن النظام الرأسمالى من حيث إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، وعدم وجود طبقات.
والاشتراكية عند Weble: تمّلك الدولة بالنيابة عن المجتمع لأدوات الإنتاج والصناعات والخدمات دون الأفراد ، كما أن الهيئات الصناعية والاجتماعية فى الدولة لا يجورأن تُوجّه نحو الربح أو نحو خدمة فرد ، وإنما توجه لخدمة المجتمع.
وهناك كثيرون من المفكرين يحاولون تعريف الاشتراكية بذكر خصائصها ، وتلك الخصائص هى:
1- الملكية العامة لوسائل الإنتاج.
2- أن تدار وسائل الإنتاج بواسطة المجتمع ، والدولة نائبة عنه ، وأن يكون الهدف من إدارتها إشباع حاجة الأفراد ، ولذلك يراعى إنتاج الأهم فالمهم.
3- يتم الإنتاج طبقا لبرنامج دورى يرسم وفقا للموارد القومية والبشرية والطبيعية ووفقا لحاجات الشعب لتتم المواءمة بين الإنتاج وبين الحاجات ، فلا تحدث حاجة ، ولا يبقى فائض يسبب الأزمات الاقتصادية.
4- التوزيع يتم على أسس من العدل والمساواة ، ويراعى فى التوزيع عمل كل فرد طبقا للقاعدة الاشتراكية: لكل فرد بنسبة عمله ، لأن الإنتاج قد لا يكفي لسد حاجاتا كل الأفراد.
ولقد مر النظام الاقتصادى الغربى بمراحل ، هى:
1- مرحلة النظام الإقطاعى ، وحصر النفوذ السياسى والاقتصادى فى أيدى الملاك المزارعين.
2- وعندما تدهور النظام الإقطاعى صعدت الطبقة المتوسطة التى اعتمدت على الثورة الصناعية ، واهتمت بالصناعة والتجارة ، وتلك هى الطبقة التى رعت الرأسمالية والملكية الخاصة.
3- وظهرت مآسى الرأسمالية فى الظلم الاجتماعى وعدم رعاية حقوق العمال وأسرهم ، فظهرت الاشتراكية.
ويبدو أن اصطلاح الاشتراكية لم يستخدم قبل سنة 1800م وأن"سان سيمون"(1825م) هو أول من استعمل عبارات ربط فيها المجتمع بالاقتصاد ، فظهرت كلمة Socialism مشتقة من كلمة Society ، ويقال إن "روبرت أوين" أول من استعمل كلمة Socialism ، ولكن الحركات التى تحارب الظلم الاجتماعى ترجع إلى القرن السادس عشر ، وأهمها:
- الاشتراكية الطوبية ، التى نادى بها Thomas More Esir 1478م.
- اشتراكية باييف ودعاة المساواة 1796م.
- مشروعات روبرت أوين 1771-1858م.
- سان سيمون والمسيحية الجديدة 1760-1825م.
وكلها تطالب بالعدل الاجتماعى والرفق بالعمال وأسرهم.
والاشترأكية وإن كانت تعارض مبدأ الرأسمالية الذى يقوم على الملكية الفردية ، ويقر التفاوت بين الطبقات ، فإنها ليست وليدة الرأسمالية ، لأنها وجدت قبل الرأسمالية ، فقد قال بها أفلاطون ، وتحدث عنها الفارابى ، وتلاقت مع دعوات الأديان الى العدل الاجتماعى ، وفى الإسلام تحدث المعاصرون عن أبى ذر الغفارى ، الذى نسبه دعاة الإشتراكية فى القرن العشرين إليها حملا لرفضه التفاوت الكبير بين الطبقات في عصره ، وما كان هو من دعاتها.
وفى القرن التاسع عشر كثر الذين يتحدثون عن الاشتراكية ، ويقترحون -التوزيع لمناهضتها وسائل مختلفة منها: نشر النظام التعاونى ، أو إلغاء الميراث ، أو إلغاء الملكية الفردية. لكن الاشتراكية لم تبرز إلا فى أثر الثورة الصناعية.
بيد أن الاشتراكية ومثلها الشيوعية لم تصمدا فى ميدان الصناعة مع الرأسمالية ، فقد ظهر أن العمل الذى يدار جماعيا لا ينال العناية التى يهتم بها الفرد فى المشروع الخاص ، وبينما كانت الاشتراكية لهذا تتراجع ، كانت الرأسمالية تخفف من غلوائها ، ثم تدخلت الدولة لحماية الطبقة العاملة، وظهرت تشريعات خاصة ترمى إلى تذويب الفوارق بين الطبقات ، واعترفت الدولة بالنقابات العمالية ، ورفع الأجور ، وحق العمال فى الاضراب لتحسين ظروف العمل.
وأخضعت المشروعات الكبرى للمراقبة. وقدرت إجازات للعمال.
وهكذا حققت الرأسمالية كثيرا من الأهداف التى كان العمال يتطلعون إليها ، وأخذت بذلك الزمام الذى كانت الاشتراكية تتظاهر به.
أ.د/أحمد شلبى
__________مراجع الاستزادة:
1- الاشتراكية بول سوير القاهر 1965م (الترجمة العربية).
2- المذاهب الاقتصادية الكبرى ، جورج سسل القاهر 1962م (الترجمة العربية).
1-H.Dichinson: Economics. لندن 1961م.
2-The Decoy of Capitalist civilization: Well لندن 1962م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ