الاثنين، 17 سبتمبر 2012

موسوعة المفاهيم الإسلامية : التسلط

التسلط

لغة:تَسَلَّطَ عليه:تحكم وتمكن وسيطر،وسلطه:أطلق السلطان والقدرة، وسلطة عليه:مكنه منه وحكمه فيه (كما فى المعجم الوسيط)(1).
واصطلاحا:حالة تنطوى على معانى الإملاء والتحكم والرغبة فى فرض السيطرة على الآخرين.
والتسلط بهذه المعانى قد توصف به الدول والحكومات أو حتى الأفراد الجماعات حيث يدين الكل بالاستبداد والقهر لإملاء ما يرونه دون مراعاة للحريات أو لحقوق الغير.
ومع أن التسلط ينطوى على مضمون نفسى يرتبط بالدوافع والنزعات اللاشعورية التى يتم إسقاطها على الغير، إلا أن خطره يبدو إذا ما ارتبط بالسلطة السياسية فيما يعرف بالتسلطية التى تركز عناصر القوة فى يد فرد أو جماعة مما يجعلها قادرة على فرض إرادتها بما تملك من وسائل القمع المادى والمعنوى كما هو الحال فى كل النظم الجماعية الشمولية المستبدة(3).
ولقد كان للشريعة الإسلامية فضل السبق فى تقديم الحل الأمثل لكل مشكلات التسلط والتسلطية عندما أرست مبدأ الشورى وأوضحت مقاصدها السامية التى تتمثل فى قيام مصالح الناس فى الدين والدنيا. يقول سبحانه وتعالى:{وشاورهم فى الأمر}آل عمران:159.
كما جاء فى الحديث القدسى:(يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}رواه مسلم عن أبى ذر(3).
وها هو ذا أبو بكر الصديق يقول فى خطبة توليه:(أيها الناس إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وان أسأت فقومونى) فيضع بذلك قاعدة هامة لتحديد سلطة رئيس الدولة؛ لكى تكون دستورا لمن يجيء من بعده منعا للاستبداد بالرأى والتسلط فى مصائر الناس دون رقابة وتقويم من الأمة التى هى مصدر السلطات (4).
أ.د/محمود أبو زيد
__________

الهامش:
1- المعجم الوسيط:مجمع اللغة العربية القاهرة مادة (س ل ط) سنة1985م 1 /460.
2- المعجم فى علم الإجرام والاجتماع القانونى والعقاب د/محمود أبو زيد ، دار الكتاب للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة سنة 1987م ص70.
3- صحيح مسلم ، باب (تحريم الظلم) القاهرة 1955 4 /199.
4- الإسلام وقضايا العصرالعدل والسلام وحقوق الإنسان د/محمود حمدى زقزوق -المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- القاهرة 1996م ، ص79.
5- Germant، ginai، Authoritanism، National Populism and Fashism 1977.
6- Ross، Aldeni the slructure of pomer and Aulhority Random House In c، N.Y. 1988
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ