بعد نجاح مرسى : حتى لا نكرر أخطاء الماضى
مصر بالتأكيد تمر بمرحلة مهمة فى تاريخها ، ولا أبالغ حينما أذكر أن نجاح الثورة الحقيقى يتمثل فى تغلبنا على تحديات المرحلة الراهنة
وكما ذكرت أن المعركة الحقيقية لا تكمن فى كونها معركة بين نظام قديم وحديث ولكن المعركة الحقيقية للثورة أنها معركة شرسة بين الدولة المدنية اليموقراطية الحديثة وبين الدولة البوليسية العسكرية الأمنية
ومن المعروف تاريخيا أن العسكر هم ألد أعداء الثورات
فكم من ثورة فى التاريخ قامت بها الشعوب وانقلب عليها الجيش اما انقلابا ناعما أو خشنا والثورات فى أمريكا اللاتينية خير دليل
ولعل الاعلان الدستورى المكمل الأخير يثبت ذلك فما زال المجلس العسكرى يتحكم فى مجريات الأمور وأصبح دور الرئيس القادم أشبه بدور السنيد فى السينما المصرية
والثورة المصرية وقعت فى اخطاء جسيمة الفترة الماضية لعل أبرزها انحصار المواجهة بين الإخوان والمجلس العسكرى
ولقد وقع الإخوان فى خطا يبرز مراهقة سياسية لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان
وهذه الإخطاء تتمثل فى :
أولا : خلق فرقة بينهم وبين التيارات السياسية والقوى الثورية وهذا بالطبع مراهقة سياسية لأننا هنا نتحدث عن موازين قوى ، فالعسكرى معه قوة الجيش والاخوان وجميع القوى الثورية والسياسية منبع القوة لديهم هو الثورة اى قوة الشعب ووحدته
ثانيا : المبارزة السياسية بين الاخوان وبين العسكرى بمعزل عن القوى لثورية يجعل الاخوان فريسة سهلة امام العسكرى والأهم أن ذلك لا يبرز الصورة الجلية العظيمة للثورة ومبادئها فنحن فى ثورة لا يجوز أن نحولها الى صراع سياسى حزبى قد يكون مقبولا فى فترات الاستقرار السياسى
نحن فى ثورة يجب ان تتحدث الثورة وليس جماعة او حزب حتى تؤتى الثورة ثمارها وترسخ لمبادئها
ما تقدم سردته فى عجالة ودون الدخول فى تفاصيل
وبعد فوز مرسى الغير رسمى الى الان اود أن أقدم بعض النصائح للدكتور محمد مرسى
أولا : البعض يتحدث عن انتصار للاخوان وهذا خطأ جسيم يعود بنا إلى أخطاء الفترة الماضية ، فمرسى نجح فى الاساس باصوات المصريين الذين لم يعطوه اصواتهم فى الجولة الأولى ولاحظ الفرق خمسة ونصف مليون مقابل 12 ونصف مليون معنى هذا ان هناك 7 مليون مواطن لا يؤيدو الاخوان اعطوا اصواتهم لمحمد مرسى ، بالاضافة الى ان مرسى كرئيس لمصر فهو فوق الاخوان وفوق اى انتماء حزبى او هكذا يجب ان يكون
ثانيا... : أكبر خطا وقعت فيه الثورة منذ مظاهرات محمد محمود أن المواجهة اصبحت بين الاخوان والعسكرى مما نتج عنه ابتعاد قوة الثورة الحقيقية المتمثلة فى شباب الثورة ، من اجل هذا لا نريد للفترة القادمة ان نصور المعركة القادمة على انها حرب بين الاخوان والعسكرى والا سينتصر العسكرى فقوة الثورة فى شبابها ، فعلى محمد مرسى ان يتحدث باسم الشعب المصرى ولا يدع اىا من جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة يتحدث إطلاقا بشأن الوضع الراهن لا الدكتور عصام العريان ولا البلتاجى ولا المرشد ولا غيرهم حتى يصبح محمد مرسى متحدثا عن الثورة ضمن قوى وتيارات الثورة المختلفة ، فالثورة ما زال امامها تحديات كبرى خاصة بعد الاعلان الدستوري المكمل
كنت اتمنى ايضا ان تكون الجمعية المؤسسة للدستور جمعية تمثل اعظم شخصيات المجتمع المصرى حتى لا نعط العسكرى فرصة للعب بها ،
وفى النهاية حصر المسألة فى تنافس بين الإخوان والمجلس العسكرى سيضر بالثورة وبالإخوان فى ذات الوقت وهذه فى الاساس مسئولية محمد مرسى المصرى وليس الاخوانى
كنت اتمنى ايضا ان تكون الجمعية المؤسسة للدستور جمعية تمثل اعظم شخصيات المجتمع المصرى حتى لا نعط العسكرى فرصة للعب بها ،
وفى النهاية حصر المسألة فى تنافس بين الإخوان والمجلس العسكرى سيضر بالثورة وبالإخوان فى ذات الوقت وهذه فى الاساس مسئولية محمد مرسى المصرى وليس الاخوانى
نريد تغليب مصلحة مصر على مصالحنا الضيقة
نريد لم الشمل
نريد ان نتعامل بنضوج سياسى
نريد إخلاصا فى العمل وعدم عقد صفقات مع العسكرى
نريد ألا ننسى أن الثورة ما زالت مستمرة
فهل حقا سنتعلم من أخطائنا
فهل حقا سنتعلم من أخطائنا
بقلم / دكتور أحمد كلحى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ