السبت، 23 يونيو 2012

حزب سياسى يا شباب الثورة

حزب سياسى يا شباب الثورة


فى مقال سابق لى بعنوان ( مصر بين التيارات السياسية وشباب الثورة فكر مختلف ورؤية مختلفة ) أثبت من الناحية العلمية والتاريخية أن فترة الشباب هى فترة الإبداع الفكرى والعطاء والقوة الجسدية والفكرية
والثورة المصرية فكر فيها شباب مصر وقادوها وعايشوها وخططوا لها حتى نجحت وأضحت مضربا للمثل حتى أصبحت فى نظر العالم ثورة فريدة من نوعها تستحق أن تدرس فى جامعات أوروبا وأمريكا
وبعد نجاح الثورة فى مرحلتها الأولى وبعد تنحى مبارك تفرق هذا الشباب النضر الرائع ولم يعد يجمعه سوى الميادين
بيد أن ثمرة هذه الثورة تحولت إلى غيرهم مما جعل الثورة تبطئ فى سيرها بل وتنحرف عن مسارها بعض الشئ
وسبب هذا كله أن العمل السياسى بدأ فى مصر قبل الاستقرار السياسى واصبح كل تيار سياسى يتسابق على نيل كعكة من عرس الثورة ، واضحت السلطة هى مبتغى الجميع وغايتهم مع أن السياسة فى الأساس هى وسيلة وليست غاية
لذا أنادى شباب مصر الثورى ومع تواجدهم فى الميدان والذى هو مطلب ثورى حتى تكتمل الثورة ومع تواجدهم هذا فان عليهم  أن يعملوا أيضا و من الآن على إنشاء حزب سياسى وأن يراعوا فيه ما يلى
1 - أن يكون فى البداية حزبا شبابيا خالصا حتى نستثمر فيه الفكر الثورى النهضوى والإبداع الطموح ، وأنا على يقين أن الحزب سيكون أكبر وأضخم حزب فى مصر حتى لو اشترك فيه نصف شباب الثورة فهو لن يقل بحال عن خمسة ملايين عضو على أقل تقدير ، لا أرحب أن يلتحق شباب الثورة بأى حزب سواء مع الدكتور البرادعى أو الأستاذ عمرو خالد أو غيرهم وهذا ليس تقليلا من شانهم لكنى أريد حزبا يكون بطله الشباب لا أن يكونوا أتباعا لغيرهم ، فليس من اللائق أن يصنعوا هم الثورة دون وصاية أو توجيه من احد ثم يكونو أتباعا بعد ذلك ، إضافة إلى أننى اريد طموحا وفكرا شبابيا خالصا
2 - أن تكون أيديولوجيته أيديولوجية مبتكرة ومختلفة تراعى فيه عدة نقاط وأهمها
ـــ مدنية الدولة والتى هى مطلب شرعى إسلامى عكس ما يروج له البعض ممن لا يعون معانى المصطلحات من الناحية الشرعية
ـــ المواطنة : والتى هى أساس التعايش فى الوطن الواحد
ـــ التأكيد على معنى الديموقراطية : والتى معناها فى نظر الشرع حكم الأغلبية وحكم الشعب فى إطار إسلامى ، وأنا أضفت كلمة إسلامى لأن هناك من يعتقد أن الكلمة ضد الإسلام ، وطبعا هذا فهم خاطئ للشريعة الغراء فاى مصطلح نقيسه على فكر وثقافة المجتمع الذى يطبق فيه ، ولا تعارض أيضا بين الديموقراطية ومبدأ الشورى فى الإسلام فهما متناغمان وقد اجزم أن الديموقراطية جزء لا يتجزء من الشورى وما كان مصطلح الديموقراطية الا انبثاقا غربيا من حضارتنا الإسلامية إلا أنها تصبغت بالفكر الغربى
ـــ فهم الشريعة الإسلامية بمفهوم وسطى معتدل مستنير نرسخ فيه لمبدأ التجديد فى الفكر الإسلامى والتجديد عكس الجمود ، فلا الجمود يعنى التبعية المستنيرة للشرع ولا التجديد يعنى التحرر من تعاليم الإسلام كما يعتقد البعض ، وإنما هو تجديد لدماء الأمة وباعث نضارتها
ـــ ضرورة التمسك بموروث الأمة مع الإنفتاح على ثقافات الآخرين بما لا يتعارض مع أسس حضارتنا وموروثنا الثقافى والفكرى
ـــ المساواة : فلا تفرقة بين المواطنين لا من الناحية الجنسية ولا العقائدية ولا اللونية ولا العرقية فكل مواطن له حقوق وعليه واجبات
ـــ العدالة الإجتماعية : العدالة فى التوزيع والعدالة فى التعليم والعدالة فى الإلتحاق بجميع الكليات بما فيها الكليات العسكرية والشرطية  ، والعدالة فى تولى المناصب القيادية بما فيها الهيئات القضائية والدبلوماسية ، والعدالة فى فرص العمل والعدالة فى المرتبات والدخل
ـــ إن حرية المواطن المسئولة حق أساسى ، حريته فى الرأى حريته فى التعبير ، حريته فى اختيار من يحكمه ، حريته فى أن يعارض ، حرية مفكريه وكتابه وعلمائه وصحافته وإعلامه ، فالحرية مطلب أساسى وبغيره لن تقوم نهضة ولن نبنى مصر فلا تنتظر نهضة من شعب خائف 
3 - حلم النهضة : وهو حلم وهدف من أهداف الثورة نريد حزبا شبابيا يجعل مصر يوما أعظم وأقوى دولة فى العالم وفى جميع المجالات ، الإقتصاد التعليم والبحث العلمى ، التجارة ، الصناعة ، الزراعة وحتى الرياضة
الحزب السياسى لشباب الثورة سيجعل الشعب يلتف حول فكر مستنير طموح نهضوى يحقق من خلاله شباب الثورة أهداف ثورتهم التى قاموا من أجلها ، وسينهى حالة الإستقطاب التى خلقتها التيارات الحالية ، وسيعمل الحزب على إظهار ديننا الحنيف بصورة ناصعة البياض وبصورة الاسلام الحقيقى لا الاسلام الذى شوهته عقول لا تفهم الإسلام على حقيقته
حزب شباب الثورة سيوحد الأمة وسيوحد أطيافها وسيعطى للشعب أمل وثقة فى أن ثورة شبابه لم تكن هباءا
إنشاء الحزب فى هذه الفترة بات أمرا حتميا وهذا ليس معناه ترك الميادين فلنسير جنبا إلى جنب ثورة وسياسة حتى إذا ما انتهت الثورة يستطيع الشباب من خلال الحزب أن يطبقوا ويرسخوا لأهداف الثورة وحلم النهضة بعد أن يكون الحزب اكتسب ارضية فى الشارع المصرى ، إن إنشاء حزب سياسى شبابى خالص ذو فكر نهضوى مستنير  يعضد الحياة السياسية فى مصر ويثقلها  حتى يستطيع فى الإنتخابات القادمة أن يرشح رئيسا تلتف حوله جموع الشعب ونحلم معه بمصر المستقبل 

بقلم /  دكتور أحمد كلحى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ