الاثنين، 14 مايو 2012

موسوعة الكيمياء - مركبات عضوية : الأسبرتام

الأسبرتام



الأسبارتام وهو مُحَلي صناعي غير سكري، وهو أحلى بـ 200 مرة تقريباً أكثر من السكر، ولكن بسعرات حرارية أقل بكثير وهو الإستر الميثيلي لثنائي الببتيد المكون من الحمضين الأمينيين فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك.
يستخدم الأسبارتام في تحلية المشروبات الغازية، ويعد إحدى بدائل السكر بالنسبة لمرضى السكري.
يسوق هذا المحلي تحت العديد من الأسماء التجارية. قد تظهر باسم (E951).
الاسبرتيم (أو APM) هو اسم السكر الصناعي الذي لايحتوي على السكرايد. ويعرف في الاتحاد الأوروبي تحت رقم E (الرمز الجمعي) E951.والأسبرتيم هو الميثيل أستر لثنائي الببتيد للـ فينيل ألانين/ حمض الأسبرتك. ويعتبر الأسبرتيم مجال للخلاف منذ التصديق عليه عام 1974. وفي تقرير تقييم الأمان عام 2007، وجد أن وزن الأدلة العلمية الموجودة يشير إلى أن الأسبرتيم آمن من حيث مستويات الاستهلاك الحالية باعتباره لايستخدم في التحلية الغذائية
التسويق
يتم تسويق هذا السكر تحت عدد من العلامات التجارية، مثل إيكوال، ونيتراسويت، وكاندريل،ويدخل ضمن مكونات أكثر من 6000 منتج مستهلك والمشروبات التي تباع في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال (لا الحصر) مشروبات الصودا الدايت وغيرها من المشروبات الغازية، الفطار سريع التحضير، نعناع النفس، والحبوب، والعلك الخالي من السكر، والكاكاو المختلط، والحلوى المجمدة، وحلوى الجيلاتين، والعصائر والملينات، ومكملات الفيتامينات الممضوغة، والحليب المخفوق، ومحليات المنضدية، والشاي، والقهوة سريعة التحضير، ومبردات النبيذ والزبادي. ويعتبر الأسبرتيم متاحاً الآن كبهار للمائدة في بعض الدول.ومع ذلك، فإن الأسبرتيم لايكون ملائم دائماً في المخبوزات لأنه يتحطم غالباً عند تسخينه ويفقد الكثير من حلاوته.كما أن الأسبرتيم يعتبر واحد من بدائل السكر الأساسية المستخدمة من قبل مرضى السكر.
ولأن السكرلوز، على عكس الأسبرتيم، يظل محتفظاً بحلاوته بعد تسخينه، فأصبح أكثر شعبية كمحتوى من ضمن المحتويات.هذا إلى جانب الاختلافات في التسويق، واختلاف أذواق المستهلك، مما أدى إلى فقد الأسبرتيم لحصته في التسويق أمام السكرلوز.
الكيمياء
الأسبرتيم هو استر الميثيل لثنائي الببتيد للحمض الأمينيالطبيعي L- حمض الأسبرتك و L- فينيل ألانين. وفي الظروف الحمضية أو القاعدية القوية، يمكن أن ينتج الأسبرتيم الميثانول بـ التحلل المائي.وفي ظل الظروف الشديدة، تتحلل الرابطة الببتيديةأيضاً، مما ينتج عنها تحرير الأحماض الأمينية.
يتم تصنيع الأسبرتيم في بعض الأسواق باستخدام النسخة المعدلة وراثياً من بكتيريا إي كولاي.. 
الخواص والاستخدام
الأسبرتيم هو مادة مُحلية صناعية. كما أنه أكثر حلاوة 200 مرة من السكر في نفس التركيزات، بدون قيمة الطاقة العالية للسكر. وفي حين أن الأسبرتيم، مثل الببتيدات الأخرى، قيمته السعرية هي 4 كيلو سعر (17 كيلو جول) للجرام، فإن الكمية المطلوبة من الأسبرتيم كي ينتج الطعم الحلو تكون صغيرة جداً بحيث تكون السعرات المستهلكة لاتذكر، وهذا الذي يجعله سكر شائع للذين يحاولون أن يتجنبوا السعرات من السكر. وطعم الأسبرتيم لايكون مماثل للسكر العادي: وحلاوة الأسبرتيم لها بداية أبطأ وأطول في المدة أكثر من السكر.وعادة مايذكر خليط الأسبرتيم مع 0}البوتاسيوم اسيسولفام ضمن المكونات على النحو التالي اسيسولفام كاف ويزعم أنه يجعل الطعم يشبه السكر أكثر، وليكون أكثر حلاوة من استخدام البديل بمفرده.
ومثل كل الببتيدات الأخرى، يمكن أن يتحلل الأسبرتيم إلى مكوناته من الأحماض الأمينية تحت درجات الحرارة أو الـ pH المرتفعة. وهذا مايجعل الأسبرتيم غير مرغوب فيه كمُحلي للمخبوزات، وعرضة للتدهور في المنتجات التي تحتاج لـ pH عالية، مثل المطلوبة لحياة طويلة المدى. ويمكن تحسين استقرار الأسبرتيم في ظروف التسخين إلى حد ما عن طريق تغليفة بالدهون أو المالتديكسترين. ويعتمد الاستقرار عند الذوبان في الماء على الـ pH. ففي درجة حرارة الغرفة يكون أكثر ثباتاً عند pH 4.3، حيث يكون فترة منتصف العمر له مايقرب من 300 يوم. في حين أنه عند pH 7 تكون فترة منتصف العمر له هي أيام قليلة فقط. وبما أن معظم المشروبات الغازية يكون الأس الهيدروجيني لها ما بين 3 و 5، لذلك يكون الأسبرتيم مستقر بدرجة معقولة. وأحيانا مايمزج الأسبرتيم مع مُحلى أكثر استقرارا (مثل السكرين)، في المنتجات التي يمكن أن تتطلب فترة صلاحية أطول، مثل الشراب للمشروبات الروحية.
يمكن أن يخضع الأمين في الأسبرتيم إلى تفاعل مالدريد مع مجموعات الألدهيد الموجودة في المركبات الأروماتية، في منتجات مثل المشروبات المجففة.فالخسارة المترتبة على كلاً من الطعم والحلاوة يمكن منعها عن طريق حماية الألدهيد كـ أسيتال.
هناك بعض الإدعاءات أن الأسبرتيم يترك طعم غريب بعد تذوقه عند بعض الناس، في حين أن البعض يصفوه بأنه عديم النكهة أو شيء مثل طعم الماء بعد تذوقه.
اكتشافه والتصديق عليه
اكتشف الأسبرتيم عام 1965 على يد جيمس م. سلاتر، وهو كيميائي يعمل لدى شركة جيدي سيرل & كومباني. حيث قام سلاتر بتخليق الأسبرتيم في سياق إنتاج عقار مرشح مضاد للقرحة. واكتشف حلاوة طعمه مصادفة عندما لحس إصبعه، الذي كان قد تلوث بالأسبرتيم بطريق الخطأ.
وفي أعقاب الاختبارات الأولية للسلامة، أشار اثنين من الناشطين ضد المضافات الغذائية إلى أن الأسبرتيم قد يسبب السرطان في الفئران؛ ونتيجة لذلك، لم تصدق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه كمضاف غذائي في الولايات المتحدة للعديد من السنوات. وفي عام 1980، عقدت هيئة FDA مجلس عام للتحقيق (PBOI) يتألف من المستشارين المستقلين المكلفين بدراسة العلاقة المزعومة بين الأسبرتيم وسرطان الدماغ. وخلص مجلس الـ PBOI إلى أن الأسبرتيم لا يسبب تلف الدماغ، لكنها أوصت بعدم الموافقة عليه في ذلك الوقت، نقلا عن الاسئلة دون اجابات حول السرطان في الفئران المختبرية. وأجبرت إدارة مهام FDA في الولايات المتحدة الفرق بالتحقيق في ادعاءات الأخطاء في الأبحاث التي أجريت من قبل الشركة المصنعة قبل مرحلة الموافقة عليه ووجدوا تباينات طفيفة فقط والتي لاتؤثر على نتائج الدراسة.[12][13] ونقلا عن بيانات دراسة يابانية لم تكن متاحة لأعضاء PBOI، [14]، وبعد طلب المشورة من لجنة الخبراء التي وجدت خطأ في التحليلات الإحصائية التي احتارت PBOI فيها، وافق المفوض هايز من إدارة FDA على استخدام الأسبرتيم في البضائع الجافة.. في 1983، كما صدقت إدارة الـ FDA على استخدام الأسبرتيم في المشروبات الغازية، وفي غيرها من المشروبات والمخبوزات والحلويات في عام 1993. وفي عام 1996، ازالت مؤسسة الـ FDA كل القيود من الأسبرتيم وسمحت باستخدامه في كل الأطعمة.
في عام 1985، اشترت شركة مونسانتو جيدي سيرل وأصبحت تجارة الأسبرتيم تجارة منفصلة فرعية تبع شركة مونسانتو، شركة نوتراسويت. وفي 25 مايو 20002000{/1، باعته شركة مونسانتو لـ ج. و. شيلدس ايكويتي بارتنرس 11 L.P. انتهت صلاحية براءة الاختراع الأمريكية على الأسبرتيم في عام 1992. ومنذ ذلك الحين، تنافست الشركة على مشاركة السوق مع المصنعين الآخرين، مثل أجينيموتو، وميرسانت وشركة هولند سويتينر.وتوقفت هذه الأخيرة عن صتع المادة الكيميائية في أواخر عام 2006 لأن "أسواق الأسبرتيم العالمية تواجه زيادة العرض الهيكلي، والذي أجبر العالم على تخفيض الأسعار بنسبة كبيرة على المدى الخمسة سنوات الماضية"، مما جعل تجارة الأسبرتيم "غير مربحة بتاتاً".
وافقت العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي على الأسبرتيم عام 1980، مع الموافقة الواسعة من الإتحاد الأوروبي عام 1994. وراجعت المفوضية الأوروبية العلمية على الأغذية دراسات السلامة اللاحقة وأعادت التأكيد على الموافقة عليها عام 2002. كما أفادت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية في عام 2006 أن المقدار المأخوذ اليومي الموافق عليه سابقاً كان مناسب، بعد مراجعة سسلسة من الدراسات الأخرى.
احا وبيلة الفينيل الكيتونية
يتحلل الأسبرتيم إلى المكونات الطبيعية المتبقية بعد البلع، وتشمل هذه المكونات حمض الأسبارتيك، وفينيلالاناين، والميثانول، وتشمل المنتجات المتحللة الأخرى كلاً من الفورمالديهايد،  وحامض الفورميك، وثنائي كيتو بيبرازين.
وتعتبر المستويات العالية من الحمض الأميني الأساسي الطبيعي (فينيل ألانين) من المخاطر الصحية لأولئك الذين ولدوا مع بيلة الفينيل كيتون (PKU)، وهو مرض وراثي نادر والذي يمنع أيض الفينيل ألانين أن يتم بشكل صحيح. وبما أن الأفراد الذين يعانون من مرض بيلة الفينيل الكيتونية يجب عليهم أن يعتبروا الأسبرتيم مصدراً للفينيل ألانين، فيجب على الأطعمة المحتوية على الأسبرتيم الموجودة في الأسواق في الولايات المتحدة أن تكتب "بيلة الفينيل الكيتونية: يحتوى على فينيل ألانين" على أغلفة المنتج.
وفي المملكة المتحدة، توجب وكالة المعايير الغذائية للدولة الأطعمة التي تحتوي على أسبرتيم أن تذكر المادة الكيميائية ضمن محتويات المنتج وتضع تحذير "يحتوى على مصدر للفينيل ألانين"- ويكون هذا التوضيح عادة في نهاية قائمة المكونات. كما أن المصنعين مطالبين بكتابة لافتة "مع مُحلي" على المغلف بقرب اسم المنتج الرئيسي على الأطعمة التي تحتوي "محليات مثل الأسبرتيم" أو "مع السكر والمُحلي" على "الأغذية التي تحتوي على كلاً من السكر والمُحلي".
الخلافات
يعتبر موضوع التحلية الصناعية مثار للجدل منذ بدايات التصديق عليه من قبل وكالة التغذية والدواء الأمريكية (FDA) عام 1974.وكانت المخاوف التي أثيرت حول كفاءة البحوث التي دعمت سلامته والآثار طويلة المدى التي تزيد من الاستهلاك المحتمل على العامة. وكان لبعض الدراسات العلمية، المتحدة مع ادعاءات تضارب المصالح في عملية موافقة FDA على المحليات، التركيز على النشاط الصوتي، ونظريات المؤامرة والخدع بشأن المخاطر المفترضة للأسبرتيم.
ووجد تقييم السلامة عام 2007 أن وزن الأدلة العلمية الموجودة يشير إلى أن الأسبرتيم يكون أمن في المستويات الحالية للاستهلاك كمُحلي غير غذائي. وكانت بعض مصادر الإدعاءات بشأن المخاطر المفترضة والمؤامرات هي موضوع الفحص النقدي. في عام 1987، خلص مكتب المحاسبة الحكومي في الولايات المتحدة إلى أن عملية التصديق على المضافات الغذائية تم اتباعه من أجل الأسبرتيم. واستناداً على استعراض أبحاث الحكومة والتوصيات من الهيئات الاستشارية، مثل ' اللجنة العلمية الأوروبية للأغذيةولجنة خبراء منظمة الصحة العالمية/ WHO، فإن الأسبرتيم وجد أنه أمن على الاستهلاك البشري على مستوى أكثر من تسعين بلدا حول العالم. في عام 1999، وصف مسؤولو إدارة الاغذية والعقاقير سلامة الأسبرتيم على أنها "واضحة المعالم" ونصت على أن المنتج يعتبر "واحد من أكثر المضافات الغذائية متابعة في اختبارها ودراستها التي وافقت عليها الوكالة

الأسْبَرْتام Aspartam – عبارة عن مادة مُحَلِّية صناعية من أكثر المُحَلِّيات استخداماً ومنتشرة على نطاق واسع جداً. وكلمة "أسبرتام" اسم تقني للأسماء التجارية لهذه المادة، التي منها Nutrasweet، Equal، Spoonful، Indulge، Equal-measure، Sugar-free، Sweetex-Gold، إلخ.

قام الكيميائي جيمس شلاتر باكتشاف الأسبرتام عن طريق المصادفة عام 1965 وهو يقوم بتجربة بعض الأدوية ضد مرض القرحة. وقد استُخدِم لأول مرة عام 1974، إلا أن استخدامه أوقِفَ لفترة ثماني سنوات حين رفضته إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية US Food and Drug Administration (FDA) لأن استخدامه على القوارض أدى إلى إصابة فئران المختبر بنوبات مرضية معينة وأورام في الدماغ (1، 2، 3). كما دلت نتائج أبحاث أخرى على إصابة الفئران بأمراض أخرى كسرطان الدماغ والثدي والرحم والبنكرياس (5). ومع ذلك أعيد استخدام الأسبرتام عام 1981 على الأغذية الجافة فقط. وفي عام 1983، تمت وافقت نفس الإدارة المذكورة أعلاه على إدخاله كمادة مُحَلِّية في المشروبات الغازية.

وفي عام 1993، وافقت الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية على استخدام الأسبرتام كمادة تدخل في عدد من الأطعمة، يجب في كل الأحوال تسخينها حتى درجة حرارة 30 مْ (2). والأخطر من ذلك أنه في 27 حزيران عام 1996، وبدون إشعار عام، أزالت إدارة FDA كافة القيود التي تحصر استخدام الأسبرتام في إطارات معينة، بحيث سمحت باستخدامه في كل شيء، سواء في المنتجات التي يتم تسخينها كما ذكرنا أو تلك المخبوزة أو المحمَّصة (3).

واليوم يُعتبَر الأسبرتام من أكثر المواد الداخلة في التموين الغذائي اليومي للإنسان سُمِّية؛ وقد غزت منتجاته 50 % من الأسواق العالمية. ويدخل الأسبرتام في أكثر من 5000 مُنْتَج غذائي متاح في أكثر من 90 بلد في العالم (2، 4، 5). وتشكل هذه المادة نسبة تزيد عن 75 % من كل ردود الفعل المعاكسة الناجمة عن استخدام المواد المضافة الأخرى إلى المواد الغذائية (نقلاً عن FDA) (1، 2، 3، 9).

والأسبرتام من المركبات ذات الآثار الجانبية السلبية على المدى البعيد. وقد تمر فترة سنة أو خمس سنوات أو عشر، وحتى 40، سنة لكي تظهر أعراضه القاتلة على الإنسان لدى استخدامه لفترات طويلة ومستمرة (3). ويسمِّي بعضهم هذه المادة أحيانا بـ"القاتل الصامت"a silent killer (8).

ومن المنتجات التي يدخل فيها الأسبرتام: المشروبات الخفيفة (ومنها المستخدمة للحمية أيضاً)، المشروبات التي يتناولها الرياضيون، العلكة، أنواع القهوة المختلفة والشاي، المشروبات الباردة، الفيتامينات المخصصة للأطفال، المضادات الحيوية، المقبِّلات المجمَّدة، والأغذية المبرَّدة من مشتقات الألبان، كالبوظة واللبن الرائب، وغير ذلك كثير، حتى غدا من الصعب جداً العيش بدون تناول الأسبرتام (5). وسيُطرَح قريباً في الأسواق نوع جديد آخر من الأسبرتام يسمَّى "نيوتام" Neotame، يبدو أن تركيبه الكيميائي سيكون كالتالي:

l-phenylalanin, n-/n-(3.3-dimethylbutyl)-l-aspartyl/-1-methyl ester

وتزيد حلاوة النيوتام بـ 40 مرة عن الأسبرتام نفسه (17)، علماً بأن هذا الأخير يفوق السكر العادي حلاوة بـ 200 مرة. وبالمناسبة، هناك أيضاً السَّكَّرين Saccharine المستخدم في إيجاد الطعم الحلو للمواد، وهو يفوق السكر العادي من حيث الحلاوة بـ 400 مرة، وقد وافقت الحكومة الأمريكية على استخدامه، على الرغم من أن التجارب تدل على أن له علاقة بإصابة حيوانات المختبر بمرض السرطان (9).

ومن جهة أخرى، تشير بعض المعطيات والمراجع أن الأسبرتام مادة غير خطرة. وأصحاب هذا الاتجاه هم أولئك الذين يعملون في شركات ومصانع إنتاج وتسويق مركب الأسبرتام ومن يقف في صفهم. ومن هذه الشركات: مصانع G. D. Searle ومصانع Monsanto الشهيرة بإنتاج المواد الكيماوية والهرمونية. ويدعم هؤلاء أيضاً بعض مدراءFDA مثل آرثر هيز وغيرهم من الباحثين في هذا المجال، الذين يقولون بأن الأسبرتام قد يؤثر فقط على بعض الأشخاص ممَّن يعانون من اضطرابات في عمليات الجسم الحيوية (7)، وبأن الكميات القليلة منه لا تضر بالصحة، كما ولا تؤثر على الأسنان، بل، على العكس، تساعد على ضبط الوزن وتُناسِب مرضى السكري (6). ويقول د. ألن إدْمونْدسون بأن الأسبرتام يقلل من كثافة الدم ويخفض حرارة الجسم والانتفاخات التي تظهر عليه، كما أنه لا يثير غشاء المعدة، وبذلك يبدو بأنه أكثر فاعلية من الأسبرين Aspirin (16). و حسب تقديرات FDA، فإن الكمية النموذجية التي يمكن تناولها من الأسبرتام يومياً يجب ألا تزيد عن 8-10 ملغم/كغم من وزن الجسم. إلا أنهم، من جهة أخرى، يسمحون بتناول مقدار يصل إلى 50 ملغم من الأسبرتام لكل كغم من وزن الجسم (7، 18). وهكذا يبدو بأن G. D. Searle و FDA هما اللتان تقرران وتضبطان مستويات استهلاك الناس من الأسبرتام (7). غير أن هناك ما يشير إلى وجود بيِّنات ودلائل تستحق الاعتبار تدور حول التجارب التي تقوم بها US FDA، معتبرة إياها لا تفي بالغرض وغير موضوعية ولا تتصف بالمعايير العلمية كما يجب (13).

علماً بأن فريق من الخبراء العلميين من FDA نفسها وقفوا ضد المصادقة الرسمية على استخدام الأسبرتام في حينه (18). ولا شك بأن شركة Monsanto وغيرها من منتجي الأسبرتام يعلمون جيداً الأضرار التي تسببها هذه المادة وتأثيرها القاتل! إلا أن هؤلاء وغيرهم يقومون بتمويل اتحاد مرضى السكري الأمريكي واتحاد الحِمْية الغذائية الأمريكي والكونجرس الأمريكي وكذلك مؤتمر مَجْمَع الأطباء الأمريكي (10).

في عام 1992 حصلNutrasweet من شركات الأسبرتام على امتياز وتم تسجيله في الدوائر الرسمية. والآن صارت الكثير من الشركات، ومن ضمنها تلك التي تنتج "أغذية صحية"، تضيف، بهدوء، المادة المحَلِّية (الأسبرتام) إلى منتجاتها.

أما شركة Nutrasweet فتمتلكها الآن شركة Monsanto متعددة الأطراف، ذات الرأسمال المقدَّر بـ 8 بليون دولار أمريكي، وأصبح يُطلَق عليها بعد الاندماج (عام 1996) اسم شركة Nutrasweet-Kelco Company (12).

وبالمناسبة، تم تزويد الجيش الأمريكي في عملية "عاصفة الصحراء" في حرب الخليج بكميات وفيرة من المشروبات المحلاة بالأسبرتام. وقد تعرضت هذه المشروبات، بطبيعة الحال، إلى درجات حرارة عالية في صحراء المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى إصابة معظم أفراده بأمراض تشبه أعراضها تلك التي تنشأ عادة نتيجة التسمُّم بالمواد الكيماوية السامة، وخصوصاً التسمم بالفورمالدهايد.

مِمَّ يتكون الأسبرتام؟

الأسبرتام جزيء معقد للغاية رمزه الكيميائي:

C14H18O5: l-aspartin-l-phenylalanine methyl ester

وهذا يعني أنه عبارة عن مادة تتكون من المركبات الكيميائية التالية: 50 % فينيل ألانين Phenylalanine، و 40 % حمض الأسبرتيAspartic acid ، و 10 % ميثانول Methanol. وكل واحدة من هذه المواد تشكل وحدها خطورة كبيرة، علماً بأنها تصبح أشد خطورة حين تكون متحدة بعضها مع بعض (5). ولنأخذ كل واحد من هذه المركبات على حدة لدراستها وتبيان ماهيتها!

1. الفينيل ألانين Phenylalanine

الفينيل ألانين عبارة عن حمض أميني يوجد بشكل طبيعي وعادي في الدماغ. إن الإنسان الذي يعاني من اضطراب أو اعتلال وراثي (جيني) Phenylketonuria (PKU) لا يستطيع جسمه أن يقوم باستقلاب أو بتجديد مادة الفينيل ألانين، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير وخطير في منسوب هذه المادة في الدماغ (أحياناً لدرجة قاتلة)، وذلك بسبب نقص إنزيم ضروري للتخلص من الكميات الزائدة من الفينيل ألانين. وقد تبين بأن تناول الأسبرتام، وخصوصاً إلى جانب السكريات، يؤدي إلى زيادة مفرطة في مستوى الفينيل ألانين في الدماغ، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من PKU. وهذه ليست مجرد نظرية؛ فقد أظهرت الدراسات بأن كثيراً من الناس العاديين ممَّن تناولوا كميات كبيرة، ولمدة طويلة، من الأسبرتام ظهرت في دمائهم مستويات مفرطة من الفينيل ألانين، وأن المستوى العالي من الفنيل ألانين في الدماغ يمكن أن يكون من أحد أسباب انخفاض مستوى السيروتونين Serotonin في الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى اضطرابات انفعالية كالانحطاط أو الكآبة. وحتى الكميات القليلة من الأسبرتام تزيد من مستويات الفينيل ألانين في الدم (1، 5).

من جهة أخرى، وبحسب معطيات د. لويس إلساس، رئيس قسم الوراثة في جامعة إموري في أطلانطا، فإن الفينيل ألانين الموجود في الأسبرتام بإمكانه أن يؤثر بمقدار أربعة أضعاف على خلاص الجنين خلال فترة الحمل، مسبباً أذى كبيراً للمواليد الذين مرُّوا بهذه الظروف (2، 5). كما أشار د. ريتشارد وُرتمان، البروفيسور في معهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا MIT، إلى أن للأسبرتام تأثيراً على مستوى الفينيل ألانين في الدماغ وعلى مستوى التيروزين Tyrosine، مما يؤثر في النهاية على عملية استقلاب النواقل العصبية (رسائل الأعصاب) neurotransmitters أو brain massagers، وكذلك على وظائف الجسم الأخرى (5).

هناك دراستان لتشارلز ريفر تحملان الرمزين e 33/34 و e 70. أجريَتْ الدراسةe 33/34 خلال 104 أسابيع على القوارض (فئران cd) لبيان مدى تأثير الأسبرتام عليها. وقد تم في النتيجة اكتشاف 12 ورماً دماغياً على الفئران التي أجريت عليها الأبحاث. كما تبيَّن بأن الفئران التي لم تعطَ الأسبرتام لم تُصَب بشيء (2).

أما د. روبرتس فقد أجرى عام 1991 دراسة نُشِرَت على صفحات مجلة النجاحات في مجال الطب. وقد أظهر فيها العلاقة الممكنة ما بين الارتفاع الفجائي لسرطان الدماغ الأوَّلي ولمرض الدماغ الليمفاوي وما بين السنوات التي تم فيها إدخال مادة الأسبرتام إلى الأسواق التجارية (2).

كما يؤكد الباحثان فرانك وروبرت بأنه توجد علاقة ما بين الأسبرتام والإصابة بسرطان الدماغ (15).

هذا وإن كون الأسبرتام يحتوي على الفينيل ألانين يشكل خطراً جسيماً على أولئك الأشخاص الذين يعانون من مرض اختلال أو اضطراب التحولات الكيميائية في الخلايا الحية لأجسامهم (10).

2. حمض الأسبرتي Aspartic acid

إن الأسبرتيك والفينيل ألانين اللذين يشكلان معاً 90 % من مادة الأسبرتام ومشتقاته هما من الأحماض الأمينية الموجودة بشكل طبيعي في الغذاء الذي نتناوله والضرورية في تمثيل وتجديد البروتوبلازما فيه. ولكن إن لم يكن هذان الحمضان متَّحدين مع الأحماض الأمينية الأخرى التي نستهلكها (وعددها 20)، عندئذٍ يصيران ذَوَيْ سُمِّية شديدة، وخصوصاً على الجهاز العصبي (3). وعند تناول الأسبرتام تذهب مُكوِّناته إلى الدماغ، مسبِّبَة له الأضرار، التي، بدورها، تؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة، كآلام في الرأس وخلل أو تشويش ذهني (عقلي) وفقد التوازن بالإضافة إلى نوبات مرضية أخرى.

يشير د. رَسِّل بليلوك، بروفيسور جراحة الأعصاب في معهد الميسيسيبي للطب، مستنِداً إلى حوالى 500 مرجع علمي، إلى أن الزيادة المفرطة من الأحماض الأمينية الحرَّة، مثل الأسبرتي Aspartic والجلوتامي Glutamic في غذائنا تؤدي إلى اختلال عصبي مزمن وإلى مئات من الأعراض المرضية الأخرى (2، 5). وأغلب خلايا الدماغ (75 % +)، وفي مواقع معينة منه، تُقتَل قبل ملاحظة أية أعراض سريرية مزمنة. كما لوحظ بأن للحمض الأسبرتي تأثيرات ضارة متراكمة على جهاز الإفرازات الداخلي ( الغدد الصُّم) وعلى الجهاز التناسلي. وحتى عند عدم تراكمه أيضاً يسبب اختلالاً بشكل تدريجي (18). بالإضافة إلى أن هذا الحمض أدَّى في أحد التجارب إلى تغيُّر في الشيفرة الوراثية DNA لحيوانات المختبر – حيث إن الجيل الثالث للجِراء وُلِدت بدينة ومصابة بالسَّوداء وبحالة لا تؤدي فيها أعضاؤها الجنسية وظائفها (1، 5، 11).

أعلن اتحاد الجمعيات الفيدرالية الأمريكية للاختبارات البيولوجية (FASEB) في الفترة الأخيرة في مقال أنه من الحكمة إزالة الأطعمة المحتوية على حمض الجلوتامين L-Glutamic acid من الأغذية التي تعطى للنساء الحوامل والأطفال والرضَّع، لما لها من تأثيرات سلبية على صحة هؤلاء. ونفس الشيء ينطبق على حمض الأسبرتي. ولقد سبق أن أعلن بروفيسور الأمراض النفسية أولني عام 1971 بأن حمض الأسبرتي يؤدي إلى حدوث ثقوب في أدمغة الفئران (1، 10).

3. الميثانول Methanol

الميثانول مادة سامَّة قاتلة، وتسمَّى أيضاً كحول الخشب. والميثانول مركَّب يتحطم في الجسم إلى الحمض الفورمي Formis acid والفورمالدهيد Formaldehyde. والكمية المسموح بتناولها من الميثانول في اليوم يجب أن لا تزيد عن 7-8 ملغم، بينما الكمية الموجودة منه في نصف ليتر من الشراب المحلَّى بالأسبرتام تساوي حوالى 25 ملغم (11). وبالتحديد يحتوي ليتر من شراب الأسبرتام على 56 ملغم ميثانول. وهذا يعني بأن مَن يتناول منتجات الأسبرتام بشكل كبير يستهلك حوالى 250 ملغم ميثانول في اليوم، أي ما يزيد عن المقدار المسموح به بـ 32 مرة (1).

وحسب ما استجدَّ من أبحاث، فإن الفورمالدهايد الناتج من الميثانول سامٌّ جداً، حتى لو أُخِذ بمقادير قليلة جداً (3). غير أن الميثانول الموجود بشكله العادي في الطبيعة (على عكس ميثانول الأسبرتام) لربَّما لا يتم امتصاصه أو تحوُّله في الجسم إلى ناتج أيضيٍّ سام بنسبة خطيرة. فالميثانول في الطبيعة يكون مصحوباً دوماً بالإيثانول Ethanol، وهذا الأخير يبطل مفعول الميثانول السُّمّي. بينما الاسبرتام لا يوجد فيه الإيثانول، ففيه فقط ميثانول (5).

إن مركب الميثانول الحرِّ والسامِّ ينطلق من الأسبرتام عند تسخينه في درجة حرارة 30 مْ. وهذا ممكن أن يحدث أيضاً عند تخزين أي مُنْتَج يحتوي على الأسبرتام في ظروف غير ملائمة أو عند تسخينه (مثلاً كجزء من المُنْتَج "الطعام" كالجيلو) (5).

ونظراً لنقص أزواج من الإنزيمات الرئيسية في جسم الإنسان، ووجودها لدى الحيوان، فإن جسم الإنسان حساس جداً للتأثيرات السامَّة للإيثانول بالمقارنة مع جسم الحيوان. إذن فالتجارب ذات العلاقة بالأسبرتام والميثانول التي تجري على الحيوانات المختلفة لا تعكس بالضبط مدى الخطورة التي تسبِّبها هذه السموم ‎للإنسان (1، 2). ومن المعلوم كذلك أن للميثانول تأثيراً ضاراً على العيون وعلى الكبد والدماغ وعلى أعضاء أخرى من الجسم (5).

ومن أهم المشاكل التي يسبِّبها التسمُّم بالميثانول تخص المشكلات ذات العلاقة بحاسة البصر ومنها: الرؤية الضبابية misty vision، تقلص أو انقباض متقدِّم في الرؤيةprogressive contraction of visual fields، عشي البصر (رؤية غير واضحة) blurring of vision، ظلمة أو قتامة في الرؤية obscuration of vision، تلف في الشبكية retinal damage، والعمى blindness.

وإجمالاً فإن أحماض الأسبرتي والفينيل ألانين والميثانول وما ينتج عنها من مركَّبات أخرى لها تأثير تراكمي خطير لأنه يتم امتصاصها بشكل سريع وطرحها بشكل بطيء (2).

كما وتوجد دراسات ومقالات عديدة تحذِّر الطيارين من تناول الأسبرتام. وتبين هذه الدراسات والمقالات بأنه عند تناول الطيارين للأسبرتام يصيرون أكثر حساسية للإصابة بنوبات مرضية مختلفة وبالدوار

أين يمكن أن يوجد الأسبرتام؟
يدخل الأسبرتام ومشتقاته في المواد الغذائية والمشروبات التالية:

- في الأغذية سريعة التحضير، وفي الأغذية الجاهزة، وخصوصاً طعام الإفطار، وفي حلوى الجيلاتين والبودنغ، وفي المشروبات الخفيفة وسريعة الذوبان.

- في الحلوى المنكَّهة بالنعناع، وفي العصير وفي حلوى المائدة، وفي البودرة المحلاة المستخدمة في تحضير الشراب السريع.

- في مليِّنات الأمعاء وأشربة الشاي المختلفة

- في العلكة الخالية من السكر وفي الفيتامينات المركبة multivitamins وأقراص بعض الأدوية وفي أنواع الشاي والقهوة فورية الذوبان.

- في خلطات الكاكاو والأشربة المضاف إليها الحليب والمعجنات المحلاة، وخصوصاً تلك المصنوعة على شكل طبقات.

- في المستحضرات الصيدلانية (بعض الأدوية الموصوفة لمرضى السكري، و Mitronidazole المستخدم ضد الأمراض البكتيرية، و Allopurinol لتقليل حمض البول، وغيرها (Posner, 1975).

- في الحلويات المجمدة، وفي مزيج العناصر الغذائية المخفوقة، وفي اللبن، وفي غيرها من المواد الغذائية التي لا تحصى (1، 2، 6).

- في الأغذية الرياضية Optimum Nutrition مثل Mighty whey protein.

ونتيجة تناول مثل هذه الأغذية باستمرار تظهر بعض الحالات المرضية المعقدة لفئة كبيرة من السكان تشمل:

- المرضى الذين يعانون زيادة في السكر Diabetes.

- المرضى الذين يعانون نقصاً في السكر Hypoglycemia.

- النساء الحوامل.

- الأطفال.

- المرضى الذين يعانون من داء الصرع ومن أمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي.

- مرضى Phenilketonuria، وهم الذين يعانون من اضطرابات وعلل وراثية (جينية).

- أولئك الذين لديهم ردود فعل معاكسة من الأسبرتام.

- المرضى من كبار السن ممن يعانون من ضعف في الذاكرة.

فيما يلي نورد بعض الأمراض الرئيسية التي تسببها مركبات الأسبرتام، وهي نتائج دراسات أجريت على مئات الأشخاص كانوا تعرضوا لردود فعل معاكسة جراء استخدام الأسبرتام (Roberts, 1988):

1. أمراض ذات علاقة بالأعصاب والحالات النفسية neuropsychiatric disorders:

آلام الرأس، دوار الرأس (الدوخة) والتقلب، فقدان الذاكرة والتشوش، خمول ونعاس، فالج خفيف (تخدر ونمنمة) أو فقدان الحس والحركة في نهايات الأطراف، رجفات وتشنجات، صرع epilepsy، شرود الذهن، صعوبة شديدة في النطق، رعشة، النشاط الحركي المفرط في الأطراف hyperactivity، هبوط شديد في القوى الوظيفية، حدة الطبع وتطرفه، تغيرات شخصية ملحوظة، أرق شديد، تفاقم أزمة مرضية معينة مثل الهلع المرضي (الفوبيا) phobias.

2. أمراض ذات علاقة بداء البول السكري diabetes:

يلاحظ ضعف في التحكم في الأنسولين، وعدم فاعلية الأدوية التي تؤخذ في علاج مرضى السكري. كما يؤدي إلى تفاقم داء السكري لدى المرضى المصابين به لدرجة إصابة شبكية العين retinopathy، وإعتام عدسة العين cataracts، وأمراض عصبية أخرى، والإصابة بالشلل وباضطرابات عنيفة وتشنجات.

3. أمراض ذات علاقة بالرؤية أو البصر:

ضبابية العين، الإصابة بأعراض مرضية، كالومضات المضيئة المتقطعة ثم الرؤية غير الواضحة، آلام في إحدى العينين أو فيهما معاً، كثرة الدموع ومشاكل في العدسات اللاصقة،

فقدان البصر في إحدى العينين أو فيهما معاً (2).

4. أمراض ذات علاقة بسرطان الدماغ:

يقول د. روبرتس بأن الأسبرتام يستطيع أن يتسبب في الإصابة بنوع خطير جداً من الأمراض السرطانية – كالورم الليمفاوي في الدماغ Primary lymphoma of the brain (1، 2).

5. عيوب ولادية المنشأ:

خلل دماغي لدى بعض الأشخاص ذوي الحساسية العالية للأسبرتام، أمراض تتفاوت ما بين الدّوخة وتغيرات في الدماغ إلى إعاقات عقلية، زيادة في وزن الجسم في الوقت الذي تستدعي فيه الحاجة إلى تخفيف الوزن. الإصابة بأورام دهنية وأورام خبيثة Granulomatous. طفح جلدي مع حكة شديدة Urticaria، غيبوبة coma تنشأ عن مرض معين، إلخ.

(George R. Verilli, Anne Marie Stellman, L. Garfunkel, 1986)

ومن جهة أخرى، يسبب الأسبرتام صداعاً نصفياً وأوجاعاً في الرأس وسقوط الشعر وخفقان القلب والتعب والأرق وصعوبة في التنفس وآلام المفاصل والصدر، بالإضافة إلى فقدان حاسة الذوق وحاسة السمع وفقدان الذاكرة؛ كما يسبب حرقة في البول ومشاكل في الأعضاء التناسلية (عن دائرة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة US Department of Health and Human Services (1، 3، 5).

لماذا لا نسمع عن مثل هذه الأشياء؟!

إن عدم سماع الناس عن الأسبرتام ومخاطره يعود إلى سببين رئيسيين هما:

1. قلة وعي وإدراك الناس بشكل عام. إن المخاطر والأمراض التي يسببها الأسبرتام لا يتم نشرها ولا يتم ذكرها في الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والصحافة وغيرها، كما هو الحال عند نشر أخبار عن حوادث الطائرات وما شابه.

2. معظم الناس لا يربطون الأعراض المرضية التي تظهر عليهم مع الاستخدام الطويل للأسبرتام. وبالنسبة إلى أولئك الأشخاص الذين دُمِّرَت نسبة مؤثرة من خلايا أدمغتهم، وأصبحوا نتيجة لذلك يعانون من أمراض مزمنة، لا سبيل هناك لكي يربطوا ذلك، بشكل طبيعي، مرضاً ما مع استهلاكهم للأسبرتام.

لكن كيف تتم الموافقة على استخدام الأسبرتام؟!! ذاك موضوع آخر – فالموافقة على إنتاج وتسويق مثل هذه المواد يعتمد على الكيفية التي ستعمل بها الشركات الكيميائية والشركات المنتجة للأدوية للتأثير والتلاعب على ممثلي الإدارات الحكومية والمنظمات ذات العلاقة. وهي تغمر بعض المؤسسات العلمية بفيض من الأموال لتمويل المشاريع والدراسات القائمة بأساليب احتيالية (1).

كيف نستدل على أن المُنتَج يحتوي على الأسبرتام أم لا؟

عادة ما تكون كلمة "أسبرتام" aspartame موضحة في المكان المشار فيه إلى محتويات المنتوج. وإذا كان المنتوج محلَّى كلياً بالنوتراسويت Nutrasweet، فإنه يشار إلى ذلك بالعلامة التجارية Nutrasweet ® (6)، أو على الأقل يفترض أن يكون كذلك.

وأخيراً، بعد أن تعرفنا عن كثب على الأسبرتام، لا يبقى لدينا، إذا أردنا الحفاظ على صحتنا، سوى أخذ الحيطة والحذر من المواد الغذائية التي نتناولها وكذلك من الأدوية والعقاقير المحتوية على هذه المادة ومشتقاتها. كما يجب الانتباه إلى كل علامة تجارية أو أية ملصقات على المنتجات التي نتناولها، ومن ضمنها الفيتامينات والأدوية، والتأكد من دخول أو عدم دخول الأسبرتام أو أي من مشتقاته أو نظائره تحت أسماء متنوعة في محتوياتها. كما يستحسن الابتعاد عن كل منتج يحتوي أيضاً على Acesulfame أو Sunette (3)، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن أشهر الشركات والمصانع العالمية المعتمدة، كمصنع Twinlabs على سبيل المثال، تحتوي منتجاتها على مادة الأسبرتام (H. J. Roberts) (1).

إن عدداً غير قليل من هذه المنتجات، وخصوصاً المحلِّيات الصناعية والعلكة والسكاكر المتنوعة بألوانها الزاهية، نجدها اليوم بالفعل على رفوف المتاجر الكبيرة في بلادنا تحت أسماء مختلفة مثل:Gold Sweet, Sweet n Low, Nutrasweet, Canderel, Sugar Free, Slim n Trim, Hermesetas، إلخ – وكلها من مصادر مختلفة (إنجلترا وهولندا وسويسرا والهند والولايات المتحدة وغيرها). ومن الظريف أن عليها تحذيرات لمتناوليها، وبالتحديد لأولئك المصابين بمرض Phenylketonuria (مرض جيني)، وأحيانا نصائح باستشارة الطبيب قبل استخدامها. ولعل مثل هذه التحذيرات والنصائح تكفي بنفسها لكي نفكر بالأمر ونستشف منه بأن هذه المواد (المنتجات) الغذائية لا تخلو على كل حال من الخطورة على صحة متناوليها.

ومن الجدير بالذكر أن المرء يحتاج إلى ستين يوماً فقط من دون أن يتناول أي منتج يدخل فيه الأسبرتام حتى تظهر عليه علامات وبوادر التحسن من أية آلام أو أعراض مرضية مختلفة. عندها باستطاعته التأكد من أن الأسبرتام هو أحد الأسباب الرئيسة المسببة للانتكاسات المرضية والعلل المختلفة فيه