الثلاثاء، 24 أبريل 2012

موسوعة السيرة النبوية : نسبه الشريف

نسبه الشريف


: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، واسم عبد المطلب : شيبة بن هاشم واسم هاشم : عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف : المغيرة بن قصي ، ( واسم قصي : زيد ) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة : عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ( أد ، ويقال ) : أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ  بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي فيما يزعمون والله أعلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة ، وخط بالقلم - ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم

سياق النسب من ولد إسماعيل عليه السلام
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تقول العرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر وآجر فيبدلون الألف من الهاء كما قالوا ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هراق الماء ، وأراق الماء وغيره ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهاجر من أهل مصر‏‏‏‏‏.‏‏
حديث الوصاة بأهل مصر وسببها
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثنا عبدالله بن وهب عن عبدالله بن لهيعة تعالى عمر مولى غفرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد ، فإن لهم نسبا وصهرا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال عمر مولى غفرة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نسبهم ، أن أم إسماعيل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وصهرهم ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسرر فيهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن لهيعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أم إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر من أم العرب ، قرية كانت أمام الفرما من مصر‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏وأم إبراهيم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مارية سرية النبي ، صلى الله عليه وسلم ، التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري أن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك الأنصاري ، ثم السلمي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقلت لمحمد بن مسلم الزهري ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كانت هاجر أم إسماعيل منهم
 أصل العرب
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وبعض أهل اليمن يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قحطان من ولد إسماعيل ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إسماعيل أبو العرب كلها‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بن نوح ، عرب كلهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فولد نابت بن إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يشجب بن نابت ، فولد يشجب‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يعرب بن يشجب ، فولد يعرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تيرح بن يعرب ، فولد تيرح ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ناحور بن تيرح ، فولد ناحور ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مقوم بن ناحور، فولد مقوم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أدد بن مقوم ، فولد أدد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أدد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏قال ابن هشام‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏
 أولاد عدنان
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فولد عدنان رجلين ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ معد بن عدنان ، وعك بن عدنان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 موطن عك
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فصارت عك في دار اليمن ، وذلك أن عكا تزوج في الأشعريين فأقام فيهم ، فصارت الدار واللغة واحدة ، والأشعريون بنو أشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نبت بن أدد ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن مالك ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ومالك‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مذحج بن أدد بن زيد بن هميسع ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن سبأ بن يشجب ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر وأبو عبيدة ، لعباس بن مرداس ،أحد بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يفخر بعك ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
وعك بن عدنان الذين تقلبوا * بغسان حتى طردوا كل مطرد
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وغسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بسد مأرب باليمن،كان شربا لولد مازن بن الأسد بن الغوث فسموا به ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ غسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بالمشلل قريب من الجحفة ، والذين شربوا منه تحزبوا فسموا به قبائل من ولد مازن ابن الأسد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏
 ذكر نسب الأنصار
قال حسان بن ثابت الأنصاري - والأنصار بنو الأوس والخزرج - ، ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
إما سألت فإنا معشر نجب * الأسد نسبتنا والماء غسان
وهذا البيت في أبيات له‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏‏‏‏
فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وبعض عك ، وهم الذين بخراسان منهم ، عك بن عدنان بن عبدالله بن الأسد بن الغوث؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدثان بن الديث بن عبدالله بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 أولاد معد
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فولد معد بن عدنان أربعة نفر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نزار بن معد ، وقضاعة بن معد ، وكان قضاعة بكر معد الذي به يكنى فيما يزعمون، وقنص بن معد ، وإياد بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
فأما قضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ - وكان اسم سبأ عبد شمس ، وإنما سمي سبأ ، لأنه أول من سبى في العرب - ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 قضاعة
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وقضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قضاعة بن مالك بن حمير‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقال عمرو بن مرة الجهني ، وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر * قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر * في الحجر المنقوش تحت المنبر
قنص بن معد ،ونسب النعمان بن المنذر
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وأما قنص بن معد فهلكت بقيتهم - فيما يزعم نساب معد - وكان منهم النعمان بن المنذر ملك الحيرة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب الزهري‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قَنَص ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏شيخ من الأنصار من بني زريق أنه حدثه ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أُتي بسيف النعمان بن المنذر ، دعا جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي - وكان جبير من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة ، وكان يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق رضى الله عنه ، وكان أبو بكر الصديق أنسب العرب - فسلحه إياه ، ثم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ممن كان يا جبير ، النعمان بن المنذر ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كان من أشلاء قنص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجلا من لخم ، من ولد ربيعة بن نصر ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 نسب لخم بن عدى
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن عمرو بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر ، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 أمر عمرو بن عامر في خروجه من اليمن وقصة سد مأرب
وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن - فيما حدثني أبو زيد الأنصاري - أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب ، الذي كان يحبس عليهم الماء ، فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة من اليمن ، فكادَ قومَه، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ؛ فقال عمرو ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي، وعرض أمواله ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقال أشراف من أشراف اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ اغتنموا غضبة عمرو ، فاشتروا منه أمواله‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وانتقل في ولده وولد ولده ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقالت الأزد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم ، وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ففي ذلك قال عباس بن مرداس ‏‏‏البيت الذي كتبنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مَرّا، ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان ، ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية ، جنتان عن يمين وشمال ، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا ، فأرسلنا عليهم سيل العرم‏‏‏‏‏)‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ والعرم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ السد ، واحدته ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عرمة ، فيما حدثني أبو عبيدة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال الأعشى ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة ؛ واسم الأعشى ،ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
وفي ذاك للمؤتسي أسوة * ومأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لهم حمير * إذا جاء مواره لم يرم
فأروى الزروع وأعنابها * على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي ما يقدرو * ن منه على شرب طفل فطم
وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
وقال أمية بن أبي الصلت الثقفي - واسم ثقيف قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
من سبأ الحاضرين مأرب إذ * يبنون من دون سيله العرما
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وتروى للنابغة الجعدي ، واسمه قيس بن عبدالله أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهو حديث طويل ، منعني من استقصائه ما ذكرت من الاختصار

 نسب خزاعة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وخزاعة تقول ‏‏‏:‏‏‏ نحن بنو عمرو بن عامر ، من اليمن ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وتقول خزاعة ‏‏‏:‏‏‏ نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ؛ وخندف أمها ، فيما حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم ‏‏‏.‏‏‏ ويقال خزاعة ‏‏‏:‏‏‏بنو حارثة بن عمرو بن عامر ، وإنما سميت خزاعة لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن عامر ، حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام ، فنزلوا بمر الظهران فأقاموا بها ‏‏‏.‏‏‏
قال عون بن أيوب الأنصاري أحد بني عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج في الإسلام ‏‏‏:‏‏‏
فلما هبطنا بطن مر تخزعت * خزاعة منا في خيول كراكر
حمت كل واد من تهامة واحتمت * بصم القنا والمرهفات البواتر
وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
وقال أبو المطهر إسماعيل بن رافع الأنصاري ، أحد بني حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ‏‏‏.‏‏‏
فلما هبطنا بطن مكة أحمدت * خزاعة دار الآكل المتحامل
فحلت أكاريسا وشتت قنابلا * على كل حي بين نجد وساحل
نفوا جرهما عن بطن مكة واحتبوا * بعز خزاعي شديد الكواهل
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ، وأنا إن شاء الله أذكر نفيها جرهما في موضعه ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد مدركة وخزيمة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد مدركة بن إلياس رجلين ‏‏‏:‏‏‏ خزيمة بن مدركة ، وهُذيل بن مدركة ؛ وأمهما امرأة من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏ فولد خزيمة بن مدركة أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كنانة بن خزيمة ، وأسد بن خزيمة ، وأسدة بن خزيمة ، والهُون بن خزيمة ، فأم كنانة عوانة بنت سعد بن قيس عيلان بن مضر ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال الهَون بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد كنانة وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد كنانة بن خزيمة أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ النضر بن كنانة ، ومالك بن كنانة ، وعبد مناة بن كنانة ، وملكان بن كنانة ‏‏‏.‏‏‏ فأم النضر برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، وسائر بنيه لامرأة أخرى ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أم النضر ومالك وملكان ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت مر ؛ وأم عبد مناة ‏‏‏:‏‏‏ هالة بنت سويد بن الغطريف من أزد شنوءة ‏‏‏.‏‏‏ وشنوءة ‏‏‏:‏‏‏ عبدالله بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نضر بن الأسد بن الغوث ، وإنما سموا شنوءة ، لشنآن كان بينهم ‏‏‏.‏‏‏ والشنآن ‏‏‏:‏‏‏ البغض ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
 من يطلق عليه لقب قرشي
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ النضر ‏‏‏:‏‏‏ قريش ، فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ‏‏‏.‏‏‏ قال جرير بن عطية أحد بني كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يمدح هشام بن عبدالملك بن مروان ‏‏‏:‏‏‏
فما الأم التي ولدت قريشا * بمقرفة النجار ولا عقيم
وما قرم بأنجب من أبيكم * وما خال بأكرم من تميم
يعني برة بنت مر أخت تميم بن مر ، أم النضر ‏‏‏.‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
لماذا سميت قريش باسمها
ويقال فهر بن مالك ‏‏‏:‏‏‏ قريش فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ‏‏‏.‏‏‏ وإنما سميت قريش قريشا من التقرش ، والتقرش ‏‏‏:‏‏‏ التجارة والاكتساب ‏‏‏.‏‏‏ قال رؤبة بن العجاج ‏‏‏:‏‏‏
قد كان يغنيهم عن الشغوش * والخشل من تساقط القروش
شحم ومحض ليس بالمغشوش *
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ والشغوش ‏‏‏:‏‏‏ قمح ، يسمى الشغوش ‏‏‏.‏‏‏ والخشل ‏‏‏:‏‏‏ رءوس الخلأخيل والأسورة ونحوه ‏‏‏.‏‏‏ والقروش ‏‏‏:‏‏‏ التجارة والاكتساب ‏‏‏.‏‏‏ يقول ‏‏‏:‏‏‏ قد كان يغنيهم عن هذا شحم ومحض ، والمحض ‏‏‏:‏‏‏ اللبن الحليب الخالص
وهذه الأبيات في أرجوزة له ‏‏‏.‏‏‏ وقال أبو جلدة اليشكري ، ويشكر بن بكر بن وائل ‏‏‏:‏‏‏
إخوة قرشوا الذنوب علينا * في حديث من عمرنا وقديم
وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ إنما سميت قريش قريشا لتجمعها من بعد تفرقها ، ويقال للتجمع ‏‏‏:‏‏‏ التقرش ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد النضر وأمهاتهم
فولد النضر بن كنانة رجلين ‏‏‏:‏‏‏ مالك بن النضر ، ويخلد بن النضر ؛ فأم مالك ‏‏‏:‏‏‏ عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، ولا أدري أهي أم يخلد أم لا ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ والصلت بن النضر - فيما قال أبو عمرو المدني - وأمهم جميعا بنت سعد بن ظرب العداوني ‏‏‏.‏‏‏ وعدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ‏‏‏.‏‏‏
قال كثير بن عبدالرحمن ، وهو كثير عزة أحد بني مليح بن عمرو ، من خزاعة ‏‏‏:‏‏‏
أليس أبي بالصلت أم ليس إخوتي * لكل هجان من بني النضر أزهرا
رأيت ثياب العصب مختلط السدى * بنا وبهم والحضرمي المخصرا
فإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا * أراكا بأذناب الفوائج أخضرا
قال ‏‏‏:‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
والذين يُعْزَوْن إلى الصلت بن النضر من خزاعة ، بنو مُلَيْح بن عمرو ، رهط كثير عزة ‏‏‏.‏‏‏
أولاد مالك بن النضر وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد مالك بن النضر فهر بن مالك ، وأمه جندلة بنت الحارث بن مُضاض الجرهمي ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وليس بابن مضاض الأكبر ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد فهر و أمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد فهر بن مالك أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ غالب بن فهر ، ومحارب بن فهر ، والحارث بن فهر ، وأسد بن فهر ، وأمهم ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وجندلة بنت فهر ، وهي أم يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وأمها ليلى بنت سعد ‏‏‏.‏‏‏ قال جرير بن عطية بن الخطفي - واسم الخطفي حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة - ‏‏‏:‏‏‏
وإذا غضبت رمى ورائي بالحصى * أبناء جندلة كخير الجندل
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد غالب وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد غالب بن فهر رجلين ‏‏‏:‏‏‏ لؤي بن غالب ، وتيم بن غالب ؛ وأمهما سلمى بنت عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏ وتيم بن غالب ‏‏‏:‏‏‏ الذين يقال لهم بنو الأدرم ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وقيس بن غالب ، وأمه سلمى بنت كعب بن عمرو الخزاعي ، وهي أم لؤي وتيم ابني غالب ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد لؤي وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد لؤي بن غالب أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي ، وسامة بن لؤي ، وعوف بن لؤي ؛ فأم كعب وعامر وسامة ‏‏‏:‏‏‏ ماوية بنت كعب بن القين بن جسر ، من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ والحارث بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ وهم جشم بن الحارث ، في هزان من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏
قال جرير ‏‏‏:‏‏‏
بني جشم لستم لهزان فانتموا * لأعلى الروابي من لؤي بن غالب
ولا تنكحوا في آل ضور نساءكم * ولا في شكيس بئس مثوى الغرائب
وسعد بن لؤي ، وهم بنانة ‏‏‏:‏‏‏ في شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏
وبنانة ‏‏‏:‏‏‏ حاضنة لهم من بني القين بن جسر بن شيع الله ، ويقال سيع الله ، ابن الأسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ بنت النمر بن قاسط ، من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ بنت جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
وخزيمة بن لؤي بن غالب ، وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة ‏‏‏.‏‏‏ وعائذة ‏‏‏:‏‏‏ امرأة من اليمن ، وهي أم بني عبيد بن خزيمة بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
وأم بني لؤي كلهم إلا عامر بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ ماوية بنت كعب بن القين بن جسر ‏‏‏.‏‏‏ وأم عامر بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر ؛ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ ليلى بنت شيبان بن محارب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
أمر سامة بن لؤي
هروبه من أخيه وموته
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فأما سامة بن لؤي فخرج إلى عمان ، وكان بها ‏‏‏.‏‏‏ ويزعمون أن عامر بن لؤي أخرجه ، وذلك أنه كان بينهما شيء ففقأ سامة عين عامر ، فأخافه عامر ، فخرج إلى عمان ‏‏‏.‏‏‏
فيزعمون أن سامة بن لؤي بينا هو يسير على ناقته ، إذ وضعت رأسها ترتع ، فأخذت حية بمشفرها فهصرتها حتى وقعت الناقة لشقها ، ثم نهشت سامة فقتلته ‏‏‏.‏‏‏ فقال سامة حين أحس بالموت فيما يزعمون ‏‏‏:‏‏‏
عين فابكي لسامة بن لؤي * علقت ساق سامة العلاقه
لا أرى مثل سامة بن لؤي * يوم حلوا به قتيلا لناقه
بلغا عامرا وكعبا رسولا * أن نفسي إليهما مشتاقه
إن تكن في عمان داري فإني * غالبي ، خرجت من غير فاقه
رب كأس هرقت يا ابن لؤي * حذر الموت لم تكن مهراقه
رمت دفع الحتوف يا ابن لؤي * ما لمن رام ذاك بالحتف طاقه
وخروس السرى تركت رديا * بعد جد وجدة ورشاقه
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وبلغني أن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى سامة بن لؤي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ آلشاعر ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له بعض أصحابه ‏‏‏:‏‏‏ كأنك يا رسول الله أردت قوله ‏‏‏:‏‏‏
رب كأس هرقت يا ابن لؤي * حذر الموت لم تكن مهراقه
قال ‏‏‏:‏‏‏ أجل ‏‏‏.‏‏‏
أمر عوف بن لؤي ونقلته
سبب انتمائه إلى غطفان
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وأما عوف بن لؤي فإنه خرج - فيما يزعمون - في ركب من قريش ، حتى إذا كان بأرض غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ، أُبطىء به ، فانطلق من كان معه من قومه ، فأتاه ثعلبة بن سعد ، وهو أخوه في نسب بني ذبيان - ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ‏‏‏.‏‏‏ وعوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان - فحبسه ‏‏‏.‏‏‏ وزوجه والتاطه وأخاه ‏‏‏.‏‏‏ فشاع نسبه في بن ذبيان ‏‏‏.‏‏‏ وثعلبة - فيما يزعمون - الذي يقول لعوف حين أبطىء به فتركه قومه ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏
احبس علي ابن لؤي جملكْ * تركك القوم ولا منزل لكْ
مكانة مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، أو محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حصين ‏‏‏:‏‏‏
أن عمر بن الخطاب قال ‏‏‏:‏‏‏ لو كنت مدعيا حيا من العرب ، أو ملحقهم بنا لادعيت بني مرة بن عوف ، إنا لنعرف فيهم الأشباه مع ما نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع ، يعني عوف بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
 نسب مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فهو في نسب غطفان ‏‏‏:‏‏‏ مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ‏‏‏.‏‏‏ وهم يقولون إذا ذكر لهم هذا النسب ‏‏‏:‏‏‏ ما ننكره وما نجحده ، وإنه لأحب النسب إلينا ‏‏‏.‏‏‏
وقال الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أحد بني مرة بن عوف - حين هرب من النعمان بن المنذر فلحق بقريش ‏‏‏:‏‏‏
فما قومي بثعلبة بن سعد * ولا بفزراة الشعر الرقابا
وقومي ، إن سألت ، بنو لؤي * بمكة علموا مضر الضرابا
سفهنا باتباع بني بغيض * وترك الأقربين لنا انتسابا
سفاهة مخلف لما تروى * هراق الماء واتبع السرابا
فلو طووعت عمرك كنت فيهم * وما ألفيت أنتجع السحابا
وخش رواحة القرشي رحلي * بناجية ولم يطلب ثوابا ‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا ما أنشدني أبو عبيد منها ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فقال الحصين بن الحمام المري ، ثم أحد بني سهم بن مرة ، يرد على الحارث بن ظالم ، وينتمي إلى غطفان ‏‏‏:‏‏‏
ألا لستم منا ولسنا إليكم * برئنا إليكم من لؤي بن غالب
أقمنا على عز الحجاز وأنتم * بمعتلج البطحاء بين الأخاشب
يعني قريشا ‏‏‏.‏‏‏ ثم ندم الحصين على ما قال ، وعرف ما قال الحارث بن ظالم فانتمى إلى قريش وأكذب نفسه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏
ندمت على قول مضى كنت قلته * تبينت فيه أنه قول كاذب
فليت لساني كان نصفين منهما * بكيم ونصف عند مجرى الكواكب
أبونا كناني بمكة قبره * بمعتلج البطحاء بين الأخاشب
لنا الربع من بيت الحرام وراثة * وربع البطاح عند دار ابن حاطب
أي أن بني لؤي كانوا أربعة ‏‏‏:‏‏‏ كعبا ، وعامرا ،وسامة ،وعوفا ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني من لا أتهم ‏‏‏:‏‏‏
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجال من بني مرة ‏‏‏:‏‏‏ إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم فارجعوا اليه ‏‏‏.‏‏‏
 أشراف مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان القوم أشرافا في غطفان ، ‏‏هم سادتهم وقادتهم ‏‏‏.‏‏‏ منهم ‏‏‏:‏‏‏ هرم بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة ، وخارجة بن سنان بن أبي حارثة ، والحارث بن عوف ، والحصين بن الحمام ، وهاشم بن حرملة الذي يقول له القائل ‏‏‏:‏‏‏
أحيا أباه هاشم بن حرملهْ * يوم الهباآت ويوم اليعملهْ
ترى الملوك عنده مغربله * يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
هاشم بن حرملة ، و عامر الخصفي
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أنشدني أبو عبيدة هذه الأبيات لعامر الخصفي ، خصفة بن قيس بن عيلان ‏‏‏:‏‏‏
أحيا أباه هاشم بن حرمله * يوم الهباآت ويوم اليعمله
ترى الملوك عنده مغربله * يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
ورمحه للوالدات مثكلهْ *
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني أن هاشما قال لعامر ‏‏‏:‏‏‏ قل في بيتا جيدا أثبك عليه ؛ فقال عامر البيت الأول ، فلم يعجب هاشما ‏‏‏:‏‏‏ ثم قال الثاني ، فلم يعجبه ،؛ ثم قال الثالث ، فلم يعجبه ؛ فلما قال الرابع ‏‏‏:‏‏‏
يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له *
أعجبه ، فأثابه عليه ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وذلك الذي أراد الكميت بن زيد في قوله ‏‏‏:‏‏‏
وهاشم مرة المفني ملوكا * بلا ذنب إليه ومذنبينا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وقول عامر يوم الهباآت عن غير أبي عبيدة ‏‏‏.‏‏‏
 مرة و البسل
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ قوم لهم صيت وذكر في غطفان وقيس كلها ، فأقاموا على نسبهم ، وفيهم كان البَسْل ‏‏‏.‏‏‏
أمر البسل
تعريف البسل
والبسل - فيما يزعمون - نسيئهم ثمانية أشهر حرم ، لهم من كل سنة من بين العرب قد عرفت ذلك لهم العرب لا ينكرونه ولا يدفعونه ، يسيرون به إلى أي بلاد العرب شاءوا ، لا يخافون منهم شيئا ‏‏‏.‏‏‏
قال زهير بن أبي سلمى ، يعني بني مرة ‏‏‏:‏‏‏
نسب زهير بن أبي سلمى
- قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ زهير أحد بني مزينة بن أد بن طابخة بن اليا س بن مضر ، ويقال زهير بن أبي سلمى من غطفان ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ حليف في غطفان -
تأمل فإن تقو المروراة منهم * وداراتها لا تقو منهم إذا نخل
بلاد بها نادمتهم وألفتهم * فإن تقويا منهم فإنهم بسل
أي حرام ، يقول ‏‏‏:‏‏‏ ساروا في حرمهم ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال أعشى بن قيس بن ثعلبة ‏‏‏:‏‏‏
أجارتكم بسل علينا محرم * وجارتنا حل لكم وحليلها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد كعب وأمهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد كعب بن لؤي ثلاثة نفر ‏‏‏:‏‏‏ مرة بن كعب ، وعدي بن كعب ، وهصيص بن كعب ‏‏‏.‏‏‏ وأمهم وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
 أولاد مرة وأمهاتهم
فولد مرة بن كعب ثلاثة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كلاب بن مرة ، وتيم بن مرة ، ويقظة بن مرة ‏‏‏.‏‏‏
فأم كلاب ‏‏‏:‏‏‏ هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏ وأم يقظة ‏‏‏:‏‏‏ البارقية ، امرأة من بارق ، من الأسد من اليمن ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ هي أم تيم ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ تيم لهند بنت سرير أم كلاب ‏‏‏.‏‏‏
 نسب بارق
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ بارق ‏‏‏:‏‏‏ بنو عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ، وهم في شنوءة ‏‏‏.‏‏‏ قال الكميت بن زيد ‏‏‏:‏‏‏
وأزد شتوءة اندرءوا علينا * بجم يحسبون لها قرونا
فما قلنا لبارق قد أسأتم * وما قلنا لبارق أعتبونا
قال ‏‏‏:‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وإنما سموا ببارق ، لأنهم تبعوا البرق ‏‏‏.‏‏‏
 ولدا كلاب وأمهما
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولدكلاب بن مرة رجلين ‏‏‏:‏‏‏ قصي بن كلاب ، وزهرة بن كلاب ‏‏‏.‏‏‏ وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد بنى الجدرة ، من جعثمة الأزد ، من اليمن ، حلفاء في بنى الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ‏‏‏.‏‏‏
 نسب جعثمة
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ جعثمة الأسد ،وجعثمة الأزد ؛ وهو جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن نصر بن زهران بن الأسد بن الغوث ‏‏‏.‏‏‏
وإنما سموا الجدرة ، لأن عامر بن عمرو بن جعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، وكانت جرهم أصحاب الكعبة ‏‏‏.‏‏‏ فبنى للكعبة جدارا ، فسمى عامر بذلك الجادر ؛ فقيل لولده ‏‏‏:‏‏‏ الجدرة لذلك ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ولسعد بن سَيَل يقول الشاعر ‏‏‏:‏‏‏
ما نرى في الناس شخصا واحدا * من علمناه كسعد بن سيلْ ‏‏
فارسا أضبط فيه عسرة * وإذا ما واقف القرن نزل
فارسا يستدرج الخيل كما استدرج * الحر القطامي الحجل
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ قوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ كما استدرج الحر ‏‏‏)‏‏‏ عن بعض أهل العلم بالشعر ‏‏‏.‏‏‏
 نعم بنت كلاب وأمها ووالداها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ونعم بنت كلاب ، وهي أم سعد وسُعيد ابني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، وأمها فاطمة بنت سعد بن سيل ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد قصي وأمهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد قصي بن كلاب أربعة نفر وامرأتين ‏‏‏:‏‏‏ عبد مناف بن قصي ، وعبدالدار بن قصي ، وعبدالعزى بن قصي ، وعبد قصي بن قصي ، وتخمر بنت قصي ، وبرة بنت قصي ، وأمهم ‏‏‏:‏‏‏ حُبيّ بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ حبشية بن سلول ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد عبد مناف وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبد مناف - واسمه المغيرة بن قصي - أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ هاشم بن عبد مناف ، وعبد شمس بن عبد مناف ، والمطلب بن عبد مناف ، وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة ، ونوفل بن عبد مناف ، وأمه واقدة بنت عمرو المازنية ، مازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
 نسب عتبة بن غزوان
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فبهذا النسب خالفهم عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب ابن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
عود إلى أولاد عبد مناف
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وأبو عمرو ، وتماضر ، وقلابة ، وحية ، وريطة ، وأم الأخثم ، وأم سفيان ‏‏‏:‏‏‏ بنو عبد مناف ‏‏‏.‏‏‏
فأم أبي عمرو ‏‏‏:‏‏‏ ريطة ، امرأة من ثقيف ؛ وأم سائر النساء ‏‏‏:‏‏‏ عاتكة بنت مرة بن هلال ، أم هاشم بن عبد مناف ؛ وأمها صفية بنت حوزة بن عمرو بن سلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ؛ وأم صفية ‏‏‏:‏‏‏ بنت عائذ الله بن سعد العشيرة بن مذحج ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد هاشم وأمهاتهم
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد هاشم بن عبد مناف أربعة نفر ، وخمسة نسوة ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب بن هاشم ، وأسد بن هاشم ، وأبا صيفي بن هاشم ، ونضلة بن هاشم ، والشفاء ، وخالدة ، وضعيفة ، ورقية ، وحية ‏‏‏.‏‏‏ فأم عبدالمطلب ورقية ‏‏‏:‏‏‏ سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ‏‏‏.‏‏‏ واسم النجار ‏‏‏:‏‏‏ تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ عميرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار ‏‏‏.‏‏‏ وأم عميرة ‏‏‏:‏‏‏ سلمى بنت عبدالأشهل النجارية ‏‏‏.‏‏‏
وأم أسد ‏‏‏:‏‏‏ قيلة بنت عامر بن مالك الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
وأم أبي صيفي وحية ‏‏‏:‏‏‏ هند بنت عمرو بن ثعلبة الخزرجية ‏‏‏.‏‏‏
وأم نضلة والشفاء ‏‏‏:‏‏‏ امرأة من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
وأم خالدة وضعيفة ‏‏‏:‏‏‏ واقدة بنت أبي عدي المازنية

أولاد عبدالمطلب بن هاشم
أولاد عبدالمطلب وامهاتهم
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالمطلب بن هاشم عشرة نفر وست نسوة ‏‏‏:‏‏‏ العباس ، وحمزة ، وعبدالله ، وأبا طالب - واسمه عبد مناف - والزبير ، والحارث ، وحجلا ، والمقوم ، وضرارا ، وأبا لهب - واسمه عبدالعزى - وصفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، و برة ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
فأم العباس وضرار ‏‏‏:‏‏‏ نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر - وهو الضحيان - بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ أفصى بن دعمي بن جديلة ‏‏‏.‏‏‏
وأم حمزة والمقوم وحجل ، وكان يلقب بالغيداق لكثرة خيره ، وسعة ماله ، وصفية ‏‏‏:‏‏‏ هالة بنت وهيب بن عبد مناة بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
وأم عبدالله ، وأبي طالب ، والزبير ، وجميع النساء غير صفية ‏‏‏:‏‏‏ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم صخرة ‏‏‏:‏‏‏ تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم الحارث بن عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ سمراء بنت جندب بن جحير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
وأم أبي لهب ‏‏‏:‏‏‏ لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
 أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهاتها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالله بن عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، صلوات الله وسلامة ورحمته وبركاته عليه وعلى آله ‏‏‏.‏‏‏
وأمه ‏‏‏:‏‏‏ آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم برة ‏‏‏:‏‏‏ أم حبيب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم أم حبيب ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏