فواتح السور وخواتمها
أولا فواتح السور
أفردها بالتأليف ابن أبي الأصبع في كتاب سماه الخواطر السوانح في أسرار الفواتح
وأنا ألخص هنا ما ذكره مع زوائد من غيره:
اعلم أن الله تعالى افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شيء من السور عنها.
الأول: الثناء عليه تعالى والثناء قسمان:
إثبات لصفات المدح ونفي وتنزيهه عن صفات النقص.
أ - التحميد في خمس سور وتبارك في سورتين.
ب - التسبيح في سبع سور.
قال الكرماني في متشابه القرآن: التسبيح كلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر في بني إسرائيل لأنه الأصل ثم بالماضي في الحديد والحشر لأنه أسبق الزمانين ثم بالمضارع في الجمعة والتغابن ثم بالأمر في الأعلى استيعابًا لهذه الكلمة في جميع جهاتها.
الثاني: حروف التهجي في تسع وعشرين سورة وقد مضى الكلام عليها مستوعبًا في نوع المتشابه ويأتي الإلمام بمناسباتها في نوع المناسبات.
الثالث: النداء في عشر سور: خمس بنداء الرسول صلى اله عليه وسلم: الأحزاب والطلاق والتحريم والمزمل والمدثر وخمس بنداء الأمة: النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة.
الرابع: الجمل الخبرية نحو {يسألونك عن الأنفال} {براءة من الله} {أتى أمر الله} {اقترب للناس حسابهم} {قد أفلح المؤمنون} {سورة أنزلناها} {تنزيل الكتاب} الذين كفروا إنا فتحنا اقتربت الساعة الرحمن قد سمع الله الحاقة سأل سائل إنا أرسلنا نوحًا أقسم من موضعين عبس إنا أنزلناه لم يكن القارعة ألهاكم إنا أعطيناك فتلك ثلاث وعشرون صورة.
الخامس: القسم في خمس عشرة سورة أقسم فيها بالملائكة وهي الصافات وسورتان بالأفلاك البروج والطارق وست سور بلوازمها: فالنجم قسم بالثريا والفجر بمبدأ النهار والشمس بآية النهار والليل بشطر الزمان والضحى بشطر النهار والعصر بالشطر الآخر أوبجملة الزمان وسورتان بالهواء الذي هوأحد العناصر والذاريات والمرسلات وسورة بالتربة التي هي منها أيضًا وهي الطور وسورة بالنبات وهي والتين وسورة بالحيوان الناطق وهي والنازعات وسورة بالبهيم وهي والعاديات.
السادس: الشرط في سبع سور: الواقعة والمنافقون والتكوير والانفطار والانشقاق والزلزلة والنصر.
السابع: الأمر في ست سور: قل أوحى اقرأ قل يا أيها الكافرون قل هو الله أحد قل أعوذ المعوذتين.
الثامن: الاستفهام في ست: هل أتى عم يتساءلون هل أتاك ألم نشرح ألم تر أرأيت.
التاسع: الدعاء في ثلاث: ويل لمطففين ويل لكل همزة تبت.
العاشر: التعليل في لئيلاف قريش.
هكذا جمع أبوشامة قال: وما ذكرناه في قسم الدعاء يجوز أن يذكر مع الخبر وكذا الثناء كله خبر إلا سبح فإنه أثنى على نفسه سبحانه بثبو ت الحمد والسلب لما استفتح السورة والأمر والشرط والتعليل والقسم والد عا حروف التهجي استفهم الخبر وقال أهل البيان: من البلاغة حسن الابتداء وهوأن يتأنق في أول الكلام لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان محررًا أقبل السامع على الكلام ووعاه وإلا أعرض عنه لوكان الباقي في نهاية الحسن فينبغي أن يؤتى فيه بأعذب لفظ وأجزله وأرقه وأسلسه وأحسنه نظمًا وسبكًا وأصحه معنى وأوضحه وأحلاه من التعقيد والتقديم والتأخير الملبس أوالذي لا يناسب.
قالوا: وقد أتت جميع فواتح السور على أحسن الوجوه وأبلغها وأكملها كالتحميدات وحروف الهجاء والنداء وغير ذلك.
ومن الابتداء الحسن نوع أخص منه يسمى براعة الاستهلال وهو: أن يشتمل أول الكلام على ما يناسب الحال المتكلم فيه ويشير إلى ما سبق الكلام لأجله
والعلم في ذلك سورة الفاتحة : التي هي مطلع القرآن فإنها مشتملة على جميع مقاصده كما قال البيهقي في شعب الإيمان: أخبرنا أبو القاسم بن حبيب أنبأنا محمد بن صالح بن هانئ أنبأنا الحسين بن الفضل حدثنا عفان بن مسلم عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال:
أنزل الله تعالى مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور فى الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصل ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب
فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة
وقد وجه ذلك بأن العلوم التي احتوى عليها القرآن وقامت بها الأديان الأربعة:
علم الأصول ومداره على معرفة الله تعالى وصفاته وإليه الإشارة برب العالمين الرحمن الرحيم
ومعرفة النبوات وإليه الإشارة بالذين أنعمت عليهم
ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بملك يوم الدين.
وعلم العبادات وإليه الإشارة بإياك نعبد.
وعلم السلوك وهوحمل النفس على الآداب الشرعية والانقياد لرب البرية وإليه الإشارة بإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم.
وعلم القصص وهوالإطلاع على أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ليعلم المطلع على ذلك سعادة من أطاع الله وشقاوة من عصاه وإليه الإشارة بقوله صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فنبه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة.
وكذلك أول سورة اقرأ فإنها مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة من براعة الاستهلال لكونها أول ما أنزل فإن :
فيها الأمر بالقراءة والبداءة فيها باسم الله وفيه الإشارة على علم الأحكام
وفيها ما يتعلق بتوحيد الربوإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل وفي هذه الإشارة إلى أصول الدين
وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله {علم الإنسان ما لم يعلم} ولهذا قيل أنها جديرة أن تسمى عنوان القرآن لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في أوله
وأنا ألخص هنا ما ذكره مع زوائد من غيره:
اعلم أن الله تعالى افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شيء من السور عنها.
الأول: الثناء عليه تعالى والثناء قسمان:
إثبات لصفات المدح ونفي وتنزيهه عن صفات النقص.
أ - التحميد في خمس سور وتبارك في سورتين.
ب - التسبيح في سبع سور.
قال الكرماني في متشابه القرآن: التسبيح كلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر في بني إسرائيل لأنه الأصل ثم بالماضي في الحديد والحشر لأنه أسبق الزمانين ثم بالمضارع في الجمعة والتغابن ثم بالأمر في الأعلى استيعابًا لهذه الكلمة في جميع جهاتها.
الثاني: حروف التهجي في تسع وعشرين سورة وقد مضى الكلام عليها مستوعبًا في نوع المتشابه ويأتي الإلمام بمناسباتها في نوع المناسبات.
الثالث: النداء في عشر سور: خمس بنداء الرسول صلى اله عليه وسلم: الأحزاب والطلاق والتحريم والمزمل والمدثر وخمس بنداء الأمة: النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة.
الرابع: الجمل الخبرية نحو {يسألونك عن الأنفال} {براءة من الله} {أتى أمر الله} {اقترب للناس حسابهم} {قد أفلح المؤمنون} {سورة أنزلناها} {تنزيل الكتاب} الذين كفروا إنا فتحنا اقتربت الساعة الرحمن قد سمع الله الحاقة سأل سائل إنا أرسلنا نوحًا أقسم من موضعين عبس إنا أنزلناه لم يكن القارعة ألهاكم إنا أعطيناك فتلك ثلاث وعشرون صورة.
الخامس: القسم في خمس عشرة سورة أقسم فيها بالملائكة وهي الصافات وسورتان بالأفلاك البروج والطارق وست سور بلوازمها: فالنجم قسم بالثريا والفجر بمبدأ النهار والشمس بآية النهار والليل بشطر الزمان والضحى بشطر النهار والعصر بالشطر الآخر أوبجملة الزمان وسورتان بالهواء الذي هوأحد العناصر والذاريات والمرسلات وسورة بالتربة التي هي منها أيضًا وهي الطور وسورة بالنبات وهي والتين وسورة بالحيوان الناطق وهي والنازعات وسورة بالبهيم وهي والعاديات.
السادس: الشرط في سبع سور: الواقعة والمنافقون والتكوير والانفطار والانشقاق والزلزلة والنصر.
السابع: الأمر في ست سور: قل أوحى اقرأ قل يا أيها الكافرون قل هو الله أحد قل أعوذ المعوذتين.
الثامن: الاستفهام في ست: هل أتى عم يتساءلون هل أتاك ألم نشرح ألم تر أرأيت.
التاسع: الدعاء في ثلاث: ويل لمطففين ويل لكل همزة تبت.
العاشر: التعليل في لئيلاف قريش.
هكذا جمع أبوشامة قال: وما ذكرناه في قسم الدعاء يجوز أن يذكر مع الخبر وكذا الثناء كله خبر إلا سبح فإنه أثنى على نفسه سبحانه بثبو ت الحمد والسلب لما استفتح السورة والأمر والشرط والتعليل والقسم والد عا حروف التهجي استفهم الخبر وقال أهل البيان: من البلاغة حسن الابتداء وهوأن يتأنق في أول الكلام لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان محررًا أقبل السامع على الكلام ووعاه وإلا أعرض عنه لوكان الباقي في نهاية الحسن فينبغي أن يؤتى فيه بأعذب لفظ وأجزله وأرقه وأسلسه وأحسنه نظمًا وسبكًا وأصحه معنى وأوضحه وأحلاه من التعقيد والتقديم والتأخير الملبس أوالذي لا يناسب.
قالوا: وقد أتت جميع فواتح السور على أحسن الوجوه وأبلغها وأكملها كالتحميدات وحروف الهجاء والنداء وغير ذلك.
ومن الابتداء الحسن نوع أخص منه يسمى براعة الاستهلال وهو: أن يشتمل أول الكلام على ما يناسب الحال المتكلم فيه ويشير إلى ما سبق الكلام لأجله
والعلم في ذلك سورة الفاتحة : التي هي مطلع القرآن فإنها مشتملة على جميع مقاصده كما قال البيهقي في شعب الإيمان: أخبرنا أبو القاسم بن حبيب أنبأنا محمد بن صالح بن هانئ أنبأنا الحسين بن الفضل حدثنا عفان بن مسلم عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال:
أنزل الله تعالى مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور فى الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصل ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب
فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة
وقد وجه ذلك بأن العلوم التي احتوى عليها القرآن وقامت بها الأديان الأربعة:
علم الأصول ومداره على معرفة الله تعالى وصفاته وإليه الإشارة برب العالمين الرحمن الرحيم
ومعرفة النبوات وإليه الإشارة بالذين أنعمت عليهم
ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بملك يوم الدين.
وعلم العبادات وإليه الإشارة بإياك نعبد.
وعلم السلوك وهوحمل النفس على الآداب الشرعية والانقياد لرب البرية وإليه الإشارة بإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم.
وعلم القصص وهوالإطلاع على أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ليعلم المطلع على ذلك سعادة من أطاع الله وشقاوة من عصاه وإليه الإشارة بقوله صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فنبه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة.
وكذلك أول سورة اقرأ فإنها مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة من براعة الاستهلال لكونها أول ما أنزل فإن :
فيها الأمر بالقراءة والبداءة فيها باسم الله وفيه الإشارة على علم الأحكام
وفيها ما يتعلق بتوحيد الربوإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل وفي هذه الإشارة إلى أصول الدين
وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله {علم الإنسان ما لم يعلم} ولهذا قيل أنها جديرة أن تسمى عنوان القرآن لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في أوله
...................................................................................
ثانيا خواتم السور
هي أيضًا مثل الفواتح في الحسن لأنها آخر ما يقرع الأسماع
فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام حتى لا يبقى معه للنفوس تشوف إلى ما يذكر بعد لأنها بين أدعية ووصايا وفرائض وتحميد وتهليل ومواعظ ووعد ووعيد إلى غير ذلك
كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة الفاتحة إذ المطلوب الأعلى الإيمان المحفوظ من المعاصي المسببة لغضب الله والضلال ففصل جملة لك بقوله {الذين أنعمت عليهم) والمراد المؤمنون ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام لأن من أنعم الله عليه بنعمة الإيمان فقد انعم الله عليه بكل نعمة لأنها مستتبعة لجميع النعم.
ثم وصفهم بقوله {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يعني أنهم جمعوا بين النعم المطلقة وهي نعمة الإيمان والسلامة وبين السلامة من غضب الله تعالى والضلال المسببين عن معاصيه وتعدى حدوده
وكالدعاء الذي اشتملت عليه الآيتان من آخر سورة البقرة
وكالوصايا التي ختمت بها سورة آل عمران {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} الآية
والفرائض التي ختمت بها سورة النساء وحسن الختم بها لما فيها من أحكام الموت الذي هوآخر أمر كل حي ولأنها آخر ما نزل من الأحكام
وكالتبجيل والتعظيم الذي ختمت به المائدة
وكالوعد والوعيد الذي ختمت به الأنعام
وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذي ختمت به الأعراف
وكالحض على الجهاد وصلة الأرحام التي ختم به الأنفال
وكوصف الرسول ومدحه والتهليل الذي ختمت به براءة
وتسليته عليه الصلاة والسلام الذي ختم به يونس
فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام حتى لا يبقى معه للنفوس تشوف إلى ما يذكر بعد لأنها بين أدعية ووصايا وفرائض وتحميد وتهليل ومواعظ ووعد ووعيد إلى غير ذلك
كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة الفاتحة إذ المطلوب الأعلى الإيمان المحفوظ من المعاصي المسببة لغضب الله والضلال ففصل جملة لك بقوله {الذين أنعمت عليهم) والمراد المؤمنون ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام لأن من أنعم الله عليه بنعمة الإيمان فقد انعم الله عليه بكل نعمة لأنها مستتبعة لجميع النعم.
ثم وصفهم بقوله {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يعني أنهم جمعوا بين النعم المطلقة وهي نعمة الإيمان والسلامة وبين السلامة من غضب الله تعالى والضلال المسببين عن معاصيه وتعدى حدوده
وكالدعاء الذي اشتملت عليه الآيتان من آخر سورة البقرة
وكالوصايا التي ختمت بها سورة آل عمران {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} الآية
والفرائض التي ختمت بها سورة النساء وحسن الختم بها لما فيها من أحكام الموت الذي هوآخر أمر كل حي ولأنها آخر ما نزل من الأحكام
وكالتبجيل والتعظيم الذي ختمت به المائدة
وكالوعد والوعيد الذي ختمت به الأنعام
وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذي ختمت به الأعراف
وكالحض على الجهاد وصلة الأرحام التي ختم به الأنفال
وكوصف الرسول ومدحه والتهليل الذي ختمت به براءة
وتسليته عليه الصلاة والسلام الذي ختم به يونس
ووصف القرآن ومدحه الذي ختم به يوسف
والوعيد والرد على من كذب الرسول الذي به ختم الرعد.
ومن أوضح ما آذن بالختام خاتمة إبراهيم {هذا بلاغ للناس} الآية.
وكذا خاتمة الحجر بقوله {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} وهومفسر بالموت فإنها في غاية البراعة.
وانظر إلى سورة الزلزلة كيف بدئت بأهوال القيامة وختمت بقوله {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}
وانظر إلى براعة آخر آية نزلت وهي قوله {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله وما فيها من الإشعار بالآخرية المستلزمة للوفاة.
وكذا آخر سورة نزلت وهي سورة النصر فيها الإشعار بالوفاة كما أخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن عمر سألهم عن قوله {إذا جاء نصر الله والفتح} فقالوا: فتح المدائن والقصور ، قال: ما تقول يا ابن عباس قال: أجل ضرب لمحمد نعيت له نفسه.
وأخرج أيضًا عنه قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر: إنه من قد علمتم ثم دعاهم ذات يوم فقال: ما تقولون في قول الله {إذا جاء نصر الله والفتح} فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا جاء نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس فقلت: لا قال: فما تقول قلت: هوأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا فقال عمر: إني لا أعلم منها إلا ما تقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ