الاثنين، 23 أبريل 2012

موسوعة السيرة النبوية : غزوة بدر الكبرى

غزوة بدر الكبرى


عير أبي سفيان
قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، قال : لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بني بكر ، فكاد ذلك يثنيهم ، فتبدّى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي ، وكان من أشراف بني كنانة ، فقال لهم : أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه ، فخرجوا سراعا .
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه - قال ابن هشام : خرج يوم الأثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان - واستعمل عمرو بن أم مكتوم - ويقال : اسمه : عبدالله بن أم مكتوم - ، أخا بني عامر بن لؤي ، على الصلاة بالناس ، ثم رد أبا لبابة من الروحاء ، واستعمله على المدينة .
صاحب اللواء
قال ابن إسحاق : ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار .
قال ابن هشام : وكان أبيض .
رايتا الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان ، إحداهما مع علي بن أبي طالب ، يقال لها : العقاب ، والأخرى مع بعص الأنصار .
عدد إبل المسلمين
قال ابن إسحاق : وكانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرا ، فاعتقبوها ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي بن أبي طالب ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا ، وكان حمزة بن عبدالمطلب ، وزيد بن حارثة ، وأبو كبشة ، وأنسة ، موليا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيرا ، وكان أبو بكر ، وعمر ، وعبدالرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا .
قال ابن إسحاق : وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار . وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ ، فيما قال ابن هشام .
طريق المسلمين إلى بدر
قال ابن إسحاق : فسلك طريقه من المدينة إلى مكة ، على نَقْب المدينة ، ثم على العقيق ، ثم على ذي الحُليفة ، ثم على أولات الجيش .
قال ابن هشام : ذات الجيش .
الرجل الذي اعترض الرسول و جواب سلمة له
قال ابن إسحاق : ثم مر على تُرْبان ، ثم على ملل ، ثم غَميس الحمام من مريين ، ثم على صخيرات اليمام ، ثم على السيَّالة ، ثم على فج الروحاء ، ثم على شنوكة ، وهي الطريق المعتدلة ؛ حتى إذا كان بعرق الظبية - قال ابن هشام : الظبية : عن غير ابن إسحاق - لقوا رجلا من الأعراب ، فسألوه عن الناس ، فلم يجدوا عنده خبرا ؛ فقال له الناس : سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال : أوفيكم رسول الله ؟ قالوا : نعم ، فسلم عليه ؛ ثم قال : إن كنت رسول الله فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه . قال له سلمة بن سلامة بن وقش : لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل علي فأنا أخبرك عن ذلك . نزوت عليها ، ففي بطنها منك سخلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه ، أفحشت على الرجل ؛ ثم أعرض عن سلمة .
بقية الطريق إلى بدر
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم سجسج ، وهي بئر الروحاء ، ثم ارتحل منها ، حتى إذا كان بالمنصرف ، ترك طريق مكة بيسار ، وسلك ذات اليمين على النازية ، يريد بدرا ، فسلك في ناحية منها ، حتى جزع واديا ، يقال له : رُحْقان ، بين النازية وبين مضيق الصفراء ، ثم على المضيق ، ثم انصب منه ، حتى إذا كان قريبا من الصفراء ، بعث بسبس بن الجهني ، حليف بني ساعدة ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني ، حليف بني النجار ، إلى بدر يتحسسان له الأخبار ، عن أبي سفيان بن حرب وغيره .
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قدمها . فلما استقبل الصفراء ، وهي قرية بين جبلين ، سأل عن جبليهما ما اسماهما ؟ فقالوا : يقال لأحدهما ، هذا مسلح ، وللآخر : هذا مخرىء ؛ وسأل عن أهلهما ، فقيل : بنو النار وبنو حراق ، بطنان من بني غفار ، فكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما ، وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهما . فتركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفراء بيسار ، وسلك ذات اليمين على واد يقال له : ذَفِران ، فجزع فيه ، ثم نزل .
ما قاله أبو بكر وعمر و المقداد تشجيعا للجهاد
وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ؛ فاستشار الناس ، وأخبرهم عن قريش ؛ فقام أبو بكر الصديق ، فقال وأحسن .
ثم قام عمر بن الخطاب ، فقال وأحسن .
ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ) . ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، ودعا له به .
استشارة الأنصار
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي أيها الناس ، وإنما يريد الأنصار ، وذلك أنهم عدد الناس ، وأنهم حين بايعوه بالعقبة ، قالوا : يا رسول الله ، إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلت إلينا ، فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه ، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم .
فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ؛ قال : فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لَصُبُرٌ في الحرب ، صُدُق في اللقاء . لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله . فسُر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ، ونشَّطه ذلك ؛ ثم قال : سيروا وأبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
التعرف على أخبار قريش
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران ، فسلك على ثنايا . يقال لها : الأصافر ؛ ثم انحط منها إلى بلد يقال له : الدَّبَّة ، وترك الحنَّان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم ؛ ثم نزل قريبا من بدر ، فركب هو ورجل من أصحابه .
قال ابن هشام : الرجل هو أبو بكر الصديق .
قال ابن إسحاق كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان : حتى وقف على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، وعن محمد وأصحابه ، وما بلغه عنهم ؛ فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أخبرتنا أخبرناك . قال : أذاك بذاك ؟ قال : نعم ؛ قال الشيخ : فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي أخبرني صدقني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي فيه قريش .
فلما فرغ من خبره ، قال : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ، ثم انصرف عنه . قال : يقول الشيخ : ما من ماء ، أمن ماء العراق ؟
قال ابن هشام : يقال : ذلك الشيخ : سفيان الضمري .
ظفر المسلمين برجلين من قريش يقفانهم على أخبارهم
قال ابن إسحاق : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ؛ فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، في نفر من أصحابه ، إلى ماء بدر ، يلتمسون الخبر له عليه - كما حدثني يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير - فأصابوا رواية لقريش فيها أسلم ، غلام بني الحجاج ، وعريض أبو يسار ، غلام بني العاص بن سعيد ، فأتوا بهما فسألوهما ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، فقالا : نحن سقاة قريش ، بعثونا نسقيهم من الماء .
فكره القوم خبرهما ، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان ، فضربوهما . فلما أذلقوهما قالا : نحن لأبي سفيان ، فتركوهما . وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه ، ثم سلم ، وقال : إذا صدقاكم ضربتموهما ، وإذا كذباكم تركتموهما ، صدقا ، والله إنهما لقريش ، أخبراني عن قريش ؟ قالا : هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى - والكثيب : العقنقل - فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم القوم ؟ قالا : كثير ؛ قال : ما عدتهم ؟ قالا : لا ندري ؛ قال : كم ينحرون كل يوم ؟ قالا : يوما تسعا ، ويوما عشرا ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القوم فيما بين التسع مئة والألف .
ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو البختري بن هشام ، وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعيمة بن عدي بن نوفل ، والنضر بن الحارث ، و زمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، ونبيه ، ومنبه ابنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود .
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ، فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها
بسبس وعدي يتجسسان الأخبار
قال ابن إسحاق : وكان بسبس بن عمرو ، وعدي بن أبي الزغباء ، قد مضيا حتى نزلا بدرا ، فأناخا إلى تل قريب من الماء ، ثم أخذا شنَّا لهما يستقيان فيه ، ومجدي بن عمرو الجهني على الماء . فسمع عدي وبسبس جاريتين من جواري الحاضر ، وهما يتلازمان على الماء ، والملزومة تقول لصاحبتها : إنما تأتي العير غدا أو بعد غد ، فأعمل لهم ، ثم أقضيك الذي لك . قال مجدي : صدقتِ ، ثم خلَّص بينهما . وسمع ذلك عدي وبسبس ، فجلسا على بعيريهما ، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبراه بما سمعا .
نجاة أبي سفيان بالعير
و أقبل أبو سفيان بن حرب ، حتى تقدم العير حذرا ، حتى ورد الماء ؛ فقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست أحدا ؟ فقال : ما رأيت أحدا أنكره ، إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ، ثم انطلقا .
فأتى أبو سفيان مُناخهما ، فأخذ من أبعار بعيريهما ، ففتَّه ، فإذا فيه النوى ؛ فقال : هذه والله علائف يثرب . فرجع إلى أصحابه سريعا ، فضرب وجه عيره عن الطريق ، فساحل بها ، وترك بدرا بيسار ، وانطلق حتى أسرع .
رؤيا جهيم بن الصلت في مصارع قريش
قال : وأقبلت قريش ، فلما نزلوا الجحفة ، رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن عبدالمطلب بن عبد مناف رؤيا ، فقال : إني رأيت فيما يرى النائم ، وإني لبين النائم واليقظان . إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف ، ومعه بعير له ؛ ثم قال : قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو الحكم بن هشام ، وأمية بن خلف ، وفلان وفلان ، فعدد رجالا ممن قتل يوم بدر ، من أشراف قريش ، ثم رأيته ضرب في لَبَّة بعيره ، ثم أرسله في العسكر ، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه .
قال : فبلغت أبا جهل ؛ فقال : وهذا أيضا نبي آخر من بني المطلب ، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا .
أبو سفيان يرسل إلى قريش يطلب منهم الرجوع
قال ابن إسحاق : ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره ، أرسل إلى قريش : إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم ، فقد نجاها الله ، فارجعوا ؛ فقال أبو جهل بن هشام : والله لا نرجع حتى نرد بدرا - وكان بدر موسما من مواسم العرب ، يجتمع لهم به سوق كل عام - فنقيم عليه ثلاثا ، فننحر الجزر ، ونطعم الطعام ، ونُسقي الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها ، فامضوا .
الأخنس يرجع ببني زهرة
وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي ، وكان حليفا لبني زهرة و هم بالجحفة : يا بني زهرة ، قد نجَّى الله لكم أموالكم ، وخلّص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل ، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله ، فاجعلوا لي جُبْنها وارجعوا ، فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة ، لا ما يقول هذا ، يعني أبا جهل .
فرجعوا ، فلم يشهدها زُهري واحد ، أطاعوه وكان فيهم مطاعا .
ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس ، إلا بني عدي بن كعب ، لم يخرج منهم رجل واحد ، فرجعت بنو زهرة مع الأخنس بن شريق ، فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد ، ومشى القوم .
وكان بين طالب بن أبي طالب - وكان في القوم - وبين بعض قريش محاورة ، فقالوا : والله لقد عرفنا يا بني هاشم ، وإن خرجتم معنا ، أن هواكم لمع محمد . فرجع طالب إلى مكة مع من رجع . وقال طالب بن أبي طالب :
لاهُمّ إما يغزونّ طالبْ * في عصبة محالف محاربْ
في مِقنب من هذه المقانب * فليكن المسلوبَ غير السالب
وليكن المغلوب غير الغالب
*
قال ابن هشام : قوله : ( فليكن المسلوب ) ، وقوله ( وليكن المغلوب ) عن غير واحد من الرواة للشعر .
قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر
قال ابن إسحاق : ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي ، خلف العقنقل وبطن الوادي ، وهو يَلْيَل ، بين بدر و بين العقنقل ، الكثيب الذي خلفه قريش ، والقُلُب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة .
وبعث الله السماء ، وكان الوادي دهسا ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبَّد لهم الأرض ، ولم يمنعهم عن السير ، وأصاب قريشا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبادرهم إلى الماء ، حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به .
الحُباب يشير على الرسول صلى الله عليه وسلم بمكان النزول
قال ابن إسحاق : فحُدثت عن رجال من بني سلمة ، أنهم ذكروا : أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال : يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل ، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ، ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ، فننزله ، ثم نُغَوِّر ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ، ثم نقاتل القوم ، فنشرب ولا يشربون ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي .
فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس ، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ، ثم أمر بالقلب فغورت ، و بنى حوضا على القَليب الذي نزل عليه ، فمُلىء ماء ، ثم قذفوا فيه الآنية .
بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : فحدثني عبدالله بن أبي بكر أنه حدث : أن سعد بن معاذ قال : يا نبي الله ، ألا نبني لك عريشا تكون فيه ، ونعد عندك ركائبك ، ثم نلقى عدونا ، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا ، كان ذلك ما أحببنا ، وإن كانت الأخرى ، جلست على ركائبك ، فلحقت بمن وراءنا ، فقد تخلف عنك أقوام ، يا نبي الله ، ما نحن بأشد لك حبا منهم ، ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك ، يمنعك الله بهم ، يناصحونك ويجاهدون معك . فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ، ودعا له بخير . ثم بُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش ، فكان فيه .
ارتحال قريش ودعاء الرسول عليهم
قال ابن إسحاق : وقد ارتحلت قريش حين أصبحت ، فأقبلت ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تَصَوَّب من العقنقل - و هو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي - قال : اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها ، تحادك وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ، اللهم أحنهم الغداة .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد رأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر - إن يكن في أحد القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر ، إن يطيعوه يرشدوا .
وقد كان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري ، أو أبوه أيماء بن رحضة الغفاري ، بعث إلى قريش ، حين مروا به ، ابنا له بجزائره أهداها لهم ، وقال : إن أحببتم أن نمدكم بسلاح ورجال فعلنا . قال : فأرسلوا إليه مع ابنه : أن وصلتك رحم ، قد قضيت الذي عليك ، فلعمري لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهم ، ولئن كنا إنما نقاتل الله ، كما يزعم محمد ، فما لأحد بالله من طاقة .
إسلام ابن حزام
فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حكيم بن حزام ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوهم . فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل ، إلا ما كان من حكيم بن حزام ، فإنه لم يقتل ، ثم أسلم بعد ذلك ، فحسن إسلامه . فكان إذا اجتهد في يمينه ، قال : لا والذي نجاني من يوم بدر .
محاولة قريش الرجوع عن القتال
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم ، عن أشياخ من الأنصار ، قالوا : لما اطمأن القوم ، بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا : احزروا لنا أصحاب محمد ، قال : فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم ، فقال : ثلاث مائة رجل ، يزيدون قليلا أو ينقصون ، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد ؟ قال : فضرب في الوادي حتى أبعد ، فلم ير شيئا ، فرجع إليهم فقال : ما وجدت شيئا ، ولكن قد رأيت ، يا معشر قريش ، البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم ، حتى يقتل رجلا منكم ، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك ؟ فروا رأيكم .
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس ، فأتى عتبة بن ربيعة ، فقال : يا أبا الوليد ، إنك كبير قريش وسيدها ، والمطاع فيها ، هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر ؟ قال : وما ذاك يا حكيم ؟ قال : ترجع بالناس ، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي ؛ قال : قد فعلت ، أنت علي بذلك ، إنما هو حليفي ، فعلي عقله وما أصيب من ماله ، فأت ابن الحنظلية .
الحنظلية ونسبها
قال ابن هشام : والحنظلية أم أبي جهل ، وهي أسماء بنت مخُرِّبة ، أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم - فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره ، يعني أبا جهل بن هشام .
ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا ، فقال : يا معشر قريش ، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا ، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل ابن عمه أو ابن خاله ، أو رجلا من عشيرته ، فارجعوا و خلوا بين محمد وبين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون .
قال حكيم : فانطلقت حتى جئت أبا جهل ، فوجدته قد نثل درعا له من جرابها ، فهو يهنئها . - قال ابن هشام : يهيئها - فقلت له : يا أبا الحكم ، إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا ، للذي قال ؛ فقال : انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه ، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد ، وما بعتبة ما قال ، ولكنه قد رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور ، وفيهم ابنه ، فقد تخوفكم عليه . ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي ، فقال : هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينك ، فقم فانشد خفرتك ، ومقتل أخيك . فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ : واعمراه ، واعمراه ، فحميت الحرب ، وحَقِب الناس ، واستوسقوا على ما هم عليه من الشر ، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة .
فلما بلغ عتبة قول أبي جهل ( انتفخ والله سحره ) ، قال : سيعلم مُصَفِّر استه من انتفخ سحره ، أنا أم هو ؟ .
قال ابن هشام : السَحْر : الرئة وما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة . وما كان تحت السرة ، فهو القُصْب ، ومنه قوله : رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار : قال ابن هشام : حدثني بذلك أبو عبيدة .
ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه ، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته ؛ فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له .
مقتل الأسود بن عبدالأسد المخزومي
قال ابن إسحاق : وقد خرج الأسود بن عبدالأسد المخزومي ، وكان رجلا شرسا سيئ الخلق ، فقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم ، أو لأهدمنه ، أو لأموتن دونه ؛ فلما خرج ، خرج إليه حمزة بن عبدالمطلب ، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه ، وهو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه ، يريد - زعم - أن يبر يمينه ، وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض .
دعاء عتبة إلى المبارزة
قال ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة ، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة ، وهم : عوف ، ومعوذ ، ابنا الحارث - وأمهما عفراء - ورجل آخر ، يقال : هو عبدالله بن رواحة ؛ فقالوا : من أنتم ؟ فقالوا : رهط من الأنصار ؛ قالوا : ما لنا بكم من حاجة .
ثم نادى مناديهم : يا محمد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا علي ، فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟ قال عبيدة : عبيدة ، وقال حمزة : حمزة ، وقال علي : علي ؛ قالوا : نعم ، أكفاء كرام .
فبارز عبيدة ، وكان أسن القوم ، عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة ؛ وبارز علي الوليد بن عتبة .
فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ؛ وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله ؛ واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ؛ وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه ، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن عتبة بن ربيعة قال للفتية من الأنصار ، حين انتسبوا : أكفاء كرام ، إنما نريد قومنا .
التقاء الفريقين
قال ابن إسحاق : ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم ، وقال : إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش ، معه أبو بكر الصديق .
تاريخ وقعة بدر
فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان .
قال ابن إسحاق : كما حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين .
ضرب الرسول ابن غزية
قال ابن إسحاق : وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، وفي يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية ، حليف بن عدي بن النجار - قال ابن هشام : يقال : سوَّاد ؛ مثقلة ؛ وسواد في الأنصار غير هذا ، مخفف - وهو مستنتل من الصف - قال ابن هشام : ويقال : مستنصل من الصف - فطعن في بطنه بالقدح وقال : استو يا سواد ، فقال : يا رسول الله ، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل ؛ قال : فأقدني .
فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال : استقد ؛ قال : فاعتنقه فقبل بطنه ؛ فقال : ما حملك على هذا يا سواد ؟ قال : يا رسول الله ، حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك . فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ، وقاله له .
الرسول يناشد ربه النصر
قال ابن إسحاق : ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ، ورجع إلى العريش فدخله ، ومعه فيه أبو بكر الصديق ، ليس معه فيه غيره ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ، ويقول فيما يقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ، وأبو بكر يقول : يا نبي الله : بعض مناشدتك ربك ، فإن الله منجز لك ما وعدك .
وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ، ثم انتبه فقال : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله . هذا جبريل أخذ بعنان فرس يقوده ، على ثناياه النقع .
أول شهيد من المسلمين
قال ابن إسحاق : وقد رمى مهجع ، مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل ، فكان أول قتيل من المسلمين ؛ ثم رمى حارثة بن سراقة ، أحد بني عدي بن النجار ، وهو يشرب من الحوض ، بسهم فأصاب نحره ، فقتل .
الرسول يحرض على القتال
قال : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرصهم ، وقال : والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة . فقال عمير بن الحُمام أخو بني سلمة ، وفي يده تمرات يأكلهن : بخ بخ ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه ، فقاتل القوم حتى قتل .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أن عوف ابن الحارث ، وهو ابن عفراء قال : يا رسول الله ، ما يضحك الرب من عبده ؟ قال : غمسه يده في العدو حاسرا . فنـزع درعا كانت عليه فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل .
ما استفتح به أبو جهل
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد ابن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عبدالله بن ثعلبة بن صُعَير العذري ، حليف بني زهرة ، أنه حدثه : لما التقى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، قال أبو جهل بن هشام : اللهم أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا يعرف ، فأحنه الغداة . فكان هو المستفتح .
الرسول يرمي المشركين بالحصباء
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشا بها ، ثم قال : شاهت الوجوه ، ثم نضحهم بها ، وأمر أصحابه ، فقال : شدوا ؛ فكانت الهزيمة ، فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش ، وأسر من أسر من أشرافهم . فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش ، وسعد بن معاد قائم على باب العريش ، الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، متوشح السيف ، في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخافون عليه كَرَّة العدو ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم ؛ قال : أجل والله يا رسول الله ، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك ، فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك احب إلي من استبقاء الرجال.
نهى النبي عن قتل البعض وسببه
قال ابن إسحاق : وحدثني العباس بن عبدالله بن معبد ، عن بعض أهله ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ : إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ، ولا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ، ومن لقي أبا البَخْتَري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ، فإنه إنما أخرج مستكرها . قال : فقال أبوحذيفة : أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا . ونترك العباس ، والله لئن لقيته لأُلْحِمنَّه السيف - قال ابن هشام : ويقال لأُلْجِمَنه السيف - قال : فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لعمر بن الخطاب : يا أبا حفص - قال عمر : والله إنه لأول يوم كنَّاني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ؟ فقال عمر : يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف ، فوالله لقد نافق ، فكان أبو حذيفة يقول : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ، ولا أزال منها خائفا ، إلا أن تكفرها عني الشهادة ، فقتل يوم اليمامة شهيدا .
قال ابن إسحاق : وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكفَّ القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ، وكان لا يؤذيه ، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه ، وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على وبني هاشم وبني المطلب ، فلقيه المجذر بن زياد البلوي ، حليف الأنصار ، ثم من بني سالم بن عوف ، فقال المجذر لأبي البختري : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك - ومع أبي البختري زميل له ، قد خرج معه من مكة ، وهو جنادة بن مُلَيحة بنت زهير بن الحارث بن أسد ؛ وجنادة رجل من بني ليث . واسم أبي البختري : العاص - قال : وزميلي ؟ فقال له المجذر : لا والله ما ، نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك ، فقال : لا والله ، إذن لأموتن أنا وهو جميعا ، لا تتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة . فقال أبو البختري حين نازله المجذر وأبي إلا القتال ، يرتجز :
لن يسلم ابن حرة زميله * حتى يموت أو يرى سبيله
فاقتتلا فقتله المجذر بن ذياد . وقال المجذر بن زياد في قتله أبا البختري :
إما جهلت أو نسيت نسبي * فأثبت النسبة أني من بَلي
الطاعنين برماح اليزني * والضاربين الكبش حتى ينحني
بشر بيتم من أبوه البختري * أو بشون بمثلها من بَني
أنا الذي يقال أصلي من بلى * أطعن بالصعدة حتى تنثني
وأعبط القرن بعضب مشرفي * أرزم للموت كإرزام المري
فلا ترى مجذرا يفري فري
قال ابن هشام : " المري " عن غير ابن إسحاق . والمري : الناقة التي يستنـزل لبنها على عسر.
قال ابن إسحاق : ثم إن المجذر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به ، فأبى إلا أن يقاتلني ، فقاتلته فقتلته .
قال ابن هشام : أبو البختري : العاص بن هشام بن الحارث بن أسد
مقتل أمية بن خلف
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، قال ابن إسحاق : وحدثنيه أيضاً عبدالله بن أبي بكر وغيرهما ، عن عبدالرحمن بن عوف قال : كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة ، وكان اسمي عبد عمرو ، فتسميت حين أسلمت عبدالرحمن ونحن بمكة ، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول : يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبواك ؟ فأقول : نعم ؛ فيقول : فإني لا أعرف الرحمن ، فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به ، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول ، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف ، قال : فكان إذا دعاني : يا عبد عمرو لم أجبه ، قال : فقلت له : يا أبا علي ، اجعل ما شئت ، قال : فأنت عبد الإله ، قال : فقلت : نعم ، قال : فكنت إذا مررت به ، قال : يا عبد الإله فأجيبه ، فأتحدث معه .
حتى إذا كان يوم بدر ، مررت به وهو واقف مع ابنه علي ابن أمية ، آخذ بيده ، ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحملها . فلما رآني قال لي : يا عبد عمرو فلم أجبه ، فقال : يا عبد الإله ، فقلت نعم ، هل لك فيّ فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك . قال قلت : نعم . ها الله ذا ! . قال فطرحت الأدراع من يدي ، وأخذت بيده ويد ابنه ، وهو يقول : ما رأيت كاليوم قط ، أما لكم حاجة في اللبن ؟ قال ثم خرجت أمشي بهما.
قال ابن هشام : يريد باللبن ، أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن .
قال ابن إسحاق : حدثني عبدالواحد بن أبي عون ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف ، قال : قال لي أمية بن خلف ، وأنا بينه وبين ابنه ، آخذ بأيديهما : يا عبد الإله ، من الرجل منكم المُعْلم بريشة نعامة في صدره ؟ قال : قلت : ذاك حمزة بن عبدالمطلب ؛ قال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل .
قال عبدالرحمن : فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي - وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام ، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول : لا تزال هكذا أو تفارقَ دين محمد ؛ فيقول بلال : أحد أحد - قال : فلما رآه ؛ قال : رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا . قال : قلت : أي بلال ، أبأسيري ، قال : لا نجوت إن نجا . قال : قلت : أتسمع يا ابن السوداء ، قال : لا نجوت إن نجا . قال : ثم صرخ بأعلى صوته : يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا .
قال : فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المُسكة وأنا أذب عنه ، قال : فأخلف رجل السيف ، فضرب رجل ابنه فوقع ، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط . قال : فقلت : انج بنفسك ، ولا نجاء بك فوالله ما أغني عنك شيئا ، قال : فهبروهما بأسيافهم ، حتى فرغوا منهما . قال : فكان عبدالرحمن يقول : يرحم الله بلالا ، ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري .
الملائكة تشهد وقعة بدر
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله ابن أبي بكر أنه حُدث عن ابن عباس قال : حدثني رجل من بني غفار ، قال : أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ، ونحن مشركان ، ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة ، فننتهب مع من ينتهب ، قال : فبينا نحن في الجبل ، إذ دنت منا سحابة ، فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعت قائلا يقول : أقدم حيزوم ؛ فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه ، فمات مكانه ، وأما أنا فكدت أهلك ، ثم تماسكت .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة ، وكان شهد بدرا ، قال ، بعد أن ذهب بصره : لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة ، لا أشك فيه ولا أتمارى .
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن رجال من بني مازن بن النجار ، عن أبي داود المازني ، وكان شهد بدرا ، قال : إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه ، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري .
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مِقسم ، مولى عبدالله ابن الحارث ، عن عبدالله بن عباس ، قال : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها على ظهورهم ، ويوم حنين عمائم حمرا .
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم : أن علي بن أبي طالب قال : العمائم : تيجان العرب ، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا وقد أرخوها على ظهورهم ، إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء .
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام ، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون .
مقتل أبي جهل
قال ابن إسحاق : وأقبل أبو جهل يومئذ يرتجز ، وهو يقاتل ويقول :
ما تنقم الحرب العوان مني * بازل عامين حديث سني
لمثل هذا ولدتني أمي
شعار المسلمين ببدر
قال ابن هشام : وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : أحد أحد .
عود إلى مقتل أبي جهل
قال ابن إسحاق : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه ، أمر بأبي جهل أن يُلتمس في القتلى .
وكان أول من لقي أبا جهل ، كما حدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وعبدالله بن أبي بكر أيضاً قد حدثني ذلك ، قالا : قال معاذ بن عمرو بن الجموح ، أخو بني سلمة : سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة - قال ابن هشام : الحرجة : الشجر الملتف . وفي الحديث عن عمر بن الخطاب : أنه سأل أعرابيا عن الحرجة ؛ فقال : هي شجرة من الأشجار لا يوصل إليها ، وهم يقولون : أبو الحكم لا يخُلص إليه .
قال : فلما سمعتها جعلته من شأني ، فصمدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه ، فضربته ضربة أطنَّت قدمه بنصف ساقه ، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يُضرب بها .
قال : وضربني ابنه عكرمة على عاتقي ، فطرح يدي ، فتعلقت بجلدة من جنبي ، وأجهضني القتال عنه ، فلقد قاتلت عامة يومي ، وإني لأسحبها خلفي ، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها .
قال ابن إسحاق : ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان .
ثم مر بأبي جهل وهو عقير ، معوذ بن عفراء ، فضربه حتى أثبته ، فتركه و به رمق . وقاتل معوذ حتى قتل ، فمر عبدالله بن مسعود بأبي جهل ، حين أمر رسول الله صلى الله عليه سلم أن يُلتمس في القتلى ، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - انظروا ، إن خفي عليكم في القتلى ، إلى أثر جرح في ركبته ، فإني ازدحمت يوما أنا وهو على مأدبة لعبدالله بن جدعان ، ونحن غلامان ، وكنت أشف منه بيسير ، فدفعته فوقع على ركبتيه ، فجحش في إحداهما جحشا لم يزل أثره به .
قال عبدالله بن مسعود : فوجدته بآخر رمق فعرفته ، فوضعت رجلي على عنقه - قال : وقد كان ضبث بي مرة بمكة ، فآذاني ولكزني ، ثم قلت له : هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال : وبماذا أخزاني ، أعمد من رجل قتلتموه ، أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟ قال : قلت : لله ولرسوله .
قال ابن هشام : ضبث : قبض عليه ولزمه . قال ضابىء بن الحارث البرجمي :
فأصبت مما كان بيني وبينكم * من الود مثل الضابث الماءَ باليدِ .
قال ابن هشام : ويقال : أعار على رجل قتلتموه ، أخبرني لمن الدائرة اليوم ؟
رأس عدو الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وزعم رجال من بني مخزوم ، أن ابن مسعود كان يقول : قال لي : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رُوَيْعِيَّ الغنم ؛ قال : ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، هذا رأس عدو الله أبي جهل ؛ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آللهِ الذي لا إله غيره - قال : وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : فقلت : نعم ، والله الذي لا إله غيره ، ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله .
قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي : أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص ، ومر به : إني أراك كأن في نفسك شيئا ، أراك تظن أني قتلت أباك ؛ إني لو قتله لم أعتذر إليك من قتله ، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة ، فأما أبوك فإني مررت به ، وهو يبحث بحث الثور برَوْقه فحُدْتُ عنه ، وقصد له ابن عمه علي فقتله .
حديث سيف عكاشة بن محصن
قال ابن إسحاق : وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي ، حليف بني عبد شمس بن عبد مناف ، يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب ، فقال : قاتل بهذا يا عُكَّاشة ، فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه ، فعاد سيفا في يده طويل القامة ، شديد المتن ، أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين ، وكان ذلك السيف يسمى : العون .
ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل في الردة ، وهو عنده ، قتله طليحة بن خويلد الأسدي ، فقال طليحة في ذلك :
فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم * أليسوا و إن لم يسلموا برجال
فإن تك أذاود أصبن ونسوة * فلن تذهبوا فِرْغا بقتل حبال
نصبت لهم صدر الحِمالة إنها * معاودة قِيلَ الكماة نزال
فيوما تراها في الجلال مصونة * ويوما تراها غير ذات جلال
عشية غادرت ابن أقرم ثاويا * وعكاشة الغنمي عند حجال
قال ابن هشام : حبال : ابن طليحة بن خويلد . وابن أقرم : ثابت بن أقرم الأنصاري .
قال ابن إسحاق : وعكاشة بن محصن الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ، قال : يارسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ؛ قال : إنك منهم ، أو اللهم اجعله منهم ؛ فقام رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ؛ فقال : سبقك بها عكاشة وبردت الدعوة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما بلغنا عن أهله : منا خير فارس في العرب ؛ قالوا : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : عكاشة بن محصن ، فقال ضرار بن الأزور الأسدي : ذلك رجل منا يا رسول الله ؛ قال : ليس منكم و لكنه منا للحلف .
حديث بين أبي بكر و ابنه عبدالرحمن يوم بدر
قال ابن هشام : ونادى أبو بكر الصديق ابنه عبدالرحمن ، وهو يومئذ مع المشركين ، فقال : أين مالي يا خبيث ؟ فقال عبدالرحمن :
لم يبق غير شِكَّة ويعبوبْ * وصارم يقتل ضُلاَّل الشيبْ
فيما ذكر لي عن عبدالعزيز بن محمد الدراوردي .
طرح المشركين في القليب
قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة ، قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب ، طرحوا فيه ، إلا ما كان من أمية بن خلف ، فإنه انتفخ في درعه فملأها ، فذهبوا ليحركوه ، فتزابل لحمه ، فأقروه ، وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة .
فلما ألقاهم في القليب ، وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أهل القليب ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا . قالت : فقال له أصحابه : يا رسول الله ، أتكلم قوما موتى ؟ فقال لهم : لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا .
قالت عائشة : والناس يقولون : لقد سمعوا ما قلت لهم ، وإنما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد علموا .
قال ابن إسحاق : وحدثني حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل وهو يقول : يا أهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام ، فعدد من كان منهم في القليب : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؛ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؟ فقال المسلمون : يا رسول الله ، أتنادي قوما قد جيَّفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني .
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم هذه المقالة : يا أهل القليب ، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس ؛ ثم قال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ للمقالة التي قال
قال ابن إسحاق : ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوا في القليب ، أخذ عتبة بن ربيعة ، فسحب إلى القليب ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - في وجه أبي حذيفة بن عتبة ، فإذا هو كئيب قد تغير لونه ، فقال : يا أبا حذيفة ، لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : لا ، والله يا رسول الله ، ما شككت في أبي ولا في مصرعه ، ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا ، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام ، فلما رأيت ما أصابه ، وذكرت ما مات عليه من الكفر ، بعد الذي كنت أرجو له ، أحزنني ذلك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ، وقال له خيرا .
ذكر الفتية الذين نزل فيهم : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) .
وكان الفتية الذين قتلوا ببدر ، فنزل فيهم من القرآن ، فيما ذكر لنا : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ؟ قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) . فتية مُسمَّين .
من بني أسد بن عبدالعزى بن قصي : الحارث بن زمعة بن الأسود بن عبدالمطلب بن أسد .
ومن بني مخزوم : أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .
ومن بني جمح : علي بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح .
ومن بني سهم : العاص بن منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم .
وذلك أنهم كانوا أسلموا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حبسهم آباؤهم وعشائرهم بمكة وفتنوهم فافتتنوا ، ثم ساروا مع قومهم إلى بدر فأصيبوا به جميعا .
ذكر الفيء ببدر ، واختلاف المسلمين فيه
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بما في العسكر ، مما جمع الناس ، فجمع ، فاختلف المسلمون فيه ، فقال من جمعه : هو لنا ؛ وقال الذين كانوا يقاتلون العدو و يطلبونه : والله لولا نحن ما أصبتموه لنحن شغلنا عنكم القوم حتى أصبتم ما أصبتم ؛ وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يخالف إليه العدو : والله ما أنتم بأحق به منا ، والله لقد رأينا أن نقتل العدو إذ منحنا الله تعالى أكتافه ، ولقد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن دونه من يمنعه ، ولكنا خفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كرة العدو ، فقمنا دونه ، فما أنتم بأحق به منا .
قال ابن اسحاق : وحدثني عبدالرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن أبي أمامة الباهلي - واسمه صدي بن عجلان فيما قال ابن هشام - قال : سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال ؛ فقال : فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من أيدينا ، فجعله إلى رسوله ، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء . يقول : على السواء .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال : حدثني بعض بني ساعدة ، عن أبي أسيد الساعدي مالك بن ربيعة ، قال : أصبت سيف بني عائذ المخزوميين الذين يُسمَّى المرزبان يوم بدر ، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يردوا ما في أيديهم من النفل ، أقبلت حتى ألقيته في النفل . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئا سُئِلَه ، فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم ، فسأله رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأعطاه إياه
بشرى الفتح
قال ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفتح عبدالله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية ، بما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين ، وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة .
قال أسامة بن زيد : فأتانا الخبر - حين سوينا التراب على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، التي كانت عند عثمان بن عفان . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلَّفني عليها مع عثمان - أن زيد بن حارثة قد قدم . قال : فجئته وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس ، وهو يقول : قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وأبو البختري العاص بن هشام ، وأمية بن خلف ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج . قال : قلت : يا أبت ، أحق هذا ؟ قال : نعم ، والله يا بني .
الرجوع إلى المدينة
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة ، ومعه الأسارى من المشركين ، وفيهم عقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث ، واحتمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه النَّفَل الذي أصيب من المشركين ، وجعل على النفل عبدالله بن كعب بن عمرو ابن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار ؛ فقال راجز من المسلمين - قال ابن هشام : يقال : إنه عدي بن أبي الزغباء :
أقم لها صدروها يا بسبسُ * ليس بذي الطلح لها مُعرَّسُ
ولا بصحراء غُمير محبس * إن مطايا لقوم لا تُخَيَّسُ
فحملها على الطريق أكيس * قد نصر الله و فرّ الأخنس
تهنئة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - حتى إذا خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية - يقال له : سير - إلى سرحة به . فقسّم هنالك النفل الذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء ، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين ، فقال لهم سلمة بن سلامة - كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، ويزيد بن رومان - : ما الذي تهنئوننا به ؟ فوالله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة ، فنحرناها ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أي ابن أخي ، أولئك الملأ .
قال ابن هشام : الملأ : الأشراف والرؤساء .
مقتل النضر وعقبة
قال ابن إسحاق : حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث ، قتله علي بن أبي طالب ، كما أخبرني بعض أهل العلم من أهل مكة .
قال ابن إسحاق : ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قُتل عقبة بن أبي معيط .
قال ابن هشام : عرق الظبية عن غير ابن إسحاق .
قال ابن إسحاق : والذي أسر عقبة : عبدالله بن سلمة أحد بني العجلان .
قال ابن إسحاق : فقال عقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله : فمن للصبية يا محمد ؟ قال : النار . فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، أخو بني عمرو بن عوف ، كما حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر .
قال ابن هشام : ويقال قتله علي بن أبي طالب فيما ذكر لي ابن شهاب الزهري وغيره من أهل العلم .
قال ابن إسحاق : ولقي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع أبو هند ، مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا .
قال ابن هشام : الحميت : الزق ، وكان قد تخلف عن بدر ، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو كان حجام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هو أبو هند امرؤ من الأنصار فأنكحوه ، وأنكحوا إليه ، ففعلوا .
قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن أبي بكر أن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أسعد بن زرارة ، قال : قُدم بالأسارى حين قُدم بهم ، وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء ، في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء ، وذلك قبل أن يُضرب عليهن الحجاب .
قال : تقول سودة : والله إني لعندهم إذ أُتينا ، فقيل : هؤلاء الأسارى ، قد أتى بهم . قالت : فرجعت إلى بيتي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ، قالت : فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت : أي أبا يزيد : أعطيتم بأيديكم ، ألا متم كراما ، فوالله ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت : يا سودة ، أعلى الله ورسوله تحرضين ؟ قالت : قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت .
الإيصاء بالأسارى
قال ابن إسحاق : وحدثني نبيه بن وهب ، أخو بني عبدالدار ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه ، وقال : استوصوا بالأسارى خيرا . قال : وكان أبو عزيز ابن عمير بن هاشم ، أخو مصعب بن عمر لأبيه وأمه في الأسارى .
قال : فقال أبو عزيز : مرّ بي أخي مصعب بن عمير ورجل من الأنصار يأسرني ، فقال : شد يديك به ، فإن أمه ذات متاع ، لعلها تفديه منك ، قال : وكنت في رهط من الأنصار حين أقبوا بي من بدر ، فكانوا إذا قدّموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز ، وأكلوا التمر ، لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا ، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها . قال : فأستحيي فأردها على أحدهم ، فيردها علي ما يمسها .
بلوغ مصاب قريش في رجالها إلى مكة
قال ابن هشام : وكان أبو عزيز صاحب لواء المشركين ببدر النضر بن الحارث ، فلما قال أخوه مصعب بن عمير لأبي اليسر ، وهو الذي أسره ، ما قال ، قال له أبو عزيز : يا أخي ، هذه وصاتك بي ، فقال له مصعب : إنه أخي دونك . فسألت أمه عن أغلى ما فُدي به قرشي ، فقيل لها : أربعة آلاف درهم ، فبعثت بأربعة آلاف درهم ، ففدته بها .
قال ابن إسحاق : وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان ابن عبدالله الخزاعي ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : قتل عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو الحكم بن هشام ، وأمية بن خلف ، وزمعة بن الأسود ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وأبو البختري بن هشام ، فلما جعل يُعدد أشراف قريش ؛ قال صفوان بن أمية ، وهو قاعد في الحجر : والله إن يعقل هذا فاسئلوه عني ؛ فقالوا : و ما فعل صفوان بن أمية ؟ قال : ها هو ذاك جالسا في الحجر ، وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا .
قال ابن إسحاق : وحدثني حسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، قال : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت غلاما للعباس بن عبدالمطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمتُ ، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه ، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه ، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، فبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة ، وكذلك كانوا صنعوا ، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا ، فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش ، كبته الله وأخزاه ، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا .
قال : وكنت رجلا ضعيفا ، وكنت أعمل الأقداح ، أنحتها في حجرة زمزم ، فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي ، وعندي أم الفضل جالسة ، وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر ، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر ، حتى جلس على طنب الحجرة ، فكان ظهره إلى ظهري ؛ فبينما هو جالس إذ قال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب - قال ابن هشام : واسم أبي سفيان المغيرة - قد قدم .
قال : فقال أبو لهب : هلم إلي ، فعندك لعمري الخبر ، قال : فجلس إليه والناس قيام عليه ، فقال : يا ابن أخي ، أخبرني كيف كان أمر الناس ؟ قال : والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقودوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا ، وأيم الله مع ذلك ما لمتُ الناس ، لقينا رجالا بيضا ، على خيل بلق ، بين السماء والأرض ، والله ما تُليق شيئا ، ولا يقوم لها شيء .
قال أبو رافع : فرفعت طُنُب الحجرة بيدي ، ثم قلت : تلك والله الملائكة ؛ قال : فرفع أبو لهب يده فضرب بها وجهي ضربة شديدة . قال : وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض ، ثم برك علي يضربني ، وكنت رجلا ضعيفا ، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة ، فأخذته فضربته به ضربة فلعت في رأسه شجة منكرة ، وقالت : استضعفته أن غاب عنه سيده ؛ فقام موليا ذليلا ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعَدَسة فقتله .
قريش تنوح على قتلاها وشعر الأسود في رثاء أولاده
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : ناحت قريش على قتلاهم ، ثم قالوا : لا تفعلوا فيبلغ محمد و أصحابه فيشمتوا بكم ؛ ولا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء .
قال : وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده ، زمعة بن الأسود ، وعقيل بن الأسود ، والحارث بن زمعة ، وكان يحب أن يبكي على بنيه ، فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل ، فقال لغلام له ، وقد ذهب بصره : انظر هل أُحلّ النَّحْب ؛ هل بكت قريش على قتلاها ؟ لعلي أبكي على أبي حكيمة ، يعني زمعة ، فإن جوفي قد احترق .
قال : فلما رجع اليه الغلام قال : إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته . قال : فذاك حين يقول الأسود :
أتبكي أن يضل لها بعير * ويمنعها من النوم السهودُ
فلا تبكي على بكر ولكن * على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص * ومخزوم ورهط أبي الوليد
وبكّي إن بكيت على عقيل * وبكّي حارثا أسد الأسود
وبكيهم ولا تسمي جميعا * وما لأبي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال * ولولا يوم بدر لم يسودوا
قال ابن هشام : هذا إقواء ، وهي مشهورة من أشعارهم ، وهي عندنا إكفاء . وقد سقطنا من رواية ابن إسحاق ما هو أشهر من هذا .
فداء أسرى قريش وفداء أبي وداعة
قال ابن إسحاق : وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن له بمكة ابنا كيِّسا تاجرا ذا مال ، وكأنكم به قد جاءكم في طلب فداء أبيه ؛ فلما قالت قريش لا تعجلوا بفداء أسرائكم ، لا يأرب عليكم محمد وأصحابه ، قال المطلب بن أبي وداعة - وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى - : صدقتم ، لا تعجلوا ، وانسل من الليل فقدم المدينة ، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم ، فانطلق به .
فداء سهيل بن عمرو
قال : ثم بعثت قريش في فداء الأسارى ، فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو ، وكان الذي أسره مالك بن الدخشم ، أخو بني سالم بن عوف ، فقال :
أسرتُ سهيلا فلا أبتغي * أسيرا به من جميع الأممْ
وخندف تعلم أن الفتى * فتاها سهيل إذا يظلم
ضربت بذي الشفر حتى انثنى * وأكرهت نفسي على ذي العلم
وكان سهيل رجلا أعلم من شفته السفلى .
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لمالك بن الدخشم .
النهي عن التمثيل بالعدو
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء ، أخو بني عامر ابن لؤي : أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، دعني أنزعْ ثَنِيَّتَيْ سهيل بن عمرو ، ويدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا ؛ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا .
قال ابن إسحاق : وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر في هذا الحديث : إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه .
قال ابن هشام : وسأذكر حديث ذلك المقام في موضعه إن شاء الله تعالى .
قال ابن إسحاق : فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضاهم ، قالوا : هات الذي لنا ، قال : اجعلوا رجلي مكان رجله ، وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه . فخلوا سبيل سهيل ، وحبسوا مكرزا مكانه عندهم ، فقال مكرز :
فديت بأذواد ثمان سبا فتى * ينال الصميم غُرْمها لا المواليا
رهنت يدي والمال أيسر من يدي * علي ولكني خشيت المخازيا
وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به * لأبنائنا حتى ندير الأمانيا
قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا لمكرز .
أسر عمرو بن أبي سفيان و إطلاقه
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال : كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب ، وكان لبنت عقبة بن أبي معيط - قال ابن هشام : أم عمرو بن أبي سفيان بنت أبي عمرو ، وأخت أبي معيط بن أبي عمرو - أسيرا في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أسرى بدر .
قال ابن هشام : أسره علي بن أبي طالب .
قال ابن إسحاق : حدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال : فقيل لأبي سفيان : افْدِ عمرا ابنك ؛ قال : أيجمع علي دمي ومالي ! قتلوا حنظلة ، وأفدي عمرا ! دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم .
قال : فبينما هو كذلك ، محبوس بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ خرج سعد بن النعمان بن أكَّال ، أخو بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية معتمرا ومعه مُرَيَّة له ، وكان شيخا مسلما ، في غنم له بالنقيع ، فخرج من هنالك معتمرا ، ولا يخشى الذي صُنع به ، لم يظن أنه يحُبس بمكة ، إنما جاء معتمرا .
وقد كان عهد قريشا لا يعرضون لأحد جاء حاجا ، أو معتمرا إلا بخير ؛ فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة فحبسه بابنه عمرو ، ثم قال أبو سفيان :
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه * تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمرو لئام أذلة * لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا
فأجابه حسَّان بن ثابت فقال :
لو كان سعد يوم مكة مطلقا * لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا
بعضب حسام أبو بصفراء نبعة * تحن إذا ما أُنبضتْ تحفز النبلا
ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبره ، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكوا به صاحبهم ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبعثوا به إلى أبي سفيان ، فخلى سبيل سعد

  ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة ، فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم ، وفيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون ، منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام .
قال ابن هشام : ويقال : عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم .
ندب المسلمين للعير و حذر أبي سفيان
قال ابن إسحاق : فحدثني محمد بن مسلم الزهري ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وعبدالله بن أبي بكر ، ويزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا ، عن ابن عباس ، كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقته من حديث بدر ، قالوا : لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ، ندب المسلمين إليهم ، وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها .
فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا .
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس . حتى أصاب خبرا من بعض الركبان : أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك . فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة ، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم ، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه . فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة .
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبدالمطلب
عاتكة تقص رؤياها على أخيها العباس
قال ابن إسحاق : فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ، ويزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، قالا : وقد رأت عاتكة بنت عبدالمطلب ، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال ، رؤيا أفزعتها . فبعث إلى أخيها العباس بن عبدالمطلب فقالت له : يا أخي ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني ، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عني ما أحدثك به ؛ فقال لها : وما رأيت ؟ قالت : رأيت راكبا أقبل على بعير له ، حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته : ألا انفروا يا لَغُدُر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مَثَل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث : ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس ، فصرخ بمثلها .
ثم أخذ صخرة فأرسلها . فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت ، فما بقي بيت من بيوت مكة ، ولا دار إلا دخلتها منها فلقة ؛ قال العباس : والله إن هذه لرؤيا ، وأنت فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد .
انتشار حديث الرؤيا في قريش
ثم خرج العباس ، فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقا ، فذكرها له ، واستكتمه إياها . فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث بمكة ، حتى تحدثت به قريش في أنديتها .
ما جرى بين أبي جهل و العباس بسبب الرؤيا
قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل ، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل : يا بني عبدالمطلب ، متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ؛ قال : فقلت : وما رأت ؟ قال : يا بني عبدالمطلب ، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفُروا في ثلاث ، فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يك حقا ما تقول فسيكون ، و إن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء ، نكتبْ عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب . قال العباس : فوالله ما كان مني إليه كبير ، إلا أني جحدت ذلك ، وأنكرت أن تكون رأت شيئا . قال : ثم تفرقنا .
نساء عبدالمطلب يلمن العباس للينه مع أبي جهل
فلما أمسيت ، لم تبق امرأة من بني عبدالمطلب إلا أتتني ، فقالت : أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ، ثم لم يكن عندك غِيَر لشيء مما سمعت ، قال : قلت : قد والله فعلت ، ما كان مني إليه من كبير . وأيم الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأكفينَّكُنَّه .
ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لأبي سفيان
قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة ، وأنا حديد مغضب أُرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه . قال : فدخلت المسجد فرأيته ، فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ، ليعود لبعض ما قال فأقع به ، وكان رجلا خفيفا ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد النظر . قال : إذ خرج نحو باب المسجد يشتد . قال : فقلت في نفسي : ما له لعنه الله ، أكلُّ هذا فَرَق مني أن أشاتمه ! قال : وإذا هو قد سمع ما لم أسمع : صوت ضمضم بن عمرو الغفاري ، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره ، قد جدع بعيره ، وحوّل رحله ، وشق قيمصه ، وهو يقول : يا معشر قريش ، اللطيمةَ اللطيمةَ ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوثَ الغوثَ . قال : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر .
قريش تتجهز للخروج
فتجهز الناس سراعا ، وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ، كلا والله ليعلمن غير ذلك . فكانوا بين رجلين ، إما خارج وإما باعث مكانه رجلا . وأوعبت قريش ، فلم يتخلف من أشرافها أحد .
تخلف أبي لهب عند بدر
إلا أن أبا لهب بن عبدالمطلب تخلف ، وبعث مكانه العاصي بن هشام ابن المغيرة ، وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه ، أفلس بها ، فاستأجره بها على أن يجُزئ عنه ، بعثه فخرج عنه ، وتخلف أبو لهب .
أمية بن خلف يحاول التخلف
قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن أبي نجيح : أن أمية بن خلف كان أجمع القعود ، وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا ، فأتاه عقبة بن أبي معيط ، وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه ، بمجمرة يحملها ، فيها نار ومجمر ، حتى وضعها بين يديه ، ثم قال : يا أبا علي ، استجمر ، فإنما أنت من النساء ؛ قال : قبحك الله وقبح ما جئت به ، قال : ثم تجهز فخرج مع الناس .
ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر ، و تحاجزهم يوم بدر
قال ابن إسحاق : ولما فرغوا من جهازهم ، وأجمعوا المسير ، ذكروا ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب ، فقالوا : إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا ، وكانت الحرب التي كانت بين قريش وبين بني بكر - كما حدثني بعض بني عامر بن لؤي ، عن محمد بن سعيد بن المسيَّب - في ابنٍ لحفص بن الأخيف ، أحد بني مَعيص بن عامر بن لؤي ، خرج يبتغي ضالة له بضجنان ، وهو غلام حدث في رأسه ذؤابة ، وعليه حلة له ، وكان غلاما وضيئا نظيفا ، فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح ، أحد بني يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وهو بضجنان ، وهو سيد بني بكر يومئذ ، فرآه فأعجبه ؛ فقال : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا ابنٌ لحفص ابن الأخيف القرشي .
فلما ولىَّ الغلام ، قال عامر بن زيد : يا بني بكر ، ما لكم في قريش من دم ؟ قالوا : بلى والله ، إن لنا فيهم لدماء ؛ قال : ما كان رجل ليقتل هذا الغلام برَجُله إلا كان قد استوفى دمه .
قال : فتبعه رجل من بني بكر ، فقتله بدم كان له في قريش ؛ فتكلمت فيه قريش ، فقال عامر بن يزيد : يا معشر قريش ، قد كانت لنا فيكم دماء ، فما شئتم . إن شئتم فأدوا علينا ما لنا قبلكم ، ونؤدي ما لكم قبلنا ، وإن شئتم فإنما هي الدماء : رجل برجل ، فتجافوا عما لكم قِبَلَنا ، ونتجافى عما لنا قبلكم ، فهان ذلك الغلام على هذا الحي من قريش ، وقالوا : صدق ، رجل برجل . فلهوا عنه ، فلم يطلبوا به

قتل مكرز عامر بن الملوح

الذين أطلقوا من غير فداء

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فكان ممن سُمِّي لنا من الأسارى ممن مُنَّ عليه بغير فداء ، من بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس ، منَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفدائه ‏‏.‏‏
ومن بني مخزوم بن يقظة ‏‏:‏‏ المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيدة بن عمر بن مخزوم ، كان لبعض بني الحارث بن الخزرج ، فَتُرك في أيديهم حتى خلوا سبيله ‏‏.‏‏ فلحق بقومه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أسره خالد بن زيد ، أبو أيوب الأنصاري ، أخو بني النجار ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، تُرك في أيدي أصحابه ، فلما لم يأت أحد في فدائه أخذوا عليه ليبعثن إليهم بفدائه ، فخلوا سبيله ، فلم يف لهم بشئ ؛ فقال حسَّان بن ثابت في ذلك ‏‏:‏‏
وما كان صيفي لِيُوفي ذمة * قفا ثعلب أعيا ببعض الموارد
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهذا البيت في أبيات له ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو عزة ، عمرو بن عبدالله بن عثمان بن أهيب بن حذافة بن جمح ، كان محتاجا ذا بنات ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، لقد عرفت ما لي من مال ، وإني لذو حاجة ، وذو عيال ، فامنن علي ؛ فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ عليه ألا يظاهر أحدا ‏‏.‏‏ ‏‏.‏‏
 ما مدح به أبو عزة الرسول عندما أطلقه بغير فداء
فقال أبو عزة في ذلك ، يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويذكر فضله في قومه ‏‏:‏‏
من مبلغ عني الرسول محمدا * بأنك حق والمليك حميدُ
وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى * عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرؤ بُوِّئْتَ فينا مَباءة * له درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب * شقي ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذُكِّرتُ بدرا وأهله * تأوَّب ما بي ‏‏:‏‏ حسرة وقعود
 مقدار الفداء للأسير
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ كان فداء المشركين يومئذ أربعة آلاف درهم للرجل ، إلى ألف ردهم ، إلا من لا شيء له ، فمنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ‏‏.‏‏
 إسلام عمير بن وهب بعد تحريض صفوان له على قتل الرسول
 صفوان يحرضه على قتل الرسول
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، قال ‏‏:‏‏ جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويلقون منه عناء وهو بمكة ، وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أسره رفاعة بن رافع أحد بني زريق ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، قال ‏‏:‏‏ فذكر أصحاب القليب ومصابهم ، فقال صفوان ‏‏:‏‏ والله إن في العيش بعدهم خير ؛ قال له عمير ‏‏:‏‏ صدقت والله ، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ، لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علة ‏‏:‏‏ ابني أسير في أيديهم ؛ قال ‏‏:‏‏ فاغتنمها صفوان وقال ‏‏:‏‏ علي دينك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي أُواسيهم ما بقوا ، لا يسعني شيء ويعجز عنهم ؛ فقال له عمير ‏‏:‏‏ فاكتم شأني وشأنك ؛ قال ‏‏:‏‏ أفعل ‏‏.‏‏
 رؤية عمر له و إخباره الرسول بأمره
قال ‏‏:‏‏ ثم أمر عمير بسيفه ، فشُحذ له و سُمَّ ، ثم انطلق حتى قدم المدينة ؛ فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ، ويذكرون ما أكرمهم الله به ، وما أراهم من عدوهم ، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحا السيف ، فقال ‏‏:‏‏ هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، وهو الذي حرش بيننا ، وحَزَرنا للقوم يوم بدر ‏‏.‏‏
ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏‏:‏‏ يا نبي الله ، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه ؛ قال ‏‏:‏‏ فأدخله علي ، قال ‏‏:‏‏ فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبَّبه بها ، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار ‏‏:‏‏ ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده ، واحذروا عليه من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون ؛ ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
 من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ، قال ‏‏:‏‏ أرسله يا عمر ، ادن يا عمير ؛ فدنا ثم قال ‏‏:‏‏ إنعموا صباحا ، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام ‏‏:‏‏ تحية أهل الجنة ، فقال ‏‏:‏‏ أما والله يا محمد ، إن كنت بها لحديث عهد ؛ قال ‏‏:‏‏ فما جاء بك يا عمير ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه ؛ قال ‏‏:‏‏ فما بال السيف في عنقك ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنا شيئا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ اصدقني ، ما الذي جئت له ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ ما جئت إلا لذلك ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت ‏‏:‏‏ لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك صفوان بدَيْنك وعيالك ، على أن تقتلني له ، والله حائل بينك وبين ذلك ؛ قال عمير ‏‏:‏‏ أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ‏‏.‏‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ، ففعلوا ‏‏.‏‏
 عمير يدعو إلى الإسلام في مكة
ثم قال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل ، وأنا أحب أن تأذن لي ، فأقدم مكة ، فأدعوهم إلى الله تعالى ، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، و إلى الإسلام ، لعل الله يهديهم ، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلحق بمكة ‏‏.‏‏
وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب ، يقول ‏‏:‏‏ أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام ، تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان‏ يسأل عنه الركبان ، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه ، فحلف أن لا يكلمه أبدا ، ولا ينفعه بنفع أبدا ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما قدم عمير مكة ، أقام بها يدعو إلى الإسلام ، ويؤذي من خالفه أذى شديدا ، فأسلم على يديه ناس كثير ‏‏.‏‏
 من رأى إبليس عندما نكص على عقبيه يوم بدر ، و ما نزل في ذلك
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعمير بن وهب ، أو الحارث بن هشام ، قد ذُكر لي أحدهما ، الذي رأى إبليس حين نكص على عقبيه يوم بدر ، فقيل ‏‏:‏‏ أين ، أي سُراق ‏‏؟‏‏ ومثَلَ عدو الله فذهب ، فأنزل الله تعالى فيه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني جار لكم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ فذكر استدراج إبليس إياهم ، وتشبهه بسراقة بن مالك بن جعشم لهم ، حين ذكروا ما بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة في الحرب التي كانت بينهم ‏‏.‏‏
يقول الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فلما تراءت الفئتان ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ونظر عدو الله إلى جنود الله من الملائكة ، قد أيد الله بهم رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على عدوهم ، ‏‏(‏‏ نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
وصدق عدو الله ، رأى ما لم يروا ، وقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إني أخاف الله ، والله شديد العقاب ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ فذكر لي أنهم كانوا يرونه في كل منزل في صورة سراقة لا ينكرونه ، حتى إذا كان يوم بدر ، والتقى الجمعان نكص على عقبيه ، فأوردهم ثم أسلمهم ‏‏.‏‏
 تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ نكص ‏‏:‏‏ رجع ‏‏.‏‏ قال أوس بن حجر ، أحد بني أسيد ابن عمرو بن تميم ‏‏:‏‏
نكصتم على أعقابكم يوم جئتم * تُزَجُّون أنفال الخميس العرمرم وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
شعر حسَّان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خداع إبليس قريشا
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال حسَّان بن ثابت ‏‏:‏‏
قومي الذين هم آووا نبيهم * وصدقوه وأهل الأرض كفارُ
إلا خصائص أقوام هم سلف * للصالحين مع الأنصار أنصار
مستبشرين بقَسْم الله قولهم * لما أتاهم كريم الأصل مختار
أهلا وسهلا ففي أمن وفي سعة * نعم النبي ونعم القسم والجار
فأنزلوه بدار لا يخاف بها * من كان جارهم دارا هي الدار
وقاسموه بها الأموال إذ قدموا * مهاجرين وقسم الجاحد النار
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم* لو يعلمون يقين العلم ما ساروا
دلاَّهمُ بغرور ثم أسلمهم * إن الخبيث لمن والاه غرّار
وقال إني لكم جار فأوردهم * شر الموارد فيه الخزي والعار
ثم التقينا فولوا عن سَراتِهمُ * من منجدين ومنهم فرقة غاروا
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أنشدني قوله ‏‏(‏‏ لما أتاهم كريم الأصل مختار ‏‏)‏‏ أبو زيد الأنصاري
المطعمون من قريش
 من بني هاشم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان المطعمون من قريش ، ثم من بني هاشم بن عبد مناف ‏‏:‏‏ العباس بن عبدالمطلب بن هاشم ‏‏.‏‏
 من بني عبد شمس
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ‏‏.‏‏
 من بني نوفل
ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ الحارث بن عامر بن نوفل ، وطُعيمة ابن عدي بن نوفل ، يعتقبان ذلك ‏‏.‏‏
 من بني أسد
ومن بني أسد بن عبدالعزى ‏‏:‏‏ أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد ‏‏.‏‏ وحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ‏‏:‏‏ يعتقبان ذلك ‏‏.‏‏
 من بني عبدالدار
ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة ابن عبد مناف بن عبدالدار ‏‏.‏‏
 نسب النضر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبدالدار ‏‏.‏‏
 من بني مخزوم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني مخزوم بن يقظة ‏‏:‏‏ أبا جهل بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ‏‏.‏‏ ‏
 من بني جمح
ومن بني جمح ‏‏:‏‏ أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ‏‏.‏‏
 من بني سهم
ومن بني سهم بن عمرو ‏‏:‏‏ نُبَيْها و مُنَبِّها ابني الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم ، يعتقبان ذلك ‏‏.‏‏
 من بني عامر
ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ‏‏.‏‏
 أسماء خيل المسلمين يوم بدر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني بعض أهل العلم ‏‏:‏‏ أنه كان مع المسلمين يوم بدر من الخيل ، فرس مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وكان يقال له ‏‏:‏‏ السبل ؛ وفرس المقداد بن عمرو البهراني ، وكان يقال له ‏‏:‏‏ بَعْزجة ، ويقال ‏‏:‏‏ سبحة ؛ وفرس الزبير بن العوام ، وكان يقال له ‏‏:‏‏ اليعسوب ‏‏.‏‏
خيل المشركين
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ومع المشركين مائة فرس ‏‏.‏‏
 نزول سورة الأنفال تصف أحداث بدر
 ما نزل في تقسيم الفيء بعد اختلاف المسلمين فيه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما انقضى أمر بدر ، أنزل الله عز وجل فيه من القرآن الأنفال بأسرها ، فكان مما نزل منها في اختلافهم في النفل حين اختلفوا فيه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يسئلونك عن الأنفال ، قل الأنفال لله والرسول ، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله رسوله إن كنتم مؤمنين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
فكان عبادة بن الصامت - فيما بلغني - إذا سئل عن الأنفال ، قال ‏‏:‏‏ فينا معشر أهل بدر نزلت ، حين اختلفنا في النفل يوم بدر ، فانتزعه الله من أيدينا حين ساءت فيه أخلاقنا ؛ فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمه بيننا عن بَوَاء - يقول ‏‏:‏‏ على السواء - وكان في ذلك تقوى الله وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وصلاح ذات البين ‏‏.‏‏
 ما نزل في خروج المسلمين لملاقاة قريش
ثم ذكر القوم ومسيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرف القوم أن قريشا قد ساروا إليهم ، وإنما خرجوا يريدون العير طمعا في الغنيمة ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ، وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ‏‏.‏‏ يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي كراهية للقاء القوم ، وإنكارا لمسير قريش ، حين ذُكروا لهم ‏‏(‏‏ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي الغنيمة دون الحرب ‏‏(‏‏ ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ، ويقطع دابر الكافرين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بالوقعة التي أوقع بصناديد قريش وقادتهم يوم بدر ‏‏(‏‏ إذ تستغيثون ربكم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لدعائهم حين نظروا إلى كثرة عدوهم ، وقلة عددهم ‏‏(‏‏ فاستجاب لكم ‏‏)‏‏ بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائكم ‏‏(‏‏ أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ‏‏‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي أنزلت عليكم الأمنة ‏حين نمتم لا تخافون ‏‏(‏‏ وينزل عليكم من السماء ماء ‏‏)‏‏ للمطر الذي أصابهم تلك الليلة ، فحبس المشركين أن يسبقوا إلى الماء ، وخلى سبيل المسلمين إليه ‏‏(‏‏ ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ، وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ليذهب عنكم شك الشيطان ، لتخويفه إياهم عدوهم ، واستجلاد الأرض لهم ، حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبقوا اليه عدوهم ‏‏.‏‏
 ما نزل في تبشير المسلمين وتحريضهم على القتال
ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي آزروا الذين آمنوا ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ، فاضربوا فوق الأعناق ، واضربوا منهم كل بنان ‏‏.‏‏ ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ‏‏)‏‏ ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا ‏زحفا فلا تولوهم الأدبار ‏‏.‏‏ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ، فقد باء بغضب من الله ، ومأواه جهنم وبئس المصير ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي تحريضا لهم على عدوهم لئلا ينكلوا عنهم إذا لقوهم ، وقد وعدهم فيهم ما وعدهم ‏‏.‏‏
 ما نزل في رمي الرسول المشركين بالحصباء
ثم قال تعالى في رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بالحصباء من يده ، حين رماهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لم يكن ذلك برميتك ، لولا الذي جعل الله فيها من نصرك ، وما ألقى في صدور عدوك منها حين هزمهم الله ‏‏(‏‏ وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ليعرف المؤمنين من نعمته عليهم في إظهارهم على عدوهم ، وقلة عددهم ، ليعرفوا بذلك حقه ، ويشكروا بذلك نعمته ‏‏.‏‏
ما نزل في الاستفتاح
ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لقول أبي جهل ‏‏:‏‏ اللهم أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا يعرف ، فأحنه الغداة ‏‏.‏‏ والاستفتاح ‏‏:‏‏ الإنصاف في الدعاء ‏‏.‏‏
يقول الله جل ثناؤه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وإن تنتهوا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لقريش ‏‏(‏‏ فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بمثل الوقعة التي أصبناكم بها يوم بدر ‏‏(‏‏ ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي عددكم وكثرتكم في أنفسكم لن تغني عنكم شيئا ، وإني مع المؤمنين ، أنصرهم على من خالفهم ‏‏.‏‏
 القرآن يحض المسلمين على طاعة الرسول
ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ، ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تخالفوا أمره وأنتم تسمعون لقوله ، وتزعمون أنكم منه ‏‏(‏‏ ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة ، ويسرون له المعصية ‏‏(‏‏ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي المنافقين الذين نهيتكم أن تكونوا مثلهم ، بكم عن الخير ، صم عن الحق ، لا يعقلون ‏‏:‏‏ لا يعرفون ما عليهم في ذلك من النقمة والتباعة ‏‏(‏‏ ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لأنفذ لهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ، ولكن القلوب خالفت ذلك منهم ، ولو خرجوا معكم ‏‏(‏‏ لتولوا وهم معرضون ‏‏)‏‏ ، ما وفوا لكم بشيء مما خرجوا عليه ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي للحرب التي ‏أعزكم الله بها بعد الذل ، وقواكم بها بعد الضعف ، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم ، ‏‏(‏‏ واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ، ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ‏‏.‏‏ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تظهروا له من الحق ما يرضى به منكم ، ثم تخالفوه في السر إلى غيره ، فإن ذلك هلاك لأماناتكم ، وخيانة لأنفسكم ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ، والله ذو الفضل العظيم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي فصلا بين الحق والباطل ، ليظهر الله به حقكم ، ويطفىء به باطل من خالفكم ‏‏.‏‏
 تذكير الرسول بنعمة الله عليه
ثم ذكَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمته عليه ، حين مكر به القوم ليقتلوه أو يثبتوه أو يخرجوه ‏‏(‏‏ ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم ‏‏.‏‏
 ما نزل في غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم
ثم ذكر غرة قريش واستفتاحهم على أنفسهم ، إذ قالوا ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ما جاء به محمد ‏‏(‏‏ فأمطرْ علينا حجارة من السماء ‏‏)‏‏ كما أمطرتها على قوم لوط ‏‏(‏‏ أو ائتنا بعذاب أليم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بعض ما عذبت به الأمم قبلنا ، وكانوا يقولون ‏‏:‏‏ إن الله لا يعذبنا ونحن نستغفره ، ولم يعذب أمة ونبيها معها حتى يخرجه عنها ‏‏.‏‏ وذلك من قولهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ، فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يذكر جهالتهم وغرتهم واستفتاحهم على أنفسهم ، حين نعى سوء أعمالهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لقولهم ‏‏:‏‏ إنا نستغفر ومحمد بين ‏أظهرنا ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما لهم ألا يعذبهم الله ‏‏)‏‏ وإن كنت بين أظهرهم ، وإن كانوا يستغفرون كما يقولون ‏‏(‏‏ وهم يصدون عن المسجد الحرام ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي من آمن بالله وعبده ‏‏:‏‏ أي أنت ومن اتبعك ، ‏‏(‏‏ وما كانوا أولياءَه ، إنْ أولياؤه إلا المتقون ‏‏)‏‏ الذين يحرمون حرمته ويقيمون الصلاة عنده ‏‏:‏‏ أي أنت ومن آمن بك ‏‏(‏‏ ولكن أكثرهم لا يعلمون ‏‏.‏‏ وما كان صلاتهم عند البيت ‏‏)‏‏ التي يزعمون أنه يدفع بها عنهم ‏‏(‏‏ إلا مكاء وتصدية ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ المكاء ‏‏:‏‏ الصفير ‏‏.‏‏ والتصدية ‏‏:‏‏ التصفيق ‏‏.‏‏ قال عنترة ابن عمرو بن شداد العبسي ‏‏:‏‏
ولرب قرن قد تركت مجدلا * تمكو فريصته كشدق الأعلم
يعني ‏‏:‏‏ خروج الدم من الطعنة ، كأنه الصفير ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ وقال الطرماح بن حكيم الطائي ‏‏:‏‏
لها كلما ريعت صداة وركدة * بمصدان أعلى ابني شمام البوائن
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ يعني الأروية ، يقول ‏‏:‏‏ إذا فزعت قرعت بيدها الصفاة ثم ركدت تسمع صدى قرعها بيدها الصفاة مثل التصفيق ‏‏.‏‏ والمصدان ‏‏:‏‏ الحرز ‏‏.‏‏ وابنا شمام ‏‏:‏‏ جبلان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وذلك ما لا يرضي الله عز وجل ولا يحبه ، ‏ولا ما افترض عليهم ، ولا ما أمرهم به ‏‏(‏‏ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لما أوقع بهم يوم بدر من القتل ‏‏.‏‏
 المدة بين ‏‏(‏‏ يا أيها المزمل ‏‏)‏‏ و بدر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، عن عائشة قالت ‏‏:‏‏ ما كان بين نزول ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها المزمل ‏‏)‏‏ ، وقول الله تعالى فيها ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ‏‏.‏‏ إن لدينا أنكالا وجحيما ‏‏.‏‏ وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ‏‏)‏‏ إلا يسير ، حتى أصاب الله قريشا بالوقعة يوم بدر ‏‏.‏‏
تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ الأنكال ‏‏:‏‏ القيود ؛ واحدها ‏‏:‏‏ نِكْل ‏‏.‏‏ قال رؤبة بن العجاج ‏‏:‏‏
يكفيك نِكْلِي بغي كل نكل *
وهذا البيت في أرجوزة له ‏‏.‏‏
 ما نزل في معاوني أبي سفيان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم قال الله عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ‏‏)‏‏ يعني النفر الذين مشوا إلى أبي سفيان ، وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة ، فسألوهم أن يقووهم بها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففعلوا ‏‏.‏‏
ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ، وإن يعودوا ‏‏)‏‏ لحربك ‏‏(‏‏ فقد مضت سنة الأولين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي من قتل منهم يوم بدر ‏‏.‏‏
 ما نزل من الأمر بقتال الكفار
ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي حتى لا يفتن‏ مؤمن عن دينه ، ويكون التوحيد لله خالصا ليس له فيه شريك ، ويخلع ما دونه من الأنداد ‏‏(‏‏ فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير ‏‏.‏‏ وإن تولوا ‏‏)‏‏ عن أمرك إلى ما هم عليه من كفرهم ‏‏(‏‏ فاعلموا أن الله مولاكم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر في كثرة عددهم وقلة عددكم ‏‏(‏‏ نعم المولى ونعم النصير ‏‏)‏‏
 ما نزل في تقسيم الفيء واسباب النصر
ثم أعلمهم مقاسم الفيء وحكمه فيه ، حين أحله لهم ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي يوم فرقت فيه بين الحق والباطل بقدرتي يوم التقتى الجمعان منكم ومنهم ‏‏(‏‏ إذ أنتم بالعدوة الدنيا ‏‏)‏‏ من الوادي ‏‏(‏‏ وهم بالعدوة القصوى ‏‏)‏‏ من الوادي إلى مكة ‏‏(‏‏ والركب أسفل منكم ‏‏)‏‏ أي عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها عن غير ميعاد منكم ولا منهم ‏‏(‏‏ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ثم بلغكم كثر عددهم ، وقلة عددكم ما لقيتموهم ‏‏(‏‏ ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ليقضي ما أراد بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله وإذلال الكفر وأهله عن غير بلاء منكم ففعل ما أراد من ذلك بلطفه ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، وإن الله لسميع عليم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الآية والعبرة ، ويؤمن من آمن على مثل ذلك ‏‏.‏‏
 ما نزل في لطفه تعالى به صلى الله عليه وسلم
ثم ذكر لطفه به وكيده له ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ يريكهم الله في منامك قليلا ، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم ، إنه عليم بذات الصدور ‏‏)‏‏ ، فكان ما أراك من ذلك نعمة من نعمه عليهم ، شجعهم بها على عدوهم ، وكف بها عنهم ما تخوف عليهم من ضعفهم ، لعلمه بما فيهم ‏‏.‏‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ تُخوف ‏‏:‏‏ مبدلة من كلمة ذكرها ابن إسحاق ولم أذكرها ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي ليؤلف بينهم على الحرب للنقمة ممن أراد الانتقام منه ، والإنعام على من أراد إتمام النعمة عليه ، من أهل ولايته ‏‏.‏‏
 ما نزل في وعظ المسلمين وتعليمهم فنون الحرب
ثم وعظهم وفهمهم وأعلمهم الذي ينبغي لهم أن يسيروا به في حربهم ، فقال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ‏‏)‏‏ تقاتلونهم في سبيل الله عز وجل ‏‏(‏‏ فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ‏‏)‏‏ الذي له بذلتم أنفسكم ، والوفاء له بما أعطيتموه من بيعتكم ‏‏(‏‏ لعلكم تفلحون ‏‏.‏‏ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تختلفوا فيتفرق أمركم ‏‏(‏‏ وتذهب ريحكم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي وتذهب حدتكم ‏‏(‏‏ واصبروا إن الله مع الصابرين ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي إني معكم إذا فعلتم ذلك ‏‏(‏‏ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تكونوا كأبي جهل وأصحابه الذين قالوا ‏‏:‏‏ لا نرجع حتى نأتي بدرا فننحر به الجزر ونسقى بها الخمر ، وتعزف علينا فيها القيان ، وتسمع العرب أي ‏‏:‏‏ لا يكون أمركم رياء ، ولا سمعة ، ولا التماس ما عند الناس ، وأخلصوا لله النية والحسبة في نصر دينكم ، ومؤازرة نبيكم ، لا تعملوا إلا لذلك ولا تطلبوا غيره ‏‏.‏‏
ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني جار لكم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وقد مضى تفسير هذه الآية ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم ذكر الله تعالى أهل الكفر ، وما يلقون عند موتهم ، ووصفهم بصفتهم ، وأخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عنهم ، حتى انتهى إلى أن قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي فنكل بهم من ورائهم لعلهم يعقلون ‏‏(‏‏ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ‏‏.‏‏ ‏‏.‏‏ إلى قوله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ إليكم ، وأنتم لا تظلمون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة ، ‏ وعاجل خلفه في الدنيا ، ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي إن دعوك إلى السلم على الإسلام فصالحهم عليه ‏‏(‏‏ وتوكل على الله ‏‏)‏‏ إن الله كافيك ‏‏(‏‏ إنه هو السميع العليم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ جنحوا للسلم ‏‏:‏‏ مالوا إليك للسلم ‏‏.‏‏ الجنوح ‏‏:‏‏ الميل ‏‏.‏‏
قال لبيد بن ربيعة ‏‏:‏‏
جنوح الهالكيَّ على يديه * مكبا يجتلي نُقَب النصال
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ يريد ‏‏:‏‏ الصيقل المكب على عمله ‏‏.‏‏ النقب ‏‏:‏‏ صدأ السيف ‏‏.‏‏ يجتلي ‏‏:‏‏ يجلو السيف ‏‏.‏‏
والسلم أيضاً ‏‏:‏‏ الصلح ، وفي كتاب الله عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ‏‏)‏‏ ، ويقرأ ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إلى السِّلم ‏‏)‏‏ ، وهو ذلك المعنى ‏‏.‏‏
قال زهير بن أبي سلمى ‏‏:‏‏
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا * بمال ومعروف من القوم نسلم وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وبلغني عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، أنه كان يقول ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وإن جنحوا للسلم ‏‏)‏‏ للإسلام ‏‏.‏‏ وفي كتاب الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ‏‏)‏‏ ويقرأ ‏‏(‏‏ في السَّلم ‏‏)‏‏ ، وهو الإسلام ‏‏.‏‏ قال أمية بن أبي الصلت ‏‏:‏‏
فما أنابوا لسَلْم حين تنذرهم * رسل الإله وما كانوا له عضدا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ وتقول العرب لدلو تعمل مستطيلة ‏‏:‏‏ السلم ‏‏.‏‏ قال طرفة بن العبد ، أحد بني قيس بن ثعلبة ، يصف ناقة له ‏‏:‏
لها مرفقان أفتلان كأنما * تمر بسلمَيْ دالح متشدد
ويروى ‏‏:‏‏ دالج ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ‏‏)‏‏ هو من وراء ذلك ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ هو الذي أيدك بنصره ‏‏)‏‏ بعد الضعف ‏‏(‏‏ وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ‏‏)‏‏ على الهدى الذي بعثك الله به إليهم ‏‏(‏‏ لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم ‏‏)‏‏ بدينه الذي جمعهم عليه ‏‏(‏‏ إنه عزيز حكيم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
ثم قال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ‏‏.‏‏ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين ، وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا يقاتلون على نية ولا حق ولا معرفة بخير ولا شر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني عبدالله بن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبدالله بن عباس قال ‏‏:‏‏ لما نزلت هذه الآية ، اشتد على المسلمين ، وأعظموا أن يقاتل عشرون مئتين ، ومئة ألفا ، فخفف الله عنهم ، فنسختها الآية الآخرى ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ، فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين ، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ، والله مع الصابرين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فكانوا ‏إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا منهم ، وإذا كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم أن يتحوزوا عنهم ‏‏.‏‏
 ما نزل في المغانم والأسارى
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم عاتبه الله تعالى في الأسارى ، وأخذ المغانم ، ولم يكن أحد قبله من الأنبياء يأكل مغنما من عدو له ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني محمد أبو جعفر بن علي بن الحسين ، قال ‏‏:‏‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ نصرت بالرعب ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأعطيت جوامع الكلم ، وأحلت لي المغانم ولم تحلل لنبي كان قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، خمس لم يؤتهن نبي قبلي ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ما كان لنبي ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي قبلك ‏‏(‏‏ أن يكون له أسرى ‏‏)‏‏ من عدوه ‏‏(‏‏ حتى يثخن في الأرض ‏‏)‏‏ ؛ أي يثخن عدوه ، حتى ينفيه من الأرض ‏‏(‏‏ تريدون عرض الدنيا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي المتاع ، الفداء بأخذ الرجال ‏‏(‏‏ والله يريد الآخرة ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي قتلهم لظهور الدين الذي يريد إظهاره ، والذي تدرك به الآخرة ‏‏(‏‏ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي من الأسارى والمغانم ‏‏(‏‏ عذاب عظيم ‏‏)‏‏ أي لولا أنه سبق مني أني لا أعذب إلا بعد النهي ولم يك نهاهم ، لعذبتكم فيما صنعتم ، ثم أحلها له ولهم رحمة منه ، وعائدة من الرحمن الرحيم ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ، والله غفور رحيم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
 الحض على التواصل والتواد والولاية بين المسلمين ، و ردّ المواريث إلى أهلها
وحض المسلمين على التواصل ، وجعل المهاجرين والأنصار أهل ولاية الدين دون من سواهم ، وجعل الكفار بعضهم أولياء بعض ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي إلا يوال المؤمن المؤمن من دون الكافر ، وإن كان ذا رحم به ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ تكن فتنة في الأرض ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي شبهة في الحق والباطل ، وظهور الفساد في الأرض بتولي المؤمن الكافر دون المؤمن ‏‏.‏‏
ثم رد المواريث إلى الأرحام ممن أسلم بعد الولاية من المهاجرين والأنصار دونهم إلى الأرحام التي بينهم ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ والذين آمنوا من بعدُ وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ، وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بالميراث ‏‏(‏‏ إن الله بكل شيء عليم ‏‏)‏‏
من حضر بدرا من المسلمين
 من شهدها من بني هاشم و المطلب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وهذه تسمية من شهد بدرا من المسلمين ، ثم من قريش ، ثم من بني هاشم بن عبد مناف وبني المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة ‏‏.‏‏
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ، ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ؛ وحمزة بن عبدالمطلب بن هاشم ، أسد الله ، وأسد رسوله ، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وعلي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ؛ وزيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبدالعزى بن امرىء القيس الكلبي ، أنعم الله عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبدالعزى ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ و أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ وأبو كبشة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أنسة ‏‏:‏‏ حبشي ، وأبو كبشة ‏‏:‏‏ فارسي ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو مرثد ‏‏:‏‏ كنَّاز بن حصن بن يربوع بن عمرو ابن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف بن جِلاَّن بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ كناز بن حصين ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وابنه مرثد بن أبي مرثد ، حليفا حمزة بن عبدالمطلب ؛ وعبيدة بن الحارث بن المطلب ؛ وأخواه الطفيل بن الحارث ، والحصين بن الحارث ؛ ومسطح ، واسمه ‏‏:‏‏ عوف بن أثاثة بن عباد ابن المطلب ‏‏.‏‏ اثنا عشر رجلا ‏‏.‏‏
 من بني عبد شمس
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، تخلف على امرأته رقية بنت رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم ، فضرب له رسول الله صلى الله عيه وسلم بسهمه ، قال ‏‏:‏‏ و أجري يا رسول الله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ وأجرك ؛ وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ؛ وسالم ، مولى أبي حذيفة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واسم أبي حذيفة ‏‏:‏‏ مهشم ‏‏.‏‏
نسب سالم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وسالم ، سائبة لثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، سيبته فانقطع إلى أبي حذيفة فتبناه ؛ ويقال ‏‏:‏‏ كانت ثبيتة بنت يعار تحت أبي حذيفة بن عتبة ، فأعتقت سالما سائبة ، فقيل ‏‏:‏‏ سالم مولى أبي حذيفة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وزعموا أن صبيحا مولى أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تجهز للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مرض ، فحمل على بعيره أبا سلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ ثم شهد صُبيح بعد ذلك المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
من حلفاء بني عبد شمس
وشهد بدرا من حلفاء بني عبد شمس ، ثم من بني أسد بن خزيمة ‏‏:‏‏ عبدالله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ؛ وعكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ؛ وشجاع بن وهب بن ربيعة ابن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ؛ وأخوه عقبة بن وهب ؛ ويزيد بن رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة ابن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ؛ وأبو سنان بن محصن بن حرثان بن قيس ، أخو عكاشة بن محصن ؛ وابنه سنان بن أبي سنان ؛ ومحرز بن نضلة بن عبدالله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ، وربيعة بن أكثم بن سخبرة بن ‏عمرو بن لكيز بن عامر ابن غنم بن دودان بن أسد ‏‏.‏‏
 من حلفاء بني كبير
ومن حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان بن أسد ‏‏:‏‏ ثَقْفُ بن عمرو ، وأخواه ‏‏:‏‏ مالك بن عمرو ، ومدلج بن عمرو ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ مدلاج بن عمرو ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وهم من بني حجر ، آل بني سليم ‏‏.‏‏ وأبو مخشي ، حليف لهم ‏‏.‏‏ ستة عشر رجلا ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو مخشي ‏‏:‏‏ طائي ، واسمه ‏‏:‏‏ سويد بن مخشي ‏‏.‏‏
 من بني نوفل
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ؛ وخباب ؛ مولى عتبة بن غزوان - رجلان ‏‏.‏‏
 من بني أسد
ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏‏:‏‏ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ؛ وحاطب بن أبي بلتعة ؛ وسعد مولى حاطب ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ حاطب بن أبي بلتعة ، واسم أبي بلتعة ‏‏:‏‏ عمرو ، لخمي ، وسعد مولى حاطب ، كلبي ‏‏.‏‏
 من بني عبدالدار
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي ؛ وسويبط بن سعد بن حريملة بن مالك بن عميلة بن السبَّاق بن عبدالدار بن قصي ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني زهرة
ومن بني زهرة بن كلاب ‏‏:‏‏ عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ؛ وسعد بن أبي وقاص - وأبو وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ‏‏.‏‏ وأخوه عمير بن أبي وقاص ‏‏.‏‏
ومن حلفائهم ‏‏:‏‏ المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن زهير بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن هزل بن قائش بن دُريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ هزل بن قاس بن ذر - ودهير بن ثور ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ؛ ومسعود ابن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبدالعزى بن حمالة بن غالب بن مُحَلِّم بن عائذة بن سبيع بن الهون بن خزيمة ، من القارة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ القارة ‏‏:‏‏ لقب لهم ‏‏.‏‏ ويقال ‏‏:‏‏
قد أنصف القارة من راماها *
وكانوا رماة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة بن غبشان ابن سليم بن ملكان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر ، من خزاعة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وإنما قيل له ‏‏:‏‏ ذو الشمالين ، لأنه كان أعسر ، واسمه عمير ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وخباب بن الأرت ؛ ثمانية نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ خباب بن الأرت ، من بني تميم ، وله عقب ، وهم بالكوفة ؛ ويقال ‏‏:‏‏ خباب من خزاعة ‏‏.‏‏
 من بني تيم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني تيم بن مرة ؛ أبو بكر الصديق ، و اسمه عتيق بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ اسم أبي بكر ‏‏:‏‏ عبدالله ، وعتيق ‏‏:‏‏ لقب ، لحسن وجهه وعتقه ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وبلال ، مولى أبي بكر - وبلال مولد من مولدي بني جمح ، اشتراه أبو بكر من أمية بن خلف ، وهو بلال بن رباح ، لا عقب له - وعامر بن فهيرة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عامر بن فهيرة ، مولد من مولدي الأسد ، أسود ، اشتراه أبو بكر منهم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وصهيب بن سنان ، من النمر بن قاسط ‏‏.‏‏
نسب النمر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ النمر ‏‏:‏‏ ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ؛ ويقال ‏‏:‏‏ أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار ، ويقال ‏‏:‏‏ صهيب ، مولى عبدالله بن جُدْعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ؛ ويقال ‏‏:‏‏ إنه رومي ‏‏.‏‏ فقال بعض من ذكر أنه من النمر بن قاسط ‏‏:‏‏ إنما كان أسيرا في الروم فاشتري منهم ‏‏.‏‏ وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ صهيب سابق الروم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، كان بالشأم ، فقدم بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر ، فكلمه ، فضرب له بسهمه ، فقال ‏‏:‏‏ وأجري يا رسول الله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ وأجرك ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني مخزوم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة ‏‏:‏‏ أبو سلمة بن الأسد ، واسم أبي سلمة ‏‏:‏‏ عبدالله بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وشماس بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم ‏‏.‏‏
سبب تسمية الشماس
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واسم شماس ‏‏:‏‏ عثمان ، وإنما سمي شماسا ، لأن شماسا من الشمامسة قدم مكة في الجاهلية ، وكان جميلا ، فعجب الناس من جماله ‏‏.‏‏ فقال عتبة بن ربيعة ، وكان خال شماس ‏‏:‏‏ ها أنا آتيكم بشماس أحسن منه ، فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمي شماسا ، فيما ذكر ابن شهاب الزهري وغيره ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والأرقم بن أبي الأرقم ، واسم أبي الأرقم ‏‏:‏‏ عبد مناف بن أسد ، وكان يكنى ‏‏:‏‏ أبا جندب بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وعمار بن ياسر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عمار بن ياسر ، عنسي ، من مذحج ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومعتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو ، حليف لهم من خزاعة ، وهو الذي يدعى ‏‏:‏‏ عيهامة ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عدي و حلفائهم
ومن بني عدي بن كعب ‏‏:‏‏ عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى ابن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي ؛ وأخوه زيد بن الخطاب ؛ ومهجع ، مولى عمر بن الخطاب ، من أهل اليمن ، وكان أول قتيل من المسلمين بين الصفين يوم بدر ، رمي بسهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ مهجع ‏‏:‏‏ من عك بن عدنان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن عبدالله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب ؛ وأخوه عبدالله بن سراقة ؛ وواقد بن عبدالله بن عبد مناف بن عرين بن ‏ ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، حليف لهم ؛ وخولي بن أبي خولي ؛ ومالك بن أبي خولي ، حليفان لهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو خولي ‏‏:‏‏ من بني عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعامر بن ربيعة ، حليف آل الخطاب ، من عنز بن وائل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عنز بن وائل ‏‏:‏‏ ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ؛ ويقال ‏‏:‏‏ أفصى ‏‏:‏‏ ابن دعمي بن جديلة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعامر بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة، من بني سعد بن ليث ؛ وعاقل بن البكير ؛ وخالد بن البكير ، وإياس بن البكير ، حلفاء بني عدي بن كعب ؛ وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن عبدالله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب ، قدم من الشأم بعد ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر ، فكلمه ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه ؛ قال ‏‏:‏‏ وأجري يا رسول الله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ وأجرك ‏‏.‏‏ أربعة عشر رجلا ‏‏.‏‏
 من بني جمح و حلفائهم
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب ‏‏:‏‏ عثمان بن مظعون ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وابنه السائب بن عثمان ؛ وأخواه قدامة بن مظعون ؛ وعبدالله بن مظعون ؛ ومعمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن خنيس بن حذافة ابن قيس بن عدي سعد بن سهم ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني عامر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ من بني عامر بن لؤي ، ثم من بني مالك بن حسل ابن عامر ‏‏:‏‏ أبو سبرة بن أبي رهم بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ؛ وعبدالله بن مخرمة بن عبدالعزى بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك ؛ وعبدالله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل - كان خرج مع أبيه سهيل بن عمرو ، فلما نزل الناس بدرا فر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهدها معه - وعمير بن عوف ، مولى سهيل بن عمرو ؛ وسعد بن خولة ، حليف لهم ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سعد بن خولة ، من اليمن ‏‏.‏‏
 من بني الحارث
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ أبو عبيدة بن الجراح ، وهو عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ؛ وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ؛ وسهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أبي أهيب بن ضبة بن الحارث ؛ وأخوه صفوان بن وهب ، وهما ابنا بيضاء ؛ وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 عدد من شهد بدرا من المهاجرين
فجميع من شهد بدرا من المهاجرين ، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره ، ثلاثة وثمانون رجلا ‏‏.‏‏ ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ كثير من أهل العلم ، غير ابن إسحاق ، يذكرون في المهاجرين ببدر ، في بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ وهب بن سعد بن أبي سرح ، وحاطب بن عمرو ؛ وفي بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ عياض بن زهير

 من شهد بدرا من الأنصار
 من بني عبدالأشهل
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين ، ثم من الأنصار ، ثم من الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ، ثم من بني عبدالأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ‏‏:‏‏ سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ابن زيد بن عبدالأشهل ؛ وعمرو بن معاذ بن النعمان ؛ و الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان ؛ والحارث بن أنس بن رافع بن امرىء القيس ‏‏.‏‏
 من بني عبيد بن كعب و حلفائهم
ومن بني عبيد بن كعب بن عبدالأشهل ‏‏:‏‏ سعد بن زيد بن مالك بن عبيد ‏‏.‏‏
ومن بني زَعُورا بن عبدالأشهل - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ زَعْورا - سلمة بن سلامة بن وقش بن زُغْبة ؛ وعباد بن بشر بن وقش بن زغبة ابن زعورا ؛ وسلمة بن ثابت بن وقش ؛ ورافع بن يزيد بن كرز بن سكن بن زعورا ؛ والحارث بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ، حليف لهم من بني عوف بن الخزرج ؛ ومحمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، حليف لهم من بني حارثة بن الحارث ؛ وسلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، حليف لهم من بني حارثة بن الحارث‏‏.‏‏ ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أسلم ‏‏:‏‏ ابن حَرِيس بن عدي ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو الهيثم بن التيهان ، وعبيد بن التيهان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عتيك بن التيهان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن سهل ‏‏.‏‏ خمسة عشر رجلا ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عبدالله بن سهل ‏‏:‏‏ أخو بني زعورا ؛ ويقال ‏‏:‏‏ من غسان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني ظفر ، ثم من بني سواد بن كعب ، وكعب ‏‏:‏‏ هو ظفر - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ظفر ‏‏:‏‏ ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس - ‏‏:‏‏ قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد ؛ وعبيد بن أوس بن مالك بن سواد ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
سبب تسمية عبيد بمقرن
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عبيد بن أوس الذي يقال له ‏‏:‏‏ مقرن ، لأنه قرن أربعة أسرى في يوم بدر ‏‏.‏‏ وهو الذي أسر عقيل بن أبي طالب يومئذ ‏‏.‏‏
من بني عبد بن رزاح و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عبد بن رزاح بن كعب ‏‏:‏‏ نصر بن الحارث بن عبد ؛ ومعتب بن عبد ‏‏.‏‏
ومن حلفائهم ، من بلي ‏‏:‏‏ عبدالله بن طارق ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني حارثة
ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ‏‏:‏‏ مسعود بن سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ مسعود بن عبد سعد ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة ‏‏.‏‏ ‏
ومن حلفائهم ، ثم من بلي ‏‏:‏‏ أبو بردة بن نيار ، واسمه ‏‏:‏‏ هانىء بن نيار ابن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذيبان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هُنيّ بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عمرو
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، ثم من بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ‏‏:‏‏ عاصم ابن ثابت بن قيس ، - وقيس ‏‏:‏‏ أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة ابن ضبيعة - ومعتب بن قشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ؛ وأبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ؛ وعمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عمير بن معبد ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث ‏‏:‏‏ ابن عمرو ، وعمرو الذي يقال له ‏‏:‏‏ بحزج بن حنس بن عوف بن عمرو بن عوف ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني أمية
ومن بني أمية بن زيد بن مالك ‏‏:‏‏ مبشر بن عبدالمنذر بن زنبر بن زيد ابن أمية ؛ ورفاعة بن عبدالمنذر بن زنبر ؛ وسعد بن عبيد بن النعمان ابن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية ؛ وعويم بن ساعدة ؛ ورافع بن عُنْجدة - وعنجدة أمه ، فيما قال ابن هشام - وعبيد بن أبي عبيد ؛ وثعلبة بن حاطب ‏‏.‏‏
وزعموا أن أبا لبابة بن عبدالمنذر ؛ والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعهما ، وأمَّر أبا لبابة على المدينة ، فضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر ‏‏.‏‏ تسعة نفر ‏‏.‏‏ ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ردّهما من الروحاء ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية ، واسم أبي لبابة ‏‏:‏‏ بشير ‏‏.‏‏
 من بني عبيد و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عبيد بن زيد بن مالك ‏‏:‏‏ أُنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد ‏‏.‏‏
ومن حلفائهم من بلي ‏‏:‏‏ معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة ؛ وثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان ؛ وعبدالله بن سلمة ابن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان ؛ وزيد بن أسلم بن ثعلبة ابن عدي بن العجلان ؛ ورِبْعي بن رافع بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان ‏‏.‏‏
وخرج عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان ، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر ‏‏.‏‏ سبعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني ثعلبة
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف ‏‏:‏‏ عبدالله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك - واسم البرك ‏‏:‏‏ امرؤ القيس بن ثعلبة - وعاصم بن قيس ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عاصم بن قيس ‏‏:‏‏ ابن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو ضيَّاح بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ؛ وأبو حنة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهو أخو أبي ضياح ؛ ويقال ‏‏:‏‏ أبو حبَّة ‏‏.‏‏ ويقال لامرئ القيس ‏‏:‏‏ البُرك بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وسالم بن عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ ثابت ‏‏:‏‏ ابن عمرو بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ، وخوَّات بن جبير بن النعمان ، ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم مع أصحاب بدر ‏‏.‏‏ سبعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني جحجبى و حلفائهم
ومن بني جحجبى بن كُلْفة بن عوف بن عمرو بن عوف ‏‏:‏‏ منذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ الحريس بن جحجبى ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن حلفائهم من بني أُنيف ‏‏:‏‏ أبو عقيل بن عبدالله ابن ثعلبة بن بَيْحان بن عامر بن الحارث بن مالك بن عامر بن أنيف ابن جشم بن عبدالله بن تيم بن إراش بن عامر بن عميلة بن قَسْميل ابن فَران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ تميم بن إراشة ، وقِسْميل بن فاران ‏‏.‏‏
 من بني غنم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني غَنْم بن السَّلْم بن امرئ القيس بن مالك ابن الأوس ‏‏:‏‏ سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب ‏ابن النحَّاط بن كعب بن حارثة بن غنم ؛ ومنذر بن قدامة بن عرفجة ؛ ومالك بن قدامة بن عرفجة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عرفجة ‏‏:‏‏ ابن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة ابن غنم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والحارث بن عرفجة ؛ وتميم ، مولى بني غنم ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ تميم ‏‏:‏‏ مولى سعد بن خيثمة ‏‏.‏‏
 من بني معاوية و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ‏‏:‏‏ جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية ؛ ومالك بن نميلة ، حليف لهم من مزينة ؛ والنعمان بن عصر ، حليف لهم من بلي ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 عدد من شهد بدرا من الأوس
فجميع من شهد بدرا من الأوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و من ضُرب له بسهمه و أجره ، أحد وستون رجلا ‏‏.‏‏
من بني امرئ القيس
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ و شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من المسلمين ، ثم من الأنصار ، ثم من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ، ثم من بني الحارث بن الخزرج ، ثم من بني امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏‏ خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس ؛ وسعد بن ربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس ؛ وعبدالله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس ؛ وخلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني زيد
ومن بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ بشير بن سعد بن ثعلبة بن خِلاس بن زيد - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ جُلاس ، وهو عندنا خطأ - وأخوه سِماك بن سعد ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني عدي
ومن بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ سبيع ابن قيس بن عيشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي ؛ وعباد بن قيس بن عيشة ، أخوه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ قيس ‏‏:‏‏ ابن عَبَسة بن أمية ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن عَبْس ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني أحمر
ومن بني أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر ، وهو الذي يقال له ‏‏:‏‏ ابن فُسحم ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فُسْحُم أمه ، وهي امرأة من القين بن جسر ‏‏.‏‏
 من بني جشم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني جشم بن الحارث بن الخزرج ، وزيد بن الحارث بن الخزرج ، وهما التوءمان ‏‏:‏‏ خُبيب بن إساف بن عِتبة بن عمرو بن خَديج بن عامر بن جشم ؛ وعبدالله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد ؛ وأخوه حُريث بن زيد بن ثعلبة ؛ زعموا ، وسفيان بن بشر ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سفيان بن نَسْر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد ‏‏.‏‏
 من بني جدارة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني جِدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة ؛ وعبدالله بن عمير من بني حارثة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عبدالله بن عُمير بن عدي بن أمية بن جدارة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وزيد بن المزيَّن بن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ زيد بن المُرَيّ ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن عُرْفطة بن عدي بن أمية بن جدارة ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني الأبجر
ومن بني الأبجر ، وهم بنو خُدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ عبدالله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عبَّاد بن الأبجر ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني عوف
ومن بني عوف بن الخزرج ، ثم من بني عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، وهو بنو الحُبْلى - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ الحبلى ‏‏:‏‏ سالم بن غنم بن عوف ، وإنما سمي الحبلى ، لعظم بطنه - ‏‏:‏‏ عبدالله ابن عبدالله بن أُبي بن مالك بن الحارث بن عبيد المشهور بابن سلول ، و إنما سلول امرأة ، وهي أم أبي ؛ وأوس بن خَوْليّ بن عبدالله بن الحارث بن عبيد ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني جزء و حلفائهم
ومن بن جَزْء بن عدي بن مالك بن سالم بن غنم ‏‏:‏‏ زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء ؛ وعقبة بن وهب بن كلدة ، حليف لهم من بني عبدالله بن غطفان ؛ ورفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن سالم بن غنم ؛ وعامر بن سلمة بن عامر ، حليف لهم من أهل اليمن ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عمرو بن سلمة ، وهو من بلي ، من قضاعة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو حميضة معبد بن عباد بن قشير بن المقدَّم بن سالم بن غنم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ معبد بن عبادة بن قَشْغَر بن المقدم ؛ ويقال ‏‏:‏‏ عبادة ابن قيس بن القُدْم ‏‏.‏‏
و قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعامر بن البُكير ، حليف لهم ‏‏.‏‏ ستة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عامر بن العُكير ؛ ويقال ‏‏:‏‏ عاصم بن العُكير ‏‏.‏‏
 من بني سالم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج ، ثم من بني العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ‏‏:‏‏ نوفل بن عبدالله بن نضلة بن مالك بن العجلان ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني أصرم
ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ هذا غنم بن عوف ، أخو سالم بن عوف بن عمرو بن عوف ابن الخزرج ، وغنم بن سالم ، الذي قبله على ما قال ابن إسحاق - ‏‏:‏‏ عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم ؛ وأخوه أوس بن الصامت ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني دعد
ومن بني دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم ‏‏:‏‏ النعمان بن مالك بن ثعلبة ابن دعد ، والنعمان الذي يقال له ‏‏:‏‏ قوقل ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
ومن بني قُريوش بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ قُريوس بن غنم - ثابت بن هزّال بن عمرو بن قريوش ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
ومن بني مَرضخة بن غنم بن سالم ‏‏:‏‏ مالك بن الدخشم بن مرضخة ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ مالك بن الدُّخشم ‏‏:‏‏ ابن مالك بن الدخشم بن مرضخة ‏‏.‏‏
 من بني لوذان و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني لوذان بن سالم ‏‏:‏‏ ربيع بن إياس بن عمرو ابن غنم بن أمية بن لوذان ، وأخوه ورقة بن إياس ؛ وعمرو بن إياس ، حليف لهم من أهل اليمن ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عمرو بن إياس ، أخو ربيع وورقة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن حلفائهم من بلي ، ثم من بني غُصينة - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ غصينة ، أمهم ، وأبوهم ‏‏:‏‏ عمرو بن عُمارة - المجذَّر بن ذياد بن عمرو بن زُمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن غصينة بن عمرو بن بُتيرة بن مَشْنُوّ بن قَسْر بن تيم بن إراش بن عامر بن عُميلة بن قِسْميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ قَسْر بن تميم بن إراشة ؛ وقسميل بن فاران ‏‏.‏‏ واسم المجذر ‏‏:‏‏ عبدالله ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زُمزمة ، ونحَّاب ابن ثعلبة بن حَزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ بحَّاث بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن ثعلبة بن حزمة بن أصرم ‏‏.‏‏ وزعموا أن عُتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية - حليف لهم - من بهراء ، قد شهد بدرا ، خمسة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عتبة بن بهز ، من بني سليم ‏‏.‏‏
 من بني ساعدة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني ساعدة بم كعب بن الخزرج ، ثم من بني ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة ‏‏:‏‏ أبو دجانة ، سماك بن خرشة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو دجانة ‏‏:‏‏ سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ المنذر ‏‏:‏‏ ابن عمرو بن خَنْبش ‏‏.‏‏
 من بني البديّ و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة ‏‏:‏‏ أبو أُسيد مالك بن ربيعة بن البَدِيّ ؛ ومالك بن مسعود ، وهو إلى البدي ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏ ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ مالك بن مسعود ‏‏:‏‏ ابن البدي ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم ‏‏.‏‏
 من بني طريف و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني طريف بن الخزرج بن ساعدة ‏‏:‏‏ عبد ربه ابن حَقّ بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
ومن حلفائهم ، من جهينة ‏‏:‏‏ كعب بن حمار بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ كعب ‏‏:‏‏ ابن جمَّاز ، وهو من غُبْشان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وضمرة وزياد وبسبس ، بنو عمرو ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ضمرة وزياد ، ابنا بشر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن عامر ، من بلي ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني جشم
ومن بني جشم بن الخزرج ، ثم من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ‏‏:‏‏ خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ؛ والحُباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام ؛ وعُمير بن الحُمام بن الجموح بن زيد بن حرام ؛ وتميم مولى خراش بن الصمة ؛ وعبدالله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام ؛ ومعاذ بن عمرو بن الجموح ؛ ومعوذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ؛ وخلاد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ؛ وعقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام ؛ وحبيب بن أسود ، مولى لهم ؛ وثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام - و ثعلبة الذي يقال له ‏‏:‏‏ الجذع - ؛ و عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام ‏‏.‏‏ اثنا عشر رجلا
 
نسب الجموح
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وكل ما كان ها هنا الجموح ، فهو الجموح بن زبد ابن حرام ، إلا ما كان من جدّ الصمة بن عمرو ، فإنه الجموح بن حرام ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عمير بن الحارث ‏‏:‏‏ ابن لبدة بن ثعلبة ‏‏.‏‏
 من بني عبيد و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد ‏‏:‏‏ بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن مالك بن خنساء ؛ والطفيل بن مالك بن خنساء ؛ والطفيل ابن النعمان بن خنساء ؛ وسنان بن صيفي بن صخر بن خنساء ؛ وعبدالله بن الجَدّ بن قيس بن صخر بن خنساء ؛ وعتبة بن عبدالله ابن صخر بن خنساء ؛ وجبار بن صخر بن أمية بن خنساء ؛ وخارجة ابن حُميِّر ؛ وعبدالله بن حمير ، حليفان لهم من أشجع ، من بني دهمان ‏‏.‏‏ تسعة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ جبار بن صخر بن أمية بن خُناس ‏‏.‏‏
 من بني خناس
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني خناس بن سنان بن عبيد ‏‏:‏‏ يزيد بن المنذر ابن سرح بن خناس ، ومعقل بن المنذر بن سرح بن خناس ، وعبدالله ابن النعمان بن بَلْدمة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ بُلْذمة وبُلْدمة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي ؛ وسواد بن زُريق بن ثعلبة بن عبيد بن عدي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ سواد ‏‏:‏‏ ابن رِزْن بن زيد بن ثعلبة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومعبد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ‏‏.‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ معبد بن قيس ‏‏:‏‏ ابن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبدالله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم ‏‏.‏‏ سبعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني النعمان
ومن بني النعمان بن سنان بن عبيد ‏‏:‏‏ عبدالله بن عبد مناف بن النعمان ؛ وجابر بن عبدالله بن رئاب بن النعمان ؛ وخليدة بن قيس ابن النعمان ؛ والنعمان بن سنان ، مولى لهم ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني سواد
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، ثم من بني حَديدة بن عمرو بن غنم بن سواد - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عمرو بن سواد ، ليس لسواد ابن يقال له غنم - أبو المنذر ، وهو يزيد بن عامر بن حديدة ؛ وسُليم بن عمرو بن حديدة ؛ وقطبة بن عامر بن حديدة ؛ وعنترة ، مولى سُليم بن عمرو ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عنترة ، من بني سُليم بن منصور ، ثم من بني ذكوان ‏‏.‏‏
 من بني عدي بن نابي
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم ‏‏:‏‏ عبس بن عامر بن عدي ، وثعلبة بن غنم بن عدي ؛ وأبو اليَسَر ، وهو كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن سواد ؛ وسهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد ، وعمرو بن طلق بن زيد ابن أمية بن سنان بن كعب بن غنم ؛ ومعاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عدي بن أُدي بن سعد بن علي ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ‏‏.‏‏ ستة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أوس ‏‏:‏‏ ابن عباد بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وإنما نَسبَ ابن إسحاق معاذ بن جبل في بني سواد ، وليس منهم ، لأنه فيهم ‏‏.‏‏
تسمية من كسروا آلهة بني سلمة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والذين كسروا آلهة بني سلمة ‏‏:‏‏ معاذ بن جبل ، وعبدالله بن أنيس ، وثعلبة بن غنمة ، وهم في بني سواد بن غنم ‏‏.‏‏
 من بني زريق
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضْب بن جشم بن الخزرج ، ثم من بن مخلد بن عامر بن زريق - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عامر ‏‏:‏‏ ابن الأزرق - ‏‏:‏‏ قيس بن محصن بن خالد بن مخلد ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ قيس ‏‏:‏‏ ابن حصن ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبوخالد ، وهو الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد ؛ وجبير بن إياس بن خالد بن مخلد ؛ وأبو عبادة ، وهو سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد ، وأخوه عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد ؛ وذكوان بن عبد قيس بن خلده بن مخلد ؛ ومسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد ‏‏.‏‏ سبعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني خالد
ومن بني خالد بن عامر بن زريق ‏‏:‏‏ عباد بن قيس بن عامر بن خالد ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني خلدة
ومن بني خلدة بن عامر بن زريق ‏‏:‏‏ أسعد بن يزيد بن الفاكه ابن زيد بن خلدة ؛ والفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ بُسر بن الفاكه ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومعاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة ؛ وأخوه ‏‏:‏‏ عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة ؛ ومسعود بن سعد بن قيس بن خلدة ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني العجلان
ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ‏‏:‏‏ رفاعة بن العجلان ؛ وأخوه خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان ؛ وعبيد بن زيد بن عامر ابن العجلان ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني بياضة
ومن بني بياضة بن عامر بن زريق ‏‏:‏‏ زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان ابن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة ؛ وفروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ ودفة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وخالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة ؛ ورُجيلة بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ رخيلة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة ؛ وخُليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة ‏‏.‏‏ ستة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال عليفة ‏‏.‏‏
 من بني حبيب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضْب ابن جشم بن الخزرج ‏‏:‏‏ رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني النجار
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني النجار ، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرح ، ثم من بنى غنم بن مالك بن النجار ، ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم ‏‏:‏‏ أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب ابن ثعلبة ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني عسيرة
ومن بني عُسيرة بن عبد عوف بن غنم ‏‏:‏‏ ثابت بن خالد بن النعمان ابن خنساء بن عسيرة ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عُسير ، وعُشيرة ‏‏.‏‏
 من بني عمرو
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عمرو بن عوف بن غنم ‏‏:‏‏ عمارة بن حزم ابن زيد بن لوذان بن عمرو ، وسراقة بن كعب بن عبدالعزى بن غزية بن عمرو ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني عبيد بن ثعلبة
ومن بني عبيد بن ثعلبة بن غنم ‏‏:‏‏ حارثة بن النعمان بن زيد بن عبيد ؛ وسُليم بن قيس بن قهد ‏‏:‏‏ واسم قهد ‏‏:‏‏ خالد بن قيس بن عبيد ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ حارثة بن النعمان ‏‏:‏‏ ابن نفع بن زيد ‏‏.‏‏
 من بني عائذ و حلفائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عائذ بن ثعلبة بن غنم - ويقال ‏‏:‏‏ عابد فيما قال ابن هشام - ‏‏:‏‏ سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ ؛ وعدي بن الزغباء ، حليف لهم من جهينة ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني زيد
ومن بني زيد بن ثعلبة بن غنم ‏‏:‏‏ مسعود بن أوس بن زيد ؛ وأبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد ؛ ورافع بن الحارث بن سواد ابن زيد ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني سواد و حلفائهم
ومن بني سواد بن مالك بن غنم ‏‏:‏‏ عوف ، ومعوذ ، ومعاذ ، بنو الحارث بن رفاعة بن سواد ؛ وهم بنو عفراء ‏‏.‏‏
نسب عفراء
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك ابن النجار ؛ ويقال ‏‏:‏‏ رفاعة ‏‏:‏‏ ابن الحارث بن سواد ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والنعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد ؛ ويقال ‏‏:‏‏ نعيمان ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعامر بن مخلد بن الحارث بن سواد ؛ وعبدالله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد ؛ وعصيمة ، حليف لهم من أشجع ؛ ووديعة بن عمرو ، حليف لهم من جهينة ؛ وثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد ‏‏.‏‏ وزعموا أن أبا الحمراء ، مولى الحارث بن عفراء ، قد شهد بدرا ‏‏.‏‏ عشرة نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو الحمراء ، مولى الحارث بن رفاعة ‏‏.‏‏
 من بني عامر بن مالك
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني عامر بن مالك بن النجار - وعامر ‏‏:‏‏ مبذول - ثم من بني عتيك بن عمرو بن مبذول ‏‏:‏‏ ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك ؛ وسهل بن عتيك بن عمرو بن النعمان بن عتيك ؛ والحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك ، كسر به بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عمرو بن مالك
ومن بني عمرو بن مالك بن النجار - وهم بنو حديلة - ثم من بني قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ‏‏.‏‏
نسب حديلة
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ حُدَيلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، وهي أم معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، فبنو معاوية ينتسبون إليها ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ أُبي بن كعب بن قيس ؛ وأنس بن معاذ بن أنس بن قيس ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني عدي بن عمرو
ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ‏‏:‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهم بنو مَغالة بنت عوف بن عبد مناة بن عمرو بن مالك بن كنانة بن خزيمة ؛ ويقال ‏‏:‏‏ إنها من بني زريق ، وهي أم عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، فبنو عدي ينسبون إليها - ‏‏:‏‏
أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ؛ وأبو شيخ أُبيّ بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو شيخ أبي بن ثابت ، أخو حسَّان بن ثابت ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو طلحة ، وهو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عدي بن النجار
ومن بني عدي بن النجار ، ثم من بني عدي بن عامر بن غنم بن النجار ‏‏:‏‏ حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وعمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ، وهو أبو حكيم ؛ وسليط بن قيس بن عمرو بن عتيك بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وأبو سليط ، وهو أُسَيرْة بن عمرو ؛ وعمرو ‏‏:‏‏ أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وثابت ابن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر؛ وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر ؛ ومحُرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وسواد بن غزية بن أهيب ، حليف لهم من بَلىّ‏‏.‏‏ ثمانية نفر ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ سواد ‏‏.‏‏
 من بني حرام بن جندب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار ‏‏:‏‏ أبو زيد ، قيس بن سكن بن قيس بن زعوراء بن حرام ، وأبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ أبو الأعور ‏‏:‏‏ الحارث بن ظالم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وسليم بن ملحان ؛ وحرام بن ملحان - واسم ملحان ‏‏:‏‏ مالك بن خالد بن زيد بن حرام ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني مازن بن النجار وحلفائهم
ومن بني مازن بن النجار ‏‏:‏‏ ثم من بني عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار ‏‏:‏‏ قيس بن أبي صعصعة - واسم أبي صعصعة ‏‏:‏‏ عمرو بن زيد بن عوف - وعبدالله بن كعب بن عمرو بن عوف ؛ وعُصيمة ، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني خنساء بن مبذول
ومن بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن مازن ‏‏:‏‏ أبو داود ‏‏:‏‏ عمير بن عامر بن مالك بن خنساء ؛ وسراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني ثعلبة بن مازن
ومن بني ثعلبة بن مازن بن النجار ‏‏:‏‏ قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني دينار بن النجار
ومن بني دينار بن النجار ، ثم من بني مسعود بن عبدالأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار ‏‏:‏‏ النعمان بن عبد عمرو بن مسعود ؛ والضحاك بن عبد عمرو بن مسعود ؛ وسليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن حارثة بن دينار ، وهو أخو الضحاك والنعمان ابني عبد عمرو ، لأمهما ؛ وجابر بن خالد بن عبدالأشهل بن حارثة ؛ وسعد ابن سهيل بن عبدالأشهل ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
ومن بني قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن ديناربن النجار ‏‏:‏‏ كعب بن زيد بن قيس ‏‏:‏‏ وبجير بن أبي بجير ، حليف لهم ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ بجير ‏‏:‏‏ من عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان ، ثم من بني جذيمة بن رواحة ‏‏.‏‏
 عدد من شهد بدرا من الخزرج
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فجميع من شهد بدرا من الخزرج مئة وسبعون رجلا ‏‏.‏‏
 أسماء الذين فات ابن إسحاق ذكرهم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وأكثر أهل العلم يذكر في الخزرج ببدر ، في بني العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ‏‏:‏‏ عِتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان ؛ ومُلَيْل بن وبرة بن خالد بن العجلان ؛ وعصمة بن الحصين بن وبرة بن خالد بن العجلان ‏‏.‏‏
وفي بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، وهم في بني زريق بن هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة ابن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب ‏‏.‏‏
 عدد من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فجميع من شهد بدرا من المسلمين ، من المهاجرين والأنصار من شهدها منهم ، ومن ضرب له بسهمه وأجره ، ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلا ؛ من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلا ، ومن الأوس واحد وستون رجلا ، ومن الخزرج مئة وسبعون رجلا

من استشهد من المسلمين يوم بدر
 القرشيون من بني عبدالمطلب
واستشهد من المسلمين يوم بدر ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قريش ؛ ثم من بني عبدالمطلب بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب ، قتله عتبة بن ربيعة ، قطع رجله ، فمات بالصفراء ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني زهرة
ومن بني زهرة بن كلاب ‏‏:‏‏ عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وهو أخو سعد بن أبي وقاص ، فيما قال ابن هشام ؛ وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة ، حليف لهم من خزاعة ، ثم من بني غبشان ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني عدي
ومن بني عدي بن كعب بن لؤي ‏‏:‏‏ عاقل بن البكير ، حليف لهم من ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ؛ ومهجع ، مولى عمر بن الخطاب ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني الحارث بن فهر
ومن بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ صفوان بن بيضاء رجل ‏‏.‏‏ ستة نفر ‏‏.‏‏
 ومن الأنصار
ومن الأنصار ، ثم من بني عمرو بن عوف ‏‏:‏‏ سعد بن خيثمة ؛ ومبشر ابن عبدالمنذر بن زنبر ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني الحارث بن الخزرج
ومن بني الحارث بن الخزرج ‏‏:‏‏ يزيد بن الحارث ، وهو الذي يقال له ‏‏:‏‏ ابن فسحم ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏ ‏
 من بني سلمة
ومن بن سلمة ؛ ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ‏‏:‏‏ عمير بن الحمام ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني حبيب
ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم ‏‏:‏‏ رافع ابن المعلى ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني النجار
ومن بني النجار ‏‏:‏‏ حارثة بن سراقة بن الحارث ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
 من بني غنم
ومن بن غنم بن مالك بن النجار ‏‏:‏‏ عوف ومعوذ ، ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد ، وهما ابنا عفراء ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏ ثمانية نفر ‏‏.‏‏
 من قتل ببدر من المشركين
 من عبد شمس
وقتل من المشركين يوم بدر من قريش ، ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما قال ابن هشام ؛ ويقال ‏‏:‏‏ اشترك فيه حمزة وعلي وزيد ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والحارث بن الحضرمي ، وعامر بن الحضرمي ، حليفان لهم ، قتل عامرا ‏‏:‏‏ عمار بن ياسر ؛ وقتل الحارث ‏‏:‏‏ النعمان بن عصر ، حليف للأوس ؛ فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏ وعمير بن أبي عمير ، وابنه ‏‏:‏‏ موليان لهم ‏‏.‏‏ قتل عمير بن أبي عمير ‏‏:‏‏ سالم ، مولى أبي حذيفة ؛ فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبدشمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية ، قتله علي بن أبي طالب ‏‏.‏‏ وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف ، صبرا ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ قتله علي بن أبي طالب ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب ‏‏.‏‏ ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ اشترك فيه هو وحمزة وعلي ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ؛ والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ؛ وعامر بن عبدالله ، حليف لهم من بني أنمار بن بغيض ، قتله علي بن أبي طالب ‏‏.‏‏ اثنا عشر رجلا ‏‏.‏‏
 من بني نوفل
ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ الحارث بن عمر بن نوفل ، قتله - فيما يذكرون - خبيب بن إساف ، أخو بني الحارث بن الخزرج ؛ وطعيمة بن عدي بن نوفل ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال ‏‏:‏‏ حمزة بن عبدالمطلب ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني أسد
ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏‏:‏‏ زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتله ثابت بن الجذع ، أخو بني حرام ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
ويقال ‏‏:‏‏ اشترك فيه حمزة وعلي بن أبي طالب وثابت ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والحارث بن زمعة ، قتله عمار بن ياسر - فيما
قال ابن هشام - وعقيل بن الأسود بن المطلب ، قتله حمزة وعلي ، اشتركا فيه - فيما قال ابن هشام - وأبو البختري ، وهو العاص بن هشام بن الحارث بن أسد ، قتله المجذر بن ذياد البلوي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو البختري ‏‏:‏‏ العاص بن هاشم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ونوفل بن خويلد بن أسد ، وهو ابن العدوية ، عدي بن خزاعة ، وهو الذي قرن أبا بكر الصديق ، وطلحة بن عبيد الله ‏حين أسلما في حبل ، فكانا يسميان ‏‏:‏‏ القرينين لذلك ؛ - وكان من شياطين قريش - قتله علي بن أبي طالب ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عبدالدار
ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة ابن عبد مناف بن عبدالدار ، قتله علي بن أبي طالب صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء ، فيما يذكرون ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ بالأثيل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وزيد بن مليص ، مولى عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتل زيد بن مليص بلال بن رباح ، مولى أبي بكر ؛ وزيد حليف لبني عبدالدار ، من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ؛ ويقال ‏‏:‏‏ قتله المقداد بن عمرو ‏‏.‏‏
 من بني تيم بن مرة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني تيم بن مرة ‏‏:‏‏ عمير بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال ‏‏:‏‏ عبدالرحمن بن عوف ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعثمان بن مالك بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو ابن كعب ، قتله صهيب بن سنان ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني مخزوم
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة ‏‏:‏‏ أبو جهل بن هشام - واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بني بن مخزوم - ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح ، فقطع رجله ، وضرب ابنه عكرمة يد معاذ فطرحها ، ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته ، ثم تركه وبه رمق ؛ ثم ذفف عليه عبدالله بن مسعود ، واحتز رأسه ، - حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُلتمس في القتلى - والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله عمر بن الخطاب ؛ ويزيد بن عبدالله حليف لهم من بني تميم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ثم أحد بني عمرو بن تميم ، وكان شجاعا ، قتله عمار بن ياسر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو مسافع الأشعري ، حليف لهم ، قتله أبو دجانة الساعدي - فيما قال ابن هشام - وحرملة بن عمرو ، حليف لهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتله خارجة بن زيد بن أبي زهير ، أخو بلحارث بن الخزرج ؛ ويقال ‏‏:‏‏ بل علي بن أبي طالب - فيما قال ابن هشام - وحرملة ، من الأسد ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة ، قتله علي بن أبي طالب - فيما قال ابن هشام - وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتله حمزة بن عبدالمطلب ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال ‏‏:‏‏ قتله عمار بن ياسر ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ورفاعة بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله سعد بن الربيع ، أخو بلحارث بن الخزرج ، - فيما قال ابن هشام - والمنذر بن أبي رفاعة بن عابد ، قتله معن بن عدي بن الجد بن العجلان ، حليف بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ، فيماقال ابن هشام ؛ وعبدالله بن المنذر بن أبي رفاعة بن عابد ، قتله علي بن أبي طالب ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والسائب بن أبي السائب بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ السائب بن أبي السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ نعم الشريك السائب ، لا يشاري ولا يماري ، وكان أسلم فحسن إسلامه - فيما بلغنا - والله أعلم ‏‏.‏‏
وذكر ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ‏‏:‏‏
أن السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش ، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وذكر غير ابن إسحاق ‏‏:‏‏ أن الذي قتله الزبير بن العوام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والأسود بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ؛ وحاجب بن السائب بن عويمر بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم - قال بن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عائذ ‏‏:‏‏ ابن عمران بن مخزوم ؛ ويقال ‏‏:‏‏ حاجز بن السائب - والذي قتل حاجب بن السائب ، علي بن أبي طالب ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعويمر بن السائب بن عويمر ، قتله النعمان بن مالك القوقلي مبارزة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعمرو بن سفيان ، وجابر بن سفيان ، حليفان لهم من طيء؛ قتل عمرا يزيد بن رقيش ، وقتل جابرا أبو بردة بن نيار ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ سبعة عشر رجلا ‏‏.‏‏
 من بني سهم
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ‏‏:‏‏ منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم ، قتله أبو اليسر ، أخو بني سلمة ؛ وابنه العاص بن منبه بن الحجاج ، قتله علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام ؛ ونبيه بن الحجاج بن عامر ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ، وسعد بن أبي وقاص اشتركا فيه ، فيما قال ابن هشام ؛ وأبو العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قتله علي بن أبي طالب ؛ و يقال ‏‏:‏‏ النعمان بن مالك القوقلي ؛ و يقال ‏‏:‏‏ أبو دجانة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وعاصم بن عوف بن ضبيرة بن سُعيد بن سعد بن سهم ، قتله أبو اليسر ، أخو بني سلمة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏ خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني جمح
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ‏‏:‏‏ أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، قتله رجل من الأنصار ، من بني مازن ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ و يقال ‏‏:‏‏ بل قتله معاذ بن عفراء ، وخارجة بن زيد ، وخبيب بن إساف ، اشتركوا في قتله ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وابنه علي بن أمية بن خلف ، قتله عمار بن ياسر ؛ وأوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح ، قتله علي بن ‏أبي طالب فيما قال ابن هشام ؛ ويقال ‏‏:‏‏ قتله الحصين بن الحارث بن المطلب ، وعثمان بن مظعون ، اشتركا فيه ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عامر
ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ معاوية بن عامر ، حليف لهم من عبدالقيس ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال ‏‏:‏‏ قتله عكاشة بن محصن ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومعبد بن وهب ، حليف لهم من بني كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث ، قتل معبدا خالد وإياس ابنا البكير ؛ ويقال ‏‏:‏‏ أبو دجانة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
عدد من قتل من المشركين يوم بدر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فجميع من أحصي لنا من قتلى قريش يوم بدر ‏‏.‏‏ خمسون رجلا ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ حدثني أبو عبيدة ، عن أبي عمرو ‏‏:‏‏ أن قتلى بدر من المشركين كانو ا سبعين رجلا ، والأسرى كذلك ، وهو قول ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وفي كتاب الله تبارك وتعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ‏‏)‏‏ يقوله لأصحاب أحد - وكان من استشهد منهم سبعين رجلا - يقول ‏‏:‏‏ قد أصبتم يوم بدر مثلَيْ من استشهد منكم يوم أحد ، سبعين قتيلا وسبعين أسيرا ‏‏.‏‏ وأنشدني أبو زيد الأنصاري ، لكعب بن مالك ‏‏:‏‏
فأقام بالعطن المعطن منهم * سبعون ، عتبة منهم والأسود
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ يعني قتلى بدر ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له في حديث يوم أحد ، سأذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها ‏‏.‏‏
من فات ابن إسحاق ذكرهم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وممن لم يذكر ابن إسحاق من هؤلاء السبعين القتلى ‏‏:‏‏
من بني عبد شمس
من بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ وهب بن الحارث ، من بني أنمار بن بغيض ، حليف لهم ؛ وعامر بن زيد ، حليف لهم من اليمن ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني أسد
ومن بني أسد بن عبدالعزى ‏‏:‏‏ عقبة بن زيد ، حليف لهم من اليمن ؛ وعمير مولى لهم ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني عبدالدار
ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ نبيه بن زيد بن مليص ؛ وعبيد بن سليط ، حليف لهم من قيس ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني تيم
ومن بني تيم بن مرة ‏‏:‏‏ مالك بن عبيد الله بن عثمان ، وهو أخو طلحة بن عبيد الله بن عثمان ، أسر فمات في الأسارى ، فعد في القتلى ؛ ويقال ‏‏:‏‏ وعمرو بن عبدالله بن جدعان ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني مخزوم
ومن بني مخزوم بن يقظة ‏‏:‏‏ حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة ، قتله سعد ابن أبي وقاص ، وهشام بن أبي حذيفة بن المغيرة ، قتله صهيب بن سنان ؛ وزهير بن أبي رفاعة ، قتله أبو أسيد مالك بن ربيعة ؛ والسائب بن أبي رفاعة ، قتله عبدالرحمن بن عوف ؛ وعائذ بن السائب بن عويمر ، أسر ثم افتدي فمات في الطريق من جراحة جرحه إياها حمزة بن عبدالمطلب ؛ وعمير حليف لهم من طيئ ؛ وخيار ، حليف لهم من القارة ‏‏.‏‏ سبعة نفر ‏‏.‏‏
من بني جمح
ومن بني جمح بن عمرو ‏‏:‏‏ سبرة بن مالك ، حليف لهم ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني سهم
ومن بني سهم بن عمرو ‏‏:‏‏ الحارث بن منبه بن الحجاج ، قتله صهيب بن سنان ؛ وعامر بن عوف بن ضبيرة ، أخو عاصم بن ضبيرة ، قتله عبدالله بن سلمة العجلاني ، ويقال ‏‏:‏‏ أبو دجانة ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 ذكر أسرى قريش يوم بدر
 من بني هاشم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأسر من المشركين من قريش يوم بدر ، من بني هاشم بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عَقِيل بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ؛ ونوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم ‏‏.‏‏
 من بني المطلب
ومن بني المطلب بن عبد مناف ‏‏:‏‏ السائب بن عُبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، ونُعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني عبد شمس وحلفائهم
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عمرو بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ؛ والحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ‏‏.‏‏ويقال ‏‏:‏‏ ابن أبي وحرة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن ‏‏(‏‏عبد‏‏)‏‏ شمس ؛وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس ‏‏.‏‏
ومن حلفائهم ‏‏:‏‏ أبو ريشة بن أبي عمرو ؛وعمرو بن الأزرق ؛ وعقبة ابن عبدالحارث بن الحضرمي ‏‏.‏‏سبعة نفر‏‏.‏‏
 من بني نوفل وحلفائهم
ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عدي بن الخِيار بن عدي بن نوفل؛ وعثمان بن عبد شمس ابن أخي غزاون بن جابر ،حليف لهم من بني مازن بن منصور ؛وأبو ثور ،حليف لهم ‏‏.‏‏ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عبدالدار وحلفائهم
ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ أبو عزيز بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبدالدار ؛والأسود بن عامر ،حليف لهم ‏‏.‏‏ويقولون ‏‏:‏‏ نحن بنو الأسود بن عامر بن عمرو بن الحارث بن السبَّاق ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
 من بني أسد وحلفائهم
ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي ‏‏:‏‏ السائب بن أبي حُبيش ابن المطلب بن أسد ؛ والحويرث بن عبَّاد بن عثمان بن أسد ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ هو الحارث بن عائذ بن عثمان بن أسد ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وسالم بن شمَّاخ ، حليف لهم ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني مخزوم
ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة ‏‏:‏‏ خالد بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة والوليد بن الوليد بن المغيرة ؛ وعثمان بن عبدالله بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وصَيفي بن أبي رِفاعة بن عابد بن ‏عبدالله وأبو المنذر بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وأبو عطاء عبدالله بن أبي السائب بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، والمطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم ؛ وخالد بن الأعلم ، حليف لهم ‏‏.‏‏ وهو كان - فيما يذكرون - أول من ولى فاراً منهزماً ، وهو الذي يقول ‏‏:‏‏
ولسنا على الأدبار تَدمى كُلومنا * ولكن على أقدامنا يَقطر الدم
تسعة نفر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويروى ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ لسنا على الأعقاب ‏‏"‏‏ ‏‏.‏‏
وخالد بن الأعلم ، من خزاعة ؛ ويقال ‏‏:‏‏ عُقيليّ ‏‏.‏‏
 من بني سهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني سهم بن عمرو بن هُصيص بن كعب ‏‏:‏‏ أبو وَداعة بن ضُبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم ، كان أول أسير أُفتدي من أسرى بدر ، افتداه ابنه المطلب بن أبي وداعة ؛ وفَروة بن قيس بن عدي بن حذافة بن سعد بن سهم ، وحنظلة بن قبيصة بن حذافة بن سعد بن سهم ، والحجاج بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم ‏‏.‏‏ أربعة نفر ‏‏.‏‏
 من بني جُمح
ومن بني جمح بن عمرو بن هُصيص بن كعب ‏‏:‏‏ عبدالله بن أُبيّ بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وأبو عزة عمرو بن عبد بن عثمان بن وهيب بن حذافة بن جمح ؛ والفاكه ، مولى أمية بن خلف ، ادَّعاها بعد ذلك ربَاح بن المُغترف ، وهو يزعم أنه من بني شمَّاخ بن محارب بن فهر - ويقال ‏‏:‏‏ إن الفاكه ‏‏:‏‏ ابن جَرول بن حِذيم بن عوف بن غضب بن شماخ بن محارب بن فهر ووهب بن عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وربيعة بن دراج بن العَنبس بن أُهبان بن وهب بن حذافة بن جمح ‏‏.‏‏خمسة نفر ‏‏.‏‏
 من بني عامر
ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسل بن عامر ، أسره مالك بن الدُخشم ، أخو بني سالم بن عوف وعبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر وعبدالرحمن ابن مشنوء بن وقدان بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك ابن حسل بن عامر ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
 من بني الحارث
ومن بني الحارث بن فِهر ‏‏:‏‏ الطفيل بن أبي قُنيع ؛ وعتبة بن عمرو بن جَحدم ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فجيمع من حُفِظ لنا من الأسارى ثلاثة وأربعون رجلا ‏‏.‏‏
ما فات ابن إسحاق ذكرهم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وقع من جملة العدد رجل لم نذكر اسمه ، وممن لم يذكر ابن إسحاق من الأسارى ‏‏:‏‏
من بني هاشم
من بني هاشم بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عُتبة ، حليف لهم ، من بني فِهر ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني المطلب
ومن بني المطلب بن عبد مناف ‏‏:‏‏ عقيل بن عمرو ، حليف لهم ؛ وأخوه تميم بن عمرو ؛ وابنه ‏‏.‏‏ ثلاثة نفر ‏‏.‏‏
من بني عبد شمس
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف ‏‏:‏‏ خالد بن أسيد بن أبي العيص ؛ وأبو العريض يسار ، مولى العاص بن أمية ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني نوفل
ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏‏:‏‏ نبهان ، مولى لهم ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني أسد
ومن بني أسد بن عبدالعزى ‏‏:‏‏ عبدالله بن حُميد بن زهير بن الحارث ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني عبدالدار
ومن بني عبدالدار بن قصي ‏‏:‏‏ عَقيل ، حليف لهم من اليمن ‏‏.‏‏رجل ‏‏.‏‏
من بني تَيم
ومن بني تَيم بن مرة ‏‏:‏‏ مُسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ؛ وجابر بن الزبير ؛ حليف لهم ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني مخزوم
ومن بني مخزوم بن يقظة ‏‏:‏‏ قيس بن السائب ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني جمح
ومن بني جمح بن عمرو ‏‏:‏‏ عمرو بن أُبيّ بن خلف ؛ وأبو رُهم بن عبدالله ، حليف لهم ؛ وحليف لهم ذهب عني اسمُه ؛ وموليان لأمية بن خلف ، أحدهما نِسطاس ؛ وأبو رافع ، غلام أمية بن خلف ‏‏.‏‏ ستة نفر ‏‏.‏‏
من بني سهم
ومن بني سهم بن عمرو ‏‏:‏‏ أسلم ، مولى نُبيه بن الحجاج ‏‏.‏‏ رجل ‏‏.‏‏
من بني عامر
ومن بني عامر بن لؤي ‏‏:‏‏ حبيب بن جابر ؛ والسائب بن مالك ‏‏.‏‏ رجلان ‏‏.‏‏
من بني الحارث
ومن بني الحارث بن فهر ‏‏:‏‏ شافع وشفيع ، حليفان لهم من أرض اليمن ‏‏.‏‏ رجلان
تاريخ الفراغ من بدر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال

قال : فبينما أخوه مكرز بن حفص بن الأخيف يسير بِمرِّ الظهران ، إذ نظر إلى عامر بن يزيد بن عامر بن الملوح على جمل له ، فلما رآه أقبل إليه حتى أناخ به ، وعامر متوشح سيفه ، فعلاه مكرز بسيفه حتى قتله ، ثم خاض بطنه بسيفه ، ثم أتى به مكة ، فعلَّقه من الليل بأستار الكعبة .
فلما أصبحت قريش رأوا سيف عامر بن يزيد بن عامر معلقا بأستار الكعبة ، فعرفوه ؛ فقالوا : إن هذا لسيف عامر بن يزيد ، عدا عليه مكرز بن حفص فقتله ، فكان ذلك من أمرهم .
فبينما هم في ذلك من حربهم ، حجز الإسلام بين الناس ؛ فتشاغلوا به ، حتى أجمعت قريش المسير إلى بدر ، فذكروا الذي بينهم وبين بني بكر فخافوهم
إبليس يغري قريشا بالخروج