الثلاثاء، 24 أبريل 2012

موسوعة السيرة النبوية : السيرة النبوية مقدمة وتعريف


مقدمة وتعريف


السيرة في اللغة: مشتقة من مادة "س ي ر"، وهو أصل يدل علي مُضيّ وجريان، فالسَّيْر: الذهابُ في الأرض، ليلاً أو نهاراً. يقال: سار، يسير، سيرَاً، وتِسيَارًا، ومسيراً، وسيرةً، وسيرورة.
والفعل «سار» يكون لازماً ومتعدياً، فمن اللازم قوله تعالى: ]أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ[ (الحج: 46) ونحوه في القرآن كثير.
ويتعدى الفعل بنفسه، وبالباء، وبالهمزة، وبالتضعيف، فالمتعدي بنفسه مثل قول الهذلي:
فلا تجزعنَّ من سنة أنت سِرتَها               فأولُ راضٍ سنةً من يسيرها
يقول: أنت جعلتها سائرةً في الناس .
والمتعدي بالباء مثل قوله تعالى [ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ ] (القصص: 29).
والمتعدي بالهمزة مثل: أسرت الدابة، يقال: سِرْتُ الدابة: إذا ركبتها، وإذا أردتُ بها المرعى قلت: أَسَرْتُها إلى الكلأ، وهو أن يرسلوا فيها الرُّعْيان، ويقيموا هم.
والمتعدي بالتضعيف مثل قوله تعالى: [ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ ] (يونس: 22) يقال: سيَّره من بلده: إذا أخرجه وأجْلاه. وتسيَّر جلدُه: تقشَّر. وتَسَايَرَ عن وجهه الغضب: زال.
والسَّيْر: من الجلد، معروفٌ، سُمِّي بذلك لامتداده، كأنه يجري، والسَّيْرَة - بفتح السين -: الضَّرْبُ من السَّيْر، والسُّيَرة - علي وزن هُمزَة: - الكثير السير.
 والسَّيَّارة: الجماعة أو القافلة السائرة، ومنه قوله تعالى: [وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ] (يوسف: 19 ).
والسِّيرة - بالكسر - لها عدة معان:
فالسِّيرة: الهيئةُ والحالة، كما في قوله تعالى: [سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولي] (طه: 21) أى نعيدها إلى حالها التي تُعرَف قبل ذلك، والتي كانت عليها من كونها عوداً.
والسِّيرة: الميرة، ومنه الاستيار: يعنى الامتيار.
والسِّيرة: الطريقة، يقال: سار الوإلى في الرعية سيرةً حسنة، وأحسن السَّيْر بهم ([1]).
واستعمال السِّيرة بمعنى الطريقة هو الغالب في استعمال العرب، ومن ذلك:
1- ما رواه أبو وائل شقيق بن سلمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه: كيف بايعتم عثمان، وتركتم عليّا رضي اللّه عنه؟ قال: «ما ذنبي؟ قد بدأتُ بعلي، فقلت: أبايُعك علي كتاب اللّه، وسنة رسوله r، وسيرة أبى بكر وعمر رضي اللّه عنهما. قال: فقال: فيما استطعت. قال: ثم عرضتها على عثمان رضي اللّه عنه،  فقبلها»([2]).
2- وما رواه عبد بن خير قال: قام علي رضي اللّه عنه علي المنبر، فذكر رسولَ اللّه صلي الله عليه وسلم، فقال: «فقبض رسولُ اللّه صلي الله عليه وسلم، واستُخلف أبو بكر رضي اللّه عنه، فعمل بعمله، وسار بسيرته، حتى قبضه اللّه عز وجل، ثم استُخلف عمر رضي الله  عنه علي ذلك، فعمل بعملهما، وسار بسيرتهما، حتى قبضه اللّه عز وجل علي ذلك »([3]).
وقد فُسِّرت السيرة في هذا النص في رواية أخرى بالسنة، وهى الطريقة:
3- فعن عبد بن خير قال: سمعت عليّا رضي اللّه عنه يقول: «قبض الله نبيهصلي الله عليه وسلم علي خير ما قُبض عليه نبيٌّ من الأنبياء عليهم السلام، ثم استُخلف  أبو بكر رضي الله  عنه، فعمل بعمل رسول اللّه صلي الله عليه وسلم وسنة نبيه، وعمر رضي اللّه، عنه كذلك » ([4]).
4 - ومن ذلك ما رواه عُمَيْر بن إسحاق قال: «لَمَنْ أدركتُ من أصحاب رسول اللّه صلي الله عليه وسلم أكثر مما سبقنى منهم، فما رأيتُ قوماً أيسر سيرةً، ولا أقلَّ تشديدًا منهم» ([5]).
ومن هذا المعنى أخذت «السيرة النبوية ».
قال الزبيدى: «قال شيخنا: والسيرة النبوية، وكتب السير، مأخوذة من السيرة بمعنى الطريقة، وأدخل فيها الغزوات وغير ذلك إلحاقاً أو تاويلاً»([6]).
وجمع النسفي بين هذه المعاني، فقال: «السيرة: الحالة التي يكون عليها الإنسان، غريزية كانت، أو مكتسبةً، وهى في الأصل فِعْلَةٌ من السَّيْر، كالرّكْبة من الركوب، ثم استعملت بمعني الحالة والطريقة» ([7]).
وسيَّر سيرة: حدث أحاديث الأوائل ([8]).
من خلال ما سبق يمكن القول:
إن السيرة تعني تتبُّع أحوال شخصٍ ما، أو جماعةٍ ما، ومعرفة طريقته، ورسم صورةٍ واضحةٍ تفصيليةٍ لجميع شئون حياته.
أما في اصطلاح علماء المسلمين فإن السيرة تعنى: ذكر أنباء النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأحواله، وما يتصل بحياته من ميلاده إلى وفاته، وما يتصل بذلك من إرهاصات ودلائل ومعجزات قبل الميلاد، أو بعد الوفاة.
ويطلق العلماء علي أبواب الجهاد «أبواب السير»؛ لأنها مُتَلَقَّاةٌ من أحوال رسول الله  صلي الله عليه وسلم في غزواته([9]).
علاقة السيرة بالمغازي:
المغازي: جمع مغزى، وهى مشتقة من غزا يغزو غزواً، وأصل الغزو: طلب الشىء وقصده، يقال: غزا العدو يغزوهم: أي سار إلى قتالهم وانتهابهم أو خرج إلى محاربتهم. ومغزى الكلام: مقصده، وغزوِي كذا: أي قصدي وإرادتي كذا. وما مغزاك؟ أي ما قصدك وما مطلبك؟.
والمغزى أو المغزاة أصلها: غزاة، والميم زائدة، أي الغزوة.
وقال ثعلب: إذا قيل: غزاة، فهو عمل سنة، وإذا قيل: غزوة، فهى المرة الواحدة من الغزو.
والمغازي: مناقب الغزاة. وتطلق علي مواضع الغزو، وقد تكون الغزو نفسه ([10]).
والمقصود بالمغازي في اصطلاح علماء المسلمين: ما وقع من قصد النبي r الكفار بنفسه، أو بجيش من قبَله، سواء كان هذا القصد إلى بلاد الكفار، أو إلى الأماكن التي حلُّوها حتى دخلَ، مثل أحد والخندق ([11]).
وعلي ذلك فإن بين السيرة والمغازي عموما وخصوصا، بمعنى أن السيرة أعم، والمغازي أخص.
ومع ذلك فربما أطلق بعض العلماء اسم المغازي علي السيرة، من باب إطلاق اسم الجزء علي الكل، فيقال مثلاً: مغازي محمد بن إسحاق، أو مغازي موسى بن عقبة، ونحو ذلك.
علاقة السيرة بالتاريخ الإسلامي:
التأريخ هو: تعريف الوقت، والتوريخ مثله، تقول: أرَّخت، وورّخت. ومعنى تعريف الوقت: تعيين وقت لينسب إلىه زمانٌ، سواء أكان ماضياً أو مستقبلاً ([12]).
والتاريخ الإسلامي: هو التاريخ الذي يبدأ من بداية الإسلام، أي منذ بعثة النبي r، غير أنه من باب اكتمال الموضوع يمتد البحث إلى حياة رسول اللّه صلي الله عليه وسلم قبل البعثة، ثم يستمر التاريخ الإسلامي إلى قيام الساعة إن شاء اللّه تعالى.
وعلي ذلك فإن بين السيرة والتاريخ خصوصا وعموما، فالسيرة أخص والتاريخ الإسلامي أعم.
علاقة السيرة بالسنة:
السنة في اللغة: الطريقة المتبعة أو المعتادة، حسنة كانت أو غير حسنة، مأخوذة من سنّ الأمر: أى بيّنه، وسنّ الطريقة: أى سار فيها، يقال: سنَّ سنةً حسنةَ، أى طرَّق أو ابتدأ طريقة حسنة.
وسنة النبي صلي الله عليه وسلم: طريقته كان يتحراها، وسنة اللّه تعالى: قد تُقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته([13]).
وإذا أطلق لفظة السنة انصرف إلى السنة النبوية المطهرة.
وهى في اصطلاح المحدثين تعني: ما أُثر عن النبي صلي الله عليه وسلم من قول أو فعلٍ  أو تقرير، أو صفةٍ  خَلقيةٍ أو خلقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها([14]).
وعلي ذلك فعلاقة السيرة بالسنة علاقة عموم وخصوص وجهي، فتجتمعان في أشياء، وتنفرد كل منهما بأشياء.
فتجتمعان في بيان صفاته صلي الله عليه وسلم ودلائل نبوته وأحداث حياته، وما شابه ذلك .
وتنفرد السنة بأحاديث الأحكام، والأقوال التي لا تتعلق بحادثة معينة، كالمواعظ والحض علي الفضائل والآداب، وأحاديث البيوع والتجارات والربا، وما شابه ذلك.
وتنفرد السيرة بتواريخ الأحداث ومواقعها، وأعداد شهودها، والحديث عن إلإرهاصات التي سبقت المولد، وأحداث الميلاد، والحديث عن خدمه وفرسه، وما شابه ذلك ([15]).
علي أن طريقة كتابة كل من السيرة والسنة كانت متشابهة لدى الرواد الأوائل من كتاب السِّير، من حيث التزام الإسناد غالبا في الروايات المدوَّنة، مع اختلاف واضح بين الطريقتين في سوق هذا الإسناد. فكُتَّاب السير كانوا غالبا ما يجمعون طرق وأسانيد الرواية أو القصة، ويدخلون الكلام بعضه في بعض، ولا يفردون كلام كل راوٍ، أو متن كل إسناد علي حدة، بخلاف المحدثين الذين كتبوا السنة، ويمكن أن ترى هذا واضحا في مغازى الواقدى، وسيرة ابن إسحاق، وطبقات ابن سعد، و غير ها.
موضوع السيرة:
كما سبق فإن السيرة تتناول حياة خير الخلق صلي الله عليه وسلم، التي لا حدث في هذه الدنيا أعظم منها علي الإطلاق.
ولا شك أن دراسة تلك الحياة المباركة تتصل أوثق اتصال بدراسة انتشار الدين القيم، والرسالة الخاتمة التي جاء بها، وجاهد في سبيلها حتى أتم اللّه النعمة وكمل الدين، ودخل الناس في دين اللّه أفواجاً.
كما تتصل أوثق اتصال بدراسة حياة الرجال الذين ربَّاهم علي عينه، وفتح اللّه له بهم الأفاق، فكانوا خير أمة أخرجت للناس، بشهادة القرآن والسنة، ثم بشهادة التاريخ المسطور.
الفوائد العشرة لدراسة السيرة:
تتميز السيرة النبوية المباركة عن سائر أحداث التاريخ بأنها تتصل بحياة أعظم البشر علي الإطلاق، وخاتم النبيين، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، فكان النموذج الكامل للإنسانية والأسوة الحسنة للبشرية، علي اختلاف أجناسها وطبقاتها، في صناعة الحياة السعيدة الكريمة، وكانت حياته r التطبيق العملي الواضح للمبادئ التي دعا إلىها، والرسالة التي جاء بها، سواء في ذات نفسه، أو فيمن رباهم من صحابته أفضل القرون وأسعد وأكمل الأجيال.
ومن ثَمَّ فدراسة حياته وسيرته فيها في كل موقف درس للأمة، بل للبشرية، ونموذج يحتذِي به من أراد لنفسه ولأمته وللدنيا كلها الخير.
وهاك بعض الفوائد التي يجتنيها الدارس لهذه السيرة العطرة:
1- دراسة السيرة تضع أيدينا علي المفتاح الصحيح لفهم شخصية رسول اللّه r، من خلال معرفة أحداث حياته، والظروف التي عاش فيها، فندرك معنى قول اللّه عز وجل له [قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً] (الإسراء: 93)، ونعلم أنه لم يكن مجرد إنسان عبقريٍّ ساعده ذكاؤه علي أن يتبوأ هذا المقام الأسمى في التاريخ الإنساني بعامة والعربى بخاصة، كما يحاول المستشرقون وغيرهم تصويره صلي الله عليه وسلم ، وندرك أن عظمته جاءت من كونه بشرًا مؤيَّداً بوحي السماء، كما قال تعالى: [ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلي ] (الكهف: 110، فصلت: 6).
2 - تعيننا دراسة السيرة علي فهم كتاب اللّه تعالى، إذ أن كثيراً من حوادث السيرة تكشف أسباب نزول الأيات، وظروف وملابسات نزولها، والمقاصد التربوية لها.
3 - دراسة السيرة عبادة الله سبحانه، فالمسلم مكلَّف بالاقتداء برسولِ اللّه صلي الله عليه وسلم، امتثالاً لقوله عز وجل [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَإلىوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ] (الأحزاب: 21) ولا يمكن الاقتداء والتأسِّي إلا بدراسة السيرة للوقوف علي منهجه صلي الله عليه وسلم وطريقته في كل شأن من شئون حياته صلي الله عليه وسلم، حتى يكون الاتباع علي بينةٍ وبصيرة، ومعلوم أن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
4 - تساعدنا دراسة السيرة علي تقصِّي جوانب العظمة والكمال في شخص رسول اللّه صلي الله عليه وسلم، ويرحم الله الإمام ابن حزم الأندلسي إذ يقول: «فهذه السيرة العظيمة لمحمد صلي الله عليه وسلم لمن تدبرَّها تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول اللّه حقا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفي»([16]).
ولا شك أن وقوفنا علي هذه الحقائق يملأ القلوب حبّاً له r وتوقيراً وتعظيما، فتقدمه النفوس علي ذواتها وأهليها وأموالها، وتراه أولي بها منها، كما قال تعالى: [ النَّبِيُّ أَوْلي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ] (الأحزاب: 6).
ومن المعلوم أن إيمان المؤمن لا يتم ولا يكمل إلا بمحبته صلي الله عليه وسلم وتقديمه علي النفس والأهل والمال.
5- تضع دراسة السيرة أمام الداعية أعظم نموذج واقعي لطرق التعليم والتربية والتوجيه التي تناسب كل الفئات والطبقات , وتنقل للدارس صورةً عمليةً واضحةً للحقائق المجرَدة والمثل العليا التي نادى بها الإسلام، وتقف الباحث علي كثير من الأحكام الفقهية، والحِكَم والأسرار التربوية، وهذا زادٌ لاغنى عنه لكل مسلم، فضلاً عن أن يكون داعيَة.
6- تضع دراسة السيرة أمام كل قائد في أى ميدان أصول القيادة الصحيحة، وطرائق السياسة الواعية الرشيدة، وأسس التعامل السليم مع المرءوسين، بما يحفظ وحدة الصف، ويحقق الثقة بين أفراده، ويؤدي إلى أفضل النتائج علي كل المستويات.
7 - تساعدنا دراسة السيرة علي تجميع أكبر قدرٍ من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء في العقيدة، أو في الأحكام، أو في الأخلاق والفضائل والآداب ومعاشرة أصناف الخلق.
8 - دراسة السيرة المطهَّرة المباركة تورث القلوب طمانينةً، وتملأ النفوس ثقةً ويقينا بنصر الله، واعتزازاً بجنابه سبحانه، وأملاً في علوّ الحق وزهوق الباطل. وهذا الأمل قوة نفسية عظيمة تمثل سرّ النصر، وهو أصل إلىقظة الروحية التي تنهض بالأمة إلى المعالى.
والأمة لم تكن في يوم من الأيام أحوج منها في هذه الأيام إلى التعرُّف علي أسباب النصر، وعلي طرق إنهاض الأمل في النفوس، وإيقاظ القوى الروحية فيها، حتى تكسب معركتها ضد خصومها الكُثْر، الذين يتربصون بالإسلام وأهله الدوائر، في كافة الميادين سياسيّاً وعسكرياً وفكريّاً واقتصادياً وأخلاقياً وإجتماعياً.
9- من خلال دراسة السيرة يمكن التعرُّف علي المقوِّمات أو المؤهِّلات التي أهَّلت جيل الصحابة الطيِّب المبارك لقيادة البشرية، ومنهج النبي صلي الله عليه وسلم في تربيتهم، مما يدعو إلى حبّ هذا الجيل واتخاذه مثلاً أعلي للأمة.
 10- لا شك أن للصحبة أثراً كبيراً في نفس الإنسان وفي طباعه، والعيش مع سيرة شخصٍ ما لون من ألوان صحبته، وهذا له أعظم الأثر، ومن ثَمَّ كانت معايشة السيرة الزكية للنبى صلي الله عليه وسلم ولصحابته الكرام ذات أثر بالغ في زيادة الإيمان وتقويته، فضلاً عن الإمتاع الروحى والنفسى المتحقق من دراسة تلك السيرة المباركة.
وفي الأخير أنقل ما قاله الإمام الحافظ ابن شهاب الزهرى رحمه اللّه، إذ يقول: « في علم المغازي علم الآخرة والدنيا » ([17]).

........................................................................

([1])  انظر: معجم مقايس اللغة 3/120- 121، الصحاح 2/691، المفردات فى غريب القرآن صـ247، مجمل اللغة 1/480، القاموص المحيط 2/ 6 5، لسان العرب 4/389 ,390، غراس الأساس لابن حجر صـ 47 2، تاج العروس 3/386 - 388. وانظر: تفسير ابن كثير 5/274 طبعة الشعب، وتفسير النسفى 3/ 51.
([2])  أخرجه عبد اللّه بن أحمد فى زوائده فى المسند 1/75، وفى الإسناد: سفيان بن وكيع ضعفه غير واحد من العلماء.  
([3])   أخرجه أحمد 1/128 بإسناد حسن.
([4])  أخرجه أحمد في نفس الموضع بإسنادحسن.  
([5])  أخرجه الدارمي في المقدمة، باب: كراهة الفتيا 1/63 (126) وابن سعد في الطبقات الكبرى  7/220, وابن أبي شيبة 14/17وأبو داود في الزهد ص370- 371(409) وأ بو نعيم في الحلية 2/114, والبيهقي في الشعب 3/266(1018) ورجال الإسناد ثقات , وعمير بن إسحاق مقبول من الثالثة .
([6])  تاج العررس 3/ 388.
([7])  تفسير النسفى 3/1 5، وانظر: المفردات صـ 247.
([8])    (5) لسان العرب 4/390،.القاموس المحيط 2/ 56.
([9])  انظر: فتح الباري  6/ 4 13.
([10])  انظر: معجم مقايس اللغة 4/423، الصحاح 6/ 2446، المفردات صـ 360، لسان العرب 15/123-124، غراس الأساس صـ 331، تاج العروص 10/ 365.
([11])  انظر: فتح الباري  7/279، وسبل الهدى والرشاد 4/24.  
([12])  انظر:فتح الباري  7/268، الصحاح 1/ 419 دراسات فقهية للدكتور نزيه حماد صـ 162.
([13])   انظر: القاموس المحيط 4/237، أساس البلاغة صـ 462، تاج العروس 9/244، المفردات صـ 245.
([14])  انظر فى ذلك: فتح الباري  فى أول كتاب: الاعتصام 13/207، وبداية المجتهد لابن رشد 1/15، وهدى السارى 10/ 297، وكتاب اصطلاحات الفنون للتهانوى 2/14، و 4/53، والسنة قبل التدوين ص16، والسنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى ص47، وأفعال الرسول ودلاللها على الأحكام الشرعية1/18، و غير ها.
([15])  انظر أيضا: السيرة النبوية دراسة موثقة تحليلية، للدكتور عبد المهدى بن عبد الهادى ص8 - 9.
([16])  الفصل فى الملل والنحل 2/190.
([17])  الجامع الأخلاق الراوى وإَ اب السامع 2/287 (1647).