الأربعاء، 18 أبريل 2012

موسوعة علوم القرآن : خواص القرآن

خواص القرآن


وأخرج ابن ماجه وغيره من حديث ابن مسعود عليكم بالشفاءين‏:‏ العسل والقرآن‏.‏

        وأخرج أيضًا من حديث علي خير الدواء القرآن‏.‏

        وأخرج أبوعبيد عن طلحة بن مصرف قال‏:‏ كان يقال‏:‏ إذا قرئ القرآن عند المريض وجد لذلك خفة‏.‏

        وأخرج البيهقي في الشعب عن واثلة ابن الأسقع : أن رجلًا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع خلقه.
        قال‏:‏ عليك بقراءة القرآن‏.‏

        وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري:
        قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
        فقال‏:‏ إني أشتكي صدري.
        قال‏:‏ اقرأ القرآن يقول الله تعالى (وشفاء لما في الصدور)‏.‏

[من : خواص فاتحة الكتاب]


        وأخرج البيهقي وغيره من حديث عبد الله بن جابر : في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء‏.‏

        وأخرج الخلعي في فوائده من حديث جابر بن عبد الله : فاتحة الكتاب شفاء من كل شيء إلا السام.       
        والسام‏:‏ الموت‏.‏

        وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري : فاتحة الكتاب شفاء من السم‏.‏

        وأخرج البخاري من حديثه أيضًا :
       قال كنا في مسير لنا ، فنزلنا ، فجاءت جارية ، فقالت : إن سيد الحي سليم ، فهل معكم راق ، فقام معها رجل فرقاه بأم القرآن ، فبرئ.
       فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال‏:‏ وما كان يدريه أنها رقية‏...؟‏

        وأخرج الطبراني في الأوسط عن السائب بن يزيد ، قال : عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلاً‏.‏

        وأخرج البزار من حديث أنس .. إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد : فقد أمنت من كل شيء إلا الموت‏.‏

[من : خواص سورة البقرة وآية الكرسي]


       
        وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة : إن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان‏.‏

        واخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بسند حسن عن أبي كعب.
       قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي ، فقال‏:‏ يا نبي الله ..! إن لي أخًا وبه وجع.
       قال‏:‏ ما وجعه..؟
       قال‏:‏ به لمم.
       قال‏:‏ فائتني به.
       فوضعه بين يديه ، فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم : بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد) ، وآيات الكرسي ، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، وآية من آل عمران (شهد الله أنه لا إله إلا هو) ، وآية من الأعراف (إن ربكم الله) ، وآخر سورة المؤمنين (فتعالى الله الملك الحق ، وآية من سورة الجن (وأنه تعالى جد ربنا) ، وعشر آيات من أول الصافات ، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، و(قل هو الله أحد) ، والمعوذتين.
       فقام الرجل : كأنه لم يشك قط‏.‏

        وأخرج الدارمي عن ابن مسعود موقوفًا‏:‏
       من قرأ .. أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعد آية الكرسي ، وثلاثًا من آخر سورة البقرة : لم يقربه ولا لأهله يومئذ شيطان ، ولا شيء يكرهه.
       ولا يقرأن على مجنون : إلا أفاق‏.‏

        وأخرج البخاري عن أبي هريرة من قصة الصدقة .
       أن الجني قال له‏:‏ إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان .. حتى تصبح.
       فقال النبي صلى اله عليه وسلم‏:‏ أما أنه صدقك وهوكذوب‏.‏

        وأخرج المحاملي في فوائده عن ابن مسعود.
       قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله ..!! علمني شيئًا ينفعني الله به.
       قال‏:‏ اقرأ آية الكرسي ، فإنه يحفظك وذريتك ، ويحفظ دارك حتى الدويرات حول دارك‏.‏

        وأخرج الدينوري في المجالسة عن الحسن.
       أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن جبريل أتاني ، فقال‏:‏ إن عفريتًا من الجن يكيدك ، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي‏.‏

        وفي الفردوس من حديث أبي قتادة : من قرأ آية الكرسي عند الكرب أغاثه الله‏.‏

        وأخرج الدارمي عن المغيرة بن سبيع وكان من أصحاب عبد الله.
       قال‏:‏ من قرأ عشر آيات من البقرة عند منامه .لم ينس القرآن.
       أربع من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث من آخرها‏.‏

        وأخرج الديلمي من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
       آيتان : هما قرآن ، وهما يشفيان ، وهما مما يحبهما الله تعالى.
       الآيتان : من آخر سورة البقرة‏.‏


[من : خواص سورة آل عمران]


        وأخرج الطبراني عن معاذ.
        وأخرج ابن السني أيضًا من حديث الحسين بن علي: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا ، أن يقرءوا (باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) (وما قدروا الله حق قدره‏}‏ الآية‏.‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ألا أعلمك دعاء تدعوبه لوكان عليك من الدين مثل ثبير أداه الله عنك ..!! قل : اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء إلى قوله بغير حساب ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطي من تشاء منهما ، وتمنع من تشاء ، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك‏.‏

        واخرج البيهقي في الدعوات عن ابن عباس‏:
        وأخرج ابن السني أيضًا من حديث الحسين بن علي: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا ، أن يقرءوا (باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) (وما قدروا الله حق قدره‏}‏ الآية‏.‏ ‏ إذا استصعبت دابة أحدكم ، أوكان شموسًا : فليقرأ هذه الآية في أذنيها (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا وإليه ترجعون)‏.‏

[من : خواص سورة الأنعام]


        وأخرج البيهقي في الشعب بسند فيه من لا يعرف عن علي موقوفًا‏:
        وأخرج ابن السني أيضًا من حديث الحسين بن علي: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا ، أن يقرءوا (باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) (وما قدروا الله حق قدره‏}‏ الآية‏.‏ ‏ سورة الأنعام : ما قرئت على عليل إلا شفاه الله تعالى‏.‏


[من : خواص سورة يونس]

       

        وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث.
        قال‏:‏ بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر ، تقرأ على إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور ، الآية التي في سورة يونس (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر) إلى قوله (المجرمون) وقوله ‏{‏فوقع الحق وبطل ما كانوا يعلمون‏}‏ إلخ أربع آيات ، وقوله ‏{‏إنما صنعوا كيد ساحر‏}‏ الآية‏.‏

[من : خواص سورة هود]



        وأخرج ابن السني أيضًا من حديث الحسين بن علي: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا ، أن يقرءوا (باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) (وما قدروا الله حق قدره‏}‏ الآية‏.‏


[من : خواص سورة الإسراء]


        وأخرج الحاكم وغيره من حديث أبي هريرة.
        ما كربني أمر : إلا تمثل لي جبريل.
        فقال‏:‏ يا محمد ..!! قل (توكلت على الحي الذي لا يموت) و(الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرًا‏).‏

        وأخرج الصابوني في المائتين من حديث ابن عباس مرفوعًا‏:‏
        هذه الآية : أمان من السرقة (قل ادعوا الله وادعوا الرحمن) إلى آخر السورة‏.
[من خواص سورة الكهف]‏


        وأخرج البيهقي في الدعوات من حديث أنس : ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ولا مال أوولد فيقول (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فيرى فيه آفة دون الموت‏.‏

        أخرج الدارمي وغيره من طريق عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش قال‏:‏ من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها‏.‏

        قال عبده‏:‏ فجربناه فوجدناه كذلك‏

[من : خواص سورة الأنبياء]


        وأخرج الترمذي والحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص‏:‏
        دعوة ذي النون التي دعا بها وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) : لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط ، إلا استجاب الله له‏.‏

        وعند ابن السني‏:‏ إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج عنه ، كلمة أخي يونس (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

[من : خواص سورة المؤمنون]


        وأخرج البيهقي وابن السني وأبوعبيد عن ابن مسعود.
        أنه قرأ في أذن مبتلي : فأفاق.
        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما قرأت في أذنيه ..؟
        قال : (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثًا) إلى آخر السورة.
        فقال‏:‏ لوأن رجلًا موقنًا قرأها على جبل .. لزال‏.‏


[من : خواص سورة يس]


        وأخرج الديلمي وأبوالشيخ أبن حبان في فضائله من حديث أبي ذر :
        ما من ميت يموت ، فيقرأ عنده يس : إلا هون الله عليه‏.‏

        وأخرج المحاملي في أماليه من حديث عبد الله بن الزبير :
        من جعل يس أمام حاجة : قضيت له.
        وله شاهد مرسل عند الدارمي‏.‏

        وفي المستدرك عن أبي جعفر محمد بن علي قال‏:‏
        من وجد في قلبه قسوة : فليكتب يس في جام بماء ورد وغفران ، ثم يشربه‏.‏

        وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير أنه : قرأ على رجل مجنون سورة يس ، فبرئ‏.‏

        وأخرج أيضًا عن يحيى بن أبي كثير قال‏:‏
        من قرأ يس إذا أصبح : لم يزل في فرح حتى يمسي.
        ومن قرأها إذا أمسى : لم يزل في فرح حتى يصبح‏.‏

        أخبرنا من جرب ذلك‏.

[من : خواص سورة الخان]


        وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة.
من قرأ : الدخان كلها ، وأول غافر إلى (إليه المصير) ، وآية الكرسي .. حين يمسي حفظ بها حتى يصبح ، ومن قرأها حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي.
ورواه الدارمي بلفظ : لم ير شيئًا يكرهه‏.






[من : خواص سورة الواقعة]‏


        وأخرج البيهقي والحارث بن أبي أسامة وأبوعبيد عن أبن مسعود مرفوعًا:
من قرأ كل ليلة سورة الواقعة : لم تصبه فاقة أبدًا‏.‏


[من : خواص سورة الأحقاف]


وأخرج البيهقي في الدعوات عن ابن عباس موقوفًا ، في المرأة تعسر عليها ولادتها قال‏:‏ يكتب في قرطاس ثم تسقي باسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين (كأنهم يوم يرونها لم يليثوا إلا عشية أوضحاها) (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)‏.‏

[من : خواص سورة الحديد]



        وأخرج أبوداود عن ابن عباس قال‏:‏ إذا وجدت في نفسك شيئًا‏:‏ يعني الوسوسة.
فقل‏:‏ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهوبكل شيء عليم)

[من : خواص سورة النازعات]


وأخرج البيهقي في الدعوات عن ابن عباس موقوفًا ، في المرأة تعسر عليها ولادتها قال‏:‏ يكتب في قرطاس ثم تسقي باسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين (كأنهم يوم يرونها لم يليثوا إلا عشية أوضحاها) (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)‏.‏



[من : خواص سورة الكافرون ، والمعوذات]

وأخرج الطبراني عن علي قال لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب فدعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ‏:‏ (قل يا أيها الكافرون) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)‏.‏

        وأخرج أبوداود والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الرقي إلا بالمعوذات‏.‏

        وأخرج الترمذي والنسائي عن أبي سعيد قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها‏.

=========================

        فهذا ما وقفت عليه في الخواص : من الأحاديث التي لم تصل إلى حد الوضع ، ومن الموقوفات على الصحابة والتابعين‏.‏

        وأما ما لم يرد به أثر : فقد ذكر الناس من ذلك كثيرًا جدًا الله ، أعلم بصحته‏.‏

[خواص : عامة]


        ومن لطيف ما حكاه ابن الجوزي عن ابن ناصر عن شيوخه عن ميمونة بنت شاقول البغدادية قالت‏:‏ آذانا جار لنا ، فصليت ركعتين ، وقرأت من فاتحة كل سورة آية ، حتى ختمت القرآن ، وقلت‏:‏ اللهم أكفنا أمره‏‏ ، ثم نمت وفتحت عيني وإذا به قد نزل وقت السحر ، فزلت قدمه ، فسقط ومات‏.‏
تنبيه


قال ابن التين‏:‏ الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى ، هو الطب الروحاني ، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق ، حصل الشفاء بإذن الله تعالى.
فلما عز هذا النوع : فزع الناس إلى الطب الجثماني‏.‏

        قلت‏:‏ ويشير إلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم: " لوأن رجلًا موقنًا قرأ بها على جبل لزال"

وقال القرطبي : تجوز الرقية بكلام الله تعالى وأسمائه ، فإن كان مأثورًا استحب‏.‏

        وقال الربيع‏:‏ سألت الشافعي عن الرقية فقال‏:‏ لا بأس بها أن يرقى بكتاب الله وبما يعرف من ذكر الله تعالى‏.‏

        وقال ابن بطال‏:‏ في المعوذات سر ليس في غيرها من القرآن ، لما اشتملت عليه من جوامع الدعاء التي تعم أكثر المكروهات من السحر والحسد وشر الشيطان ووسوسته وغير ذلك.
ولهذا : كان صلى الله عليه وسلم يكتفي بها‏.‏

        وقال ابن القيم في حديث الرقية بالفاتحة‏:‏ إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع ، فما الظن بكلام رب العالمين ، ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب.
فقد اشتملت على : ذكر أصول أسماء الله تعالى ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به والهداية منه ، وذكر أفضل الدعاء وهوطلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه ، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق ، وقسمتهم إلى منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته وضال بعدم معرفته له مع ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والأسماء والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع أهل البدع وحقيق لسورة هذا بعض شأنها أن يستشفي مسئلة قال النووي في شرح المهذب‏:‏ لوكتب القرآن في إناء ثم غسل وسقاه المريض فقال الحسن البصري ومجاهد وأبوقلابة والأوزاعي‏:‏ لا بأس به وكرهه النخعي‏.‏

        قال‏:‏ ومقتضي مذهبنا أنه لا بأس به فقد قال القاضي حسين والبغوي وغيرهما‏:‏ لوكتب قرآنًا على حلوى وطعام فلا بأس بأكله اه‏.‏

        قال الزركشي‏:‏ وممن صرح بالجواز في مسئلة الإناء العماد النبهي مع تصريحه بأنه لا يجوز ابتلع ورقة فيها آية لكن أفتي ابن عبد السلام بالمنع من الشراب أيضًا لأنه يلاقيه نجاسة الباطن وفيه نظر‏

.........................................................................
هل في القرآن شيء أفضل من شيء ...؟
        وقد اختلف الناس في ذلك، فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر، وأبو حاتم بن حبان وغيرهم إلى: أنه لا فضل لبعض على بعض؛ لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينهما.

        وروى معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، احتجوا بأن: الأفضل يشعر بنقص المفضول، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه.

        قال ابن حبان في حديث أبى بن كعب رضي الله عنه: "ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطى لقارئ أم القرآن" إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه.

        قال: وقوله أعظم سورة أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.

        وقال قوم بالتفضيل لظواهر الأحاديث ثم اختلفوا فقال بعضهم : الفضل راجع إلى عظم الأجر، ومضاعفة الثواب بحسب انفعالات النفس وخشيتها وتدبرها وتفكرها عند ورود أوصاف العلا وقيل بل يرجع لذات اللفظ وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وآية الكرسي ، وآخر سورة الحشر ، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودا مثلا في: {تَبَّتْ يَدَا َأبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وما كان مثلها فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها لا من حيث الصفة وهذا هو الحق.

        وممن قال بالتفضيل إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء، وتوسط الشيخ عز الدين فقال: كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أفضل من: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى بـ «جواهر القرآن» واختاره القاضي أبو بكر بن العربي لحديث أبي سعيد بن المعلى في «صحيح البخاري»: "إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن قال : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

        ولحديث أبي بن كعب في «الصحيحين» قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أي آية في كتاب الله أعظم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبي أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال: قلت : {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: فضرب في صدري وقال: "ليهنك العلم أبا المنذر".

        وأخرج الحاكم في «مستدركه» بسند صحيح عن أبي هريرة : "سيدة آي القرآن آية الكرسي"

        وفي الترمذي غريبا عنه مرفوعا: "لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة فيها آية الكرسي"

        وروى ابن عيينة في «جامعه» عن أبي صالح عنه "فيها آية الكرسي وهي: سنام أي القرآن، ولا تقرأ في دار فيها شيطان إلا خرج منها" وهذا لا يعارض ما قبله بأفضلية الفاتحة؛ لأن تلك باعتبار السور وهذه باعتبار الآيات.

        وقال القاضي شمس الدين الخويي: كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض؟

        جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام أن هذا في موضعه له حسن ولطف وذاك في موضعه له حسن ولطف وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه فإن من قال إن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أبلغ من: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} يجعل المقابلة بين ذكر الله، وذكر أبي لهب، وبين التوحيد، والدعاء على الكافرين.

        وذلك غير صحيح بل ينبغي أن يقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} دعاء عليه بالخسران فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه وكذلك في: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها فالعالم إذا نظر إلى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} في باب الدعاء والخسران ونظر إلى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان

        قلت: ولعل الخلاف في هذه المسألة يلفت عن الخلاف المشهور إن كلام الله شيء واحد، أولا عند الأشعري أنه لا يتنوع في ذاته إنما هو بحسب متعلقاته فإن قيل: فقد قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فجعله شيئين وأنتم تقولون بعدمه وأنه صفة واحدة.

        قلنا: من حيث أنه كلام الله لا مزية لشيء منه على شيء ثم قولنا: شيء منه يوهم التبعيض وليس لكلام الله الذي هو صفته بعض ولكن بالتأويل والتفسير وفهم السامعين اشتمل على جميع أنواع المخاطبات، ولولا تنزله في هذه المواقع لما وصلنا إلى فهم شيء منه
وقال الحليمي: قد ذكرنا أخبار تدل على جوار المفاضلة بين السور والآيات وقال الله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ومعنى ذلك يرجع إلى أشياء:

        أحدها: أن تكون آيتا عمل ثابتتان في التلاوة إلا أن إحداهما منسوخة والأخرى ناسخة فنقول إن الناسخ خير أي: أن العمل بها أولى بالناس وأعود عليهم، وعلى هذا فيقال آيات الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من آيات القصص؛ لأن القصص إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور وقد يستغنون عن القصص فكل ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خير لهم مما يحصل تبعا لما لا بد منه.

        والثاني: أن يقال: إن الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته وقدسيته أفضل أو خير بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرا.

        والثالث : أن يقال: سورة خير من سورة، أو آية خير من آية بمعنى أن القارئ يتعجل بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله جل ثناؤه ويتأدى بتلاوتها منه لله تعالى عبادة لما فيها من ذكر اسم الله تعالى جده بالصفات العلا على سبيل الاعتقاد لها وسكون النفس إلى فضل الذكر وبركته فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم

        قال: ثم لو قيل في الجملة: إن القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور، بمعنى: أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب قراءته لا بقراءتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث وتلك الكتب لم تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها وكان ذلك أيضا نظير ما مضى.

        وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة لأن الله تعالى اعد قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا كما يقال إن قوما أفضل من قوم وشهرا أفضل من شهر بمعنى أن العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره والذنب يكون أعظم من الذنب منه في غيره وكما يقال إن الحرم أفضل من الحل لأنه يتأدى فيه من المناسك مالا يتأدى في غيره والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره والله أعلم.
................................................................................