الإمام خلف بن هشام
هو الإمام العلم أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي ويقال خلف بن هشام ابن طالب بن غراب البزار بالراء البغدادي، أصله من فم الصِلح بكسر الصاد - على بعد سبعة فراسخ من مدينة واسط العراقية - وهو أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن سليم عن حمزة....
150 هـ، 767 م
ولد في فم الصِلح - بكسر الصاد - على بعد سبعة فراسخ من مدينة واسط العراقية.
حرصه على العلم منذ صغره وبراعته في القراءة:
قال عنه الإمام ابن الجزري: حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيراً زاهداً عابداً عالما، روينا عنه أنه قال أشكل عليَّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروينا عنه أيضاً أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقال ادعوني المقري...
وقال الإمام خلف: أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه، وكان بين يديه قوم وأظنهم سبقوني، فلما جلست قال: بلغني أنك تريد الترفع في القراءة فلست آخذ عليك شيئاً، قال: فكنت أحضر المجلس أسمع ولا يأخذ علي شيئاً، فبكرت يوماً في الغلس، وخرج فقال: من ها هنا يتقدم ويقرأ، فتقدمت واستفتحت بسورة يوسف وهي من أشد القرآن إعراباً، فقال لي: من أنت فما سمعت أقرأ منك فقلت: خلف، فقال لي: فعلتها ما يحل لي أن أمنعك، فكنت أقرأ عليه حتى بلغت يوماً "حم المؤمن" - سورة غافر - فلما بلغت إلى قوله تعالى: (ويستغفرون للذين آمنوا). بكى بكاءً شديداً ثم قال لي: يا خلف ألا ترى ما أعظم حق المؤمن تراه نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له.
له اختيار أقرأ به وخالف فيه حمزة، قرأ على سليم عن حمزة وسمع مالكًا وأبا عوانة وحمّاد بن زيد وأبا شهاب عبد ربه الحناط وأبا الأحوص وشريكًا وحماد بن يحيى الأربح وطائفة، وقرأ أيضًا على أبي يوسف الأعمش لعاصم وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن إبراهيم وراقة ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير وإدريس بن عبد الكريم الحداد ومحمد بن الجهم وسلمة بن عاصم وخلق سواهم وحدث عنه مسلم في صحيحة وأبو داود في سننه وأحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي وأحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وعدد كثير...
وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم وراقه وأخوه إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن علي القصار وأحمد بن يزيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد وأحمد بن زهير وأحمد بن محمد البراثي وسلمة بن عاصم وعبد الله بن عاصم شيخ الغضايري وعلي بن الحسين بن سليم ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ ومحمد بن الجهم ومحمد بن مخلد الأنصاري ومحمد بن عيسى و الفضل بن أحمد الزبيدي وعلي بن محمد بن نازك وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن سعيد ابن عطاء وموسى بن عيسى وأبو الوليد عبد الملك بن القاسم وعمر بن فايد فيما ذكره الهذلي، قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً قلت - أي ابن الجزري - : يعني في اختياره...
وأشهر تلاميذ الإمام خلف
إسحاق وإدريس
1 - إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المروزي ثم البغدادي الوراق وكنيته أبو يعقوب وهو راوى خلف في إختياره. قرأ على خلف اختياره ، وقام به بعده.
وتوفي 280 هـ، 893 م
2 - إدريس
هو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن.
قرأ على خلف البزار روايته واختياره ، وعلى محمد بن حبيب الشموني وهو إمام متقن ، سئل عنه الدارقطنى فقال : هو ثقة وفوق الثقة بدرجة، وتوفي 292 هـ، 905 م
يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام خلف بن هشام في القراءة:
1 - يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
2 - يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل
3 - يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا كان قبل السين واو نحو ﴿ وسألوا الله من فضله ﴾ أو فاء نحو ﴿ فاسألوا أهل الذكر ﴾.
وعلى جملة قراءته لا تخرج عن قراءة حمزة الكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى : ﴿وحرام على قرية ﴾ في الأنبياء فإنه قرأ وحرام كحفص. أ. هـ
قال ابن الجزري في متن الدرّة مشيرًا إلى أن القرّاء الثلاثة يتبع كل منهم واحدًا من القرّاء السبعة:
أبو جعفر عنه ابن وردان ناقـل كذاك ابن جماز سـليمان ذو العلا
ويعقوب قل عنه رويس وروحهم وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا
لثان أبـو عمرو والاول نافـع وثالثـهم مـع أصلـه قد تأصـلا
وثّقة ابن معين والنسائي وقال الدارقطني: كان عابدا فاضلا وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام كان يبدأ بأهل القرآن ثم يأذن للمحدثين وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا وورد أن خلفا كان يصوم الدهر...
وقال عنه الزركلي صاحب الأعلام: كان عالما عابدا ثقة.
عاش الإمام خلف بن هشام 79 سنة وتوفي سنة 229 هـ، 844 م، قال يحيى الفحام: رأيت خلف بن هشام في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي