الجمعة، 20 أبريل 2012

موسوعة السيرة النبوية : فترة الوحي ونزول سورة الضحى

 
 فترة الوحي ونزول سورة الضحى


قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى ، يقسم له ربه ، وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ، ما ودعه وما قلاه ، فقال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ والضحى والليل إذا سجى ‏‏.‏‏ ما ودعك ربك وما قلى ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ يقول ‏‏:‏‏ ما صرمك فتركك ، وما أبغضك منذ أحبك ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وللآخرة خير لك من الأولى ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لما عندي من مرجعك إلي ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ ولسوف يعطيك ربك فترضى ‏‏)‏‏ من الفُلْج في الدنيا ، والثواب في الآخرة ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ ألم يجدك يتيما فآوى ‏‏.‏‏ ووجدك ضالا فهدى ‏‏.‏‏ ووجدك عائلا فأغنى ‏‏)‏‏ يعرفه الله ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنِّه عليه في يتمه وعيلته وضلالته ، واستنقاذه من ذلك كله برحمته ‏‏.‏‏
 تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سجى ‏‏:‏‏ سكن ‏‏.‏‏ قال أمية بن أبي الصلت الثقفي ‏‏:‏‏
إذ أتى موهنا وقد نام صحبي * وسجا الليل بالظلام البهيم
وهذا البيت في قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها ‏‏:‏‏ ساجية ، وسجا طرفها ‏‏.‏‏
قال جرير بن الخطفى ‏‏:‏‏
ولقد رمينك حين رحن بأعين * يقتلن من خلل الستور سواجي
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ والعائل ‏‏:‏‏ الفقير ‏‏.‏‏ قال أبو خراش الهذلي ‏‏:‏‏
إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا * ومستنبح بالي الدريسين عائل
وجمعه ‏‏:‏‏ عالة وعيل ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الذي يعول العيال ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الخائف ‏‏.‏‏ وفي كتاب الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ذلك أدنى ألا تعولوا ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال أبو طالب ‏‏:‏‏
بميزان قسط لا يخس شعيرة * له شاهد من نفسه غيرُ عائل
وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها أن شاء الله في موضعها ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الشيء المثقل المعيي ‏‏.‏‏ يقول الرجل ‏‏:‏‏ قد عالني هذا الأمر ‏‏:‏‏ أي أثقلني وأعياني ، قال الفرزدق ‏‏:‏‏
ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الأمر في الحدثان عالا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ فأما اليتيم فلا تقهر ‏‏.‏‏ وأما السائل فلا تنهر ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تكن جبارا ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وأما بنعمة ربك فحدث ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته ‏من النبوة فحدث ، أي اذكرها وادع إليها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله