الاثنين، 23 أبريل 2012

موسوعة السيرة النبوية : حسان بن ثابت يعدد مغازيه صلى الله عليه وسلم شعرا


حسان بن ثابت يعدد مغازيه صلى الله عليه وسلم شعرا ‏


وقال حسان بن ثابت يعدد مغازي الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ويذكر مواطنهم معه في أيام غزوه ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏وتروى لابنه عبدالرحمن بن حسان ‏.‏


ألست خير معد كلها نفرا * ومعشرا إن هم عموا وإن حصلوا
قوم هم شهدوا بدرا بأجمعهم * مع الرسول فما ألوا وما خذلوا
وبايعوه فلم ينكث به أحد * منهم ولم يك في إيمانهم دخل
ويوم صبحهم في الشعب من أحد * ضرب رصين كحر النار مشتعل
ويوم ذي قرد يوم استثار بهم * على الجياد فما خاموا وما نكلوا
وذا العشيرة جاسوها بخيلهم * مع الرسول عليها البيض والأسل
ويوم ودان أجلوا أهله رقصا * بالخيل حتى نهانا الحزن والجبل
وليلة طلبوا فيها عدوهم * لله والله يجزيهم بما عملوا
وغزوة يوم نجد ثم كان لهم * مع الرسول بها الأسلاب والنفل
وليلة بحنين جالدوا معه * فيها يلعهم بالحرب إذ نهلوا
وغزوة القاع فرقنا العدو به * كما تفرق دون المشرب الرسل
ويوم بويع كانوا أهل بيعته * على الجلاد فآسوه وما عدلوا
وغزوة الفتح كانوا في سريته * مرابطين فما طاشوا وما عجلوا
ويوم خيبر كانوا في كتيبته * يمشون كلهم مستبسل بطل
بالبيض ترعش في الأيمان عارية * تعوج في الضرب أحيانا وتعتدل
ويوم سار رسول الله محتسبا * إلى تبوك وهم راياته الأول
وساسة الحرب إن حرب بدت لهم * حتى بدا لهم الإقبال والقفل
أولئك القوم أنصار النبي وهم * قومي أصير إليهم حين أتصل
ماتوا كراما ولم تنكث عهودهم * وقتلهم في سبيل الله إذ قتلوا
قال ابن هشام ‏:‏عجز أخرها بيتا عن غير ابن إسحاق ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال حسان بن ثابت أيضا ‏:‏
كنا ملوك الناس قبل محمد * فلما أتى الإسلام كان لنا الفضل
وأكرمنا الله الذي ليس غيره * إله بأيام مضت ما لها شكل
بنصر الإله والرسول ودينه * وألبسناه اسما مضى ما له مثل
أولئك قومي خير قوم بأسرهم * فما عد من خير فقومي له أهل
يربون بالمعروف معروف من مضى * وليس عليهم دون معروفهم قفل
إذا اختبطوا لم يفحشوا في نديهم * وليس على سؤالهم عندهم بخل
وإن حاربوا أو سالموا لم يشبهوا * فحربهم حتف وسلمهم سهل
وجارهم موف بعلياء بيته * له ما ثوى فينا الكرامة والبذل
وحاملهم موف بكل حمالة * تحمل لا غرم عليها ولا خذل
وقائلهم بالحق إن قال قائل * وحلمهم عود وحكمهم عدل
ومنا أمير المسلمين حياته * ومن غسلته من جنابته الرسل
قال ابن هشام ‏:‏وقوله ‏(‏ وألبسناه اسماً ‏)‏ عن غير ابن إسحاق ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال حسان بن ثابت أيضا ‏:‏
قومي أولئك إن تسألي * كرام إذا الضيف يوما ألم
عظام القدور لأيسارهم * يكبون فيها المسن السنم
يؤاسون جارهم في الغنى * ويحمون مولاهم إن ظلم
فكانوا ملوكا بأرضيهم * ينادون عضبا بأمر غشم
ملوكا على الناس لم يملكوا * من الدهر يوما كحل القسم
فأنبوا بعاد وأشياعها * ثمود وبعض بقايا إرم
بيثرب قد شيدوا في النخيل * حصونا ودجن فيها النعم
نواضح قد علمتها اليهو * د عل إليك وقولا هلم
وفما اشتهوا من عصير القطاف * والعيش رخوا على غيرهم
فسرنا إليهم بأثقالنا * على كل فحل هجان قطم
جنبنا بهن جياد الخيول * قد جللوها جلال الأدم
فلما أناخوا بجنبي صرار * وشدوا السروج بلي الحزم
فما راعهم غير معج الخيول * والزحف من خلفهم قددهم
فطاروا سراعا وقد أفزعوا * وجئنا إليهم كأسد الأجم
على كل سلهبة في الصيان * لا يشتكين نحول السأم
وكل كميت مطار الفؤاد * أمين الفصوص كمثل الزلم
عليها فوارس قد عودوا * قراع الكماة وضرب البهم
ملوك إذا غشموا في البلا * د لا ينكلون ولكن قدم
فأبنا بساداتهم والنساء * وأولادهم فيهم تقتسم
ورثنا مساكنهم بعدهم * وكنا ملوكا بها لم نرم
فلما أتانا الرسول الرشيد * بالحق والنور بعد الظلم
قلنا صدقت رسول المليك * هلم إلينا وفينا أقم
فنشهد أنك عبد الإله * أرسلت نورا بدين قيم
فإنا وأولادنا جنة * نقيك وفي مالنا فاحتكم
فنحن أولئك إن كذبوك * فناد نداء ولا تحتشم
وناد بما كنت أخفيته * نداء جهارا ولا تكتتم
فطار الغواة بأسيافهم * إليه يظنون أن يخترم
فقمنا إليهم بأسيافنا * نجالد عنه بغاة الأمم
بكل صقيل له ميعة * رقيق الذباب عضوض خذم
إذا ما يصادف صم العظا * م لم ينب عنها ولم ينثلم
فذلك ما ورثتنا القروم * مجدا تليدا وعزا أشم
إذا مر نسل كفى نسله * وغادر نسلا إذا ما انفصم
فما إن من الناس إلا لنا * عليه وإن خاس فضل النعم
قال ابن هشام ‏:‏أنشدني أبو زيد الأنصاري بيته ‏:‏
فكانوا ملوكا بأرضيهم * ينادون غضبا بأمر غشم
وأنشدني ‏:‏
بيثرب قد شيدوا في النخيل * حصونا ودجن فيها النعم
وبيته ‏(‏ وكل كميت مطار الفؤاد ‏)‏ عنه