الجمعة، 23 مارس 2012

موسوعة العقيدة - السمعيات : الحشر

الحشر


        هو جمع الخلائق يوم القيامة للحساب فوق الأرض المبدلة . قال تعالى : {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار(48) [إبراهيم]

        وقال صلى الله عليه وسلم : " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء ، عفراء ، كقرصة التقي ، ليس فيها علم لأحد " (1).

        وقد ذكر الحشر في القرآن الكريم في أكثر من موضع كما في قوله تعالى :

        • { وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا (47)} [الكهف]

        • { واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون (203)} [البقرة]

        • { قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون (24)} [الملك].

        • { يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير (44)} [ق]

        ويحشر كل من يحتاجون إلى الفصل بينهم من إنس ، وجن ، وبهائم ، ووحوش ، وغير ذلك . قال تعالى : { وإذا الوحوش حشرت (5)} [التكوير] وقال : { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله } [الفرقان /17] . وقوله صلى الله عليه وسلم : " حتى يقضى للشاة الجماء من الشاة القرناء ".

        ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة . ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا . قلت يا رسول الله ، النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : يا عائشة ، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض".

        وفي رواية أنه أجابها بقوله تعالى:{ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (37)} [ عبس].

        وفي هذا المحشر تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ، ويعظم الهول ، ويشتد الكرب ، وتدنو الشمس من الرؤوس ، كما ورد في الحديث عن المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل . فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما ، قال : وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه " (2).

        وأخبر الله عن طول يوم الحشر بأنه كألف سنة مما تعدون ، وأخبر بأنه مقدار خمسين ألف سنة . ولا تنافي لأن المقصود بيان طول المدة ، كما أن اليوم يختلف باختلاف أحوال الاس ، فيرى الكافر أنه كخمسين ألف سنة ، ويرى الفاسق أنه كألف سنة ، ويرى المؤمن أنه أخف من صلاة مكتوبة ، فقد جاء في مسند الإمام أحمد : " قيل يا رسول الله ، يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، إنه ليخفف على المؤمن ، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".

        وهناك أقوام لا يشعرون بهول هذا اليوم ، لأن الله يظلهم في ظله يوم القيامة . ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ بعبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه" (3).

===================

        المراجع والهوامش :

1ـ رواه مسلم في صفات المنافقين 4/2150 العفراء : البيضاء إلى حمرة التي لم توطأ . قرصة التقى : الدقيق الحواري . والحواري هو لباب الدقيق ، ليس فيها علم : أي علامة كبناء أو أثر .
2ـ رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها 4/2196 والحقو : الخصر.
3ـ رواه مسلم في الزكاة 2/715 في ظله : أي في ظل عرشه .