مسائل علم التوحيد
ومسائل علم التّوحيد هي القضايا النّظريّة الشّرعيّة الاعتقاديّة. والاحتراز بالقضايا النّظريّة من غيرها ــ المقصود بالنّظريّة التي تحتاج إلى نظر حتّى يصدّق بها ــ وغير النّظريّ وهي البديهيّ لا يكون من المسائل والمطالب العلميّة، بل لا معنى للمسألة إلاّ ما يسأل عنه، ويطلب بالدّليل.
والفرض البديهيّ معلوم لا يحتاج إلى دليل ولا سؤال. وفي هذا الزّمان صارت كثير من المسائل البديهيّة نظريّة، بل صارت بعض المسائل البديهيّة منكرة ومردودة، ولا ريب أنّه في هذه الحال، يجب البحث في المسائل النظريّة والبديهيّة على حدّ سواء، لأنّه لا معنى لكون المسألة بديهيّة إلاّ أنّها معلومة ومشهورة بين عامّة النّاس، حتّى لا يكون هناك داع للسّؤال عنها، لأنّه يعتبر حينئذ تحصيلا للحاصل. ولكن عندما تنقلب الحقائق فيصبح البديهيّ نظريّا أو مردودا يجب على الدّاعي إلى الدّين والحقّ أن ينـزل للنّاس ويخاطبها على هذا المستوى، وإلاّ لتعذّر نشر حقائق الدّين. فمقياس كون المسألة بديهيّة أوْ لا، هو انتشارها بين عامّة النّاس من المسلمين حتّى يستوي في العلم بها العالم والجاهل العاميّ. ولو فرضنا أنّ مسألة من المسائل كانت في الزّمان الماضي بديهيّة وصارت الآن غير بديهيّة، فإنّه يجب علينا أن نعاملـها ونعطيها حكم هذا الزّمان لا الزّمان الماضي