الأربعاء، 7 مارس 2012

موسوعة الفقه - باب الذكر : ما جاء فى السفر والخروج والإستشارة وكيفية صلاة الإستخارة


ما جاء فى السفر والخروج والإستشارة وكيفية صلاة الإستخارة

.ما جاء في السفر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا» رواه أحمد، وصححه المناوي.

.الخروج لما يحبه الله:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من خارج يخرج من بيته إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عز وجل اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك، حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله، اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان، حتى يرجع إلى بيته» رواه أحمد والطبراني، وسنده جيد.

.الاستشارة والاستخارة قبل الخروج:
ينبغي للمسافر أن يستشير أهل الخير والصلاح في سفره قبل خروجه.
لقوله تعالى {وشاورهم في الأمر}.
وقوله تعالى في وصف المؤمنين: {وأمرهم شورى بينهم}.
قال قتادة: ما شاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.
وأن يستخير الله تعالى: فعند أحمد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله».
قال ابن تيمية: ما ندم من استخار الخلق وشاور المخلوقين.

.وصفة الاستخارة:
أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، ولو كانتا من السنن الراتبة، أو تحية المسجد، في أي وقت من الليل أو النهار، يقرأ فيهما بما شاء بعد الفاتحة، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بالدعاء الذي رواه البخاري، من حديث جابر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال - عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به» قال: ويسمي حاجته - أي يسمى حاجته عند قوله: «اللهم أن كان هذا الأمر».
ولم يصح في القراءة فيها شيء مخصوص، كما لم يصح شيء في استحباب تكرارها.
قال النووي: ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا، وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة، وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه.

.استحباب السفر يوم الخميس:
روى البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما كان يخرج، إذا أراد سفرا، إلا يوم الخميس.

.استحباب الصلاة قبل الخروج:
عن المطعم بن المقدام رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا» رواه الطبراني وابن عساكر وسنده معضل، أو مرسل.

.استحباب اتخاذ الاصحاب والرفقاء:
1- روى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده».
2- وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب».

.استحباب توديع أهله وأقاربه وطلب الدعاء منهم ودعائه لهم:
1- روى ابن السني، وأحمد، عن أبي هريرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه».
2- وروى أحمد عن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله إذا استودع شيئا حفظه».
3- ويروى عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أراد أحدكم سفرا فليودع إخوانه، فإن الله تعالى جاعل في دعائهم خيرا».
4- والسنة أن يدعو الاهل والاصحاب والمودعون للمسافر بهذا الدعاء المأثور.
قال سالم: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل - إذا أراد سفرا - أدن مني اودعك، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول: «استودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك».
وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودع رجلا، أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الحديث المتقدم.
قال الترمذي: حسن صحيح.
- وعن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أريد سفرا فزودني، فقال: «زودك الله التقوى» قال: زدني، قال: «وغفر ذنبك».
قال: زدني، قال: «ويسر لك الخير حيثما كنت».
قال الترمذي: حديث حسن.
6- وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله صلى إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: «عليك بتقوى الله عز وجل، والتكبير على كل شرف» فلما ولى الرجل قال: «اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر».
قال الترمذي: حديث حسن.

.طلب الدعاء:
من المسافر في موطن الخير: قال عمر رضي الله عنه: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن لي، وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» فقال: كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

.أدعية السفر:
يستحب للمسافر أن يقول - إذا خرج من بيته: «بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوز إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي» ثم يتخير من الأدعية المأثورة ما يشاء وهاك بعضها:
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر قال: «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الاهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر، والآبة في المنقلب، اللهم اطولنا الأرض، وهون علينا السفر» وإذا أراد الرجوع قال: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون» وإذا دخل على أهله قال: «توبا توبا لربنا أوبا، لا يغادر علينا حوبا» رواه أحمد، والطبراني، والبزار، بسند رجاله رجال الصحيح.
2- وعن عبد الله بن سرجس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في سفر قال: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في المال والاهل».
وإذا رجع قال مثلها، إلا أنه يقول: «وسوء المنظر في الاهل والمال» فيبدأ بالاهل رواه أحمد، ومسلم
ما يقول المسافر عند الركوب:
عن علي بن ربيعة قال: رأيت عليا رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} ثم حمد الله ثلاث، وكبر ثلاثا، ثم قال: سبحانك، لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت، ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري رواه أحمد وابن حبان، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وعن الازدي: أن ابن عمر رضى الله عنهما علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال، «سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوعنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الاهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الاهل والمال» وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» أخرجه أحمد، ومسلم.
ما يقوله المسافر إذا أدركه الليل: عن ابن عمر رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال: «يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد» رواه أحمد وأبو داود.

.ما يقوله المسافر إذا نزل منزلا:
عن خولة بنت حكيم السلمية: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» رواه الجماعة إلا البخاري، وأبا داود.
ما يقوله المسافر إذا أشرف على قرية أو مكان وأراد أن يدخله: عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه: أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى: أن صهيبا حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك ما شرها وشر أهلها وشر ما فيها» رواه النسائي وابن حبان، والحاكم وصححاه.
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال: «اللهم بارك لنا فيها - ثلاث مرات - اللهم ارزقنا جناها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا» رواه الطبراني في الاوسط بسند جيد.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال، «اللهم إني أسألك من خير هذه وخير ما جمعت فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها اللهم ارزقنا جناها وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا» رواه ابن السني.

.ما يقوله المسافر وقت السحر:
عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر وسحر يقول: «سمع سامع بحمد لله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار» رواه المسلم.

.ما يقول المسافر إذا علا شرفا أو هبط واديا أو رجع:
1- روى البخاري عن جابر رضى الله عنه قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا.
2- وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال: الغزو كلما أوفى على ثنية أو فدفد كر ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده».

.ما يقوله المسافر إذا ركب سفينة:
1- رسو ابن السني عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمان أمتي من الغرق - إذا ركبوا - أن يقولوا: {بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}، {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}».

.ركوب البحر عند اضطرابه:
لا يجوز ركوب البحر عند اضطرابه.
لحديث أبى عمران الجوني قال: حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بات فوق بيت ليس له إجار فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر عند ارتجاجه فمات فقد برئت منه الذمة» رواه أحمد، بسند صحيح.