الأربعاء، 21 مارس 2012

موسوعة العقيدة - الإلهيات : الإسلام وشبهة تعدد الآلهة


الإسلام وشبهة تعدد الآلهة


ردا علي شبهة التعدد في قوله تعالي: قل هو الله احد
مقدمة
        منذ بزوغ فجر الإسلام - ببعثة خاتم المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم - وهو يتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى من أعداء الحق بغية القضاء عليه..ولأنه دين الله الحق .. ولا شائبة تشوبه..فلم يجد أعدائه بد سوي إلقاء التهم الباطلة من اجل صد الناس عنه مستغلين جهل العامة به خاصة من الذين لا يدينون له ..مستعينين بكل ما يملكون من الأسباب آملين أن ينالوا بغيتهم بما يعدهم الشيطان ويمنيهم بنشوة الانتصار..
        قال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً)[سورة: النساء - الآية: 120]
        وفي هذا البحث البسيط سنري سويا واحدة من هذه الشبهات التي يتغنى بها أعداء الحق واهمين أنهم أصابوا الإسلام في مقتل وان لن يكن له قائمة وسط ديانات التوحيد علي حد زعمهم
!! الإسلام يقر بتعدد الآلهة !!
        تشرق الشمس كل يوم معلنة بدأ جولة جديدة من جولات أعداء الإيمان ضد الحق الصراح ، وتراهم يتفضلون علينا بما انعم عليهم شياطينهم من الأكاذيب والحيل، واليوم نراهم يتحفوننا بأحد هذه الشبهات التي - إن أردنا الإنصاف - ليس لها أي صدي ولا يتحرك لها ساكنا.. بل هي من نوع الضربات المكتومة التي تسقط زراع صاحبها قبل حتى أن تصل إلي العدو وهذا النوع من الشبهات هو من شاكلة " لا تستحق عناء الرد عليها " ،ونحن وان آثرنا الرد عن الصمت فهو ليس من اجل شيء سوي إحقاقا للحق نصرة لدين الله عز وجل...
        فهم يقولون أن الإسلام ليس ديانة توحيد..وان لديهم الدليل الصارخ من القران الكريم وهو قوله تعالي : قل هو الله احد !!!!! – وهو من اكبر أدلة التوحيد في الإسلام أصلا ولكن أين العقول؟؟ -
فيقولون إن لفظة "احد" نكرة تحتاج لتمييز حتى يتضح المعني..ويطرحون السؤال مع زهوة الانتصار الكاذبة ما هو تمييز "احد"..وهل اله المسلمين احد الآلهة أم احد الشياطين أم احد ماذا !!!
        وكأنهم غير ناطقين بلسان الضاد..فوالله قد لا تحتاج كلمة احد حتى لأبسط معاجم اللغة العربية لمعرفة معناها..وهم علي ثقة من هذا ولكنهم يشهدون للباطل وهم يعلمون..
كلمة ومعني
        يشهد العالم منذ اندلاع ثورة الاتصالات - وتحوله إلي هذه القرية الصغيرة التي تشاركها بني البشر - جوا أعطي مزيدا من السلاسة والسهولة في تقصي الأمور من اجل الوصول إلي النتائج المرجوة..فاليوم يمكنك وبكل سهولة وأنت جالس في بيتك تحتسي كوبا من الشاي أن تتصفح شبكة الانترنت وان تتعرف علي كل ما يدور في العالم من أحداث .. بل يمكنك أيضا أن تتحدث شخصيا مع أفراد لا يشاركوك نفس البلد بل وقد لا يشاركوك نفس القارة أيضا..وعليه أصبح من السهولة بمكان الحصول علي معاني الكلمات ومترادفاتها في لغاتها الأصلية..وتضيق الدائرة مع مزيد من السهولة عندما تبحث عن معني كلمة في لغتك أنت الأصلية ، فبضغطة زر علي احد المعاجم الالكترونية المنتشرة علي شبكة الانترنت تستطيع بكل سهولة أن تحصل علي معني الكلمة التي تريد..
        والسؤال هنا هل بحث أصحاب وهم الانتصار عن معني كلمة "احد" في اللغة العربية حتى يعرفوا هل هو لفظ يدل علي التعدد أم علي الوحدانية ؟؟؟
        أم أن أذهانهم المتقدة بالذكاء قد تفتقت لتدر علينا هذا المعني الفريد من نوعه لتزيل الظلام أمام أعيننا فتتفتح بعد أكثر من 1400 عام فندرك أن الله تعالي احد الآلهة وان الإسلام يدعو إلي تعدد الآلهة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
        وسوف ندع الإجابة عن ما إن كانوا قاموا بالبحث عن المعني أم لا للقارئ المنصف.. وأما عن ماهية معني الكلمة فسوف نوضحه بعون الله تعالي في الأسطر التالية....

أولا المعني اللغوي:

        معني كلمة "احد" في اللغة نقلا عن معجم اللغة العربية " مختار الصحاح ":أحد أَحَدٌ بمعنى الواحد، وهو أول العدد. وأما قوله تعالى: " قل هوَ اللهُ أحَدٌ " ، فهو بدلٌ من الله، لأنَّ النكرة قد تبدل من المعرفة. وتقول: لا أحد في الدار ولا تقول فيها أحد ويوم الأحد يجمع على آحاد وأما قولهم ما في الدار أحدٌ، فهو اسمٌ لمن يصلح أن يخاطب، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وقال تعالى: " لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ من النِساء " وقال: " فما مِنكم من أحدٍ عنه حاجِزينَ " . واستأحد الرجل: انفرد. وجاءوا آحاد أحادَ غير مصروفَين، لأنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً.
        فكما نري أن كلمة "احد" في اللغة العربية تعني الواحد..وقد ذُكر في المعجم اللغوي في قوله تعالي" قل هو الله احد" من الناحية اللغوية - أي بعيدا عن التفسير الديني للآية – أن "احد" بدل من الله .. وهنا لا تحتاج إلي تمييز – احد ماذا ؟ - من اجل تبيان المعني فالمعني هنا مكتمل لغويا ..أي انه مادام المعني مكتمل لغويا فلا يسوغ السؤال ما هو تمييز كلمة "احد"..فالسؤال أصبح لا معني له حيث انه مبني علي فهم خاطئ لقواعد النحو والصرف للغة العربية ..

        وبهذا يكون قوله تعالي "قل هو الله احد" بمعني قل هو الله واحد لا غيره أي لا شريك له .. وهو بهذا يوافق – بالطبع – التفسير الديني للآية الكريمة فضلا عن موافقته لكل ذي لب بصير.
        ثانيا المعني الديني والمقصود به التفسير المعتمد للآية الكريمة :
        بداية يجدر بنا الإشارة إلي أن التفسير لم يخالف الرأي الحيادي الموافق لقواعد اللغة المعروفة سلفا لذلك كان موافقا للعقل والمنطق أيضا ، وسوف نقوم بعون الله تعالي بذكر نبذة من التفاسير التي تناولت هذه الآية الكريمة حتى يظهر الحق لكل باحث عنه ...
        ا – جامع البيان في تفسير القرآن للإمام الطبري :
        واختلف أهل العربية في الرافع { أحَدٌ } فقال بعضهم: الرافع له «الله»، و «هو» عماد، بمنزلة الهاء في قوله:
{ إنَّهُ أنا اللّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
        وقال آخر منهم: بل «هو» مرفوع، وإن كان نكرة بالاستئناف، كقوله: هذا بعلي شيخ، وقال: هو الله جواب لكلام قوم قالوا له: ما الذي تعبد؟ فقال: هو الله، ثم قيل له: فما هو؟ قال: هو أحد.
        وقال آخرون { أحَدٌ } بمعنى: واحد، وأنكر أن يكون العماد مستأنفاً به، حتى يكون قبله حرف من حروف الشكّ، كظنّ وأخواتها، وكان وذواتها، أو إنّ وما أشبهها، وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية.
        أوضح الطبري رحمه الله تعالي أن معني "احد" واحد ، وهو المعني الأشبه بمذاهب اللغة العربية .. أي أن المعني لم يخالف اللغة وبهذا هو معني تام لا يحتاج لتمييز.
ب-الكشاف للزمخشري:
        }هُوَ } ضمير الشأن، و { ٱللَّهُ أَحَدٌ } هو الشأن، كقولك: هو زيد منطلق، كأنه قيل: الشأن هذا، وهو أن الله واحد لا ثاني له. فإن قلت: ما محل هو؟ قلت: الرفع على الابتداء والخبر الجملة. فإن قلت: فالجملة الواقعة خبراً لا بد فيها من راجع إلى المبتدأ، فأين الراجع؟ قلت: حكم هذه الجملة حكم المفرد في قولك: «زيد غلامك» في أنه هو المبتدأ في المعنى، وذلك أن قوله: { ٱللَّهُ أَحَدٌ } هو الشأن الذي هو عبارة عنه، وليس كذلك «زيد أبوه منطلق» فإن زيداً والجملة يدلان على معنيين مختلفين، فلا بد مما يصل بينهما. وعن ابن عباس: قالت قريش: يا محمد، صف لنا ربك الذي تدعونا إليه، فنزلت: يعني: الذي سألتموني وصفه هو الله، وأحد: بدل من قوله، «الله». أو على: هو أحد، وهو بمعنى واحد، وأصله وحد.
ج- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:

        قوله تعالى: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } أي الواحد الوِتر، الذي لا شبيه له، ولا نظير ولا صاحبة، ولا ولد ولا شريك. وأصل «أَحَدٌ»: وَحَدٌ؛ قُلِبت الواو همزة. ومنه قول النابغة:
بذِي الجَلِيلِ عَلى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ

        وقد تقدّم في سورة «البقرة» الفرق بين واحِد وأَحَدٍ، وفي كتاب «الأَسْنَى، في شرح أسماء الله الحسنى» أيضاً مُسْتَوفًى. والحمدُ لله. و { أَحَدٌ } مرفوع، على معنى: هو أَحدٌ. وقيل: المعنى: قل: الأمرُ والشأن: اللَّهُ أَحَد. وقيل: «أَحَد» بدل من قوله: «الله».

د- تفسير القران الكريم لابن كثير :         } قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } يعني: هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

هـ - فتح القدير للشوكاني :        قوله: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الضمير يجوز أن يكون عائداً إلى ما يفهم من السياق لما قدمنا من بيان سبب النزول، وأن المشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربك. فيكون مبتدأ، والله مبتدأ ثان. و { أحد } خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر المبتدأ الأوّل. ويجوز أن يكون { الله } بدلاً من { هو } ، والخبر { أحد }. ويجوز أن يكون الله خبراً أوّلاً، و { أحد } خبراً ثانياً، ويجوز أن يكون { أحد } خبراً لمبتدأ محذوف، أي: هو أحد. ويجوز أن يكون { هو } ضمير شأن؛ لأنه موضع تعظيم، والجملة بعده مفسرة له وخبر عنه، والأوّل أولى. قال الزجاج: هو كناية عن ذكر الله، والمعنى: إن سألتم تبيين نسبته { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }. قيل: وهمزة { أحد } بدل من الواو، وأصله واحد. وقال أبو البقاء: همزة { أحد } أصل بنفسها غير مقلوبة، وذكر أن أحد يفيد العموم دون واحد. ومما يفيد الفرق بينهما ما قاله الأزهري: أنه لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى، لا يقال رجل أحد، ولا درهم أحد؛ كما يقال رجل واحد، ودرهم واحد، قيل: والواحد يدخل في الأحد، والأحد لا يدخل فيه فإذا قلت لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك لا يقاومه أحد. وفرّق ثعلب بين واحد وبين أحد بأن الواحد يدخل في العدد وأحد لا يدخل فيه. وردّ عليه أبو حيان بأنه يقال أحد وعشرون، ونحوه، فقد دخله العدد، وهذا كما ترى، ومن جملة القائلين بالقلب الخليل.

و- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي :        فأما «الأحد» فقال ابن عباس، وأبو عبيدة: هو الواحد. وفرَّق قوم بينهما. وقال أبو سليمان الخطابي: [الواحد]: هو المنفرد بالذات، فلا يضاهيه أحد.والأحد: هو المنفرد بالمعنى، فلا يشاركه فيه أحد. وأصل «الأحد» عند النحويين: الوحد، ثم أبدلوا من الواو الهمزة

        وعليه باقي التفسيرات التي تحدثت عن هذه الآية الكريمة حيث تتضمن نفس المعني بان كلمة احد تعني واحد .. وبهذا أصبح الادعاء القائل بان الآية الكريمة تقر أو تدعو إلي تعدد الآلهة لا وجود له وسط كل هذه الحقائق..

        فكما رأينا أن التفسير اعتمد بشكل كبير في بيان معني "احد" علي قواعد النحو ومفردات اللغة العربية، وهي القواعد التي لابد من أخذها في الحسبان عند التصدي لتفسير آية من آيات القران الكريم لكونه قرانا عربيا بلسان عربي مبين ، فلم يقم بسرد خيالي لمعاني ليس لها وجود في الحقيقة ، الأمر الذي يقوم به كثير من الناس في عهدنا هذا مضللين به عامتهم .
شهادة القران الكريم بالتوحيد
        بُعث محمد صلي الله عليه وسلم في قوم يعبدون الأصنام يؤمنون بمبدأ تعدد الآلهة ، فطفق يدعو بعبادة الله تبارك وتعالي لا شريك له ودحض كل اله معبود سوي الله عز وجل مما أثار غضب قومه وطلبوا منه أن يتنحى عن هذه الدعوة الجديدة -التي لم تكن معهودة بينهم- في مقابل إمداده بالمال فيكون أغناهم أو أن يسيّدوه عليهم فيكون ملكهم، فلما رفض موضحا انه لا يريد جاها ولا مال وان هذا هو الحق من ربهم فبدأوا بإعلان العداء له ولكل إتباعه وأذاقوهم في سبيل هذا الأمرين ،
وقد حكي عنهم رب العزة تعالي في كتابه ..
        قال تعالى: (وَعَجِبُوَاْ أَن جَآءَهُم مّنذِرٌ مّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـَذَا سَاحِرٌ كَذّابٌ * أَجَعَلَ الاَلِهَةَ إِلَـَهاً وَاحِداً إِنّ هَـَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلاُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىَ آلِهَتِكُمْ إِنّ هَـَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَـَذَا فِى الْمِلّةِ الاَخِرَةِ إِنْ هَـَذَا إِلاّ اخْتِلاَقٌ * أَاُنزِلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَي شَكّ مّن ذِكْرِي بَل لّمّا يَذُوقُواْ عَذَابِ) [سورة: ص – الآية 4: 8]
        فلو كان محمدا صلي الله عليه وسلم يدعو لتعدد الآلهة أو حتى يقر بقبوله لما كان عداء قومه بسبب تسفيهه لآلهتهم والدعوة إلي اله واحد منطقيا، فان هذا في حد ذاته دليلا أن محمدا صلي الله عليه وسلم دعي إلي توحيد الألوهية لله تبارك وتعالي دون سائر المعبودات ..
        بل وانه معلوم من الدين بالضرورة أن باب دخول كل مسلم إلي الإيمان هو أن يشهد أن لا اله إلا الله أي لا معبود بحق سوي الله تبارك وتعالي وان يشهد أن محمدا رسول الله أي أن الله الذي لا اله غيره أرسل محمدا صلي الله عليه وسلم بدين الحق ليظهره علي الدين كله .. وبهذا يكون اكتمل في ذهن المسلم في مبتدئ إيمانه أن الله تعالي واحد لا شريك له ولا معبود بحق سواه..
        وقد تردد ذلك علي مسامع المسلمين منذ بعثته الشريفة إلي يومنا هذا ومن له أذنان للسمع فليسمع :
        قال تعالى: (وَإِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ)[سورة: البقرة - الآية: 163]
قال تعالى: (هَـَذَا بَلاَغٌ لّلنّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوَاْ أَنّمَا هُوَ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذّكّرَ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [سورة: إبراهيم - الآية: 52]قال تعالى: (قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوَاْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ) [سورة: فصلت - الآية: 6]
        وهناك الكثير والكثير من الآيات التي تدعو إلي توحيد الله تبارك وتعالي تملأ صفحات القران الكريم لتسكت أفواه المتكلمين بالكذب ولتدعو المؤمنين إلي طريق الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال...

الخاتمة
        الإسلام دين دعي إلي توحيد الله تبارك وتعالي في مفهوم بسيط يستطيع أي عقل أن يعيه ،، فأنت عندما تقول الله أحد .. أو لا اله إلا الله .. تقر بالوحدانية لله تبارك وتعالي وهذا أمرا مفهوما يوافق العقل والمنطق فلا تحتاج إلي نظريات موضوعة وأبحاث ملفقة لتثبت وجهة نظرك فاللغة التي تنطق بها تقر هذا التوحيد بشكل واضح..وأما غيرنا من أصحاب التهم الباطلة الذين يعانون منذ نعومة أظفارهم من الانفصام الإلهي الذي أصاب عقولهم والذين لا يستطيعون بسببه التفرقة بين الواحد والثلاثة..فأعلونها بلا خجل ولا وجل
        1يو 5:7 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد.
        هم الذين في حاجة ماسة إلي النظريات والأبحاث بل والي المعادلات الرياضية إن لزم الأمر لإثبات أن الثلاثة = واحد ... وان التوحيد والتثليث وجهان لعملة واحدة،
فنقول لهم إن استطعتم أن تبتغوا نفقا في الأرض أو سلما في السماء لتأتونا بآية علي صدق ادعاءاتكم فنحن في الانتظار،،
        قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 24]