الخميس، 22 مارس 2012

مصر .. الأزهر .. وكنز لا يقدره المصريون

مصر .. الأزهر .. وكنز لا يقدره المصريون


حكى لى صديق ونحن فى جلسة كعادة شعبنا الطيب فى وقت الأزمات
كنا بين أحضان الطبيعة الفتية وعلى أصوات الطيور وتغريد العصافير
قال صديقى : على الرغم من الهجوم القذر على الأزهر وعلمائه من مشايخ الفضائيات
مما يشعر الواحد منا بغصة فى حلقه لكنى سأقص عليك قصتى وما كان منى
بعد فترة ترقب لسنوات تحقق حلمى بأن وافق الأزهر على إدراج إسمى فى قائمة المبعوثين إلى دول العالم بما أننى من خريجى الأزهر وأحد شباب الدعاة
سافرت مبعوثا للأزهر إلى دولة البرازيل - وطبعا البرازيل غنية عن التعريف كأشهر دولة فى عالم كرة القدم - ما أدهشنى والكلام على لسان صاحبى ، ما أدهشنى أنهم فى البرازيل كان يعاملونى كوزير أو رئيس وزراء حتى أنهم - وأقسم لى - حتى أنهم كانوا يوقفون المرور بمجرد أن أمر بزيى الأزهرى بأى شارع
أرأيتم .. يوقفون للشاب الأزهرى المرور إحتراما وتقديرا لدور الأزهر على مر العصور ولما يزيد على الألف عام , ليس فقط لدوره الدينى وإنما الحضارى والعلمى كأقدم وأكبر جامعة على مستوى العالم
الأزهر لمن لا يعرف  هو المؤسسة الإسلامية الوحيدة الموثوق بها كمرجع إسلامى فى جميع جامعات ومؤسسات العالم الإسلامية وغير الإسلامية
الأزهر مؤسسة بمعنى أنا كعالم قد أختلف مع رأى لأحد علماء الأزهر فعلماء الأزهر كغيرهم من المجتهدين قد يصيبوا وقد يخطئوا ومن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد
لكن هناك فرق بين ان اختلف مع عالم وبين ان أشوه صورته وصورة المؤسسة التى ينتمى إليها أمام العامة
وهناك أيضا فرق بين دور الأزهر العلمى الذى ليس عليه خلاف ولا يجرأ أحد أن يقترب منه أو يسيئ إليه  وبين تسييس الأزهر فى الفترة الماضية
كلنا ضد تسييس الأزهر وتحجيم دوره من قبل الدولة وكلنا مع إبعاد الأزهر عن أى لعبة سياسية أو تقييد دوره لمصلحة جهة دون أخرى
لكن ظل الأزهر وفى أحلك سنوات الأمة ظل الراعى الأول للدعوة الإسلامية ولمنابع الحضارة الإنسانية
ليس من الضرورى أن تكون من خريجى الأزهر لتصبح أزهريا
فأنت لم تتعلم من أمور دينك إلا من خلال الأزهر ورجاله سواء فى المساجد أو فى وزراة التعليم أو الجامعة
ويكفى أن تعلم أن التعليم العام والعملى كالطب والهندسة وغيرها من العلوم إنما قامت على رجال الأزهر إبان حكم محمد على باشا
كما قلت فكل مصرى هو أزهرى حتى ولو لم يدخل أعتاب الأزهر
نحن نتكلم عن المؤسسة لأننى أعلم ليس كل شباب الأزهر علماء فمنهم من هو عار على الأزهر
لكن سيظل الأزهر وبرغم كل شئ منارة يجب أن نفتخر بها وهكذا يجب أن يكون فى عيون شبابنا وأجيالنا القادمة

 


بقلم : د / أحمد كلحى

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ