الجمعة، 23 مارس 2012

موسوعة العقيدة - السمعيات : الحوض

الحوض


        الحوض من الأمور التي أكرم الله بها أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذين يموتون على التوحيد الخالص . وهذا الحوض يصله الماء من نهر في الجنة يسمى : الكوثر ، وهو المذكور في قوله تعالى :{ إنا أعطيناك الكوثر(1)}[الكوثر}.

        وهذا الحوض يشرب منه المؤمنون بعد خروجهم من قبورهم عطاشا ، ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا ، ويكون شربه في الجنة تنعما وتلذذا ، وليس لإزالة العطش.

        ولكل نبي حوض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن لكل نبي حوضا ، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة " .

        وجاء في صفته : " حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه أكثر من نجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا " (1).

        والأحاديث التي وردت في الحوض تكاد تبلغ مبلغ التواتر ، وإن اختلفت في سعته ، وفي بعض أوصافه ، ففي بعضها أن سعته مسيرة شهر ، وفي بعضها أنه مسيرة شهرين ، وبعضها يمثله بالمسافة بين مكة وأيلة . أو بالمسافة بين عدن وعمان ، أو بين صنعاء والمدينة ، أو بين المدينة وبيت المقدس، والمقصود من كل ذلك أنه واسع إلى حد كبير ، ويريد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرب الفهم من السامعين ، فيمثل لكل فريق بما يعرف ، فلا تعارض .

        ويصد عن هذا الحوض الكفار ، والمرتدون ، وأهل الزيغ والبدع ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " ترد أمتي على الحوض ، وأنا أذود الناس عنه ، كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله . قالوا : يا نبي الله أتعرفنا ؟ قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم . تردون علىغرا محجلين من آثار الوضوء ، وليصدن عني طائفة منكم ، فلا يصلون ، فأقول : يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك " (2).

================

        المراجع والهوامش :

1ـ رواه البخاري ومسلم ـ الترغيب والترهيب 4/417
2ـ رواه مسلم في الطهارة 1/247 .