علم الصرف : الفعل المجرد والفعل المزيد
        يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة ، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي : الجيم ، واللام ، والسين ، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف . أما كلمة " جلوس " ، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة ، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق ، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو ، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد " ، لأنه زيد فيه  حرف ، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة . 
      والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة ، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها ، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد ، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء ، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده كلمات أخرى مثل وجد ، سمو ، وردة ، عصفور … إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة ، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة ، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة ، والمعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء ، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء . (1) .  
أحرف الزيادة : 
يزاد على الأصل بطريقتين : 
1 ـ تضعيف الحرف الأصلي ، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة ، أو لامها . مثل : كَرُمَ : كرَّم ، حَطَمَ : حطَّم ، عَلِمَ : علَّم ، جلب : جلبَبَ ، طمأن : اطمأنَّ . 
ـــــــــــــــ 
1 ـ دروس في علم الصرف ج1 ص 86 .
وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر ، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف ، لأنها حرف مد ، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة ، لا بنصها . 
مثل : علَّم : فَعَّلَ ، جلبب : فعلل . 
2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة ( سألتمونيها ) . 
ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي ، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة ، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته ، وفي مواضع مختلفة من الكلمة ، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة ، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى . ففي كلمة : حوَّل ، وقتَّل ، وعيَّن ، وجلَّس .
نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل ، والتاء في قتّل ، والياء في عيّن ، واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها ، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة ، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى ، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول : كوسر ، ولا الياء في علم ، ونقول عيلم ، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول : كسّر ، ونزيد على علم لاما ، ونقول : علَّم ،  لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه ، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا .  
أنواع الزيادة : 
1 ـ الزيادة البنائية : 
         وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل . 
نحو : كتب : كاتب ، وعطف : معطوف ، اسم : أسماء . 
2 ـ زيادة إلصاقية : 
      وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها ، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد . 
نحو : قرأ : يقرأ ، اقرأ ، أقرأ ، نقرأ .
      قلم : قلمان ، مجتهد : مجتهدون ، هند : هندات ، معلمة : معلمات . 
     نصر : انتصر ، عمل : استعمل . 
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة ، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد ، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول ، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة . 
نحو : قرأ : فعل ، اقرأ : افعل ، قلم : فعل ، قلمان : فعلان ، مجتهد : مفتعل ، مجتهدون : مفتعلون .
أبنية الأفعال :
ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول ، أو الزوائد إلى نوعين .
الفعل المجرد ، والفعل المزيد . 
الفعل المجرد
     هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة ، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية ، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل ، إلا لعلة تصريفية ، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة ، حرف يُبدأ به ، وحرف يُقف عليه ، وحرف يتوسط بينهما . 
نحو : كتب ، جلس ، ذهب ، قام ، رمى ، دعا . 
        فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة ، لأن جميع أحرفه المكونة له ، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها ، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته . 
فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي : الذال ، والهاء ، والباء ، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية ، فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه ، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية ، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة ، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية .
نحو : دحرج ، بعثر ، وسوس ، زلزل ، طمأن ، عسعس . 
فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي : الدال ، والحاء ، والراء ، والجيم ، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل ، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي ، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل ، أو دلالته . 
أقسام الفعل المجرد :
      ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين : 
1 ـ المجرد الثلاثي .      2 ـ المجرد الرباعي . 
أوزان المجرد الثلاثي : 
       للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان ، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي : الفاء ،  والعين ، واللام .
لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما ، أما عينه فتتحرك بالفتح ، أو الضم ، أو الكسر ، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية ( أوزان ) على النحو الآتي : 
كَتَبَ : فَعَلَ . جَلَسَ : فَعَلَ . دَفَعَ : فَعَلَ . 
عَظُمَ : فَعُلَ . كَبُرَ : فَعَلَ . حَسُنَ : فَعُلَ . 
عَلِمَ : فَعِلَ . رَبِحَ : فَعِلَ . حَفِظَ : فَعِلَ . 
أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي : 
1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي : 
أ ـ فتح عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : قَرَأَ : يَقْرَأُ . سَأَلَ : يَسْأَلُ . رَفَعَ : يَرْفَعُ . ذَهَبَ : يَذْهَبُ . نَهَضَ : يَنْهَضُ . 
فالمتعدي مثل : قرأ محمد الدرس ، ويقرأ التلميذ النشيد . وسأل الفقير الغني مالا ، ويسأل العبد ربه مغفرة . ورفع اللاعب الأثقال . ويرفع الله المؤمن درجات . 
ومثال اللازم : ذهب الولد إلى المدرسة ، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا . 
ب ـ ضم عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعُلُ ) ويكون متعديا ولازما . 
نحو : مدَّ : يمُدُّ . ردّ : يرُدُّ . كتَبَ : يكتُبَ . طلَعَ : يطلُعُ . مَكَثَ : يَمْكُثُ . 
ومثال المتعدي : مدَّ الرجل يده للمصافحة ، ويمد يده للمصافحة . 
كتب التلميذ الواجب ، ويكتب التلميذ الواجب .
ومثال اللازم : طلع الفجر ، ويطلع الفجر . 
ومكث الزرع في الأرض طويلا ، ويمكث الزرع في الأرض طويلا .  
ج ـ كسر عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعِلُ ) ويكون متعديا ولازما . 
نحو : وَعَدَ : يَعِدُ . ضَرَبَ : يَضْرِبُ . قَفَزَ : يَقْفِزُ . نَزَلَ : يَنْزِلُ .
مثال المتعدي : وعد الله المؤمنين النصر ، ويعد الله المؤمنين النصر . 
ومثال اللازم : قفز اللاعب قفزا عاليا ، ويقفز اللاعب قفزا عاليا . 
2 ـ الثلاثي المضموم العين ( فَعُلَ : يَفْعُلُ ) لمضارعه وزن واحد ، وهو ضم عين مضارعه ، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر ، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة ، ولا يكون إلا لازما . 
نحو : حَسُنَ : يَحْسُنُ . كَرُمَ : يَكْرُمُ . شَرُفَ : يَشْرُفُ . عَظُمَ : يَعْظُمُ . 
ومنها : قبُح ، ووسُمَ ، وصغُر ، وكبُر ، وطوُل ، وقصُر ، وغلُظ ، ورفُق ، وسهُل وصعُب ، وسهُل ، وسرُع ، وبطُأ ، وفحُش ، وغيرها . 
حسن عمل الرجل ، ويحسن عملك . 
3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما : 
أ ـ فتح عين المضارع ( فَعِلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما . 
نحو : عَلِمَ : يَعْلَمُ . نَسِيَ : يَنْسَى . أَمِنَ : يَأمَنُ . وَجِلَ : يَجِلُ . وَسِنَ : يَسِنُ . 
ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي : 
ـ الفرح والحزن . نحو : فرِح : يفرَح . طرِب : يَطرَبُ . حَزِن : يحزَن . 
ـ الامتلاء والخلو . نحو : بَطِر : يَبطَر . أشِر : يأشَر . غضِب : يغضَب . 
شَبِع : يشبَع . عطِش : يعطَش . 
ـ الألوان والعيوب . نحو : حَمِرَ : يحْمَرُ . سَوِدَ : يَسْوَدُ . عوِر : يَعْوَرَ . 
ـ وعلى الخَلْق الظاهر . نحو : غَيِدَ : يَغْيَدُ . هَيِفَ : يَهْيَفُ . نَحِفَ : يَنْحَفُ . 
سَمِنَ : يَسْمَنُ . تَخِن : يَتْخَنُ . 
مثال المتعدي : علم الله ما في نفوسنا ، ويعلم الله ما في نفوسنا . 
ومثال اللازم : فرح عليّ بنجاح أخيه ، ويفرح الطفل بالثناء عليه . 
ب ـ كسر عين مضارعه ( فَعِلَ : يَفْعِلَ ) ويكون متعديا ولازما . 
نحو : حَسِبَ : يَحْسِبُ . وَرِثَ : يَرِثُ . وَلِيَ : يَلِي . وَثِقَ : يَثِقُ . 
مثال المتعدي : حسبت الأمر هينا ، ويحسب الأمر هينا . 
وثق الرجل بصديقه ، ويثق الرجل بصديقه . 
تنبيهات وفوائد : 
1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا ، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف ، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل . 
2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم ، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات ، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة ، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين . 
فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ " . 
وفي " كتب " كتبْنا " . 
فنلاحظ تسكين " لام " الفعل ، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان ، وذلك لا يصح لاستثقال النطق ، وعدم استقامة لفظ الكلمة . 
3 ـ ذكرنا أن الفعل الثلاثي المجرد يكون له في صورتي الماضي والمضارع معا ستة أوزان هي : 
أ ـ فَعَلَ ـ يَفْعُل ، ويكون متعديا ولازما . 
    فالمتعدي مثل : قَتَلَ : يَقْتُلُ .
نحو : قتل محمد أخاه . أخاه : مفعول به . 
ويقتل المسلم الكافر . الكافر : مفعول به .
واللازم مثل : قَعَدَ : يَقْعُدُ . 
نحو : قعد الرجل متكئا . متكئا : حال . 
ويقعد محمد مستندا . مستندا : حال . 
ب ـ فَعَلَ : يَفْعِلُ ، ويكون متعديا ولازما . 
المتعدي مثل : ضَرَبَ : يَضْرِبُ . 
نحو : ضرب المعلم المهمل . المهمل : مفعول به . 
ويضرب الجلاد اللص . اللص : مفعول به . 
واللازم مثل : جَلَسَ : يَجْلِسُ . 
نحو : جلس اللاعب متأهبا . متأهبا : حال . 
ويجلس الطالب في الفصل . في الفصل جار ومجرور . 
ج ـ فَعَلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما . 
المتعدي مثل : سَأَلَ : يَسْأَلُ . 
نحو : سأل الفقير الغنى مالا . فالغني والفقير مفعولا سأل . 
ونحو : يسأل العبد ربه مغفرة . فربه ومغفرة مفعولا يسأل . 
واللازم مثل : ذَهَبَ : يَذْهَبُ . 
نحو : ذهب الفلاح إلى حقله مبكرا . مبكرا : حال . 
ونحو : يذهب الطلبة إلى مدارسهم راكبين . راكبين : حال . 
د ـ فَعِلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما . 
المتعدي مثل : نَسِىَ : يَنْسى . 
نحو : نَسِيَ محمد الكتاب . الكتاب : مفعول به . 
ونحو : ينسى المهمل واجبه . واجبه مفعول به . 
واللازم مثل : غَضِبَ : يَغْضَبُ . 
نحو : غضب الوالد على ولده . على ولده : جار ومجرور . 
ونحو : يغضب المسلم من الباطل . من الباطل : جار ومجرور .  
هـ ـ فَعِلَ : يَفْعِلُ . متعديا ولازما . 
المتعدي مثل : وَرِثَ : يَرِثُ . 
نحو : وَرِثَ الرجل المال . المال : مفعول به . 
ونحو : يرث الله الأرض ومن عليها . الأرض : مفعول به . 
واللازم مثل : وَثِقَ : يَثِقُ . 
نحو : وَثِقْتُ بك : بك : جار ومجرور . 
ونحو : يثق المسلم بالمسلم . بالمسلم جار ومجرور . 
و ـ فَعُلَ : يَفْعُلَ . لا يكون إلا لازما . مثل : كَرُمَ : يَكْرُمُ . 
نحو : يَكْرُمُ الرجل : الرجل : فاعل .
وحسُنَ : يَحْسُنُ . نحو : حَسُنَ عملك . عملك : فاعل . 
ونحو قوله تعالى : ( حسن أولئك رفيقا ) 1 .
ـــــــــ
1 ـ 69 النساء .
ثانيا ـ المجرد الرباعي : 
        للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ " ، ومضارعه " يُفَعْلِلُ " ، ويكون متعديا وهو الغالب ، ويأتي لازما .
نحو : دَحْرَجَ : يُدَحْرِجُ ، بعثر : يبعثر ،  طمأن : يطمئن ، جلجل : يجلجل .
وسوس : يوسوس ، زخرف : يزخرف ، زلزل : يزلزل ، ولول : يولول . 
مثال المتعدي : دحرج اللاعب الكرة ، يدحرج اللاعب الكرة . 
ومنه قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها }1 . 
ونحو : بعثر الفلاح الحبوب ، ويبعثر الفلاح الحبوب . 
ومنه قوله تعالى : { وبعثر ما في القبور }2 . 
ومثال اللازم : وسوس له الشيطان ، ويوسوس لهم الشيطان .  
ـــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة . 2 ـ 9 العاديات . 
ومنه قوله تعالى : { فوسوس لهما الشيطان }1 . 
وقوله تعالى : { ونعلم ما توسوس به نفسه }2 . 
     ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي : 
1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ " : " يُفَوْعِلُ " . وهو لازم . 
نحو : حَوْقَلَ : يُحَوْقِلُ ، وأصله : حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ . 
نقول : حوقل الشيخ . إذا ضعف وفتر عن الجماع . 
ويكون مركبا في النحت . نحو : حوقل المصلي . 
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . 
ومنه : جَوْرَبَ : يُجَوْرِبُ . وهو متعد . 
نحو : جوربت الأم طفلها . أي : ألبسته الجورب . 
2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ " : " يُفَعْوِلُ " . ويكون متعديا ولازما . 
مثال المتعدي : جَهْوَرَ : يُجَهْوِرُ . وأصله جَهَرَ بالقول . أي : رفع صوته به . 
تقول : جهور الرجل قوله . أي : رفعه . 
ومثال اللازم : رَهْوَلَ : يُرَهْوِلُ . أي : أسرع . 
تقول : رهول الغلام في مشيته . 
3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ " : " يُفْعِلُ " . ويكون متعديا ولازما . 
مثال المتعدي : بَيْطَرَ : يُبَيْطِرُ . بمعنى عالج الحيوان . 
ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر . 
تقول : بيطر الطبيب القط ، ويبيطر الطبيب القط . أي : يعالجه . 
ومثال اللازم : بَيْقَرَ : يُبَيْقِرُ . بمعنى : أسرع . 
تقول : بيقر الرجل ، ويبيقر الغلام . 
ومصدره : البيقرة ، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه . 
ومنه قول المثقب العبدي : 
ــــــــــــــ 
3 ـ 7 الأعراف . 4 ـ 50 ق . 
       فبات يجتاب شُعَارى كما      بيقر من يمشي إلى الجلسد (1) 
4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ " : " يُفَعْيِلُ " . وهو متعد . 
نحو : شَرْيَفَ : يُشَرْيِفُ . بمعنى قطع . 
تقول : شريف الفلاح الزرع . أي : قطع شريافه . 
ونحو : عثير : يعثير . وأصله عثر بمعنى : زلق ولم تستقر رجله . 
وعثير بمعنى أثار . 
تقول : عثيرت الريح الغبار . إذا أثارته . 
5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى " : " يُفَعْلي " . ويكون متعديا ولازما . 
مثال المتعدي : سليقت الرجل . أي : ألقيته . 
ومثال اللازم : سَلْقَى : يُسَلْقِي . بمعنى : استلقى . 
تقول : سلقى الرجل على ظهره . أي : استلقى على ظهره . 
6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ " : " يُفَعْنِلُ " . وهو متعد .
نحو : قَلْنَسَ : يُقَلْنِسُ . بمعنى : ألبس . 
تقول : قلنست الطفل من البرد . أي : ألبسته القلنسوة . 
فوائد وتنبيهات :
      لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها : 
1 ـ الدلالة على المشابهة : 
نحو : علقمت القهوة . أي : صارت كالعلقم في مرارته . 
ونحو : عندم الجسد . صار محمرا كالعندم . والعندم شجر أحمر . 
2 ـ للصيرورة : نحو : مركشت الرجل . أي : صيرته مراكشيا .
وسعوده . صيره سعوديا ، ولبننه ، صيره لبنانيا . 
ــــــــــــــ 
1 ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات . 
الجلسد : الصنم ، أو الوثن . 
3 ـ للدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة : نحو : عرجن . أي : استعمل العرجون . 
وتلفز . أنجز أعمالا فنية في التلفزيون . 
وتلفن : استعملن التلفون . 
4 ـ للنحت على وزنه ، سواء أكان النحت من مركب إضافي . 
نحو : عمنفى من عبد مناف . 
وعبقسى من عبد قيس . 
وعبدلى من عبد الله . 
أم كان النحت من جملة . 
نحو : بسمل . من قوله : بسم الله . 
وحوقل . من قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله . 
وحيصل : قال : حيَّ على الصلاة . 
وحسبل : قال : حسبي الله . 
وفذلك : قال : فذلك كذا وكذا . 
5 ـ الظهور : 
نحو : برعمت الشجرة : ظهرت براعمها . 
6 ـ جعله محتويا على الاسم المأخوذ منه الفعل : 
نحو : فلفلت الطعام : جعلت فيه فلفلا . 
وعصفرت الثوب : صبغته بالعصفر . 
7 ـ الإصابة : 
نحو : عرقبته : أصبت عرقوبه . 
الفعل المزيد 
ينقسم الفعل المزيد إلى قسمين : 
1 ـ المزيد على الثلاثي . 
2 ـ المزيد على الرباعي . 
أولا ـ المزيد على الثلاثي : 
        يمكن زيادة الفعل الثلاثي المجرد حرفا ، أو حرفين ، أو ثلاثة ، بحيث غاية ما يبلغ الفعل بعد الزيادة ستة أحرف . 
        وعليه نقول أن الفعل المزيد على ثلاثة أحرف هو : كل فعل ثلاثي زيد على أحرفه الأصول حرف ، أو حرفان ، أو ثلاثة . 
1 ـ الثلاثي المزيد بحرف ، وله ثلاثة أوزان : 
أ ـ أفعل : بزيادة الهمزة في أوله . 
نحو : كرم : أكرم ، حسن : أحسن ، جلس : أجلس ، ذهب : أذهب ، قام : أقام ، قعد : أقعد ، مات : أمات ، حيى : أحيى ، لبس : ألبس ، خرج : أخرج . 
ب ـ فعَّل : بزيادة حرف من جنس عينه ، وهو ما يعرف بالتضعيف . 
نحو : علِم : علَّم ، حطَم : حطَّم ، كرُم : كرَّم ، قدِم : قدَّم ، سلِم : سلَّم ، وعد : وعَّد ، وصل : وصَّل ، نصب : نصَّب ، وقف : وقَّف . 
ج : فاعل : بزيادة ألف بعد فائه . 
نحو : قتل : قاتل ، ضرب : ضارب : شرك : شارك ، منع : مانع ، باع :   بايع . نزل : نازل ، وصل : واصل ، وعد : واعد ن سمح : سامح . 
الغرض من الزيادة : 
        لم تكن الزيادة الحرف ، أو الأحرف في الكلمة ، لمجرد زيادة عدد  أحرفها ، أو ليقال إن هذه الكلمة أحرفها أصلية ، وأخرى زائدة ، وهذا يعني أن الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي ، إنما الزيادة في أحرف الكلمة تعطيها دلالات ومعاني جديدة غير التي كانت للكلمة عند وضعها على أحرفها الأصلية ، ويمكننا أدراك هذه الدلالات الجديدة للفعل بعد زيادة الأحرف التي ذكرنا آنفا ، وهي على النحو التالي : 
أولا ـ المعاني والدلالات التي تزاد من أجلها الهمزة في أول الفعل الثلاثي ، صيغة " أفعل " . 
1 ـ التعدية : زيادة الهمزة في أول الفعل الثلاثي اللازم تجعله متعديا بعد أن كان لازما ، وتلك ميزة جديدة اكتسبها الفعل ، فبعد أن كان الفعل موضوعا في اللغة بغرض اللزوم ، أي : ألاّ يتعدى فاعله ليأخذ مفعولا به ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا للمفعول به . 
نحو : ذهب الرجل . ذهب فعل لازم ، أخذ فاعلا فقط وهو الرجل .
بزيادة الهمزة يصير متعديا للمفعول به ، نحو قولهم : أذهب الله بصره . بصره مفعول به . 
ومنه قوله تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن }1 . الحزن مفعول به . 
ونحو : خرج الطلاب من المدرسة . الطلاب : فاعل . بزيادة الهمزة نقول : 
أخرج المعلم الطلاب من المدرسة . الطلاب : مفعول به . 
ومنه قوله تعالى : { والذي أخرج المرعى }1 . المرعى مفعول به . 
فإذا كان الفعل متعديا في الأصل لمفعول به واحد ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا لمفعولين ، وإن كان متعديا لمفعولين تعدى بزيادة الهمزة إلى ثلاثة  مفاعيل . 
نحو : لبس ، وحفظ ، وشرب .
كل فعل من الأفعال السابقة متعد لمفعول به واحد . 
نحو : لبس الرجل العباءة . وحفظ الولد الدرس .
ـــــــــــــ 
1 ـ 34 فاطر . 2 ـ 14 الأعلى . 
وشرب الطفل اللبن . 
فإذا ما زدنا الهمزة في أوله تعدى لمفعولين . 
نحو : ألبستْ الأم الطفل الثوب . 
الطفل : مفعول به أول ، والثوب : مفعول به ثان . 
ونحو : أحفظ المعلم التلميذ النشيد . 
التلميذ : مفعول به أول ن والنشيد : مفعول به ثان . 
ونحو : أشربته اللبن . 
فضمير الغيبة : في محل نصب مفعول به أول ، واللبن : مفعول به ثان . 
أما الأفعال : علم ، ورأى ، وبلغ ، فهي في الأصل متعدية لمفعولين . 
نحو : علمت خالدا مسافرا . 
ورأيت الأمانة فضيلة . 
وبلغت محمدا قادما . 
فإذا ما زيدت الهمزة في أول الفعل تعدى بها إلى ثلاثة مفاعيل . 
نحو : أعلمت والدي خالدا مسافرا . 
والدي : مفعول به أول ، ومحمدا : مفعول به ثان ، ومسافرا : مفعول به ثالث . 
نحو : أرأيت عليا الأمانة فضيلة . 
عليا : مفعول أول ، والأمانة : مفعول ثان ، وفضيلة مفعول ثالث . 
ونحو : أبلغت المعلم محمدا قادما . 
المعلم : مفعولا أول ، ومحمدا : مفعول ثان ، وقادما مفعول ثالث .
2 ـ التعريض . بزيادة الهمزة في أول الفعل تجعل المفعول به معرضا لمعنى الفعل . نحو : أَبَعْتُ العقار . أي : عرّضته للبيع ، سواء بيع أم لم يبع . 
      وأرهن الرجل المتاع . أي عرضه للرهن . 
      وأعرت الكتاب . أي : جعلته عرضة للإعارة . 
3 ـ الصيرورة . وهو أن يصير الفاعل صاحب شيء اشتق من الفعل . 
نحو : ألحمتْ الشاة . صارت ذا لحم . 
       وأطفلتْ الأم . صارت ذا طفل . 
      وأينع الثمر . صار ذا نضج . 
      وأزهرت الحديقة . صارت ذا زهر . 
      وأجربت الناقة . صارت ذا جرب . 
      وأشرقت الشمس . صارت ذا شروق . 
      وأغبرت السماء : صارت ذا غبار . 
4 ـ الحينونة : 
      وهو أن يحين زمن الشيء ، وقد عدوه من باب الصيرورة . 
نحو : أحصد الزرع . أي : حان وقت حصاده . أي : صار ذا حصاد . 
     وأقطع النخل . حان وقت قطع ثمره . أي : صار ذا ثمر ناضج حان قطعه .
     وأحلبت الشاة . حان وقت حلبها . 
     وأشرقت الشمس . حان وقت شروقها . 
5 ـ الدخول في الزمان ، أو المكان ، وهو داخل في حيز الصيرورة أيضا . 
     كما هو حال الحينونة ، لأنه لا يكون بمعنى " ذا كذا " ، وإليك تبيانه : 
نقول : أصبح الرجل . أي : دخل في الصباح . 
       وأمسى المسافر . أي : دخل في المساء . 
       وأشهر الصائم . دخل في الشهر . 
       وأبحر الملاح . دخل في البحر . 
       وأعرق الرحالة . دخل في العراق . 
في جميع الأمثلة السابقة سواء ما دل منها على الزمان ، أم المكان كان متضمنا معنى الصيرورة ، بمعنى الدخول في الزمان ، أو المكان الذي هو أصله ، والوصول إليه  . 
فعندما قلنا : أصبح الرجل ، أو : أبحر الملاح . 
ف‘ن الرجل دخل في زمن الصباح ، وصار ذا صباح جديد غير الذي انقضى . 
وكلك في قولنا : أبحر الملاح . أي : انه وصل إلى البحر ودخل فيه . 
ومنه أيضا قولنا : أنجد المسافر . وأمصر الجل . أي : وصل نجد ودخلها . 
6 ـ الوصول إلى العدد : 
         أي : الوصول إلى العدد الذي هو أصله ، وبهذا المدلول يكون هذا النوع داخلا في باب الصيرورة أيضا ، بمعنى : صيرته ذا كذا . 
نحو : أثلث العدد ، أي : صار ذا ثلاثة ، أو وصل إلى ثلاثة . 
      وأتسع الجنين ، أي : صار ذا تسعة أشهر ، أو وصل إلى الشهر التاسع .
      وأخمس الأولاد ، صاروا خمسة ، بمعنى وصل عددهم خمسة . 
      وأعشر المجتمعون ، صاروا عشرة ، أو وصل عددهم إلى عشرة . 
7 ـ للدلالة على وجودك الشيء على صفة معينة ، بمعنى أن تجد مفعول الفعل على صفة هي كونه فاعلا لأصل الفعل . 
نحو : أسمنت الشاة ، أي : وجدتها سمينة . 
       وأكرمت محمدا ، أي : وجدته كريما ، أو صادفته كريما . 
أو كونه مفعول لأصل الفعل . 
نحو : أحمدت خالدا ، أي : وجدته محمودا ، أو صادفته محمودا . 
       وأذممت الخائن ، أي : وجدته مذموما ، أو صادفته مذموما . 
       وأقهرت الحاقد ، أي : وجدته مقهورا ، أو صادفته مقهورا . 
8 ـ للدلالة على السلب والإزالة : 
وهو أن تزيل معنى الفعل عن المفعول  . 
نحو : أشكيت المهموم ، أي : أزلت شكواه . 
ومن المثال السابق نلاحظ أن معنى الفعل قبل زيادة الهمزة في أوله غير معناه بعد زيادتها ، فقبل الزيادة نقول : شكا المهموم . 
ومعناه : إثبات الشكوى له ، وبعد زيادة الهمزة للفعل تغير إثباتها ، وأزيلت الشكاية . 
ومثله : أعجمت الكتاب ، أي : أوضحته وأزلن عجمته . 
        وأعوجت الحديد ، أي : أزلت عوجه . 
9 ـ للدلالة على استحقاق صفة معينة : 
نحو : أحصد الزرع ، أي : استحق الحصاد . 
      وأزوجت الفتاة ، أي : استحقت الزواج . 
10 ـ للدلالة على الكثرة : 
نحو : أشجر المكان ، أي : كثر شجره . 
       وأزهر الربيع ، أي : كثر زهره . 
       وأظبأ الوادي ، أي : كثرت ظباؤه . 
11 ـ للدلالة على التمكين : 
نحو : أحفرته البئر ، أي : مكنته من حفره . 
       وأملأته الزير ، أي : مكنته من ملئه . 
12 ـ ويأتي أفعل بمعنى الدعاء : 
نحو : أسقيت محمدا ، أي دعيت له بالسقيا . 
ومنه قول ذي الرمة : 
       وأسقيه حتى كاد مما أبثه       تكلمني أحجاره وملاعبه 
وقد يجيء " أفعل " لغير هذه المعاني ، وليس له ضابط كضوابط المعاني التي ذكرنا آنفا ومنه : أبصره : بمعنى رآه ، وأوعزت إليه بمعنى تقدمت (1) . 
ـــــــــــ 
1 ـ شرح شافية ابن الحاجب ج1 ص 92 . 
ثانيا ـ المعاني المتولدة عن زيادة الألف بعد فاء الفعل الثلاثي ، صيغة " فاعل " : 
لزيادة الألف في الفعل الثلاثي دلالات ومعان جديدة هي : 
1 ـ المشاركة بين اثنين أو أكثر .
نحو : صارع أحمد محمدا . 
ومعنى ذلك أن الفعل يصدر من اثنين فصاعدا ، ففي المثال السابق نجد أن الصرع صدر من اثنين ، من الفاعل والمفعول ، أي أن أحمد صرع ، ومحمدا صرع أيضا ، فكلاهما صرع الآخر ، فالصرع منسوب إلى أحمد ، ومتعلق بمحمد ، أي وقع عليه ضمنا ، فكل منهما فاعل من وجه ، ومفعول به من وجه آخر . 
أما إذا قلنا : صرع أحمد محمدا . 
فالصرع صدر من طرف واحد وهو الفاعل ، ومحمد هو المصروع فحسب . 
ومثل صارع نقول : قاتل الجيش العدو . أي : تقاتلا . ولاكم عليّ خالدا . أي : تلاكما .  وضارب ماجد أخاه . بمعنى : كل منهما ضرب الآخر . 
كما تجعل زيادة الألف في الفعل الثلاثي اللازم متعديا للمفعول .
نحو : وصل ، وجلس . فعلان لازمان ، فإذا زدنا في كل منهما الألف صارا متعدين ، وأخذ كل منهما مفعولا به . 
نحو : واصل الرجل سفره . 
       وجالس محمد صديقه . 
وكذلك إذا جاء الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد غير صالح للمشاركة بالمفاعلة إلى مفعولين . نحو : جذب اللاعب الحبل . 
فالحبل هو المفعول به ، لكنه لا يصلح للمشاركة بالمفاعلة ، فإذ تغير بناء الفعل من 
" فَعَلَ " إلى " فَاعَلَ " بزيادة الألف بعد الفاء ، صار الفعل متعديا إلى مفعولين ، بمعنى أن  اللاعب مفعول آخر صالح للمشاركة . 
نحو : جاذب اللاعب خصمه الحبل . 
2 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا صفة يدل عليها الفعل . 
نحو : عاقب المعلم المهمل . جعله ذا عقوبة . 
       وعافى الله المريض . جعله ذا عافية . 
       وكافأت المجتهد . جعلته ذا مكافأة . 
      وصاعر الرجل خده . جعله ذا صعر . 
3 ـ للدلالة على المتابعة . بمعنى استمرارية الفعل وعدم انقطاعه . 
نحو : تابعت العمل باهتمام . أي : واصلت متابعته . 
       ووالى الرجل الصوم . أي : استمر في الصيام . 
      وقاوم المريض المرض . أي : استمر في مقاومته . 
4 ـ للدلالة على معنى " فعَّل " لإفادة التكثير . 
نحو : ضاعف الجهد . بمعنى ضعّفه . 
     وعاين المكان . بمعنى عيّنه . 
5 ـ للدلالة على معنى " فَعَلَ " لإفادة المبالغة ، ومكابدة المشقة . 
نحو : سافر الرجل . بمعنى : سفر الرجل ، أي : خرج للسفر . 
      وهاجر الناس . بمعنى : هجر الناس . أي : خرجوا للهجرة . 
ومنه قوله تعالى : { قاتلهم الله أنا يؤفكون }1 . بمعنى قاتلهم الله وأهلكهم . 
6 ـ ويأتي " فاعل " بمعنى " أفعل " . 
نحو : عافاك الله . أي : أعفاك الله . 
       وراعِنا سمعَك . أي : أرعِنا سمعَك . 
ثالثا ـ المعاني التي تكون للفعل الثلاثي المجرد بعد تضعيف العين : 
لصيغة " فعَّل " معان كثيرة هي : 
ـــــــــــــ 
1 ـ 131 التوبة . 
1 ـ يأتي " فعَّل " للدلالة على التكثير والمبالغة . 
نحو : طوَّف المعتمر حول الكعبة . أي : أكثر الطواف . 
      جوَّلتُ في المدينة . أكثرتُ التجوال . 
      موتتْ الإبل . كثر فيها الموت . 
والغالب في " فعَّل " أن يكون لتكثير الفعل كما في المثالين الأول والثاني ، أو للتكثير في الفاعل ، كما في المثال الثالث . 
والتكثير في الأمثلة السابقة كان في الفعل اللازم ، أما في مفعول الفعل المتعدي ، فنحو : غلَّقتُ الأبواب . أي : أكثرت إغلاقها . 
       وقطَّعتُ الأثواب . أي : أكثرت قطعها . 
ومنه قوله تعالى { وغلِّقت الأبواب } 1 
وقد لا يأتي فعَّل للتكثير ، نحو : فرَّح ، وكرَّم ، وعلَّم ، ووسَّم . 
2 ـ يأتي للتعدية : وهو أن يصير الفعل اللازم متعديا بالتضعيف " فعَّل " ، وهو مشارك لأفعل في هذا المعنى . 
نحو : فرَّحتُ الناجح . أي : جعلته فرحا ، وأصله : فَرِحَ الناجح . لازم . 
      وجلستُ الضيف . جعلته جالسا ، وأصله : جلس الضيف . لازم . 
      وقوَّمتُ المهمل . جعلته قائما ، وأصله قام المهمل . لازم . 
      ونوَّمتُ الطفل . جعلته نائما ، وأصله : نام الطفل . لازم . 
وبالتضعيف أيضا يصير الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد متعديا إلى مفعولين ، غير أنه لا يتعدى " فعَّل " إلى ثلاثة مفاعيل كما هو الحال في صيغة " أفعل " . 
ومثال تعديه إلى مفعولين : 
لبَّستُ الطفل الثوب . بمعنى : ألبسته الثوب ، وأصله : لبس الطفل الثوب . متعد لواحد .
ــــــــــ
1 ـ 23 يوسف . 
وفهَّمتُ الدارس المسألة . أي : أفهمته المسألة ، وأصله : فهم الدارس المسألة . متعد لواحد . 
وعلَّمته المشي . أي : أعلمته المشي ، وأصله : علم الطفل المشي . متعد لواحد . 
وأكَّلت الطائر الحب . بمعنى : أأكلته الحب ، وأصله : أكل الطائر الحب . متعد لواحد . 
3 ـ للدلالة على  النسبة : وهو أن ينسب المفعول إلى أصل الفعل ، ويسمى به . 
نحو : فسَّقت الرجل . أي : نسبته إلى الفسق ، وسميته فاسقا . 
       وكفَّرت فلانا . نسبته إلى الكفر ، وسميته كافرا . 
      وخوَّنت المرأة . نسبتها إلى الخيانة ، وسميتها خائنة . 
4 ـ للدعاء على المفعول ، أوْ له بأصل الفعل . 
نحو : جدعته . بمعنى : جدعك الله . 
       وعقرته . أي : عقرك الله . 
ومثال الثاني : 
       سقيت الرجل . بمعنى : سقيا لك . 
       ورعيته . بمعنى : رعاك الله . 
5 ـ للدلالة على السلب : ويعني إزالة الشيء عن الشيء . 
نحو : جلَّد الجزار الشاة . أي : أزال جلدها بالسلخ . 
       وقرَّد الراعي البعير . أزال قراده . 
       وقشَّرت الفاكهة . أزلت قشرها . 
       وقلَّمت الأظافر . أزلت قلامها . 
6 ـ للدلالة على الصيرورة : وهو أن يصير الشيء شبيها لشيء آخر ، مشتق من أصل الفعل . 
نحو : قوَّس الرجل . أي : صار شبيها بالقوس . 
      وروَّ المكان . صار شبيها بالروض . 
      وحجَّر الطين . صار شبيها بالحجر في جموده . 
      وعجزَّت المرأة ، وثيَّبت ، وعوَّنت . أي : صارت عجوزا وثيبا وعوانا . 
7 ـ للدلالة على التوجه : وهو المشي إلى الموضع المشتق منه " فعَّل " . 
نحو : كوَّف المرتحل . أي : توجَّه ، أو مشى إلى الكوفة . 
       ومصَّر المسافر . توجَّه إلى مصر . 
      ويمَّن الرجل . مشى أو توجه إلى اليمن . 
       وشرَّق الرجل أو غرَّب . أي : توجهه إلى الشرق ، أو الغرب . 
8 ـ ويأتي " فعَّل " بمعنى : عَمَلُ شيءٍ في الوقت المشتق هو منه ، ويعرف بالتوقيت .  
نحو : هجَّر الرجل . أي : سافر في الهاجرة . 
      وصبَّح المسافر . سار في الصباح . 
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : 
        أمن آل نُعْم أنت غاد فمبكر      غداة غد أم رائحٌ فمهجِّر 
9 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا أصله : 
نحو : ورَّق الشجر . بمعنى : أورق الشجر ، صار ذا ورق . 
       وعفَّن الخبز . أي : أعفن ، صار ذا عفن . 
     وقيَّح الجرح . أي : أقيح ، صار ذا قيح . 
10 ـ قبول الشيء : 
نحو : شفّعتُ محمدا . بمعنى : قبلت شفاعته . 
      ووسَّطتُ خالدا . أي : قبلت وساطته . 
11 ـ لاختصار الحكاية : 
نحو : كبَّر الإمام . أي : قال الله أكبر . 
      وسبَّح المصلي . قال : سبحان الله . 
      ولبَّى الحاج . قال : لبيك . 
     وهلَّل القوم . قالوا : لا إله إلا الله . 
     وأمَّن المصلون . قالوا : آمين . 
12 ـ ويأتي " فعَّل " للدلالة على معنى " فَعَلَ " : 
نحو : زيَّلت الشيء . أي : زلته ، بمعنى : فرقته . وزيَّل من الفعل : زال يزيل . 
13 ـ ويأتي للدلالة على معنى " تفعَّل " : 
نحو : ولَّى زمام الأمر . بمعنى : تولَّى زمامه .
14 ـ التصيير : 
نحو : جمّعت الطلاب : جعلتهم يجتمعون . 
ودسم الرجل الطعام : جعل له دسما . 
ثانيا ـ الثلاثي المزيد بحرفين : 
       وهو ما يعرف بالفعل الخماسي المزيد في أوله ، وله خمسة أوزان : 
1 ـ انفعل : مزيد بالهمزة والنون في أوله ، وأكثر ما يأتي مطاوعا للفعل " فَعَل " ، وتسمى الأفعال المطاوعة أغعلا انعكاسية ، ذلك أن الفاعل معها يفعل الفعل بنفسه . 
فانتصر تعني نصر نفسه ، وانكسر تعني كسر نفسه . 
ونحو : انعصر ، واندحر ، وانجبر ، وانبلج ، وانصهر ، وانداح ، وانحنى ، وانجلى ، وانحاز ، وانقلب ، وانقاد ، وانفك ، وانذبح ، وانقضى . 
ولا تأتي صيغة " انفعل " إلا لازما . 
تقول : انتصر المجاهدون . 
       وانكسر الزجاج . 
       واندحر العدو . 
2 ـ افتعل : مزيد بالهمزة في أوله ، والتاء بعد فائه . ويكون متعديا ولازما ، وهو 
نحو : ارتبك ، وارتزق ، وارتقى ، وافتتح ، وافترش ، واتخذ ، واتزن ، واصطبر ، والتأم ، وافترج ، واتسع ، وانتقم ، واتقى ، والتحف ، وانتعل . 
مثال المتعدي : ارتجل الخطيب الخطبة . 
               وافتتح المدير الحفل . 
               وافترش النائم الأرض . 
ومثال اللازم : ارتبك المتكلم . 
               والتأم الجرح . 
               واتسع الخرق . 
3 ـ افعلَّ : بزيادة الهمزة في أوله ، وتضعيف اللام ، ولا يكون إلا لازما . 
والغالب فيه الدلالة على قوة اللون ، أو العيب الحسي الملازم للشيء . 
نحو : احمرَّ ، واسودَّ ، واخضرَّ ، واغبرَّ ، واعوجَّ ، واعورَّ . 
تقول : احمرَّ البلح . واسودَّ العنب . 
4 ـ تفعَّل : بزيادة التاء في أوله ، وتضعيف العين ، ويكون متعديا ولازما . 
نحو : تعلّمَ ، تكرَّم ، تسلَّم ، توصَّل ، تفهَّم ، تقدَّم ، تأخَّر ، توسَّط ، تعجَّل ، تغيَّر ،  تنقَّل ، توسَّم ، تجشَّم ، تحيَّر ، تكسَّر ، تلوَّن ، تحوَّل ، تجوَّل ، تنبَّه ، تقلَّص ، تقوَّم ، توعَّد ، تكلَّف .  
مثال المتعدي : تعلم الطالب الدرس . 
               تسلم الرجل الرسالة . 
               وتوعدت المهمل . 
ومثال اللازم : تقدم الجيش . 
               تأخر الزائرون . 
               تجولت في المدينة . 
5 ـ تفاعل : بزيادة التاء في أوله ، والألف بعد الفاء ، وهو لازم ، وإن كان متعديا في المعنى . 
نحو : تعاظم ، تخاصم ، تقاتل ، تصارع ، تشارك ، تعانق ، تلاءم ، تراحم ، تساءل . 
تقول : تخاصم محمد ، وأحمد ، وخالد . 
       وتعانق الضيف والمضيف . 
      وتشارك فلان وفلان في العمل .
وقد يأتي متعديا لفظا . 
نحو : تقاسم ، وتنازع ، وتراشق ، وتبادل . 
تقول : تقاسم الورثة المال . 
        وتنازع محمد وعليّ المنزل . 
       وتراشق المنتفضون واليهود الحجارة . 
      وتبادل المجتمعون الاتهامات . 
المعاني الناتجة عن الزيادات السابقة في الفعل المزيد بحرفين : 
1 ـ معاني انفعل : 
لا تخرج معاني " انفعل " عن المطاوعة ، لذلك لا يكون إلا لازما ، كما بينا سابقا ، ومطاوعته تكون لـ " فَعَلَ " المتعدي لمفعول به واحد ، والمختص بالأفعال العلاجية والتأثيرية (1) . 
نحو : كسرته فانكسر ، وحطمته فانحطم ، وعدلته فانعدل . 
     وقد يأتي " انفعل " غير مطاوع ، بمعنى أنه قد يؤخذ من أفعال غير متعدية ، وهو قليل . نحو : انكمشت ، وانجردت . 
ومنه قوله تعالى : { وإذا النجوم انكدرت }2 . 
فالأفعال السابقة مما يستعمل فيها " انفعل " ، ولكنها ليست مما طاوع " فَعَلَ " بمعنى أن تلك الأفعال لم تكن متعدية ، مثل : حطمته فانحطم ، وجذبته فانجذب ، وإنما هي لازمة بمنزلة : ذهب ، ومضى . 
ثانيا ـ معاني " افتعل " : 
1 ـ يكون لمطاوعة " فَعَلَ " غالبا سواء أكان من الأفعال الدالة على العلاج والتأثير . 
نحو : جمعته فاجتمع ، وعدلته فاعتدل ، ورفعته فارتفع ، ونزعته فانتزع . 
أم من غير العلاجية . نحو : غممته فاغتم .
ــــــــــــ 
1 ـ الأفعال العلاجية والتأثيرية : هي الأفعال الدالة على الحركة المحسوسة ، والتي تحتاج في حدوثها إلى تحريك عضو من الأعضاء ، ويرى بالنظر ، كالضرب ، والقطع ، والسحب ، والجذب ،  والتكسير ، والتحطيم . أما الأفعال غير العلاجية فهي : الدالة على الأشياء غير المحسوسة كالعلم والظن ، ولا تكون مطاوعة ، إذ لا يصح أن نقول : علمته فانعلم ، ولا ظننته فانظن . 
2 ـ 2 التكوير . 
2 ـ يكون لمطاوعة " أفعل " . 
نحو : أنصفته فانتصف . وأسمعته فاستمع . وأنهيته فانتهى . 
3 ـ ولمطاوعة " فعَّل " . نحو : قربته فاقترب . وسويته فاستوى ، ولحمته فالتحم . ونظمته فانتظم . 
4 ـ للاتخاذ : وهو اتخاذك الشيء أصله ، بمعنى ألا يكون ذلك الأصل مصدرا ، وإنما يكون من باب اتخاذك أصل الشيء لنفسك . 
نحو : اختدم الرجل . أي : اتخذ لنفسه خادما . 
       وامتطى الفارس الجواد . بمعنى : بمعنى جعله مطية لنفسه . 
      واشتوى الطاهي اللحم . أي جعله شواء لنفسه . 
5 ـ يكون للاشتراك بمعنى : " تفاعل " . 
نحو : اقتتل الولدان . بمعنى تقاتلا . 
       واختصم محمد وخالد . أي : تخاصما . 
      واختلف زيد وعمرو . أي : تخالفا . 
      واجتور الضيفان . أي : تجاورا . 
6 ـ للمبالغة والزيادة والاجتهاد في تحصيل الفعل . 
     نحو : اكتسب ، واقتدر ، واجتهد . 
تقول : اكتسبت المال . أي : بالغت واجتهدت في كسبه . 
       واقتدرت على العمل . بمعنى بالغت في القدرة عليه . 
       واجتهد الطالب في تحصيل العلم . أي : بالغ في تحصيله . 
ومنه قوله تعالى : { لها اكتسبت وعليها ما اكتسبت }1 . 
7 ـ يأتي بمعنى " فَعَلَ " . نحو : قرأتُ ، واقترأتُ . وخطفت ، واختطفت . 
ـــــــــــ 
1 ـ 286 البقرة . 
8 ـ ويأتي للدلالة على الإظهار . 
نحو : اعتذر الرجل . أي : أظهر العذر . 
      واغتضب الحارس . اظهر الغضب . 
     واعتظم القائد . بمعنى : أظهر العظمة . 
ثالثا ـ معاني " افعلَّ " : 
       تغلب صيغة " افعلَّ " في الدلالة على اللون . 
نحو : احمرَّ البلح . واخضرَّ العشب ، واسود العنب . بمعنى : اشتد احمراره . 
والدلالة على العيب الحسي الملازم للمخلوق . 
نحو : اعورَّ الرجل . واعرجَّ الطفل . بمعنى : اشتد عوره ، وعرجه . 
رابعا ـ المعاني التي تكون لـ " تفعَّل " : 
1 ـ لمطاوعة " فعَّل " ، سواء أكان للتكثير . 
نحو : كسَّرت الزجاج . بمعنى : تكسَّر . 
      وحطمت الخشب . فتحطم .
      وهدمت البناء . فتهدم . 
     وأدبت الطالب . فتأدب . 
     ونبهت الرجل . فتنبه . 
     وفقهته في الدين . فتفقه .
2 ـ يأتي للاتخاذ : ويكون " تفعَّل " في هذه الدلالة مطاوع " فعّل " . ولا يأتي إلا  متعديا . والاتخاذ يعني : اتخاذ فاعل الفعل ، وجعله مفعول أصل الفعل  . 
نحو : تدير الرجل المكان . اتخذه دارا . وتسنم عليّ المجد . اتخذه سناما . 
      وتوسد محمد الثوب . اتخذه وسادة . 
3 ـ التكلف : وهو رغبة الفاعل ، واجتهاده في حصول الفعل له حقيقة . 
نحو : تشجع ، وتحلم ، وتصبر ، وتجلد ، وتكرم ، وتنوه . 
تقول : تشجع المغامر . أي : كلّف نفسه الشجاعة ليتم حصولها . 
       وتحلّم الرجل . بمعنى : كلف نفسه الحلم . 
       وتصبر المصاب . أي : تكلف الصبر . 
4 ـ للتَّجنب : و " تفعَّل " الذي للتجنب يكون مطاوع " فعَّل " وهو للدلالة على السلب ، وترك الفعل والابتعاد عنه . 
نحو : تحرّج محمد . أي : ترك الحرج . تقول : حرجت محمدا ، أي : جنبته الحرج . 
      وتأثم الرجل . بمعنى : ترك الإثم . تقول : اثمت الرجل ، أي : جنبته الإثم . 
      وتهجد فلان . بمعنى : ترك الهجود . تقول هجدت فلانا ، أي : جنبته الهجود . 
5 ـ للتدرج : وهو العمل المتكرر في مهلة ، وفي هذه الدلالة يكون " تفعل " مطاوع 
" فعّل " الذي يفيد التكثير ، وحصول الفعل مرة بعد أخرى ، ويأتي للأمور الحسية والمعنوية . 
مثال الحسية : جرعت المريض الدواء . فتجرعه ، أي : شربه جرعة بعد جرعة . 
               وحسسته المال . فتحسسه ، أي : حسه مرة بعد أخرى . 
ومثال المعنوية : علمت التلميذ المسألة . فتعلمها ، أي : علمها مرة بعد مرة . 
                وبصرت محمدا الأمر . فتبصر ، أي : بصره مرة بعد أخرى . 
                وفهمته الوضع . فتفهم ، أي : فهمه مرة بعد أخرى . 
6 ـ ويجيء " تفعّل " بمعنى " استفعل " ، وذلك فيما يختص بالطلب ، والاعتقاد لأنهما مختصين بـ " استفعل " . 
فالطلب نحو : تنجزته . أي : استنجزته ، بمعنى : طلبت نجازه ، وهو الحضور والوفاء به . 
والاعتقاد : وهو تصورك الشيء أنه على صنعة أصله . 
نحو : تعظمته . أي : استعظمته ، بمعنى : اعتقد فيه أنه عظيم . 
       وتكبر الرجل . أي : استكبر ، بمعنى : اعتقد في نفسه أنها كبيرة . 
       وتفهم واستفهم . وتأمل واستأمل . وتبصر واستبصر . وتعلّى واستعلى . 
ومنه حديث ابن عباس : " فإذا هو يتعلّى عنّي " أي : يترفع عليّ . 
ومنه قوله تعالى : { قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها }1 . 
وقوله تعالى : { إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }2 . 
وقوله تعالى : وقد أفلح اليوم من استعلى }3 . 
7 ـ ويأتي " تفعّل " بمعنى " فَعَلَ " . 
نحو : تظلمني . بمعنى : ظلمنى . 
      وتجهمني . بمعنى : جهمني . 
      وتجهَّمت الرجل . بمعنى : جهمته ، أي : كلحت في وجهه . 
ومنه حديث دعاء الرسول : " إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني " . 
أي : يلقاني بالغلظة والوجه الكريه .
8 ـ ويأتي " تفعل " مطاوع " فعَّل " الذي لجعل الشيء ذا أصله حقيقة ، أو تقديرا . 
فالحقيقة نحو : أصلته فتأصل . أي : صار ذا أصل . 
وألبته فاتألب . أي : صار ذا ألب (4) . 
ومتال التقدير : أهلته فتأهل . أي : صار ذا أهل . 
9 ـ وقد يكون مطاوع " فعّل " الذي معناه جعل الشيء نفس أصله حقيقة ، أو تقديرا . 
مثال الحقيقة : تزبب العنب . أي صار زبيبا . 
والتقدير نحو : تكلل الشيء . أي : صار إكليلا . 
ــــــــــــ 
1 ـ 12 الأعراف . 2 ـ 34 البقرة . 3 ـ 64 طه . 
4 ـ الألب : الجمع الكثير من الناس . 
خامسا ـ معاني " تفاعل " . 
         تأتي صيغة تفاعل لعدة معاني نستعرضها على النحو التالي : 
1 ـ للمشاركة بين أمرين فأكثر ، فيكون كل منهما فاعلا في اللفظ ، ومفعولا في المعنى . 
نحو : تبارز ، تصارع ، تقاتل ، تنازل ، تلاكم ، تشارك . 
تقول : تبارز محمد وعلي . 
      وتصارع خالد وأحمد وإبراهيم . 
ويمكن التفريق بين صيغة " تفاعل " وصيغة " فاعل " ، وكلاهما يفيد التشريك بأن " تفاعل " وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين فيه من غير قصد إلى التعلق له ، أي : انه يكون لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا . 
نحو : تقاتلا ، وتشاركا ، وتمازحا . 
أما " فاعل " فإنه وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين متعلقا بغيره ، مع أن الغير هو الذي فعل ذلك ، أي : أنه يكون لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر للمشاركة صريحا . 
نحو : قاتلته ، ولاطفته ، وشاركته . 
وعليه فإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعول به واحد صار لازما . 
نحو : ضارب محمد عليا . يصبح : تضارب محمد وعلي .
       وخاصم يوسف خالدا . يصبح : تخاصم يوسف وخالد . 
وإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعولين صار متعديا لمفعول به واحد . 
نحو : نازعت جاري البيت . يصبح : تنازعنا البيت . 
      وجاذب محمد خالدا الكرة . يصبح : تجاذب محمد وخالد الكرة . 
2 ـ التظاهر : وهو ادعاء الفاعل بحصول الفعل له ، وهو منتف عنه . 
     نحو : تجاهلت الأمر . أي : أظهرت من نفسي التجاهل للأمر دون الحقيقة . 
ومنه : تغافلت ، وتكاسلت ، وتعاميت ، وتناومت ، وتخاذلت ، وتمارضت . 
ومنه قول الرسول : " لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا فتذهب ريحكم " (1) . 
       والفرق بين " تفاعل " و " تفعَّل " في معنى التظاهر ، والادعاء ، أو التكلف ، أن " تفعل " في نحو : تعلّم ، وتعظَّم . 
يتكلف فيه الفاعل أصل الفعل ، ويريد حصوله فيه حقيقة ، ولا يقصد إظهار ذلك غيهاما على غيره أن ذلك فيه . 
     أما في ط تفاعل ، فإن الفاعل لا يريد ذلك حقيقة ، ولا يقصد حصوله له ، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض له . 
3 ـ للدلالة على التدرج . أي : حصول الفعل شيئا فشيئا . 
نحو : تزايد السيل .
      وتنامى المال . 
      وتواردت الأخبار . 
     وتكاثر النحل . 
4 ـ مطاوعة " فاعل " . ويقصد بالمطاوعة هنا : التأثر وقبول أثر الفعل سواء أكان التأثر متعديا . 
نحو : علمته الرماية . فتعلمها ، أي : قبل التعليم وتأثر به . 
      وفهمته المسالة . فتفهما . 
أم لازما . نحو : عدَّلت الحديد . فانعدل . 
                 وثنيته . فانثنى . بمعنى : تأثر بالعدل ، وتأثر بالثني . 
5 ـ ويأتي " تفاعل " مطاوع " فاعل " ، إذا كان فاعل لجعل الشيء ذا أصله . 
نحو : باعدته . فتباعد ، أي : بَعُدَ . 
ـــــــــــ 
1 ـ ولا تمارضوا : لا تداعوا المرض وتظهروه ، وأنتم أصحاء . 
ثالثا ـ الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف .
     يأتي الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف على عدة أوزان هي : 
1 ـ استفعل : بزيادة الهمزة والسين والتاء . 
وتكون الهمزة في أوله للتوصل إلى الساكن ، والسين والتاء للطلب . 
وهو متعد ، ولازم ، ومصدره استفعال .
المتعدي نحو : استعمل المريض الدواء . 
               واستغفر المؤمن ربه . 
               واستجلى محمد الأمر . 
               واستخرج الرجل الماء من البئر . 
واللازم نحو : استسلم العدو . 
              واستحجر الطين . 
              واستقام الظل . 
              واستعظم الأمر . 
2 ـ افعوعل : بزيادة الهمزة في أوله والواو وتضعيف العين .
ومصدره : افعوعل : افعيعال مثل : اخشوشن :اخشيشان .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اعشوشب المكان ، واخشوشن الثوب ، واغدودن الشعر .
وقد ورد منه لفظان متعديان هما : اعرورى ، واحلولى .
تقول : اعروريت الفرس . أي ركبته .
        واحلوليت الطعام . أي استطبته .
3 ـ افعوَّل : بزيادة الهمزة في أوله وواو مضعفة قبل اللام ، والمصدر : افعوَّال .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اجلوّذت الإبل ، وأصله جلذ ، بمعنى سارت سيراً سريعاً .
وقد ورد متعدياً شذوذاً نحو : اعلوط الرجل البعير ، أي تعلق بعنقه .
وقيل إن هذا الوزن مرتجلاً وليس منقولاً عن فعلٍ ثلاثي ، ولكن يرده جلذ وعلط ،فهي أصل اجلوّذ ، واعلوّط ، ومصدرها اجلوّاذ ، واعلوّاط .
4 ـ افعالّ : بزيادة الهمزة في أوله وألف بعد العين وتضعيف اللام . ومصدره : افعيلال .
ولا يكون إلا لازماً نحو : 
احمارّ البلح ، أي اشتد احمراره .
واشهاب الثوب ، أي قوي شهبه .
ومن ما يكون مرتجلاً نحو : 
اقطار العشب : أي أخذ في الجفاف .   
وابهار الليل ، إذا أظلم .
وهناك وزنان مرتجلان هما : 
1 ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون بعد العين وإحدى اللامين .
ومصدره : افعنلال مثل : اقعنساس . 
ولا يكون إلا لازماً نحو : 
اقعنسس الرجل ، أي دخل ظهره وخرج صدره .
2 ـ افعنلى :بزيادة الهمزة في أوله ، والنون بعد العين ، والياء في آخره .
ومصدره : افعلناء ، مثل : اسلنقاء . 
ولا يكون إلا لازماً نحو : 
اسلنقى الرجل ، أي نام على ظهره .
واحرنبى الديك ، إذا نفش ريشه .
وابرنتى الغلام ، استعد للأمر . 
وقد ورد متعدياً في فعلين لا ثالث لها كما ذكر الصرفيون وهما :
اغرندى محمد فلاناً ، أي غلبه ، ومثله .
واسرندى . إذ هما بمعنى واحد .
ومنه قول الشاعر :
قد جعل النعاس يغرنديني          أدفعه  عني  ويسرنديني .
تنبيه : ذكرنا هذين الوزنين في مزيد الثلاثي تبعاً للأصل ، وقد ذكرهما بعض الصرفيين في مزيد الرباعي .
المعاني التي تخرج لها أوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف :
1 ـ الأوزان : افعوعل ، وافعوّل ، وافعالّ ، افعنلل ، افعنلى . 
افعوعل : نحو : اغدودن النبات ، إذا خضر وضرب إلى السواد من شدة ريه . 
ونحو : اعشوشبت الأرض ، صارت ذات عشب كثير . 
افعوّل : نحو : احلوّز البعير ، زاد في سرعته . 
افعالّ : نحو : اسوادّ الليل ، اشتد سواده .
وهو مختص بالألوان والعيوب الحسية الثابتة .
مثل : اعوارّ الرجل ، واعراجّ الغلام ، إذا اشتد عوره وعرجه .
افعنلل : نحو : اقعنسست الإبل أي اشتدت في السير . 
افعنلى : نحو : اغرنديته بالضرب ، أي أعليته واشتدت عليه بالضرب .
2 ـ استفعل : يأتي وزن استفغل لكثير من المعاني وهي على النحو التالي : 
1 ـ للسؤال غالباً : وهو الطلب والاستدعاء ، ويعني نسبه الفعل إلى الفاعل لإرادة تحصيل المشتق منه حقيقة نحو : 
استكثبت الطالب ، أيطلبت منه الكتابة . 
واستعطيت محمداً ، طلبت منه العطية . 
استغفرت ربي ، طلبت منه الغفران . 
أو مجازاً نحو : استخرجت الماء من البئر ، فطلب الإستخراج غير صحيح بل هو معنى . ويقصد به الاجتهاد في استخراجه والحصول عليه .
واستلهمت القول ، واستوحيت الشعر .
2 ـ للتحول والتشبيه : وهو أن يصبر الفاعل متصفاً أو متشبهاً بصفة الفعل الذي اشتق منه ، ويكون التحول إما حقيقة نحو : 
استحجر الطين ، أي صار حجراً حقيقة . 
واستحصن المهر ، أي صار حصاناً .
أو مجازاً وهو المقصود بالتشبيه :
نحو :استحجر الطين ، أي صار شبيهاً للحجر في صلابته .
ونحو : واستأسد الرجل ، أي صار شبيهاً بالأسد في شجاعته . 
ومنه قولهم : إن البغاث بأرضنا تستنسر ، أي تصير شبيهة النسر في قوته .
ونحو : استنوق الجمل ، صار شبيهاً بالناقة .
        استتيست الشاة ، أي صارت شبيهة بالتيس .
3 ـ الإصابة : وهو الاعتقاد بأن الفاعل على صفة الفعل .
نحو : استحسنت كلامه ، أي اعتقدت أنه حسناً . 
       واستكرمت محمداً ، أي اعتقدت فيه الكرم .  
       واستعذبت الماء ، اعتقدته عذباً .
       واستملحت الطعام ، اعتقدته ملحاً .
4 ـ للاتخاذ : نحو : 
استلأم الرجل ، أي لبس لامة الحرب . 
واستنطق المحارب ، أي نطاقه .
5 ـ لاختصار الحكاية : نحو :
استرجع الرجل ، مثال إنا لله وإنا إليه راجعون . 
6 ـ للقوة : نحو :
استُهتر واستكبر ، أي قوى هتره وكبره .
7 ـ للمصادفة : نحو : 
استبخلت علياً ، أي صادفته بخيلاً .
واستكذبت يوسف ، أي صادفته كاذباً .
8 ـ ويكون بمعنى " أفعل " نحو : 
استخلف لأبنائه ، أي أخلف لهم . واستيقن وأيقن . 
ويكون بمعنى " فعل " نحو : 
استقر في مكانه ، أي قَرّ في مكانه . 
واستعلى وعلا ، واستسخر وسخر ، ومنه قوله تعالى : { وإذا رأوا آية يستسخرون } 1. 
واستهزأ وهزأ .
10 ـ ويكون مطاوع " أفعل " نحو :
أحكمته فاستحكم . وواقفته فاستوقف . وأقمته فاستقام .
11 ـ ويكون بمعنى "تفعّل " نحو :
تعظم واستعظم . وتكبر واستكبر .
ــــــــــــ
1 ـ 14 الصافات .
  ثانياً ـ المزيد من الرباعي ومعانيه .
الفعل الرباعي المجرد تكون زيادته إما حرف وإما حرفان .
1 ـ الرباعي المزيد بحرف وله وزن واحد هو " تفعلل " بزيادة تاء في أوله .     
ومصدره : تفعللا . نحو : تدحرج تدحرجاً .
والغالب في هذا الوزن ألا يكون متعدياً ويدل على مطاولة الفعل المجرد . 
نحو : بعثرت الحب ، فتبعثر الحب .
       ودحرجت الكرة ، فتدحرجت .
       ولملمت الخرز ، فتلملم . 
       وطمأنت والدي ، فتطمأن . 
ويلحق به الأوزان التالية :
تفيعل مثل : تشيطن ، أي فعل فعلاً مكروهاً . 
وتفعلى مثل : تسلقى وتقلسى ، فالأولى استلقى على ظهره والثانية لبس القلنسوة . 
وتفعنل مثل : تقلنس ، لبس القلنسوة أيضاً .
وتفوعل مثل : تجورب ، أي لبس الجورب . 
وتمفعل مثل : تمسكن أي لبس المسكنة . 
وتفوعل مثل : ترهوك ، أي تبختر في مشيته .
وتفعلل مثل : تجلبب ، أي لبس الجلباب .
2 ـ الرباعي المزيد بحرفين وله وزنان :
أ ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون في وسطه ، ومصدره : افعنلال . 
ويدل على مطاوعة الفعل المجرد ولا يكون إلا لازماً . 
نحو : حرجم الراعي الإبل فاحرنجمت ، أي فاجتمعت .
ولحق بهذا الوزن ما ذكرناه في باب الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف وهو وزن " افعنلل " أيضاً ومثلنا له بقولهم : اقعنسست الإبل ، واسلنقى الرجل .
تنبيه : والفرق بين احرنجم واقعنسس مع اتحاد مصدريهما في الحروف والحركات والسكنات ، أن الفعل احرنجم لاماه أصليتان .
أما الفعل اقعنسس فإحدى لاميه زائدة للإلحاق . 
ولا يكون زائد الإلحاق في أول الكلمة ولا يكون حرف تضعيف ولا ألفاً زائدة .
ب ـ افعللَّ : بزيادة الهمزة في أوله وتضعيف اللام في آخره .
ومصدره : افعللال . نحو :اطمأنّ اطمئنان .
ويأتي للمبالغة في الشيء ولا يكون إلا لازماً ، نحو :
اقشعر البدن ، إذا اشتدت قشعريرته . 
واكفهرت الوجوه ، إذا اشتد تجهمها .
واطمأنت القلوب ، زادت طمأنينتها .
تنبيه 1 : يشبه وزن " افعللّ " وزن " افعلّ " في الثلاثي الذي يختص بالألوان كأحمر وأصفر ، وذلك ما جعله لازماً .
 2 : لا يلزم في كل مجرد أن يستعمل له مزيد ، ولا في كل مزيد أن يستعمل له مجرد ولا فيما استعمل فيه بعض المزيدات أن يستعمل فيه البعض الآخر ، بل المعول في كل ذلك على السماع ما عدا الثلاثي اللازم  فتطرد زيادة الهمزة في أوله للتعدية تقول : ذهب وأذهب ، ومنه قوله تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } 34 فاطر. ومنه خرج وأخرج ، وحضر وأحضر على الكتاب .
 3 ـ دلالات أبنية الأسماء ، لا تكون إلا في الأسماء المشتقة ، وأبنية المصادر والجموع ، أما الأسماء الجامدة فليس لأبنيتها دلالة مدركة .
 
+-+Copy.jpg)
