الأحد، 12 فبراير 2012

شخصيات تاريخية - مسلمون - القاهر بالله الخليفة العباسى


القاهر بالله

أبو منصور محمد القاهر بالله، هو أبو منصور محمد بن المعتضد ابن طلحة بن المتوكل القاهر بالله من خلفاء الدولة العباسية. ولد في سنة 286 هـ. أمه أم ولد فتنة.
توليه الخلافة
لما قتل المقتدر أحضر هو و محمد بن المكتفي فسألوا ابن المكتفي أن يتولى فقال لا حاجة لي في ذلك وعمي هذا أحق به فكلم القاهر فأجاب فبويع ولقب القاهر بالله كما لقب به في سنة سبع عشرة.
حدث في خلافته
  • أول ما فعل أن صادر آل المقتدر وعذبهم وضرب أم المقتدر حتى ماتت في العذاب.
  • في سنة 321هـ شغب عليه الجند واتفق مؤنس و ابن مقلة وآخرون على خلعه بابن المكتفي فتحيل القاهر عليهم إلى أن أمسكهم وذبحهم وطين على ابن المكتفي بين حيطتين. وأما ابن مقلة فاختفى فأحرقت داره ونهبت دور المخالفين ثم أطلق أرزاق الجند فسكنوا واستقام الأمر للقاهر وعظم في القلوب وزيد في ألقابه المنتقم من أعداء دين الله ونقش ذلك على السكة. وفي هذه السنة أمر بتحريم القيان والخمر وقبض على المغنين ونفى المخانيث وكسر آلات اللهو وأمر ببيع المغنيات من الجواري على أنهن سواذج وكان مع ذلك لا يصحو من السكر ولا يفتر عن سماع الغناء.
  • في سنة 322هـ ظهرت الديلم وذلك لأن أصحاب مرداويج دخلوا أصبهان وكان من قواده علي بن بويه فاقتطع مالا جليلا فانفرد عن مخدومه ثم التقى هو ومحمد بن ياقوت نائب الخليفة فهزم محمد واستولى ابن بويه على فارس وكان بويه فقيراً صعلوكاً يصيد السمك رأى كأنه بال فخرج من ذكره عمود نار ثم تشعب العمود حتى ملأ الدنيا فعبرت بأن أولاده يملكون الدنيا ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت عليه النار فمضت السنون وآل الأمر على هذا إلى أن صار قائداً لمرداويج ابن زياد الديلمي فأرسله يستخرج له مالا من الكرخ فاستخرج خمسمائة ألف درهم وأتى همذان ليملكها فغلق أهلها في وجهه الأبواب فقتلهم وفتحها عنوة وقيل صلحاً ثم صار إلى شيراز. ثم إنه قل عنده من مال فنام على ظهره فخرجت حية من سقف المجلس فأمر بنقضه فخرجت صناديق ملأى ذهباً فأنفقها في جنده. وطلب خياطاً يخيط له شيئاً وكان أطروشاً فظن أنه قد سعى به فقال والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً لا أعلم ما فيها فأحضرت فوجد فيها مالا عظيماً. وركب يوماً فساخت قوائم فرسه فحفروه فوجدوا فيه كنزاً واستولى على البلاد وخرجت خراسان وفارس عن حكم الخلافة. وفي هذه السنة قتل القاهر إسحاق بن إسماعيل النوبختي الذي قد كان أشار بخلافة القاهر ألقاه على رأسه في بئر وطمت وذنبه أنه زايد القاهر قبل الخلافة في جارية واشتراها فحقد عليه.
وفاته
تحرك الجند عليه لأن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه ويقول لهم: إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم وغير ذلك فأجمعوا على الفتك به فدخلوا عليه بالسيوف فهرب فأدركوه وقبضوا عليه في سادس من جمادى الآخرة وبايعوا أبا العباس محمد بن المقتدر ولقبوه الراضي بالله ثم أرسلوا إلى القاهر الوزير والقضاة أبا الحسين بن القاضي أبي عمر و الحسن بن عبد الله بن أبي الشوارب و أبا طالب بن البهلول فجاءه فقيل له ما تقول قال أنا أبو منصور محمد بن المعتضد لي في أعناقكم بيعة وفي أعناق الناس ولست أبرئكم ولا أحللكم منها فقوموا فقاموا فقال الوزير يخلع ولا نفكر فيه أفعاله مشهورة وقال القاضي أبو الحسين فدخلت على الراضي وأعدت عليه ما جرى وأعلمته أني أرى إمامته فرضاً فقال: انصرف ودعني وإياه فأشار سيماء مقدم الحجرية على الراضي بسلمه فكحله بمسمار محمى. قال محمود الأصبهاني: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفكه الدماء فامتنع من الخلع فسملوا عينيه حتى سالتا على خديه. وقال الصولي: كان أهوج سفاكاً للدماء قبيح السيرة كثير التلون والاستحالة مدمن الخمر ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنسل. وكان قد صنع حربة يحميها فلا يطرحها حتى يقتل بها إنساناً. وتوفي في سنة 339 هـ. عن ثلاث وخمسين سنة. وكان له من الولد: عبد الصمد وأبو القاسم وأبو الفضل وعبد العزيز.
مات في عهده
مات في أيامه من الأعلام: الطحاوي شيخ الحنفية و ابن دريد و أبو هاشم الجبائي وآخرون.