الأحد، 12 فبراير 2012

شخصيات تاريخية - مسلمون - المطيع لله الخليفة العباسى


المطيع لله


المطيع لله ، هو أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن المعتضد من خلفاء الدولة العباسية. ولد سنة 301 هـ. أمه أم ولد اسمها شغله.
الخلافة
وبويع له بالخلافة عند خلع المستكفي في جمادى الآخرة سنة 334هـ وقرر له معز الدولة كل يوم نفقة مائة دينار فقط..
حدث في خلافته
  • في سنة 334هـ من خلافته اشتد الغلاء ببغداد حتى أكلوا الجيف والروث وماتوا على الطرق وأكلت الكلاب لحومهم وبيع العقار بالرغفان ووجد الصغار مشوية مع المساكين واشترى لمعز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم والكر سبعة عشر قنطاراً بالدمشقي. وفيها وقع بين معز الدولة وبين ناصر الدولةبن حمدان فخرج لقتاله ومعه المطيع ثم رجع والمطيع معه كالأسير. وفيها مات الأخشيد صاحب مصر وهو محمد بن طغج الفرغاني والأخشيد ملك الملوك وهو لقب لكل من ملك فرغانة كما أن الأصبهذلقب ملك طبرستان وصول ملك جرجانو خاقان ملك الترك و الأفشين ملك أشروسنة و سامان ملك سمرقند وكان الأخشيد شجاعاً مهيباً ولي مصر من قبل القاهر وكان له ثمانية آلاف مملوك وهو أستاذ كافور. وفيها مات القائم العبيدي صاحب المغرب وقام بعده ولي عهده ابنه المنصور بالله إسماعيل وكان القائم شراً من أبيه زنديقاً ملعوناً أظهر سب الأنبياء وكان مناديه ينادي العنوا الغار وما حوى وقتل خلقاً من العلماء.
  • في سنة 335هـ جدد معز الدولة الإيمان بينه وبين المطيع وأزال عنه التوكيل وأعاده إلى دار الخلافة.
  • في سنة 338هـ سأل معز الدولة أن يشرك معه في الأمر أخاه على ابن بويه عماد الدولة ويكون من بعده فأجابه المطيع ثم لم ينشب أن مات عماد الدولة من عامه فأقام المطيع أخاه ركن الدولة والد عضد الدولة.
  • في سنة 339هـ أعيد الحجر الأسود إلى موضعه وجعل له طوق فضة يشد به وزنه ثلاثة آلاف وسبعمائة وستون درهماً ونصف. وقال محمد بن نافع الخزاعي: تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع فإذا السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر عظم الذراع.
  • في سنة 341هـ ظهر قوم من التناسخية فيهم شاب يزعم أن روح علي انتقلت إليه وامرأته تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها وآخر يدعى أنه جبريل فضربوا فتعززوا بالإنتماء إلى أهل البيت فأمر معز الدولة بإطلاقهم لميله إلى أهل البيت فكان هذا من أفعاله الملعونة. وفيها مات المنصور العبيدي صاحب المغرب بالمنصورية التي مصرها وقام بالأمر ولي عهده ابنه معد ولقب بالمعز لدين الله وهو الذي بنى القاهرة وكان المنصور حسن السيرة بعد أبيه وأبطل المظالم فأحبه الناس وأحسن أيضاً ابنه السيرة وصفت له المغرب.
  • في سنة 343هـ خطب صاحب خراسان للمطيع ولم يكن خطب له قبل ذلك فبعث إليه المطيع اللواء والخلع.
  • في سنة 344هـ زلزلت مصر زلزلة صعبة هدمت البيوت ودامت ثلاث ساعات وفزع الناس إلى الله بالدعاء.
  • في سنة 346هـ نقص البحر ثمانين ذراعاً وظهر فيه جبال و الجزائر وأشياء لم تعهد وكان بالري ونواحيها زلازل عظيمة وخسف ببلد الطالقان ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الري واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها وقذفت الأرض عظام الموتى وتفجرت منها المياه وتقطع بالري جبل وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف النهار ثم خسف بها وانخرقت الأرض خروقاً عظيمة وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم هكذا نقل ابن الجوزي.
  • في سنة 347هـ عادت الزلازل بقم وحلوان و الجبال فأتلفت خلقاً عظيماً وجاء جراد طبق الدنيا فأتى على جميع الغلات والأشجار.
  • في سنة 350هـ بنى معز الدولة ببغداد داراً هائلة عظيمة أساسها في الأرض ستة وثلاثون ذراعاً. وفيها قلد القضاء أبا العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب وركب بالخلع من دار معز الدولة وبين يديه الدبادب والبوقات وفي خدمته الجيش وشرط على نفسه أن يحمل في كل سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم وكتب عليه بذلك سجلا وامتنع المطيع من تقلده ومن دخوله عليه وأمر أن لا يمكن من الدخول إليه أبداً. وفيها ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة وكل ذلك عقب ضعفة ضعفها وعوفي منها. وفيها أخذت الروم جزيرة أقريطش من المسلمين وكانت فتحت في حدود الثلاثين والمائتين. وفيها توفي صاحب الأندلس الناصر لدين الله وقام بعده ابنه الحاكم.
  • في سنة 351هـ كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقها من فدك ومن منع الحسن أن يدفن مع جده ولعنة من نفى أبا ذر ثم إن ذلك محي في الليل فأراد معز الدولة أن يعيده فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب مكان ما محي لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرحوا بلعنة معاوية فقط.
  • وفي سنة 352هـ يوم عاشوراء الزم معز الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الطباخين من الطبيخ ونصبوا القباب في الأسواق وعلقوا عليها المسوح وأخرجوا نساء منتشرات الشعور يلطمن في الشوارع ويقمن المأتم على الحسين وهذا أول يوم نيح عليه فيه ببغداد واستمرت هذه البدعة سنين. وفي 12 ذي الحجة منها عمل عيد غدير خم وضربت الدبادب. وفي هذه السنة بعث بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة والالتصاق في الجنب ولهما بطنان وسرتان ومعدتان ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما ولكل واحد كفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وإحليلان وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر يميل إلى المرد ومات أحدهما وبقي أياماً وأخوه حي فأنتن وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصل الميت من الحي فلم يقدروا ثم مرض الحي من رائحة الميت ومات.
  • في سنة 353هـ عمل لسيف الدولة خيمة عظيمة ارتفاع عمودها خمسون ذراعاً.
  • في سنة 354هـ ماتت أخت معز الدولة فنزل المطيع في طيارة إلى دار معز الدولة يعزيه فخرج إليه معز الدولة ولم يكلفه الصعود من الطيارة وقبل الأرض مرات ورجع الخليفة إلى داره. وفيها بنى يعقوب ملك الروم قيسارية قريباً من بلاد المسلمين وسكنها ليغير كل وقت.
  • في سنة 356هـ مات معز الدولة فأقيم ابنه بختيار مكانه في السلطنة ولقبه المطيع عز الدولة.
  • في سنة 357هـ ملك القرامطة دمشق ولم يحج أحد فيها لا من الشام ولا من مصر وعزموا على قصد مصر ليملكوها فجاء العبيديون فأخذوها وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وذلك أن كافوراً الأخشيدي صاحب مصر لما مات اختل النظام وقلت الأموال على الجند فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه مصر فأرسل مولاه جوهراً القائد في مائة ألف فارس فملكها ونزل موضع القاهرة اليوم واختطها وبنى دار الإمارة للمعز وهي المعروفة الآن بالقصرين وقطع خطبة بني العباس ولبس السواد وألبس الخطباء البياض وأمر أن يقال في الخطبة اللهم صلي على محمد المصطفى وعلى على المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله وذلك كله في شهر شعبان سنة 358هـ.
  • في ربيع الآخر سنة 359هـ أذنوا في مصر بحي على خير العمل وشرعوا في بناء الجامع الأزهر ففرغ في رمضان سنة 361هـ.
  • في سنة 359هـ انقض بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنه شعاع الشمس وسمع بعد انقضاضه صوت كالرعد الشديد.
  • في سنة 360هـ أعلن المؤذنون بدمشق في الأذان بحي على خير العمل بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعز بالله ولم يجسر أحد على مخالفته. * في سنة 362هـ صادر السلطان بختيار المطيع فقال المطيع: أنا ليس لي غير الخطبة فإن أحببتم اعتزلت فشدد عليه حتى باع قماشه وحمل أربعمائة ألف درهم وشاع في الألسنة أن الخليفة صودر. وفيها قتل رجل من أعوان الموالي ببغداد فبعث الوزير أبو الفضل الشيرازي من طرح النار من النحاسين إلى السماكين فاحترق حريق عظيم لم ير مثله واحترقت أموال وأناس كثيرون في الدور والحمامات وهلك الوزير من عامه لا رحمه الله. وفي رمضان من هذه السنة دخل المعز إلى مصر ومعه توابيت آبائه.
  • في سنة 363هـ قلد المطيع القضاء أبا الحسن محمد بن أم شيبان الهاشمي بعد تمنع وشرط لنفسه شروطاً منها أن لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا يشفع إليه فيما يخالف الشرع وقرر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم ولحاجبه مائة وخمسين وللفارض على بابه مائة ولخازن ديوان الحكم والأعوان ستمائة وكتب له عهد صورته هذا ما عهد به عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصورة و المدينة الشرقية من الجانب الشرقي والجانب الغربي و الكوفة و سقي الفرات و واسط و كرخي و طريق الفرات و دجلة و طريق خراسان و حلوان و قرميسين وديار مضر وديار ربيعة وديار بكر و الموصل و الحرمين و اليمن ودمشق و حمص وجند قنسرين والعواصم ومصر و الإسكندرية وجند فلسطين و الأردنوأعمال ذلك كلها ومن يجري من ذلك من الأشراف على من يختاره من العباسيين بالكوفة وسقي الفرات وأعمال ذلك وما قلده إياه من قضاء القضاة وتصفح أحوال الحكام والاستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام من سائر النواحي والأمصار التي تشتمل عليه المملكة وتنتهي إليها الدعوة وإقرار من يحمد هديه وطريقه والاستبدال بمن يذم شيمته وسجيته احتياطاً للخاصة والعامة وجنوا على الملة والذمة عن علم بأنه المقدم في بيته وشرفه المبرز في عفافته الزكي في دينه وأمانته الموصوف في ورعه ونزاهته المشار إليه بالعلم والحجى المجمع عليه في الحلم والنهي البعيد من الأدناس اللابس من التقى أجمل اللباس النقي الحبيب المحبو بصفاء الغيب العالم بصالح الدنيا العارف بما يفسد سلامة العقبى أمره بتقوى الله فإنها الجنة الواقية وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل فيه رويته ويرتب عليه حكمه وقضيته إمامه الذي يفزع إليه وان يتخذ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مناراً يقصده ومثالا يتبعه وان يراعي الإجماع وان يقتدي بالأئمة الراشدين وان يعمل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع وأن يحضر مجلسه من يستظهر بعلمه ورأيه وأن يسوي بين الخصمين إذا تقدما إليه في لحظه ولفظه ويوفي كلاً منهما من إنصافه وعدله حتى يأمن الضعيف حيفه وييأس القوي من ميله وأمره أن يشرف على أعوامه وأصحابه ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه إشرافاً يمنع من التخطي إلى السيرة المحظورة ويدفع عن الإسفاف إلى المكاسب المحجورة. وذكر من هذا الجنس كلاماً طويلاً. قلت: كان الخلفاء يولون القاضي المقيم ببلدهم القضاء بجميع الأقاليم والبلاد التي تحت ملكهم ثم يستنيب القاضي من تحت أمره من شاء في كل إقليم وفي كل بلد ولهذا كان يلقب قاضي القضاة ولا يلقب به إلا من هو بهذه الصفة ومن عداه بالقاضي فقط أو قاضي بلد كذا وأما الآن فصار في البلد الواحد أربعة مشتركون كل منهم يلقب قاضي القضاة ولعل آحاد نواب أولئك كان في حكمه أضعاف ما كان في حكم الواحد من قضاة القضاة الآن ولقد كان قاضي القضاة إذ ذاك أوسع حكماً من سلاطين هذا الزمان.
خلعه من الخلافه
في سنة 336هـ حصل للمطيع فالج وثقل لسانه فدعاه حاجب عز الدولة الحاجب سبكتكين إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله ففعل وعقد له الأمر في يوم الأربعاء 13 ذي القعدة فكانت مدة خلافة المطيع تسعاً وعشرين سنة وأشهراً وأثبت خلعه على القاضي ابن أم شيبان وصار بعد خلعه يسمى الشيخ الفاضل.
وفاته
خرج المطيع إلى واسط مع ولده فمات في المحرم سنة أربع وستين 364هـ.
مات في عهده
مات في أيام المطيع من الأعلام: الخرقي شيخ الحنابلة و أبو بكر الشلبي الصوفي و ابن القاص إمام الشافعية و أبو رجاء الأسواني و أبو بكر الصولي و الهيثم بن كليب الشاشي و أبو الطيب الصعلوكي و أبو جعفر النحاس النحوي و أبو نصر الفارابي و أبو إسحاق المروزي إمام الشافعية و أبو القاسم الزجاجي النحوي و الكرخي شيخ الحنفية و ابن الحداد صاحب الفروع و أبو علي ابن أبي هريرة من كبار الشافعية و أبو عمر الزاهد و المسعودي صاحب مروج الذهب و ابن درستويه و أبو علي الطبري أول من جرد الخلاف و الفاكهي صاحب تاريخ مكة و المتنبي الشاعر و ابن حبان صاحب الصحيح و ابن شعبان من أئمة المالكية وأبو علي القالي و أبو الفرج صاحب الأغاني.