الأحد، 19 فبراير 2012

موسوعة اللغة العربية - علم النحو : المثنى وأحكامه


علم النحو : المثنى وأحكامه


المثنى: اسم لحقته ألف ونون مكسورة، في حالة الرفع. وياء ونون مكسورة، في حالة النصب والجرّ، ليدلّ على اثنين. نحو: كتاب + انِ = كتابانِ و: كتابَ + يْنِ = كتابَيْنِ.
تنبيه: في اللغة ثلاث كلمات مفردات هي: [أبٌ - أخٌ - حمٌ]، يجعل العربيّ في آخرها واواً، عند تثنيته لها، فيقول: [أبَوانِ - أخَوانِ - حَمَوانِ] و[أبوين- أخوين - حَمَوين]

فوائد في نماذج فصيحة:

أ- التعبيرعن المثنى بالمفرد والجمع:
إن من ينعم النظر في استعمال العرب للمثنى، يجد من التوسع في ذلك، ما لا يجده في سواه. ودونك نماذج من هذا:
· فمن التعبير عن المثنى بالمفرد قول الفرزدق يهجو جريراً (معاني القرآن 1/308 + أمالي ابن الشجري 1/12):
[كأنّه وجهُ تُركِيّيْنِ قد غَضِبَا] وإنما يريد: [كأنه وَجْهَاْ تركيَّين].
· ومنه قول المتنبي (الخزانة 7/551):
حَشايَ على جَمْرٍ ذكِيّ من الغَضا وعَينايَ في روضٍ من الحُسن تَرتَعُ
وإنما يريد: [ترتعان].
· ومن التعبير عن المثنى بالجمع: ]والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما[ (المائدة 5/38) والمراد: [يداهما] لا أيديهما الأربع. وقولُه: ]فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون[ (الشعراء 26/15) والمراد: [إنا معكما]. وقولُه: ]إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما[ (التحريم 66/4) والمراد: [صغا قلباكما].

ب- التعبير بالمثنى عن المفرد والجمع:
· فمن التعبير به عن المفرد: ]أَلْقِيَا في جهنم كل كفار عنيد[ (ق 50/24) والمراد: [ألقِ]، إذ الخطاب لمفرد هو [مالك].
· ومنه قول جرير:
فجَعَلْنَ مدفع عاقلَين أيامِناً وجعلن أَمعَزَ رامَتَيْنِ شِمالا
وأراد بقوله: [عاقلين] جبلاً اسمه عاقل، وأراد بـ [رامتين] موضعاً اسمه رامة.
· ومنه أيضا قول المتنبي:
أَبدَيْتِ مثلَ الذي أبديتُ مِن جَزَعٍ ولَم تُجِنّي الذي أَجْنَنْتُ مِن أَلَمِ
إذاً لَبَزّكِ ثوبَ الحُسنِ أَصْغَرُهُ وصِرتِ مِثليَ في ثوبَينِ مِن سَقَمِ
وإنما أراد: [في ثوب من سقم].
· ومن التعبير به عن الجمع: ]إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم[
(الحجرات 49/10) والمراد: [فأصلحوا بين إخوتكم]

عرف النحاة المثنى بإنه الاسم الدال على اثنين أو اثنتين
مفقين في الحروف والحركات ،والمعنى، وذلك عن طريق زيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره ،وهو صلح لأنه يتجرد من هذة الزيادة ،ويعطف مثله عليه . قال تعالى :
{قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلواعليهم الباب}
{فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه} .
فكلمة (رجلان) مثنى ،لأن في آخرها ألفا ونونا ،يمكن أن تتجرد الكلمة منهما ، ونقول : رجل ورجل . وهما متفقان في الحروف والحركات والمعنى .

ممكن أن نقول إن مايأتي ليس من المثنى حقيقة :
أولا : مايدل على المفرد وإن كان أصله مثنى ، نحو رجلان وهو المشي على رجليه ، رمضان ، مروان . بالرغم من أنها تنتهي بألف ونون إلا أنها مفرد .

ثانيا : مايدل على اثنتين ، نحو : غربــان ، غلمـــان ، فظاهرهما
يوهم أنها مثنى إلا أنها تدل على أكثر من اثنين .

ثالثا : مايدل على اثنتين ، ولكن اللفظين مختلفان ، نحو : الأبوين ، ويقصد به الأب والأم ، فغلب المذكر على المؤنث ، ومثل هذا اللفظ ليس بالمثنى ولكن يلحق بالمثنى .

رابعا : مايدل على اثنين ، ولكن اللفظين مختلفان في الحركات ، نحو : العمريين ، والمراد _ عمر بن الخطاب ، عمرو بن هشام فغلب عمر على عمرو ، وذلك ايضا ملحق بالمثنى وليس مثنى .

خامسا : مايدل على اثنتين ، ولكن اللفظين مختلفان في المعنى فقط ، نحو : العينين ، ومعناها العين المبصرة , وعين الماء
وهنا ليس بالمثنى حقيقة وإنما ملحق بالمثنى .

سادسا : مايدل على اثنين وذلك عن طريق العطف بالواو ، نحو :
حضر محمد ومحمد .

سابعا : مايدل على اثنين دون أن تلحقة الألف والنون أو الياء والنون نحو : زَوْج فمعنى التثنية متضمن فيهما .

ثامنا : مايدل على اثنين أو اثنتين بالرغم من تحررها من زيادة الألف والنون أو الياء والنون ، نحو : كلا وكلتا ، وهما من الألفاظ الملحقة بالمثنى ،شريطة أن يكون بعدهما ضمير .

حــكــم المــثــنــى :
يعرب المثنى كالآتي : يرفع المثنى وعلامة رفعه الألف ، وينصب وعلامة نصبه الياء ، ويجر وعلامة جرة الياء .
ويلاحظ أن النون في المثنى دائما مكسورة ، أما ما قبل الياء فدائما مفتوح ، نقول : جاء رجلان _ وشاهدت الرجلين _ مررت بالرجلين .
_وهذا الإعراب هو أشهر الأقوال في إعراب المثنى ، ومن العرب من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله الإعرابية_ماعدا كلا وكلتا_
ويعرب بحركات مقدرة على الألف ، وذلك كالاسم المقصور ، فيقولون : جاء المدرسـان_شاهدت المدرسـان_فرحت بالمدرسان

الـمـلـحـق بالـمـثـنـى :
ألحق النحاة بالمثنى بعض الأسماء ، بيانها كالآتي :
1_هذان ، وهاتان من أسماء الإشارة ، واللذان ، واللتان ، من الأسماء الموصولة ، وهذه الأسماء ملحقة بالمثنى ، لأنها ليست مثناه : حقيقة ، ولكنها صيغ وضعت للمثنى .
2_اثنان ، واثنتان ، وثنتان ، فهذه الأسماء أيضا قد وضعت للدلالة على المثنى ، وليس لها مفرد ، وهي ملحقه بالمثنى في كل أحوالها ،سواء اكانت مفردة أم مركبة مع العشرة .
3_الأعلام التي لفظها مثنى ،مثل : شعبان ، حسنين ، رمضان ،
وإعراب هذه الأسماء كما قال النحويين _ أن تظل كما هي على أصل وضعها ،بالألف والنون ، في كل أحوالها الإعرابية ، وأن يكون إعرابها بالحركات على آخرها ، فنقول : جاء مروانُ _ شاهدت مروانَِ .
4_الأسماء التي غلب فيها أحد المفردين على الاخر ، نحو القمرين (الشمس والقمر)_العينين .
5_كلا وكلتا " شريطة أن يضافا إلى ضمير ، نحو : خرج الطالبان كلاهما _ سلكت على الطالبين كليهما .
أما إذا أضيف إلا الأسم الظاهر فإنهما يلزمان الألف في آخرهما ،
ويعربان بالحركات المقدرة على الألف ، وذلك كالأسم المقصور مثل : وقف كلا الرجلين .
ولكن إذا (كلا وكلتا)أضيفتا إلى ضمير فيختلف إعرابهما من جملة إلى جملة ، فأحيانا تعرب توكيدا معنويا _ومبتدأ _ وخبر .

الشروط الواجب توافرها فيما يثنى :
أولا : أن يكون الإسم معربا ولهذا فالإسم المبنى لايثنى مثل :
هذان وهاتان والذان واللتان وردت عن العرب معربه بالرغم من أن المفرد من أسماء الأشارة والأسماء الموصوله مبني ،وهذا لايقاس عليه .
ثانيا : أن يكون الاسم مفردا ، فلا يثنى جمع المذكر السالم ولا المؤنث السالم ،أما الجمع التكسير واسم الجمع ،واسم الجنس
فممكن أن يثنى كل منهما في بعض الأحيان نحو : رهط رهطين
ثالثا : أن يكون الاسم نكرة ،لذلك لايثنى العلم إلا إذا ذكر ثم يعاد إلى التعريف مرة أخرى وذلك بإضافة أل إليه فنقول : المحمدان
أو بإدخال حرف النداء عليه مثل : يامحمدان .
أو بإضافته إلى معرفة .
رابعا : أن يكون الأسم غير مركب ،ولذلك لايثنى المركب الإسنادي نحو : فتح الله ، وكذلك المركب المزجي ، نحو حضر موت- بعلبك
والمركب العددي أحد عشر _ثلاثة عشر ...
إلا أنه يمكن تثنيتة هذه المركبات بطريق غير مباشر وذلك بلإتيان بكلمة (ذو)للمذكر و(ذات أو ذوات )للمؤنث .
وتوضع في صدر التركيب ،لتوصل معنى التثنية إليه وتعرب بالحروف ، فترفع باواو وتنصب وتجر بالياء .
مثلا : مررت بذوى فتح الله
جاء ذوا سيبويه
جاء ذوا أحد عشر
أما التركيب الإضافي ، مثل : عبد الله ـ عبد الرحمن فاتفق النحاه على تثنيته وذلك عن طريق تثنية الصدر وإعرابه بالحروف وإبقاء المضاف إليه على حاله مثل : سلمت على عبدى الله .
خامسا : أن يتفق اللفظان المراد تثنيتها في الحروف وعددها وضبطها ، فإذا وجد خلاف بين اللفظين في شيء امتنعت التثنيه
سادسا : أن يتفق اللفظان ، المراد تثنيتهما في المعنى ،أما إذا اختلفا في المعنى مثل عين فلا يجوز فيهما التثنية إلا ماوردعن العرب .
سابعا : أن يكون للإسم نظير له في الوجود .
ثامنا : ألا يستغنى بنثنية غيره عن تثنيته هو ، مثل : سواء فلم يقولوا : سواآن _ لأنهم ثنوا غيرها سيان واكتفوا بها .