علم العروض : بحر السريع
ومفتاحه هو: بحر سريع ما له ساحـل...مستفعلن مستفعلن فاعلن
بناء أبيات هذا البحر على ( مستفعلن ، مستفعلن ، مفعولات )* مرتين ، فإن جاء على ( مستفعلن ، مستفعلن ، مفعولان ) مرة واحدة كان مشطوراً
أولا : السريع التام
( أ)
تلعب في عش الصبا لاهية
تنام في أعطافه هانية |
بنيتي عصفورة شادية سريرها يهتز في أضلعي
ج |
بنيتي ( متفعلن ) عصفورة (مستفعلن ) شادية ( مفعلا ) عروض أصلها
( مفعولات ) حذف السابع المتحرك ، ويسمى حذفه كسفا ، فصارت ( مفعولا)
ثم حذف الرابع الساكن ن وهذا هو الطي المعروف ، فصارت ( مفعلا ) .
إنك إن لا تفعليى تحرجى
إحدى بنى الحارث من مذحج لا نلتقى إلا على منهج وأهاه إن هي لم تحجج |
عوجى علينا ربة الهودج
إنى أتيحت لى يمانية نلبث حولا كاملا كله في الحج إن حجت وماذا منى |
تلعب في ( مستفعلن ) عش الصبا ( مستفعلن ) لاهية ( مفعلا ) ضرب مكسوف مطوي أيضاً .
وقد جاء على هذا الوزن قول العرجى :
عند التثام الحجر الأسود
يفعله الأبرارفي المسجد |
وعاشقين التف خداهما
يفعل في المسجد ما لم يكن |
وقد تبعه في هذه الفكرة أبو نواس حين قال :
نعوذ بالله من الرجس .
(ب)
يا قوم ما أعجبت هذا الضرير
فقلت والدمع في عيني غزير فإنها قد صورت في الضمير |
وكاعب قالت لأترابها
هل يعشق الإنسان ما لا يرى إن كان عيني لا ترى وجهها |
وكاعب ( متفعلن ) قالت لأتـ ( مستفعلن ) رابها ( مفعلا ) ، عروض مطوية مكسوفة .
يا قوم ما ( مستفعلن ) أعجب ها ( مستفعلن )ذا الضرير ( مفعلات ) الأصل
( مفعولات ) سكن السابع المتحرك ن فصارت ( مفعولات ) ويسمى هذا وقفا ، ثم حذف الرابع الساكن ن وهذا هو الطي المعروف ، فصارت ( مفعلات ) فالضرب مطوي موقوف .
ومنه قول عوف بن محلم الشيباني :
وألبس الأمن به المغربان
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وكنت كالصعدة تحت السنان* 1 مقاربات وثنت من عنان إلا لساني ، وبحسبي لسان على الأمير المصعبي الهجان* 1 |
يا بن الذي دان له المشرقان
إن الثمانين ـ وبلغتها ـ وأبدلتني بالشطاط الحنا وقاربت منى خطا لم تكن ولم تدع في لمستمتع أدعو به الله وأثنى به |
(جـ)
في كفه اليمنى فحيانا
ريحانة تحمل ريحانا |
ووردة جاء بها شادن
سبحت ربي حين أبصرتها |
ووردة ( متفعلن ) جاء بها ( مستفعلن ) شادن ( مفعلا ) عروض أصلها
( مفعولات ) حذف منها السابع المتحرك ن وهذا يسمى كسفاً ، فصارت
( مفعولا) حذف الرابع الساكن ويسمى طيا ، فصارت ( مفعلا ) في كفه الـ
( مستفعلن ) يمنى فحيـ ( مستفعلن ) ـيانا ( مفعو ) ضرب أصله ( مفعولات ) حذف منه الوتد المفروق ، وهذا يسمى صلماً فالضرب أصلم .
وعليه قول البحتري ، يمدح المعتز بالله :
وزادني سكرا إلى سكري
بالصب جازت نشوة الخمر على حديث العهد بالهجر في مشيها مهضومة الخصر أن لجاج اللوم لا يغرى |
برح بي الطيف الذي يسرى
ونشوة الحب إذا أفرطت لله ما تجني صروف النوى مهزوزة القد إذا ما انثنت يلومني في حبها من يرى |
2-
طوف الهنود حول بيت صنم
نير وأطراف الأكف عنم |
شمس وأقمار يطوف بها
النشر مسك والوجوه دنا |
شمس وأقـ ( مستفعلن ) ـمار يطو ( مستفعلن ) ف بها ( معلا ) عروض أصلها
( مفعولات ) حذف السابع المتحرك ويسمى كسفاً ، والرابع الساكن ، ويسمى طيا ، والثاني الساكن ويسمى خبناً ، فإذا عرفت أن مجموع الطي والخبن يسمى ( خبلا ) ، أمكن أن نقول : إن العروض مكسوفة مخبولة .
طوف الهنو ( مستفعلن ) د حول بيـ ( متفعلن ) ـت صنم ( معلا ) ، وهي الضرب أصلها ( مفعولات ) جرى عليها ما جرى على العروض ، فالضرب مخبول مكسوف ، وعليه قول ( الرقش الأكبر ) على ما فيه من اضطراب :
لو كان رسم ناطقاً كلم
رقش في ظهر الأديم قلم قلبي فعيني ماؤها ينسجم نير وأطراف الأكف عنم |
هل بالديار أن تجيب صمم
الدار قفر والرسوم كما ديار أسماء التي تبلت النشر مسك والوجوه دنا |
والنتيجة :
أن السريع التام ، عروضه تكون :
1- مطوية مكسوفة .
وضربها : مثلها ، أو مطوي موقوف ، أو أصلم .
2- مخبولة مكسوفة ،3- وضربها كذلك
ثانيا : مشطور السريع
من أينا تضحك ذات الحجلين* 1
أبدلها الله بلون لونين سواد وجه وبياض عينين |
من أينا ( مستفعلن ) تضحك ذا ( مستعلن ) ـت الحجلين ( مفعولات ) وهي العروض والضرب ـ معا ، سكن فيها السابع المتحرك وهي المسمى وقفاً فهما موقوفان .
وقد جاء من هذا النوع قول سالم بن دارة يهجو زميل بن أبير من بني فزارة :
جدبدبا بدبدبا منك الآن
استمعوا أنشدكم يا ولدان إن بني فزارة بن ذبيان قد طرقت ناقتهم بإنسان مشيئ ، أعجب بخلق الرحمن*
إلى متى نرضى بعيش الذل
والضيم من مستعمر محل ينفث فينا سمه كالصل |
إلى متى ( متفعلن ) نرضى بعيـ ( مستفعلن ) ش الذل ( مفعولا ) هي العروض والضرب ، حذف السابع المتحرك ن وهو الكسف المعروف فالبيت مشطور ، والعروض والضرب مكسوفان ، والرأى عندى أن هذا ضرب من الرجز المشطور ، والنتيجة أن السريع المشطور يكون عروضه وضربه موقوفين ن كما يكونا مكسوفين