الثلاثاء، 21 فبراير 2012

موسوعة اللغة العربية - علم الصرف : المشتقات ( صيغ المبالغة )


علم الصرف : المشتقات ( صيغ المبالغة )

       تعريفهـا : أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل : صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .

صـوغهـا : لا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال ، مثل : ضراب وقوال .
ومنه قوله تعالى : { إنه كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه قوله تعالى : { وأرسلنا عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول ، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه قوله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ، مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه قوله تعالى : { إن الله كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل ، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه قوله تعالى : { بل هم قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ، مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون القدماء غير قياسية إلا أنها وردت في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال ، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
كقوله تعالى : { إن هذا لشيءٌ عجاب } 5 ص .
وفُعّال كقول الشاعر :
        والمرء  يلحقه  مقتيان  الندى     خلق  الكرام  وليس  بالوُضّاء
ومنه قوله تعالى : { ومكروا مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب – فَعِّيل ، مثل : صديق ، قديس ، سكير ، قسيس ، شريب .
ومنه قوله تعالى : { يوسف أيها الصديق أفتنا } 46 يوسف .
وقوله تعالى : { ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً } 82 المائدة .
ج – مِفعيل ، مثل : معطير ، مسكين .
ومنه قوله تعالى : { فمن لم يستطع فإطعام ستين مِسكيناً } 4 المجادلة .
د – فُعَلة ، مثل : همزة ، حطمة ، لمزة .
ومنه قوله تعالى : { ويل لكل همزةٍ لمزةٍ } 1 الهمزة .
وقوله تعالى : { وما أدراك ما الحطمة } 4 الهمزة .
هـ – فاعول ، مثل : فاروق .
و – فيعول ، كقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } 255 البقرة .
ز – فُعّول ، كقوله تعالى : { الملك القدوس } 33 الحشر .
ح – فَعّالة ، مثل : علامة ، فهامة .
ط _ فَعالِ ، مثل فَساق : كثير الفسق .
ي ـ مِفْعَل ، مثل : مِسْعَر : مسعر فتن ، أي يكثر من إشعالها .
ك ـ مفعالة ، مجزامة .
ل ـ فعالة ، بقامة : كثير الكلام .
م ـ فُعل ، غُدر : كثير الغدر .
ن ـ فَعُولة ، ملولة : كثير الملل .

عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة :
      يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم ، فيرفع فاعلاً إن كان مشتقاً من فعل لازم ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به أو أكثر إن كان من فعل متعدٍ .
مثال الأول : هل قائم محمد . ومنه قوله تعالى : { ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبه } 283 البقرة .
ومثال الثاني : إن علياً مكرم أباه . ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .

شروط عمل اسم الفاعل .
        يعمل اسم الفاعل بواحد من الشرطين التاليين :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، نحو : جاء الفائز عمله ، وأقبل المتقن صنعته .
ومنه قوله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
وقوله تعالى : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
2 ـ إذا لم يكن معرفاً بأل عمل بشرطين أيضاً هما :
أ – أن يدل على الحال أو الاستقبال .
مثال دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها . ولا يصح أن نقول : القاطرة نازل ركابها أمس . ومنه قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
ومثال دلالته على الاستقبال : محمد محضرٌ الواجبَ ، حافظٌ القصيدة غداً .
ومنه قوله تعالى : { فمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
وقوله تعالى : { ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئاً } 33 لقمان .
ب – أن يعتمد على استفهام أو نفي ، أو على مبتدأ ، أو ما أصله مبتدأ ، أو على موصوف أو حال .
مثال المعتمد على استفهام : أمسافر محمد ، وهل كاتب الطالب الدرس .
مثال المعتمد على نفي : ما قادم أخي من السفر .
ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
مثال المعتمد على مبتدأ : العلم نافع أهله .
ومنه قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
مثال المعتمد على ما أصله مبتدأ قوله تعالى :{ ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون} 32 النمل .
وقوله تعالى : { إني جاعلٌ في الأرض خليفة } 30 البقرة .
مثال المعتمد على موصوف : جاء فارس شاهر بسيفه .
ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اعتماده على حال : جاء محمد شاهراً سيفه .
ومنه قوله تعالى : { وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل بالشروط السابقة :
مثل : النهر دفاق ماؤه . وإن ربك هو الغفور ذنوب التائبين .
وقوله تعالى : { إن ربك فعال لما يريد } 107 هود .
وقوله تعالى : { أكالون للسحت } 42 المائدة .
ونحو : العاجز مضياع فرصته .
2 ـ إذا تعدى اسم الفاعل إلى أكثر من مفعول فحكمه إن يضاف إلى المفعول به الأول وينصب الثاني : نحو : أنت معلمُ الطلابِ الدرس .
ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلاً } 1 فاطر .
3 ـ إذا أضيف اسم الفاعل إلى مفعوله جاز لك في إعراب تابع المفعول الجر على اللفظ أو النصب على المحل ، مثل : هذا جامعُ علمٍ وفضلٍ .
      فيجوز في كلمة " فضل " الجر لأنها معطوفة على لفظ "علم " المجرورة بالإضافة .
     كما يجوز فيها النصب باعتبار أنها معطوفة على محل علم المنصوبة لأنها مفعول به في الأصل لاسم فاعل .
4 ـ ربما يتجرد اسم الفاعل من الدلالة على الحدث ، فهو حينئذ لا يعمل عمل الفعل .
مثل : المعلم ، الطالب ، المزارع ، التاجر ، القاضي ، المجتهد .
وكذا إذا أصبح علماً لشخص مثل : عابد ، راجح ، ياسر ، كارم ، ومحسن ومرشد .