الخميس، 23 فبراير 2012

علم العروض : بحر المديد


علم العروض : بحر المديد

ومفتاحه هو: لمديــد الشعر عندي صفات...فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وبناء أبياته على ( فاعلاتن ) مرتين ، تتوسطهما ( فاعلن ) ، فيكون الشطر
( فاعلاتن ، فاعلن ، فاعلاتن ) .

فإذا تكرر هذا الشطر مرتين حصلت على بيت من بحر المديد (1)
قال تأبط شراً :

بزَّنى الدهر وكان غشوماً بأبـيٍّ جاره مـا يـذل
ظاعن بالحزم حتى إذا ما حل حل الحزم حيث يحل

بزنى الدهـ( فاعلاتن ) ـر وكان ( فاعلن ) ن غشوماً ( فعلاتن ) وهي العروض صحيحة وإن عراها الخين ، إذ هو غير لازم .

بأبى ( فعلاتن ) جاره ( فاعلن ) ما يذل ( فاعلان ) وهو الضرب صحيح

وأمثالها قليل ، كقول أبي العتاهية :

 
ليس فيها لمقيم قرار
ذهب الليل بهم والنهار
فاستراحوا ساعة ثم ساروا
قدم العهد وشط المزار
إن داراً نحن فيها لدار
كم وكم حلها من أناس
فهم الركب أصابوا مناخاً
وهم الأحباب كانوا ولكن


2- وقال أحد الشعراء :

 

لا عليها بل عليك السلام
وجهها يهتك ستر الظلام
(أ) يا وميض البرق بين السحب
إن في الأحداج مقصورة
يا وميض الـ ( فاعلاتن ) برق بيـ ( فاعلن ) ـن السحب ( فاعلا ) وهي العروض ، حذف منها السبب الخفيف فهي محذوفة .

لا عليها ( فاعلاتن ) بل عليـ ( فاعلن ) ـك السلام ( فاعلات ) وهو الضرب ، حذف منه ساكن السبب الخفيف ،وسكن ما قبله ،فهو مقصور .

ولا تكاد تعثر لهذا الوزن على أمثلة من صحيح الشعر العربي .

 
بين جنبيه هوى قادح
وهو عن أحبابه نازح
(ب)مستهام دمعه سائح
حل فيما بين أعدائه


مستهام ( فاعلاتن ) دمعه ( فاعلن ) سائح ( فاعلا ) وتلك العروض . حذف منها السبب ، فهي محذوفة .
بين جنبيـ ( فاعلاتن ) ـه هوى ( فعلن ) قادح ( فاعلا ) وذاك الضرب محذوف كالعروض .
ولا تكاد تعثر بمثل هذا الوزن :

 
يبتغي بعد الصدى ريا
بفتى يهوى لها طيا
(ب)أيها الحادي بنا صادياً
منعماً عرج على طيئ


أيها الحا ( فاعلاتن ) دي بنا ( فاعلن ) صاديا ( فاعلا ) عروض أصابها الحذف يبتغي بعـ ( فاعلاتن ) ـد الصدى ( فاعلن ) ريا ( فاعل ) ضرب ، أصله ( فاعلاتن ) عرض له الحذف فصار ( فاعلا ) ثم حذف ساكن الوتد وسكن ما قبله ويسمى هذا قطعاً . فصار فاعل واجتماع الحذف والقطع يسمى بتراً ، فالضرب أبتر وهذا النوع نادراً جداً .

3- 
بين باديه ومحتضره
ولت الدنيا على أثره
(أ)إنما الدنيا أبو دلف
فإذا ولى أبودلف


إنما الدنـ ( فاعلاتن ) ـيا أبو ( فاعلن ) دلف ( فعلا ) عروض أصابها الحذف بحذف السبب ، والخبن يحذف الثاني الساكن ، فهي محذوفة مخبونة بين باديـ ( فاعلاتن ) ـه ومحـ ( فاعلن ) ـتضره ( فعلا ) ضرب أصابه ما أصابه العروض من حذف وخبن :

وقد نظم من هذا الوزن جملة مقطوعات ، منها قول حافظ إبراهيم :

 
قدسها منشدة السهر
إن جفاني مؤنس السحر
أفنت الأيام مصطبرى
نام حتى هاتف الشجر
ما لهذا النجم في السحر
خلته يا قوم يؤنسني
يا لقومي أنني رجل
أسهرتني الحادثات وقد


(ب) قال الأبيودري :

 
بهواها القلب مأهول
وقناع الليل مسدول
وظباء من بني أسد
زرن والظلماء عاكفة


وظباء ( فعلاتن ) من بنى ( فاعلن ) اسد ( فعلا ) ،وهي العروض أصابها حذف وخبن ،بهواها الـ ( فعلاتن ) ،قلب مأ ( فاعلن ) هول ( فاعل ) وهو الضرب أصله ( فاعلاتن ) حذف منه السبب الخفيف فهو محذوف ، ثم اعترى ما بقى منه القطع ، فهو مقطوع ، أي أنه أبتر .ومثل هذا قليل جداً .

والنتيجةأن عروض المديد
تكون صحيحة وضربها صحيح .
تكون محذوفة ،وضربها محذوف ،أو مقصور أو أبتر .
تكون مخبونة ، وضربها محذوف مخبون أو أبتر .