علم النحو : المجرورات من الأسماء ( الإضافة )
تعريف : هي نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف الجر ، لتعريف الأول بالثاني ، أو تخصيصه ، أو تخفيفه .
نحو : هذا كتاب محمد . هذا كتاب علم نافع . عاقب القاضي شاهد الزور .
في المثال الأول نجد أن كلمة " كتاب " قد أضيفت إلى معرفة ، وهو اسم العلم محمد ، لذلك اكتسب المضاف من المضاف إليه التعريف . وفي المثال الثاني أضيفت كلمة " كتاب " إلى كلمى علم ، وهي نكرة ، فاستفاد المضاف من المضاف إليه التخصيص ، أما في المثال الثالث فقد أضيفت كلمة " شاهد " ـ وهي وصف مشتق يعمل عمل فعله لأنه اسم فاعل ـ إلى كلمة الزور ، ولكنه في هذه الحالة لم يكتسب المضاف من المضاف إليه لا التعريف ، ولا التخصيص ، وإنما استفاد التخفيف ، وهو حذف تنوين المضاف . لأن أصل الكلام : عاقب القاضي شاهداً الزورَ . فخففت كلمة " شاهد " عند إضافتها ، حيث حذف منها التنوين .
أقسام الإضافة :
تنقسم الإضافة إلى قسمين :
1 ـ الإضافة المعنوية ، أو المحضة .
2 ـ الإضافة اللفظية ، أو غي المحضة .
أولا ـ الإضافة المعنوية :
يقصد بها إضافة الأسماء التي لا معمول لها ، والتي يكون بين طرفي المضاف ، والمضاف إليه فيها قوة اتصال ، وارتباط ، بحيث لا يفصل بين طرفيها الضمير المستتر كما في الإضافة اللفظية ، أو ( غير المحضة ) ، ويستفيد المضاف في هذا النوع من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفة ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة .
مثال استفادة التعريف : هذا كتاب أخي . ونسق البستاني حديقة المنزل . وهذا قلم محمد .
75 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما }1 .
وقوله تعالى : { لم يظهروا على عورات النساء }2 .
وقوله تعالى : { ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير }3 .
ومثال استفادة التخصيص : هذا كتاب تاريخ . وهذه نافذة منزل .
76 ـ ومنه قوله تعالى : { عليهم ثيابُ سندسٍ خضرٌ }4 .
وقوله تعالى : { بل قالوا أضغات أحلام }5 .
وقوله تعالى : { جنات عدن تجري من تحتها الأنهار }6 .
وقد سميت الإضافة المحضة بـ " المعنوية " لأن فائدتها راجعة إلى المعنى ، من حيث إنها تفيد المضاف تعريفا ، أو تخصيصا . فعندما قلنا : هذا كتاب أخي . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وبإضافتها إلى كلمة " أخي " المعرفة بالإضافة أيضا ، استفادت كلمة " كتاب " التعريف ، وكذلك الحال في كلمة " حديقة " ، والكلمات المضافة في الآيات السابقة وهي : أموال ، وعورات ، وملك .
وعندما قلنا : هذا كتاب تاريخ . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وأضيفت أيضا إلى نكرة ، ولكنها استفادت منها التخصيص ، وقل بذلك إبهامها وشيوعها ، فـ " كتاب " يشتمل على أي كتاب دون تحديد ، ومن هنا كان الإبهام والشيوع ، ولكن عندما أضيفت كلمة
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 10 النساء . 2 ـ 31 النور .
3 ـ 42 النور . 4 ـ 21 الإنسان .
5 ـ 5 الأنبياء . 6 ـ 76 طه .
" كتاب " إلى كلمة " تاريخ " وإن كانت نكرة إلا أنها حددت نوع الكتاب ، وأزالت إبهامه ، وحدَّت من شيوعه . وكذلك الحال بالنسبة لكلمة : نافذة ، والكلمات الواردة في الآيات وهي : ثياب ، وأضغات ، وجنات . فهي نكرات أضيفت إلى نكرات ، غير أنها استفادت منها التخصيص ، وإزالة الإبهام ، وتقييد الإطلاق والشيوع .
ثانيا ـ الإضافة اللفظية ، أو غير المحضة :
يقصد بها تلك الإضافة التي ترجع فائدتها إلى اللفظ فقط ، بما تحدثه فيه من تخفيف بحذف التنوين من الاسم المفرد المضاف ، أو حذف النون من الاسم المثنى ، أو جمع المذكر السالم عند إضافته . كما أن هذا النوع من الإضافة لا يفيد أمرا معنويا مثلما سبق بيانه في الإضافة المعنوية ، ولا يقدر فيها حرف الجر ، وتختص هذه الإضافة بالأسماء المشتقة العاملة عمل الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، ويسمى هذا النوع من الإضافة بغير المحضة لأنها في تقدير الانفصال .
مثال إضافة اسم الفاعل إلى معموله : جاء فاعل الخير . هذا حارس المخيم .
77 ـ ومنه قوله تعالى : { وما كنت متخذا المظلين عَضُدا }1 .
وقوله تعالى : { إن الله فالق الحب والنوى }2 .
وقوله تعالى : { يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي }3 .
وقوله تعالى : { غير مُحلِّي الصيد وأنتم حرم }4 .
ومثال لإضافة اسم المفعول إلى معموله : هذا طير مكسور الجناح .
وترك العاملون المدرسة مشرعة الأبواب .
والإضافة السابقة ممثلة في اسم الفاعل ، واسم المفعول ، لا يستفاد منها أمرا معنويا ،
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الكهف . 2 ، 3 ـ 95 الأنعام .
4 ـ 1 المائدة .
ولكن يستفاد منها أمرا لفظيا ، وهو التخفيف بحذف التنوين من المضاف إذا كان مفردا كما هو واضح في الأمثلة المذكورة آنفا ، أو حذف النون إذا كان المضاف مثنى أو جمع مذكر سالما . نحو : جاء لاعبا الكرة . وحضر معلمو المدرسة .
ومثال الصفة المشبهة : هذا حسن الوجه . وترك محمد عملا عظيم الأثر .
والغرض من إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها ، هو إزالة القبح من المضاف كما في كلمتي " حسن " ، و " عظيم " في المثالين السابقين .
أقسام الإضافة المعنوية ، أو المحضة :
تنقسم الإضافة المعنوية من حيث احتوائها على حرف الجر ، أو تقدير حرف الجر إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ الإضافة البيانية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " من " ، وضابطها أن يكون المضاف غليه جنسا للمضاف ، وأن يكون المضاف بعض المضاف إليه .
نحو : ثوب كتان . وحلي ذهب . والتقدير : ثوب من كتان ، وحلي من ذهب .
2 ـ الإضافة الظرفية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " في " ، وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، سواء أكان الظرف زمانا ، أو مكانا .
نحو : عروس البيد . ودمية محراب . والتقدير : عروس في البيد ، ودمية في المحراب . ومنه قولهم : هذا رفيق الصبا ، ومؤنس الليل .
والتقدير : رفيق في الصبا ، ومؤنس في الليل .
3 ـ الإضافة اللامية : وهي ما كانت الإضافة فيها على تقدير حرف اللام ، ويقصد منها بيان الملك ، أو الاختصاص . نحو : كتاب الطالب .
ومنه قول شوقي :
أبا الهول أنت نديم الزمان نجيّ الأوان سمير العصر
والتقدير : كتاب للطالب ، ونديم للزمان ، ونجي للأوان ، وسمير للعصر .
أحكام الإضافة :
1 ـ يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة ، أما المضاف إليه فيجب فيه الجر لفظا ومحلا في الإضافة المعنوية ، أو لفظا فقط في الإضافة اللفظية ، وعامل الجر في المضاف إليه هو المضاف .
نحو : جاء صاحب المنزل . قرأت كتاب العلوم . ومررت بأخيك .
ومنه قوله تعالى : { أو يأتي أمر ربك }1 . وقوله تعالى : { وما كان عطاء ربك }2.
وقوله تعالى : { هم يقسمون رحمة ربك }3 . وقوله تعالى : { فسبح بحمد ربك }4 .
وقوله تعالى : { ورزق ربك خير }5 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن المضاف يعرب حسب موقعه من الجملة ، ففي المثال الأول جاء فاعلا ، وفي الثاني مفعولا به ، وفي الثالث جارا ومجرورا .
وفي الآيات القرآنية نجده في الأولى فاعلا ، وفي الثانية اسما لكان ، وفي الثالثة مفعولا به ، وفي الرابعة جارا ومجرورا ، وفي الخامسة جاء مبتدأ .
أما المضاف إليه فحكمه الجر بالإضافة كما ذكرنا آنفا .
2 ـ يجب حذف تنوين المضاف المفرد ، ونون المضاف المثنى أو جمع المذكر السالم للتخفيف ، وقد مثلنا له في موضعه .
3 ـ وجوب حذف " أل " التعريف من المضاف إذا كانت الإضافة معنوية ، و " أل " زائدة للتعريف ، نحو : غلاف الكتاب جميل .
ولا يصح أن نقول : الغلاف الكتاب جميل . ففي مثل هذه الحالة لا يجوز إلحاق " أل " التعريف بالمضاف ، وهو كلمة " غلاف " ، لأن " أل " تكون حينئذ زائدة ، إلى جانب أن الإضافة المعنوية
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النحل . 2 ـ 20 الإسراء .
3 ـ 32 الزخرف . 4 ـ 50 يوسف .
5 ـ 131 طه .
لا يقبل فيها المضاف دخول " أل " التعريف عليه .
4 ـ أما إذا كانت الإضافة لفظية فيجوز دخول " أل " التعريف على المضاف ، إذا كان مثنى ، أو جمع مذكر سالما ، أو مضافا إلى ما فيه أل ، أو مضافا إلى اسم مضاف إلى ما فيه أل .
مثال المضاف المثنى والجمع : هما المؤسسا المدرسة . وهم المشيدو المسجد .
ومثال المضاف إلى ما فيه أل : جاء اللاعب الكرة .
ومثال المضاف إلى الاسم المضاف لما فيه أل : رأيت المنشد قصيدةِ الشعر .
ووصل اللاعب كرةِ اليد .
الأسماء الملازمة للإضافة :
تنقسم الأسماء الملازمة للإضافة إلى قسمين :
1 ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد .
ومنه : عند ، ولدى ، وسوى ، وكل ، وبعض ، وأي .
2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل : ومنه : لإذ ، وإذا .
أولأ ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد :
تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة للمفرد إلى قسمين :
أ ـ ما يلزم الإضافة لفظا ومعنى ، وله أربع صور على النحو التالي :
1 ـ أن يضاف إلى الاسم الظاهر المفرد . ومنه : أولو ، أولات ، ذو ، ذوات ، ذات ، ذواتا ، ذوا ، ذوو .
وأمثلته هي " أولو " : نحن الآباء لنا فضل على الأبناء .
78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }1 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 75 الأنفال .
وقوله تعالى : { نحن أولو قوة وأولو بأس }1 .
وقوله تعالى : { يتذكر أولو الألباب }2 .
" أولات " ، نحو : المعلمات أولات نعم على الطالبات .
79 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }3 .
وقوله تعالى : { وإن كن أولات حمل فانفقوا عليهن }4 .
" ذو " ، نحو : جاء ذو الفضل .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }5 .
وقوله تعالى : { إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }6 .
وقوله تعالى : { والحب ذو العصف والريحان }7 .
81 ـ " ذواتا " نحو قوله تعالى : { ذواتا أفنان }8 .
وقوله تعالى : { ذواتي أكل خمط }9 .
82 ـ " ذات " ، نحو قوله تعالى : { إرم ذات العماد }10 .
وقوله تعالى : { حدائق ذات بهجة }11 .
وقوله تعالى : { والسماء ذات البروج }12.
وقوله تعالى : { والأرض ذات الصدع }13 .
ومنه قول الرسول ما روي عن أبى الدرداء قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ، قالوا بلى ، قال : إصلاح ذات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النمل . 2 ـ 21 الرعد . 3 ـ 4 الطلاق 4 ـ 6 الطلاق .
5 ـ 280 البقرة . 6 ـ 43 فصلت . 7 ـ 12 الرحمن .
8 ـ 48 الرحمن . 9 ـ 16 سبأ . 10 ـ 7 الفجر .
11 ـ 60 النمل . 12 ـ 1 البروج . 13 ـ 12 الطلاق .
البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " 1 .
" ذوو ، وذوا ، وذوي " وكلها جمع " ذو " . نحو : جاء ذوو الفضل .
83 ـ وقوله تعالى : { ذوا عدل منكم }2 .
وقوله تعالى : { على حبه ذوي القربى }3 .
2 ـ أن يضاف إلى ضمير المخاطب في الغالب ، كالمصادر المثناة في لفظها دون معناها . ومنه : لبيك ، وسعديك ن ووحنانيك ، ودواليك ، وهذاذيك ، ووحديك .
كقولنا في التلبية : لبيك اللهم لبيك . وسعديك أيها المستعين بالله .
وحنانيك أيها المتألم .
20 ـ ومنه قول الشاعر :
حنانيك مسؤولا ولبيك داعيا وحسبي موهوبا وحسبك واهبا
21 ـ ومثال دواليك قول الشاعر :
نأكل الأرض ثم تأكلنا الأرض دواليك أفرعا وأصولا
ويلاحظ من الألفاظ السابقة أن لبيك وأخواتها مثناة لفظا دون معنى ، لذلك ألحقت في إعرابها بالمثنى ، وليست منه حقيقة .
3 ـ ما يلزم الإضافة إلى الضمير مطلقا . ومنه : وَحْد ، وكل التي للتوكيد المعنوي .
مثال " وحد " : ربي إني اعتمد عليك وحدك .
84 ـ ومنه قوله تعالى : { قالوا آمنا بالله وحده }4 .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا " 5 .
ومثال " كل " : جاء الطلبة كلهم .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ رواه أبو داود . 2 ـ 2 الطلاق . 3 ـ 177 البقرة .
4 ـ 84 غافر . 5 ـ مسند الإمام الشافعي ، وأخرجه الأربعة إلا النسائي .
85 ـ ومنه قوله تعالى : { وإليه يرجع الأمر كله }1 .
وقوله تعالى : { علم آدم الأسماء كلها }2 .
وقوله تعالى : { بما آتيتهن كلهن }3 .
4 ـ ما يلزم الإضافة إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير لفظا ومعنى :
ومنه : كلا ، وكلتا ، وعند ، ولدى ، ولدن ، وسوى ، ومع ، وقصارى ، وحمادى .
نحو : فاز كلا الطالبين ، ونجح الطالبان كلاهما .
86 ـ ومنه قوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما }4 .
ونحو : تفوقت الطالبتان كلتاهما . ومنه قوله تعالى : كلتا الجنتين آتت أكلها }5 .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي هريرة قال : " ما تصدق أحد بصدقة من طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وكلتا يديه يمين " 6 .
وكلا وكلتا من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، ويشترط في المضاف إليه بعدها الآتي :
1 ـ أن يكون دالا على اثنين ، أو اثنتين ، سواء أكان اسما ظاهرا ، أم ضميرا
بارزا ، كما بينا في الأمثلة السابقة .
2 ـ أن يكون المضاف إليه كلمة واحدة ، لأن تلك الكلمة هي التي تقوم بالدلالة على المثنى ، فلا يجوز أن نقول جاء كلا الأخ والصديق ، ولا قرأت كلتا الصحيفة والمجلة .
3 ـ أن يكون المضاف إليه معرفة كما ورد في الأمثلة ، ولا يجوز أن يأتي نكرة . نحو : حضر كلا طالبين ، وصافحت كلتا طالبتين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 123 هود . 2 ـ 99 يونس . 3 ـ 51 الأحزاب .
4 ـ 23 الإسراء . 5 ـ 33 الكهف . 6 ـ أخرجه الستة إلا أبا داود .
87 ـ ومثال " عند " . قوله تعالى : { وإن الله عنده أجر عظيم }1 .
وقوله تعالى : { فله أجره عند ربه }2 . وقوله تعالى : { والآخرة عند ربك }3 .
وقوله تعالى : { أم اتخذ عند الرحمن عهدا }4 .
88 ـ ومثال " لدى " . قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }5 .
وقوله تعالى : { إذ القلوب لدى الحناجر }6 .
وقوله تعالى : { بما لديهم فرحون }7 . وقوله تعالى : { جميع لدينا محضرون }8 .
وقوله تعالى : ما يبدل القول لديَ }9 .
" لدن " : مما يضاف لفظا ومعنى ، وتأتي غالبا بمعنى " عند " ، وتكون مجرورة بـ " من " ، ومبنية على السكون .
89 ـ نحو قوله تعالى : { من لدن حكيم خبير }10 .
وقوله تعالى : { هب لنا من لدنك رحمة }11 .
وقوله تعالى : { من لدنا أجرا عظيما }12 .
ومثال " سوى " . لا يبتغي المسلم سوى مرضاة الله . وكل شيء سوى الإيمان تافه .
ومنه قول الشاعر :
سواي بتحنان الأغاريد يطرب وغير باللذات يلهو ويلعب
ومثال " قصارى " . قصارى جهد المنافق كسب مؤقت .
ومنه " حمادى " . نحو : حمادى المنافق كسب سريع .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 28 الأنفال . 2 ـ 112 البقرة . 3 ـ 35 الزخرف .
4 ـ 79 مريم . 5 ـ 25 يوسف . 6 ـ 18 غافر .
7 ـ 54 المؤمنون . 8 ـ 32 يس . 9 ـ 29 ق .
10 ـ 1 هود . 11 ـ 17 الأنبياء . 12 ـ 64 النساء .
وإعرابه كالتالي : حمادى : مبتدأ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، في محل رفع ، وهو مضاف ، المنافق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
كسب : خبر مرفوع بالضمة . وسريع : صفة مرفوعة .
ب ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد معنى ، مع جواز قطعه عن الإضافة لفظا ، وسواء أكان المفرد اسما ظاهرا ، أم ضميرا متصلا ، وذلك بعد حذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين الذي يجئ عوضا عنه ، وتكون الإضافة معنى ، دون اللفظ ، ويحتفظ بحكمه في التعريف ، أو التنكير .
ومنه : كل ، وبعض ، وأي الشرطية ، وأي الاستفهامية ، وأي التي للنعت ، وأي التي تقع حالا ، وغير ، ومع ، وحسب ، وأول ، ودون ، وقبل ، وبعد ، وعل ، والجهات الست : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .
90 ـ الأمثلة : " كل " ، كقوله تعالى : { وآتيناه من كل شيء }1 .
وقوله تعالى :{ ويؤتي كل ذي فضل }2 .
وقوله تعالى : { ونزعنا من كل أمة شهيدا }3 .
وقوله تعالى : { كل نفس لما عليها حافظ }4 .
ومثال القطع في " كل " عن الإضافة لفظا دون المعنى ، وذلك بأن يحذف المضاف إليه مع إرادته في المعنى ، قوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }5 .
وقوله تعالى : { كل آمن بالله }6 . وقوله تعالى : { كل في كتاب مبين }7 .
والتقدير : كل إنسان ، على تقدير المضاف إليه المحذوف لفظا مع إرادة المعنى .
91 ـ مثال " بعض " ، قوله تعالى : { إن بعض الظن إثم }8 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 85 الكهف . 2 ـ 3 هود . 3 ـ 75 القصص .
4 ـ 4 الطارق . 5 ـ 84 الإسراء .
6 ـ 285 البقرة . 7 ـ 6 هود . 8 ـ 12 الحجرات .
وقوله تعالى : { ونفضل بعضها على بعض }1 .
وقله تعالى : { كذلك نولي بعض الظالمين بعضا }2 .
وقوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }3 .
وقوله تعالى : { بغى بعضنا على بعض }4 .
مثال " أي " الملازمة للإضافة ، وهي خمسة أنواع كلها مبهمة ولا تتعين إلا بالمضاف إليه ، والأنواع الخمسة هي :
1 ـ أي الاستفهامية : معربة واجبة الإضافة لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، وتضاف إلى النكرة مطلقا ، سواء أكانت لمتعدد ، أم لغير متعدد . نحو : أي معلم صافحت ؟
وأي تلميذ علمت ؟ وأي طالبين هذبت ؟ وأي رجال فازوا بالسبق ؟
92 ـ ومنه قوله تعالى : { في أي صورة ما شاء ركبك }5 .
وقوله تعالى : { لأي يوم أجلت }6 .
وقوله تعالى : { وما تدري نفس بأي أرض تموت }7 .
وكما تضاف أي الاستفهامية إلى النكرة ، تضاف أيضا إلى المعرفة ، بشرط أن تكون دالة على متعدد ، سواء أكان المتعدد حقيقيا ، أم تقديريا ، ام معطوف بحرف العطف.
مثال المتعدد الحقيقي : أي الطالبين أحق بالنجاح ؟ وأي الطلاب أجدر بالفوز ؟
ومنه قوله تعالى : { أيكم أحسن عملا }8 .
93 ـ وقوله تعالى : { لنعلم أي الحزبين أحصى }9 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الرعد . 2 ـ 129 الأنعام .
3 ـ 253 البقرة . 4 ـ 22 ص .
5 ـ 8 الانفطار . 6 ـ 12 المرسلات .
7 ـ 34 لقمان . 8 ـ 7 الكهف . 9 ـ 12 الكهف
ومثال المتعدد الحكمي ، أو التقديري : أي الشجرة أنفع ؟ وأي القول مفيد ؟
والتقدير : أي أجزاء الشجرة انفع ؟ وأي أنواع القول مفيد ؟
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روي عن الشيخان والنسائي " أن رجلا قال يا رسول الله أي الإسلام خير ؟ " .
ومثال التعدد بالعطف : أي رياضة الجسم ورياضة العقل أنفع ؟
والتقدير : أيهما ، بمعنى : أي واحدة من رياضة الجسم والعقل أنفع .
2 ـ أي الشرطية : وهي التي تجزم فعلين ، يسمى الأول فعلها ، والثاني جوابها وجزاؤها .
نحو : أي كتاب تقرأه تستفد منه . وهذه الإضافة لفظا ومعنى .
أما الإضافة معنى نحو : أي رجل يعمل يكسب من عمله .
ويجوز إضافة " أي " الشرطية إلى المتعدد ، سواء أكان الحقيي ، أو الحكمي ، أو المعطوف ، كما بينا في أمثلة " أي " الاستفهامية .
3 ـ أي الوصفية ، وهي اسم بمعنى الذي .
مثال إضافتها قولنا : أحببت من الطلاب أيهم هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
التقدير : الذي هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
4 ـ أي التي تقع نعتل للنكرة ، وهي اسم معرب مبهم ، ويزيل المضاف إليه إبهامه ، والغرض من " أي " التي تقع نعتا ، الدلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى مدحا ، أو ذما . نحو : اعتز ببطلين من أبطال الإسلام : هما خالد بن الوليد ، ومحمد بن القاسم ، وأولهما قائد عظيم أيَُ قائد ، والآخر فاتح مظفر أيُّ فاتح .
ونحو : هذا شاعر مطبوع أيُّ شاعر . وهذا خطيب مفوه أيُّ خطيب .
5 ـ أي التي تقع حالا ، وهي اسم معرب مبهم يدل على ما تدل عليه الحال من بيان صاحبها المعرفة في الغالب . ويزال إبهام أي بالإضافة إليها ، ويشترط في المضاف إليه أن يكون نكرة مذكورة في الكلام .
نحو : جاء مدرب الكرة أيَّ مدرب . وسافر حارس المرمى أيَّ حارس .
ونحو : جلست مع عالم فاضل أيَّ عالم .
يلاحظ في المثال الأخير أن صاحب الحال جاء نكرة ومصوغ مجيئه نكرة ، أنه جاء موصوفا ، ومن شروط مجيء صاحب الحال نكرة أن يكون موصوفا
" غير " :
اسم يدل على مخالفة ما قبله لما بعده في ذاته حقيقة ، أو في وصف من الأوصاف العرضية التي تطرأ على الذات .
مثال النوع الأول : الماء غير النار .
أي أن ذات الماء وحقيقته ، غير ذات النار وحقيقتها .
ومثال الثاني قولنا : استخدمت طريقة في الوصول إلى الحقيقة غير التي استخدمتها قبلا .
والمقصود من ذلك هو : استخدام طريقة جديدة في الوصول إلى الحقيقة التي أرادها ، وليس معناه إلغاء الطرقة كلية .
وغير غالبا ما تكون ملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، إلا في حالة واحدة قد تنقطع عن الإضافة لفظا ومعنى .
ومن أمثلة إضافتها لفظا ومعنى :
94 ـ قوله تعالى : { فلهم أجر غير ممنون }1 .
وقوله تعالى : { أو آخران من غيركم }2 .
وقوله تعالى : { لئن اتخذت إلها غيري }3 .
ومثال قطعها عن الإضافة لفظا دون معنى قولنا : اشتريت ثلاثة أقلام ليس غير .
والتقدير : ليس غير الثلاثة . ويشترط في هذه الحالة أن تسبق غير بنفي ، وهو ليس .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 6 التين . 2 ـ 109 المائدة .
3 ـ 29 الشعراء .
وقال بعض النحاة كذلك تسبق بـ " لا " النافية . نحو : في جيبي مئة ريال لا غير .
كما يشترط فيها ألاّ تنون حيث يقدر لفظ المضاف إليه المحذوف لفظا لا معنى .
أما الحالة التي تنقطع فيها غير عن الإضافة لفظا ومعنى ، هي تلك الحالة التي يحذف فيها المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه ، أي لا يلاحظ وجوده مطلقا ، فكأنه غير موجود في الأصل نحو : من أهمل واجباته جنى الرسوب ليس غيرا .
والتقدير : ليس الجني مغايرا .
وتكون " غير " في هذه الحالة معربة منونه نكرة .
وهناك حالة تكون فيها " غير " مبنية عندما تكون مضافة ، وذلك إذا حذف المضاف إليه لفظا ، ونوى معناه . نحو : شر ابن آدم أن يملأ معدته ليس غيرُ .
والتقدير : ليس غير المالئ لمعدته .
" مع " : تفيد المصاحبة نحو قوله تعالى : { إن مع العسر يسرا }1 . ولها في الإضافة ثلاثة أحوال ، تضاف في اثنتين ، وتفرد في واحدة .
1 ـ أن تكون " مع " ظرفية مكانية ، أو زمانية ، حسب ما تضاف إليه ، أو تحتمل الاثنين معا عند انعدام القرينة التي تعين أحدهما .
إضافة مع الدالة على المكان ، نحو : الفقر مع المرض شبح قاتل .
ونحو : لا مكان لجاهل مع عالم .
ومنه قوله تعالى : { كلا إن معي ربي سيهدين }2 .
ومثال دلالتها على الزمان قولنا : يخرج العمال من بيوتهم مع الصباح الباكر .
ونحو : يعود الطلبة إلى منازلهم مع الظهيرة .
ومثال صلاحيتها للمكان ، والزمان حين انعدام القرينة الدالة على أحدهما :
احتفل طلاب مدرستنا مع طلاب المدارس الأخرى بيوم الشجرة .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 6 الشرح . 1 ـ 62 الشعراء .
ونحو : التقى معلمو المدرسة مع معلمي المدارس المجاورة ، وكرمنا المميزين منهم مع المميزين من معلمينا .
2 ـ تضاف " مع " وتكون بمعنى " عند " في إفادة معنى الحضور المجرد ، وهي حينئذ تكون ظرفا معربا مضافا واجب الجر بـ " من " الابتدائية .
نحو : إذا أراد الرجل البذل فلينفق من معه لا من مع الآخرين .
ونحو : إذا وهبت فهب من معك .
3 ـ أن تكون " مع " اسما لا ظرفية فيه ، ومعناه " جميع " ، أو " كل " وهي حينئذ تدل على مجرد اصطحاب اثنين ، أو أكثر ، واجتماعهما في وقت متعدد ، وتكون " مع " في هذه الحالة معربة منصوبة منونة على أنها حال ، أو خبر ، وهي في الصورتين مؤولة بالمشتق ، ومفردة .
مثال الدلالة على الحال المثناة : أقبل الطالبان معا .
22 ـ ومنه قول الشاعر :
فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا .
ومنه قول امرئ القيس :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
ومثال جماعة الإناث قول الشاعر :
" إذا حنت الأولى سجعن معا "
23 ـ ومنه قول الشاعر في وصف إبل :
لا ترتجي حين تلاقى الزائدا أسبعةً لاقت معا ، أَم واحدا
الشاهد : معا ، حال من فاعل الفعل " لاقى " وهو الضمير المستتر تقديره : " هي " يعود على لإبل التي تدل على جماعة مؤنثة .
24 ـ ومثال جمع المذكر قول الشاعر :
وأفنى رجالي فبادوا معا فأصبح قلبي بهم مستفزُّ
ومثال الخبر : المجاهدان معا . والمجاهدون معا .
والتقدير : المجاهدان موجودان معا . والمجاهدون موجودون معا .
" حسب " تضاف لفظا ومعنى :
95 ـ نحو قوله تعالى : { فإن تولوا فقل حسبي الله }1 .
وقوله تعالى : { من توكل على الله فهو حسبه }2 .
وقوله تعالى : { حسبنا الله ونعم الوكيل }3 .
كما تضاف حسب معنى لا لفظا . نحو : قرأت الدرس حسبُ .
والتقدير : لا غير . وهي حينئذ مبنية على الضم في محل نصب .
ومنه : أمضيت في مكة ثلاثة أيام فحسب . أي ليس غير .
" أول " ، لإضافته ثلاثة استعمالات هي :
1 ـ أن يكون اسما لا ظرفية فيه . نحو : أول الغيث قطرة .
وهو هنا بمعنى مبدأ الشيء . وقد يكون بمعنى كلمة " قديم " .
نحو : هذا قول هراء لا أول له ولا آخر .
وقد تضمن معنى كلمة " سابق " ، أي متقدم الدالة على الوصف .
نحو : تنقلت في البلاد عاما أولا .
2 ـ أن تكون اسما جامدا لا ظرفية فيه ، ولكنه مؤول بالمشتق ، تضمن كلمة " أسبق " الدالة على التفضيل ، وهو حينئذ معرب تطبق عليه أحكام أفعل التفضيل .
نحو : أنت في المدرسة أول من هذين الطالبين . والتقدير : أسبق منهما .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 130 التوبة . 2 ـ 3 الطلاق .
1 ـ 173 آل عمران .
3 ـ أن يكون ظرفا للزمان بمعنى " قبل " كقوله تعالى : { وأنا أول المسلمين }1 .
وقوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس }2 .
" دون " ، تكون للظرفية في معنى المكان ، وهي حينئذ منصوبة على الظرفية المكانية نحو : محمد دون أحمد في الشجاعة والكرم .
ومنه قوله تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول }3.
وتجر كلمة " دون " بحرف الجر " من " .
96 ـ نحو قوله تعالى : { فاتخذت من دونهم حجابا }4 .
وقوله تعالى: { إنما اتخذتم من دون الله }5 .
وقوله تعالى : { خالصة من دون الناس }6 .
وتأتي اسما وصفا بمعنى حقير . نحو : ثوب دون . أي : رديء .
ويقال هذا دونك . أي : حقيرك (7) . ويقولون : هذا دون المستوى المطلوب .
أي : أقل ، أو أحقر من المستوى المطلوب .
" قبل ، وبعد " ، لإضافتهما أربعة أحوال هي :
1 ـ تأتي قبل وبعد معربتين ، إذا أضيفتا لفظا .
97 ـ نحو قوله تعالى : { قبل طلوع الشمس }8 .
وقوله تعالى : { وما كنت تتلوا من قبله }9 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 164 الأنعام . 2 ـ 96 آل عمران .
3 ـ 204 الأنعام . 4 ـ 16 مريم .
5 ـ 25 العنكبوت . 6 ـ 94 البقرة .
7 ـ شرح المفصل ج2 ص129 . 8 ـ 130 طه .
9 ـ 48 العنكبوت .
وقوله تعالى : { قبل يوم الحساب }1 .
98 ـ ونحو قوله تعالى : { لا ينبغي لأحد من بعدي }2 .
وقوله تعالى : { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين }3 .
2 ـ وإذا حذف المضاف إليه ، ونوي لفظه ، أعرب " قبل وبعد " من غير تنوين .
25 ـ كقول الشاعر :
ومن قبلِ نادى كل قوم قرابة
الشاهد قوله : " من قبلِ " حيث أعربت " قبلِ " مجرورة من غير تنوين ، لأن المضاف إليه حذف ونوى لفظه . والتقدير : من قبل ذلك .
3 ـ إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ، ولا معناه ، تكون " قبل وبعد " حينئذ نكرتين منونتين .
نحو قوله تعالى ـ في قراءة من قرأ بالتنوين { لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ }4 .
26 ـ ومنه قول الشاعر يزيد بن الصعق :
فصيغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الحميم
الشاهد في البيت قوله : " قبلاً " حيث أعربه منونا لانقطاعه عن الإضافة لفظا ومعنى.
4 ـ يحذف المضاف إليه وينوى معناه دون لفظه ، فتكون قبل وبعد مبنيتين على الضم . 99 ـ نحو قوله تعالى : { كما سئل الذين من قبلُ }5 .
وقوله تعالى : { كما توليتم من قبلٌ }6 . وقوله تعالى : { فلا تحل له من بعدُ }7 .
وقوله تعالى : { آمنوا من بعدُ }8 . وقوله تعالى : { لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ }9 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 16 ص . 2 ـ 35 ص . 3 ـ 6 الأنعام .
4 ـ 4 الروم . 5 ـ 108 البقرة .
6 ـ 16 الفتح . 7 ـ 230 البقرة .
8 ـ 75 الأنفال . 9 ـ 4 الروم .
" عل " :
توافق " فوق " في معناها ، ويجوز نصبها على الظرفية ، أو الحالية ، ولكن يشترط فيها شرطان :
1 ـ لا تأتي ‘لا مجرورة بـ " من " . نحو قول امرئ القيس :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علِ
2 ـ لا تستعمل مضافة . فلا يجوز أن نقول : أخذت الكتاب من علِ المكتب .
" الجهات الست " ، وهي : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .
هذه الظروف تأتي مضافة للمفرد معنى ، مع جواز قطعها عن الإضافة لفظا ، والاستغناء عن المضاف إليه ، وحينئذ تبنى جميعها على الضم .
نحو : مر المتسابقون عن يمين المنصة . وجاء الطلاب ومحمد يمين .
ومثال حذف المضاف إليه لفظا :
100 ـ ومعنى قوله تعالى : { جنتان عن يمينٍ وشمال }1 .
ومثال " شمال " غير مقطوعة عن الإضافة لفظا قوله تعالى :
{ ومن أوتى كتابه بشماله }2 .
ومنه ما أخرجه أبو داود في إحدى رواياته عن سبرة بن معبد رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة ". والضمير في الحديث عائد على الصبي .
ومثال " وراء " 101 ـ قوله تعالى : { من ورائه جهنم }3 .
وقوله تعالى : { فاسألوهن من وراء حجاب }4 .
وقوله تعالى : { والله من ورائهم محيط }5 . وقوله تعالى : { أو من وراء جدر }6 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 15 سبأ . 2 ـ 25 الحاقة . 3 ـ 16 التغابن .
4 ـ 53 الأحزاب . 5 ـ 20 البروج . 6 ـ 14 الحشر .
ومثال " أمام " : وقف المذنب أمام القاضي . ومنه : البحر من ورائكم والعدو أمامكم.
102 ـ ومنه قوله تعالى : { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه }1 .
103 ـ ومثال " تحت " قوله تعالى : { يبايعونك تحت الشجرة }2 .
وقوله تعالى : { ومن تحت أرجلهم }3 .
وقوله تعالى : { تجري من تحتها الأنهار }4 .
104 ـ ومثال " فوق " قوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }5 .
وقوله تعالى : { فاضربوا فوق الأعناق }6 .
وقوله تعالى : { ورفعنا فوقكم الطور }7 .
ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل :
تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجمل إلى قسمين : ـ
1 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية ، أو الفعلية ، وجواز قطع بعضه عن الإضافة لفظا ، وهو : " حيث ، وإذ " ، ويحمل عليه ما كان دالا على الماضي من أسماء الزمان غير المحدود ، مثل " حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة " .
2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط . ومنه " إذا " الشرطية الدالة على الزمان المستقبل . و" لمّا " الظرفية ، و " آية " التي بمعنى علامة ، و " ذي " .
أولا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية أو الفعلية :
" حيث " :
اسم للمكان ، ملازم البناء على الضم ، يضاف للجمل الاسمية ، أو الفعلية ، وله حالتان .
ــــــــــــــ
7 ـ 5 القيامة . 8 ـ 18 الفتح . 9 ـ 69 المائدة .
10 ـ 25 البقرة . 11 ـ 12 النبأ .
12 ـ 12 الأنفال . 13 ـ 153 النساء .
1 ـ تأتي ظرفية مكانية مبنية على الضم في محل نصب .
نحو : وقفت حيث محمد واقف . ونحو : جلست حيث أستطيع الرؤية .
105 ـ ومنه قوله تعالى : { رغدا حيث شئتما }1 .
وقوله تعالى : { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم }2 .
2 ـ تأتي مجرورة بحرف الجر " من " .
106 ـ نحو قوله تعالى : { من حيث أخرجوكم }3 .
وقوله تعالى : { من حيث لا يعلمون }4 .
وقوله تعالى : { من حيث لم يحتسبوا }5 .
" إذ " :
أولا ـ تأتي للدلالة على الزمن الماضي ، فتكون كالتالي :
1 ـ ظرفا بمعنى " حين " .
107 ـ نحو قوله تعالى : { فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا }6 .
والمعنى : حين أخرجه الذين كفروا .
وقوله تعالى : { وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى }7 .
أي : حين جاءهم .
2 ـ مفعولا به . 108 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء }8 .
وقوله تعالى : { واذكروا إذ كنتم قليلا }9 .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 35 البقرة . 2 ـ 144 البقرة . 3 ـ 191 البقرة .
4 ـ 181 الأعراف . 5 ـ 2 الحشر .
6 ـ 41 التوبة . 7 ـ 55 الكهف . 8 ـ 68 الأعراف .
9 ـ 85 الأعراف .
وقوله تعالى : { واذكروا إذ أنتم قليل }1.
فـ " إذا " في الشواهد القرآنية السابقة جاءت اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به للفعل " اذكروا " ، وإذ مضاف ، والجملة بعدها في محل جر مضاف إليه .
3 ـ تأتي بدلا من المفعول به . نحو قوله تعالى :
{ واذكروا أخا عاد إذ أنذره قومه }2 .
وقوله تعالى : { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها }3 .
" إذا " في الشواهد السابقة اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من " أخا " في الآية الأولى ، وبدل من " مريم " في الآية الثانية .
4 ـ وتأتي " إذ " مضافا إليه ، وتغلب إضافتها بعد الكلمات التالية : ( بعد ، وحين ، ويم ، وقبل ، وساعة ) .
109 ـ نحو قوله تعالى : { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }4.
وقوله تعالى : { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم }5 .
وقوله تعالى : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }6 .
ثانيا ـ تأتي " إذ " للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ تكون ظرفا للزمان ليس غير 110 ـ نحو قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم }7 فـ " إذ " اسم مبني على السكون ، في محل نصب ظرف للزمان المستقبل ، متعلق بـ " يعلمون " ، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وهو مضاف ، وجملة : الأغلال وما في حيزها في محل جر بالإضافة .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 26 الأنفال . 2 ـ 21 الأحقاف .
3 ـ 15 مريم . 4 ـ 71 الأنعام . 5 ـ 115 التوبة .
6 ـ 8 آل عمران .7 ـ 71 ، 72 غافر .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا قطعت " إذ " عن الإضافة لفظا ومعنى تنون ، ويكون التنوين عوضا عن لفظ الجملة المضاف إليها ، وغالبا ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إليها ، كيوم ، حين ، وساعة ... إلخ . 111 ـ نحو قوله تعالى : { يومئذ يفرح المؤمنون }1 .
وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }2 .
2 ـ ذكرنا أن بعض الظروف المبهمة تكون بمعنى " إذ " ، إذا أريد بها الدلالة على الماضي ، ومن تلك الظروف ( حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة ... إلخ ) .
مثال " حين " ، 112 ـ قوله تعالى : { حين يرون العذاب }3 .
وقوله تعالى : {وسبح بحمد ربك حين تقوم }4 .
كما تضاف إلى المفرد نحو قوله تعالى : { والضراء وحين البأس }5 .
113 ـ وقوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها }6 .
وقوله تعالى : { على حين غفلة من أهلها }7 .
وقد تقطع " حين " عن الإضافة لفظا ومعنى ، وحينئذ تنون عوضا من لفظ الجملة المضاف إليه . 114 ـ نحو قوله تعالى : { ومتعناهم إلى حين }8 .
وقوله تعالى : { ولتعلمن نبأه بعد حين }9 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الروم . 2 ـ 84 الواقعة .
3 ـ 42 الفرقان . 4 ـ 48 الطور .
5 ـ 177 البقرة .6 ـ 42 الزمر .
7 ـ 15 القصص . 8 ـ 98 يونس .
9 ـ 88 ص .
وقوله تعالى : { فتنة لكم ومتاع إلى حين }1 .
ويلاحظ في هذه الحالة التي تقطع فيها " حين " عن الإضافة ، أن تكون مسبوقة بحرف جر كما هو موضح في الشواهد السابقة .
ومثل حين " يوم " 115 ـ نحو قوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { ويوم أبعث حيا }3 .
ومثال إضافة يوم إلى الاسم المفرد 116 ـ قوله تعالى : { يوم القيامة تبعثون }4 .
وقوله تعالى : { وأنذرهم يوم الآزفة }5 .
وقوله تعالى : { إلى يوم البعث فهذا يوم البعث }6 .
ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط : ـ
هناك ألفاظ تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ليس غير ، وهي :
إذا الشرطية الدالة على الزمان المستقبل ، ولما الظرفية ، وآية التي بمعنى علامة ، وذي .
1 ـ إذا : شرطية للدلالة على الزمان المستقبل .
117 ـ نحو قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }7 .
وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون }8 .
وقوله تعالى : { حتى إذا أخذت الأرض }9 .
2 ـ لمّا : ظرفية تضاف إلى الجمل الفعلية .
118 ـ نحو قوله تعالى : { فلما خر تبينت الجن }10 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 111 الأنبياء . 2 ـ 12 الحديد . 3 ـ 33 مريم .
4 ـ 16 المؤمنون . 5 ـ 57 النجم . 6 ـ 56 الروم .
7 ـ 1 النصر . 8 ـ 33 الأعراف . 9 ـ 24 يونس .
10 ـ 14 سبأ .
وقوله تعالى : { فلما بلغ مجمع بينهما }1 .
وقوله تعالى : { ولما جاء عيس بالبينات }2 .
وقوله تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا }3 .
ومما ألحق بإذا من غير الزمان كلمة " آية " . نحو : آتيتني بآية قام أخوك .
فأضافوا كلمة " آية " إلى الجملة الفعلية ، لأنها بمعنى الوقت .
27 ـ ومنه قول الشاعر :
بآية يقدمون الخيل شعتا كأن على سنابكها قدامى
ومما ألحق بإذا أيضا كلمة " ذي " . نحو قولهم : اذهب بذي تسلم .
والتقدير : اذهب بأمر سلامتك . ، أي : ومعك أمر هو سلامتك المصاحبة لك .
ويلاحظ في " ذي " أن تكون مجرورة بحرف الجر " الباء " .
تنبيه : هناك أسماء تمنع من الإضافة إلى غيرها ، ومن هذه الأسماء : ـ
الضمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ما عدا " أي " ، وأسماء الشرط ما عدا " أي " ، وأسماء الاستفهام ما عدا " أي " .
الفصل بين المضاف والمضاف إليه :
يحوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في النثر في المواضع الآتية :
1 ـ إذا كان المضاف إليه مصدرا مضافا إلى فاعله ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به . 119 ـ نحو قوله تعالى في قراءة ابن عامر : { قَتْلَ أولادَهم شركائهم }4 .
بنصب أولاد ، وجر شركاء .
وقد يفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 الكهف . 2 ـ 63 الزخرف .
3 ـ 82 هود . 4 ـ 137 الأنعام .
نحو قولهم : ترك يوما نفسِك وهواها . بجر نفس .
2 ـ إذا كان المضاف إليه وصفا مضافا إلى مفعوله الأول ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به الثاني . كقراءة بعضهم : { فلا تحسبن الله مخلف وعدَه رسلِه }1 .
بنصب وعد ، وجر رسل . أو الفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هل أنتم تاركو لي صاحبي " . حيث فصل بين المضاف ، والمضاف إليه بالجار والمجرور " لي " .
28 ـ ومنه قول الشاعر :
فَرِشْني بخير لا أكونن مدحتي كناحت يوما صخرةِ بعسيل
الشاهد : " كناحت يوما صخرةِ " ، حيث فصل بين المضاف " ناحت " ، والمضاف إليه " ضخرة " ، بالظرف " يوم " .
3 ـ أن يكون الفاصل بينهما هو القسم . نحو : هذا كتابُ ـ والله ـ محمدٍ .
أما في الشعر فقد فصل بين المضاف ، والمضاف إليه في ثلاثة مواضع : ـ
1 ـ الفصل بينهما بأجنبي ، والمقصود بالأجنبي هو معمول غير المضاف سواء أكان : أ ـ فاعلا .
29 ـ نحو قول الشاعر :
أنجب أيام والداه به إذ نَجَلاه فنعم ما نجلا
والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه .
ب ـ أم مفعولا به .
30 ـ نحو قول الشاعر :
" تسقى امتياحا ندى المسوال ريقتها "
التقدير : تسقى ندى ريقتها المسوال .
ــــــــــــــــ
1 ـ 47 إبراهيم .
ج ـ أم كان ظرفا .
31 ـ نحو قول الشاعر :
كما خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب أو يزيل
التقدير : كما خط بكف يهودي يوما الكتاب .
2 ـ الفصل بينهما بنفي المضاف .
32 ـ نحو قول الشاعر :
ولئن حلفت على يديك لأحلفن بيمين أصدق من يمينك مقسم
التقدير : بيمين مقسم أصدق من يمينك .
3 ـ الفصل بينهما بالنداء .
33 ـ نحو قول الشاعر :
كأن برذون أبا عصامٍ زيدٍ حمارٌ دُقَّ باللجام
التقدير : كأن برذون زيد يا أبا عصام .
حذف المضاف : ـ
1 ـ يحذف المضاف إذا دل عليه دليل ، ويقوم المضاف إليه مقامه ، ويعرب بإعرابه .
120 ـ نحو قوله تعالى : { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم }1 .
التقدير : حب العجل .
ومنه قوله تعالى : ر وجاء ربك }2 . أي : أمر ربك .
في الشاهدين السابقين حذف المضاف وهو كلمة " حب " في الآية الأولى ، وكلمة " ربك " في الآية الثانية .
ـــــــــــــــ
1 ـ 93 البقرة . 3 ـ 22 الفجر .
2 ـ قد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا ، كما لو كان المضاف موجودا ، ولكن يشترط في المضاف المحذوف مماثلا لما عليه قد عطف .
نحو قول الشاعر :
أكلُّ امرئ تحسبين امرأَ ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نارا
الشاهد قوله : " ونار " فحذف المضاف وهو " كل " التي دلت عليها كلمة " كل " في صدر البيت المعطوف عليه بحرف العطف في كلمة " ونار " ، وهي المضاف إليه .
3 ـ وقد يحذف المضاف ، ويبقى المضاف إليه على جره ، ولا يشترط في المحذوف أن يكون مماثلا للملفوظ ، ولكن يكتفى أن يكون مقابلا له .
نحو قوله تعالى في قراءة من جر كلمة الآخرة :
{ تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ }1 . التقدير : والله يريد في الآخرة ، أو والله يريد عرض الآخرة . عند تقدير بعض المعربين ، ولكن الوجه الأول أولى .
حذف المضاف إليه :
يجوز حذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف على حاله ، كما لو كان مضافا ، حيث يحذف تنوينه ، وهذا النوع أكثر ما يكون إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول . نحو قولهم : قطع الله يدَ ورجلَ من قالها .
والتقدير : قطع الله يد من قالها ، ورجل من قالها . فحذف ما أضيف إليه " يد " وهو " من قالها " لدلالة ما أضيف إليه " رجل " عليه .
34 ـ ومنه قول الشاعر :
سقى الأرضين الغيثُ سهل وحزنها
ـــــــــــــ
1 ـ 67 الأنفال .
التقدير : " سهلها وحزنها " ، فحذف ما أضيف إليه " سهل " لدلالة ما أضيف إليه " حزن " عليه .
المضاف إلى ياء المتكلم :
للمضاف إلى ياء المتكلم أحكام على النحو الآتي : ـ
1 ـ يجب كسر آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم للمناسبة . نحو : هذا كتابي .
121 ـ ومنه قوله تعالى : { اذهب بكتابي هذا }1 .
وقوله تعالى : { يا ليتني لم أوت كتابيه }2 .
ويستثنى من القاعد السابقة الآتي : ـ
أ ـ الاسم المقصور . نحو : فتايَ ، وهوايَ ، قوايَ .
ولاسم المنقوص . نحو : قاضيَّ ، واديَّ ، راميَّ .
ب ـ المثني وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر . نحو : معلمَيَّ ، ومهندسَيَّ ، ومعلمِيَّ ، ومهندسِيَّ .
حيث يجب تسكين أواخرها ، وفتح الياء معها ، وإدغام ياء المنقوص والمثنى والجمع المذكر بياء المتكلم ، وقلب واو الجمع ياء ، ثم إدغامها بياء المتكلم .
35 ـ ومنه قول الشاعر :
أودى بنيَّ فأعقبوني حسرة عند الرفاء وعبرة لا تقلع
الشاهد : " بنيَّ " وأصلها " بنين " مضافة إلى ياء المتكلم ، فحذفت النون ، وأدغمت الياء في الياء .
ـــــــــــــــــ
2 ـ 28 النمل . 3 ـ 25 الحاقة .
أحكام عامة للمضاف إليه : ـ
1 ـ وجوب اشتمال الإضافة المحضة على حرف جر متخيل ، والغرض من هذا التخيل الاستعانة بحرف الجر على توصيل معنى ما قبله إلى ما رعده ، ولا يخرج حرف الجر المتخيل عن أحد هذه الحروف الثلاثة الأصلية وهي : من ، في ، اللام .
2 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفا ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة ، ويشترط في ذلك أن تكون الإضافة محضة .
3 ـ عدم الفصل بين المتضايفين باسم ظاهر ، أو ضمير بارز ، أو بغيرهما ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة الكلمة الواحدة ذات الجزأين ، ومع ذلك يجوز الفصل بشروط ، كما أوضحنا .
4 ـ يستفيد المضاف من المضاف إليه وجوب التصدير . فإذا كان المضاف إليه من الألفاظ التي لها الصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام ، والشرط ، فإنه يفقد التصدير عندما يصير مضافا إليه ، وينتقل وجوب التصدير إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة . نحو : قلم من معك ؟ وصباح أيِّ يومٍ السفر ؟
5 ـ يجب تقديم المضاف على المضاف إليه ، وكذلك تقديمه على معمولات المضاف إليه ، سواء أكانت تلك المعمولات مفردة ، أم جملة ، أم شبه جملة ، إلا في حالة واحدة يجوز فيها التقديم ، وهي : أن يكون المضاف كلمة " غير " التي يقصد بها النفي ، وعلامة ذلك أن يصح وضع حرف نفي وفعل مضارع محل كلمة " غير " والمضاف إليها ، مع استقامة المعنى . نحو : أما غير منكر فضلا .
فيجوز أن نقول : أنا ـ فضلا ـ غير منكر . بدليل جواز قولنا : أنا فضلا لا أنكر . حيث سدت " لا " النافية مع الفعل المضارع مسد " غير " والمضاف إليه .
6 ـ وجوب استفادة المضاف الذي ليس مصدرا المصدرية من المضاف إليه .
122 ـ نحو قوله تعالى : { سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }1 .
والتقدير : سيعلم الذين ظلموا ينقلبون منقلبا أي منقلب . فكلمة " أي " مفعول مطلق ، وناصبة للفعل المضارع " ينقلبون " ، ولكنه في هذا الموضع نائب عن المفعول المطلق ، واكتيب المصدرية من المضاف إليه " منقلب " .
7 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه الظرفية ، بشرط أن يكون المضاف كلمة " كل " ، أو " بعض " ، أو ما يدل على الكلية ، أو الجزئية ، ويكون المضاف إليه ظرفا . نحو : أمضيت في الرحلة كل الوقت . وانقطعت عن زيارته بعض الوقت.
ومنه قولهم : قد تخفى خديعة اللئيم بعض الأحيان ، ولكنها لا تخفى كل الأحيان .
8 ـ جواز استفادة المضاف المذكر من المضاف إليه التأنيث ، إذا كان الأخير مؤنثا ، ويتحقق ذلك بشرطين : ـ
أ ـ أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه ، أو مثل جزئه ، أو كلا له .
مثال المضاف الذي هو جزء من المضاف إليه : أسرعت بعض السحائب حين ساقتها بعض الرياح . فقد لحقت " تاء " التأنيث كلا من الفعل " أسرع " ، " وساق " للتدليل على تأنيث فاعلهما ، وههو كلمة " بعض " .
ومثال المضاف الذي يشبه جزءا من المضاف إليه .
36 ـ قول الشاعر :
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
فكلمة " حب " في صدر البيت : مبتدأ مذكر ، وخبره الجملة الفعلية " شغفن " ، والرابط بين المبتدأ وخبره ، هو ضمير النسوة " النون " ، وكلمة " ديار " مضاف إليه ، ولكن يشبهه بأن له اتصالا ، وارتباطا سببيا به .
ــــــــــــــ
1 ـ 227 الشعراء .
ومثال المضاف الذي هو كل للمضاف إليه ،
37 ـ قول الشاعر :
جادت عليه كل عين ثرة فتركن كل حديقة كالدرهم
الشاهد قوله : " جادت " ، يلاحظ أن تاء التأنيث قد لحقت أخر الفعل " جاد " للدلالة على تأنيث فاعله وهو كلمة " كل " مع أن هذا الفاعل مذكر في ذاته .
ب ـ أن يكون المضاف صالحا للحذف ، وإقامة المضاف إليه مقامه من دون أن يتغير المعنى . نحو أن يقال : أسرعت السحائب حين ساقتها الرياح .
فقد حذف المضاف وهو كلمة " بعض " دون أن يفسد المعنى .
9 ـ جواز حذف تاء التأنيث من آخر المضاف ، شريطة أمن اللبس عند حذفها ، وعدم خفاء المعنى ،
123 ـ كقوله تعالى : { وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }1 .
والتقدير : " إقامة الصلاة " فقد حذف " تاء " التأنيث من المضاف تخفيفا في النطق ، ولم يترتب عليه لبس ، أو إخفاء في المعنى . ومنه قوله تعالى :
{ رجال لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } 2 .