محمد فريد
محام ومؤرخ معروف وأحد كبار الزعماء الوطنيين بمصر وله تمثال فى ميدان بأسمه بالقاهرة تخليدا لذاكره ، ترأس الحزب الوطنى بعد وفاة مصطفى كامل ، انفق ثروته فى سبيل القضية المصرية .
اهداف محمد فريد :
اعلن محمد فريد ان مطالب مصر هى الجلاء ، الدستور ، الجامعة الاسلامية ، ووحدة وادى النيل ، وكان من وسائله لتحقيق هذة الاهداف ، تعليم الشعب وتنويره ليكون اكتر بصرا بحقوقه وتكتيله فى تشكيلات ليكون اكثر قوة وارتباطا .
تتجلى جهود محمد فريد فى اهتمامه بالتعليم بانه قام بانشاء مدارس ليلية فى الاحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانا واسس العديد من هذه المدارس فى القاهرة والبنادر وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطنى وانصاره من المحامين والاطباء الناجحين وكان يدعو دائما لتعميم التعليم الابتدائى وجعله مجانيا والزاميا لكل مصرى ومصرية .
وضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور طبع منها عشرات الالاف من النسخ ، ودعا الشعب الى توقيعها وارسالها اليه ليقدمها الى الخديوى ، و نجحت الحملة وذهب فريد الى القصر يسلم اول دفعة من التوقيعات وكانت 45 الف توقيع وتلتها دفعات أخرى .
اهم انجازاته :
وضع محمد فريد أساس حركة النقابات فأنشا أول نقابة للعمال سنة 1909 لترقية احوالهم والعناية بشئونهم .
وفى زحف محمد فريد السياسى دعا الوزراء الى مقاطعة الحكم وقال " من لنا بنظارة ( اى وزارة ) تستقيل بشهامة وتعلن للعالم اسباب استقالتها ، لو استقالت وزارة بهذه الصورة ولم يوجد بعد ذلك من المصريين من يقبل الوزارة مهما زيد مرتبه اذن لاعلن الدستور ولنلناه على الفور .
عرفت مصر على يد محمد فريدالمظاهرات الشعبية المنظمة كان فريد يدعو اليها فيجتمع عشرات الالوف فى حديقة الجزيرة وتسير الى قلب القاهرة هاتفة بمطالبها .
مؤلفاته ومحاكمته :
فى اطار الايمان بوحدة المسلمين انفرد محمد فريد بتأجيج هذا الايمان وقوته لدرجة انه ألف كتابا عن تاريخ الدولة العلية العثمانية طبع سنة 1893م ثم اعيد سنة 1896م ثم مرة ثالثة فى سنة 1912 مما يدل على ثبات موقف محمد فريد فى هذا الصدد .
ويقول فى مقدمة هذا الكتاب "ان الملك العثمانى قد لم شمل الولايات الاسلامية وان التعصب الدينى فى الممالك الاوروبية قد قام لتفتيت هذة الوحدة وان الدولة العلية هى الحامية لبيضة الاسلام والمدافعة عن حرية شعوب الشرق" .
تعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان "اثر الشعر فى تربية الامم" وقال فيها " لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد اماته الشعر الحماسى وحمل الشعراء بالعطايا على وضع قصائد المدح البارد والاطراء الفارغ للملوك والامراء والوزارء وابتعادهم عن كل مايربى النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال .
ذهب محمد فريد الى اوروبا كى يعد المؤتمرات لبحث المسالة المصرية بباريس وانفق عليه من ماله الخاص كى يدعو عليه كبار معارضى الاستعمار لايصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية .
ونصحه اصدقائه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بسبب ماكتبه كمقدمة للديوان الشعرى ، ولكنه عاد الى مصر وحكم عليه بالسجن سته اشهر قضاها جميعا ولدى خروجه من السجن كتب الكلمات الاتية :"مضى على سته اشهر فى غيابات السجن ولم اشعر ابدا بالضيق الا عند اقتراب خروجى لع انى خارج لسجن اخر وهو سجن الامة المصرية الذى تحده سلطة الفرد ويحرسه الاحتلال" .
نفيه ووفاته :
استمر محمد فريد فى الدعوة للجلاء والمطالبة بالدستور حتى ضاقت الحكومة المصرية الموالية للاحتلال به وبيتت النية بسجنه مجددا ،فغادر فريد البلاد الى اوروبا سرا حيث وافته المنية هناك وحيدا فقيرا حتى ان اهله بمصر لم يجدوا مالا كافيا لنقل جثمانه الى ارض الوطن ، الى ان تولى احد التجار المصريين من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة .